«مرحبا دولة» يكتسح وسائل التواصل الاجتماعي بعد الشاشة

يُعدّ أول تجربة كوميدية تحمل هوية لبنانية واضحة

أبطال «مرحبا دولة» تحوّلوا إلى نجوم الشاشة (إنستغرام)
أبطال «مرحبا دولة» تحوّلوا إلى نجوم الشاشة (إنستغرام)
TT

«مرحبا دولة» يكتسح وسائل التواصل الاجتماعي بعد الشاشة

أبطال «مرحبا دولة» تحوّلوا إلى نجوم الشاشة (إنستغرام)
أبطال «مرحبا دولة» تحوّلوا إلى نجوم الشاشة (إنستغرام)

رغم انتهاء موسم عرض البرنامج التلفزيوني (ست كوم) «مرحبا دولة»، فإنه يشكّل اليوم ظاهرة على مواقع التواصل. موسمه التلفزيوني الأخير عبر شاشة «إل بي سي آي» انتهى عرضه منذ أشهر، ومع ذلك يحقّق بأثر رجعي نجاحات واسعة وصلت إلى بلدان عربية عدّة. فأنْ يجذب البرنامج محتواه المُشاهد المصري المعتاد على أعمال لعمالقة الكوميديا العربية، وكذلك المتابع الجزائري الذي بالكاد يفهم اللهجة اللبنانية، هو أمر أثار فضول كثيرين. فما سرّ هذا البرنامج الذي حضَّ جوي بيار الضاهر، مدير المحطّة المذكورة، على المغامرة بإدخاله إلى شبكة برامجها؟

تؤكد إدارة «إل بي سي آي» أنّ «مرحبا دولة» ليست مغامرة خاضتها المحطة، بل تُعبّر عن إيمانها بقدرات شبابية واعدة. فالفريق سبق أن أثبت نجاحه في المسرح، ودخوله برمجة «إل بي سي آي» ساعد على توسيع فئة متابعيها. ويضيف مصدر في الإدارة لـ«الشرق الأوسط»: «الهدف بالنسبة إلينا ليس النجاح أو إثارة الجدل، بل الإضاءة على مشكلات المواطن اليومية بمقاربة تُشبه واقعنا، ولو من باب الكوميديا والنقد».

حسين قاووق أحد أعمدة البرنامج الأساسيين مع ترف التقي (إنستغرام)

يتألّف فريق «مرحبا دولة» من مخرجه محمد دايخ، صاحب شخصية «عاطف» في العمل، يشاركه التمثيل صديقه حسين قاووق بدور «بدري»، وكذلك شقيقه حسين دايخ (زهير)، وشيرين الحاج (عبير)، ومحمد عبدو (فاروق)، ومهدي دايخ (بيضون)، وذو الفقار ياسين (مرزوق). ومؤخراً شاركت فيه ترف التقي بدور «ليلى»، فجدَّدت بإطلالتها إيقاع البرنامج، وشكَّلت ثنائية رومانسية مع محمد دايخ طبعت ذاكرة المُشاهد.

وإذا ما جلنا اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، من «فيسبوك» و«تيك توك» و«إنستغرام»، فسنلاحظ اكتساح لقطات من «مرحبا دولة» هذه المنصات الإلكترونية بقوة. واللافت تبادلها من جنسيات عربية مختلفة، في مقدمتها المصريون، فهم يُخصّصون تعليقات مُصوَّرة يتحدَّثون فيها عن إعجابهم بالفريق، ومرّات كثيرة يطرحون الأسئلة حول الإمكانات والقدرات الهائلة التي يملكها الفريق لإضحاك متابعيه.

المحتوى الذي يُقدّمه فريق «مرحبا دولة» يتمتّع بعفوية كبيرة، حتى إنّ الناس تتخيّل أن جميع مَشاهد حلقاته ترتكز على الارتجال. كما أنّ جرأة الموضوعات التي يتناولها استطاعت قَلْب صفحة في الكوميديا اللبنانية لتدخل حقبة جديدة؛ فمنذ نحو 20 عاماً لم يشهد برنامج كوميدي هذا النجاح ولا الانتشار الواسع الذي وصل إلى المنطقة العربية بأكملها. حتى إن «مرحبا دولة» كسر الصورة الكوميدية العالقة في أذهان اللبنانيين منذ «أسأل شي»، و«لا يملّ»، و«ما في متلو»، فضخَّ الحداثة في تركيبة محتوى جريء وحقيقي.

«مرحبا دولة» سرق انتباه المُشاهد العربي (إنستغرام)

لم يغضّ البرنامج النظر عن النعرات الطائفية، ولم يمتنع عن التحدّث عن الأديان وإشكالية تعاطي اللبنانيين بها، ولم توفّر انتقاداته الساخرة شخصيات سياسية وأمنية. فالفريق يُجسّد دور رجال شرطة عسكرية في فصيلة «رف الحمام» التابعة لقوى الأمن، تُواجه مشكلات أمنية واجتماعية، مثل ترويج المخدرات وغيرها، وتحاول إيجاد حلول لها بأسلوب بسيط ومضحك. أحياناً يتجاوز النصّ الخطوط الحمراء التي توهم المُشاهد بأنّ أحداً لن يتجاوزها، إذ يتجرّأ البرنامج، ويخوض موضوعات دقيقة كانت تُعدّ من المحرّمات، وهو ما طرح أسئلة كثيرة من مصريين وجزائريين ولبنانيين حول سبب تأخُّر عرض هذا النوع من الأعمال.

لكن منتج البرنامج في مواسمه الأولى، فراس حاطوم، يشرح لـ«الشرق الأوسط»: «برأيي، إنه التطور الطبيعي لهذا النوع من البرامج عبر محتوى واقعي بامتياز. فلماذا نتقبّل محتوى كوميدياً جريئاً مصرياً أو سورياً، ولا يُطبّق ذلك على اللبناني؟». ويستطرد: «لماذا حقّق هذا الـ(ست كوم) الانتشار الواسع عربياً؟ الجواب ببساطة هو أننا لم نُقدّم من قبل محتوى يُشبهنا. كان المحتوى شبه سطحي، ومن الصعب أن يعلق بأذهان الناس، وهو ما تخطّاه فريق (مرحبا دولة) وحقَّق المختلف».

بحنكة وذكاء، يَحْبك محمد دايخ نصوص حلقات «مرحبا دولة»، ويستخدم في معظم الأحيان الضحكة لإيصال رسائل مبطّنة وموجعة، فتلامس العمق الإنساني ببساطة، وتحضُّ المُشاهد على عدم تفويت أي من حلقات العمل، لشعوره بنهم شديد تجاه موضوعات تُخاطبه مباشرة. ويُعلّق حاطوم: «لطالما أُعجبتُ بمحمد دايخ وأسلوب تفكيره الفنّي، ولذلك فكّرت في برنامج تلفزيوني أُنتجه له. ولا شك أنّ الفضل الأكبر لترجمة فكرتي على الشاشة يعود إلى جوي الضاهر، مدير محطة (إل بي سي آي)؛ فبعدما شاهد الحلقة التجريبية للبرنامج، وافق بسرعة، ولم يترَّدد في عرضها كما هي لتفتتح الموسم الأول. فالبرنامج انطلق أولاً تحت عنوان (تعا قِلّو بيزعل)، ومن ثم جاءت مواسم (مرحبا دولة). واضطر دايخ إلى إنتاج الموسم الأخير بنفسه لعدم إيجادي الوقت الكافي لإكمال المشوار معه، وأطللتُ في إحدى الحلقات للتأكيد أن هذا الفراق جرى على وفاق».

مخرج العمل محمد دايخ مع الممثلة ترف التقي شكّلا ثنائية مُتناسقة (إنستغرام)

وإذا ما اطّلعنا على شخصيات «مرحبا دولة»، لوجدنا أنها نماذج تُمثّل فئات من المجتمع اللبناني بكلّ أطيافه. والأهم هو أنّ كلَّ ممثل في العمل يُشكّل بطولة بذاته، وجميعهم يتمتّعون بالعفوية والتلقائية في التمثيل. أما عبارة حسين قاووق التي يستهلّ بها كلّ إطلالة له في الحلقة «كيفك؟ كيف الصحة؟ كلّو تمام؟»، فتحوّلت إلى تحية يومية عند اللبنانيين، يحبّون افتتاح يومهم بها بكونها فأل خير وابتسامة.

ويُعلّق حاطوم على عفوية الفريق: «هناك نص يكتبه محمد والجميع يلتزم به، لكنه يترك مساحة من الارتجال لكلّ ممثل، فتتلوَّن الحلقات بعفوية يُحبّذها المُشاهد وتولّد هذا التماهي بين الممثّلين وبينه».

يتناول «مرحبا دولة» مواقف يومية من حياة اللبنانيين، وقد تكون الحلقات التي يتحدّث فيها فريق العمل بالمصرية شكّلت الشرارة الأولى لمتابعته من مشاهدي «أم الدنيا»؛ ففي إحدى الحلقات، يستيقظ الفريق وهو يتحدَّث المصرية، ويبدأ بالبحث عن سبب ذلك، فكانت بمثابة لفتة ذكية من محمد دايخ، أخذ من خلالها برنامجه إلى الانتشار العربي.

ومن المواقف التي تتضمّنها حلقات «مرحبا دولة»، تلك التي تجمع بين الثنائي «ليلى» (ترف التقي) و«عاطف» (محمد دايخ). فهناك لغة بسيطة تعكس التواصل الحقيقي بين عاشقَيْن من دون أي «رتوش»، وكذلك المواقف التي تتناول مشكلات المواطنين مع أصحاب مولّدات الكهرباء، وتلك التي تحكي عن ترويج المخدرات عبر أبواب عالية، والمرأة التي ماتت واحتار أهل قريتها أين يدفنونها. تُشكّل جميعها مَشاهد كوميدية لا يمكن أن تمرّ عابرة على الشاشة، من دون أن تثير نوبات ضحك تلقائية عند متابعيها.

ويختم فراس حاطوم: «هناك أسلوب كوميدي جديد ابتكره محمد دايخ له بصمته الخاصة فيه، كما أنه استطاع أن يصنع من فريق (مرحبا دولة) ممثّلين مشهورين، رغم أنهم لم يمارسوا هذه المهنة على الشاشة من قبل. وأشجّع كلّ تجربة من هذا النوع كي تشقَّ طريقها. وما كان يحاول البعض زرعه في أذهاننا بأننا لا نستطيع مقاربة موضوعات معيّنة لأنها ستخلق استفزازاً بين اللبنانيين، تبيَّن أنه غير صحيح. كما أنّ ميزانية خجولة لا تُشكّل حاجزاً أمام شهرة برنامج ما».


مقالات ذات صلة

«إميلي» تعثَّرت في روما فمدَّت لها باريس حبل الإنقاذ

يوميات الشرق إميلي تتنقّل بين روما وباريس في الموسم الخامس من المسلسل (نتفليكس)

«إميلي» تعثَّرت في روما فمدَّت لها باريس حبل الإنقاذ

في الموسم الخامس من مسلسل «Emily in Paris»، الأزياء المزركشة والإعلانات التجارية تحتلُّ المساحة الكبرى.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق من التسوّق مروراً بالطهو وصولاً إلى التذوّق يغطّي البرنامج مراحل إعداد الطبق (شركة الإنتاج)

«طعم السعودية»... مطبخ وسياحة وثقافة في برنامج واحد

من الكبيبة، والرقش، والصياديّة، مروراً بالمليحية والمرقوق، وليس انتهاءً بالجريش والكليجة... برنامج يعرّف العالم على مطبخ السعودية وأبرز مناطقها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الممثلان معتصم النهار وأندريا طايع، بطلا مسلسل «مش مهم الإسم» (شركة الصبّاح)

«مش مهم الاسم»... مُخرجة المسلسل تتحدّث عن الكواليس والممثلين

مخرجة «مش مهم الاسم» ليال م. راجحة تشاركنا تفاصيل التحضير للمسلسل والتعاون مع الثنائي معتصم النهار وأندريا طايع.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق «مستر بين» بحلّة جديدة... لقاء الكوميديا الخفيفة بالمعاني الإنسانية العميقة

«مستر بين» بحلّة جديدة... لقاء الكوميديا الخفيفة بالمعاني الإنسانية العميقة

عودة ميلاديّة للممثل روان أتكينسون، وشريكُه في البطولة رضيعٌ ساعده الذكاء الاصطناعي في التمثيل.

كريستين حبيب (بيروت)
«ذا فويس 6» والمدرّبون ناصيف زيتون وأحمد سعد ورحمة رياض (إنستغرام)

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

كانت لـ«الشرق الأوسط» لقاءات مع المدرّبين الثلاثة خلال تسجيل إحدى حلقات الموسم السادس، فأبدوا رأيهم في التجربة التي يخوضونها...

فيفيان حداد (بيروت)

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
TT

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

ومن أبرز العادات المرتبطة بالصحة النفسية التي ينصح الخبراء باتباعها عام 2026:

الاهتمام بالنوم

النوم الجيد هو أساس الصحة النفسية الجيدة. قد يؤثر الحرمان من النوم على المزاج والذاكرة والانتباه. في عام 2026، اجعل النوم أولوية وليس ترفاً. استهدف الحصول على 7-8 ساعات من النوم ليلاً. نم واستيقظ في نفس الوقت حتى في عطلات نهاية الأسبوع. قلل من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة قبل النوم بساعة على الأقل، وخفف إضاءة غرفة نومك.

تقليل وقت استخدام الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي

قد يتراكم التوتر والقلق في ذهنك دون وعي، ويصبح الشك في الذات ملازماً لك مع التصفح المستمر. ورغم أن الحياة الرقمية أمر لا مفر منه، فإن التدريب على وضع حدود لاستخدام الشاشات هو السبيل الوحيد لتحقيق السكينة النفسية. حاول الابتعاد عن الشاشات لمدة ساعة أو ساعتين على الأقل خلال اليوم. من الأفضل عدم تفقد هاتفك فور استيقاظك أو قبل نومك مباشرة. ألغِ متابعة الصفحات التي تثير توترك أو تولد لديك أفكاراً خاطئة، وتجنب المحتوى الذي يجعلك تشعر بالخوف أو الترهيب. كما أن تقليل وقت استخدام الشاشات يُسهم في صفاء ذهنك.

التحدث عن مشاعرك دون الشعور بالذنب

كبت المشاعر مدمر للصحة النفسية على المدى البعيد. بحلول عام 2026، ينبغي أن يصبح من المعتاد مناقشة مشاعرك، سواء مع صديق مقرب أو شخص مختص. التعبير عن المشاعر لا يعني الضعف، بل يساعد على تخفيف التوتر وإتاحة الفرصة للآخرين للوجود معك. عندما تشعر بثقل المشاعر، بادر بالتحدث مبكراً بدلاً من الانتظار حتى تتفاقم الأمور.

تحريك جسمك يومياً

ترتبط التمارين الرياضية ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية. فهي تُحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ تُحسّن المزاج، ما يُساعد على تخفيف التوتر والقلق. ولا تتطلب التمارين الرياضية جهداً كبيراً، فممارسة اليوغا في المنزل أو الرقص وتمارين التمدد الخفيفة مع المشي يومياً كافية. اختر الأنشطة التي تُحبها، لأنها ستُصبح جزءاً من العناية الذاتية، لا مجرد خطوة روتينية.

اللطف مع الذات

كثير من الناس هم أشدّ منتقدي أنفسهم. الشعور بالنقد الذاتي المستمر قد يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والثقة بالنفس. كن رحيماً بنفسك، وأنت تستقبل عام 2026. تقبّل فكرة أنه لا بأس بأخذ فترات راحة والعمل متى شئت. استمتع بالانتصارات الصغيرة، ولا تقارن مسيرتك بمسيرة الآخرين.


«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح
TT

«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح

منحت جائزة «نوابغ العرب 2025» الدكتور المصري نبيل صيدح جائزة فئة الطب، تقديراً لإسهاماته العلمية التي أسهمت في تطوير فهم صحة القلب وآليات تنظيم الكوليسترول، وما ترتب عليها من أدوية تُستخدم اليوم على نطاق واسع لتقليل مخاطر أمراض القلب.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور صيدح على فوزه، مؤكداً أن رسالة المنطقة في تطوير العلوم الطبية «مستمرة مع العقول العربية الفذة» الساعية إلى الابتكار من أجل الإنسان. وقال في منشور على منصة «إكس» إن الفائز، مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء العصبية الحيوية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية، قدّم إسهامات رائدة في فهم كيفية تعامل الجسم مع الدهون وتنظيم مستويات الكوليسترول، مشيراً إلى أنه نشر أكثر من 820 بحثاً علمياً، واستُشهد بأبحاثه أكثر من 71 ألف مرة.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد: «الطب رسالة إنسانية، ومنطقتنا كان لها فضل كبير، على مدى قرون، في تطوير علومه وممارساته وأدواته وأبحاثه»، لافتاً إلى أن جائزة «نوابغ العرب» تعيد «البوصلة إلى مسارها الصحيح» عبر الاحتفاء بما يقدمه الإنسان العربي وإبراز نماذجه قدوة للأجيال.

الدكتور المصري نبيل صيدح

وتُعد من أبرز محطات المسيرة العلمية للدكتور صيدح مساهمته في اكتشاف إنزيم «بي سي إس كيه 9» (PCSK9)، الذي يلعب دوراً محورياً في التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم؛ إذ بيّن هذا الاكتشاف أن زيادة نشاط الإنزيم قد تقود إلى ارتفاعات خطرة في الكوليسترول، ما شكّل نقطة تحول أسهمت في تطوير جيل جديد من العلاجات المعروفة باسم «مثبطات بي سي إس كيه 9»، التي تُستخدم على نطاق واسع لخفض الكوليسترول وتقليل مخاطر أمراض القلب.

وإلى جانب أبحاثه في صحة القلب، قدّم صيدح إسهامات علمية في فهم أمراض الكبد الدهني واضطرابات السمنة وانتشار السرطان، إضافة إلى تفسير كيفية دخول بعض الفيروسات إلى الخلايا البشرية، بما فتح مسارات جديدة أمام تطوير علاجات مبتكرة في أكثر من مجال طبي.

وفي السياق ذاته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالدكتور صيدح أبلغه خلاله بفوزه، مشيداً بأبحاثه المتقدمة التي فتحت آفاقاً لتوظيف أحدث التقنيات والبيانات في ابتكار أدوية جديدة وعلاجات تخصصية ترتقي بمستويات الرعاية الصحية.

ويجسد مشروع «نوابغ العرب» مبادرة استراتيجية عربية أطلقها الشيخ محمد بن راشد لتكريم العقول العربية المتميزة في 6 فئات تشمل: الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الطبيعية، والعمارة والتصميم، والاقتصاد، والأدب والفنون، بهدف استئناف مساهمة المنطقة العربية في مسار الحضارة الإنسانية.


طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
TT

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة، ورغم ظهوره القليل فإن الفنان الراحل استطاع ترك بصمة مميزة في عالم الفن من خلال أعماله، وفق نقاد ومتابعين.

وفور إعلان خبر رحيل طارق الأمير، تصدر اسمه «الترند» على موقعي «إكس»، و«غوغل»، الأربعاء، في مصر، وتداول البعض على مواقع «سوشيالية»، لقطات فنية من أعماله، كما ربطوا بين توقيت رحيله، ودراما رحيل الفنانة نيفين مندور التي توفيت قبل أيام، خصوصاً أنهما شاركا معاً في بطولة فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً حينها.

وقبل أيام، تعرّض طارق الأمير لأزمة صحية مفاجئة، مكث على أثرها في أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، ولم تنجح محاولات الأطباء في علاجه.

وشيعت جنازة الفنان الراحل من أحد مساجد القاهرة، ظهر الأربعاء، وسط حضور فني وأسري بارز، لمساندة شقيقته الفنانة لمياء الأمير، كما حضر نجل خاله الفنان أحمد سعيد عبد الغني، والأخير نعاه عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، وكتب: «توفي إلى رحمة الله ابن عمتي الغالي الفنان طارق الأمير»، كما نعى الأمير عدد آخر من الفنانين بحساباتهم على مواقع التواصل، من بينهم، روجينا، ونهال عنبر، ويوسف إسماعيل، بجانب نعي نقابة «المهن التمثيلية»، بمصر.

الفنان الراحل طارق الأمير (حساب الفنان أحمد سعيد عبد الغني على موقع فيسبوك)

وعن موهبة الفنان الراحل طارق الأمير، يقول الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، إن «الفنان الراحل من الألغاز التي رحلت عن عالمنا بلا إجابة»، لافتاً إلى أنه «من الفنانين المبدعين الذين تركوا بصمة مميزة في الكتابة والتمثيل في وقت قليل جداً».

وأضاف عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة طارق الأمير في فيلمين من أكثر الأفلام تحقيقاً للمشاهدة، وهما «اللي بالي بالك»، و«عسل إسود»، كان من حسن حظه، رغم مرور أكثر من 20 عاماً على إنتاجهما.

محمد سعد وطارق الأمير في لقطة من فيلم «اللي بالي بالك» (يوتيوب)

وأكد عبد الرحمن أن «طارق الأمير لم يحصل على مساحته بشكل جيد، وغالباً ما يكون الأمر مرتبطاً بعدم رغبته أو قدرته على تسويق نفسه، أو انتمائه لجيل معين، وعندما تراجع هذا الجيل تراجع هو الآخر بالتبعية، ولكن في المجمل، ورغم أعماله القليلة في الكتابة والتمثيل، فإنه كان صاحب موهبة حقيقية».

في السياق، بدأ طارق الأمير مسيرته التمثيلية في تسعينات القرن الماضي، وشارك خلالها في عدد من الأعمال الفنية، وقدم أدواراً مميزة من بينها شخصية «الضابط هاني»، في فيلم «اللي بالي بالك»، مع الفنان محمد سعد، وكذلك شخصية «عبد المنصف»، في فيلم «عسل إسود»، حيث شكل مع الفنان أحمد حلمي «ديو» كوميدي لافت، بجانب مشاركته في أفلام «عوكل»، و«كتكوت»، و«صنع في مصر»، وبعيداً عن التمثيل، كتب طارق الأمير السيناريو لعدد من الأفلام السينمائية، مثل «مطب صناعي»، و«كتكوت»، و«الحب كدة»، وغيرها.