«الناتو» يبحث في بروكسل تعزيز رده على «الاختراقات الروسية»

هيغسيث أكّد استمرار الدعم العسكري لكييف بـ«تمويل أوروبي»

اجتمع وزراء دفاع «الناتو» في بروكسل يوم 15 أكتوبر 2025 لبحث حرب أوكرانيا واختراق أجواء أوروبا (رويترز)
اجتمع وزراء دفاع «الناتو» في بروكسل يوم 15 أكتوبر 2025 لبحث حرب أوكرانيا واختراق أجواء أوروبا (رويترز)
TT

«الناتو» يبحث في بروكسل تعزيز رده على «الاختراقات الروسية»

اجتمع وزراء دفاع «الناتو» في بروكسل يوم 15 أكتوبر 2025 لبحث حرب أوكرانيا واختراق أجواء أوروبا (رويترز)
اجتمع وزراء دفاع «الناتو» في بروكسل يوم 15 أكتوبر 2025 لبحث حرب أوكرانيا واختراق أجواء أوروبا (رويترز)

اجتمع وزراء دفاع دول «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، الأربعاء، في بروكسل لبحث سبل تعزيز دعمهم أوكرانيا، وتحسين ردّهم في أعقاب سلسلة من الاختراقات الجوية الروسية للأجواء الأوروبية. وعند وصوله إلى مقر «الناتو»، حضّ وزير الحرب الأميركي، بيت هيغسيث، الدول الأوروبية وكندا على زيادة دعمها أوكرانيا، من خلال مبادرة أطلقتها واشنطن تتيح لكييف شراء أسلحة أميركية بتمويل أوروبي، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال: «يتحقق السلام عندما نكون أقوياء، لا عندما نستخدم عبارات مُبالغاً فيها أو نُلقي محاضرات. يتحقق عندما نمتلك قدرات فعلية ومتينة يحترمها خصومنا». وكان لافتاً «تعذّر» فرنسا بشأن المشاركة في هذا البرنامج. ولم تُثر وزيرة الدفاع الجديدة، كاثرين فوتران، التي تشارك لأول مرة في اجتماع لـ«الناتو»، هذا الموضوع لدى وصولها إلى بروكسل.

وزير الحرب الأميركي برفقة وزير الدفاع السلوفيني في بروكسل يوم 15 أكتوبر 2025 (رويترز)

وإلى جانب الحرب في أوكرانيا، ناقش الوزراء أيضاً سُبل تعزيز وسائل الدفاع والردع لمواجهة الاختراقات المتكررة لطائرات مسيّرة روسية أو مجهولة المصدر. وقال الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي»، مارك روته، هذا الأسبوع في إشارة إلى رد «الحلف»: «لقد نفذنا ما تدربنا عليه، ونجحنا في ذلك، لكننا بحاجة إلى المزيد».

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، دفع تسلّلُ نحو 20 طائرة مسيّرة روسية إلى المجال الجوي البولندي «الناتو» إلى إسقاط 3 منها، في سابقة لم تحدث منذ تأسيس الحلف عام 1949. وبعد أيام قليلة، رافقت مقاتلات تابعة لـ«الناتو» 3 طائرات روسية من طراز «ميغ» إلى خارج الأجواء الإستونية، بعد اختراق استمر 12 دقيقة، وهي فترة قياسية.

«الحارس الشرقي»

وقد أعقب هذا الرد السريع إطلاق عملية «الحارس الشرقي»، بهدف تعزيز المراقبة على الخاصرة الشرقية لحلف «الناتو». ووفق دبلوماسيين، فإن دولاً عدة ترى أنه من الضروري تعزيز الاستجابة، وتوفير مزيد من الوسائل والإمكانات. ويعتزم «الناتو» تعديل قواعد الاشتباك الخاصة به من خلال منح قيادته العسكرية مزيداً من المرونة. وأوضح هؤلاء الدبلوماسيون أن الفكرة تكمن في تبسيط القواعد التي تستند إلى أنظمة مختلفة وتحُدّ أحياناً من قدرة القيادة العسكرية لـ«الحلف» على اتخاذ الإجراءات اللازمة. وقال وزير الدفاع الهولندي، روبن بريكلمانز: «عندما تصبح الأمور معقدة، وعندما تكون طائرات (إف35) في الجو، فعلينا التأكد من أن الجميع يفهمون بوضوح ما القواعد».

واقترح «الاتحاد الأوروبي»، الذي سيجتمع وزراء دفاعه بعد اجتماع «الناتو»، إقامة «جدار» مضاد للطائرات المسيرة لمواجهة ذلك. وأكد الأمين العام لـ«الناتو» أنّ «الحلف» يؤيد هذا الإجراء، «ولكن ينبغي أن يكون بالتنسيق والتفاهم الجيد». وأكد دبلوماسي أن على «الناتو» أن يبقى المسؤول الرئيسي، من خلال توجيه «الاتحاد الأوروبي» بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها.

أسلحة لأوكرانيا

يجتمع وزراء دفاع دول «الحلف»، على هامش لقائهم الأربعاء، بنظيرهم الأوكراني دينيس شميغال، وسيُعقد اجتماع لـ«مجموعة الاتصال للدفاع» المعنية بأوكرانيا. وستكون هذه المناسبة فرصة للوزير الأوكراني لتذكير الدول الأوروبية في «الحلف» بضرورة تعزيز دعمها كييف.

جانب من لقاء وزراء دفاع «الناتو» في بروكسل يوم 15 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)

وتلقّت كييف دفعتين من المساعدات تُقدّران بنحو ملياري دولار، بتمويل من هولندا ودول اسكندنافية أخرى. وتعهّدت ألمانيا وكندا بتمويل دفعتين إضافيتين، بقيمة 500 مليون دولار لكل منهما، وتأمل كييف الانتهاء من إعداد دفعتين إضافيتين قريباً. وتحدث روته، الأربعاء، عن «إعلانات جديدة» في هذا الخصوص.

من جانبه، يدرس الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إمكانية تزويد أوكرانيا بعدد أكبر من صواريخ «توماهوك» بعيدة المدى، ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي الجمعة.

لقاء واشنطن

بالتزامن مع «اجتماع بروكسل»، أعلن وفد يضمّ كبار المسؤولين الأوكرانيين موجود في الولايات المتحدة، الأربعاء، أنه التقى ممثلين عن شركات تصنيع أسلحة أميركية، من بينها شركة «رايثيون» المصنعة صواريخ «توماهوك» التي قد تسلمها واشنطن لكييف.

وتأتي زيارة هذا الوفد، الذي تقوده رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو، ويضم مدير المكتب الرئاسي، آندريه يرماك، قبل اجتماع مقرر الجمعة بين الرئيسين الأوكراني والأميركي. وقال يرماك إنه وأعضاء آخرين في الوفد التقوا ممثلين عن شركتي «لوكهيد مارتن» و«رايثيون». وأكد على وسائل التواصل الاجتماعي: «يتواصل نمو تعاوننا»، مُشيداً بمقاتلات «إف16» المطورة في الولايات المتحدة، التي حصلت عليها بلاده من دول أوروبية العام الماضي.

بدوره، قال الرئيس الأميركي، الأحد، إنه قد يحذر نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بأن أوكرانيا يمكن أن تحصل على صواريخ «توماهوك» في حال لم تُنهِ موسكو غزوها، الذي بدأته في فبراير (شباط) 2022. وكان بوتين قد حذّر في وقت سابق من تزويد كييف بصواريخ «توماهوك»، قائلاً إن ذلك سيكون تصعيداً كبيراً، وسيؤثر على العلاقات بين واشنطن وموسكو. وتسعى أوكرانيا إلى تعزيز التعاون مع حلفائها في إنتاج الأسلحة.

وفي واشنطن، التقت سفيريدنكو أيضاً وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، وناقشا الاستثمار المشترك والتعاون في مجال الطاقة.

وصعّدت روسيا ضرباتها على شبكات الكهرباء والسكك الحديدية في أوكرانيا قبل أسابيع مع قرب حلول الشتاء، مع مخاوف من استمرار الهجمات، كما في السنوات السابقة، وحرمان ملايين الأشخاص من التيار الكهربائي والتدفئة في فصل الشتاء.


مقالات ذات صلة

مسؤولون غربيون: روسيا تحاول إغراق أوروبا بحملة تخريب واسعة

أوروبا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (الثاني من اليمين) يزور خط السكة الحديد الذي تعرض للتخريب بالقرب من ميكا - بولندا 17 نوفمبر 2025 (أ.ب) play-circle

مسؤولون غربيون: روسيا تحاول إغراق أوروبا بحملة تخريب واسعة

يقول مسؤولون غربيون إن روسيا تحاول إغراق أوروبا بحملة تخريب واسعة النطاق تشمل عدداً من الدول الأوروبية، أبرزها دول مجاورة لروسيا ودول داعمة لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستمع إلى سكرتير المجلس العام لحزب «روسيا الموحدة» فلاديمير ياكوشيف خلال اجتماعهما في الكرملين بموسكو يوم 15 ديسمبر 2025 (أ.ب) play-circle

بوتين: روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا «بكل تأكيد»

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، على أن موسكو ستحقق أهدافها من عملية أوكرانيا العسكرية «بكل تأكيد».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (يسار) ورئيس ليتوانيا جيتاناس ناوسيدا (وسط) ورئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو (يمين) خلال المؤتمر الصحافي لقمة الجبهة الشرقية في «الناتو» في هلسنكي... فنلندا 16 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

بولندا: الدفاع المضاد للطائرات المسيّرة بات أولوية للاتحاد الأوروبي

قال رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، إن تطوير الدفاعات ضد الطائرات المسيّرة أصبح أولوية ستستثمر فيها دول الاتحاد الأوروبي بكثافة.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
شؤون إقليمية طائرة مقاتلة من طراز «إف 16» تابعة للقوات الجوية التركية تقلع في مناورات جوية في شمال ألمانيا 9 يونيو 2023 (رويترز)

وزارة الدفاع التركية تعلن إسقاط طائرة مسيّرة فوق البحر الأسود

أعلنت وزارة الدفاع التركية إسقاط مسيّرة «خارج السيطرة»، الاثنين، بعدما اقتربت من المجال الجوي التركي من جهة البحر الأسود.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
العالم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
play-circle

زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن مسألة الأراضي لا تزال قضية شائكة في محادثات السلام لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)

رئيس وزراء المجر يطرح بدائل لرئاسة الحكومة 

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)
TT

رئيس وزراء المجر يطرح بدائل لرئاسة الحكومة 

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إنه ليس الشخص الوحيد الذي يمكن أن يكون مرشح الحزب الحاكم لمنصب رئيس الوزراء في انتخابات العام المقبل، لكنه سارع في الوقت نفسه إلى الدفاع عن أهليته وجدارته لمواصلة قيادة البلاد.

وجاءت تصريحات أوربان رداً على سؤال طرحه عليه وزير النقل والإنشاءات الطموح يانوش لازار، خلال لقاء جماهيري، حول سبب تصويت المجريين له بعد ما يقرب من عقدين في رئاسة الحكومة، وهو سؤال بدا أنه فاجأ أوربان بشكل واضح، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وبدأ أوربان بتعداد بعض البدائل المحتملة، من بينهم لازار نفسه، وكذلك وزير ماليته المخضرم وحاكم البنك المركزي حالياً ميهالي فارغا، قبل أن يؤكد أنه، في سن الثانية والستين، «في أفضل عمر» لمواصلة قيادة البلاد، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف أوربان، خلال فعالية انتخابية مشتركة مع لازار لصالح حزب «فيدس» الحاكم في مدينة سيجيد بجنوب البلاد: «لدينا مجتمع رائع، ويمكننا دائماً أن نفرز أفضل قائد نحتاج إليه».

وتتجه المجر نحو انتخابات مفصلية، في ظل تصدر حزب «تيسا» المعارض الجديد، بقيادة بيتر ماجيار، وهو أحد رموز النظام السابق، معظم استطلاعات الرأي، قبيل اقتراع يرجح أن يُجرى في أبريل (نيسان) المقبل.

وقد غذى الإرهاق من حكم أوربان المتواصل منذ عام 2010، إلى جانب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة وتفشي الفساد، الدعم المتزايد لماجيار، الذي تعهد بتفكيك تركيز السلطة بيد أوربان وإعادة المجر إلى المسار السائد داخل الاتحاد الأوروبي.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أشار إلى تراجع سيادة القانون وانتشار الفساد كسببين لتجميد جزء كبير من التمويل المخصص للمجر.

وفي الوقت ذاته، أفادت «بلومبرغ»، في وقت سابق من هذا الشهر، بأن أوربان، ومع تراجع حزب «فيدس» بفارق رقمين في بعض استطلاعات الرأي، يدرس فكرة تولي منصب الرئاسة وتحويل الدور الشرفي حالياً لرئيس الدولة إلى أقوى منصب في البلاد.


الشرطة الفرنسية تقتل رجلاً مسلحاً بسكين في كورسيكا بعد تهديده المارة

محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)
محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الفرنسية تقتل رجلاً مسلحاً بسكين في كورسيكا بعد تهديده المارة

محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)
محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة الفرنسية أن رجلاً مسلحاً بسكين قُتل برصاص الشرطة في جزيرة كورسيكا، اليوم (السبت)، بعدما هدَّد المارة وأصحاب المتاجر، وذلك في وقت عزَّزت فيه السلطات الفرنسية الإجراءات الأمنية خلال موسم الأعياد.

وأفادت الشرطة بأنها تلقت بلاغاً قرابة الظهيرة عن شخص يهدِّد أحد المتاجر بسكين في مدينة أجاكسيو. وعند وصول عناصر الأمن إلى المكان، كان الشاب الذي يبلغ 26 عاماً قد غادر الموقع، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وفي وقت لاحق، عثرت الشرطة عليه في مكان آخر بوسط المدينة، وكان لا يزال يحمل السكين. وأمره الضباط بإلقاء السلاح، لكنه لم يمتثل للأوامر، بحسب الشرطة.

أحد عناصر الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو وتظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)

واستخدمت الشرطة سلاح الصعق الكهربائي، إلا أنه فشل في إيقافه. وعندها تقدم الرجل نحو الضباط وهو يحمل السكين، ما دفعهم إلى إطلاق النار عليه. وقد فارق الحياة في المكان رغم تدخل فرق الإسعاف. وأشارت الشرطة إلى إصابة أحد عناصرها بجروح طفيفة في اليد. ولم تعرف دوافع المهاجم على الفور.

من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز: «إن مستوى اليقظة في أعلى درجاته» خلال موسم الأعياد، مضيفاً أنه أصدر تعليمات بتعزيز الدوريات الأمنية في الأماكن العامة.


زيلينسكي: واشنطن اقترحت اجتماعاً أميركياً - أوكرانياً - روسياً في ميامي

TT

زيلينسكي: واشنطن اقترحت اجتماعاً أميركياً - أوكرانياً - روسياً في ميامي

 الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن واشنطن اقترحت عقد أول مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا منذ 6 أشهر، تزامناً مع توافد دبلوماسيين إلى ميامي لإجراء جولة جديدة من المحادثات الهادفة لإنهاء الحرب. وكان آخر اجتماع رسمي مباشر بين وفدي أوكرانيا وروسيا في يوليو (تموز)في إسطنبول، وأسفر عن عمليات تبادل للأسرى، من دون إحراز تقدم ملموس في مسار المفاوضات. ولم تكن هناك طاولة مستديرة تجمع جميع الأطراف بداية على جدول المحادثات، وقال الرئيس الأوكراني: «لقد اقترحوا هذا الشكل كما أفهم: أوكرانيا، أميركا، روسيا»، مضيفاً أن الأوروبيين يمكن أن يكونوا حاضرين، وأنه سيكون من «المنطقي عقد اجتماع مشترك مماثل... بعد أن نفهم النتائج المحتملة للاجتماع الذي انعقد بالفعل»، غير أنه شكّك في إمكان أن يأتي اجتماع من هذا القبيل بـ«نتائج جديدة». وأكّد أن الولايات المتحدة وحدها قادرة على إقناع روسيا بإنهاء الحرب في بلاده، قائلاً: «أعتقد أن قوة مماثلة موجودة في الولايات المتحدة ولدى الرئيس (دونالد) ترمب. وأعتقد أنه ينبغي ألا نبحث عن بدائل من الولايات المتحدة. ثمة تساؤلات حول مدى قدرة جميع البدائل على القيام بذلك». ورأى أن «على الولايات المتحدة أن تقول بوضوح: إذا لم يكن هناك مسار دبلوماسي، فسيكون هناك ضغط كامل»، مشيراً مثلاً إلى إمكان تزويد كييف بمزيد من الأسلحة، وتوسيع نطاق العقوبات لتشمل الاقتصاد الروسي برمته.

ووصل الموفد الروسي للمسائل الاقتصادية كيريل دميترييف، السبت، إلى المدينة الواقعة في ولاية فلوريدا، حيث توجد فرق أوكرانية وأوروبية للمشاركة في المفاوضات التي يقودها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، وفق ما كشف مصدر روسي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وكان دميترييف قد كتب على «إكس»: «في الطريق إلى ميامي»، مرفقاً منشوره برمز حمامة السلام ومقطع فيديو قصير يظهر شروق الشمس من خلف غيوم فوق شاطئ عليه أشجار نخيل. وقال إن «دعاة الحرب يواصلون العمل بلا كلل من أجل تقويض خطة السلام الأميركية لأوكرانيا، تذكرت هذا الفيديو من زيارتي السابقة: النور يشع من خلال غيوم العاصفة». وكان ويتكوف وكوشنر قد التقيا، الجمعة، قرب ميامي المفاوض الأوكراني رستم عمروف وممثلين لفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وقال عمروف في ختام المحادثات إنّ وفده اتفق مع الأميركيين على «مواصلة العمل المشترك في المستقبل القريب». تُعد المشاركة المباشرة للأوروبيين تطوراً جديداً مقارنة بالاجتماعات التي جرت خلال الأسابيع الماضية بين وفود أوكرانية وأميركية في جنيف وميامي وبرلين. وأكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، مع بداية الجولة الجديدة من المحادثات، أن أي اتفاق لن يُفرض على أوكرانيا. وقال في مؤتمر صحافي بواشنطن إن «هذه الرواية برمّتها التي تقول إنّنا نحاول فرض شيء على أوكرانيا سخيفة... لا يمكننا إجبار أوكرانيا على إبرام اتفاق، ولا يمكننا إجبار روسيا على إبرام اتفاق. يجب أن ترغبا في التوصل إلى اتفاق». تسارعت خلال الأسابيع الأخيرة بعد نشر خطة إدارة ترمب، وتيرة المساعي الدبلوماسية لإنهاء النزاع، الذي سيدخل عامه الخامس في فبراير (شباط)، من دون أن تُسفر عن وقف إطلاق نار.

وفي وقت سابق، أفادت خدمات الطوارئ الأوكرانية، بمقتل 8 أشخاص وإصابة 27 آخرين جراء غارة صاروخية روسية استهدفت بنية تحتية لميناء أوديسا.

جنود روس يحملون العلم الوطني في بوكروفسك بمنطقة دونيتسك بأوكرانيا (أ.ب)

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أنها استهدفت، خلال اليوم السابق، «بنية تحتية للنقل والتخزين تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية»، بالإضافة إلى منشآت طاقة وأخرى تُزوّد ​​كييف بالمجهود الحربي.

إضافة إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني إن أي ‌انتخابات ‌في بلاده ⁠لا ​يمكن ‌أن تجرى في المناطق التي تحتلها روسيا ⁠في البلاد، ولا ‌يمكن ‍إجراء ‍عملية التصويت ‍قبل ضمان الأمن.

وأضاف أن وزير الخارجية ​الأوكراني بدأ إجراءات أولية ⁠بالبنية التحتية اللازمة لتمكين الأوكرانيين المقيمين في الخارج من التصويت.