الجزائر: «التجمع» المعارض يرصد «انهياراً سياسياً واقتصادياً غير مسبوق»

أكد أن البلاد «تمرّ بإحدى أحلك الفترات في تاريخها المعاصر»

رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (إعلام حزبي)
رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (إعلام حزبي)
TT

الجزائر: «التجمع» المعارض يرصد «انهياراً سياسياً واقتصادياً غير مسبوق»

رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (إعلام حزبي)
رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (إعلام حزبي)

بينما هاجم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المعارضة ضمنياً، واتهمها بـ«استغلال الشباب وتوجيههم»، أكد أهم حزب معارض في البلاد، الخصم الرئيسي للسلطة، أن البلاد تعيش «انهياراً سياسياً واقتصادياً غير مسبوق منذ نهاية الحزب الواحد، في ظل سلطة عاجزة عن الإصلاح».

الرئيس تبون خلال خطابه في وزارة الدفاع خلال التاسع من أكتوبر الماضي (الرئاسة)

في خطاب ألقاه أمام كبار المسؤولين في وزارة الدفاع، صرح الرئيس تبون بأن الحكومة تصرف منحة للشباب العاطل عن العمل، تبلغ نحو 105 دولارات شهرياً، «حتى لا يتم استغلالهم من طرف الأشرار»، دون أن يوضح من يقصد بذلك. وقد فُهم من هذا التصريح أنه موجه إلى قطاع من المعارضة، التي تتفاعل مع ظاهرة الهجرة السرية عبر البحر المتوسط إلى سواحل جنوب أوروبا، التي تؤثر بشكل خاص على الشباب، ويرجع السبب في ذلك إلى ظروفهم الاقتصادية، وصعوبة الحصول على فرص العمل.

وفي السياق نفسه، صرح الرئيس في مطلع الشهر خلال اجتماع مع ناشطين في مجالي التجارة والاقتصاد بأن البلاد «تتعرض لمؤامرة خارجية تُسهم فيها أيادٍ من الداخل»، مشيراً إلى أن مواجهة المتآمرين في الداخل أصعب من التصدي لمن يسعون لإلحاق الضرر بالجزائر من الخارج.

ويُعتقد، حسب مراقبين، أن هذا التصريح موجه إلى معارضين ينتقدون سياساته، وغالباً ما يوجه تبون انتقاداته إلى حكومات تجمعه بها علاقات خصومة حادة، مثل فرنسا والمغرب ودول الساحل.

وفي رد ضمني على هذه التهم، أكد عثمان معزوز، رئيس «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، الذي يجسد المعارضة الراديكالية، أمس الجمعة، في بداية «الجامعة الصيفية» للحزب، التي تُعقد بالعاصمة لمدة 3 أيام، بأن حزبه «تجاوز كل حملات الشيطنة والإقصاء والمنع، دون أن يتخلى عن مبادئه»، منتقداً السلطات بتأكيد «رفضه المساومة والشعبوية والديماغوجيا».

جانب من أشغال الجامعة الصيفية لـ«التجمع من أجل الديمقراطية» (إعلام الحزب)

ومن بين القضايا المدرجة في جدول اجتماع الحزب، «تنويع الاقتصاد لفك تبعيته المفرطة للمحروقات». وعدّ معزوز ذلك «قضية أساسية في بلد تصادر فيه السلطة الاقتصاد»، مؤكداً أن «الإصلاح الاقتصادي يبدأ بإصلاح الدولة».

«غياب تعددية حقيقية»

أوضح رئيس «التجمع» أن «الحياة في المجتمع تنطفئ، وتفرغ المواطنة من معناها من دون تعددية حقيقية»، مشيراً إلى أن الجزائر «تمرّ بإحدى أحلك الفترات في تاريخها المعاصر. فالسلطة تتحدث عن الاستقرار، لكن كل شيء ينهار... المؤسسات بلا شرعية، القانون مُسيس، والخطاب الرسمي لم يعد له هدف سوى إخفاء فراغ النظام... الحريات مصادرة، الأحزاب صامتة والصحافة مروّضة، والنشطاء مُطاردون».

وأضاف رئيس «التجمع» موضحاً أن البلاد «لم تعرف منذ نهاية الحزب الواحد (عام 1989) مثل هذا التراجع السياسي: اقتصادياً الإفلاس واضح: فالأسعار ترتفع والشباب يهربون (موجات الهجرة غير النظامية)، والكفاءات تهاجر والشركات تُغلق... وهذه السلطة التي تُسمي نفسها جديدة لم تصلِح ولم تنجز ولم تستوعب شيئاً. فهي لا تحكم، بل تدير بقاء نظام يحتضر. وفي حين تنهار مؤسسات الدولة، يتفكك المجتمع ويستفحل البؤس، ويعم الاستسلام».

ويواجه «التجمع» في السنين الأخيرة متاعب كثيرة مع السلطات بسبب خطه المعارض، فهي تتعامل معه بتشدد مقارنة بأحزاب المعارضة الأخرى، التي يتميز خطابها بـ«الاعتدال» تجاه الحكومة، خصوصاً «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، و«جبهة القوى الاشتراكية».

يوسف أوشيش السكرتير الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية (إعلام الحزب)

وقبل أن ينظم جامعته الصيفية في العاصمة، كان «التجمع من أجل الثقافة» قد طلب ترخيصاً بعقدها في بجاية بشرق البلاد، لكن أن والي المنطقة رفض. ولم يحصل على موافقة والي العاصمة إلا قبل ساعات من انطلاق الموعد، ما عدّته قيادة الحزب «مسعى متعمداً لعرقلة نشاطه»، بذريعة أن تنقل المناضلين من باقي الولايات، وإعداد القضية المعنية بالنقاش يتطلب وقتاً طويلاً.

يُشار إلى أن العديد من مناضلي «التجمّع» متابعون قضائياً بتهم تتعلّق بـ«الرأي»، حسب قيادة الحزب. كما يخضع رئيسه السابق، محسن بلعباس، للرقابة القضائية منذ عام، على خلفية قضية تتعلّق بعقارٍ يملكه، وهو يؤكّد أن قضيته مع القضاء «ذات طابع سياسي بالأساس».

في سياق ذي صلة، دعت منظمة «شعاع لحقوق الإنسان» في بيان، أمس الجمعة، السلطات الجزائرية إلى «ضبط استعمال الرقابة القضائية ضمن حدودها القانونية، وضمان ألا يُستخدم هذا الإجراء بوصفه أداة لمعاقبة الأفراد قبل إدانتهم قضائياً».

وبينما تعد الرقابة القضائية تدبيراً احتياطياً، حسب قانون الإجراءات الجزائية، «فإن تطبيقها كثيراً ما حوّلها إلى عقوبة فعلية دون حكم قضائي، إذ تُفرض لفترات طويلة وتتجاوز المدة المعقولة، مما يُقيد حرية المتهمين، ويخرق مبدأ قرينة البراءة وحقهم في محاكمة عادلة».

الناشط المعارض كريم طابو (الشرق الأوسط)

ومن الأمثلة التي ساقها التنظيم الحقوقي، الصحافي إحسان القاضي، والناشط السياسي المعارض كريم طابو، اللذان وُضعا تحت الرقابة القضائية لمدد طويلة، شملت المنع من السفر والمثول الدوري أمام القضاء. وعدَّ «شعاع الاستخدام المفرط للرقابة القضائية يشكّل انتهاكاً للحقوق الأساسية، وللمادة 9 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، التي تضمن الحق في الحرية، وعدم التعرض لأي تقييد تعسفي. كما تتعارض مع مبدأ قرينة البراءة، وحق المتهم في محاكمة عادلة خلال آجال معقولة».


مقالات ذات صلة

البرلمان الجزائري يرفع وتيرة التشريع ضد فرنسا والمعارضين

شمال افريقيا رئيس البرلمان في اجتماع مع أصحاب مقترحَي تجريم الاستعمار وتعديل قانون الجنسية (البرلمان)

البرلمان الجزائري يرفع وتيرة التشريع ضد فرنسا والمعارضين

عرض البرلمان الجزائري، السبت، نصَّين مهمّين للنقاش العام؛ الأول يخصّ مقترح قانون لتجريم الاستعمار الفرنسي (1830-1962)، والثاني يتعلق بتعديل قانون الجنسية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا اجتماع لقيادات «حمس» الإسلامية (إعلام حزبي)

الجزائر: المعارضة الإسلامية تدعو لـ «مصالحة شجاعة» وتحذر من «الانتقام»

دعا حزب «حركة مجتمع السلم» الإسلامي الجزائري المعارض الرئيس عبد المجيد تبون إلى إطلاق «حوار شامل يفضي إلى مصالحة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا البرلمان الجزائري (متداولة)

الجزائر: سلاح تشريعي جديد لمواجهة الانفصاليين و«عملاء» الخارج

عرض نائب جزائري من «الأغلبية الرئاسية»، اليوم الأربعاء، مقترحاً على لجنة برلمانية خاصة، يتمثل في تعديل قانون الجنسية.

شمال افريقيا الوزير الأول الجزائري مع رئيسة الحكومة التونسية 12 ديسمبر الحالي (الوزارة الأولى الجزائرية)

الجزائر تتحرك لمواجهة استنزاف عملتها الصعبة

تواجه الجزائر نزيفاً ملحوظاً في العملة الصعبة نتيجة الاستغلال غير المشروع لمنحة السفر السياحية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيسان الفرنسي والجزائري على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا يوم 14 يونيو 2024 (الرئاسة الجزائرية)

الجزائر تعيد ملف الاستعمار الفرنسي إلى الواجهة عبر قانون جديد

يرتكز مشروع القانون المقترح على حق الشعوب في العدالة التاريخية وعدم الإفلات من العقاب، ويهدف إلى «حماية الذاكرة الوطنية ومواجهة محاولات تزييف التاريخ».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
TT

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تضع فيها واشنطن مواقيتَ أمام طرفي النزاع، الجيش و«قوات الدعم السريع».

وذكر روبيو في تصريحات، الجمعة، أنَّ «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد»، في تكثيف للتحرك الأميركي من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية.

وقال إنَّ بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، للدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

وقال روبيو: «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أنَّ العام الجديد والأعياد المقبلة تُمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك».


10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

TT

10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تحدد فيها الإدارة الأميركية مواقيت زمنية أمام طرفي النزاع؛ الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ إعلان تدخل واشنطن بقوة في هذا الملف.

وذكر روبيو في تصريحات صحافية، الجمعة، أن «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد». وقال إن بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، في إطار الدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وأكد روبيو في مؤتمر صحافي أن «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أن العام الجديد والأعياد المقبلة تمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك، ونحن نبذل قصارى جهدنا في هذا الصدد».

وقال روبيو إن كلا الجانبين انتهك التزاماته، وأعرب عن قلقه إزاء التقارير الجديدة التي تفيد بتعرض قوافل مساعدات إنسانية لهجمات. وأضاف: «ما يحدث هناك مروع، إنه فظيع». وتابع: «سيأتي يوم تُعرف فيه القصة الحقيقية لما حدث هناك، وسيبدو كل من شارك في الأمر بمظهر سيئ».

ضغوط على السودان

وفي هذا الصدد، قال مصدر سوداني مطلع لــ«الشرق الأوسط»، إن رئيس «مجلس السيادة»، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اطلع خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض على دعوة عاجلة للامتثال لخريطة الرباعية للموافقة على تهدئة القتال، وإنه طلب أسبوعاً للرد عليها بعد إجراء مشاورات مع حلفائه في الداخل.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الخطة التي طرحت على البرهان، لا تخرج عن إطار خريطة الرباعية المتفق عليها بين الدول الأربع؛ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. وفي حين لم يشر وزير الخارجية الأميركي إلى أي خطة جديدة، لكنه ألمح إلى أن الإدارة الأميركية قد تلجأ لممارسة المزيد من الضغوط من أجل الوصول إلى المرحلة الأولى، التي تشمل الهدنة الإنسانية، وربطها في الوقت نفسه بإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في مناطق النزاع.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

وربط المصدر السوداني حديث روبيو في هذا التوقيت، بزيارة البرهان إلى السعودية، وتزامنها مع وجود كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، الذي عاد إلى واشنطن بعد جولة طويلة شملت السعودية والإمارات ومصر.

تدخل سعودي حاسم

وصعد ملف الحرب في السودان إلى سلم أولويات الإدارة الأميركية، بعد التدخل السعودي الحاسم، وطلب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان من الرئيس دونالد ترمب التدخل لوقف الحرب. ووفقاً لوزارة الخارجية السودانية، أكد البرهان خلال زيارته إلى الرياض الأسبوع الماضي، حرصه على العمل مع السعودية والرئيس دونالد ترمب ومبعوثه للسلام مسعد بولس لوقف الحرب في السودان.

وبحسب المصدر نفسه، تعكس تصريحات البرهان تحولاً كبيراً في موقف الحكومة السودانية التي سبق أن رفضت مقترح «الآلية الرباعية» بهدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، مشيراً إلى أن دول الرباعية أكدت مراراً وتكراراً التزامها بالعمل في إطار هذه المبادرة لوقف الحرب عبر الحل السلمي المتفاوض عليه.

من جهته، قال مستشار «قوات الدعم السريع»، محمد المختار، إن «موقفنا المبدئي هو الترحيب بأي مبادرة لوقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة في السودان». وأضاف أن «الدعم السريع وتحالف تأسيس (المرجعية السياسية لحكومة السلام) في نيالا، على اتفاق تام بالتعاطي مع أي جهود أو تسوية تؤدي إلى إحلال السلام في البلاد... وظللنا منذ اندلاع الحرب نستجيب لكل المساعي الإقليمية والدولية في هذا الصدد».

التحركات الأميركية

وقال دبلوماسي سوداني سابق، إن الإدارة الأميركية لا تلجأ في العادة لتحديد سقف زمني لأي ملف تتحرك فيه دون مؤشرات واضحة أو حصولها على ضوء أخضر، مضيفاً: «صحيح أن القيد الزمني الذي وضعته ضيق جداً، لكنها قد تنجح في اقتلاع موافقة نهائية من طرفي الحرب بخصوص الهدنة الإنسانية في الأيام القليلة المقبلة».

وأشار الدبلوماسي السوداني إلى أن وقف إطلاق النار يتوقف على كلا الجانبين، من حيث الوفاء بالتزاماتهما في تنفيذ المقترح المطروح من قبل «الآلية الرباعية». وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب أيضاً عدم ذكر اسمه، أن إدارة ترمب تركز في الوقت الحالي على جمع الطرفين في مفاوضات مباشرة للاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى للهدنة الإنسانية التي تمهد الانتقال إلى مرحلة إيقاف دائم لإطلاق النار، يعقب ذلك تنفيذ الرؤية المضمنة في خريطة الرباعية بخصوص العملية السياسية والانتقال إلى الحكم المدني.وتوقع الدبلوماسي أن تتسارع وتيرة تحركات الرباعية بكثافة في الأيام المقبلة، بعد حديث روبيو، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع طرفي الصراع للالتزام بتنفيذ الهدنة فوراً دون تأخير.

وتنص خريطة «الرباعية» على التنفيذ السريع لمقترح الهدنة الإنسانية لمدة 3 أشهر، وإيقاف فوري لإطلاق النار دون قيد أو شرط، وتطويره إلى وقف إطلاق نار دائم، ثم البدء في مفاوضات سياسية.

ترحيب إماراتي

من جهته، جدّد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، التأكيد على أن الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وضمان وصول إنساني آمن من دون عوائق إلى المدنيين، يمثلان أولوية قصوى في ظل تفاقم الاحتياجات الإنسانية واتساع دائرة المعاناة في السودان.

ورحّب الشيخ عبد الله بن زايد بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بشأن السودان، التي شدد فيها على أن الهدف العاجل لواشنطن يتمثل في وقف الأعمال العدائية مع دخول العام الجديد بما يسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد.

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي (وام)

وأثنى وزير الخارجية الإماراتي على ما تضمنته التصريحات الأميركية من تركيز على دفع مسار التهدئة الإنسانية والتخفيف من وطأة الأزمة، مؤكداً أن أي تقدم عملي يبدأ بوقف إطلاق النار على نحو عاجل، بما يوفر حماية للمدنيين ويؤسس لتهيئة بيئة سياسية أكثر قابلية للحل.

كما رأى أن تثبيت الهدنة الإنسانية وفتح الممرات أمام الإغاثة «يمهدان الطريق» لمسار سياسي يفضي إلى انتقال مدني مستقل يحقق تطلعات السودانيين إلى الأمن والاستقرار والسلام.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ عبد الله بن زايد التزام دولة الإمارات بالعمل مع المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة، ضمن جهود تستهدف دعم مسار سياسي مدني مستدام يضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار.

إدريس إلى نيويورك

من جهة ثانية، توجّه رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، إلى نيويورك، السبت، للاجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين آخرين ومناقشة سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف محتمل لإطلاق النار، وفق ما أفاد مصدران في الحكومة السودانية.

وتأتي هذه الزيارة في ظلّ احتدام المعارك بين الجيش السوداني و«قوّات الدعم السريع» في جنوب كردفان، ما يثير مخاوف من فظائع جديدة شبيهة بتلك التي ارتكبت في مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر (تشرين الأول). وترافقت سيطرة «قوّات الدعم السريع» على آخر معقل للجيش في إقليم دارفور (غرب) مع تقارير عن عمليات قتل جماعي واغتصاب واختطاف.


مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
TT

مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)

رفع النائب العام المصري، محمد شوقي عياد، السبت، اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قوائم «منع السفر»، استجابةً لطلب قدمه محاميه في وقت سابق.

وبموجب قرار النائب العام الذي ستجري مخاطبة الجهات المختصة به، سيكون من حق علاء عبد الفتاح، الحاصل على الجنسية البريطانية بجانب جنسيته المصرية، القدرة على مغادرة البلاد بعد نحو 3 أشهر من الإفراج عنه بعفو رئاسي استجابة لمناشدات عدة قدمتها أسرته، ومخاطبة قدمها «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر.

وصدر حكم قضائي على علاء عبد الفتاح في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بالسجن 5 سنوات بتهمة «الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة داخل وخارج البلاد، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها».

وجاء الحكم بعد أكثر من عامين على توقيف الناشط، الذي أُلقي القبض عليه في سبتمبر (أيلول) 2019.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت رفع اسم علاء عبد الفتاح من «قوائم الإرهاب» في القضية رقم 1781 لسنة 2019 في يوليو (تموز) الماضي، مستندة إلى التحريات التي أفادت بـ«عدم استمراره في أي نشاط لصالح جماعة إرهابية»، وهو القرار الذي ترتّب عليه إنهاء جميع الآثار القانونية المترتبة على الإدراج، بما في ذلك المنع من السفر وتجميد الأموال وغيرهما من العقوبات.

وحصل علاء عبد الفتاح على الجنسية البريطانية خلال وجوده في السجن، بعدما تقدمت شقيقتاه بطلب للسلطات البريطانية على خلفية حصول والدته على الجنسية لولادتها هناك، وهو ما جعل موقفه القانوني محل نقاش مستمر بين المسؤولين المصريين ونظرائهم البريطانيين خلال السنوات الماضية.