«هيبتا... المناظرة الأخيرة» يدخل سباق الإيرادات المرتفعة في السينما المصرية

الفيلم يعالج إشكالية الحب في زمن الذكاء الاصطناعي

أبطال الفيلم ومخرجه هادي الباجوري في لقطة جماعية (الشركة المنتجة)
أبطال الفيلم ومخرجه هادي الباجوري في لقطة جماعية (الشركة المنتجة)
TT

«هيبتا... المناظرة الأخيرة» يدخل سباق الإيرادات المرتفعة في السينما المصرية

أبطال الفيلم ومخرجه هادي الباجوري في لقطة جماعية (الشركة المنتجة)
أبطال الفيلم ومخرجه هادي الباجوري في لقطة جماعية (الشركة المنتجة)

مع انطلاق عرضه في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، دخل الفيلم المصري «هيبتا... المناظرة الأخيرة» سباق الإيرادات المرتفعة حيث حقق ما يزيد على 7 ملايين جنيه خلال يومَيْن من عرضه (الدولار يوازي 47.56 جنيه مصري).

لا يُقدم صناع فيلم «هيبتا... المناظرة الأخيرة» جزءاً ثانياً للفيلم الأول الذي صدر قبل 9 سنوات بعنوان «هيبتا... المحاضرة الأخيرة» وحقق نجاحاً لافتاً، وإنما يقدمون فيلماً جديداً بأبطال جدد وحكايات مغايرة عن الحب وتقلبات العلاقات العاطفية، وتأثير «السوشيال ميديا»، وهل يمكن أن يقود الذكاء الاصطناعي مشاعرنا ويختار لنا من نحب، طارحاً «اكتشافات الحب السبعة» التي ترويها حكايات أبطاله.

يحشد الفيلم نجوماً عبر ثنائيات عاشت الحب أو ما ظنت أنه الحب، وسرعان ما تبدّلت المواقف وتغيّرت الأحوال بفعل واقع عصف بالمشاعر وفرّق بين الأحباب.

وتؤدي بطولته منة شلبي أمام كل من كريم فهمي، ومحمد ممدوح، وجيهان الشماشرجي، وسلمى أبو ضيف، وكريم قاسم، ومايان السيد، وحسن مالك، فيما يحل كل من أشرف عبد الباقي وهشام ماجد ضيفَي شرف على الفيلم الذي كتبه الأديب محمد صادق، وشارك في كتابة السيناريو والحوار مع محمد جلال ونورهان أبو بكر، ومن إخراج هادي الباجوري، وإنتاج 4 شركات «ذا بروديوسر»، و«فوكس استوديوز»، و«فيلم سكوير»، و«إيمير سيف».

منة شلبي في العرض الخاص لفيلم «هيبتا... المناظرة الأخيرة» (الشركة المنتجة)

وبينما في الفيلم الأول «هيبتا... المحاضرة الأخيرة» التي ألقاها الفنان ماجد الكدواني عن مراحل الحب السبع من الانبهار واللقاء وحتى النهاية أو الاستمرار، يطرح تساؤلات فلسفية حول مفهوم الحب. ففي الفيلم الثاني «هيبتا... المناظرة الأخيرة» نشهد مناظرة حول اكتشافات الحب السبعة بين «سارة يحيى» التي تقوم بدورها منة شلبي، وتعمل مبرمجة، والفنان «أسامة وهبة» ويقوم بدوره محمد ممدوح؛ تمثل جوهر الفكرة، حيث ترى «سارة» أننا نعيش زمناً مختلفاً، تغير فيه كل شيء حتى مشاعر الحب، ولم يعد للحب الأفلاطوني والعذري وهذه المسميات وجود.

تبتكر «سارة» تطبيقاً عبر «الذكاء الاصطناعي» لإيجاد حبيب بالمواصفات التي يتمناها كل إنسان، وفي مرحلة تالية يرشح لها «الشريك المثالي» الأقرب لهذه المواصفات، حتى تضمن استمرار العلاقة بنجاح، ويؤدي هشام ماجد دوراً مغايراً، فهو حبيب بـ«الذكاء الاصطناعي»، فيما يتصدى أسامة وهبة لأفكارها، مؤكداً أن قلوبنا حرة، ولا يستطيع أحد أن يتحكم فيها أو يوجهها.

ويسوّق الفيلم ثلاث علاقات فشلت رغم الحب مثل (رون) جيهان الشماشرجي التي تسرّب الملل إلى حياتها بعد 5 سنوات من الزواج، وتلتقي (آدم) كريم فهمي عازف «الهارمونيكا» المنفصل عن زوجته، التي تؤدي دورها بسنت شوقي، فيما تتعلق (فريدة) مايان السيد بأستاذها الشاب الجامعي حسن مالك، وتتورط في علاقة معه، لتُفاجأ بتعدد علاقاته.

وتبدأ حكاية (مي) سلمى أبو ضيف بزواجها من الطبيب النفسي (عمار) كريم قاسم، وتواجه حصاراً من زوجها الذي تنتابه حالات من الغيرة والشك.

مايان السيد وحسن مالك في إحدى لقطات الفيلم (الشركة المنتجة)

ويقدم الفيلم 7 اكتشافات للحب يدوّنها بوصفها عناوين فرعية لأحداثه على غرار أن «للحب تاريخ صلاحية محدداً»، ولن يستمر للأبد، وأن التغيير الذي يطرأ على طرفَي العلاقة عنصر أساسي في فشل أغلب الزيجات.

وأقيم عرض خاص للفيلم في كل من القاهرة والرياض، واستقبل الجمهور السعودي أبطال الفيلم بترحاب كبير، فيما شهد العرض الخاص للفيلم بالقاهرة حضور الفنان أشرف عبد الباقي وابنته المخرجة زينة، ورانيا يوسف، وزوجها أحمد جمال، والمنتج محمد حفظي، وقالت الفنانة منة شلبي إنها «تحمّست كثيراً للعمل مع المخرج هادي الباجوري وأبطال الفيلم»، مؤكدة في تصريحات صحافية أنها «لا تخشى المقارنة مع الفيلم الأول، لأن (هيبتا... المناظرة الأخيرة) يقدم حكايات جديدة مستمدة من روح الأول، وفق منظور مختلف».

وأكد المؤلف محمد صادق أن فيلم «هيبتا... المناظرة الأخيرة» يُعد عملاً منفصلاً ومتصلاً في الوقت ذاته بالفيلم الأول في تصديهما لإشكالية الحب وتطور الزمن، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه عمل مع كاتبي السيناريو منذ البداية لتقديم رؤية مختلفة، مشيراً إلى ثقته بالمخرج هادي الباجوري واختياراته للممثلين التي جاءت موفّقة تماماً بناء على رؤية الباجوري لكل شخصية، الذي يُعدّ من المخرجين الذين يستمعون جيداً، ويهتم بمناقشة فريق العمل، وقال صادق إن «روح المحبة نفسها هي التي سادت الفيلمَين»، متمنياً أن ينال إعجاب الجمهور ويحبه مثلما تحقق في الفيلم الأول.

ويرى الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، أن «هذا الفيلم يُعد استثماراً لنجاح العمل الأول عبر قضية الحب، ولكن في زمن الذكاء الاصطناعي»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «من شاهد الفيلم السابق سيتحمس لمشاهدة هذا الفيلم»، مشيراً إلى أن المناظرة التي تشهد صراعاً على خشبة المسرح بين سارة وأسامة أضفت على الفيلم الجديد جاذبية أكثر في إيقاعه. كما حققت نوعاً من التوازن وميّزت طريقة السرد التي جاءت عبر حكايات أقل.

وأشاد الناقد المصري بالاختيار الجيد للممثلين، فيما أشار إلى «وجود تطويل في الفيلم، وخلوه من المفاجآت، مما جعله يبدو وكأنه نقاش لقضية نعرفها»، حسبما يقول.


مقالات ذات صلة

كريم الألفي: «مهرجان البحر الأحمر» يتيح مساحة مميزة للأصوات الجديدة

يوميات الشرق خلال تسلم الجائزة في «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

كريم الألفي: «مهرجان البحر الأحمر» يتيح مساحة مميزة للأصوات الجديدة

يقدّم المخرج وكاتب السيناريو المصري كريم الدين الألفي عملاً سينمائياً ينتمي إلى عالم متخيَّل.

أحمد عدلي (جدة)
سينما ‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)

الأفلام السعودية في 2025.. سينما تتسع وجمهور يقترب

في 2025، صُنعت الأفلام السعودية لتُشاهَد، ودخلت الموسم وهي تعرف موقعها وطبيعة المتلقي، وتتحرك ضمن مسارات واضحة: صالات السينما أو المنصات الرقمية أو المهرجانات.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق «الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

ممدوح سالم: «الهندول» يتعمق في تأثير الفقد على الأطفال

قال المخرج السعودي، ممدوح سالم، إن فيلمه «الهندول» ارتبط بمشهد عاشه في وداع جده، وإن الفكرة ظلت تلح عليه حتى كتبها بعد 10 سنوات.

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق دواين جونسون تهاوى في «الآلة المدمرة» (A24)

في 2025... نجوم السينما لا تتلألأ كما بالأمس

أصبح نوع الفيلم هو المسيطر على مستقبل الممثل، ويُحدد نجاحه أو فشله أكثر من الموهبة نفسها.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

«خريطة رأس السنة»... دراما مصرية عن الأمومة و«متلازمة داون»

يقدّم الفيلم المصري «خريطة رأس السنة» تجربة سينمائية إنسانية تنطلق من علاقة عائلية واضحة منذ اللحظة الأولى.

أحمد عدلي (القاهرة )

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
TT

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

ومن أبرز العادات المرتبطة بالصحة النفسية التي ينصح الخبراء باتباعها عام 2026:

الاهتمام بالنوم

النوم الجيد هو أساس الصحة النفسية الجيدة. قد يؤثر الحرمان من النوم على المزاج والذاكرة والانتباه. في عام 2026، اجعل النوم أولوية وليس ترفاً. استهدف الحصول على 7-8 ساعات من النوم ليلاً. نم واستيقظ في نفس الوقت حتى في عطلات نهاية الأسبوع. قلل من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة قبل النوم بساعة على الأقل، وخفف إضاءة غرفة نومك.

تقليل وقت استخدام الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي

قد يتراكم التوتر والقلق في ذهنك دون وعي، ويصبح الشك في الذات ملازماً لك مع التصفح المستمر. ورغم أن الحياة الرقمية أمر لا مفر منه، فإن التدريب على وضع حدود لاستخدام الشاشات هو السبيل الوحيد لتحقيق السكينة النفسية. حاول الابتعاد عن الشاشات لمدة ساعة أو ساعتين على الأقل خلال اليوم. من الأفضل عدم تفقد هاتفك فور استيقاظك أو قبل نومك مباشرة. ألغِ متابعة الصفحات التي تثير توترك أو تولد لديك أفكاراً خاطئة، وتجنب المحتوى الذي يجعلك تشعر بالخوف أو الترهيب. كما أن تقليل وقت استخدام الشاشات يُسهم في صفاء ذهنك.

التحدث عن مشاعرك دون الشعور بالذنب

كبت المشاعر مدمر للصحة النفسية على المدى البعيد. بحلول عام 2026، ينبغي أن يصبح من المعتاد مناقشة مشاعرك، سواء مع صديق مقرب أو شخص مختص. التعبير عن المشاعر لا يعني الضعف، بل يساعد على تخفيف التوتر وإتاحة الفرصة للآخرين للوجود معك. عندما تشعر بثقل المشاعر، بادر بالتحدث مبكراً بدلاً من الانتظار حتى تتفاقم الأمور.

تحريك جسمك يومياً

ترتبط التمارين الرياضية ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية. فهي تُحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ تُحسّن المزاج، ما يُساعد على تخفيف التوتر والقلق. ولا تتطلب التمارين الرياضية جهداً كبيراً، فممارسة اليوغا في المنزل أو الرقص وتمارين التمدد الخفيفة مع المشي يومياً كافية. اختر الأنشطة التي تُحبها، لأنها ستُصبح جزءاً من العناية الذاتية، لا مجرد خطوة روتينية.

اللطف مع الذات

كثير من الناس هم أشدّ منتقدي أنفسهم. الشعور بالنقد الذاتي المستمر قد يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والثقة بالنفس. كن رحيماً بنفسك، وأنت تستقبل عام 2026. تقبّل فكرة أنه لا بأس بأخذ فترات راحة والعمل متى شئت. استمتع بالانتصارات الصغيرة، ولا تقارن مسيرتك بمسيرة الآخرين.


«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح
TT

«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح

منحت جائزة «نوابغ العرب 2025» الدكتور المصري نبيل صيدح جائزة فئة الطب، تقديراً لإسهاماته العلمية التي أسهمت في تطوير فهم صحة القلب وآليات تنظيم الكوليسترول، وما ترتب عليها من أدوية تُستخدم اليوم على نطاق واسع لتقليل مخاطر أمراض القلب.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور صيدح على فوزه، مؤكداً أن رسالة المنطقة في تطوير العلوم الطبية «مستمرة مع العقول العربية الفذة» الساعية إلى الابتكار من أجل الإنسان. وقال في منشور على منصة «إكس» إن الفائز، مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء العصبية الحيوية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية، قدّم إسهامات رائدة في فهم كيفية تعامل الجسم مع الدهون وتنظيم مستويات الكوليسترول، مشيراً إلى أنه نشر أكثر من 820 بحثاً علمياً، واستُشهد بأبحاثه أكثر من 71 ألف مرة.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد: «الطب رسالة إنسانية، ومنطقتنا كان لها فضل كبير، على مدى قرون، في تطوير علومه وممارساته وأدواته وأبحاثه»، لافتاً إلى أن جائزة «نوابغ العرب» تعيد «البوصلة إلى مسارها الصحيح» عبر الاحتفاء بما يقدمه الإنسان العربي وإبراز نماذجه قدوة للأجيال.

الدكتور المصري نبيل صيدح

وتُعد من أبرز محطات المسيرة العلمية للدكتور صيدح مساهمته في اكتشاف إنزيم «بي سي إس كيه 9» (PCSK9)، الذي يلعب دوراً محورياً في التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم؛ إذ بيّن هذا الاكتشاف أن زيادة نشاط الإنزيم قد تقود إلى ارتفاعات خطرة في الكوليسترول، ما شكّل نقطة تحول أسهمت في تطوير جيل جديد من العلاجات المعروفة باسم «مثبطات بي سي إس كيه 9»، التي تُستخدم على نطاق واسع لخفض الكوليسترول وتقليل مخاطر أمراض القلب.

وإلى جانب أبحاثه في صحة القلب، قدّم صيدح إسهامات علمية في فهم أمراض الكبد الدهني واضطرابات السمنة وانتشار السرطان، إضافة إلى تفسير كيفية دخول بعض الفيروسات إلى الخلايا البشرية، بما فتح مسارات جديدة أمام تطوير علاجات مبتكرة في أكثر من مجال طبي.

وفي السياق ذاته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالدكتور صيدح أبلغه خلاله بفوزه، مشيداً بأبحاثه المتقدمة التي فتحت آفاقاً لتوظيف أحدث التقنيات والبيانات في ابتكار أدوية جديدة وعلاجات تخصصية ترتقي بمستويات الرعاية الصحية.

ويجسد مشروع «نوابغ العرب» مبادرة استراتيجية عربية أطلقها الشيخ محمد بن راشد لتكريم العقول العربية المتميزة في 6 فئات تشمل: الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الطبيعية، والعمارة والتصميم، والاقتصاد، والأدب والفنون، بهدف استئناف مساهمة المنطقة العربية في مسار الحضارة الإنسانية.


طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
TT

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة، ورغم ظهوره القليل فإن الفنان الراحل استطاع ترك بصمة مميزة في عالم الفن من خلال أعماله، وفق نقاد ومتابعين.

وفور إعلان خبر رحيل طارق الأمير، تصدر اسمه «الترند» على موقعي «إكس»، و«غوغل»، الأربعاء، في مصر، وتداول البعض على مواقع «سوشيالية»، لقطات فنية من أعماله، كما ربطوا بين توقيت رحيله، ودراما رحيل الفنانة نيفين مندور التي توفيت قبل أيام، خصوصاً أنهما شاركا معاً في بطولة فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً حينها.

وقبل أيام، تعرّض طارق الأمير لأزمة صحية مفاجئة، مكث على أثرها في أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، ولم تنجح محاولات الأطباء في علاجه.

وشيعت جنازة الفنان الراحل من أحد مساجد القاهرة، ظهر الأربعاء، وسط حضور فني وأسري بارز، لمساندة شقيقته الفنانة لمياء الأمير، كما حضر نجل خاله الفنان أحمد سعيد عبد الغني، والأخير نعاه عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، وكتب: «توفي إلى رحمة الله ابن عمتي الغالي الفنان طارق الأمير»، كما نعى الأمير عدد آخر من الفنانين بحساباتهم على مواقع التواصل، من بينهم، روجينا، ونهال عنبر، ويوسف إسماعيل، بجانب نعي نقابة «المهن التمثيلية»، بمصر.

الفنان الراحل طارق الأمير (حساب الفنان أحمد سعيد عبد الغني على موقع فيسبوك)

وعن موهبة الفنان الراحل طارق الأمير، يقول الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، إن «الفنان الراحل من الألغاز التي رحلت عن عالمنا بلا إجابة»، لافتاً إلى أنه «من الفنانين المبدعين الذين تركوا بصمة مميزة في الكتابة والتمثيل في وقت قليل جداً».

وأضاف عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة طارق الأمير في فيلمين من أكثر الأفلام تحقيقاً للمشاهدة، وهما «اللي بالي بالك»، و«عسل إسود»، كان من حسن حظه، رغم مرور أكثر من 20 عاماً على إنتاجهما.

محمد سعد وطارق الأمير في لقطة من فيلم «اللي بالي بالك» (يوتيوب)

وأكد عبد الرحمن أن «طارق الأمير لم يحصل على مساحته بشكل جيد، وغالباً ما يكون الأمر مرتبطاً بعدم رغبته أو قدرته على تسويق نفسه، أو انتمائه لجيل معين، وعندما تراجع هذا الجيل تراجع هو الآخر بالتبعية، ولكن في المجمل، ورغم أعماله القليلة في الكتابة والتمثيل، فإنه كان صاحب موهبة حقيقية».

في السياق، بدأ طارق الأمير مسيرته التمثيلية في تسعينات القرن الماضي، وشارك خلالها في عدد من الأعمال الفنية، وقدم أدواراً مميزة من بينها شخصية «الضابط هاني»، في فيلم «اللي بالي بالك»، مع الفنان محمد سعد، وكذلك شخصية «عبد المنصف»، في فيلم «عسل إسود»، حيث شكل مع الفنان أحمد حلمي «ديو» كوميدي لافت، بجانب مشاركته في أفلام «عوكل»، و«كتكوت»، و«صنع في مصر»، وبعيداً عن التمثيل، كتب طارق الأمير السيناريو لعدد من الأفلام السينمائية، مثل «مطب صناعي»، و«كتكوت»، و«الحب كدة»، وغيرها.