البيت الأبيض يتّهم لجنة «نوبل» بـ«تسييس» الجائزة

قال إنها تُعطي الأولوية للسياسة على حساب السلام بعد منحها لزعيمة المعارضة الفنزويلية

زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تتحدث إلى أنصارها خلال احتجاج بكاراكاس في 9 يناير 2025 وقد فازت بجائزة «نوبل للسلام» اليوم الجمعة (أ.ف.ب)
زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تتحدث إلى أنصارها خلال احتجاج بكاراكاس في 9 يناير 2025 وقد فازت بجائزة «نوبل للسلام» اليوم الجمعة (أ.ف.ب)
TT

البيت الأبيض يتّهم لجنة «نوبل» بـ«تسييس» الجائزة

زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تتحدث إلى أنصارها خلال احتجاج بكاراكاس في 9 يناير 2025 وقد فازت بجائزة «نوبل للسلام» اليوم الجمعة (أ.ف.ب)
زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تتحدث إلى أنصارها خلال احتجاج بكاراكاس في 9 يناير 2025 وقد فازت بجائزة «نوبل للسلام» اليوم الجمعة (أ.ف.ب)

اتهم البيت الأبيض، الجمعة، لجنة جائزة «نوبل» بتغليب السياسة على حساب السلام، بعد إعلان فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة «نوبل للسلام» لعام 2025، وتجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب رغم حملته المكثفة وجهوده الأخيرة لإنهاء الحرب في غزة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، ستيفن تشونغ، في منشور على منصة «إكس»، إن الرئيس ترمب «سيواصل إبرام اتفاقات السلام وإنهاء الحروب وإنقاذ الأرواح؛ فهو يملك قلباً مُحباً للخير، ولن يكون هناك شخص مثله يستطيع تحريك الجبال بقوة إرادته المحضة. لقد أثبتت لجنة (نوبل) أنها تُعطي السياسة الأولوية على حساب السلام».

وكانت لجنة «نوبل» النرويجية قد أعلنت، في بيان، أن الجائزة منحت لماتشادو، «تقديراً لعملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا، ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية». واختارت اللجنة تسليط الضوء على فنزويلا في عامٍ هيمنت عليه تصريحات ترمب المتكررة بأنه «الأحق بجائزة نوبل للسلام».

وفازت ماتشادو (56 عاماً)، وهي مهندسة كيميائية ونائبة في البرلمان الفنزويلي منذ عام 2010، بالجائزة بعد عقدَيْن من النضال السياسي. أكدت اللجنة أنها «حافظت على شعلة الديمقراطية متقدة وسط ظلام دامس»، رغم تعرضها لملاحقات وتهديدات أجبرتها على العيش متخفية، لكنها بقيت في بلادها تقاوم الفساد والاستبداد.

«المرأة الحديدية»

وتُعرف ماتشادو بلقب «المرأة الحديدية في فنزويلا»، بعد رفضها الانسحاب من الانتخابات رغم منعها من الترشح، واضطرارها إلى الاختباء أكثر من 14 شهراً، لتواصل عملها السري دفاعاً عن سيادة القانون ونزاهة الانتخابات. وقد قادت جهوداً لتوحيد صفوف المعارضة المنقسمة، مطالبة بانتخابات حرة وحكومة تمثّل جميع التيارات.

زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو خلال مسيرة انتخابية بولاية زوليا بفنزويلا في 23 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وكانت ماتشادو مُرشّحة المعارضة في انتخابات 2024 قبل أن يمنعها النظام من الترشح، فدعّمت مرشحاً بديلاً هو إدموندو غونزاليس الذي أظهرت نتائج الفرز فوزه، لكن الرئيس نيكولاس مادورو رفض الاعتراف بالنتائج، وشنّ حملة قمع واسعة ضد المعارضة والإعلام المستقل.

ورأت الإدارة الأميركية أن منح الجائزة لماتشادو جاء بوصفه تحدياً غير مباشر لحملة ترمب، لكنه يتسق في الوقت نفسه مع مواقف الرئيس الأميركي العدائية تجاه مادورو، في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس وتكثيف الوجود العسكري الأميركي قرب فنزويلا بذريعة مكافحة عصابات المخدرات.

وكانت ماتشادو قد كتبت في أغسطس (آب) الماضي، بعد إعلان الولايات المتحدة مكافأة مالية قدرها 50 مليون دولار للقبض على مادورو:

«نحن الفنزويليين نشكر الرئيس ترمب وإدارته على عملهم الحازم والحاسم لتفكيك الهيكل الإجرامي والإرهابي الذي يتمسك بالسلطة بشكل غير شرعي في بلدنا».

في المقابل، كان ترمب قد استبق الإعلان الرسمي عن الجائزة بتصريح على منصة «تروث سوشيال»، قال فيه: «لن يمنحوني جائزة نوبل للسلام... إنهم يعطونها فقط إلى الليبراليين».

وهاجم اللجنة النرويجية، واصفاً إياها بـ«اليسارية» و«المعادية للمحافظين الأميركيين»، فيما توقعت وسائل إعلام أميركية بينها «فوكس نيوز» و«ديلي بيست» و«نيويورك تايمز» أن يردّ ترمب بقوة، وربما يفرض رسوماً جمركية كبيرة على النرويج قد تصل إلى 100 في المائة.

سعي ترمب للجائزة

لم يسعَ أحد إلى نيل جائزة «نوبل للسلام» كما فعل ترمب؛ إذ أطلق حملة ضغط سياسية وإعلامية ضخمة، عادّاً أنه المرشح الأجدر بها لـ«إحلاله السلام» في ثمانية نزاعات دولية خلال ولايته، منها كوسوفو وصربيا، والكونغو ورواندا، وأرمينيا وأذربيجان، وإسرائيل وإيران، فضلاً عن مساعيه لمنع حرب نووية بين الهند وباكستان.

ورغم حصوله على دعم من عدد من القادة الأفارقة ورئيس وزراء باكستان وغيرهم، فإن ترشيحه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثار جدلاً، خصوصاً بعدما نشر الأخير صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي تُظهر نتنياهو وهو يعلّق ميدالية «نوبل» على صدر الرئيس الأميركي عقب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في خطوة عدّتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، «الرصاصة الأخيرة» في حملته الدعائية للفوز بالجائزة.

أسباب استبعاده

رغم الجهود المكثفة، استبعد الخبراء فوز ترمب بالجائزة لأسباب موضوعية وشخصية. فمن الناحية الإجرائية، تُمنح الجائزة تقديراً لإنجازات العام السابق (2024)، ولم يكن ترمب قد تولّى منصبه بعد، إذ أُغلق باب الترشيحات في 31 يناير (كانون الثاني) 2025، أي بعد 11 يوماً من أدائه اليمين لولايته الثانية، ما يعني أنه لم يكن مؤهلاً للترشح هذا العام.

صورة التقطتها طائرة دون طيار تُظهر عبارة «نوبل لترمب» في شمال إسرائيل (رويترز)

كما أن سلوكه السياسي المثير للانقسام داخلياً وخارجياً يتناقض -وفق بعض خبراء لجنة الجائزة- مع قيم الجائزة القائمة على ترسيخ السلام والأخوة بين الشعوب.

وتُعد جائزة «نوبل للسلام» من أرفع الجوائز الدولية، وتُمنح منذ عام 1901 تقديراً للجهود البارزة في تعزيز السلام والدبلوماسية وحقوق الإنسان. وتضم لجنة الجائزة خمسة أعضاء، يعيّنهم البرلمان النرويجي، وتُقيّم سنوياً مئات الترشيحات، إذ بلغ عددها هذا العام 338 (244 فرداً و94 منظمة)، وهو الأعلى في تاريخ الجائزة.

ومن أبرز الحاصلين عليها: نيلسون مانديلا (1993)، والدالاي لاما (1989)، والأم تيريزا (1979)، وباراك أوباما (2009)، ومالالا يوسفزي (2014). أما من الرؤساء الأميركيين، ففاز بها ثيودور روزفلت (1906)، وودرو ويلسون (1919)، وجيمي كارتر (2002)، وباراك أوباما (2009).

ويحصل الفائز على شهادة وميدالية ذهبية ومبلغ 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.17 مليون دولار).

ويعتقد بعض المراقبين أن ترمب قد يكون مرشحاً أوفر حظاً في العام المقبل إذا تمكن فعلاً من تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين، أو التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.


مقالات ذات صلة

ترمب يؤكد أنه لن يحذو حذو إسرائيل في الاعتراف بـ«أرض الصومال»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (ا.ف.ب)

ترمب يؤكد أنه لن يحذو حذو إسرائيل في الاعتراف بـ«أرض الصومال»

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رفضه الاعتراف باستقلال أرض الصومال، وذلك عقب اعتراف اسرائيل رسمياً بالجمهورية المعلنة من طرف واحد والمنفصلة عن الصومال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض - 17 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: أتوقع لقاءً «جيداً» مع زيلينسكي وقد أتحدث مع بوتين قريباً

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يتوقع عقد لقاء «جيد» مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وإنه قد يتحدث قريباً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

آسيا علمَا أميركا والصين (رويترز)

الصين تفرض عقوبات على أفراد وشركات أميركية بسبب مبيعات أسلحة إلى تايوان

قالت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الجمعة، إنها فرضت عقوبات تستهدف ​10 أفراد و20 شركة أميركية تعمل في مجال الدفاع.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ جيمي كيميل مقدم برنامج «جيمي كيميل لايف» (رويترز)

«الاستبداد يزدهر في أميركا»... رسالة «عيد الميلاد البديلة» من جيمي كيميل إلى البريطانيين

اختار الكوميدي الأميركي جيمي كيميل أن يقول للبريطانيين، الخميس، في رسالة عيد الميلاد البديلة التي يبثها التلفزيون البريطاني، إن «الاستبداد يزدهر» في أميركا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ قاعة محكمة فارغة في ولاية نيويورك الأميركية (رويترز)

قاض أميركي يمنع إدارة ترمب من احتجاز ناشط بريطاني مناهض للتضليل الإعلامي

منع قاض أميركي، الخميس، إدارة الرئيس دونالد ترمب، بشكل مؤقت، من احتجاز الناشط البريطاني المناهض للتضليل الإعلامي عمران أحمد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يؤكد أنه لن يحذو حذو إسرائيل في الاعتراف بـ«أرض الصومال»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (ا.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (ا.ف.ب)
TT

ترمب يؤكد أنه لن يحذو حذو إسرائيل في الاعتراف بـ«أرض الصومال»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (ا.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (ا.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رفضه الاعتراف باستقلال أرض الصومال، وذلك عقب اعتراف اسرائيل رسمياً بالجمهورية المعلنة من طرف واحد والمنفصلة عن الصومال.

 

وأجاب ترمب بـ«لا» عندما سئل في مقابلة مع صحيفة «نيويورك بوست»، نشرت الجمعة، إن كان سيحذو حذو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ويعترف بها، متسائلاً «هل يعرف أحد ما هي أرض الصومال، حقاً؟».


ترمب: أتوقع لقاءً «جيداً» مع زيلينسكي وقد أتحدث مع بوتين قريباً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض - 17 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض - 17 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

ترمب: أتوقع لقاءً «جيداً» مع زيلينسكي وقد أتحدث مع بوتين قريباً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض - 17 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض - 17 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنه يتوقع عقد لقاء «جيد» مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وإنه قد يتحدث قريباً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا.

وفي حوار حصري مع موقع «بوليتيكو» الإخباري، قدّم ترمب نفسه بصفته صاحب القول الفصل في أي اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا، وقال إن زيلينسكي «ليس لديه أي شيء حتى أوافق عليه. لذا سنرى ما لديه».

كان زيلينسكي، الذي سيلتقي مع ترمب في فلوريدا، الأحد، قد صرح للصحافيين بأنه سيحمل معه خطة سلام جديدة من عشرين بنداً، تتضمن مقترحات عن منطقة منزوعة السلاح. ومن المتوقع أن يركز الاجتماع على الضمانات الأمنية الأميركية.

وأشار ترمب إلى أنه قد يتحدث مع الرئيس الروسي بوتين «قريباً»، مضيفاً: «أعتقد أن الأمور ستسير معه على ما يرام».

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لموقع «أكسيوس»، الجمعة، ‌إنه يأمل في ‌إقناع ‌الرئيس الأميركي ​دونالد ‌ترمب بالعدول عن اقتراح أميركي يقضي بانسحاب القوات الأوكرانية من كامل إقليم دونباس.

وأوضح أنه إذا لم يتمكن ‌من دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف «قوي» بشأن قضية التنازلات عن أراض، فإنه منفتح على ​طرح خطة السلام «ذات النقاط العشرين» التي تقودها واشنطن للاستفتاء، وذلك إذا وافقت روسيا على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً للسماح لأوكرانيا بالاستعداد لمثل هذا التصويت وإجرائه.

وأشار الرئيس الأميركي إلى إنه سيلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مطلع الأسبوع، مؤكداً: «سألتقي زيلينسكي وكذلك نتنياهو. إنهم جميعاً قادمون إليّ. إنهم يحترمون بلدنا مجدداً».


ترمب وزيلينسكي يبحثان «عقبتين رئيسيتين» أمام اتفاق السلام

صورة للقاء عاصف بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير (أ.ف.ب)
صورة للقاء عاصف بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير (أ.ف.ب)
TT

ترمب وزيلينسكي يبحثان «عقبتين رئيسيتين» أمام اتفاق السلام

صورة للقاء عاصف بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير (أ.ف.ب)
صورة للقاء عاصف بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أنه سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، على الأرجح في فلوريدا، في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة على خطة سلام أميركية لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا المستمرّة منذ فبراير (شباط) 2022.

ووسط ترقّب لما يمكن أن يعلنه الرئيس ترمب على منصته «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي، أو من البيت الأبيض في هذا الشأن، كشف زيلينسكي على منصاته عن الاجتماع، مؤكداً أن أوكرانيا تعمل جاهدة على المضي في محادثات السلام. وأضاف: «يمكن حسم الكثير قبل حلول العام الجديد»، علماً بأن ترمب صرّح سابقاً بأنه لن يلتقي زيلينسكي إلا عندما يقترب الجانبان من التوصل إلى اتفاق سلام.

وفي حديث لاحق مع الصحافيين، أشار زيلينسكي إلى «جدول أعمال واسع» للاجتماع مع ترمب في منتجع «مارالاغو»، موضحاً أن موضوعات النقاش ستشمل ما عدّه أهم نقطتَي خلاف بين واشنطن وكييف في مفاوضات السلام؛ مصير منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، والسيطرة على محطة الطاقة النووية في زابوريجيا التي تحتلها روسيا.

20 بنداً

كشف زيلينسكي هذا الأسبوع عن خطة منقّحة من 20 بنداً لإنهاء الحرب، طُوّرت بالتعاون مع الولايات المتحدة، وهي تشمل طيفاً واسعاً من القضايا، ومنها الضمانات الأمنية التي تسعى إليها أوكرانيا لمنع أي عدوان مستقبلي من روسيا. وعلى الرغم من أنه أقر بوجود نقاط خلافية في شأن الأراضي ومحطة الطاقة، فإن القضية الأهم هي ما إذا كانت روسيا ستوافق على المسودة من الأساس.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي يوم 25 يونيو (د.ب.أ)

وأكد مسؤول أميركي رفيع أن الولايات المتحدة مستعدة لإرسال الضمان الأمني، بنص يستند إلى المادة الخامسة من معاهدة حلف «الناتو» إلى مجلس الشيوخ للتصديق عليه.

وأكد زيلينسكي أن الخطة صارت «جاهزة بنسبة 90 في المائة تقريباً»، مضيفاً أنه ستتم أيضاً مناقشة «اتفاق اقتصادي»، لكنه لم يتمكن من تأكيد «ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية اللقاء». وأوضح أن الجانب الأوكراني سيثير أيضاً «قضايا حدودية». وأكد أن أوكرانيا «ترغب في مشاركة الأوروبيين»، لكنه شكّك في إمكانية تحقيق ذلك في وقت قصير. وقال: «يجب علينا، بلا شك، إيجاد صيغة ما في المستقبل القريب لا تقتصر على أوكرانيا والولايات المتحدة فحسب، بل تشمل أوروبا أيضاً».

هل توافق روسيا؟

رجّح محللون أن يرفض الكرملين هذه الخطة. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن هناك «تقدماً بطيئاً، ولكنه ثابت» في المفاوضات مع الولايات المتحدة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل تقديم ميداليات إلى أفراد الخدمة العسكرية ضمن حملة بلاده ضد أوكرانيا في موسكو يوم 17 ديسمبر (رويترز)

وصرح الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الجمعة، بأن المسؤولين الروس على اتصال بالفعل مع الممثلين الأميركيين منذ اجتماعات المبعوث الرئاسي الروسي كيريل ديميترييف أخيراً في فلوريدا. وقال: «جرى الاتفاق على مواصلة الحوار».

وأفاد زيلينسكي، الجمعة، بأنه لا يملك الوقت للتفكير فيما إذا كانت روسيا ستوافق في نهاية المطاف على الخطة. وقال: «لماذا؟ لأن روسيا تبحث باستمرار عن أعذار للرفض. والجواب بسيط للغاية: إذا أوضحت أوكرانيا موقفها وكان بناءً، فيما ترفضه روسيا، على سبيل المثال، فهذا يعني أن الضغط غير كافٍ. وهذا أيضاً أمر أرغب في مناقشته مع الرئيس الأميركي».

وفي مقابل الموقف الروسي المتصلب، حرص زيلينسكي على إظهار دعمه الكامل لجهود ترمب الرامية إلى السلام، واستعداده لتقديم تنازلات، بما في ذلك بشأن القضايا الحدودية. وصرّح بأن «روسيا ستواجه عواقب وخيمة، تشمل فرض عقوبات جديدة وزيادة الدعم العسكري الغربي لكييف، إذا ما رفضت جهود السلام الأخيرة».

وتستمرّ المحادثات بين المفاوضين الأوكرانيين والأميركيين، بعدما قدّم زيلينسكي تفاصيل الخطة المكونة من 20 بنداً هذا الأسبوع. وأوضح أن الولايات المتحدة ستقدّمها إلى الكرملين.

وفي خطابه المسائي، الخميس، قال زيلينسكي إن الجهود الدبلوماسية في الأسابيع المقبلة يمكن أن تكون «مُكثّفة»، مُضيفاً أنه تحدّث لمدة ساعة تقريباً في وقت سابق من ذلك اليوم مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر ترمب جاريد كوشنر، وقال: «تطرقنا إلى تفاصيل كثيرة، وهناك أفكار جيدة ناقشناها»، في إشارة إلى بعض الأفكار الجديدة فيما يتعلق بالصيغ والاجتماعات، وبالطبع التوقيت، لتقريب السلام الحقيقي.

المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس دونالد ترمب جاريد كوشنر ينتظران وصول ترمب إلى مطار في نيوجيرسي يوم 13 يوليو (أ.ب)

وتُعدّ الخطة المكونة من 20 بنداً ثمرة أحدث حملة دبلوماسية قادتها إدارة ترمب، التي بدأت في الخريف. وحدّد ترمب في البداية عيد الشكر موعداً نهائياً لموافقة أوكرانيا على اتفاق سلام مع روسيا، لكن على الرغم من ادعاء الرئيس ترمب هذا العام قرب التوصل إلى تسوية، فإنه شعر بالإحباط من رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التنازل عن مطالبه واسعة النطاق، ومنها إصراره على تسليم روسيا أراضي لم تتمكن قواتها من السيطرة عليها في أوكرانيا، فضلاً عن مطالبته كييف بالموافقة على إجراءات من شأنها تقويض سيادتها.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرّح زيلينسكي بأنه على استعداد لسحب قواته من مناطق دونباس التي لا تزال تحت سيطرة كييف، وتحويل تلك المناطق إلى منطقةٍ منزوعة السلاح بوصفها جزءاً من اتفاق سلام محتمل. وقال إنه سيفعل ذلك بشرط واحد فقط، وهو أن تسحب روسيا قواتها من منطقة مماثلة، وأن تنتشر شرطة أوكرانية في المنطقة.