أكدت أنقرة ودمشق ضرورة التزام قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بتنفيذ اتفاق اندماجها في مؤسسات الدولة السورية الموقع في 10 مارس (آذار) الماضي بين قائدها مظلوم عبدي والرئيس أحمد الشرع.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن هناك خطوات يجب اتخاذها، ويجب أن تخرج «قسد» من المعادلة في سوريا، ونأمل أن تتمكن الأطراف في سوريا من إيجاد حل سلمي.
وأكد فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري أسعد الشيباني عقب مباحثات في أنقرة الأربعاء وذلك بعد يوم من إعلان وقف إطلاق النار بين دمشق و«قسد»، التي تقودها «وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أميركياً»، أن على «قسد» أن تتخلى عن «أجندتها الانفصالية»، الرامية إلى تقسيم سوريا.
وأعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، وقائد «قسد»،مظلوم عبدي، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على مختلف جبهات القتال في شمال وشمال شرقي سوريا.
مكافحة داعش
وفي تلميح إلى تمسك أميركا بدعم «قسد» كحليف في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، قال فيدان، إن إدارة سوريا بوسعها الآن قتال «داعش» بمفردها، وعلى الدول الأجنبية تغيير نهجها في هذا الشأن.

وأضاف: «سنواصل تقديم الدعم للحكومة السورية فيما يتعلق بمكافحة تنظيم (داعش)»، مشيراً إلى أن العناصر التي تهدد أمن سوريا، ومنها «قسد» تهدد أمن تركيا كذلك، لافتاً إلى ضرورة أن تكون سوريا وطناً للجميع بلا تفرقة، وأن دور بلاده هو مساعدة الحكومة السورية فقط.
وتابع الوزير التركي أن انخراط الحكومة السورية إقليمياً ودولياً يتزايد يوماً بعد يوم، وأن على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه سوريا وشعبها، لافتاً إلى أن اعتداءات إسرائيل تشكل أحد أكبر التحديات التي تواجهها سوريا، وعلى المجتمع الدولي أن تكون له وقفة جادة وواضحة ضدها.
بدوره، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إننا نطلب من «قسد» الالتزام بما جاء في اتفاق 10 مارس، وقد أكدنا خلال المباحثات مع «قسد» بشأن وقف إطلاق النار، بحسم ووضوح، رفضنا تقسيم سوريا تحت أي مبرر أو إطار.
وذكر أن «قسد» بطيئة في اتخاذ الخطوات اللازمة، وإلى اليوم لم نصل إلى خطوة عملية لتطبيق اتفاق 10 مارس.
ولفت الشيباني إلى أن «المرحلة السابقة لم تخل من التحديات، التي عملنا مع الأصدقاء على حلها كما تولينا مسؤولياتنا في مكافحة الإرهاب، نرفض التقسيم بأي شكل من الأشكال، فسوريا دولة واحدة موحدة».

وأضاف: «نؤكد على دور تركيا ودعمها الواسع لسوريا خلال المرحلة الانتقالية، ونثمن هذا الدور»، لافتاً إلى أن سوريا عادت بثقلها ومكانتها التاريخية إلى مكانها بين دول العالم.
وتابع أن «سقوط نظام بشار الأسد كان إنهاء لحقبة مظلمة استمرت لأكثر من 60 عاماً، استشهد خلالها أكثر من مليون سوري، وعادت سويا الآن بثقلها إلى مكانها الطبيعي والتاريخي بين دول العالم».
ودعا الشيباني المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الأراضي السورية.
وعن زيارته لتركيا، قال الشيباني إنها جاءت لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية على أسس من الشفافية والحوار.
وحدة سوريا
في السياق ذاته، كرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مطالبة بلاده بأن تفي «قسد» بتعهداتها وأن تحقق التكامل الوطني في إطار الدولة السورية.

وحذر، في تصريحات لصحافيين أتراك خلال رحلة عودة من أذربيجان حيث شارك في قمة الدول التركية نشرت الأربعاء، من النظر إلى صبر تركيا على أنه ضعف، لافتاً إلى أن «التحالف التركي الكردي العربي مفتاح سلام المنطقة وأمنها، وأن من يولي وجهه نحو أنقرة ودمشق سينتصر».
في الإطار ذاته، قال المبعوث الأميركي الخاص لسوريا سفير الولايات المتحدة في أنقرة، توم براك، إنه زار الحسكة في شمال شرقي سوريا من أجل تسهيل ومراقبة تنفيذ اتفاق 10 مارس بين دمشق و«قسد».
ووصف براك، عبر حسابه في «إكس» الأربعاء، الاتفاق بأنه «يحظى بأهمية بالغة ليس فقط لاستقرار سوريا وأمنها بل وكذلك للمصالح الاستراتيجية لكل من تركيا والولايات المتحدة».
As U.S. Ambassador to Türkiye and Special Envoy for Syria, I visited Hasakah as an emissary to facilitate and monitor progress on the implementation of the March 10 Agreement between the Syrian Democratic Forces (SDF) and the Syrian Government. This agreement is of critical...
— Ambassador Tom Barrack (@USAMBTurkiye) October 8, 2025
وشدد براك على أن أي تلميح إلى أن زيارته للحسكة تضمنت أنشطة من شأنها تقويض مصالح تركيا الوطنية أو سلامة أراضيها «هو أمر لا أساس له من الصحة على الإطلاق».
وقال: «كانت مهمتي، ولا تزال، تتمحور حول تعزيز آليات التعاون التي تقلل من التهديدات عبر الحدود وتدعم الهدف الأوسع المتمثل في السلام وإعادة الإعمار بالمنطقة».






