كم يبقى الماء الذي تشربه في جسمك؟ وكيف تفقده؟

كوب من الماء (أرشيفية - أ.ف.ب)
كوب من الماء (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

كم يبقى الماء الذي تشربه في جسمك؟ وكيف تفقده؟

كوب من الماء (أرشيفية - أ.ف.ب)
كوب من الماء (أرشيفية - أ.ف.ب)

يشكل الماء أكثر من نصف جسمك، وهو حيوي لتنظيم درجة الحرارة والدورة الدموية ومرونة المفاصل وإزالة الفضلات. بعد شرب الماء، يدخل إلى خلايا الدم خلال 5 دقائق، ويتم امتصاصه بالكامل في مجرى الدم خلال ساعتين، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

تزيل الكليتان معظم الماء الذي تشربه من جسمك، حيث تقوم بتنقية الدم والتخلص من أي فضلات، بما في ذلك الماء الزائد، عبر البول.

وتخرج كميات صغيرة من الماء عبر بشرتك من خلال العرق، ورئتيك من خلال التنفس، والقولون (من خلال البراز).

ويساعد الهرمون الطبيعي المضاد لإدرار البول «أرجينين فازوبريسين» (AVP)، بالإضافة إلى غريزة العطش، في الحفاظ على توازن الماء في جسمك.

ينصح الخبراء بشرب ما بين 8 و10 أكواب من الماء يومياً للحفاظ على ترطيب الجسم (أرشيفية - أ.ف.ب)

وإذا فقد الجسم ماء أكثر مما تتناوله، يحتفظ جسمك بالماء الذي تشربه، ويقلل كمية البول التي تنتجها. وعلى العكس، إذا شربت أكثر مما تحتاج، فسيتخلص جسمك منه بسرعة عبر البول أو العمليات الأخرى للحفاظ على توازنه الطبيعي.

العوامل التي تؤثر على المدة التي يبقى فيها الماء في جسمك

تتأثر قدرة جسمك على التخلص من الماء بعدة عوامل، منها:

مصدر الماء

يتخلص الجسم من ماء الصنبور بسرعة، بينما قد تستغرق المشروبات الأخرى مثل عصير الليمون أو المشروبات الرياضية وقتاً أطول للتخلص منها.

العمر

يفقد الأطفال والمراهقون الماء بشكل أسرع بسبب زيادة نشاط غدد العرق وسرعة التنفس. بينما قد يكون كبار السن أكثر عرضة للجفاف بسبب تراجع وظائف الكلى، وضعف استجابة العطش، ومشكلات الذاكرة، والتغيرات الأخرى المرتبطة بالعمر.

التعرق

يؤدي أداء التمارين الرياضية والوجود في بيئات حارة ورطبة إلى فقدان الجسم للماء بسرعة.

النشاط البدني

يفقد الرياضيون والأفراد الذين يمارسون أعمالاً بدنية كمية أكبر من الماء مقارنة بالذين يعيشون حياة خاملة.

وظائف الكلى

إذا كانت كليتاك لا تعملان بشكل صحيح، فإن جسمك سيتخلص من الماء بكفاءة أقل. ومن الأسباب الشائعة لخلل وظائف الكلى مرض الكلى المزمن والتقدم في العمر.

الأدوية

يمكن أن تزيد بعض الأدوية مثل مدرات البول، والستيرويدات، والكافيين، والكحول، والملينات، وبعض المضادات الحيوية أو أدوية القلب من التبول، أو الإسهال، أو التعرق، ما يؤدي إلى فقدان إضافي للماء.

التغذية

قد تتسبب كثافة استهلاك الملح باحتفاظ جسمك بالماء لفترة أطول. حاول أن تحدّ من تناول الملح إلى ما لا يزيد عن 2300 مليغرام من الصوديوم يومياً (أو 1500 مليغرام إذا أوصى مقدم الرعاية الصحية بذلك).

تاجر يبيع عصائر طبيعية في متجر بلبنان (إ.ب.أ)

ينصح بالحرص على تعويض الماء، الذي يفقده جسمك يومياً من خلال تناول الماء والطعام للحصول على صحة مثالية، ويجب معرفة أن النساء تفقد عادة نحو 12.7 كوب (3 لترات) من الماء يومياً، بينما يفقد الرجال نحو 14.8 كوب (3.5 لتر) يومياً.

في العادة، يحصل الجسم على نحو 19 - 25 في المائة من احتياجاتك من الماء (2 - 3 أكواب) من الأطعمة التي تتناولها، مثل الفواكه والخضراوات والشوربات واللحوم ومصادر أخرى.

وتعدّ الحاجة إلى التبول من 5 إلى 7 مرات في اليوم علامة جيدة على أنك تشرب كمية كافية من الماء.

مصادر الماء الخفية في نظامك الغذائي

عند التفكير في كيفية الحفاظ على الترطيب، يفكر معظم الناس في الماء الذي يشربونه. ومع ذلك، فإن إجمالي استهلاكك اليومي من الماء يشمل أكثر من ذلك، هذه بعض مصادر الترطيب المفاجئة التي يمكن أن تساعدك في تلبية احتياج جسمك من السوائل:

مياه الشرب، بما في ذلك ماء الصنبور، والمياه المعبأة، والمياه المنكّهة، والمياه الفوارة.

عامل يمسح عرقه خلال موجة حر في بنغلاديش (رويترز)

المشروبات الأخرى، بما في ذلك الحليب، والشاي (بما في ذلك شاي الأعشاب)، والقهوة، والعصير، والمشروبات الرياضية، والحليب النباتي (مثل حليب اللوز، والشوفان).

الحصول على الترطيب من الأطعمة، التي قد تصل نسبة الماء في بعضها إلى 80 - 90 في المائة، مثل الشوربات، واليخنات، والفواكه (مثل البطيخ، والبرتقال)، والخضراوات (مثل الخيار، والخس، والكرفس)، حتى الزبادي.

الأطعمة المجمدة والمخلوطة، مثل السموزي، والمصاصات، ومكعبات الثلج. البهارات والصلصات.

نصائح عملية للبقاء منتعشاً كل يوم

هناك بعض النصائح في هذه الأفكار لزيادة استهلاكك من الماء:

  • اختر المشروبات الصحية. الماء العادي أو الفوار، القهوة أو الشاي العادي، عصير الخضار، والحليب.
  • اشرب الماء مع وجباتك الخفيفة والرئيسية لتبقى رطباً.
  • ركّز على الأطعمة والمشروبات الغنية بالماء. الأطعمة المغذية التالية تحتوي على أكثر من 90 في المائة ماء؛ الشمام والبطيخ والفراولة، والخس والسبانخ والكرفس والحليب خالي الدسم. وضع لنفسك منبهات موزعة على مدار اليوم لتذكيرك بشرب الماء. أو فكّر في استخدام زجاجة ماء ذات مقاييس أو نسخة «ذكية» مرتبطة بتطبيق على هاتفك لتتبع استهلاكك اليومي. وبالطبع، احرص على شرب ماء أكثر من المعتاد في أي وقت تمارس فيه التمرين، وأثناء الطقس الحار، وعندما تكون مريضاً.

مقالات ذات صلة

تحديث مصري لنماذج التنبؤ ورصد المياه المقبلة من منابع النيل

شمال افريقيا وزير الري المصري هاني سويلم يتابع إجراءات تحديث مراكز التنبؤ والرصد في اجتماع الأربعاء (وزارة الموارد المائية والري المصرية)

تحديث مصري لنماذج التنبؤ ورصد المياه المقبلة من منابع النيل

تواصل الحكومة المصرية إجراءات متابعة تدفقات مياه نهر النيل بعد أن تعرضت أراضٍ زراعية للغرق خلال الأشهر الماضية.

أحمد جمال (القاهرة)
الولايات المتحدة​ نهر ريو برافو الذي يسميه الأميركيون ريو غراندي (رويترز) play-circle

أميركا تعلن عن اتفاق مع المكسيك بشأن تقاسم المياه

أعلنت وزارة الزراعة الأميركية عن اتفاق بشأن تقاسم المياه بين الولايات المتحدة والمكسيك، بعدما أحجمت مكسيكوسيتي عن الوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأبحاث كشفت عن وجود ملوثات في المياه المعبأة بما في ذلك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة (رويترز)

مخاطر عدة... كيف تؤثر المياه المعبأة على صحتك؟

ساهم تزايد انعدام الثقة بمياه الصنبور في تحويل المياه المعبأة إلى سلعة أساسية عالمياً، حتى في الدول التي تُعدّ فيها إمدادات المياه العامة جيدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شهد مؤتمر الابتكار في استدامة المياه حضوراً دولياً كبيراً (هيئة المياه)

السعودية تقود تحول الابتكار المائي نحو الاستدامة بالتقنيات الواعدة

تتصدر السعودية مشهد الابتكار المائي عالمياً من خلال توظيف تقنيات متقدمة ومتنوعة للحفاظ على المياه ورفع كفاءة إدارة الموارد المائية.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد جانب من افتتاح مؤتمر استدامة المياه في جدة الاثنين (واس)

السعودية تطلق أكبر واحة ابتكار مائي بالعالم

أطلقت السعودية «واحة المياه» في رابغ، التي تعد إحدى أبرز المنظومات البحثية والابتكارية المتكاملة في العالم والمخصصة لتطوير حلول وابتكارات نوعية بمجال المياه.

سعيد الأبيض (جدة)

للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
TT

للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)

كشفت دراسة جديدة أن هناك مشروباً رائجاً، لطالما اشتهر بدعمه لصحة الأمعاء، قد يُساعد أيضاً في الوقاية من بعض علامات الشيخوخة أو حتى عكسها.

وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فإن هذا المشروب هو الكفير.

والكفير هو منتَج ألبان مخمر، ينتَج من أنواع مختلفة من الحليب، بما في ذلك الأبقار والماعز والأغنام. وسبق أن أكدت الأبحاث أنه يعزز تكاثر بكتيريا الأمعاء الصحية.

وأجريت الدراسة الجديدة بواسطة فريق من جامعة شينشو اليابانية، وبحثت في الفوائد المحتملة للكفير فيما يتعلق بالتقدم في السن.

ومع تقدم العمر، يضعف جهاز المناعة وتتباطأ خلاياه، مما يعيق انقسامها بشكل سليم، كما أوضح الباحثون.

ويُحفز هذا التباطؤ التهاباً مزمناً يُسهم في انتشار كثير من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، بينما تضعف أعضاء حيوية، مثل الغدة الزعترية والكبد، تدريجياً، وتفقد وظائفها.

ولطالما عرف الباحثون أن مشروبات مثل الكفير تحتوي على بكتيريا حمض اللاكتيك، التي يُعتقد أن لها تأثيرات مضادة للميكروبات، ومضادة للالتهابات، وحتى مضادة للسرطان. مع ذلك لا تزال آلية عمل هذه الفوائد غير واضحة تماماً.

وللكشف عن ذلك، قام الفريق بتغذية فئران مسنة بسلالة معطلة حرارياً من بكتيريا حمض اللاكتيك المعزولة من الكفير - وهي بكتيريا Lentilactobacillus kefiri YRC2606 - على مدى ثمانية أسابيع، ثم قاموا بتحليل صحة جهازها المناعي.

ووجدوا أن الفئران التي أُعطيت هذه البكتيريا أظهرت تغيرات أقل مرتبطة بالتقدم في السن في أعضاء رئيسية مثل الغدة الزعترية والكبد.

كما انخفضت علامات الالتهاب، بالإضافة إلى مستويات البروتينات التي تمنع عادةً انقسام الخلايا - وهو عامل رئيسي في شيخوخة الأنسجة.

وتشير هذه النتائج، الأولى من نوعها، إلى أن البكتيريا المستخلصة من الكفير قد تساعد في الحفاظ على قوة الجهاز المناعي مع تقدم العمر، وفقاً لما أكدته المؤلفة الرئيسية للدراسة، هيروكا ساساهارا.

وقالت ساساهارا في بيان: «هذه النتائج تعني أن بكتيريا YRC2606 الموجودة في الكفير قد تكون مفيدة في علاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، والحفاظ على وظائف المناعة لدى كبار السن».

ويتميز الكفير بغناه بالعناصر الغذائية، إذ يُوفر كوب واحد منه حوالي 9 غرامات من البروتين، وأكثر من ثلث الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم للبالغين، وهو عنصر أساسي لعظام قوية. كما يُوفر الكفير كميات صحية من الفوسفور والمغنسيوم وفيتامينات B12 وB2 وD وK2.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الكفير غني بالبروبيوتيك، وهي كائنات دقيقة نافعة يُعتقد أنها تُعزز الصحة بطرق كثيرة، بدءاً من تحسين الهضم والتحكم في الوزن، وصولاً إلى تعزيز الصحة النفسية.

قد تُساعد البروبيوتيك أيضاً في علاج مشاكل مثل متلازمة القولون العصبي والإسهال والحساسية، بل وقد تُعزز صحة القلب عن طريق خفض الكولسترول الضار.

أظهرت الأبحاث أن أحد أنواع البروبيوتيك الموجودة في الكفير، وهو بكتيريا لاكتوباسيلوس كفيري، يُمكنه تثبيط نمو البكتيريا الضارة، بما في ذلك السالمونيلا والإشريكية القولونية.


ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
TT

ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)

يعتبر عصير التوت، خصوصاً التوت البري، مفيداً لضغط الدم لأنه غني بمركبات الفلافونويد ومضادات الأكسدة مثل «الأنثوسيانين» التي تساعد على تحسين وظيفة الأوعية الدموية وزيادة إنتاج أكسيد النيتريك، مما يساهم في استرخاء الأوعية وخفض ضغط الدم، خصوصاً الانقباضي، ويقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، ويعمل مكملاً غذائياً داعماً لصحة القلب.

وعصير التوت قد يكون داعماً طبيعياً لصحة القلب وخفض ضغط الدم بفضل مضادات الأكسدة، لكن فعاليته تبقى مشروطة بالاعتدال وبكونه جزءاً من نظام غذائي متوازن، لا بديلاً عن العلاج الطبي.

كيف يساعد عصير التوت؟

تحسين وظيفة الأوعية الدموية: مركبات التوت تحسن وظيفة البطانة الداخلية للأوعية الدموية، مما يساعد على تنظيم تدفق الدم.

زيادة أكسيد النيتريك: يعزز إنتاج أكسيد النيتريك، الذي يسبب استرخاء الأوعية الدموية وتوسعها.

تأثير مضاد للأكسدة: يقلل من الضرر التأكسدي الذي يؤثر على وظيفة الأوعية.

خفض ضغط الدم: تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك المنتظم يقلل من خطر الإصابة بارتفاع الضغط ويخفضه بشكل ملحوظ لدى بعض الأفراد.

أنواع التوت والعناصر المفيدة

التوت البري: غني بالأنثوسيانين ويُعتبر من أغنى المصادر له.

الفراولة والتوت: مصادر غنية أيضاً بهذه المركبات المفيدة.

مركبات نشطة: يحتوي التوت على الأنثوسيانين والبروسيانيدينات التي تعمل مضادات للأكسدة.

ماذا يقول العلم؟

أفادت دراسة منشورة في المكتبة الوطنية للطب بأن هناك علاقة بين استهلاك التوت الغذائي وتنظيم ضغط الدم لدى البشر، إلا أن النتائج لا تزال متباينة بسبب اختلاف أنواع التوت، وجرعات الاستهلاك، وخصائص المشاركين. وتؤكد الأبحاث أن الأنماط الغذائية الغنية بالفواكه والخضراوات ترتبط بانخفاض ضغط الدم، نتيجة محتواها من البوتاسيوم، والألياف، والفيتامينات مثل فيتامين سي، إضافة إلى دورها في ضبط الوزن. ومع أن هذه الخصائص مشتركة بين معظم الفواكه، فإن التوت يتميز بغناه بالبوليفينولات ذات التأثيرات القلبية الوعائية المحتملة.

وتشير أبحاث منشورة في دوريات علمية مثل (المجلة الأميركية للتغذية السريرية) إلى أن التوت، خصوصاً التوت الأزرق والأسود، غنيٌّ بمركبات الفلافونويدات والأنثوسيانين، وهي مضادات أكسدة قوية تساهم في تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية وتعزيز تمدد الشرايين، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.

وفي دراسة لجامعة هارفارد، وجدت أن الاستهلاك المنتظم للتوت يرتبط بانخفاض ملموس في ضغط الدم وتقليل خطر أمراض القلب.

لكن في المقابل، يحذّر خبراء تغذية من الإفراط في تناول عصير التوت تحديداً، إذ يحتوي على سكر طبيعي مُركّز يفوق ما في الثمرة الكاملة، ما قد يحدّ من فوائده لدى مرضى الضغط أو السكري إذا استُهلك بكميات كبيرة. لذلك توصي الدراسات بتناوله باعتدال، ويفضَّل أن يكون دون إضافة سكر، أو استبداله بتناول التوت كاملاً للاستفادة من الألياف التي تساعد على تنظيم امتصاص السكر.


مكمل غذائي قد يحميك من السكري وأمراض القلب

مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
TT

مكمل غذائي قد يحميك من السكري وأمراض القلب

مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن تناول مكمل «أوميغا 3» يمكن أن يساعد في الوقاية من السكري وأمراض القلب.

وحسب صحيفة «الإندبندنت»، فقد حلل الباحثون 67 دراسة سابقة، ووجدوا أن ارتفاع مستوى أحماض «أوميغا 3» الدهنية في الدم الموجودة بشكل رئيسي في زيت السمك، وتحديداً حمض الإيكوسابنتاينويك (EPA)، وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، يرتبط بانخفاض معدل الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ولفهم هذه العلاقة بشكل أفضل، قام الفريق بتجنيد 40 متطوعاً سليماً لا يتناولون أي أدوية للمشاركة في دراسة سريرية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية بين عامي 2013 و2019.

وخضع المشاركون لبرنامج تدخلي لمدة 12 أسبوعاً، تضمن تناول مكملات «أوميغا 3» بجرعة 2.7 غرام من حمض الإيكوسابنتاينويك، وحمض الدوكوساهيكسانويك يومياً، مع الحفاظ على نظامهم الغذائي المعتاد.

وقام الفريق بقياس استقلاب الكربوهيدرات والدهون لدى المشاركين، بالإضافة إلى الاستجابات الالتهابية، خصوصاً في أنسجتهم الدهنية، قبل وبعد تناول المكملات.

ويعد الالتهاب آلية دفاعية طبيعية تساعد الجسم على مكافحة العدوى. مع ذلك عندما يستمر الالتهاب لفترة طويلة حتى في غياب العدوى، فإنه يُسهم في تطور الأمراض المزمنة، بما في ذلك داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وهدفت هذه الدراسة إلى استكشاف ما إذا كان البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) يُحفز الالتهاب المزمن في الأنسجة الدهنية للمشاركين، وما إذا كان بإمكان أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك الموجودة في مكملات «أوميغا 3» علاج هذا الأمر.

ووجد الفريق أنه قبل تناول مكملات «أوميغا 3»، كان لدى الأفراد ذوي المستويات المرتفعة من البروتين الشحمي B (وهو جزء من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)) في الدم، التهاب في الأنسجة الدهنية أعلى من الأفراد ذوي مستويات البروتين الشحمي B المنخفضة.

وارتبط التهاب الأنسجة الدهنية لدى الأفراد ذوي مستويات البروتين الشحمي B المرتفعة باضطرابات في استقلاب الكربوهيدرات والدهون، مما يزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأدى تناول أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك لمدة ثلاثة أشهر إلى تقليل قدرة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) لدى المشاركين على تحفيز الالتهاب في أنسجتهم الدهنية.

كما أنه قضى على العلاقة بين التهاب الأنسجة الدهنية الناتج عن البروتين الدهني منخفض الكثافة أو غيره من المحفزات الأيضية والميكروبية، وكثير من عوامل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

بالإضافة إلى ذلك، حسّن كلٌّ من حمض الإيكوسابنتاينويك وحمض الدوكوساهيكسانويك قدرة المشاركين على إفراز الإنسولين استجابةً لارتفاع مستوى السكر في الدم، وعلى التخلص من الدهون في الدم بعد تناول وجبة غنية بالدهون.

وتعد أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك من الأحماض الدهنية الأساسية، ويجب الحصول عليهما من خلال النظام الغذائي، إذ لا يستطيع الجسم تصنيعهما بكميات كافية.

وتوصي مؤسسة القلب والسكتة الدماغية الكندية بتناول حصتين من السمك أسبوعياً، خصوصاً الأسماك الدهنية، مثل الرنجة والسلمون والماكريل. ويمكن أن يوفر هذا المدخول حوالي 3 غرامات من حمض الإيكوسابنتاينويك، وحمض الدوكوساهيكسانويك أسبوعياً.

كما توجد أحماض «أوميغا 3» الدهنية في الأطعمة النباتية، مثل بذور الكتان والشيا والجوز واللوز. ومع ذلك، لا يستطيع الجسم تحويل «أوميغا 3» النباتية إلى أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك بكميات كافية.

وفي عام 2021، كان ما يقارب 6 في المائة من سكان العالم، أي 529 مليون شخص، مصابين بداء السكري، وغالبيتهم من النوع الثاني. وفي العام نفسه، نُسبت 106 ملايين حالة وفاة إلى هذا المرض.

ويُعدّ داء السكري من النوع الثاني مرضاً معقداً يتطور تدريجياً عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين أو عن استخدامه بكفاءة. وتُضعف هذه الاختلالات قدرة الجسم على استخدام وتخزين السكريات والدهون والبروتينات بشكل سليم.

ويزيد داء السكري من النوع الثاني من خطر الإصابة بكثير من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.