هل تتحول ليبيا إلى «وطن بديل» للمهاجرين غير النظاميين؟

في ظل ازدياد وتيرة التهريب عبر الحدود وتعاظم المخاوف من «التوطين»

مهاجرون غير نظاميين تم ضبطهم في مدينة القبة بشرق ليبيا «لمخالفتهم شروط الإقامة» (جهاز الهجرة غير المشروعة)
مهاجرون غير نظاميين تم ضبطهم في مدينة القبة بشرق ليبيا «لمخالفتهم شروط الإقامة» (جهاز الهجرة غير المشروعة)
TT

هل تتحول ليبيا إلى «وطن بديل» للمهاجرين غير النظاميين؟

مهاجرون غير نظاميين تم ضبطهم في مدينة القبة بشرق ليبيا «لمخالفتهم شروط الإقامة» (جهاز الهجرة غير المشروعة)
مهاجرون غير نظاميين تم ضبطهم في مدينة القبة بشرق ليبيا «لمخالفتهم شروط الإقامة» (جهاز الهجرة غير المشروعة)

ترتفع هواجس ومخاوف أطياف ليبية عدة من «توطين المهاجرين» بإيعاز من دول أوروبية، في ظل تدفق المئات إلى البلاد بشكل ملحوظ، ما يعيد طرح السؤال حول مدى تحول ليبيا إلى «وطن بديل» لآلاف الفارين من بلدانهم.

مهاجرون غير شرعيين في ليبيا (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي، تصاعدت احتجاجات شعبية في طرابلس ومصراتة؛ تنديداً بوجود آلاف المهاجرين في ليبيا، وعلى أثر ذلك شنَّت الأجهزة حملات مداهمة على مقار المهاجرين واقتادتهم إلى أقسام الشرطة.

وتقول الحكومتان المتنازعتان على السلطة إنهما تعملان على «تقنين أوضاع المهاجرين في ليبيا»، عبر برنامج «الهجرة الطوعية» الذي ترعاه المنظمة الدولية للهجرة.

مؤامرة لاستهداف سيادة ليبيا

يرى حراك «لا للتوطين» أن الأراضي الليبية «تواجه مؤامرة خطيرة تستهدف سيادتها عبر مشروعات مشبوهة، تهدف إلى توطين المهاجرين الأفارقة في البلاد». وقال إن هذه المخططات «ليست سوى محاولة لطمس هويتنا وتهديد مستقبل أجيالنا».

وسبق أن دعا الحراك المواطنين للاحتجاج، و«رفض أي مشروع أو اتفاقية لتوطين الأجانب في ليبيا».

وقال مسؤول أمني بجهاز الهجرة غير المشروعة في طرابلس، إنه «يعمل بشكل موسَّع على ترحيل مئات المهاجرين كل أسبوع إلى بلدانهم». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أرسلنا إلى دول عدة من خلال سفاراتها في العاصمة لتسلُّم رعاياها، ونحن ننتظر، ولا نية للإبقاء على المهاجرين في بلادنا».

سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا (متداولة)

وبشكل أثار استغراب كثير من المختصين في ملف الهجرة في ليبيا، أُعلنت في طرابلس «مبادرة جديدة»، تتضمَّن تخصيص مقر لتجميع المهاجرين المسجلين الراغبين في «العودة الطوعية» إلى بلدانهم.

وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، إنه زار المقر بدعوة من اللواء محمد المرحاني، رئيس اللجنة الفنية المعنية بمتابعة ملف الهجرة وأمن الحدود، مشيراً إلى أنه «اطلع على المبادرة الليبية الجديدة، لدعم عمليات العودة الطوعية بشكل مباشر، بالتنسيق مع سفارات دول المهاجرين».

وأضاف أورلاندو، عبر حسابه على منصة «إكس»، أنه أكد على «أهمية ضمان أن تكون عمليات العودة كافة آمنة وطوعية، وأن تتم وفقاً للمعايير الإنسانية». وقال بهذا الخصوص: «سنواصل متابعة آلية تنفيذ هذه العملية من كثب، بالتعاون مع شركائنا الليبيين والدوليين».

انتقادات ومخاوف

انتقد طارق لملوم، الحقوقي الليبي المختص في ملف الهجرة واللاجئين، فكرة تخصيص مقر «لتجميع وإعادة المهاجرين». وقال إن ما يحدث اليوم «مشابه لما حدث عام 2018، عندما أعلن الاتحاد الأوروبي افتتاح (مركز التجميع والمغادرة) في طرابلس، بتكلفة إجمالية بلغت 6 ملايين دولار مقدمةً من المانحين، خُصِّص منها نحو مليونَي دولار فقط، غير أن المشروع لم يصمد أكثر من عام».

عدد من المهاجرين تم ضبطهم في مدينة القبة بشرق ليبيا (جهاز الهجرة غير المشروعة)

ولفت لملوم إلى أن «مفوضية اللاجئين طلبت في 2019 من المهاجرين مغادرة المركز، بعد اندلاع الحرب في طرابلس، لتضيع بذلك ملايين الدولارات دون تحقيق الهدف المعلن». وقال في هذا السياق: «اليوم يعود سيناريو مشابه، فالسفير الأوروبي يعقد اتفاقاً مباشراً مع رئيس جهاز حرس الحدود، في ظل غياب وزير الداخلية، ورئيس جهاز مكافحة الهجرة، وصمت رئاسة الحكومة، لتحويل مبنى سكني بطرابلس إلى مركز جديد لتجميع المهاجرين وإعادتهم».

وتساءل لملوم: «ما الحاجة إلى مركز جديد في حين أن عمليات العودة تتم عبر مركزَي طريق السكة وتاجوراء، إضافة إلى الرحلات التي تُسيَّر من مطارَي بنغازي وسبها؟».

وفي إطار مداهمات أمنية تجريها السلطات المعنية بالهجرة في العاصمة على مساكن مهاجرين، قال جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في غرب ليبيا، إنه «تسلَّم من مديرية أمن صبراتة عدداً منهم، الاثنين، ينتمون إلى جنسيات أفريقية».

مقر تم تخصيصه في غرب ليبيا لتجميع وإعادة المهاجرين (سفير الاتحاد الأوروبي)

وفي شرق ليبيا، قال جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة، إنه «تم إحباط محاولة هجرة عبر شواطئ منطقة التميمي، وتم ضبط 48 شخصاً من جنسيات مختلفة، كانوا في طريقهم إلى القارة الأوروبية عبر السواحل الليبية»، مبرزاً أنه «تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، وإحالتهم إلى فرع الجهاز بمدينة درنة؛ لاستكمال باقي الإجراءات المعمول بها وفقاً للقوانين والتشريعات النافذة».

وقال الجهاز، الثلاثاء، إنه «ضبط عدداً آخر من مهاجرين غير نظاميين في مدينة القبة من جنسيات مختلفة لمخالفتهم شروط الإقامة»، وذلك بناء على تعليمات رئيس الجهاز، اللواء صلاح الخفيفي.

ولا تزال قوات خفر السواحل الليبية تعمل على إعادة المهاجرين من البحر المتوسط إلى مراكز الإيواء. وأفاد التقرير الأسبوعي الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة باعتراض وإعادة قرابة ألف مهاجر إلى ليبيا، خلال الفترة الممتدة من 21 سبتمبر (أيلول) 2025 إلى 27 من الشهر ذاته.

وكانت سلطات طرابلس قد أطلقت «حملة موسعة» لترحيل المهاجرين إلى دولهم، بمساعدة المنظمة الدولية، التي سبق أن رصدت وجود 704 آلاف و369 مهاجراً غير نظامي في ليبيا، منهم 11 في المائة نساء، و10 في المائة أطفال.


مقالات ذات صلة

ليبيا: أزمة السيولة واحتياجات المواطنين تفجّران جدلاً حول «مشاريع التنمية»

شمال افريقيا الدبيبة خلال افتتاح «المتحف الوطني» في طرابلس الذي أثار انتقادات عدد كبير من الليبيين (رويترز)

ليبيا: أزمة السيولة واحتياجات المواطنين تفجّران جدلاً حول «مشاريع التنمية»

هيمنت أزمة نقص السيولة على المشهد الليبي؛ في ظل اصطفاف المواطنين أمام المصارف لساعات طويلة، إلى جانب نقاشات موسعة مع خبراء ومسؤولين حول سبل المعالجة.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا افتتاح «الحوار المهيكل» في ليبيا (أرشيفية - البعثة الأممية)

مصراتة تنتفض لـ«حل الأجسام المسيطرة» على المشهد الليبي

دافعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مجدداً، عن «الحوار المهيكل» الذي ترعاه في العاصمة طرابلس، رغم الجدل المثار حول إمكانية نجاحه.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الهيشري القيادي في «جهاز الردع» الليبي خلال مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية الأربعاء (المحكمة)

«الوحدة» الليبية تتابع ملف الهيشري الموقوف لدى «الجنائية الدولية»

قالت سفارة ليبيا في هولندا إن «القسم القنصلي سينظم زيارات دورية للمحتجز الهيشري، ضمن اختصاصاته ومسؤولياته القنصلية تجاه المواطنين الليبيين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من إحاطة تيتيه أمام أعضاء مجلس الأمن حول الأزمة الليبية (المجلس)

تيتيه تتهم الزعماء الليبيين بـ«التقاعس» عن تنفيذ «خريطة الطريق»

اتهمت هانا تيتيه، أصحاب المصلحة السياسيين الرئيسيين في ليبيا بـ«التقاعس» عن تنفيذ موجبات العملية السياسية المحددة من المنظمة الدولية.

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري أشاد بزيارته الأخيرة إلى الجزائر للمشاركة في أعمال الآلية الثلاثية حول ليبيا (إ.ب.أ)

الجزائر ومصر تؤكدان «دعمهما الكامل» لمسار الحل الليبي - الليبي

تبادل وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، الرؤى حول الأزمة الليبية، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

قوى مدنية سودانية تطالب بتصنيف الإسلاميين «جماعة إرهابية»

سودانيون يعملون على إصلاح مولد كهربائي بورشة عمل بالمنطقة الصناعية في بورتسودان يوم 19 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
سودانيون يعملون على إصلاح مولد كهربائي بورشة عمل بالمنطقة الصناعية في بورتسودان يوم 19 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

قوى مدنية سودانية تطالب بتصنيف الإسلاميين «جماعة إرهابية»

سودانيون يعملون على إصلاح مولد كهربائي بورشة عمل بالمنطقة الصناعية في بورتسودان يوم 19 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
سودانيون يعملون على إصلاح مولد كهربائي بورشة عمل بالمنطقة الصناعية في بورتسودان يوم 19 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

وزّعت قوى مدنية سودانية «خطابات عاجلة» على كبار المسؤولين الدوليين والإقليميين، طالبت فيها بتصنيف «الحركة الإسلامية (الإخوان)» وحزب «المؤتمر الوطني» وواجهاتهما «منظماتٍ إرهابية»، وكذلك «إعلان المبادئ السوداني لبناء وطن جديد» الذي توافقت عليه أخيراً.

في غضون ذلك، كثفت «قوات الدعم السريع» قصفها وحصارها كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان؛ مما دفع بالمنظمات الدولية والإنسانية لإجلاء رعاياها وموظفيها خارج المدينة.

وقالت القوى المدنية، في بيان الأحد، إنها وجهت خطاباً إلى كل من «وزراء خارجية دول (الآلية الرباعية)، و(الآلية الخماسية للمنظمات متعددة الأطراف)، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة (إيقاد)، وجامعة الدولة العربية، والاتحاد الأوروبي»، طالبتهم فيه بتصنيف «الحركة الإسلامية السودانية» وحزبها «المؤتمر الوطني» وواجهاتهما «جماعة إرهابية»، وأرفقت نص الإعلان الذي توافقت عليه في العاصمة الكينية نيروبي الأسبوع الماضي.

وجاء في الوثيقة، التي تحمل اسم «وثيقة تصنيف حزب (المؤتمر الوطني) و(الحركة الإسلامية السودانية) وواجهاتهما منظماتٍ إرهابية»، أنها تعكس الأدوار الموثقة لهذه الكيانات في استمرار العنف، وتقويض الانتقالي المدني الديمقراطي، وتهديد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

وقد أَرفقت مع الوثيقة «إعلان المبادئ السوداني لبناء وطن جديد»، وعدته «بداية لإطار عمل شامل لمستقبل السودان، يعالج جذور الحروب بالسودان، ويسهم في استعادة مسار الثورة السودانية نحو (الحرية والسلام والعدالة)».

«خطوة حيوية»

وشددت في البيان على أهمية «الوقف الفوري للأعمال العدائية»، والعمل على تحقيق حل سياسي شامل، وعدّته «ضرورة وجودية لا تحتمل التأجيل والتلكؤ»، وطالبت بدعم المجتمع الدولي للوثيقتين، بوصفهما «خطوة حيوية لملايين السودانيين، الذين ينتظرون فجراً جديداً، يعيد الحياة ويحقق السلام والعدالة».

وشهدت نيروبي، في 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، توقيع كتل سياسية وحركات مسلحة وشخصيات وطنية ميثاقاً أطلقت عليه «إعلان المبادئ السوداني لبناء وطن جديد»؛ «لتوحيد الجبهة المدنية ضد النزاع المسلح، ورسم خريطة طريق تعزل الكيانات الإسلامية المتطرفة المرتبطة بالنظام السابق»، بجانب وثيقة تصنيف «الحركة الإسلامية» وحزب «المؤتمر الوطني» وواجهاتهما «تنظيمات إرهابية».

ووقع الوثيقتين كل من: رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وأحزاب: «الأمة القومي»، و«البعث العربي الاشتراكي»، و«المؤتمر السوداني»، و«حركة تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد محمد نور، وممثلون عن لجان المقاومة، وتنظيمات مدنية أخرى وشخصيات وطنية.

نازحون يستقلون عربات تجرها حيوانات عقب هجمات من «الدعم السريع» على مخيم زمزم ببلدة طويلة شمال دارفور يوم 15 أبريل 2025 (أرشيفية - رويترز)

إجلاء عاملين في منظمات أممية

ميدانياً؛ تواصلت عمليات إجلاء العاملين في المنظمات الإنسانية والأممية من مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» بالاشتراك مع حليفتها «قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان - تيار عبد العزيز الحلو».

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المنظمات الإنسانية العاملة في المدينة أجلت موظفيها والعاملين فيها من البلدة التي تهدد «قوات الدعم السريع» باجتياحها، وتواصل حصارها وقصفها بالمدفعية والطيران المسيّر.

كما ازداد نزوح كثير من المواطنين من المدينة إلى اتجاهات عدة، لكن الأعداد الكبيرة منهم نزحت إلى مناطق سيطرة «قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان»، التي تسيطر على منطقة كاودا الجبلية منذ عام 2011.

وكانت «بعثة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في أبيي (يونيسيفا)» قد أعلنت، الجمعة، إخلاء قاعدتها اللوجيستية في كادوقلي، بعد الهجوم الجوي الذي شنته «قوات الدعم السريع» على مقرها، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر البعثة.

وقتل 6 أشخاص من قوات حفظ السلام من دولة بنغلاديش، وأصيب 8 آخرون، في هجوم من مسيّرات «الدعم السريع» استهدف مقر البعثة في 13 ديسمبر الحالي.

وتخضع مدينة كادوقلي منذ الأشهر الأولى للحرب لحصار مشدد من «قوات الدعم السريع» و«الحركة الشعبية»، وخلاله تعرضت المدينة لهجمات متكررة بالمدفعية والطائرات المسيرة. واستولت «قوات الدعم السريع»، الخميس، على بلدة برنو التي تبعد من المدينة نحو 30 كيلومتراً، وحشدت قوات كبيرة حول المدينة، ويتوقع حدوث مواجهات مع قوة الجيش الموجودة في «الفرقة 14 مشاة» بالمدينة.


توتر بين «الدعم السريع» وقوات جنوب السودان في هجليج

صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

توتر بين «الدعم السريع» وقوات جنوب السودان في هجليج

صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

استبعدت «قوات الدعم السريع» وقوع أي اشتباكات مسلحة بينها وبين قوات دفاع جنوب السودان في منطقة هجليج النفطية بولاية جنوب كردفان، التي سيطرت عليها «الدعم السريع» مؤخراً بعد انسحاب الجيش السوداني منها باتجاه جنوب السودان. جاء ذلك ردّاً على ما نقلته صحيفة في جوبا عن وجود حالة توتر بين الجانبين حول السيطرة على الحقول النفطية.

ونقلت صحيفة «جوبا بوست» أن توتراً حادّاً حدث ليل السبت-الأحد بين القوات الجنوبية الموكل لها حماية حقول النفط في منطقة هجليج، باتفاق ثلاثي بين جوبا وبورتسودان ونيالا، و«قوات الدعم السريع» التي سيطرت على المنطقة، بعد انسحاب الجيش السوداني منها إلى الدولة الجارة.

وقالت الصحيفة، إن «قوات الدعم السريع» وجيش جنوب السودان (قوات دفاع جنوب السودان)، اختلفا على السيطرة على المنطقة، وحذّرت من احتمالات حدوث مواجهة عسكرية بين الطرفين.

ولم يصدر تصريح رسمي من جوبا، لكن «قوات الدعم السريع» نفت بشكل قاطع حدوث اشتباكات مسلحة مع جيش جنوب السودان في حقل هجليج، إثر نشر صحف موالية للجيش السوداني حدوث اشتباكات بين قوات الطرفين، ردّاً على محاولة «قوات الدعم السريع» إعادة انتشارها في الحقل النفطي.

وقال الباشا طبيق، مستشار قائد «قوات الدعم السريع» حميدتي، في تغريدة على صفحته الرسمية على منصة «فيسبوك»، إن ما تناولته صحف ووسائط سودانية موالية للجيش بشأن وقوع «اشتباكات في منطقة هجليج بين (قوات الدعم السريع) وقوات دفاع جنوب السودان (لا أساس له من الصحة على الإطلاق)». وأضاف أن «ما تم تداوله لا يتجاوز كونه أماني يُروّج لها أولئك المفطومون من ثدي النفط».

وطالب المسؤول الرفيع بـ«قوات الدعم السريع» وكالات الأنباء والقنوات الفضائية بتحري الدقة والمصداقية، والاعتماد على المصادر الموثوقة، حتى لا تقع في «فخ الروايات التي تبثها غرف إعلام الحركة الإسلامية المضللة»، حسب تعبيره.

وسيطرت «قوات الدعم السريع» في الثامن من الشهر الحالي على منطقة هجليج التي تضم أحد أكبر حقول النفط، ومحطة معالجة لنفط جنوب السودان، ومنها تبدأ أنابيب النفط البالغ طولها أكثر من 1500 كيلومتر، وتنقل خام نفط جنوب السودان إلى ميناء بشاير على البحر الأحمر قرب مدينة بورتسودان.

وانسحبت قوات الجيش السوداني في «اللواء 90» من المنطقة إلى دولة جنوب السودان المجاورة، لتُكمل «قوات الدعم السريع» سيطرتها على كامل ولاية جنوب كردفان، ولاحقاً جرى التوصل إلى اتفاق بين الرئيس سلفاكير ميارديت وقائد الجيش السوداني، وقائد «قوات الدعم السريع»، قضى بقيام قوات دفاع السودان بتأمين الحقول والمنشآت النفطية، مقابل رسم يتقاسمه الجيش و«قوات الدعم السريع».


روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
TT

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تضع فيها واشنطن مواقيتَ أمام طرفي النزاع، الجيش و«قوات الدعم السريع».

وذكر روبيو في تصريحات، الجمعة، أنَّ «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد»، في تكثيف للتحرك الأميركي من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية.

وقال إنَّ بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، للدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

وقال روبيو: «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أنَّ العام الجديد والأعياد المقبلة تُمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك».