«مؤتمر الاستثمار» يطلق العنان لخطط التحول الثقافي في السعودية

طرح مواقع تراثية للاستثمار... وصفحة رسمية لـ«جدة التاريخية» على «غوغل»

TT

«مؤتمر الاستثمار» يطلق العنان لخطط التحول الثقافي في السعودية

استمرت أعمال مؤتمر الاستثمار الثقافي في يومه الثاني والأخير (وزارة الثقافة)
استمرت أعمال مؤتمر الاستثمار الثقافي في يومه الثاني والأخير (وزارة الثقافة)

أطلق مؤتمر الاستثمار الثقافي، الذي احتضنته مدينة الرياض على مدى يومين، العنان لفرص الاستثمار بالقطاع الثقافي والإبداعي، وسلّط الضوء على الخطط الثقافية الطموحة في السعودية، واستعرض الفرص المتاحة في الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى توقيع عشرات الاتفاقيات وفتح مسارات تمويلٍ جديدة، ستأخذ القطاع الثقافي السعودي إلى حقبة جديدة ومختلفة.

وشهدت أعمال اليوم الثاني، والأخيرة من مؤتمر الاستثمار الثقافي، الإعلان عن عدد آخر من الممكنات المالية التي ستُسهم في تعظيم أثر القطاع الثقافي على الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى إعلان هيئة التراث السعودية نيتها طرح مواقع تراثية لاستثمار القطاع الخاص، وإطلاق الصفحة الرسمية لجدة التاريخية على منصة «غوغل» (google) للفنون والثقافة؛ لسرد تاريخها وقصصها بأسلوب تفاعلي.

جلسات اليوم الثاني تناولت موضوعات تتصل بتحديات وفرص القطاع الثقافي والإبداعي (وزارة الثقافة)

وقال مستثمرون ورجال أعمال إن القطاع الثقافي حافل بالفرص الواعدة والممكنات غير المسبوقة، وأكدوا في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن الصناديق التي أطلقت خلال المؤتمر والاتفاقيات التي وقّعت بين مختلف الجهات التمويلية والاستثمارية ستساهم مجتمعة في دعم نمو المنشآت الثقافية وتوسعها، مع تعزيز إنتاجاتها الإبداعية، ورفع قدرات رواد الأعمال؛ لتعظيم مساهمتهم في الناتج المحلي الإجمالي، وفي توليد الفرص الوظيفية للمواهب المحلية في مختلف المجالات الثقافية والفنيّة؛ بما يتواكب مع تطوّرات المشهد الثقافي السعودي.

عبد العزيز السليم الرئيس التنفيذي لمجموعة الأصول الثقافية (تصوير: تركي العقيلي)

وقال عبد العزيز السليم، الرئيس التنفيذي لمجموعة «الأصول الثقافية»، إن القطاع الثقافي السعودي يتمتع بثمرة الرؤى المتكاملة، التي تقودها «رؤية 2030» ومبادراتها المختلفة، مؤكداً في حديث مع «الشرق الأوسط» أن الأثر الذي يلمس اليوم في القطاع الثقافي والإبداعي في السعودية هو نتيجة عمل مستمر لدعم وتمكين منظومة القطاع الثقافي بحجمه الكبير، وأن الإعلانات والاستثمارات التي شهدها مؤتمر الاستثمار الثقافي من قبل مختلف الصناديق والمستثمرين هي نتيجة إيمان كامل بأهمية القطاع الثقافي وتطويره وتنميته لمستوى آخر.

وأعلنت مجموعة الأصول الثقافية خلال المؤتمر عن إنشاء صندوق استثماري خاص ومغلق بحجم 850 مليون ريال بتمويل من الصندوق الثقافي، بما يجسد تكامل القطاعين العام والخاص في تمكين الصناعات الثقافية.

شركاء المنظومة الثقافية تحت مظلة واحدة (وزارة الثقافة)

وقال السليم إن المسؤولية تقع على عاتق القطاع الخاص ليكون جزءاً من المشهد الثقافي السعودي.

وفي ردّه على سؤال العائد المتوقع من الاستثمار في القطاع الثقافي، أضاف السليم إلى أن «القطاع الثقافي يترك أثراً، ونحن نستثمر فيه انطلاقاً من إيماننا بجدواه الاستثمارية أولاً، بالإضافة إلى العائد الاجتماعي الذي نبحث عنه في السعودية، ويمثل جزءاً مهماً مما نعمل عليه، وتجربتنا في هذا القطاع طوال 15 عاماً تقريباً أثبتت نجاحها، ومستمرون في النمو، وكل المستثمرين أصبحوا ينظرون إلى القطاع بمنظور مختلف».

وأضاف: «تم إطلاق صندوق بقيمة 850 مليوناً، بهدف الاستثمار في القطاع الثقافي الإبداعي، وتنمية عدد من القطاعات المستهدفة التي نتوجه لها، وتشمل التقنيات الناشئة والإعلام والفنون البصرية، ويركز جزء آخر على استقطاب الشركات الأجنبية ونقل الخبرات وتوطين المعرفة، وهو ما يعمل عليه الصندوق، الذي أطلق بتمويل من الصندوق الثقافي السعودي، انطلاقاً من إيمانهم بهذه الفرصة».

وليد المرشد رئيس مجلس إدارة مؤسسة عودة كابيتال (تصوير: تركي العقيلي)

من جهته، قال وليد المرشد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «عودة كابيتال»، إن القطاع الثقافي السعودي واعد ويتمتع بإمكانات غير مسبوقة، مؤكداً في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «رؤية 2030» ركّزت على الثقافة، وترجم ذلك إلى استثمار بأكثر من 80 مليار ريال في البنية التحتية، ما ساهم في رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي السعودي بنسبة 1.6 في المائة، وإن القطاع الثقافي يسعى إلى أن يوسع من مساهمته في الناتج المحلي.

وأكّد المرشد أن مؤتمر الاستثمار الثقافي هو الأول من نوعه، وأضاف: «رأينا حضوراً كبيراً من داخل السعودية وخارجها، بما يدل على أن السوق السعودي هو الأنشط في المنطقة، ونحن متفائلون بالقطاع الثقافي، ونسعى إلى الاستمرار في العمل، مع التركيز على تنويع الاستثمارات في السعودية».

وأطلقت مؤسسة «عودة كابيتال»، خلال المؤتمر، أول صندوق للاستثمار في الأعمال الفنية في السعودية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويستثمر الصندوق بشكلٍ أساسي في الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة لفنانين راسخين وذوي مكانة مرموقة من السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تخصص الأغلبية للفن الإقليمي، والباقي للفن العالمي.

وقال دانيال أسمر، الرئيس التنفيذي لبنك عودة كابيتال، أن الصندوق سيركز على الاستثمار في الفنانين الرائدين في السعودية والمنطقة، ويبلغ حجمه 150 مليون ريال، ويستهدف فنانين من مختلف دول العالم، ويميزه مستوى الحوكمة فيه، واستقطاب رواد المجالات الثقافية، وبناء لقاءات دورية لتعزيز القطاع الثقافي وإطلاق تجربة تاريخية تبدأ من السعودية.

واستمرت أعمال مؤتمر الاستثمار الثقافي في يومه الثاني والأخير، وشهد المسرح الرئيسي للمؤتمر مجموعة من الجلسات التي تناولت موضوعات تتصل بتحديات وفرص القطاع الثقافي والإبداعي، وتحفيز الاستثمارات الثقافية، بما يدعم مساهمة القطاع الثقافي في النمو الاقتصادي.

وقال عبد الرحمن المطوع، المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة السعودية، إن وجود شركاء المنظومة الثقافية، سواء جهات حكومية محلية ودولية، بالإضافة إلى الجهات التمويلية والاستثمارية، والمهتمين بالشأن الثقافي والممارسين في القطاع، تحت مظلة واحدة، يساهم في تسريع وجود البيئة المناسبة، وخلق الأفكار والمبادرات التي تخدم القطاع الثقافي وتعزز خطط السعودية للتحول الثقافي.


مقالات ذات صلة

السينما السعودية تمدّ جسورها إلى الأدب في معرض جدة للكتاب

يوميات الشرق جانب من توقيع الاتفاق لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى فيلم (الشرق الأوسط)

السينما السعودية تمدّ جسورها إلى الأدب في معرض جدة للكتاب

لم يعد سؤال صنّاع السينما يدور حول عدد العناوين، بل حول أيّ الروايات تصلح لأن تُروى على الشاشة...

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق الخبز أكثر من طعام... لغة انتماء (أ.ب)

وَصْف الخبز المكسيكي بـ«القبيح» يُفجّر جدلاً على وسائل التواصل

أثار انتقاد صريح وجَّهه خباز بريطاني للخبز المكسيكي موجة واسعة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، انتهت باعتذار علني.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
ثقافة وفنون الفائزون بجائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في صورة جماعية مع راعي الحفل (العمانية)

جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب تسلّم جوائزها للفائزين وتطلق دورة عمانية

أعلنت جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، عن إطلاق الدورة الثالثة عشرة للجائزة، المخصصة للعمانيين فقط.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
كتب أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلّية ودولية تُشارك في المعرض (الشرق الأوسط)

معرض جدة للكتاب... صناعة نشر تتوسَّع وبرامج تُعيد رسم السوق

يعكس معرض جدة، بخبراته المتراكمة، الطفرة النوعية التي تعيشها صناعة النشر في السعودية، والدعم المتواصل للكتّاب والناشرين في مختلف مسارات الكتابة.

سعيد الأبيض (جدة)
خاص تحوّلت «رحلة من نور» في «أوترنت» لندن إلى نموذج جديد للسرد الثقافي باستخدام التكنولوجيا الغامرة (Outernet)

خاص «رحلة من نور» تنقل الدرعية إلى لندن عبر تجربة رقمية غامرة

تجربة «رحلة من نور» استخدمت تقنيات رقمية غامرة في «أوترنت لندن» لإعادة تقديم الدرعية بلغة معاصرة محوّلة التراث إلى تجربة حية لجمهور عالمي.

نسيم رمضان (لندن)

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
TT

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)

جاءت مقبرة الملك تحتمس الثاني ضمن قائمة أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم لعام 2025، وفقاً لما أعلنته مجلة الآثار الأميركية «Archaeology»، حيث تعد أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها من عصر الأسرة 18 منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.

وصدّرت المجلة غلاف عددها المخصص لشهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2026 بأحد النقوش المكتشفة داخل المقبرة.

وكانت المقبرة التي تم اكتشافها بالبر الغربي في الأقصر، تم تأكيد نسبتها للملك الشهير بالأسرة الثامنة عشرة (1550 - 1292 قبل الميلاد) تحتمس الثاني، الذي تزوج من حتشبسوت وتولّت المُلك من بعده، وتم اكتشاف نسبة المقبرة له في فبراير الماضي.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الاختيار «تأكيداً جديداً على القيمة الاستثنائية للاكتشافات الأثرية المصرية، ويعكس المكانة العلمية الرائدة لمصر في مجال علم الآثار»، مؤكداً، في بيان لوزارة السياحة والآثار، السبت، أن «هذا الإنجاز يُجسّد ثمرة التعاون والجهود المتواصلة التي تبذلها البعثات الأثرية المصرية والأجنبية، وتحقيق اكتشافات نوعية تُسهم في إعادة قراءة التاريخ المصري القديم وإثراء المعرفة الإنسانية».

جانب من المقبرة المكتشفة لتحتمس الثاني (وزارة السياحة والآثار)

وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني بواسطة بعثة أثرية مصرية - إنجليزية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة، وذلك في أثناء أعمال الحفائر والدراسات الأثرية بمقبرة رقم C4، بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر.

ووفق بيان الوزارة في بداية أعمال الحفائر، اعتقد فريق العمل أن المقبرة قد تعود لزوجة أحد ملوك التحامسة (الأسرة الـ18)، نظراً لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث، وكذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت، التي أُعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتولى حكم البلاد بوصفها ملكة وتُدفن في وادي الملوك. إلا أنه مع استكمال أعمال الحفائر كشفت البعثة عن أدلة أثرية جديدة وحاسمة حددت هوية صاحب المقبرة: الملك تحتمس الثاني.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن اعتبار مقبرة الملك «تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025 بمثابة «دفعة علمية للكشف والبحث عن مزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وسوف يكون ذلك بمثابة باب لتوالي الاكتشافات الأثرية».

وأضاف عامر لـ«الشرق الأوسط» أنها «تعدّ أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل 103 أعوام تقريباً، وقد أوضحت النصوص والنقوش أن من تولت إجراءات دفن تحتمس الثاني هي الملكة حتشبسوت، كما سوف يوضح هذا الكشف طريقة فهم الباحثين لتاريخ الأسرة الثامنة عشرة ومعرفة أسرار وادي الملوك، الذي يضم العديد من المقابر الملكية ذات الأهمية الأثرية الفائقة».

ووفق بيان الوزارة، أسفرت أعمال الحفائر عن العثور على أجزاء من الملاط تحمل بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم السماء الصفراء، إلى جانب زخارف ونصوص من كتاب الإمي دوات، وتتميز المقبرة بتصميم معماري بسيط، يُعد نواة لمقابر عدد من الملوك الذين توالوا على حكم مصر بعد تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشرة.


الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

استقبلت دار الأوبرا المصرية احتفالات الكريسماس لهذا العام بحفل غنائي في مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» تضمن عزف مقطوعات موسيقية من أشهر الأعمال الكلاسيكية العالمية المرتبطة بعيد الميلاد والعام الجديد، وكذلك الترنيمات والأغاني المرتبطة بهذه المناسبة.

الحفل الذي قدمته فرقة أوبرا القاهرة، الجمعة، تحت إشراف مديرها الفني عماد عادل احتفالاً بالكريسماس بمصاحبة عازف البيانو مينا حنا وأخرجه حازم طايل، شهد حضوراً جماهيرياً حاشداً، كما حضره رئيس دار الأوبرا، الدكتور علاء عبد السلام، والقنصل التركي بالإسكندرية، دينيز جانكايا، ونائبها علي مرتجان كيليتش، وفق بيان لدار الأوبرا المصرية.

وخلال الحفل الذي مزج بين الموسيقى والأغاني، جاءت الأصوات الفريدة لنجوم الفرقة لتعبر عن أجواء عيد الميلاد، وما تحمله المناسبة من فرحة ودعوة للسلام والمحبة، وتفاعل الحشد الجماهيري الذي امتلأت به مقاعد المسرح التاريخي، وأجاد النجوم ليلى إبراهيم، أحمد الشيمي، جيهان فايد، عزت غانم، مينا رافائيل، أسامة علي، إيمان مصطفى، منى رفلة في أداء أغانٍ من بينها «فليحفظكم الله سعداء»، و«القديسة مريم»، و«ليلة مقدسة»، و«عيد الميلاد الثلجي»، و«إنه عيد الميلاد»، و«بشائر عيد الميلاد»، و«أيا مؤمنون»، و«فلتجلجل الأجراس بقوة»، و«الجليد الأبيض»، و«فلتنعم بعيد ميلاد سعيد»، و«أغنية الأجراس»، و«العذراء تغسل ملابس الطفل وهو نائم»، و«إنه أجمل وقت في السنة»، و«عيد ميلاد مجيد»، و«فلتسقط الثلوج»، و«شجرة الكريسماس».

جانب من حفل الكريسماس بمسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

وعدّ رئيس الأوبرا الحفل «يمثل نغمة تفاؤل ورمزاً للرسالة التي يحملها الفن بمختلف صوره والمتضمنة قيم السلام والمحبة»، مشيراً إلى قدرة الموسيقى على جمع القلوب حول مبادئ الخير والجمال.

وكانت وزارة الثقافة المصرية أعلنت عن احتفالات بمناسبة الكريسماس في العديد من مواقعها الثقافية، خصوصاً حفلات الأوبرا، ومن بينها حفل للفنانة نيفين علوبة، بمسرح الجمهورية «وسط القاهرة»، الأحد، يتضمن تقديم مختارات من الأعمال الغنائية العالمية التي عبرت عن هذه المناسبة منها «وقت الكريسماس»، و«نخبكم» من أوبرا كارمن، و«أغنية الكريسماس»، و«شروق... غروب»، و«السلام عليك يا مريم»، و«الفتاة الصغيرة الجميلة»، و«روك أجراس الميلاد»، و«شتاء ساحر»، و«ليلة صامتة»، و«الحلم المستحيل»، و«وقت المرح»، و«أشتاق للجبال»، و«الحياة سهلة»، و«قائمة أمنيات عيد الميلاد»، وغيرها.

ويشارك بالأداء خلال الحفل كارما باسم، وجورج جمال، وحسين حواس، وأندرو عطية، وسراج محمود، وفريدة بركات، وكريستين مجدي، ولوريت، وعمر وردة، ولانا بن حليم، وجورج جمال، وسارة شريف، وزينة، وإيفا البارودي، وكيرولوس محب.

كما أعلنت الأوبرا عن تقديم حفل لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، بمشاركة الميتزوسوبرانو جالا الحديدي مع كورال كابيلا، بمناسبة الكريسماس على المسرح الكبير بالأوبرا، السبت، متضمناً العديد من المقطوعات الموسيقية العالمية لروسيني وهاندل وتشايكوفسكي وكالمان، والمرتبطة بأعياد الميلاد والكريسماس.


ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
TT

ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)

تتميز حيوانات الكنغر بشكلها الفريد وأسلوب حركتها المميز. عند السرعات المنخفضة، تستخدم هذه الحيوانات مشية خماسية الأرجل؛ حيث تلامس أطرافها الأمامية والخلفية وذيلها الأرض، بينما عند السرعات العالية تستخدم مشيتها المميزة بالقفز، ويمتد هذا التميز ليشمل مقدار الطاقة المستهلكة المطلوبة لاتخاذ هذه الحركات، وفق نتائج دراسة جديدة.

حقق فريق الدراسة من جامعة صن شاين كوست الأسترالية، تقدماً ملحوظاً في فهم كيفية زيادة سرعة قفز الكنغر دون تكبّد تكلفة إضافية من الطاقة المبذولة.

وأظهرت دراستهم، المنشورة في مجلة «إي لايف (eLife)» أن تغير وضعية الكنغر عند السرعات العالية يزيد من إجهاد أوتار القدم ومن عملية تخزين الطاقة واستعادتها، وأن عملية التخزين والاستعادة المتزايدة للطاقة تعادل القوة العضلية المطلوبة عند زيادة السرعة.

توضح لورين ثورنتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية العلوم والتكنولوجيا والهندسة، جامعة صن شاين كوست، أن فرضية «تكلفة توليد القوة»، التي تم تطويرها في دراسة سابقة، «تشير إلى أنه كلما زادت سرعة حركة الحيوانات وقلّ زمن ملامستها للأرض، زادت تكلفة الطاقة المبذولة، لكن حيوانات الكنغر تخالف هذا الاتجاه».

وتضيف: «لا تزال الآليات الكامنة وراء قدرة حيوانات الكنغر على فصل سرعة قفزها عن تكلفة الطاقة غير واضحة، لذلك شرعنا في معالجة هذا الأمر من خلال دراسة حركة أطرافها الخلفية، والقوى التي تؤثر على هذه الحركة أثناء قفزها بسرعات مختلفة».

يقول محررو «eLife» إن البحث يقدم أدلة دامغة للمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال الذي طال أمده في ميكانيكا الحركة الحيوية، ويمهد الطريق لمزيد من الدراسات للتحقق بشكل أدق من كيفية ارتباط سرعات قفز الكنغر بالتكلفة الأيضية للطاقة.

ابتكرت ثورنتون وزملاؤه نموذجاً ثلاثي الأبعاد للجهاز العضلي الهيكلي للكنغر، بالاعتماد على بيانات التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد ولوحة قياس القوة - المتعلقة بالقوة المبذولة على الأرض أثناء القفز - لتحليل حركات الكنغر الأحمر والرمادي.

باستخدام هذا النموذج، قيّموا كيفية تأثير كتلة جسم الحيوان وسرعته على شكله وحركته أثناء القفز، وما يرتبط بها من إجهاد على أوتار عضلات بسط الكاحل؛ وجهد الكاحل المبذول.

وكشفت تحليلاتهم أن وضعية الطرف الخلفي للكنغر تتغير بتغير كتلة الجسم وسرعته، وأن الطرف الخلفي كان أكثر انحناءً مع زيادة سرعة الحركة.

وأظهر تحليل طاقة مفاصل الكنغر أن معظم العمل والطاقة التي يبذلها الحيوان في كل قفزة في الطرف الخلفي تُؤدى بواسطة مفصل الكاحل. ومع ازدياد انحناء الطرف الخلفي مع زيادة السرعة، انخفضت الطاقة الحركية المرنة للكاحل.

تقول ثورنتون: «وجدنا أنه كلما زادت سرعة قفز الكنغر، زاد انحناؤه، ويعود ذلك أساساً إلى تغيير زوايا مفصلي الكاحل ومشط القدم السلامي، مما يُقلل من الطاقة الحركية المرنة للكاحل. ونتيجة لذلك، يزداد إجهاد وتر أخيل، وبالتالي تزداد كمية الطاقة المرنة التي يمكنه تخزينها وإعادتها في كل قفزة».

وتضيف: «وجدنا أن هذا يساعد الكنغر على الحفاظ على نفس مقدار صافي العمل عند الكاحل، ونفس مقدار العمل العضلي، بغض النظر عن السرعة».