ميكو كوستل: رسام روماني يحفظ سرّ الأيقونة ويُعاند تحولات الزمن

يتحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن ترميم الكنائس ونقل ميراث الفنّ المقدّس إلى الأجيال

رحلة فنان يسعى إلى حفظ سرّ الأيقونة (المعهد الفنّي الأنطوني)
رحلة فنان يسعى إلى حفظ سرّ الأيقونة (المعهد الفنّي الأنطوني)
TT

ميكو كوستل: رسام روماني يحفظ سرّ الأيقونة ويُعاند تحولات الزمن

رحلة فنان يسعى إلى حفظ سرّ الأيقونة (المعهد الفنّي الأنطوني)
رحلة فنان يسعى إلى حفظ سرّ الأيقونة (المعهد الفنّي الأنطوني)

في حرم «المعهد الفنّي الأنطوني» بمنطقة الدكوانة اللبنانية، اجتمع مولعون بالفنون حول الرسام الروماني ميكو كوستل؛ أحد أبرز وجوه فنّ الأيقونات البيزنطية المعاصر، ليتعلّموا من خبرته. بدا الرجل، القادم من بلد بعيد يحمل عبق التقاليد الأرثوذكسية، مثل مَن يحمل شعلة لا يريد لها أن تنطفئ؛ تستمد وهجها من الإيمان ومن ذاكرة طويلة مع الكنيسة ومع معلّمه الكبير الأرشمندريت صوفيان بوغيو.

يواجه كوستِل تبدّل الأزمنة بريشة مغموسة بالإيمان (المعهد الفنّي الأنطوني)

كوستل لا يقدّم نفسه رساماً عادياً، ويعتزّ بأنه «خادم لفنّ مقدّس يتجاوز اللوحة وحدودها». يُخبر «الشرق الأوسط» أنه منذ طفولته، حين كان يرافق جدّته إلى الكنيسة، تعلَّم أنّ ثمة سرّاً يسكن الأيقونة. هذا الانطباع الغائر في ذاكرته وجَّه مساره لاحقاً نحو دراسة الفنون الزخرفية؛ وقد شدَّه على نحو خاص الفنّ الروسي بما يحمله من ثراء بصري وروحاني. هناك اكتشف أنّ الفنّ الكنسي يتجاوز إطاره التقليدي الزخرفي، وتأكد أنه «كنز روحي وجمالي لا ينضب. ومنذ ذلك الحين آمنتُ بأنّ رسالتي هي أن أترجم هذا الكنز إلى لغة بصرية تخفق بالحياة وتفتح نافذة على السماوات».

أيقونات كوستِل تجمع بين التأثيرات اليونانية والرومانية والروسية (المعهد الفنّي الأنطوني)

كأنه كان ينتظر سؤالاً عن معلّمه الراحل الأرشمندريت صوفيان بوغيو، ليُجيب بما يمنح الرجل فضله، فيقول كوستل: «لم أتلقَّ منه التقنية وحدها، وإنما علَّمني أيضاً معنى الاحترام والجدّية والانضباط الداخلي. من خلاله أدركتُ أنّ العمل في الأيقونة صلاة أكثر من حصره بصنعة، فأتعامل معها بروح متواضعة، وبوعي أنّ اليد وحدها لا تكفي إنْ لم تضئها النعمة». هذا الدرس رسم مساره الروحي والفنّي معاً، وجعل من الأيقونة بالنسبة إليه أكثر من لوحة. جعلها ضرباً من السلوك الروحي.

يشرح الرسام أنّ الفرق بين الفنّ الدنيوي والفنّ المقدّس جوهري: «الفنّ الدنيوي يعكس العالم، أما الأيقونة فتنقل المرء إلى خارجه... هناك حيث لا يتحقّق الحوار إلا بالله. التقنية والمعرفة أساسيتان، لكنهما تصبحان بلا روح إنْ لم تتجلَّيا في النور الإلهي». لذلك؛ فكلّ أيقونة عنده تبدأ بالانسحاب من صخب الحياة اليومية، وبالتعمُّق في بُعد آخر لا يُختَبر إلا عبر التأمّل والصلاة.

يعلّم كوستِل طلابه أنّ الأيقونة تُحاكى بالصمت قبل الألوان (المعهد الفنّي الأنطوني)

تنقّل كوستل بين بلدان وثقافات مختلفة؛ من لبنان إلى روسيا وأوكرانيا فأستراليا والولايات المتحدة، وفي كلّ مكان يسعى إلى أن يُصغي إلى روح البلد ويترك للعمل أن يتجذَّر في تقاليده، شرط ألا يتخلّى عن وفائه للتقليد البيزنطي. «الأيقونة يجب أن تتكلَّم لغة المكان من دون أن تفقد لهجتها الأصلية»؛ يقول. وهنا تكمن الصعوبة الكبرى في أعمال الترميم: «الحفاظ على القيم الأصيلة في الأيقونة؛ حمايتها من التشويه أو الطمس، وعدم الانزلاق إلى إعادة خلقها على صورة الفنان، وإنما على صورة الحقيقة التي تحملها».

لا بدَّ من سؤاله عن العلاقة بين التقليد والحداثة، فكوستل يرى أنّ الخروج عن التقليد خيانة للجوهر، لكنَّ الجمود أيضاً موت: «كلّ عصر يطلب من الفنان أن يكون شاهداً على التراث الحيّ. التحدّي أن تُقدّمه بلغة اليوم وتُلبسه حساسية هذا الزمن من دون أن تُجرّده من روحه». بهذا المعنى، الأيقونة عنده حياة تتجدّد.

بين اللون والوجه المرسوم... تتجلّى صلاة (المعهد الفنّي الأنطوني)

تعود به الذاكرة إلى مطلع التسعينات وهو يتحدَّث عن لبنان، حين جاء أول مرة لترميم كنيسة «مار جرجس» في دير الحرف بعد الحرب. يذكُر كيف آلمه أن يرى الكنائس وقد تحوّلت إلى أطلال مهجورة: «الكنيسة بيت الإيمان والذاكرة. حين تُدمَّر، يصمت معها صوت الجماعة». من هنا، يرى أنّ «للأيقونة وظيفة أعمق من الزينة والجمال، هي نافذة على السماء، وجسر بين الجمال والإيمان والآخرين».

بين طلاب «المعهد الفني الأنطوني»، الذين التفّوا حوله في ورشة عمل، يقدّم كوستل وصيته: «حافظوا على الأُسس الفنّية الراسخة، وتعاملوا مع الأيقونة بروح الوفاء للتقليد؛ لأنّ هذه المعرفة لا تُبنى إلا بالتوارث والتسليم من جيل إلى آخر». لكنه لا يُخفي قلقه: «عدد المحترفين يتناقص، والشباب يبتعدون عن الإيمان، وقليلون جداً مَن يُبدون اليوم اهتماماً بهذا الفنّ المقدّس».

هكذا يتكلّم كوستل بصوت رجل يدرك أنه في سباق مع الزمن... فبين يديه ميراث مُضيء يسعى إلى أن يسلّمه قبل أن تُطفئه قسوة التحولات وتغيُّر الأولويات، وقبل أن تبتلع ضوضاءُ العصر هذا الفنَّ الذي لا يُزهر إلا في الصمت والإيمان.


مقالات ذات صلة

صمت مالك سفينة «النيترات» يراكم تعقيدات التحقيق في انفجار مرفأ بيروت

المشرق العربي من اعتصام سابق لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت (أرشيفية - الشرق الأوسط)

صمت مالك سفينة «النيترات» يراكم تعقيدات التحقيق في انفجار مرفأ بيروت

لم تحقق مهمة المحقّق العدلي في ملفّ انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار غايتها في العاصمة البلغارية صوفيا، إذ لم يتمكن من استجواب مالك الباخرة روسوس.

يوسف دياب (بيروت)
يوميات الشرق في هذا المشهد لا خلاص واضحاً... فقط هدنة قصيرة مع الواقع (الشرق الأوسط)

«حبّ في شبه مدينة»... مسرحية عن الإنسان العالق في المكان المُنهَك

الحوار مُحمَّل بالدلالة ومبنيّ على شذرات اعتراف تتقاطع فيها السخرية السوداء مع الإحباط العميق...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تحاول الفنانة التشكيلية في هذه المجموعة العبور من المحدود إلى المطلق (الغاليري)

معرض «تفتّحت الزهور من بين حجار الإسمنت المكسور»... عود على بدء

تستخدم ندى صحناوي الألوان الزاهية، بالإضافة إلى الأسود والأبيض. وفي قوالب الزهور الحمراء والبيضاء، يخال للناظر إليها أنها تُشبه كعكة عيد...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق النية واضحة لكنّ الخشبة تطلب أكثر من صدق الشعور (الشرق الأوسط)

«ويلة عيد»... نيّة صادقة ونتيجة خفيفة

«ويلة عيد» مسرحية خفيفة ومتقشّفة فنّياً، تحكمها نوايا إنسانية واضحة، لكنها تفتقر إلى العمق الذي يجعلها تُحسَب تجربةً مسرحيةً مُكتملة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق طبقات من الأزرق تترك للعين أن تُكمل الحكاية (فاديا أحمد)

«بين ضفّتين» من الأزرق: فاديا أحمد تُحوّل المتوسّط إلى جغرافيا نفسية

رغم غياب الأشخاص عن معظم الأعمال، لا يبدو المعرض خالياً من الحضور الإنساني...

فاطمة عبد الله (بيروت)

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
TT

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

ومن أبرز العادات المرتبطة بالصحة النفسية التي ينصح الخبراء باتباعها عام 2026:

الاهتمام بالنوم

النوم الجيد هو أساس الصحة النفسية الجيدة. قد يؤثر الحرمان من النوم على المزاج والذاكرة والانتباه. في عام 2026، اجعل النوم أولوية وليس ترفاً. استهدف الحصول على 7-8 ساعات من النوم ليلاً. نم واستيقظ في نفس الوقت حتى في عطلات نهاية الأسبوع. قلل من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة قبل النوم بساعة على الأقل، وخفف إضاءة غرفة نومك.

تقليل وقت استخدام الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي

قد يتراكم التوتر والقلق في ذهنك دون وعي، ويصبح الشك في الذات ملازماً لك مع التصفح المستمر. ورغم أن الحياة الرقمية أمر لا مفر منه، فإن التدريب على وضع حدود لاستخدام الشاشات هو السبيل الوحيد لتحقيق السكينة النفسية. حاول الابتعاد عن الشاشات لمدة ساعة أو ساعتين على الأقل خلال اليوم. من الأفضل عدم تفقد هاتفك فور استيقاظك أو قبل نومك مباشرة. ألغِ متابعة الصفحات التي تثير توترك أو تولد لديك أفكاراً خاطئة، وتجنب المحتوى الذي يجعلك تشعر بالخوف أو الترهيب. كما أن تقليل وقت استخدام الشاشات يُسهم في صفاء ذهنك.

التحدث عن مشاعرك دون الشعور بالذنب

كبت المشاعر مدمر للصحة النفسية على المدى البعيد. بحلول عام 2026، ينبغي أن يصبح من المعتاد مناقشة مشاعرك، سواء مع صديق مقرب أو شخص مختص. التعبير عن المشاعر لا يعني الضعف، بل يساعد على تخفيف التوتر وإتاحة الفرصة للآخرين للوجود معك. عندما تشعر بثقل المشاعر، بادر بالتحدث مبكراً بدلاً من الانتظار حتى تتفاقم الأمور.

تحريك جسمك يومياً

ترتبط التمارين الرياضية ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية. فهي تُحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ تُحسّن المزاج، ما يُساعد على تخفيف التوتر والقلق. ولا تتطلب التمارين الرياضية جهداً كبيراً، فممارسة اليوغا في المنزل أو الرقص وتمارين التمدد الخفيفة مع المشي يومياً كافية. اختر الأنشطة التي تُحبها، لأنها ستُصبح جزءاً من العناية الذاتية، لا مجرد خطوة روتينية.

اللطف مع الذات

كثير من الناس هم أشدّ منتقدي أنفسهم. الشعور بالنقد الذاتي المستمر قد يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والثقة بالنفس. كن رحيماً بنفسك، وأنت تستقبل عام 2026. تقبّل فكرة أنه لا بأس بأخذ فترات راحة والعمل متى شئت. استمتع بالانتصارات الصغيرة، ولا تقارن مسيرتك بمسيرة الآخرين.


«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح
TT

«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح

منحت جائزة «نوابغ العرب 2025» الدكتور المصري نبيل صيدح جائزة فئة الطب، تقديراً لإسهاماته العلمية التي أسهمت في تطوير فهم صحة القلب وآليات تنظيم الكوليسترول، وما ترتب عليها من أدوية تُستخدم اليوم على نطاق واسع لتقليل مخاطر أمراض القلب.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور صيدح على فوزه، مؤكداً أن رسالة المنطقة في تطوير العلوم الطبية «مستمرة مع العقول العربية الفذة» الساعية إلى الابتكار من أجل الإنسان. وقال في منشور على منصة «إكس» إن الفائز، مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء العصبية الحيوية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية، قدّم إسهامات رائدة في فهم كيفية تعامل الجسم مع الدهون وتنظيم مستويات الكوليسترول، مشيراً إلى أنه نشر أكثر من 820 بحثاً علمياً، واستُشهد بأبحاثه أكثر من 71 ألف مرة.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد: «الطب رسالة إنسانية، ومنطقتنا كان لها فضل كبير، على مدى قرون، في تطوير علومه وممارساته وأدواته وأبحاثه»، لافتاً إلى أن جائزة «نوابغ العرب» تعيد «البوصلة إلى مسارها الصحيح» عبر الاحتفاء بما يقدمه الإنسان العربي وإبراز نماذجه قدوة للأجيال.

الدكتور المصري نبيل صيدح

وتُعد من أبرز محطات المسيرة العلمية للدكتور صيدح مساهمته في اكتشاف إنزيم «بي سي إس كيه 9» (PCSK9)، الذي يلعب دوراً محورياً في التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم؛ إذ بيّن هذا الاكتشاف أن زيادة نشاط الإنزيم قد تقود إلى ارتفاعات خطرة في الكوليسترول، ما شكّل نقطة تحول أسهمت في تطوير جيل جديد من العلاجات المعروفة باسم «مثبطات بي سي إس كيه 9»، التي تُستخدم على نطاق واسع لخفض الكوليسترول وتقليل مخاطر أمراض القلب.

وإلى جانب أبحاثه في صحة القلب، قدّم صيدح إسهامات علمية في فهم أمراض الكبد الدهني واضطرابات السمنة وانتشار السرطان، إضافة إلى تفسير كيفية دخول بعض الفيروسات إلى الخلايا البشرية، بما فتح مسارات جديدة أمام تطوير علاجات مبتكرة في أكثر من مجال طبي.

وفي السياق ذاته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالدكتور صيدح أبلغه خلاله بفوزه، مشيداً بأبحاثه المتقدمة التي فتحت آفاقاً لتوظيف أحدث التقنيات والبيانات في ابتكار أدوية جديدة وعلاجات تخصصية ترتقي بمستويات الرعاية الصحية.

ويجسد مشروع «نوابغ العرب» مبادرة استراتيجية عربية أطلقها الشيخ محمد بن راشد لتكريم العقول العربية المتميزة في 6 فئات تشمل: الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الطبيعية، والعمارة والتصميم، والاقتصاد، والأدب والفنون، بهدف استئناف مساهمة المنطقة العربية في مسار الحضارة الإنسانية.


طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
TT

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة، ورغم ظهوره القليل فإن الفنان الراحل استطاع ترك بصمة مميزة في عالم الفن من خلال أعماله، وفق نقاد ومتابعين.

وفور إعلان خبر رحيل طارق الأمير، تصدر اسمه «الترند» على موقعي «إكس»، و«غوغل»، الأربعاء، في مصر، وتداول البعض على مواقع «سوشيالية»، لقطات فنية من أعماله، كما ربطوا بين توقيت رحيله، ودراما رحيل الفنانة نيفين مندور التي توفيت قبل أيام، خصوصاً أنهما شاركا معاً في بطولة فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً حينها.

وقبل أيام، تعرّض طارق الأمير لأزمة صحية مفاجئة، مكث على أثرها في أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، ولم تنجح محاولات الأطباء في علاجه.

وشيعت جنازة الفنان الراحل من أحد مساجد القاهرة، ظهر الأربعاء، وسط حضور فني وأسري بارز، لمساندة شقيقته الفنانة لمياء الأمير، كما حضر نجل خاله الفنان أحمد سعيد عبد الغني، والأخير نعاه عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، وكتب: «توفي إلى رحمة الله ابن عمتي الغالي الفنان طارق الأمير»، كما نعى الأمير عدد آخر من الفنانين بحساباتهم على مواقع التواصل، من بينهم، روجينا، ونهال عنبر، ويوسف إسماعيل، بجانب نعي نقابة «المهن التمثيلية»، بمصر.

الفنان الراحل طارق الأمير (حساب الفنان أحمد سعيد عبد الغني على موقع فيسبوك)

وعن موهبة الفنان الراحل طارق الأمير، يقول الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، إن «الفنان الراحل من الألغاز التي رحلت عن عالمنا بلا إجابة»، لافتاً إلى أنه «من الفنانين المبدعين الذين تركوا بصمة مميزة في الكتابة والتمثيل في وقت قليل جداً».

وأضاف عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة طارق الأمير في فيلمين من أكثر الأفلام تحقيقاً للمشاهدة، وهما «اللي بالي بالك»، و«عسل إسود»، كان من حسن حظه، رغم مرور أكثر من 20 عاماً على إنتاجهما.

محمد سعد وطارق الأمير في لقطة من فيلم «اللي بالي بالك» (يوتيوب)

وأكد عبد الرحمن أن «طارق الأمير لم يحصل على مساحته بشكل جيد، وغالباً ما يكون الأمر مرتبطاً بعدم رغبته أو قدرته على تسويق نفسه، أو انتمائه لجيل معين، وعندما تراجع هذا الجيل تراجع هو الآخر بالتبعية، ولكن في المجمل، ورغم أعماله القليلة في الكتابة والتمثيل، فإنه كان صاحب موهبة حقيقية».

في السياق، بدأ طارق الأمير مسيرته التمثيلية في تسعينات القرن الماضي، وشارك خلالها في عدد من الأعمال الفنية، وقدم أدواراً مميزة من بينها شخصية «الضابط هاني»، في فيلم «اللي بالي بالك»، مع الفنان محمد سعد، وكذلك شخصية «عبد المنصف»، في فيلم «عسل إسود»، حيث شكل مع الفنان أحمد حلمي «ديو» كوميدي لافت، بجانب مشاركته في أفلام «عوكل»، و«كتكوت»، و«صنع في مصر»، وبعيداً عن التمثيل، كتب طارق الأمير السيناريو لعدد من الأفلام السينمائية، مثل «مطب صناعي»، و«كتكوت»، و«الحب كدة»، وغيرها.