مؤتمر «الاستثمار الثقافي» يشهد اتفاقيات بخمسة مليارات ريال لتمكين القطاع

وزير الثقافة أعلن عن قرب إطلاق جامعة «الرياض للفنون»

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمته في افتتاح المؤتمر (وزارة الثقافة)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمته في افتتاح المؤتمر (وزارة الثقافة)
TT

مؤتمر «الاستثمار الثقافي» يشهد اتفاقيات بخمسة مليارات ريال لتمكين القطاع

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمته في افتتاح المؤتمر (وزارة الثقافة)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمته في افتتاح المؤتمر (وزارة الثقافة)

شهدت النسخة الأولى لمؤتمر «الاستثمار الثقافي»، الذي احتضنته العاصمة السعودية، الإعلان عن إنشاء جامعة «الرياض للفنون»، وتوقيع عدد من الاتفاقيات بقيمة تُقارب 5 مليارات ريال لتطوير القطاع الثقافي السعودي.

وانطلقت، الاثنين، أعمال مؤتمر «الاستثمار الثقافي» 2025 في مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض، الذي نظمته وزارة الثقافة، بمشاركة أكثر من 150 متحدثاً و1500 مشاركٍ من كبار صنّاع القرار وقادة الثقافة والاستثمار على مستوى السعودية والعالم.

وأعلن وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان إنشاء جامعة «الرياض للفنون»، لتسهم في رفد القطاع الثقافي بالمواهب والمبدعين. وقال الأمير بدر، إن الوزارة تسعى إلى أن تكون الجامعة ضمن أفضل 50 جامعة دولية متخصصة في الفنون، مؤكداً أن الثقافة أصبحت عنصراً مؤثراً بعوامل قابلة للقياس، ونماذج قابلة للتوسع وقيمة طويلة الأجل.

توقيع عدد من الاتفاقيات بقيمة تُقارب 5 مليارات ريال لتطوير القطاع الثقافي السعودي (تصوير: بشير صالح)

وخلال كلمته في افتتاح أعمال الدورة الأولى من مؤتمر «الاستثمار الثقافي»، قال الأمير بدر إن المؤتمر سيسهم في تعزيز دور القطاع الخاص بصفته شريكاً استراتيجياً وأساسياً في رحلة تطوير القطاع الثقافي السعودي، أمام النمو المتسارع للصناعات الإبداعية والتنموية بالسعودية، مشيراً إلى أن المؤتمر سيسهم في تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية، من خلال ما سيشهده من توقيع 89 اتفاقية بقيمة 5 مليارات ريال.

وتابع وزير الثقافة السعودي أن القطاع الثقافي السعودي شهد، منذ انطلاق «رؤية 2030»، نقلة تاريخية حوّلته إلى رافعة اقتصادية أساسية قفزت بنسبة مساهمته في الناتج الإجمالي المحلي إلى 1.6 في المائة، ووصل عدد العاملين إلى 235 ألفاً، وبلغت قيمة الدعم المالي المتدفق إليه ما يقارب 2 مليار دولار في عام 2024، في حين بلغت استثمارات بنيته التحتية مستويات تاريخية، تجاوزت 81 مليار ريال.

13 كلية تغطي مجموعة التخصصات الثقافية

وقال عبد الرحمن المطوع المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة السعودية، إن جامعة «الرياض للفنون» التي أعلن عن إطلاقها، ستسعى إلى أن تكون منصة تعليمية رائدة في التعليم الإبداعي، من خلال الشراكات مع مؤسسات أكاديمية دولية رائدة في التخصصات الثقافية، وتقديم برامجها التعليمية بنهج يدمج ما بين التعليم النظري والتطبيقي، كما ستقدم منحها الدراسية للمواهب الثقافية، موضحاً أنها ستفتح أبوابها في حي عرقة بمدينة الرياض، وسيتاح نشر تفاصيلها كافة في الربع الأول من 2026.

إحدى جلسات المؤتمر بمشاركة خالد الفالح وزير الاستثمار وفيصل الإبراهيم وزير الاقتصاد (تصوير: بشير صالح)

وكشف المطوع في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن الجامعة ستضم 13 كلية ثقافية تغطي مجموعة واسعة من التخصصات؛ مثل الأفلام، والموسيقى، والإدارة الثقافية، والفنون البصرية والتصوير الفوتوغرافي، وفنون الطهي، وغيرها، بشراكات مع مؤسسات دولية رائدة في قطاع التعليم الثقافي، موضحاً أن الدفعة الأولى من برامجها ستبدأ بثلاث كليات، وهي: كلية المسرح والفنون الأدائية، وكلية الموسيقى، وكلية الأفلام، وستقدم الجامعة برامجها التعليمية بالدرجات التعليمية، الدبلوم، والبكالوريوس، والدبلوم العالي، والماجستير، والدكتوراه، بالإضافة إلى البرامج القصيرة.

1700 مستثمر أجنبي في القطاع الثقافي السعودي

وخلال الجلسة الأولى التي عقدت تحت عنوان: «من السياسات إلى الازدهار - خريطة طريق وطنية للنمو المرتكز على الثقافة»، قال خالد الفالح وزير الاستثمار السعودي، إن 1700 رجل أعمال من بين 52 ألف ترخيص وسجل تجاري للمستثمرين الأجانب في السعودية، يستثمرون في مجالات الثقافة والفنون والترفيه، مؤكداً أن وزارة الاستثمار ستدعم القطاع الثقافي من خلال تحديد متطلبات كل قطاع ثقافي، واستقطاب المستثمرين، وتقديم الدعم التمويلي، وتنظيم ورش العمل لتشجيع دخول القطاع.

وأشار الفالح إلى أن الخطوات التي اتخذت وتشمل تسريع إجراءات الترخيص، وبناء سلاسل قيمة متكاملة، إضافة إلى إشراك المانحين والمؤسسات الخيرية، أثمرت أكثر من 40 فرصة استثمارية، منها مشاريع بدأت تحقق أرباحاً وأخرى واعدة.

1500 مشاركٍ من كبار صنّاع القرار وقادة الثقافة والاستثمار على مستوى السعودية والعالم (تصوير: بشير صالح)

وبيّن أن الحوافز النقدية وغير النقدية التي شهدها القطاع الثقافي السعودي أحدثت زخماً كبيراً، بدءاً من صناعة السينما وجذب المنتجين العالميين، مروراً ببرنامج المحتوى الرقمي (Ignite) الذي وفّر حزم دعم للرسوم المتحركة والأفلام القصيرة، ووصولاً إلى حزم جديدة تستهدف فنون الطهي والفنون البصرية والموسيقى والأزياء وغيرها، منوهاً بأن هذه الجهود ستسهم في مضاعفة الوظائف 3 مرات خلال السنوات الست المقبلة، مع توسع دور القطاع الخاص.

من جهته، قال فيصل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط في السعودية، إن القطاع الإبداعي يُقدَّر عالمياً بـ3.4 تريليون دولار، ما يجعله استثماراً محورياً في الموجة الأولى لتنويع الاقتصاد، موضحاً أن السعودية انتقلت من قيم اقتصادية سلبية إلى إيجابية بفضل الثقافة، التي باتت أداة رئيسية لجذب المبدعين وتحفيز النمو.

وأشار الإبراهيم إلى أن كل دولار يُستثمر في القطاع الثقافي يولّد أثراً اقتصادياً مضاعفاً يصل إلى 2.5 دولار، فضلاً عن كونه قطاعاً واعداً لخلق فرص العمل المباشرة، لافتاً إلى العمل على تدريب نحو 5 آلاف شخص، ورعاية آلاف الطلاب للحصول على درجات علمية مرتبطة بـ«رؤية 2030».

متحدث وزارة الثقافة قال إن جامعة «الرياض للفنون» ستضم 13 كلية متخصصة (تصوير: تركي العقيلي)

مؤكداً، أن مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي وصلت بالفعل إلى نصف المستهدف، بفضل التوسع في المشاريع وتسريع إجراءات الترخيص، وأن الهدف هو مضاعفة حجم القطاع 3 مرات بحلول 2030، في إطار الهدف الأوسع المتمثل في بناء اقتصاد متنوع يرتكز على تكامل الثقافة مع السياحة والرياضة، مع بقاء الثقافة في قلب القطاع الإبداعي ودورها الجامع بين مختلف المجالات.

وتستمر أعمال مؤتمر «الاستثمار الثقافي» الثلاثاء، بدفعة أخرى من الجلسات والاتفاقيات التي تدعم تعزيز التعاون بين العاملين في القطاع ومحيطه التنظيمي والتشريعي، إلى جانب حواضن المبدعين ومسرّعات الأعمال، وكل المهتمين بمسيرة تمكين القطاع الثقافي في السعودية.

ويأتي المؤتمر في ظل النمو المتصاعد للقطاع الثقافي السعودي، وما يشهده من مقومات واعدة تعزز بناء صناعة ثقافية مستدامة، وتفتح آفاقاً أوسع للاستثمار والإبداع.


مقالات ذات صلة

غزيون في سباق مع الزمن لحماية تراثهم الثقافي بعد دمار الحرب

المشرق العربي خلال أعمال ترميم داخل المسجد العمري الكبير الذي تضرر جراء القصف الإسرائيلي خلال الحرب في مدينة غزة يوم 17 نوفمبر 2025 (رويترز)

غزيون في سباق مع الزمن لحماية تراثهم الثقافي بعد دمار الحرب

يحاول سكان غزة جاهدين في سباق مع الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة جراء الحرب.

«الشرق الأوسط»
يوميات الشرق شهدت «أيام الثقافة الباكستانية» مشاركة نخبة من المطربين الباكستانيين بحضور آلاف الزوار (واس)

«انسجام عالمي2» تُطلق «أيام الثقافة الإندونيسية» في الرياض

تواصل العاصمة السعودية احتضان ثقافات العالم، حيث تنطلق، الثلاثاء، فعاليات «أيام الثقافة الإندونيسية» ضمن مبادرة «انسجام عالمي2»، في حديقة السويدي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يبرز المعرض إسهامات الفنانين الرواد في صياغة الهويات البصرية الوطنية (مسك)

رحلة بصرية لـ78 فناناً رائداً تستكشف تطوّر الفن في الخليج

لوحات فنية ومنحوتات وأعمال تركيبية مفاهيمية أنجزها 78 فناناً من دول الخليج خلال العقود السابقة توثق رحلة فنية تعكس اللغات البصرية المتنوعة التي برزت في المنطقة.

عمر البدوي (الرياض)
أوروبا أفراد من الشرطة الفرنسية يقفون بجوار مصعد استخدمه اللصوص لدخول متحف اللوفر على رصيف فرنسوا ميتران في باريس... 19 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

الادعاء الفرنسي يوقف 4 أشخاص على صلة بسرقة متحف اللوفر

أوقفت السلطات الفرنسية، الثلاثاء، 4 أشخاص آخرين، على خلفية التحقيق بشأن سرقة مجوهرات من التاج الملكي الفرنسي من متحف اللوفر الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يحتفي «متحف البحر الأحمر» بقرونٍ من التبادل الثقافي والتواصل الإنساني (المتحف)

افتتاح «متحف البحر الأحمر» في «جدة التاريخية» 6 ديسمبر

يفتح «متحف البحر الأحمر» في «جدة التاريخية» أبوابه يوم 6 ديسمبر، ليكون صرحاً ثقافياً ومعرفياً ووجهة عالمية تُجسّد رؤية السعودية في صون الإرث الثقافي والطبيعي.

«الشرق الأوسط» (جدة)

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
TT

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)

ساعات من الطرب والحماسة شهدتها أولى حفلات برنامج «صدى الوادي» في وادي صفار، مع صقر الأغنية الخليجية رابح صقر، والفنان ناصر نايف، ضمن فعاليات موسم الدرعية.

وانطلقت، الخميس، أولى حفلات برنامج «صدى الوادي»، في مشهد جمع بين القيمة التاريخية للمكان والإيقاع الفنّي الذي يُقدّمه موسم الدرعية 25-26، ضمن برامجه التي تمزج بين التاريخ والتراث والسياحة والترفيه.

وبدأت الأمسية على المسرح المفتوح بتصميمه الذي ينسجم مع الطبيعة الآسرة لوادي صفار شمال غربي مدينة الرياض، مع الفنان السعودي الشاب ناصر نايف الذي تفاعل معه الجمهور وهو يؤدّي أغنياته المُحبَّبة.

وتصاعدت حماسة الحضور مع ظهور صقر الأغنية الخليجية رابح صقر الذي لفت الأنظار بأدائه في عدد من أغنياته، أبرزها: «يوم ما أنا ضحّيت ما أقصد جحود»، و«حبيبي اللي همّه رضاي»، إلى جانب أداء ناصر الاستثنائي في «نسايم نجد»، و«خلي الليالي سعادة»، ومجموعة أخرى من الأغنيات التي أشعلت شتاء وادي صفار في أولى حفلات موسم الدرعية هذا العام.

الفنان ناصر نايف خلال الحفل (موسم الدرعية)

الفنان رابح صقر خلال الحفل (موسم الدرعية)

ويأتي اختيار وادي صفار لتنظيم الأمسية لما يمثّله من قيمة تاريخية وموقع حيوي كان على مدى العصور مَعْبراً للمسافرين وقوافل التجارة، وملتقى اجتماعياً لأهالي الدرعية، قبل أن يتحوَّل اليوم إلى مسرح مفتوح يحتضن فعاليات ثقافية وفنية تعكس حضور الموسم وتنوّع عروضه. ويندرج هذا الحفل ضمن برنامج موسيقي واسع يشارك فيه فنانون من أبرز الأسماء العربية؛ من بينهم: فنان العرب محمد عبده، وقيثارة العرب نوال، وراشد الفارس، وأميمة طالب، وفنانو حفل اليوم، الجمعة، عايض يوسف، وزينة عماد، بالإضافة إلى مجموعة من المواهب السعودية الممّيزة.

أجواء تراثية وطربية في ليالي «صدى الوادي» (موسم الدرعية)

ويُقدّم برنامج «صدى الوادي» سلسلة من الحفلات التي تستضيف أبرز الفنانين في العالم العربي، عبر إثراء التجربة الفنية لزوار موسم الدرعية من خلال عروض موسيقية متنوّعة تشمل السامري وفنون الأداء الجماعي، وتُبرز جماليات المكان بتكوينه الطبيعي وشواهده التاريخية.

وتشمل تفاصيل «صدى الوادي» تجربة متكاملة تبدأ باستقبال الزوار بطابع الضيافة السعودية، مروراً بعروض شعرية وغنائية، وصولاً إلى مرافق فنّية ومعارض تفاعلية، من بينها معرض السامري الذي يُقدّم سرداً بصرياً وثقافياً لتراث فنون الأداء النجدية عبر تقنيات رقمية وآلات موسيقية معروضة، بما يعزّز دور البرنامج في الحفاظ على الفنون التقليدية وإبرازها بأسلوب معاصر.


أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
TT

أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)

طوّر فريقٌ بحثي دولي، بقيادة جامعة تكساس الأميركية، أداةً مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُساعد المبرمجين من ضعاف البصر على إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد وتحريرها والتحقق منها بشكل مستقل.

وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام إتاحة أدوات الإبداع التكنولوجي للأشخاص ضعاف البصر، وهو مجال لا يزال محدوداً جدّاً حتى الآن. وقد قُدّمت النتائج، الخميس، خلال مؤتمر «ASSETS 2025» الدولي للحوسبة في دنفر بالولايات المتحدة.

ويعاني المبرمجون ضعاف البصر تحديات كبيرة في العمل على الأكواد والنماذج الرقمية، إذ تعتمد أدوات برمجة تقليدية عدّة على الرؤية المباشرة للشاشات والنماذج ثلاثية الأبعاد.

ووفقاً للفريق، فإن نحو 1.7 في المائة من المبرمجين يعانون ضعف البصر، ويستخدمون أدوات مثل قارئات الشاشة وشاشات برايل التي تتيح لهم قراءة الأكواد بطريقة «برايل».

وجاء اهتمام الفريق في تطوير الأداة بعد ملاحظتهم التحديات التي واجهها زميلهم الكفيف أثناء دراسة النمذجة ثلاثية الأبعاد، إذ كان يحتاج دائماً إلى مساعدة الآخرين للتحقّق من عمله.

وتحمل الأداة المبتكرة اسم «A11yShape»، وتهدف إلى تمكين ضعاف البصر من تحرير النماذج والتحقّق منها دون الحاجة إلى مساعدة أشخاص مبصرين، ما يفتح أمامهم فرصاً أوسع للمشاركة في المشروعات التقنية والإبداعية بشكل مستقل.

وتعتمد الأداة على التقاط صور رقمية متعددة الزوايا للنماذج التي يُنشئها المبرمجون في محرر الأكواد «OpenSCAD»، ومن ثمَّ يستخدم النظام نموذجَ الذكاء الاصطناعي «GPT-4o» لتحويل الأكواد والصور إلى وصفٍ نصّي دقيق يمكن للمستخدم فهمه بسهولة.

كما تقوم الأداة بمزامنة التغييرات بين الكود والوصف والنموذج ثلاثي الأبعاد، وتوفّر مساعداً ذكياً شبيهاً بـ«روبوت دردشة» للإجابة عن أسئلة المستخدم المتعلّقة بالتصميم والتحرير.

وبذلك تتيح الأداة للمبرمجين من ضعاف البصر العملَ بشكل مستقل على تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد من دون الحاجة إلى مساعدة شخص مبصر، ما يُعزّز فرصهم في الإبداع والمشاركة الفعلية في المشروعات التقنية.

واختبر الباحثون الأداة مع 4 مبرمجين من ضعاف البصر، وتمكّنوا بفضلها من إنشاء وتعديل نماذج ثلاثية الأبعاد لروبوتات وصواريخ وطائرات هليكوبتر بشكل مستقل.

وقال الدكتور ليانغ هي، الأستاذ المساعد في علوم الحاسوب بجامعة تكساس والباحث الرئيسي في الدراسة: «هذه خطوة أولى نحو تمكين الأشخاص ضعيفي البصر من الوصول إلى أدوات الإبداع، بما في ذلك النمذجة ثلاثية الأبعاد».

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن فريقه سيواصل تطوير الأدوات لدعم المبرمجين ضعيفي البصر في مهام إبداعية أخرى، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصميم الدوائر الإلكترونية، بهدف تمكينهم من العمل بشكل مستقل في هذه المجالات.


الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
TT

الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)

أكد الدكتور عبد اللطيف الواصل، رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، أنّ المرحلة الراهنة تتطلَّب استعادة دور الفلسفة في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتقدَّم فيه المادية، لتُعيد طرح الأسئلة الكبرى، وتُقدّم قراءة أعمق للتحوّلات التي يشهدها العالم.

وتابع الواصل، خلال افتتاح أعمال «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025» في نسخته الخامسة، أنّ الرياض باحتضانها هذا الحدث المعرفي تُرسّخ مكانتها فضاءً حيّاً يتقاطع فيه عمق الفكرة مع حيوية التجديد، وتمنح الفكر موقعاً فاعلاً في صياغة الرؤى والأسئلة المعاصرة.

يشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً عالمياً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين (هيئة الأدب)

وتتواصل، منذ الخميس، نقاشات غنيّة ضمن أعمال المؤتمر الذي تُنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مكتبة الملك فهد الوطنية، تحت عنوان «الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة».

ويشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين من مختلف دول العالم، يمثّلون مدارس فلسفية متعددة، مما يمنح البرنامج تنوّعاً معرفياً يُعزّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات.

نقاشات مُعمَّقة ضمن ورشات العمل المُصاحبة للمؤتمر (هيئة الأدب)

وتشهد الفعالية أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية، وطرائق التفكير، ومسارات التأثير المتبادل بين المدارس الفكرية، إلى جانب مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني، والتحوّلات الثقافية، ودور الفلسفة في قراءة الواقع.

هذا الزخم العلمي يمنح الباحثين والمهتمّين رؤى متنوّعة ومقاربات موسَّعة، تُعمّق النقاشات الفلسفية وتُطوّر فهماً أوسع للأسئلة الكبرى في الفكر الإنساني.

مؤتمر الرياض عزَّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات (هيئة الأدب)

الروابط المشتركة بين الشرق والغرب

وأشار الواصل إلى أنّ اختيار عنوان المؤتمر يعكس حقيقة أنّ الفلسفة لم تُولد من الجغرافيا بقدر ما تشكّلت من السؤال. وأضاف أن تناول ثنائية الشرق والغرب ليس هدفه تكريس الانقسام، بل إبراز الروابط المشتركة بين التجارب الفكرية وما يجمعها من ميراث إنساني قائم على البحث عن المعنى وصناعة الوعي.

وأوضح أنّ انعقاد المؤتمر في نسخته الخامسة هو امتداد لمشروع فكري انطلق قبل 5 أعوام، وتحوَّل إلى مبادرة راسخة تُعزّز حضور الفلسفة وتُثري حوار الثقافات، وتُرسّخ موقع المملكة منصةً عالميةً في مجالات الإنتاج المعرفي وصناعة الفكر.

وأوضح الواصل أنّ المؤتمر بات اليوم مشروعاً يتنامى أثره عاماً بعد عام، ويتّسع حضوره محلّياً ودولياً، بما يعكس الثقة التي اكتسبها ودوره في دعم الحوارات الفلسفية بين الشرق والغرب.

يشهد المؤتمر أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية (هيئة الأدب)

وأكّد أنّ الحاجة المتزايدة لاستعادة دور الفلسفة تنبع من واقع عالمي سريع التحوّل، تتقاطع فيه الأزمات والأسئلة الوجودية. وترى الرياض في هذا الحدث مساحة تتفاعل فيها الفكرة العميقة مع التجديد الفكري، في فضاء مفتوح يعكس المكانة المتنامية للمملكة في المشهد الفلسفي العالمي.

ويُعدّ «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة» من أبرز الفعاليات الفكرية السنوية في المنطقة، إذ يُسهم منذ انطلاقته الأولى في تعزيز التواصل الثقافي العالمي، وإعادة تقديم الفلسفات بمختلف مدارسها في سياق دولي، وترسيخ الدور السعودي في دعم الإنتاج الفكري وبناء الجسور المعرفية بين الشرق والغرب، بما يخدم مسارات التنمية الثقافية والفكرية التي تشهدها المملكة.

مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني والتحوّلات الثقافية (هيئة الأدب)

ويأتي انعقاد المؤتمر هذا العام امتداداً لمسيرته المعرفية التي بدأت قبل 5 أعوام، ليواصل دوره منصةً عالميةً تجمع المفكرين والباحثين والخبراء من مختلف دول العالم، وتُرسّخ مكانة السعودية مركزاً دولياً لإنتاج المعرفة وتعزيز الحوار بين الثقافات.