أثار إعلان «نقيب الممثلين» في مصر، الفنان أشرف زكي، استقالته، جدلاً واسعاً خلال الساعات الماضية، وتصدر اسمه مؤشرات البحث في موقع «غوغل»، الجمعة، عقب إعلانه ترك منصبه النقابي دون إبداء أسباب بعد سنوات من العمل.
ووفق بيان رسمي صادر عن نقابة «المهن التمثيلية»، قال زكي: «أدَّيت واجبي على أكمل وجه. وأغادر مكاني بكل تقدير. لكنني سأظل دائماً ابناً وفياً لهذا الكيان، داعماً له بكل ما أملك من محبة وإخلاص».
ووفق بيان النقابة، فقد أعلن أشرف زكي انتهاء مهمته، قائلاً: «لقد جاءت اللحظة التي أترَّجل فيها عن موقعي، ليكمل من بعدي زملاء آخرون مسيرة العمل والعطاء، بعدما عشت داخل النقابة سنوات أعدها من أجمل أيام العمر».

وأكد الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، أن الدكتور أشرف زكي، يُنظر إليه بوصفه نموذجاً نادراً في العمل النقابي، إذ جمع بين مهامه الأكاديمية، فضلاً عن أعماله الفنية مخرجاً وممثلاً بارزاً، ورغم كل تلك المسؤوليات، تمكَّن على مدار سنوات من تقديم أداء نقابي غير مسبوق.
وأضاف عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، أن «زكي تميَّز بقدرته على خدمة الأعضاء والدفاع عن حقوقهم في جميع القضايا، وعلى رأسها التشغيل، والعلاج، والمعاشات، إلى جانب رعايته للفنانين الكبار في دور الإقامة، وتكريمهم بما يليق بتاريخهم»، مؤكداً أن هذا النجاح يعود إلى مهاراته الإدارية والاجتماعية، وعلاقاته القوية مع مؤسسات الدولة، ما جعله نموذجاً استثنائياً يصعب تكراره في العمل النقابي.
في السياق، طالب فنانون ونقاد أشرف زكي بالاستمرار في منصبه، إذ أصدر مجلس إدارة نقابة الممثلين بياناً رسمياً، عقب جلسة طارئة على خلفية إعلانه ترك منصبه، مؤكداً دور زكي الوطني والنقابي البارز، وما قدَّمه من عطاء في خدمة النقابة وأعضائها.
ووفق البيان، «فقد أعلن المجلس رفضه بالإجماع قرار أشرف زكي تركه منصبه، واستمراره في عمله بالنقابة، لما يُمثِّله وجوده من قيمة وخبرة في خدمة الأعضاء والصالح العام».
لم تتوقف المطالبات على بيان أعضاء مجلس النقابة، بل تضامن عدد من الفنانين والنقاد على حساباتهم «السوشيالية»، مع أشرف زكي، من بينهم الفنان نضال الشافعي الذي كتب «أتضامن مع مجلس النقابة برفض استقالته، لأنه الأنسب والأفضل والأقدر على أن يكون رُبَّان سفينتنا الفنية». وكتب المخرج يسري نصر الله: «الحاجة الوحيدة التي تجعلني أتقبَّل استقالتك هي حالتك الصحية، ما عدا ذلك أنت النقيب».

الكاتب والناقد الفني طارق الشناوي، كتب: «كُنتُ الكاتب الوحيد الذي أقام ضده أشرف زكي دعوتي سب وقذف علني، وحصلت على البراءة في المرتين بعد أن حفظتهما النيابة، ورغم ذلك تبقى كلمة حق وهي أنه أكثر إنسان مؤهل للقيام بمهام النقيب، فقد أخلص في عمله، أصاب وأخطأ».
وكتب السيناريست أيمن سلامة: «كل الكلام لا يفي بحق هذا الرجل، نحن محظوظون بوجوده نقيباً وأخاً وصديقاً».
وكتبت الفنانة نشوى مصطفى على صفحتها في «فيسبوك»: «أشرف ليس مجرد نقيب، فهو سند لكل عضو، أتمنى أن يتراجع عن قراره لأنه يتنفس بمساعدة زملائه».
في حين نفى المخرج عمر عبد العزيز رئيس «الاتحاد العام للنقابات الفنية»، خبر موافقته على استقالة أشرف زكي، مؤكداً عدم تسلم الاتحاد لأي مستند رسمي بخصوص هذا الأمر حتى الآن.
وتعليقاً على قرار استقالة أشرف زكي من منصبه أكد الفنان إيهاب فهمي عضو مجلس إدارة «نقابة الممثلين»، أن «قرار النقابة باستمرار زكي في منصبه ليس من باب الضغط، وإنما من باب الحب والاعتراف بعطائه»؛ موضحاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لم يكن زكي يوماً ملك نفسه، بل كان ملكاً لنقابته وأعضائها، حيث أفنى سنوات من عمره في خدمتها وتطويرها، ومن هنا جاءت المطالبات بعدوله عن قراره، حتى لا تتوقف المسيرة التي بدأها منذ سنوات».
وتولى أشرف زكي منصب «نقيب الممثلين» عام 2003 خلفاً للفنان الراحل يوسف شعبان، واستمر في المنصب حتى عام 2011، في حين تولَّى الفنان الراحل أشرف عبد الغفور المنصب بعده، ثم عاد زكي إلى المنصب مجدداً عام 2015، وحتى إعلان تركه النقابة في 25 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وبجانب منصبه النقابي، تقلَّد أشرف زكي مناصب رسمية عدة من بينها، رئاسة قسم التمثيل والإخراج، وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية، كما تقلد منصب رئيس أكاديمية الفنون. ومن بين القضايا التي أثارها، «تنظيم آلية الاستعانة بمشاهير السوشيال ميديا» بالأعمال الفنية، و«المعاشات»، كما ساهم في إنشاء «دار لرعاية كبار السن» من الفنانين، وعلى مستوى الإخراج والتمثيل قدم أشرف زكي أعمالاً فنية كثيرة.



