ترمب واثق بقدرة كييف على استعادة جميع أراضيها ويرى موسكو «نمراً من ورق»

الكرملين يندد بتصريحاته «العاطفية» ويذكّره بـ«الواقع الميداني» ويلوّح بورقة مصالح الشركات الأميركية

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما في نيويورك (أ.ف.ب)
الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

ترمب واثق بقدرة كييف على استعادة جميع أراضيها ويرى موسكو «نمراً من ورق»

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما في نيويورك (أ.ف.ب)
الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما في نيويورك (أ.ف.ب)

أعادت تصريحات نارية أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة السجالات بين موسكو وواشنطن إلى زخمها السابق، وندد الكرملين، الأربعاء، بما وصفها «إشارات عاطفية» أظهرت مستوى «تأثر الرئيس الأميركي بمجريات لقائه مع (الرئيس فولوديمير) زيلينسكي».

وفي تغير بدا مفاجئاً للخطاب الأميركي حول الحرب في أوكرانيا، أعلن ترمب أن كييف قادرة على استعادة جميع أراضيها المحتلة من روسيا بدعم أوروبي وغربي، واصفاً موسكو بأنها «نمر من ورق». الموقف الجديد يضع علامات استفهام كثيرة حول مدى جدية التحول في رؤية ترمب تجاه الكرملين، خصوصاً أنه كان حتى وقت قريب من أبرز الأصوات الأميركية الداعية إلى تقديم تنازلات إقليمية من أجل السلام، بل وأهان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حين وصفه بـ«عديم الاحترام» في لقاء سابق متوتر.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي متوجهاً إلى اجتماع في مقر الأمم المتحدة بنيويورك (أ.ف.ب)

تصريحات ترمب المفاجئة للروس وللأطراف الأخرى، عكست تحولاً كبيراً تجاه ملف التسوية في أوكرانيا. وقال الرئيس الأميركي بعد لقاء مع زيلينسكي إن أوكرانيا يمكن أن تستعيد الأراضي التي انتزعتها منها روسيا، وأن تعود إلى حدود عام 2022 أي قبل بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

العلاقات بين ترمب وزيلينسكي مرّت بمحطات معقدة منذ بداية ولاية الرئيس الأميركي الثانية. ففي فبراير (شباط) الماضي، شهد البيت الأبيض مواجهة علنية انتهت بطرد زيلينسكي وتهديد بقطع المساعدات الأميركية. لكن الأشهر التالية حملت تحولاً تدريجياً، إذ أخذ ترمب يعبّر عن إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناعتاً إياه بـ«المجنون» ومشككاً في وعوده بوقف الحرب. وفي لقائه الأخير مع زيلينسكي كان المشهد مختلفاً تماماً: ترمب يثني على «شجاعة» الأوكرانيين، وزيلينسكي يصف النقاش بأنه «جيد وبنّاء»، فيما بدا وكأنه بداية لمرحلة جديدة من التنسيق.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

زيلينسكي متفاجئ ويرحب

وشدد ترمب على أنه «بدعم من الاتحاد الأوروبي، يمكن لأوكرانيا أن تُعيد بلدها إلى حالته الأصلية، ومن يدري، ربما تُحقق ما هو أبعد من ذلك»، معلناً أنه «حان الوقت لأوكرانيا للتحرك». علاوةً على ذلك، كتب ترمب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، أنه يعتقد أن روسيا تُشنّ «حرباً عبثية» في أوكرانيا، ووصف الاتحاد الروسي بأنه «نمر من ورق».

وفي وقت لاحق، صرّح زيلينسكي بأنه «مُستغرب قليلاً» من هذا التصريح.

الرئيس الأميركي ونظيره الروسي خلال مؤتمر صحافي بقاعدة «إلمندورف ريتشاردسون» المشتركة في أنكوريج بألاسكا يوم 15 أغسطس (أ.ف.ب)

قال زيلينسكي إنه فوجئ بتصريحات نظيره الأميركي عندما عبّر عن اعتقاده بأن كييف يمكنها استعادة جميع أراضيها التي تحتلها روسيا. وأضاف خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك: «التقيت الرئيس ترمب للتو، وتحدثنا عن كيفية إحلال السلام أخيراً، وناقشنا بعض الأفكار الجيدة، وآمل أن تنجح». وقال: «أنا ممتن لهذا اللقاء، ونتوقع أن تدفع إجراءات الولايات المتحدة روسيا نحو السلام. موسكو تخشى أميركا ودائماً توليها الاهتمام».

رغم ذلك، لم يبدِ الكرملين تسرعاً في تأجيج الخلاف مع واشنطن. وحملت تعليقاته إشارات إلى عزم موسكو مواصلة الحوار مع الإدارة الأميركية، مع التأكيد على «تجاوز الواقع الميداني» أي تصورات يمكن أن تعيد أوكرانيا إلى حدودها السابقة، فضلاً عن التلويح بورقة الفوائد الاقتصادية المنتظرة للشركات الأميركية مع مواصلة عملية «تحييد الملفات الخلافية» وتعزيز مسار التطبيع بين موسكو وواشنطن.

ورأى الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف أن «التصريحات الجديدة لترمب بشأن الوضع في أوكرانيا تظهر أنه بدا متأثراً على ما يبدو برؤية زيلينسكي»، معرباً عن قناعة بأن التصريحات اتخذت بُعداً عاطفياً. وقال خلال إفادته الصحافية الأربعاء: «على حد علمنا، صدرت تصريحات الرئيس ترمب بعد حديثه مع زيلينسكي، متأثراً على ما يبدو بالرؤية التي طرحها عليه».

الجنرال ألكسندر لابين (يسار) (رويترز)

موسكو تندد وتذكر بالوضع الميداني

وندد بيسكوف بتأكيد ترمب على قدرة أوكرانيا على تحويل مسار العمليات العسكرية، وقال إن «القول إن أوكرانيا قادرة على استعادة أي شيء، يحمل تحريضاً مباشراً على مواصلة العمليات العسكرية»، مشيراً إلى أن «الديناميكيات على الجبهات تُظهر الكثير (...) ومحاولتهم بكل الطرق الممكنة لتشجيع أوكرانيا على مواصلة العمليات العسكرية، وفكرة أن أوكرانيا قادرة على استعادة أي شيء، هي، في رأينا، افتراض خاطئ». وشدد على أن «الوضع الميداني على خطوط المواجهة يعد دليلاً قاطعاً على ذلك».

وحذر الناطق الروسي من أنه «مع مرور كل يوم يرفض فيه الجانب الأوكراني التفاوض، سيزداد موقف أوكرانيا سوءاً». رغم ذلك، أكد مواصلة الحوار مع واشنطن، وأعلن أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «سوف ينقل موقف روسيا حيال الوضع في أوكرانيا إلى الجانب الأميركي في اجتماع مع وزير الخارجية ماركو روبيو»، مؤكداً أنه «ستتاح لنا أيضاً فرصة نقل موقفنا إلى الجانب الأميركي، وسيقوم بذلك وزير خارجيتنا لافروف، الذي سيلتقي نظيره الأميركي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة».

التغيير في خطاب ترمب يفسّره مراقبون بعدة عوامل متداخلة؛ أولها الواقع العسكري والاقتصادي؛ فروسيا، رغم مكاسبها الموضعية، لم تنجح في إحداث اختراق استراتيجي، فيما يواجه اقتصادها صعوبات متزايدة بفعل العقوبات الغربية والتكاليف الباهظة للحرب. وقال ترمب علناً إن موسكو تعاني من «مشاكل اقتصادية كبيرة»، ما يعزز قناعته بقدرة أوكرانيا على قلب المعادلة. ثانياً، الضغوط الأوروبية لعبت دوراً ملحوظاً. ففي الأسابيع الماضية، توافد قادة أوروبيون على واشنطن لحثّ الرئيس الأميركي على تبني موقف أكثر صرامة تجاه بوتين. وتزامن ذلك مع زيادة مساعدات دول «الناتو» لكييف، ما قلّل من فاعلية خطاب ترمب القديم الذي ركّز على تحميل أميركا العبء الأكبر.

ترمب يخضع لتدقيق متزايد من الحزبين

أمّا ثالثاً، فالبعد الداخلي الأميركي لا يقل أهمية. فترمب يخضع لتدقيق متزايد من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن مواقفه «المرنة» تجاه روسيا. والتحول إلى خطاب أكثر تشدداً قد يمنحه رصيداً سياسياً إضافياً، خصوصاً مع قاعدة جمهورية ترى في مواجهة موسكو جزءاً من الدفاع عن الهيبة الوطنية الأميركية.

وزير الخارجية ماركو روبيو أشار صراحة إلى أن «تأخر روسيا في دفع عملية السلام» أجبر ترمب على إعادة النظر، محذراً من أن صبر الإدارة الأميركية «ليس بلا حدود». كما ذهب أبعد حين تحدث عن احتمال فرض عقوبات إضافية على موسكو ودعم أوكرانيا بالمزيد من السلاح.

صورة مركبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) ونظيره الأميركي دونالد ترمب (وسط) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

وأعلن بيسكوف أن موسكو «ترى ضرورة تسريع الجهود لإزالة العوامل المزعجة في العلاقات الروسية الأميركية». وشدد على «رغبة روسيا في انتشال العلاقات مع الولايات المتحدة من الجمود». لكنه أقر بأن هذا المسار لا يبدو سهلاً. وزاد: «قد تتغير نبرة هذا التصريح من يوم لآخر. هذا مسار مستقل لعملنا. للأسف، يسير العمل ببطء أكثر مما نرغب... نعتقد أنه يجب علينا تسريع عملنا في مناقشة العوامل المزعجة في العلاقات الثنائية، في حين أن هذا العمل يسير ببطء حالياً». وأعاد التذكير بأن «العراقيل التي طرأت على علاقاتنا على مدى العقود الماضية في ظل الإدارات السابقة خطيرة للغاية، وهي تعوق التقدم».

في الوقت ذاته، لوّح بيسكوف بالفوائد التي ينتظر أن تجنيها شركات أميركية في سياق تطبيع العلاقات مع موسكو.

دونالد ترمب مع القادة الأوروبيين في واشنطن (إ.ب.أ)

وعلق في وقت لاحق خلال مقابلة مع وسائل إعلام على تقارير تحدثت عن احتمال عودة شركة النفط الأميركية «إكسون موبيل» إلى روسيا، بأن «الشركات الأميركية مهتمة بالعودة إلى السوق الروسية». وأضاف أن «الشركات الأميركية يمكن أن تستفيد بشكل كبير من التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والولايات المتحدة (...) صدقوني، هذه ليست مجرد شركة واحدة مهتمة بتجديد وجودها في السوق الروسية، الشركات الأخرى تنتظر الضوء الأخضر». وأشار بيسكوف إلى أن «روسيا مستعدة لذلك، وموقف الحكومة الروسية من هذا الأمر معروف جيداً».

موجة استياء روسية... وأوروبا ترحب

وأثارت تصريحات ترمب موجة استياء لدى الأوساط السياسية والبرلمانية الروسية، وعلقت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية بأن «زيلينسكي وجد كما يبدو الطريق إلى قلب ترمب». في تذكير بمواقف متوترة في علاقات الرجلين. ورأى النائب البارز سيرغي ميرونوف، زعيم حزب «روسيا العادلة - من أجل الحقيقة»، أن تصريحات الرئيس الأميركي ضد روسيا «جزء من حملة ضغط نفسي ومحاولة لإجبار موسكو على إنهاء العملية العسكرية الخاصة بشروط الغرب».

الرئيسان ترمب وبوتين خلال قمة ألاسكا يوم 15 أغسطس (أ.ف.ب)

وفي أوروبا، بدا الترحيب واضحاً. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر تصريحات ترمب «رسالة صائبة»، فيما قال الرئيس اللاتفي إدغارز رينكيفيكس إن الروس «بالغوا في استفزازاتهم»، ورأى في التحول الأميركي فرصة لتعزيز وحدة الموقف الغربي. حتى دول مثل إستونيا وبولندا، التي تعرضت أجواؤها لانتهاكات روسية متكررة، رأت في دعوة ترمب إلى إسقاط الطائرات الروسية رسالة ردع بالغة الأهمية.

يرى محللون أن الموقف الجديد لا يعني بالضرورة أن ترمب قطع نهائياً مع بوتين. يقول برايان كاتوليس الباحث في «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن: «لا أحد يعرف حقاً، بمَن في ذلك ترمب نفسه، إذا كان موقفه نهائياً أم لا». وأضاف كاتوليس في تعليق لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قلل ترمب من قيمة الكلمات والتصريحات وجعلها خالية من أي معنى متسق. ورأى أن الأفعال أعلى صوتاً من الأقوال، ويجب أن نرى ما إذا كان ترمب سيتبع هذه الكلمات بأي أفعال ذات معنى».

وبالفعل، فالتجربة تظهر أن الرئيس الأميركي معروف بتقلباته الحادة، وأن مواقفه كثيراً ما تُبنى على حسابات آنية سياسية أو انتخابية. لكن من جهة أخرى، فإن وصفه روسيا بأنها «نمر من ورق»، وتأكيده على قدرة أوكرانيا على استعادة كامل أراضيها، أقوى دعم علني له لكييف منذ اندلاع الحرب عام 2022، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى مضاعفة الرئيس الروسي لجهوده الحربية.

وزيرا الخارجية الأميركي ماركو روبيو والروسي سيرغي لافروف قبيل مؤتمر ترمب وبوتين الصحافي 15 أغسطس (أ.ف.ب)

يبقى السؤال: هل يمكن ترجمة تحول ترمب إلى سياسة عملية؟ بعض المسؤولين في واشنطن شككوا في ذلك، مشيرين إلى أن تصريحاته حول مسؤولية «الناتو» في تزويد أوكرانيا بالسلاح تفتح الباب لتأويلات عديدة. وقد تسعى الإدارة إلى موازنة خطابها المتشدد مع الحفاظ على قنوات دبلوماسية مفتوحة مع موسكو، تفادياً لانزلاق الصراع نحو مواجهة أوسع.

في المقابل، يرى الأوكرانيون في الموقف الجديد فرصة ينبغي استثمارها. زيلينسكي قال إنه لمس «تحولاً كبيراً» في فهم ترمب للحرب، مضيفاً أن كييف تعتمد الآن على دعم متزايد للدفاع الجوي، وعلى إدراك أميركي بأن بوتين قد يسعى لتوسيع الصراع إلى أراضي «الناتو».

بين خطاب «اللين» القديم ونبرة «التشدد» الحالية، يبدو ترمب وكأنه يسعى إلى إعادة رسم صورته على الساحة الدولية والداخلية معاً. لكن سواء كان التحول نهائياً أو مجرد تكتيك سياسي، فإن أثره الفوري تمثّل في إرباك الكرملين وطمأنة الحلفاء الأوروبيين، فضلاً عن منح كييف دفعة معنوية في حربها الطويلة. ويبقى السؤال مفتوحاً: هل سيصمد هذا الموقف مع تقلبات السياسة الأميركية، أم أن الرئيس الأميركي سيعود إلى براغماتيته المعتادة في التعامل مع بوتين؟


مقالات ذات صلة

الكرملين ينفي سعي بوتين للسيطرة على أوكرانيا بالكامل

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر قمة المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في سانت بطرسبرغ الأحد (أ.ب)

الكرملين ينفي سعي بوتين للسيطرة على أوكرانيا بالكامل

نفي الكرملين تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للسيطرة على أوكرانيا بالكامل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: أوكرانيا تستعد لفرض عقوبات إضافية ضد كيانات روسية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن إدارته تستعد لفرض عقوبات إضافية تستهدف كيانات روسية ومَن يدعمون حربها ضد أوكرانيا، قبل نهاية العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا مقتل جنرال روسي بتفجير استهدف سيارته في موسكو play-circle 00:37

مقتل جنرال روسي بتفجير استهدف سيارته في موسكو

قُتل جنرال روسي، اليوم الاثنين، في تفجير سيارة مفخخة في موسكو.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ الوفد الأميركي برئاسة ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لدونالد ترمب خلال مباحثات مع وفد أوكراني في برلين (حساب ويتكوف عبر منصة «إكس»)

الوفدان الأميركي والأوكراني: محادثات ميامي كانت «مثمرة وبناءة»

رحب الوفدان الأميركي والأوكراني، بالتبادلات «المثمرة والبناءة» التي جرت خلال المفاوضات في ميامي مع حلفاء أوروبيين بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
آسيا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يراقب مع ابنته تجربة إطلاق صاروخ باليستي (أرشيفية - أ.ف.ب) play-circle

موسكو وسيول تعقدان محادثات حول البرنامج النووي الكوري الشمالي

نقلت وكالة «يونهاب» للأنباء عن مصادر دبلوماسية أن كوريا الجنوبية وروسيا عقدتا مؤخراً محادثات مغلقة في موسكو حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

«الشرق الأوسط» (سول)

الكرملين ينفي سعي بوتين للسيطرة على أوكرانيا بالكامل

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر قمة المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في سانت بطرسبرغ الأحد (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر قمة المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في سانت بطرسبرغ الأحد (أ.ب)
TT

الكرملين ينفي سعي بوتين للسيطرة على أوكرانيا بالكامل

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر قمة المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في سانت بطرسبرغ الأحد (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر قمة المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في سانت بطرسبرغ الأحد (أ.ب)

قال الكرملين، الاثنين، إنه إذا ​كانت الاستخبارات الأميركية تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للسيطرة على أوكرانيا بالكامل واستعادة مناطق أوروبية كانت ذات يوم ‌ضمن الاتحاد ‌السوفياتي، ‌فإن ⁠الاستخبارات الأميركية ​مخطئة.

ونقلت ‌وكالة «رويترز» للأنباء عن ستة مصادر لم تحدد هويتها أن تقارير الاستخبارات الأميركية لا تزال تحذّر من أن بوتين لم يتخلّ ⁠عن هدفه المتمثل في السيطرة ‌على أوكرانيا بالكامل ‍واستعادة ‍مناطق أوروبية كانت ذات يوم ضمن الاتحاد السوفياتي، بما في ذلك دول أعضاء بحلف شمال الأطلسي.

وقال المتحدث ​باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن موسكو لا ⁠تعرف مدى موثوقية المصادر التي نقلت عنها «رويترز»، ولكن إذا كان التقرير دقيقاً، فإن استنتاجات الاستخبارات الأميركية خاطئة.

ووصف بيسكوف استنتاجات الاستخبارات الأميركية التي أوردتها «رويترز» بأنها «غير صحيحة على ‌الإطلاق».


زيلينسكي: أوكرانيا تستعد لفرض عقوبات إضافية ضد كيانات روسية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
TT

زيلينسكي: أوكرانيا تستعد لفرض عقوبات إضافية ضد كيانات روسية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن إدارته تستعد لفرض عقوبات إضافية تستهدف كيانات روسية ومَن يدعمون حربها ضد أوكرانيا قبل نهاية العام الحالي.

وذكر زيلينسكي، في منشور على «إكس»، أن حزمة واحدة على الأقل من العقوبات ستستهدف العاملين والمتعاونين مع المَجمع الصناعي العسكري الروسي، وستشمل أيضاً أفراداً من الصين.

وأضاف: «كما نعمل على إعداد خطوات عقابية بحق من يبررون العدوان الروسي ويروّجون للنفوذ الروسي عبر الثقافة الجماهيرية، وكذلك بحق الرياضيين الذين يستغلّون مسيرتهم الرياضية والاهتمام العام بالرياضة لتمجيد العدوان الروسي».

كما قال الرئيس الأوكراني إن إدارته تعمل مع المؤسسات الأوروبية على تفاصيل الحزمة العشرين من عقوبات الاتحاد الأوروبي بحق روسيا، مشيراً إلى أن كندا تعمل كذلك على إعداد حزمة عقوبات جديدة.

ومضى قائلاً: «ستواصل أوكرانيا كذلك عمليات مواءمة العقوبات، على أن تصدر قريباً القرارات والمراسيم ذات الصلة عن مجلس الأمن القومي والدفاع».


اعتداء عنصري يستهدف مسجداً في استوكهولم وتدنيس نسخة من القرآن الكريم

الشرطة السويدية (أرشيفية)
الشرطة السويدية (أرشيفية)
TT

اعتداء عنصري يستهدف مسجداً في استوكهولم وتدنيس نسخة من القرآن الكريم

الشرطة السويدية (أرشيفية)
الشرطة السويدية (أرشيفية)

استهدف هجوم عنصري مسجداً في استوكهولم بالسويد، حيث أعلن القائمون على المسجد العثور في محيطه على نسخة من المصحف الشريف تعرّضت للتدنيس.

وأفادت إدارة المسجد، في بيان صدر يوم الأحد، بأن نسخة من القرآن الكريم، تحمل 6 ثقوب ناتجة عن إطلاق نار، عُثر عليها وهي مقيّدة بسلسلة على درابزين السلالم المؤدية إلى المسجد.

واقعة تدنيس المصحف في السويد (متداولة)

وأوضح محمود الحليفي، رئيس مجلس إدارة المسجد، أن الهجمات الإسلاموفوبية (المعادية للإسلام) والعنصرية تشهد تصاعداً يوماً بعد يوم في السويد، مشيراً إلى أن الشرطة باشرت تحقيقاً في الواقعة، وأن الحادثة أثارت ردود فعل غاضبة في أوساط الجالية المسلمة.

وفي إدانته للهجوم، قال الحليفي: «عُثر على نسخة من القرآن الكريم مربوطة إلى الدرابزين بجوار السلالم المؤدية إلى المسجد، وقد اخترقتها 6 طلقات نارية. كما كُتبت على المصحف عبارات باللغتين العربية والسويدية تقول: (شكراً على الزيارة، لكن حان وقت العودة إلى الوطن)».

وأضاف: «لقد تلقّينا هذه الرسالة بوصفها تصريحاً عنصرياً صريحاً يستهدف المسلمين».

وأكد الحليفي أن هذا الفعل مسيء للغاية، ويأتي ضمن نمط أوسع من الكراهية للمسلمين، داعياً السلطات إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة جرائم الكراهية وضمان سلامة المجتمعات الدينية.

وتصاعدت حوادث الإسلاموفوبيا في السويد ودول الشمال الأوروبي، ويأتي الهجوم على المسجد في ظل توترات متزايدة تشهدها السويد، عقب سلسلة من حوادث تدنيس المصحف الشريف التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة خلال السنوات الأخيرة.

وكان من أبرز هذه الحوادث ما أقدم عليه سلوان موميكا، وهو عراقي الجنسية، من عمليات حرق علنية وتدنيس متكرر للقرآن الكريم في استوكهولم خلال عام 2023، شملت مواقع أمام مبنى البرلمان السويدي، ومسجد استوكهولم، والسفارة العراقية.

وقد نُفذت هذه الأفعال تحت حماية الشرطة، ما أثار موجة غضب عارمة في أنحاء العالم الإسلامي، وأدى إلى اندلاع احتجاجات واضطرابات في عدد من الدول، فضلاً عن توتير العلاقات الدبلوماسية للسويد.

وأدت أفعال موميكا إلى فتح تحقيقات من قبل السلطات السويدية بتهمة التحريض ضد جماعات عرقية. وفي مطلع عام 2024، قُتل موميكا في حادث إطلاق نار، ما دفع محكمة في استوكهولم إلى تأجيل إصدار الحكم في قضيته.

ورغم مقتله، حذّرت الجاليات المسلمة ومنظمات حقوق الإنسان من استمرار تصاعد حوادث الإسلاموفوبيا في السويد وغيرها من دول الشمال الأوروبي.