ترمب واثق بقدرة كييف على استعادة جميع أراضيها ويرى موسكو «نمراً من ورق»

الكرملين يندد بتصريحاته «العاطفية» ويذكّره بـ«الواقع الميداني» ويلوّح بورقة مصالح الشركات الأميركية

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما في نيويورك (أ.ف.ب)
الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

ترمب واثق بقدرة كييف على استعادة جميع أراضيها ويرى موسكو «نمراً من ورق»

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما في نيويورك (أ.ف.ب)
الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما في نيويورك (أ.ف.ب)

أعادت تصريحات نارية أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة السجالات بين موسكو وواشنطن إلى زخمها السابق، وندد الكرملين، الأربعاء، بما وصفها «إشارات عاطفية» أظهرت مستوى «تأثر الرئيس الأميركي بمجريات لقائه مع (الرئيس فولوديمير) زيلينسكي».

وفي تغير بدا مفاجئاً للخطاب الأميركي حول الحرب في أوكرانيا، أعلن ترمب أن كييف قادرة على استعادة جميع أراضيها المحتلة من روسيا بدعم أوروبي وغربي، واصفاً موسكو بأنها «نمر من ورق». الموقف الجديد يضع علامات استفهام كثيرة حول مدى جدية التحول في رؤية ترمب تجاه الكرملين، خصوصاً أنه كان حتى وقت قريب من أبرز الأصوات الأميركية الداعية إلى تقديم تنازلات إقليمية من أجل السلام، بل وأهان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حين وصفه بـ«عديم الاحترام» في لقاء سابق متوتر.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي متوجهاً إلى اجتماع في مقر الأمم المتحدة بنيويورك (أ.ف.ب)

تصريحات ترمب المفاجئة للروس وللأطراف الأخرى، عكست تحولاً كبيراً تجاه ملف التسوية في أوكرانيا. وقال الرئيس الأميركي بعد لقاء مع زيلينسكي إن أوكرانيا يمكن أن تستعيد الأراضي التي انتزعتها منها روسيا، وأن تعود إلى حدود عام 2022 أي قبل بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

العلاقات بين ترمب وزيلينسكي مرّت بمحطات معقدة منذ بداية ولاية الرئيس الأميركي الثانية. ففي فبراير (شباط) الماضي، شهد البيت الأبيض مواجهة علنية انتهت بطرد زيلينسكي وتهديد بقطع المساعدات الأميركية. لكن الأشهر التالية حملت تحولاً تدريجياً، إذ أخذ ترمب يعبّر عن إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناعتاً إياه بـ«المجنون» ومشككاً في وعوده بوقف الحرب. وفي لقائه الأخير مع زيلينسكي كان المشهد مختلفاً تماماً: ترمب يثني على «شجاعة» الأوكرانيين، وزيلينسكي يصف النقاش بأنه «جيد وبنّاء»، فيما بدا وكأنه بداية لمرحلة جديدة من التنسيق.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

زيلينسكي متفاجئ ويرحب

وشدد ترمب على أنه «بدعم من الاتحاد الأوروبي، يمكن لأوكرانيا أن تُعيد بلدها إلى حالته الأصلية، ومن يدري، ربما تُحقق ما هو أبعد من ذلك»، معلناً أنه «حان الوقت لأوكرانيا للتحرك». علاوةً على ذلك، كتب ترمب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، أنه يعتقد أن روسيا تُشنّ «حرباً عبثية» في أوكرانيا، ووصف الاتحاد الروسي بأنه «نمر من ورق».

وفي وقت لاحق، صرّح زيلينسكي بأنه «مُستغرب قليلاً» من هذا التصريح.

الرئيس الأميركي ونظيره الروسي خلال مؤتمر صحافي بقاعدة «إلمندورف ريتشاردسون» المشتركة في أنكوريج بألاسكا يوم 15 أغسطس (أ.ف.ب)

قال زيلينسكي إنه فوجئ بتصريحات نظيره الأميركي عندما عبّر عن اعتقاده بأن كييف يمكنها استعادة جميع أراضيها التي تحتلها روسيا. وأضاف خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك: «التقيت الرئيس ترمب للتو، وتحدثنا عن كيفية إحلال السلام أخيراً، وناقشنا بعض الأفكار الجيدة، وآمل أن تنجح». وقال: «أنا ممتن لهذا اللقاء، ونتوقع أن تدفع إجراءات الولايات المتحدة روسيا نحو السلام. موسكو تخشى أميركا ودائماً توليها الاهتمام».

رغم ذلك، لم يبدِ الكرملين تسرعاً في تأجيج الخلاف مع واشنطن. وحملت تعليقاته إشارات إلى عزم موسكو مواصلة الحوار مع الإدارة الأميركية، مع التأكيد على «تجاوز الواقع الميداني» أي تصورات يمكن أن تعيد أوكرانيا إلى حدودها السابقة، فضلاً عن التلويح بورقة الفوائد الاقتصادية المنتظرة للشركات الأميركية مع مواصلة عملية «تحييد الملفات الخلافية» وتعزيز مسار التطبيع بين موسكو وواشنطن.

ورأى الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف أن «التصريحات الجديدة لترمب بشأن الوضع في أوكرانيا تظهر أنه بدا متأثراً على ما يبدو برؤية زيلينسكي»، معرباً عن قناعة بأن التصريحات اتخذت بُعداً عاطفياً. وقال خلال إفادته الصحافية الأربعاء: «على حد علمنا، صدرت تصريحات الرئيس ترمب بعد حديثه مع زيلينسكي، متأثراً على ما يبدو بالرؤية التي طرحها عليه».

الجنرال ألكسندر لابين (يسار) (رويترز)

موسكو تندد وتذكر بالوضع الميداني

وندد بيسكوف بتأكيد ترمب على قدرة أوكرانيا على تحويل مسار العمليات العسكرية، وقال إن «القول إن أوكرانيا قادرة على استعادة أي شيء، يحمل تحريضاً مباشراً على مواصلة العمليات العسكرية»، مشيراً إلى أن «الديناميكيات على الجبهات تُظهر الكثير (...) ومحاولتهم بكل الطرق الممكنة لتشجيع أوكرانيا على مواصلة العمليات العسكرية، وفكرة أن أوكرانيا قادرة على استعادة أي شيء، هي، في رأينا، افتراض خاطئ». وشدد على أن «الوضع الميداني على خطوط المواجهة يعد دليلاً قاطعاً على ذلك».

وحذر الناطق الروسي من أنه «مع مرور كل يوم يرفض فيه الجانب الأوكراني التفاوض، سيزداد موقف أوكرانيا سوءاً». رغم ذلك، أكد مواصلة الحوار مع واشنطن، وأعلن أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «سوف ينقل موقف روسيا حيال الوضع في أوكرانيا إلى الجانب الأميركي في اجتماع مع وزير الخارجية ماركو روبيو»، مؤكداً أنه «ستتاح لنا أيضاً فرصة نقل موقفنا إلى الجانب الأميركي، وسيقوم بذلك وزير خارجيتنا لافروف، الذي سيلتقي نظيره الأميركي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة».

التغيير في خطاب ترمب يفسّره مراقبون بعدة عوامل متداخلة؛ أولها الواقع العسكري والاقتصادي؛ فروسيا، رغم مكاسبها الموضعية، لم تنجح في إحداث اختراق استراتيجي، فيما يواجه اقتصادها صعوبات متزايدة بفعل العقوبات الغربية والتكاليف الباهظة للحرب. وقال ترمب علناً إن موسكو تعاني من «مشاكل اقتصادية كبيرة»، ما يعزز قناعته بقدرة أوكرانيا على قلب المعادلة. ثانياً، الضغوط الأوروبية لعبت دوراً ملحوظاً. ففي الأسابيع الماضية، توافد قادة أوروبيون على واشنطن لحثّ الرئيس الأميركي على تبني موقف أكثر صرامة تجاه بوتين. وتزامن ذلك مع زيادة مساعدات دول «الناتو» لكييف، ما قلّل من فاعلية خطاب ترمب القديم الذي ركّز على تحميل أميركا العبء الأكبر.

ترمب يخضع لتدقيق متزايد من الحزبين

أمّا ثالثاً، فالبعد الداخلي الأميركي لا يقل أهمية. فترمب يخضع لتدقيق متزايد من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن مواقفه «المرنة» تجاه روسيا. والتحول إلى خطاب أكثر تشدداً قد يمنحه رصيداً سياسياً إضافياً، خصوصاً مع قاعدة جمهورية ترى في مواجهة موسكو جزءاً من الدفاع عن الهيبة الوطنية الأميركية.

وزير الخارجية ماركو روبيو أشار صراحة إلى أن «تأخر روسيا في دفع عملية السلام» أجبر ترمب على إعادة النظر، محذراً من أن صبر الإدارة الأميركية «ليس بلا حدود». كما ذهب أبعد حين تحدث عن احتمال فرض عقوبات إضافية على موسكو ودعم أوكرانيا بالمزيد من السلاح.

صورة مركبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) ونظيره الأميركي دونالد ترمب (وسط) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

وأعلن بيسكوف أن موسكو «ترى ضرورة تسريع الجهود لإزالة العوامل المزعجة في العلاقات الروسية الأميركية». وشدد على «رغبة روسيا في انتشال العلاقات مع الولايات المتحدة من الجمود». لكنه أقر بأن هذا المسار لا يبدو سهلاً. وزاد: «قد تتغير نبرة هذا التصريح من يوم لآخر. هذا مسار مستقل لعملنا. للأسف، يسير العمل ببطء أكثر مما نرغب... نعتقد أنه يجب علينا تسريع عملنا في مناقشة العوامل المزعجة في العلاقات الثنائية، في حين أن هذا العمل يسير ببطء حالياً». وأعاد التذكير بأن «العراقيل التي طرأت على علاقاتنا على مدى العقود الماضية في ظل الإدارات السابقة خطيرة للغاية، وهي تعوق التقدم».

في الوقت ذاته، لوّح بيسكوف بالفوائد التي ينتظر أن تجنيها شركات أميركية في سياق تطبيع العلاقات مع موسكو.

دونالد ترمب مع القادة الأوروبيين في واشنطن (إ.ب.أ)

وعلق في وقت لاحق خلال مقابلة مع وسائل إعلام على تقارير تحدثت عن احتمال عودة شركة النفط الأميركية «إكسون موبيل» إلى روسيا، بأن «الشركات الأميركية مهتمة بالعودة إلى السوق الروسية». وأضاف أن «الشركات الأميركية يمكن أن تستفيد بشكل كبير من التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والولايات المتحدة (...) صدقوني، هذه ليست مجرد شركة واحدة مهتمة بتجديد وجودها في السوق الروسية، الشركات الأخرى تنتظر الضوء الأخضر». وأشار بيسكوف إلى أن «روسيا مستعدة لذلك، وموقف الحكومة الروسية من هذا الأمر معروف جيداً».

موجة استياء روسية... وأوروبا ترحب

وأثارت تصريحات ترمب موجة استياء لدى الأوساط السياسية والبرلمانية الروسية، وعلقت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية بأن «زيلينسكي وجد كما يبدو الطريق إلى قلب ترمب». في تذكير بمواقف متوترة في علاقات الرجلين. ورأى النائب البارز سيرغي ميرونوف، زعيم حزب «روسيا العادلة - من أجل الحقيقة»، أن تصريحات الرئيس الأميركي ضد روسيا «جزء من حملة ضغط نفسي ومحاولة لإجبار موسكو على إنهاء العملية العسكرية الخاصة بشروط الغرب».

الرئيسان ترمب وبوتين خلال قمة ألاسكا يوم 15 أغسطس (أ.ف.ب)

وفي أوروبا، بدا الترحيب واضحاً. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر تصريحات ترمب «رسالة صائبة»، فيما قال الرئيس اللاتفي إدغارز رينكيفيكس إن الروس «بالغوا في استفزازاتهم»، ورأى في التحول الأميركي فرصة لتعزيز وحدة الموقف الغربي. حتى دول مثل إستونيا وبولندا، التي تعرضت أجواؤها لانتهاكات روسية متكررة، رأت في دعوة ترمب إلى إسقاط الطائرات الروسية رسالة ردع بالغة الأهمية.

يرى محللون أن الموقف الجديد لا يعني بالضرورة أن ترمب قطع نهائياً مع بوتين. يقول برايان كاتوليس الباحث في «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن: «لا أحد يعرف حقاً، بمَن في ذلك ترمب نفسه، إذا كان موقفه نهائياً أم لا». وأضاف كاتوليس في تعليق لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قلل ترمب من قيمة الكلمات والتصريحات وجعلها خالية من أي معنى متسق. ورأى أن الأفعال أعلى صوتاً من الأقوال، ويجب أن نرى ما إذا كان ترمب سيتبع هذه الكلمات بأي أفعال ذات معنى».

وبالفعل، فالتجربة تظهر أن الرئيس الأميركي معروف بتقلباته الحادة، وأن مواقفه كثيراً ما تُبنى على حسابات آنية سياسية أو انتخابية. لكن من جهة أخرى، فإن وصفه روسيا بأنها «نمر من ورق»، وتأكيده على قدرة أوكرانيا على استعادة كامل أراضيها، أقوى دعم علني له لكييف منذ اندلاع الحرب عام 2022، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى مضاعفة الرئيس الروسي لجهوده الحربية.

وزيرا الخارجية الأميركي ماركو روبيو والروسي سيرغي لافروف قبيل مؤتمر ترمب وبوتين الصحافي 15 أغسطس (أ.ف.ب)

يبقى السؤال: هل يمكن ترجمة تحول ترمب إلى سياسة عملية؟ بعض المسؤولين في واشنطن شككوا في ذلك، مشيرين إلى أن تصريحاته حول مسؤولية «الناتو» في تزويد أوكرانيا بالسلاح تفتح الباب لتأويلات عديدة. وقد تسعى الإدارة إلى موازنة خطابها المتشدد مع الحفاظ على قنوات دبلوماسية مفتوحة مع موسكو، تفادياً لانزلاق الصراع نحو مواجهة أوسع.

في المقابل، يرى الأوكرانيون في الموقف الجديد فرصة ينبغي استثمارها. زيلينسكي قال إنه لمس «تحولاً كبيراً» في فهم ترمب للحرب، مضيفاً أن كييف تعتمد الآن على دعم متزايد للدفاع الجوي، وعلى إدراك أميركي بأن بوتين قد يسعى لتوسيع الصراع إلى أراضي «الناتو».

بين خطاب «اللين» القديم ونبرة «التشدد» الحالية، يبدو ترمب وكأنه يسعى إلى إعادة رسم صورته على الساحة الدولية والداخلية معاً. لكن سواء كان التحول نهائياً أو مجرد تكتيك سياسي، فإن أثره الفوري تمثّل في إرباك الكرملين وطمأنة الحلفاء الأوروبيين، فضلاً عن منح كييف دفعة معنوية في حربها الطويلة. ويبقى السؤال مفتوحاً: هل سيصمد هذا الموقف مع تقلبات السياسة الأميركية، أم أن الرئيس الأميركي سيعود إلى براغماتيته المعتادة في التعامل مع بوتين؟


مقالات ذات صلة

روسيا تشن هجمات صاروخية على أنحاء أوكرانيا... وبولندا تُغلق مطارين

أوروبا مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب) play-circle

روسيا تشن هجمات صاروخية على أنحاء أوكرانيا... وبولندا تُغلق مطارين

دوت انفجارات قوية عدة في مدينة كييف اليوم السبت، في الوقت الذي حذرت فيه السلطات من أن العاصمة الأوكرانية مهددة بالتعرض لهجوم صاروخي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض - 17 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: أتوقع لقاءً «جيداً» مع زيلينسكي وقد أتحدث مع بوتين قريباً

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يتوقع عقد لقاء «جيد» مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وإنه قد يتحدث قريباً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ) play-circle

تقرير: زيلينسكي مستعد للدعوة لاستفتاء على خطة ترمب بعد التوصل لوقف النار

نقل موقع «أكسيوس» عن الرئيس الأوكراني قوله إنه «مستعد» للدعوة إلى إجراء استفتاء على خطة الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا إذا وافقت روسيا على وقف النار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ صورة للقاء عاصف بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير (أ.ف.ب)

ترمب وزيلينسكي يبحثان «عقبتين رئيسيتين» أمام اتفاق السلام

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيلتقي نظيره الأميركي دونالد ترمب، الأحد، في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة على خطة السلام الأميركية لأوكرانيا.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جورج دبليو بوش خلال مؤتمرهما الصحافي في مدينة سوتشي على البحر الأسود جنوب روسيا 6 أبريل 2008 (أ.ب)

بوتين لبوش عام 2001: أوكرانيا مصطنعة وكانت تابعة لروسيا

في وثائق سرية أميركية، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الأميركي جورج بوش الابن عام 2001 إن أوكرانيا «مصطنعة» وكان يفترض أن تكون تابعة لروسيا.

علي بردى (واشنطن)

روسيا تشن هجمات صاروخية على أنحاء أوكرانيا... وبولندا تُغلق مطارين

مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب)
مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب)
TT

روسيا تشن هجمات صاروخية على أنحاء أوكرانيا... وبولندا تُغلق مطارين

مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب)
مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب)

شنت القوات الروسية موجة أخرى من الهجمات الصاروخية عبر أوكرانيا خلال الليل، مستهدفة عدة مناطق بما في ذلك تشيرنيهيف وميكولايف وخاركيف وجيتومير، حسبما أفاد سلاح الجو الأوكراني اليوم السبت.

ووردت أنباء عن وقوع انفجارات في مواقع متعددة، بما في ذلك العاصمة كييف، حيث أبلغ عمدة المدينة فيتالي كليتشكو، عبر تطبيق تلغرام، عن وقوع عدة انفجارات، وقال إن الدفاعات الجوية كانت نشطة.
وأفاد الحاكم العسكري لكييف ميكولا كالاشنيك على تطبيق تلغرام بإصابة شخص واحد في المنطقة وتضرر البنية التحتية المدنية.

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن صواريخ «كينجال» الفرط صوتية كانت من بين الأسلحة المستخدمة، مع استهداف البنية التحتية للطاقة حسبما ورد. ولم
يتضح بعد الحجم الكامل للأضرار.

ودوت انفجارات قوية عدة في مدينة كييف، فيما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية حالة تأهب جوي على مستوى البلاد في الساعات الأولى من صباح السبت، مشيرة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن طائرات مسيَّرة تحلق فوق عدة مناطق أوكرانية، بما في ذلك العاصمة.

وسمع مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» دوي عدة انفجارات قوية ترافقت مع وميض ساطع أضاء الأفق باللون البرتقالي.

أشخاص يحتمون في محطة المترو خلال هجوم روسي على كييف (رويترز)

وبعد مرور نحو ثلاث ساعات، أعلنت الإدارة العسكرية الإقليمية في كييف أنه تم تفعيل الدفاعات الجوية بسبب اقتراب طائرة مسيرة.

ويأتي هذا في الوقت الذي من المقرر أن يغادر فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة لبحث خطة معدلة لإنهاء الحرب مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في فلوريدا الأحد.

وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على الغزو الروسي، تسارعت وتيرة المحادثات في الأسابيع الأخيرة بهدف إيجاد حل للنزاع يستند إلى خطة وضعها ترمب.

وتتهم روسيا زيلينسكي وداعميه من الاتحاد الأوروبي بالسعي لـ«نسف» الخطة التي توسطت فيها الولايات المتحدة.

وتدعو الخطة الجديدة المعدلة المكونة من 20 نقطة إلى تجميد خط المواجهة الحالي دون تقديم حل فوري لمطالب روسيا التي تشمل السيطرة على أراض تشكل أكثر من 19 في المائة من أوكرانيا.

من جهتها، كشفت ​الوكالة البولندية للملاحة الجوية على موقع «إكس» اليوم السبت أنه تم إغلاق مطاري ‌جيشوف ولوبلين في ‌جنوب ‌شرق ⁠بولندا ​مؤقتاً ‌بعد أن نفذ الطيران العسكري البولندي والحليف عمليات جوية داخل المجال الجوي البولندي بسبب ⁠هجمات روسية ‌على أهداف داخل الأراضي الأوكرانية.

وأضافت الوكالة أن القرار جاء «بسبب ضرورة ضمان حرية عمل الطيران ​العسكري»، ولذلك تم إغلاق المطارين ⁠مؤقتاً أمام الحركة المدنية.

وتابعت أنه بعد انتهاء العمليات العسكرية في الأجواء، استأنف المطاران نشاطهما وعاد العمل فيهما بشكل ‌طبيعي.


ترمب وزيلينسكي يضعان غداً اللمسات الأخيرة على «اتفاق السلام»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي يوم 25 يونيو (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي يوم 25 يونيو (د.ب.أ)
TT

ترمب وزيلينسكي يضعان غداً اللمسات الأخيرة على «اتفاق السلام»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي يوم 25 يونيو (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي يوم 25 يونيو (د.ب.أ)

يجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في فلوريدا، غداً، لمناقشة القضايا المتعلقة بالأراضي، والتي تعدُّ أبرز عقبة في المحادثات الرامية لإنهاء الحرب، مع اقتراب وضع اللمسات الأخيرة على «إطار السلام» المكوَّن من 20 نقطة، واتفاق الضمانات الأمنية.

وقال زيلينسكي إنَّ الاجتماع سيبحث القضايا الحساسة، والتي تشمل إقليمَ دونباس ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية، فضلاً على «قضايا أخرى مطروحة على الطاولة ‌أيضاً». ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن زيلينسكي قوله إنَّه «مستعد» للدعوة لاستفتاء على خطة ترمب بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وتزامناً مع الإعلان عن لقاء فلوريدا، أكّد الكرملين أن يوري أوشاكوف، مساعدَ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون السياسة الخارجية، أجرى اتصالاتٍ مع أعضاء في الإدارة الأميركية عقبَ تلقي موسكو مقترحات أميركية بشأن «اتفاق السلام» المحتمل.


فرنسا تفتح تحقيقاً ضد موقع بريطاني يسوّق دمى جنسية طفولية الملامح

سيارات شرطة في باريس (أ.ف.ب)
سيارات شرطة في باريس (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تفتح تحقيقاً ضد موقع بريطاني يسوّق دمى جنسية طفولية الملامح

سيارات شرطة في باريس (أ.ف.ب)
سيارات شرطة في باريس (أ.ف.ب)

أعلنت النيابة العامة في باريس عن فتح تحقيق يطول الموقع البريطاني «ليتل سيكس دولز» المتّهم بتسويق دمى جنسية طفولية الملامح.

ومع هذا التحقيق الجديد، يرتفع إلى خمسة عدد التحقيقات التي فتحتها النيابة العامة في باريس في الفترة الأخيرة بحقّ منصات تجارة إلكترونية، على خلفية استغلال الأطفال في مواد إباحية.

كانت المفوّضة السامية للطفولة في فرنسا سارة الحيري قد قالت، الاثنين، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها أحالت قضية موقع «ليتل سيكس دولز» (Little sex dolls) الذي يرسل بضائعه إلى فرنسا إلى القضاء.

وأعلنت النيابة العامة أنها كلّفت المديرية الوطنية للشرطة القضائية بالتحقيق في المسألة فور تلقّي البلاغ من المفوّضة السامية التي أشارت إلى أن «هذه المنتجات خطرة وهي تغذّي أنماط سلوك إباحية وتعرّض أمن الأطفال للخطر»، مطالبة بـ«تعميم هويات مشتري هذه المنتجات على السلطات المعنية».

وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، أثار رصد دمى جنسية طفولية الملامح على منصة عملاق التجارة الإلكترونية الصيني «شي إن» ضجّة كبيرة.

ومذاك، فتحت النيابة العامة تحقيقات تطول «شي إن» و«علي إكسبرس» و«تيمو» و«ويش»، على خلفية «نشر رسائل عنيفة أو إباحية أو تمسّ بالكرامة هي في متناول القاصرين».

ونفّذت الشرطة الفرنسية في منتصف ديسمبر (كانون الأول) عملية واسعة طالت نحو 20 شخصاً يشتبه في أنهم اشتروا هذا النوع من الدمى.