مصر لتعزيز سياحة الغوص وحماية التراث البدوي في سيناء

عبر تطوير محمية أبو جالوم والبلو هول

محمية أبو جالوم بسيناء من الأماكن المعروفة بالسياحة البيئية (رئاسة مجلس الوزراء)
محمية أبو جالوم بسيناء من الأماكن المعروفة بالسياحة البيئية (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

مصر لتعزيز سياحة الغوص وحماية التراث البدوي في سيناء

محمية أبو جالوم بسيناء من الأماكن المعروفة بالسياحة البيئية (رئاسة مجلس الوزراء)
محمية أبو جالوم بسيناء من الأماكن المعروفة بالسياحة البيئية (رئاسة مجلس الوزراء)

تتجه مصر لتعزيز سياحة الغوص وحماية التراث البدوي في سيناء، من خلال إجراءات تستهدف إحكام الرقابة والسيطرة على الأنشطة السياحية داخل محمية أبو جالوم ومنطقة البلو هول بمدينة دهب في محافظة جنوب سيناء، من خلال تطبيق الاشتراطات البيئية المنظمة وضبط حركة دخول الزوار، بما يضمن الحفاظ على الثروات الطبيعية والشعاب المرجانية باعتبارها ثروة قومية.

وشددت وزيرة التنمية المحلية، والقائم بأعمال وزير البيئة في مصر، الدكتورة منال عوض، على ضرورة تواجد مراكب ولنشات المحمية لمراقبة منطقة الشعاب المرجانية وحمايتها من السلوكيات والأنشطة غير المسؤولة التي تهدد سلامتها، وأكدت خلال جولة بالمحمية، على «أهمية تواجد الباحثين بصفة مستمرة داخل المحمية لمتابعة حالة التنوع البيولوجي، وإثراء الزوار بالمعلومات العلمية والتوعوية حول موارد المحمية وضرورة الحفاظ عليها بما يسهم في رفع الوعي البيئي لديهم»، وفق بيان لرئاسة الوزراء، الثلاثاء.

ووجهت بضرورة الاهتمام بنظافة المحمية والتخلص من المخلفات البلاستيكية، وتفعيل منظومة حراس المحمية بالتعاون مع المجتمع المحلي ومنظمات المجتمع المدني للحفاظ على الشعاب المرجانية والموارد الطبيعية بالمحمية.

وتتميز محمية أبو جالوم بثرواتها الطبيعية وتنوعها البيولوجي وموقعها الفريد، ووجهت وزيرة التنمية المحلية بسرعة إعداد خطة متكاملة لتطوير المنطقة بما يتناسب مع قيمتها البيئية والسياحية العالمية.

وأكدت على تطوير الخدمات لتوفير تجربة سياحية فريدة ومميزة ترقى للمستوى العالمي بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء، بما يسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة للسائحين وتحقيق تجربة سياحية متكاملة.

وتعدّ «منطقة البلو هول أحد أهم مواقع الغوص على مستوى العالم، ما يستوجب بذل مزيد من الجهود لحماية الشعاب المرجانية من التحديات والضغوط التي تواجهها، وضمان الحفاظ على نوعية السائح بما يدعم استدامة النشاط السياحي البيئي في المنطقة، وفق الوزيرة. مؤكدة على أن المحميات الطبيعية تمثل ركيزة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة وخلق مناخ داعم للسياحة البيئية، بما يحقق التوازن بين حماية البيئة وتعزيز الاستثمار البيئي المسؤول.

وأكد اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، أن التوجيهات بشأن تنظيم الأنشطة السياحية وحماية الشعاب المرجانية بمحمية أبو جالوم ومنطقة البلو هول، تأتي في إطار اهتمام الدولة بصون الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة لضمان استدامة النشاط السياحي البيئي وتقديم تجربة سياحية آمنة ومتميزة للسائحين، تعكس قيمة جنوب سيناء كوجهة عالمية للسياحة البيئية.

وعدّ المحافظ مدينة دهب «من أبرز المقاصد السياحية البيئية في العالم، حيث تحتضن مواقع غوص مصنفة كواحدة من أجمل مناطق الغوص على مستوى العالم، وفي مقدمتها منطقة البلو هول والبلو لاجون، التي تتميز بتنوعها البيولوجي الفريد وشعابها المرجانية ذات القيمة العالمية».

وتوفر هذه المواقع تجربة استثنائية لعشاق الغوص حول العالم، وتجمع بين مقومات طبيعية وثقافية لتشكل مزيجاً متكاملاً بين السياحة البيئية والأنشطة البحرية والتراث البدوي، ما يجعلها ركيزة أساسية لدعم السياحة المستدامة وتعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية، وفق محافظ جنوب سيناء.

وتضم مصر 30 محمية طبيعية، وفق وزارة البيئة، من أشهرها محمية رأس محمد وسانت كاترين وجبل علبة، والزرانيق وسبخة البردويل، وسيوة، ووادي دجلة والغابة المتحجرة، وبركة قارون ووادي الريان ووادي الجمال ووادي العلاقي.


مقالات ذات صلة

دراسة تتوقع ارتفاع الإيرادات السياحية في مصر إلى 30 مليار دولار بحلول 2030

الاقتصاد سائحون يتفقدون «المتحف المصري الكبير» الذي ساهم في زيادة أعداد السياح منذ افتتاحه مؤخراً (أ.ب)

دراسة تتوقع ارتفاع الإيرادات السياحية في مصر إلى 30 مليار دولار بحلول 2030

توقعت دراسة حديثة ارتفاع مساهمة قطاع السياحة المصري في الناتج المحلي، من 8.5 في المائة حالياً إلى 15 في المائة (نحو 25-30 مليار دولار) بحلول عام 2030.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الفنادق العائمة سمة مميزة لمحافظة الأقصر التي تقع على مجرى نهر النيل

مصرع سائحة إيطالية بحادث تصادم بين مركبين سياحيين في جنوب مصر

قضت سائحة إيطالية، الأحد، إثر حادث تصادم بين مركبين سياحيين في محافظة الأقصر بجنوب مصر، وفقاً لوزارة النقل المصرية ووسائل إعلام إيطالية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق نافورة تريفي في روما (أ.ب)

زيارة نافورة تريفي في روما لم تعد مجانية... رسوم سياحية للاقتراب منها

لم يعد بإمكان السياح الراغبين في التقاط صور «سيلفي» أمام نافورة تريفي الشهيرة، الاكتفاء برمي قطعة نقدية كما ينص التقليد الأسطوري.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد المتحف المصري الكبير اجتذب عدداً كبيراً من السائحين (الشرق الأوسط)

مصر تُضيف 28 طائرة إلى أسطولها لمواكبة الانتعاشة السياحية

أعلنت مصر عن تعزيز أسطولها الوطني في مجال الطيران المدني، عبر إضافة نحو 28 طائرة جديدة تابعة لشركة «مصر للطيران»، بدءاً من يناير المقبل وعلى مدى عامين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق نجيب محفوظ تناول العديد من شوارع وحواري مصر الفاطمية في رواياته (متحف نجيب محفوظ على فيسبوك)

مصر للاهتمام بـ«السياحة الأدبية» واستثمار «زخم» المتحف الكبير

من مبنى ذي طابع تراثي بحي الجمالية، يحمل اسم أديب نوبل نجيب محفوظ، بدأ الخبير السياحي المصري، بسام الشماع، في شرح طبيعة المكان بشوارعه ومبانيه التاريخية.

محمد الكفراوي (القاهرة )

المخرج النرويجي داغ هاغيرود: «أحلام» يعالج العلاقة المعقّدة بين الرغبة والحب

شارك الفيلم بالعديد من المهرجانات السينمائية (الشركة المنتجة)
شارك الفيلم بالعديد من المهرجانات السينمائية (الشركة المنتجة)
TT

المخرج النرويجي داغ هاغيرود: «أحلام» يعالج العلاقة المعقّدة بين الرغبة والحب

شارك الفيلم بالعديد من المهرجانات السينمائية (الشركة المنتجة)
شارك الفيلم بالعديد من المهرجانات السينمائية (الشركة المنتجة)

منذ اللحظة الأولى التي يتحدث فيها المخرج النرويجي داغ يوهان هاغيرود عن فيلمه الجديد «أحلام، جنس حب»، تشعر أن الرجل لا يقترب من السينما بوصفها صنعة فنية فحسب، بل بوصفها وسيلة للبحث الداخلي، ومحاولة لاستكشاف مناطق لا يتحدث عنها الكثيرون.

يتحدث المخرج النرويجي لـ«الشرق الأوسط» ببطء محسوب، يحمل في نبرته شيئاً من التأمل، كأنه يمشي داخل ذاكرة لا يريد أن تهدمها الكلمات، فبالنسبة له، لم يكن الفيلم مشروعاً يُبنى على واقعة أو وثيقة، بل رغبة في الاقتراب من جوهر إنساني ينساب خلف السطور، حيث تتداخل الرغبة بالخوف، والحقيقة بالهروب منها.

الفيلم الذي حصد «جائزة الدب الذهبي» بالنسخة الماضية من «مهرجان برلين السينمائي»، ونال «جائزة الفيبرسي» من المهرجان نفسه، تدور أحداثه حول فتاة مراهقة تختبر شغف الحب الأول في حكاية ممتدة عبر 3 أجيال، وعُرض بالقاهرة ضمن فعاليات «بانوراما الفيلم الأوروبي» خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بعد عرضه في النسخة الماضية من مهرجان «الجونة السينمائي».

يؤكد هاغيرود أن الفيلم رغم جذوره المستوحاة من قصة حقيقية، لا يتبنى من الواقع سوى تلك الشرارة الأولى التي دفعته للكتابة، وعدّ «الحقيقة التي يقدمها الشريط السينمائي ليست ملزمة بتقديم الواقع كما هو دون تغيير، بل بما يقدر على أن يوقظ داخل المشاهد صوته الداخلي، ذلك الصوت الذي لا يتحدث عن الحدث، بل عن أثره»، ولهذا اختار ألا يجعل الفيلم إعادة سرد لما كان، بل محاولة لتخيل ما شعر به أولئك الذين عاشوا التجربة بصمت، وما تركته فيهم من ارتباك ودهشة وانكسار.

يناقش المخرج قضية اجتماعية بلغة مغايرة (الشركة المنتجة)

وأضاف أنه «مع مرور الوقت، تحولت الفكرة من مجرد معالجة سينمائية إلى رحلة بحث طويلة، لم أكن أبحث عن شهود يروون ما حدث، بل عن أشخاص يملكون القدرة على وصف الإحساس نفسه»، مؤكداً أنه أراد أن يفهم «كيف يتشكل الخوف داخل الإنسان، وكيف تتسلل الرغبة إلى مناطق لا نرغب بالاقتراب منها، وكيف يتصارع القلب مع ذاكرة غير مكتملة، ولم تكن تلك الرحلة سهلة، لأنها لم تعتمد على الوقائع بقدر ما اعتمدت على الإنصات لتجارب متكسّرة، وحكايات غير مكتملة، ومشاعر تخشى الظهور»، على حد تعبيره.

وأشار المخرج النرويجي إلى أن الفيلم بدأ تتضح ملامحه خلال الكتابة، فهو ليس وثيقة، ولا اعتراف، ولا رواية عن حادثة بعينها، بل عمل يضع الإنسان في قلب المشهد، بكل تناقضاته وأحلامه وأخطائه الصغيرة، عمل سينمائي عن تلك اللحظات التي يتوقف فيها الزمن قليلاً، ويتحوّل فيها الجسد إلى سؤال، والعلاقة إلى مساحة رمادية يصعب فهمها أو الهروب منها.

وأكد أنه كان يريد عملاً يقترب من هشاشة البشر، لا من صلابة القصة، مشيراً إلى أنه حمل هذا الأمر للممثلين مع بدء التصوير، فكان يتعامل معهم وكأنه يدعوهم إلى تجربة نفسية لا فنية فقط، فلم يكن يطلب منهم أن يعيدوا تمثيل مشاهد محددة، بل أن يسمحوا لحواسهم بأن تأخذهم إلى أماكن تخشى الكاميرا الوصول إليها، كما ترك لهم مساحة واسعة للخطأ، والتردد، وللصمت الطويل الذي يسبق الاعتراف، وفق قوله.

المخرج النرويجي حاملاً جائزة مهرجان برلين (إدارة المهرجان)

ويصف المخرج التجربة بأنها «مواجهة مع الذات»، أكثر من كونها مواجهة مع موضوع الفيلم، فحين تحاول أن تفهم علاقة معقدة بين الرغبة والحب والخوف، تجد نفسك مضطراً إلى النظر إلى داخلك أولاً، ولهذا يشعر أن «أحلام، جنس حُب» هو عمل تشكّل داخل تلك المنطقة الحساسة التي تجمع بين الضعف والقوة، بين القدرة على الاعتراف، والرغبة في الاحتماء بالصمت، وأراد من الفيلم أن يطرح سؤالاً قديماً بصياغة جديدة، ماذا يبقى في داخل الإنسان عندما ينتهي كل شيء؟ أي أثر يظل عالقاً؟ وكيف تتحوّل المشاعر المكبوتة إلى أحلام قد تبدو غريبة، أو مربكة، أو حتى جارحة؟

ويرى هاغيرود أن «جمال السينما يكمن في قدرتها على ملامسة تلك المساحات التي يتعذر على اللغة أحياناً وصفها، فالصورة بالنسبة لي ليست مجرد نقل لما يحدث، بل محاولة لالتقاط ما لا يُقال، ولهذا جاء الفيلم محمّلاً باللقطات التي تقترب من الوجوه ببطء، وتترك للمشاهد فرصةً لالتقاط أنفاسه، كما لو أنه متورط في التجربة نفسها».

حصد الفيلم جائزتين في النسخة الماضية من مهرجان برلين (الشركة المنتجة)

وأشار إلى أنه لم يرد أن يُشعر المتلقي بأنه يشاهد من بعيد، بل أن يجلس على حافة اللحظة، يراقب ما يُقال وما يُخفى في آن واحد، لافتاً إلى أن «الفيلم يتحرك داخل مساحة الحقيقة الشعورية، حيث يبدو الخيال وسيلة لتقريب الواقع، لا للهرب منه»، على حد تعبيره.

واعتبر أن فيلمه يوازن بين رغبة الإنسان في الفهم، وحقه في أن يظل غامضاً قليلاً أمام نفسه، مع التأكيد على أن الأثر الأعمق للفيلم في تلك الطريقة التي يجعل بها المشاهد يعيد التفكير في علاقاته ومشاعره، فهو لا يقدم قصةً جاهزةً يمكن تصنيفها ضمن خانة معينة، بل تجربة مفتوحة على التأويل، تترك أثرها في النفس، كما لو أنها تلامس منطقة شخصية لدى كل من يشاهدها. ولهذا ربما يشعر هاغيرود بأن الفيلم أقرب إلى «مرآة مشروخة»، حسب وصفه، يرى فيها الإنسان جزءاً من صورته، بينما يبقى الجزء الآخر غامضاً، لا يمكن القبض عليه ولا تجاهله.


تانيا قسيس تحتفل بالميلاد في «بيروت هول» بحضور السفير الفرنسي

ديكورات تنسجم مع المناسبة حضرت على الخشبة (الشرق الأوسط)
ديكورات تنسجم مع المناسبة حضرت على الخشبة (الشرق الأوسط)
TT

تانيا قسيس تحتفل بالميلاد في «بيروت هول» بحضور السفير الفرنسي

ديكورات تنسجم مع المناسبة حضرت على الخشبة (الشرق الأوسط)
ديكورات تنسجم مع المناسبة حضرت على الخشبة (الشرق الأوسط)

«لبنان جوهرة ونرفض أن يسرقها منّا أحد»؛ بهذه العبارة استهلّت الفنانة تانيا قسيس حفلها الميلادي الذي أحيته في «بيروت هول»، بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. وافتتحت قسيس الأمسية بكلمة مقتضبة توجّهت فيها إلى الحضور مؤكدة أن لبنان يستحق الفرح والاحتفال، وسيبقى بلداً استثنائياً بشهادة المغتربين الذين مهما تنقّلوا بين الدول يعودون إلى وطنهم بشوق وحنين.

ودّعت تانيا قسيس جمهورها بالأبيض وبأغنيات ميلادية (الشرق الأوسط)

ويأتي حفل تانيا قسيس ضمن سلسلة احتفالات ميلادية تشهدها بيروت في موسم الأعياد، وكان «بيروت هول» قد احتضن أيضاً حفلاً للفنانة كارول سماحة في 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وامتدت الأجواء الميلادية إلى مناطق لبنانية أخرى، لا سيما البترون، حيث نُظّم ريسيتال بعنوان «نجمة الميلاد» أحيته الفنانة كريستيان نجار في كاتدرائية مار اسطفان.

كما تشهد ساحة الشهداء في وسط العاصمة حفلات ومهرجانات ميلادية متتالية. وتحت عنوان «بيروت روح الميلاد»، يعيش الزوار أجواء من الفرح والأمل، ما أعاد إلى العاصمة شيئاً من حيويتها بعد سنوات من الغياب القسري للاحتفالات.

وبالعودة إلى حفل تانيا قسيس، فقد اتّسم بطابع ميلادي، سواء من خلال ديكورات المسرح أو إطلالات الفنانة التي حملت رموز العيد. ورافقها على الخشبة فريق كورال مؤلّف من طلابها في «أكاديمية تانيا قسيس للموسيقى»، إضافة إلى لوحات راقصة مدعومة بخلفيات بصرية انسجمت مع أجواء الميلاد.

وقدّمت تانيا باقةً من الأغنيات الميلادية العربية والأجنبية، فشاركها الجمهور الغناء، وتفاعل معها بحماسة.

وخلال الأمسية، كشفت قسيس أن الحفل تطلّب منها تحضيرات مكثّفة، فشكرت كل من ساهم في إنجازه، ووجّهت تحية خاصة للجمهور الذي حضر رغم الطقس العاصف.

أحيت تانيا قسيس حفلاً ميلادياً في مركز «بيروت هول» في سن الفيل (الشرق الأوسط)

كما خصّصت وصلة غنائية للوطن، استهلّتها بموقف حصل معها أثناء التمارين، حين سألها أحد الموسيقيين عمّا إذا كان الغناء للبنان مجرّد فقرة في البرنامج، أم تعبير عن مشاعر حقيقية تجاه الوطن، فأجابت: «لا أعرف ما يشعر به الآخرون، لكنني أغنّي للبنان من قلبي».

بعدها أدّت أغنيتها «وطني حبيبي»، ثم تبعتها بأغنيتها الشهيرة «آفي ماريا»، التي سبق أن قدّمتها على مسارح عالمية عدة، من بينها حفل المؤسسة الأميركية - الكويتية في واشنطن عام 2017، بحضور الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب.

وقبل أدائها الأغنية، دعت قسيس اللبنانيين إلى الاتحاد والصلاة من أجل تعافي لبنان وعودة السلام إلى ربوعه.

وبدت الفنانة مفعمةً بالفرح خلال لقائها جمهورها، متوجّهة إليهم بالشكر، لا سيما أولئك الذين قدموا من كندا والولايات المتحدة ودول عربية للاحتفال بعيد الميلاد في لبنان، وقالت: «يسعدني أنكم اخترتم مشاركة هذه المناسبة معي»، مضيفة: «فلنقف معاً لنصلّي من أجل لبنان، ومن أجل كل من اضطر إلى مغادرة وطنه».

رافقها غناء طلاب «أكاديمية تانيا قسيس للموسيقى» (الشرق الأوسط)

وقسّمت قسيس برنامجها الغنائي إلى 3 أقسام: ضمّ الأول أغنيات ميلادية عربية وأجنبية، وأضافت إليه لمسة رومانسية من خلال أغنيتها «ليلة ورا ليلة»، أما القسم الثاني فخُصّص للبنان والدعاء له، فيما اختُتمت الأمسية بقسم ثالث ارتدت خلاله الأبيض، وقدّمت مجموعةً من الأغنيات الميلادية التي شكَّلت مسك الختام لحفل غلبت عليه أجواء الفرح وروح العيد.

رافقت قسيس على المسرح فرقة موسيقية حيّة، إلى جانب عازفين على البيانو والقانون والفلوت، ما أضفى على الحفل حضوراً موسيقياً غنياً.


طرد مُعلم بريطاني من مدرسة لعرضه مقاطع فيديو لترمب على الطلاب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

طرد مُعلم بريطاني من مدرسة لعرضه مقاطع فيديو لترمب على الطلاب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

اتُّهم مُدرّس في مدرسة بريطانية بتعريض الأطفال للخطر، وأُحيل إلى برنامج مكافحة الإرهاب الحكومي بعد عرضه مقاطع فيديو للرئيس الأميركي دونالد ترمب على طلابه في حصة السياسة الأميركية.

وصرح المُدرّس، وهو في الخمسينيات من عمره، لصحيفة «التلغراف» بأنه «شُبّه بالإرهابي» بعد عرضه مقاطع الفيديو، بما فيها مقطع من حفل تنصيب ترمب، على طلاب المرحلة الثانوية.

وقد أبلغت كلية هينلي، وهي مدرسة ثانوية في هينلي أون تيمز، أوكسفوردشاير، تضم أكثر من ألفي طالب، عن مُحاضر العلوم السياسية وأحيل إلى هيئة حماية الطفل المحلية، التي خلصت إلى أن إحالة الأمر إلى برنامج مكافحة الإرهاب الحكومي تُعدّ «أولوية».

اتُّهم المعلم بالتسبب في «أذى نفسي» لطلابه في المرحلة الثانوية، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عاماً. وفي وثيقة اطلعت عليها صحيفة «التلغراف»، أشار مسؤولون محليون معنيون بحماية الطفل إلى أن عرض مقاطع الفيديو قد يرقى إلى مستوى «جريمة كراهية».

دفعت هذه الادعاءات الغريبة المعلم، الذي حصل على شهادته في منتصف التسعينيات، إلى رفع دعوى قضائية ضد الكلية. وفي تسوية تفاوضية، حصل الرجل على تعويض قدره ألفا جنيه إسترليني (ألفين و697 دولاراً) بعد أن أجبرته فعلياً على الاستقالة من وظيفته التي كان يتقاضى عنها 44 ألف جنيه إسترليني سنوياً - أي نحو 59 ألف دولار.

ويعتقد اتحاد حرية التعبير أن القوانين التي تهدف إلى حماية الأطفال من القتلة والمغتصبين تُستخدم بشكل خاطئ لملاحقة البالغين ذوي الآراء غير الرائجة. وقال الاتحاد إن قضية المعلم مثال واضح على «استغلال بروتوكولات حماية الطفل كسلاح لإسكات شخص ما لأسباب سياسية».

وقال المعلم، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: «لقد شبهوني بالإرهابي. كان الأمر صادماً للغاية. إنه أشبه بكابوس، كأنه مشهد من رواية...».

تُظهر وثائق اطلعت عليها صحيفة «التلغراف» كيف بدأت كلية هينلي تحقيقاتها في يناير (كانون الثاني) 2025 بعد أن تقدم اثنان من طلاب المحاضر بشكاوى. وقد اتُّهم المحاضر بالتدريس «المتحيز» و«غير ذي الصلة بالموضوع».

ذكرت الكلية في رسالة بريد إلكتروني رسمية بتاريخ 28 يناير أنه زُعم أنه «عرض على طلابه مقاطع فيديو لدونالد ترمب وحملته الانتخابية ودعايته، بالإضافة إلى مقاطع فيديو أخرى لا صلة لها بما يُدرَّس».

ثم أفادت الكلية بأن أحد مقاطع الفيديو «أثار انزعاجاً شديداً لدى أحد الطلاب».

قال المعلم: «كان الأمر مرعباً، لا يُصدق. كنا نناقش الانتخابات الأميركية، وكان ترمب قد فاز للتو، وعرضتُ مقطعي فيديو من حملة ترمب. وفجأة، اتُّهمتُ بالتحيز. قال أحد الطلاب إنه شعر باضطراب نفسي، وادعى أنه عانى من كوابيس».

وعندما سُئل عما إذا كان متطرفاً يمينياً، أجاب المعلم، وهو مؤيد للحزب الجمهوري لكنه يُصر على أن آراءه معتدلة: «لستُ متطرفاً».