خيارات إيران لتجنب «سناب باك» الترويكا الأوروبية

طهران تجاوبت مع شرطين لكن التفاوض مع واشنطن لا يزال بعيداً

رافاييل غروسي يتحدث خلال مؤتمر «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا يوم 15 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)
رافاييل غروسي يتحدث خلال مؤتمر «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا يوم 15 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

خيارات إيران لتجنب «سناب باك» الترويكا الأوروبية

رافاييل غروسي يتحدث خلال مؤتمر «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا يوم 15 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)
رافاييل غروسي يتحدث خلال مؤتمر «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا يوم 15 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

منذ أخطرت دول «الترويكا الأوروبية» مجلس الأمن الدولي يوم 28 أغسطس (آب) الماضي عزمها تفعيل آلية «سناب باك» ضد طهران، انقضى 20 يوماً من مهلة الشهر المنصوص عليها في الاتفاق قبل أن ينطلق العمل فعلياً بـ6 مجموعات من العقوبات الدولية على إيران.

وكانت العقوبات قد جُمدت بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «5+1» صيف عام 2015.

الساعة تدور، ولم يتبق لطهران سوى 10 أيام للاستجابة للشروط الثلاثة التي وضعتها «الترويكا الأوروبية»؛ فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لوقف التنفيذ، من خلال تمديد العمل بالقرار «2231» الذي صدّق على الاتفاق النووي، لمدة محددة قد تكون 6 أشهر أو أقل، لإفساح المجال أمام المفاوضات.

وللتذكير، فإن شروط «الترويكا» الثلاثة على طهران هي: إفساح المجال مجدداً أمام مفتشي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» لمعاودة عملهم في إيران، والكشف عن مصير كميات اليورانيوم عالية التخصيب المقدرة بـ440 كيلوغراماً بعد الضربات الإسرائيلية والأميركية في يونيو (حزيران) الماضي، وأخيراً الانخراط في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

محمد إسلامي مدير «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية» خلال مشاركته بمؤتمر «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا يوم 15 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

الاستقواء بروسيا والصين

مباشرة بعد الخطوة الأوروبية، سارعت طهران إلى التنديد بما فعلته «الترويكا». وعجل وزير الخارجية الإيراني إلى توجيه رسالة مطولة إلى رئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، يؤكد فيها أن الخطوة الأوروبية «تفتقد الشرعية»؛ إذ إن «الترويكا» لم تعد «مؤهلة» بعد أن فشلت في تنفيذ التزاماتها إزاء إيران بعد خروج الإدارة الأميركية، خلال ولاية دونالد ترمب الأولى، من الاتفاقية.

كذلك فعّلت طهران حملة دبلوماسية واسعة، وسعت مع روسيا والصين إلى مجابهة الأوروبيين في مجلس الأمن من خلال مشروع قرار أعدته موسكو بدعم صيني، يدعو إلى تمديد العمل بالقرار «2231» مع حرمان الأوروبيين من فرض «سناب باك» خلال المهلة الجديدة.

بيد أن مشروع القرار الذي وُزّع بشكل غير رسمي لم يُطرح مطلقاً للتصويت لتحسّب أنه كان سيواجه بـ«حق النقض (الفيتو)» الغربي، أو أنه لن يحظى بالأصوات التسعة الضرورية حتى يصدَّق عليه في مجلس الأمن من غير اللجوء إلى «الفيتو». وفي المقابل، فإن تفعيل آلية «سناب باك» لا تكمن مواجهته في مجلس الأمن؛ لأنها صيغت بشكل يجعلها «تلقائية».

منذ نهاية الشهر الماضي، كانت إيران أمام معادلة مزدوجة: إما التنازل، وإما مواجهة «الترويكا» ورفض شروطها وبالتالي تحمل، مجدداً، عبء العقوبات الدولية التي فرضت عليها بموجب 6 قرارات صادرة عن مجلس الأمن قبل 2015، تشمل قطاعات المال والمصارف والنفط والغاز والدفاع. وكانت أولى النتائج داخلياً على القرار الأوروبي هو انهيار سعر الريال الإيراني.

وتعي إيران الأعباء الإضافية المترتبة على هذه العقوبات؛ إذ جاء في تقرير نشره مؤخراً «مركز صوفان للأبحاث» ومقره نيويورك، أن «الولايات المتحدة وشركاءها الأوروبيين يرون في تفعيل (سناب باك) وسيلة لإبقاء إيران ضعيفة استراتيجياً وغير قادرة على إعادة بناء برنامجها النووي الذي تضرر من الضربات الأميركية والإسرائيلية»، بينما يرى القادة الإيرانيون، وفق التقرير، أن إعادة فرض العقوبات «محاولة غربية لإضعاف الاقتصاد الإيراني إلى أجل غير مسمى، وربما لإثارة اضطرابات شعبية كافية لإطاحة النظام الإيراني».

غروسي وعراقجي يوقعان اتفاقاً بحضور وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في القاهرة يوم 9 سبتمبر 2025 (أ.ب)

بداية التنازلات الإيرانية

ثمة خط سياسي في إيران يدعو إلى المواجهة ويهدد باتخاذ تدابير جذرية تبدأ بوقف التعامل مع مفتشي «الوكالة الدولية»؛ لا بل طردهم، والذهاب إلى حد الخروج من «معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية»، وتغيير العقيدة النووية، والسعي للحصول على السلاح النووي. وبذلك تكون إيران قد سارت على الدرب الذي سلكته قبلها كوريا الشمالية.

لكن في المقابل، يبدو أن الخط «المهادن» الذي يمثله الرئيس مسعود بزشكيان ووزير خارجيته عباس عراقجي نجح، حتى اليوم، في استيعاب ضغوط المتشددين، واتخاذ خيار آخر هو الاستجابة المشروطة للمطالب الأوروبية. وبرز ذلك في استئناف الاجتماعات على المستوى التقني مع خبراء «الوكالة الدولية»، التي مهدت الطريق للاتفاق الذي جرى التوصل إليه في القاهرة يوم الأربعاء الماضي لعودة المفتشين، بين الوزير عراقجي ورافاييل غروسي، مدير «الوكالة الدولية».

رغم التفسيرات المتضاربة ظاهرياً بين ما يقوله الأول ويؤكده الثاني، فإن من الواضح أن طهران، كما يقول مصدر دبلوماسي أوروبي في باريس، «قدمت تنازلاً» لـ«الترويكا» يصيب عصفورين بحجر واحد: فهي، من جهة، استجابت لشرطها الأول الخاص بعودة المفتشين الدوليين بشكل تام، وجزئياً بالنسبة إلى الشرط الثاني؛ إذ نص «اتفاق القاهرة» على تمكين المفتشين من زيارة كل المواقع، بما فيها المواقع التي تضررت والتي يزعم عراقجي أن كميات اليورانيوم عالي التخصيب موجودة فيها تحت الأنقاض التي تسببت فيها الطائرات والصواريخ الإسرائيلية والأميركية في حرب الـ12 يوماً.

وأعلن غروسي، عقب التوقيع على الاتفاق، أن إطار التعاون الجديد مع طهران يشمل «كل المنشآت والبنى التحتية في إيران»، وينص على «الإبلاغ عن جميع المنشآت التي تعرّضت للهجوم؛ بما في ذلك المواد النووية الموجودة فيها».

وكلام المسؤول الدولي واضح وقاطع. لكن العبرة تبقى في التنفيذ. ولحماية نفسه، دخل عراقجي تحت جناح «مجلس الأمن القومي» الذي يعود له إقرار ما سيتاح للمفتشين فعله من غير تخطي القانون الذي أقره مجلس الشورى الإيراني.

وفي سياق بادرات «حسن النية»، يمكن الإشارة إلى ما كشف عنه عراقجي الأسبوع الماضي من قرب الإفراج عن رهينتين فرنسيتين محتجزتين في إيران منذ 3 سنوات ومتهمتين بالتجسس لمصلحة إسرائيل؛ مما عده رغبة في «تسييل» العلاقة بفرنسا ولما لذلك من انعكاسات على موقفها من طهران.

الواضح اليوم أن «الوكالة الدولية» تستعجل تطبيق «اتفاق القاهرة». فقد عدّ غروسي، الاثنين، خلال حديثه بمناسبة افتتاح «الجمعية العامة» لـ«الوكالة» في فيينا، أنه «حان الوقت لتطبيق الاتفاق»، وأن العمل بهذه الخطوة سوف يشكل «مؤشراً جيداً لإمكانية التوصل إلى اتفاقات وتفاهمات»، مشدداً على أهمية «إعادة بناء الثقة» بين الطرفين.

والموقف نفسه عبرت عنه وزارة الخارجية الأميركية التي حثت إيران على «اتخاذ إجراءات فورية وملموسة للوفاء بالتزاماتها» الخاصة ببرنامجها النووي. وأصدرت «الترويكا» بياناً في 10 سبتمبر (أيلول) الحالي شدد بدوره على «تنفيذ التزامات إيران بالكامل بموجب اتفاق الضمانات الشاملة والتعاون التام مع (الوكالة)؛ بحيث تسمح بالتفتيش في كل منشآتها النووية».

رافاييل غروسي مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» متحدثاً في مؤتمرها بفيينا يوم 15 سبتمبر 2025 (إ.ب.أ)

صعوبة الشرط الثالث

تعي إيران أنها تعمل على رهان بالغ الصعوبة، فيما تتواتر التصريحات الإسرائيلية وأحياناً الأميركية عن احتمال العودة إلى الحرب للقضاء «الكلي» على برنامجها النووي. وآخر من أدلى بدلوه، الاثنين، أمير برعام، المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، الذي توعد طهران بـ«جولات أخرى» من الحرب، رغم عَدِّه أن عملية «الأسد الصاعد» قد «انتهت بانتصار إسرائيلي حاسم».

كذلك، تواجه إيران الشرط الأوروبي الثالث الأشد صعوبة والخاص بالمفاوضات مع واشنطن. والواضح أن تطوراً كهذا سيكون تنفيذه بالغ الصعوبة قبل انتهاء مهلة الشهر. لذا؛ فإن السؤال المطروح، منذ اليوم، هو بشأن مدى اكتفاء «الترويكا» بما تحقق بين إيران و«الوكالة الدولية» لتأجيل بدء تنفيذ «سناب باك».

حتى الآن، ليس من جواب أوروبي. والسائد في باريس وبرلين ولندن أن الاجتماعات الرئيسية والجانبية التي ستُعقد في نيويورك خلال ما يسمى «أسبوع القادة»، وهو الأسبوع المقبل، ستكون بالغة الأهمية.

وعلم أن الرئيس الإيراني ووزير خارجيته سيحضران أعمال الجمعية العامة. ولم يُخفِ الوزير الإيراني، كما نقلت عنه وكالة «إرنا» الثلاثاء، أن كثيراً من دول المنطقة تقترح التوسط مع واشنطن، وليس قطر وحدها. والواضح أنه كان يشير إلى عُمان. بيد أنه رأى أن «المهم في بداية المحادثات ليس الوسيط، بل إرادة الطرف الآخر التوصل إلى اتفاق قائم على المصالح المتبادلة ودون تهديدات».

انفتاح وتجميد وتصعيد

وسبق لطهران أن طالبت بضمانات بألا تتعرض لضربات عسكرية إبان المفاوضات. بيد أن هذه المفاوضات، في حال انطلاقها، سوف تواجه صعوبة رئيسية تتناول تمسك طهران بتخصيب اليورانيوم، وهو ما ترفضه واشنطن قطعياً.

وقال وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، الاثنين في فيينا بمناسبة المؤتمر السنوي لـ«الوكالة»، إن بلاده تريد «تفكيك مسار إيران نحو امتلاك سلاح نووي، بما في ذلك جميع قدرات تخصيب اليورانيوم ومعالجة البلوتونيوم، تفكيكاً كاملاً». ورغم ذلك، فإن رايت أعرب عن أمله في «استئناف الحوارات».

ثم هناك مطالب أميركية - أوروبية بتحجيم برنامج إيران الصاروخي، وتغيير سياستها في الإقليم التي يراها الغرب سبباً لعدم الاستقرار.

والثلاثاء، جدد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، التأكيد على «حق جميع الدول في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، ولها الحق في الحصول على ضمانات فعالة ضد أي هجوم أو تهديد بالهجوم» في إشارة إلى ما تعرضت له إيران.

يبدو اليوم أن الأمور مفتوحة على خيارات تتأرجح بين «الانفتاح، والتجميد، والتصعيد». والسؤال المطروح يتناول مدى استعداد الغربيين، الذين يتصرفون بالتنسيق مع واشنطن، للتجاوب مع «تنازلات» طهران لمنحها مزيداً من الوقت للتفاوض... ولكن وفق أي شروط؟


مقالات ذات صلة

إيران تربط التعاون النووي بإدانة قصف منشآتها

شؤون إقليمية إيرانيون يمرون بجانب لوحة دعائية مناهِضة لإسرائيل تحمل عبارة: «نحن مستعدون. هل أنتم مستعدون؟» معلقة في ساحة فلسطين وسط طهران (إ.ب.أ)

إيران تربط التعاون النووي بإدانة قصف منشآتها

رهنت طهران أي تعاون جديد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا سيما ما يتعلق بإعادة تفتيش المنشآت النووية التي تعرضت للقصف، بإدانة واضحة وصريحة من الوكالة.

«الشرق الأوسط» (لندن - نيويورك - طهران)
شؤون إقليمية بزشكيان يسلم مسودة مشروع الموازنة إلى قاليباف الثلاثاء (الرئاسة الإيرانية)

الحكومة الإيرانية تعرض موازنة تتجاوز 107 مليارات دولار

قدّمت الحكومة الإيرانية الثلاثاء مشروع موازنة العام الجديد إلى البرلمان بقيمة تتجاوز 107 مليارات دولار

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي خلال حوار ويبدو خلفه ملصق لأجهزة الطرد المركزي (دفاع برس)

«الأركان الإيرانية»: جاهزون لكل السيناريوهات

قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، إن القدرات البحرية والبرية والصاروخية لإيران «جاهزة لمواجهة أي سيناريو يفرضه العدو».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب) play-circle

مسؤولون إسرائيليون: التسريبات الإعلامية حول إيران قد تشعل حرباً جديدة

حذر مسؤولون إسرائيليون من أن التسريبات والإحاطات الإعلامية الصادرة من إسرائيل في الأيام الأخيرة بشأن تجدد الاشتباك مع إيران قد تؤدي لحرب جديدة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية صواريخ باليستية إيرانية تُرى خلال عرض عسكري في طهران (أرشيفية - رويترز) play-circle 01:12

إيران: برنامجنا الصاروخي دفاعيّ وليس قابلاً للتفاوض

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، إن البرنامج الصاروخي الإيراني دفاعيّ وليس قابلاً للتفاوض.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (لندن)

نتنياهو يتهم «حماس» بخرق الاتفاق قبل لقائه ترمب


جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يتهم «حماس» بخرق الاتفاق قبل لقائه ترمب


جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن إصابة ضابط بالجيش الإسرائيلي في ‌انفجار عبوة ناسفة ‍في رفح.

وجاء اتهام نتنياهو لـ«حماس» قبل أيام من لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الولايات المتحدة. ونقلت تقارير عبرية أن نتنياهو يريد إقناع ترمب بتثبيت «الخط الأصفر» حدوداً دائمة بين مناطق سيطرة إسرائيل و«حماس»؛ ما يعني احتلال إسرائيل لـ58 في المائة من مساحة القطاع.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً في انفجار رفح لمعرفة توقيت زرع العبوة؛ فإن نتنياهو اتهم «حماس» بأنها انتهكت اتفاق ‌وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفق خطة قدمها ترمب. لكن «حماس» أكدت أن الانفجار وقع في منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، ورجحت أن يكون الحادث ناجماً عن «مخلفات الحرب».

إلى ذلك، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، أمس، من المشاركة في قداس منتصف الليل الذي تقيمه كنيسة المهد ببيت لحم احتفالاً بعيد الميلاد، ومنعت موكبه من الوصول إلى الكنيسة.


فيديو بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترمب وهما يقودان مقاتلة

لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
TT

فيديو بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترمب وهما يقودان مقاتلة

لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو

نشر المكتب الصحافي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، مقطع فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي لرئيس الوزراء والرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهما يقودان طائرة مقاتلة فوق مجموعة من المباني في منطقة صحراوية غير محددة.

ووفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن الفيديو الذي تم نشره على تطبيق «إنستغرام» يبدو أنه يأتي في مناسبة مرور 6 أشهر على الحرب الإسرائيلية الإيرانية.

ويظهر في الفيديو، الذي تبلغ مدته بضع ثوانٍ، نتنياهو وترمب وهما يرتديان نظارات شمسية ويتبادلان نظرة خاطفة. وجاء في التعليق: «في جولة احتفالية بالنصر»، مع وسم «ستة أشهر».

واستمرت المواجهة العسكرية الخاطفة بين إسرائيل وإيران 12 يوماً فقط، وبدأت في ساعات الفجر الأولى من يوم 13 يونيو (حزيران) 2025، حين شنّت إسرائيل هجوماً مباغتاً على عشرات الأهداف الإيرانية.

وقالت إسرائيل إن هجومها على كبار القادة العسكريين الإيرانيين، وعلماء نوويين، ومواقع تخصيب اليورانيوم، وبرنامج الصواريخ الباليستية، «كان ضرورياً لمنع طهران من تنفيذ خطتها المعلنة لتدمير الدولة اليهودية»، وفق «تايمز أوف إسرائيل».

وتنفي إيران باستمرار سعيها لامتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، فقد زادت من مستويات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات «يمكن استخدامها في أغراض غير سلمية»، وعرقلت وصول المفتشين الدوليين إلى منشآتها النووية، ووسّعت قدراتها الصاروخية الباليستية.

وقالت إسرائيل إن إيران اتخذت مؤخراً خطوات نحو إعادة بناء قدراتها الصاروخية، ولا تزال تسعى إلى امتلاك سلاح نووي.

وردّت إيران على الضربات الإسرائيلية بإطلاق أكثر من 500 صاروخ باليستي، ونحو 1100 طائرة مسيرة على إسرائيل. وأسفرت الهجمات عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة أكثر من 3000 آخرين في إسرائيل، وفقاً لمسؤولين صحيين ومستشفيات.

ومع اقتراب نهاية الحرب، انضمّت الولايات المتحدة إلى الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.


تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
TT

تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)

مدّدت لجنة بالبرلمان التركي تتولى إعداد الأساس القانوني لـ«عملية السلام»، التي تمر عبر حلّ حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، عملها لشهرين إضافيين.

وقال رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، الذي يترأس أيضاً اللجنة المعروفة باسم «لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية»، إنه تم خلال فترة عمل اللجنة، الذي استمر منذ تشكيلها في 5 أغسطس (آب) الماضي، تجاوز مراحل حرجة بحساسية بالغة.

وعقدت اللجنة، الأربعاء، اجتماعها الـ20 لعرض وتحليل نتائج الاجتماعات السابقة، تمهيداً لإعداد «تقرير مشترك» استناداً إلى التقارير التي أعدّتها الأحزاب المشاركة وقدمتها إلى البرلمان.

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش متحدثاً خلال اجتماع اللجنة البرلمانية لوضع الأساس القانوني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني» (حساب البرلمان في «إكس»)

وجرى تصويت خلال الاجتماع، تمّ خلاله الموافقة بالإجماع على تمديد عملها لمدة شهرين بدءاً من 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال كورتولموش إنهم كانوا يهدفون إلى إتمام العملية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن لم تستطع إنجاز عملها بالكامل حتى هذا التاريخ.

قضايا عالقة وغموض

وأكد كورتولموش أن اللجنة البرلمانية ليست هي مَن سيحل القضية برمتها، لافتاً إلى أن هناك شقاً يتعلق بإلقاء «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، وهي ذراع لحزب «العمال الكردستاني» في سوريا، أسلحتها، استجابة لنداء زعيم الحزب السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، الذي أطلقه في 27 فبراير (شباط) الماضي، وطالب فيه بحل الحزب ومختلف المجموعات المرتبطة به. وتساءل كورتولموش: «كيف ستضمن اللجنة إلقاء (قوات سوريا الديمقراطية) أسلحتها؟».

وعرضت أكاديميتان تركيتان، خلال الجلسة، ملخصاً تنفيذياً لتحليل محاضر جلسات اللجنة التي بلغت 58 جلسة خلال 19 اجتماعاً، تم خلالها الاستماع إلى 135 شخصاً يمثلون الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك عائلات ضحايا عملية حزب «العمال الكردستاني» وجمعيات المحاربين القدامى.

لا تزال عودة مسلحي «العمال الكردستاني» واندماجهم بالمجتمع تشكّل نقطة غامضة في عملية السلام بتركيا (رويترز)

وعكس التحليل تبايناً واضحاً في مقاربات الجهات الفاعلة فيما يتعلق بتحقيق التوازن بين مفهومي الأمن والحرية، في العملية التي تسميها الحكومة «تركيا خالية من الإهارب»، ويسميها الجانب التركي «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي».

وأشار التحليل إلى أن الغموض لا يزال يكتنف الهدف النهائي للعملية، وهو «إنهاء الإرهاب»، ويتم التعبير عن أهداف مختلفة مثل «المصالحة» و«النموذج التركي» لحلّ المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني) و«الأخوة» و«التطبيع» و«الديمقراطية» و«الاندماج السياسي». ولا يوجد إجماع واضح على كيفية دمج هذه الأهداف معاً، وما الخطوات الملموسة التي ستُتخذ.

ولفت أيضاً إلى وجود اختلافات كبيرة في المقاربات بالنسبة لمسألة العفو والاندماج الاجتماعي لعناصر «العمال الكردستاني»، فضلاً عن استخدام أُطر مختلفة في تحديد الأسباب الجذرية للمشكلة، وهي أمور يجب معالجتها في التقرير النهائي.

مبادئ أساسية

وطالبت الأحزاب المشاركة في اللجنة، خلال الاجتماع، بسرعة الانتهاء من إعداد التقرير النهائي دون تأخير، مع «التمسك بمبادئ الجمهورية التركية وهوية الأمة واللغة في أي خطوات ستتخذ من أجل تعزيز الديمقراطية، ومراعاة ألا تفتح هذه الخطوات آفاقاً جديدة أمام المنظمات الإرهابية». ورفض النائب عن حزب «العدالة والتنمية»، كورشاد زورلو، استخدام مصطلح «السلام» للإشارة للعملية الجارية، قائلاً إن «الحرب تقع بين الدول».

رئيس حزب «الجيد القومي» موساوات درويش أوغلو متحدثاً أمام المجموعة البرلمانية للحزب الأربعاء (حساب الحزب في «إكس»)

في السياق، طالب رئيس حزب «الجيد القومي»، الذي أعلن منذ البداية رفضه العملية الجارية وأي تفاوض مع أوجلان، مساوات درويش أوغلو، الرئيس رجب طيب إردوغان بعدم إهدار وقت البرلمان في إعداد تقارير.

وقال دوريش أوغلو، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه الأربعاء، إن إردوغان «يتصرف أحياناً بوصفه رئيساً لحزب (العدالة والتنمية)، وأحياناً بصفته رئيساً للبلاد، خلال هذه العملية. وبما أنه يدعي أنه وراء هذه العملية، وأنها مشروع دولة ومشروع القرن، فإنه يملك السلطة، لا ينبغي أن يضيع وقت البرلمان في إعداد التقارير، بل وأن يفرج عن أوجلان، إن استطاع».