تطبيقات للكشف عن الإيصالات المزيفة المولَّدة بالذكاء الاصطناعي

30 % من الوثائق المزورة المكتشفة أنشئت بواسطته

تطبيقات للكشف عن الإيصالات المزيفة المولَّدة بالذكاء الاصطناعي
TT

تطبيقات للكشف عن الإيصالات المزيفة المولَّدة بالذكاء الاصطناعي

تطبيقات للكشف عن الإيصالات المزيفة المولَّدة بالذكاء الاصطناعي

بعد أن بدأ برنامج «تشات جي بي تي» بإنشاء صور واقعية، بدأ أنانت كالي برؤية منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تشرح كيفية استخدامه لإنشاء إيصال مزيف ومقنع للغاية، كما كتبت سارة كيسلر(*).

كشف إيصالات الذكاء الاصطناعي

أدرك أنانت كالي أن هذه كانت مشكلته، فبصفته الرئيس التنفيذي لشركة طورت تطبيق «أب زن (AppZen)»، وهو برنامج تستخدمه فرق التمويل لإدارة النفقات، أشرف على إنشاء أدوات كشف الاحتيال التي تُحدِّد الإيصالات المُولَّدة بالذكاء الاصطناعي. لكن الأمر الآن أضحى مختلفاً، كما يقول. ولهذا سارع لتطوير تطبيقات للكشف السريع عن الإيصالات التي يولِّدها الذكاء الاصطناعي.

ولم يكن هو الوحيد في ذلك النهج، إذ أضاف تطبيق إدارة النفقات«إكسبنسيفاي (Expensify)» طرقاً للكشف عن الإيصالات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي في أبريل (نيسان) الماضي. ثم تم توسيع عمل أداة التدقيق الآلي للنفقات «فيريفاي (Verify)» من شركة «SAP Concur»، لتوفير إمكانية مماثلة لجميع المستخدمين هذا الشهر.

الذكاء الاصطناعي ضد الاحتيال

هذا الصيف، عند إعلان جهود جديدة للكشف عن الإيصالات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، لخَّص نيكولاس ريتز، الذي يعمل على تطوير المنتجات في شركة «Navan» لبرمجيات السفر للشركات، المعضلة قائلاً: «ستتحسَّن الإيصالات المُولَّدة بالذكاء الاصطناعي من الآن فصاعداً، لذلك ولمكافحة احتيال الذكاء الاصطناعي، نحتاج إلى استخدام الذكاء الاصطناعي».

الاحتيال والسرقة

وأضاف كالي أنه من الشائع أن يُصدر الموظفون أول إيصال مزيف لهم لحساب نفقات مشروعة، إذ ربما فقدوا الإيصال الحقيقي. ولكن عندما لا يُقبَض عليهم، فإنهم يُكرّرون ذلك.

وأحياناً، يكون الاحتيال فادحاً، إذ اكتشفت تطبيق «AppZen» ذات مرة مجموعة من الإيصالات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، التي قدّمها موظف في شركة، لفنادق وتذاكر طيران في بانكوك... وهي مدينة ظهر بعد إجراء تحقيقات إضافية أن الموظف لم يزرها.

وتُلزم جمعية مُحققي الاحتيال المعتمدين، التي تُعتمد نحو 5000 مُحقق جديد سنوياً، أعضاءها بانتظام، بتقديم أكبر قضية احتيال مهني حققت فيها خلال الأشهر الـ18 الماضية. وفي أحدث استطلاع، شمل نحو 13 في المائة من حالات الاحتيال، موظفين قدّموا نفقات مُبالغاً فيها أو اكتشفوا نفقات، قد تؤدي إلى توجيه اتهامات جنائية. وبلغ متوسط ​​الخسارة 50 ألف دولار أميركي.

30 في المائة من الإيصالات ذكية

وصرَّحت الشركة بأنّ نحو 30 في المائة من الإيصالات الاحتيالية التي يكتشفها تطبيق «أب زن» تُولَّد الآن بواسطة روبوتات دردشة الذكاء الاصطناعي، بدلاً من أدوات تحرير الصور أو القوالب، وأنّ عدد الإيصالات الاحتيالية التي تكتشفها قد ارتفع بنسبة 30 في المائة تقريباً منذ مايو (أيار) 2024.

أما شركة «إكسبنسيفاي» فأفادت بأنّها تكتشف مئات الإيصالات المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي شهرياً، من بين ملايين الإيصالات التي تُعالجها. وأشارت نتائج «فيريفاي» إلى أنّ نحو 1 في المائة من الإيصالات التي دقّقتها يُحتمل أنّها مُولَّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وقال ماسون وايلدر، مدير الأبحاث في جمعية مُحققي الاحتيال: «لقد سمعتُ بالتأكيد من الأعضاء وخبراء مكافحة الاحتيال الآخرين أنّ الذكاء الاصطناعي لا يُؤدّي بشكل مباشر إلى زيادة هذا النوع من الاحتيال من حيث الحجم فحسب، بل يُصعّب أيضاً اكتشافه».

بصمة بيانات الذكاء الاصطناعي

أثارت عمليات التزوير المُقنعة تصعيداً تقنياً جديداً. على غرار ما حدث عندما أوجدت الطابعات المنزلية، على سبيل المثال، حاجةً إلى أساليب جديدة للكشف عن الاحتيال في إيصالات النفقات، طوَّرت شركات البرمجيات ترسانة من الأساليب للكشف عن نوع جديد من الإيصالات المزيفة التي يُنتجها الذكاء الاصطناعي.

تترك روبوتات الدردشة بصمةً في البيانات الوصفية للصور التي تُنتجها، ولكن إذا التقط موظف صورةً أو لقطة شاشة للصورة، فستختفي هذه الإشارة.

يمكن لخوارزميةٍ ما مقارنة الإيصالات المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي بالإيصالات الحقيقية من البائع نفسه. وهي قد تكتشف اختلافات طفيفة في الخط أو التباعد، على سبيل المثال، لا تستطيع العين البشرية رصدها.

رصد الأنماط المشبوهة

ومثل كثير من أدوات تدقيق النفقات، اعتمد «أب زن» على تحديد الأنماط المشبوهة - مثل الإنفاق غير المعتاد في وقتٍ معين من اليوم أو دور الموظف - لتحديد الإيصالات التي تتطلب فحصاً دقيقاً. تُرسل هذه الإيصالات المشبوهة إلى مستوى التدقيق الثاني الأحدث، الذي يبحث عن أنماطٍ تُشير إلى أن روبوت الدردشة قد يكون هو مَن أنتجها. على سبيل المثال، في أثناء إنشاء إيصالات المطعم، هل كان الموظف يطلب دائماً من روبوت المحادثة استخدام اسم الخادم أو طلب الطبق نفسه؟

وقال كالي إنه لا توجد تقنية واحدة قادرة على كشف هذه الإيصالات: «يجب أن تكون هناك طبقات وطبقات. إنها أشبه بلعبة القط والفأر».

* خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

تكنولوجيا سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

توقع سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي»، أن يكون الإنجاز الكبير التالي نحو تحقيق ذكاء اصطناعي فائق القدرة هو اكتساب هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية، ومثالية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا صورة مركبة عن الذكاء الاصطناعي (رويترز)

خبراء يحذرون: الذكاء الاصطناعي قد ينفذ هجمات إلكترونية بمفرده

حذرت مجموعة من الخبراء من قيام نماذج الذكاء الاصطناعي بتحسين مهاراتها في الاختراق، مشيرين إلى أن تنفيذها هجمات إلكترونية بمفردها يبدو أنه «أمر لا مفر منه».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)

هيمنة شركة «أوبن إيه آي» على سوق الذكاء الاصطناعي تهتز بعد 3 سنوات صدارة

بعد ثلاث سنوات من الصدارة، باتت منصة شركة «أوبن إيه آي» للذكاء الاصطناعي - تطبيق «تشات جي بي تي» - مهددة بفعل اشتداد المنافسة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شهدت الدورة الحالية للمسابقة تقديم أكثر من 10 آلاف مشروع مبتكر تعتمد كلها على تقنيات الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

السعودية تتوّج بالمركز الأول في أضخم مسابقة دولية في الذكاء الاصطناعي

تُوِّجت السعودية بالمركز الأول عالمياً في مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب (WAICY 2025)، بعد تحقيقها 26 جائزة في المسابقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج المهندس أحمد الصويان وأنطونيو غوتيريش يبحثان الموضوعات المشتركة وسُبل التعاون (هيئة الحكومة الرقمية)

غوتيريش يشيد بتقدم السعودية النوعي في الحكومة الرقمية

أشاد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، بما حققته السعودية من تقدم نوعي في مجال الحكومة الرقمية، عادّاً ما وصلت إليه نموذجاً دولياً رائداً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
TT

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة

أظهرت دراسة أن أكثر من 20 في المائة من الفيديوهات التي يعرضها نظام يوتيوب للمستخدمين الجدد هي «محتوى رديء مُولّد بالذكاء الاصطناعي»، مُصمّم خصيصاً لزيادة المشاهدات.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أجرت شركة تحرير الفيديو «كابوينغ» استطلاعاً شمل 15 ألف قناة من أشهر قنوات يوتيوب في العالم - أفضل 100 قناة في كل دولة - ووجدت أن 278 قناة منها تحتوي فقط على محتوى رديء مُصمم بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وقد حصدت هذه القنوات مجتمعةً أكثر من 63 مليار مشاهدة و221 مليون مشترك، مُدرّةً إيرادات تُقدّر بنحو 117 مليون دولار سنوياً، وفقاً للتقديرات.

كما أنشأ الباحثون حساباً جديداً على «يوتيوب»، ووجدوا أن 104 من أول 500 فيديو تم التوصية به في الصفحة الرئيسية لهذا الحساب كانت ذات محتوى رديء مولد بالذكاء الاصطناعي، تم تطويره بهدف الربح المادي.

وتُقدّم هذه النتائج لمحةً عن صناعةٍ سريعة النمو تُهيمن على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، من «إكس» إلى «ميتا» إلى «يوتيوب»، وتُرسّخ حقبةً جديدةً من المحتوى، وهو المحتوى التافه الذي يحفز على إدمان هذه المنصات.

وسبق أن كشف تحليل أجرته صحيفة «الغارديان» هذا العام أن ما يقرب من 10في المائة من قنوات «يوتيوب» الأسرع نمواً هي قنوات مُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، حيث حققت ملايين المشاهدات رغم جهود المنصة للحد من «المحتوى غير الأصلي».

وتُعدّ القنوات التي رصدتها شركة كابوينغ عالمية الانتشار وتحظى بمتابعة واسعة من ملايين المشتركين في مختلف أنحاء العالم.

وتعتبر قناة «بندر أبنا دوست»، هي القناة الأكثر مشاهدة في الدراسة، ومقرها الهند، ويبلغ عدد مشاهداتها حالياً 2.4 مليار مشاهدة. وتعرض القناة مغامرات قرد ريسوس وشخصية مفتولة العضلات مستوحاة من شخصية «هالك» الخارقة، يحاربان الشياطين ويسافران على متن مروحية مصنوعة من الطماطم. وقدّرت كابوينغ أن القناة قد تُدرّ أرباحاً تصل إلى 4.25 مليون دولار.

أما قناة «بوتى فرينشي»، ومقرها سنغافورة، والتي تروي مغامرات كلب بولدوغ فرنسي، فقد حصدت ملياري مشاهدة، ويبدو أنها تستهدف الأطفال. وتشير تقديرات كابوينغ إلى أن أرباحها تقارب 4 ملايين دولار سنوياً.

كما يبدو أن قناة «كوينتوس فاسينانتس»، ومقرها الولايات المتحدة، تستهدف الأطفال أيضاً بقصص كرتونية، ولديها 6.65 مليون مشترك.

في الوقت نفسه، تعرض قناة «ذا إيه آي وورلد»، ومقرها باكستان، مقاطع فيديو قصيرة مُولّدة بالذكاء الاصطناعي عن الفيضانات الكارثية التي ضربت باكستان، تحمل عناوين مثل «الفقراء»، و«العائلات الفقيرة»، و«مطبخ الفيضان». وقد حصدت القناة وحدها 1.3 مليار مشاهدة.

وتعليقاً على هذه الدراسة، صرح متحدث باسم «يوتيوب» قائلاً: «الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة، وكأي أداة أخرى، يمكن استخدامه لإنتاج محتوى عالي الجودة وآخر منخفض الجودة. نركز جهودنا على ربط مستخدمينا بمحتوى عالي الجودة، بغض النظر عن طريقة إنتاجه. يجب أن يتوافق المحتوى المرفوع على (يوتيوب) مع إرشاداتنا، وإذا وجدنا أن المحتوى ينتهك أياً من سياساتنا، فسنحذفه».


الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)

أصدرت هيئة الفضاء الإلكتروني الصينية، اليوم (السبت)، مسودة ​قواعد لتشديد الرقابة على خدمات الذكاء الاصطناعي المصممة لمحاكاة الشخصيات البشرية والتفاعل العاطفي مع المستخدمين.

وتؤكد هذه الخطوة ما تبذله بكين من جهود للسيطرة على الانتشار السريع لخدمات ‌الذكاء الاصطناعي ‌المقدمة للجمهور ‌من ⁠خلال ​تشديد معايير ‌السلامة والأخلاقيات.

وستطبق القواعد المقترحة على منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي المقدمة للمستهلكين في الصين، والتي تعرض سمات شخصيات بشرية وأنماط تفكير وأساليب تواصل تتم محاكاتها، وتتفاعل ⁠مع المستخدمين عاطفياً من خلال النصوص ‌أو الصور أو الصوت أو الفيديو، أو غيرها من الوسائل.

وتحدد المسودة نهجاً تنظيمياً يلزم مقدمي الخدمات بتحذير المستخدمين من الاستخدام المفرط، وبالتدخل عندما تظهر على المستخدمين ​علامات الإدمان.

وبموجب هذا المقترح، سيتحمل مقدمو الخدمات مسؤوليات ⁠السلامة طوال دورة حياة المنتج، ووضع أنظمة لمراجعة الخوارزميات وأمن البيانات وحماية المعلومات الشخصية.

وتحدد هذه الإجراءات الخطوط الحمراء للمحتوى والسلوك، وتنص على أنه يجب ألا ينشئ مقدمو الخدمات محتوى من شأنه تهديد الأمن القومي، أو نشر الشائعات، أو الترويج ‌للعنف أو الفحشاء.


ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
TT

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

توقع سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي»، أن يكون الإنجاز الكبير التالي نحو تحقيق ذكاء اصطناعي فائق القدرة هو اكتساب هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية، ومثالية».

وقد ركزت التطورات الأخيرة التي حققها مبتكر «تشات جي بي تي»، بالإضافة إلى منافسيه، على تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي على الاستدلال، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

لكن في حديثه ضمن بودكاست، قال ألتمان إن التطور الذي يتطلع إليه بشدة هو قدرة الذكاء الاصطناعي على تذكر «كل تفاصيل حياتك»، وأن شركته تعمل على الوصول إلى هذه المرحلة بحلول عام 2026.

شرح ألتمان: «حتى لو كان لديك أفضل مساعد شخصي في العالم... فلن يستطيع تذكر كل كلمة نطقت بها في حياتك».

وأضاف: «لا يمكنه قراءة كل وثيقة كتبتها. ولا يمكنه الاطلاع على جميع أعمالك يومياً، وتذكر كل تفصيل صغير. ولا يمكنه أن يكون جزءاً من حياتك إلى هذا الحد. ولا يوجد إنسان يمتلك ذاكرة مثالية لا متناهية».

وأشار ألتمان إلى أنه «بالتأكيد، سيتمكن الذكاء الاصطناعي من فعل ذلك. نتحدث كثيراً عن هذا الأمر، لكن الذاكرة لا تزال في مراحلها الأولى جداً».

تأتي تصريحاته بعد أسابيع قليلة من إعلانه حالة طوارئ قصوى في شركته عقب إطلاق «غوغل» لأحدث طراز من برنامج «جيميناي».

وصفت «غوغل» برنامج «جيميناي 3» بأنه «عهد جديد من الذكاء» عند إطلاقها تطبيق الذكاء الاصطناعي المُحدّث في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث حقق النموذج نتائج قياسية في العديد من اختبارات الأداء المعيارية في هذا المجال.

قلّل ألتمان من خطورة التهديد الذي يمثله مشروع «جيميناي 3»، مدعياً ​​أن ردّ شركة «أوبن إيه آي» الحازم على المنافسة الجديدة ليس بالأمر غير المألوف.

وقال: «أعتقد أنه من الجيد توخي الحذر، والتحرك بسرعة عند ظهور أي تهديد تنافسي محتمل».

وتابع: «حدث الشيء نفسه لنا في الماضي، حدث ذلك في وقت سابق من هذا العام مع (ديب سيك)... لم يكن لـ(جيميناي 3) التأثير الذي كنا نخشى أن يحدث، ولكنه حدد بعض نقاط الضعف في منتجاتنا واستراتيجيتنا، ونحن نعمل على معالجتها بسرعة كبيرة».

يبلغ عدد مستخدمي «تشات جي بي تي» حالياً نحو 800 مليون، وفقاً لبيانات «أوبن إيه آي»، وهو ما يمثل نحو 71 في المائة من حصة سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ويقارن هذا الرقم بنسبة 87 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.