تراجع المشاركة في مظاهرات «حق تقرير المصير» في السويداء

خبير سياسي لا يرى أفقاً لتحقيق مطالب الهجري الانفصالية

من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء يطالب فيها المشاركون بحق تقرير المصير (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)
من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء يطالب فيها المشاركون بحق تقرير المصير (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)
TT

تراجع المشاركة في مظاهرات «حق تقرير المصير» في السويداء

من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء يطالب فيها المشاركون بحق تقرير المصير (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)
من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء يطالب فيها المشاركون بحق تقرير المصير (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)

تراجع بشكل ملحوظ زخم المظاهرات التي باتت تخرج تحت عنوان «حق تقرير المصير» كل يوم سبت، في مناطق بمحافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية الواقعة جنوب سوريا.

وأظهرت صور نشرتها مواقع إلكترونية وصفحات على موقع «فيسبوك» تُعنى بنقل أخبار السويداء، خروج عشرات في «ساحة الكرامة» بمدينة السويداء وعشرات آخرين في مدينة شهبا، في مظاهرات تحت عنوان «حق تقرير المصير».

ورفع المشاركون العلم الإسرائيلي إلى جانب راية الطائفة الدرزية، ولافتات كُتب على إحداها «خيارنا الوحيد الاستقلال»، وعلى أخرى «حق تقرير المصير حق مقدس»، مع تذييل لافتات بعبارة «أحرار الباشان» في إشارة إلى الاسم التوراتي لمنطقة جبل العرب.

كما رفع مشاركون صوراً للرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة، موفق طريف، الذي يُبدي مواقف داعمة لمطالب الهجري بانفصال السويداء عن الدولة السورية، وفتح معبر بري من إسرائيل إلى المحافظة.

ويُلاحظ في مظاهرات اليوم تراجع عدد المشاركين بعد أن كان يُشارك فيها أعداد أكبر من ذلك منذ خروجها قبل عدة أسابيع تحت شعار «حق تقرير المصير» في أيام السبت، يوم العطلة الرسمية في إسرائيل، في إشارة إلى الارتباط بالأخيرة، وذلك في أعقاب إعلان الهجري عن مطالبه الانفصالية، وفتح معبر للسويداء من إسرائيل.

من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء ورفعت خلالها أعلام إسرائيلية (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)

يأتي ذلك بعد تجديد الهجري الخميس الماضي، في كلمة مصورة بثّتها الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية للطائفة، مطالبه بالانفصال وتشكيل كيان مستقل، وتمسكه بحق تقرير المصير.

وزعم الهجري، أن «الكفاءات والكوادر المحلية جاهزة لإدارة شؤون المنطقة، بما يضمن الأمن والاستقرار وتحقيق العدالة والتنمية».

وعلى الرغم من عدم صدور موقف من الولايات المتحدة والدول الأوروبية بدعم ما يُطالب به الهجري، جدّد الأخير شكره إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ودول الاتحاد الأوروبي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إضافة إلى الأكراد والعلويين في الساحل السوري على مساندته، داعياً إلى استمرار هذه المساندة والعمل على فتح معابر دولية لفك ما سمّاه «الحصار» المفروض على أبناء السويداء.

وردّ أبناء العشائر المهجّرين قسرياً من السويداء بسبب ممارسات فصائل الهجري في بيان أصدروه أمس على كلمة الهجري، بتأكيد أنّهم أصحاب الحق في الأرض والقرار، وأنهم لن يقبلوا بتقسيم سوريا أو التنازل عن حقوقهم.

من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء ويظهر فيها تراجع عدد المشاركين (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)

وجاء في البيان أن «مَن يتباكى على المخطوفين اليوم هو نفسه مَن خطف وقتل وذبح أبناء العشائر، وحرّض على تهجيرهم، وأمر بقتل الأطفال والنساء وكبار السن، ونهب البيوت والأراضي والمواشي، وأحرق الجثث، في جرائم ترقى إلى جرائم حرب مكتملة الأركان».

وأكّد أبناء العشائر أنّ الهجري وميليشياته «يتجاهلون عمداً أنهم هم مَن استولوا على بيوت وقرى وأحياء المهجّرين، وهجّروا ما يقارب 30 في المائة من سكان السويداء، إضافة إلى أبناء الطائفة السنية من باقي المحافظات المقيمين فيها منذ عشرات السنين».

يُذكر أن الهجري، من المرجعيات الدينية الثلاث للطائفة الدرزية في سوريا، قد صعّد من نبرته المناهضة للحكومة في دمشق، وذلك في أعقاب أحداث يوليو (تموز) الماضي، التي أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين والمقاتلين من العشائر والفصائل الدرزية، إلى جانب عناصر من الجيش وقوى الأمن الحكومية، خلال محاولتها فضّ الاشتباكات التي اندلعت بين مسلحين من البدو وآخرين من أبناء الطائفة الدرزية.

كما صعّد الهجري، الذي يشكر إسرائيل دائماً على دعمها للدروز في سوريا من دعواته الانفصالية.

جاء ذلك بعدما شكّل الهجري ما يُسمى «الحرس الوطني» في السويداء من فصائل درزية محلية، وما تُسمى «اللجنة القانونية العليا» و«لجان الإدارة المحلية» في المحافظة، كما أعلن في بداية أغسطس (آب) الماضي عن تشكيل مجلس تنفيذي جديد للمحافظة، وتعيين قائد للأمن الداخلي.

المظاهرة في ساحة الكرامة بمدينة السويداء ويظهر فيها تراجع عدد المشاركين (السويداء 24)

ولم يطرأ أي تحسن على الوضع في السويداء بعد الإجراءات التي قام بها الهجري، وفق ما أكده مصدر محلي رفيع في السويداء في حديثه لـ«الشرق الأوسط» قبل عدة أيام.

رئيس منظمة «مواطنون لأجل أميركا آمنة» في الولايات المتحدة، بكر غبيس، عَدّ أن تجديد الهجري مطالبَه الانفصالية، يأتي في إطار محاولاته المتكررة للفت النظر إلى وجوده بوصفه جهة متكلمة باسم أهالي السويداء، وإغلاق الباب على الأصوات الأخرى في المحافظة، خصوصاً الوطنية الغائبة حالياً، التي تُحاول استيعاب ما حصل في المحافظة بشكل دولي ومحلي، وكذلك هو يُحاول الاستفادة من المرحلة الحالية التي يخرج فيها تقارير محلية ودولية عمّا حدث في سوريا في يوليو، للفت النظر ومحاولة استغلال أي إشارة من أي جهة للحصول على مكاسب سياسية وميدانية.

وأعرب غبيس لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده بأنه ليس هناك دعم أميركي لمطالب الهجري، لا من الكونغرس ولا من الإدارة ولا من أي مؤسسات فكرية أو جهات أميركية، مشيراً إلى أن شكره لأميركا هو محاولة استجداء، خصوصاً أنه لا يوجد تواصل أميركي معه.

وأضاف: «التواصل الأميركي فقط مع دمشق أو عبر الشيخ موفق طريف من الطائفة الدرزية الموجودة في إسرائيل، وأعتقد أن هناك تواصلاً مع جميع الأصوات الوطنية الدرزية المختلفة».

ورأى غبيس أنه لا أفق لتحقيق ما يسعى إليه الهجري، لا سيما بعد تصعيده بالمطالبة بالانفصال، واستجدائه لإسرائيل في آخر تصريح له، وتوجيهه الشكر بشكل صريح لنتنياهو.

وأضاف: «لا أرى وجود أفق، سواء على الصعيد الداخلي في سوريا أو على المستوى الدولي... فالمزاج الدولي غير مهيأ لدعم نزعات انفصالية أو إنشاء مجلس معارضة جديد، بل يميل إلى تشجيع الحوار الداخلي وتعزيز تمثيل مختلف مكونات الشعب السوري في حكومة دمشق».

لكن غبيس رأى أن الأفق حالياً مسدود لحل الأزمة في السويداء، بسبب تزعم الهجري الساحة السياسية وإصداره البيانات المتتالية التي تُطالب بالانفصال واختطافه كلمة الأهالي هناك. وبعدما قال غبيس: «لا أعتقد أن الوضع سيذهب بما يريده»، أعرب عن اعتقاده بأنه «سيكون هناك ترتيب أو آلية معينة لتمثيل لأهالي السويداء في مجلس الشعب السوري والحكومة السورية بطريقة أو بأخرى، مع إجراءات داخلية لضبط الوضع الأمني في المحافظة»، مضيفاً: «تحتاج الساحة إلى أصوات أخرى معتدلة وغير انفصالية تكسب ثقة أهل السويداء وثقة باقي أطياف مكونات الشعب السوري، ومن ثم الحكومة السورية للتعاون معها، وحتى نضوج هذا الأمر، وتكوين هذه الجهات لا أعتقد أن هناك مخرجاً من الوضع المتأزم الحالي في السويداء».


مقالات ذات صلة

الشرع يبحث مع وفد تركي التطورات الإقليمية

المشرق العربي جانب من لقاء الشرع مع الوفد التركي (سانا) play-circle

الشرع يبحث مع وفد تركي التطورات الإقليمية

استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم (الاثنين) وفدا تركيا ضم وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة إبراهيم كالن.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي قادمون من لبنان عند معبر «جديدة يابوس» جنوب غربي سوريا في 6 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

مسؤول أممي يتوقع عودة مليون لاجئ إلى سوريا في عام 2026

تقديرات «المفوضية» أن أكثر من 4 ملايين سوري سيعودون خلال فترة عامين، ما يجعل الدعم المالي الدولي مسألة عاجلة لضمان الاستقرار ومنع تفاقم الأزمات الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر أمن سوري على سطح يطل على كنيسة القصير أثناء الاحتفال بإنارة «شجرة الميلاد» (متداولة)

إجراءات أمنية مشددة لحماية احتفالات الميلاد ورأس السنة في سوريا

احتفل المسيحيون في محافظة إدلب بإنارة شجرة عيد الميلاد في وقت اتخذت فيه وزارة الداخلية إجراءات أمنية احترازية مشددة لضمان حماية الأماكن التي تشهد تجمعات حاشدة.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي القبض على أحد عناصر «خلية داعش» في داريا بريف دمشق (سانا)

عملية أمنية تستهدف وكراً لتنظيم «داعش» في داريا بريف دمشق

فكَّك الأمن الداخلي السوري خلية إرهابية تابعة لتنظيم «داعش»، وألقى القبض على أفرادها، وذلك خلال عملية أمنية محكمة في منطقة داريا بريف دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عناصر من الأمن السوري (أرشيفية - الداخلية السورية)

تفكيك خلية إرهابية والقبض على متزعمها في سوريا

أعلنت وزارة الداخلية السورية، الأحد، تفكيك خلية إرهابية، والقبض على متزعمها، بالإضافة إلى 6 من أفرادها في محافظة ريف دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

عون يرحب بمشاركة إيطاليا ودول أوروبية أخرى في أي قوة بديلة لـ«اليونيفيل»

الرئيس اللبناني جوزيف عون (يمين) يصافح وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو خلال استقباله في قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (يمين) يصافح وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو خلال استقباله في قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

عون يرحب بمشاركة إيطاليا ودول أوروبية أخرى في أي قوة بديلة لـ«اليونيفيل»

الرئيس اللبناني جوزيف عون (يمين) يصافح وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو خلال استقباله في قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (يمين) يصافح وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو خلال استقباله في قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)

أبلغ الرئيس اللبناني جوزيف عون، وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو خلال استقباله، اليوم (الاثنين)، في قصر بعبدا ببيروت، بأن «لبنان يرحب بمشاركة إيطاليا ودول أوروبية أخرى في أي قوة تحل محل القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) بعد اكتمال انسحابها في عام 2027»، وفق ما نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

وأوضح عون أن هذا الترحيب يأتي «لمساعدة الجيش اللبناني في حفظ الأمن والاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال والأراضي التي تحتلها».

وأوضح عون أن «خيار التفاوض» الذي تعتمده بيروت مع تل أبيب «هدفه وقف الأعمال العدائية وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الأسرى المعتقلين في إسرائيل، وإعادة السكان الجنوبيين إلى قراهم وممتلكاتهم»، مؤكداً أن «لبنان ينتظر خطوات إيجابية من الجانب الإسرائيلي، ونعتمد على دول صديقة مثل إيطاليا، للدفع في اتجاه إنجاح العملية التفاوضية».

وشدد الرئيس اللبناني على أن بلاده «محبة للسلام ولا تريد الحرب؛ بل حفظ الأمن وحماية الحدود وبسط سيادة الدولة»، مضيفاً أن هذا «ما يجب أن يتولاه الجيش اللبناني بالتعاون مع الدول الصديقة الراغبة في مساعدته، لا سيما أننا تعلمنا من الحروب المتتالية على أرضنا أنه لا يمكن أن ينتصر فريق على آخر، ولا بد في النهاية من التفاوض».

ولفت عون إلى أن الجيش اللبناني «هو العمود الفقري لضمان الاستقرار؛ ليس في لبنان فحسب، بل في المنطقة كلها» التي تتأثر بالوضع الأمني في لبنان، وأشار إلى «أهمية توفير الدعم» للجيش «الذي لا تقتصر مهماته على الحدود فقط؛ بل على كل لبنان».

بدوره، شدد وزير الدفاع الإيطالي على دعم بلاده للبنان في المجالات كافة، لا سيما في مجال حفظ الأمن والاستقرار في الجنوب.

وأشار كروسيتو إلى أن بلاده «ترغب في إبقاء قوات لها في منطقة العمليات الدولية جنوب نهر الليطاني بعد انسحاب (اليونيفيل) منها»، لافتاً إلى وجود «دول أوروبية أخرى تنوي أيضاً اتخاذ الموقف نفسه»، وقال إن «هذه الخطوة تهدف إلى دعم الجيش اللبناني في مهامه بالجنوب، لأن إيطاليا تعتبر أن أمن لبنان والمنطقة والبحر المتوسط يتحقق من خلال تعزيز دور الجيش اللبناني وتوفير الإمكانات الضرورية له».

وأشار إلى أن بلاده «تواصل اتصالاتها بهدف تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان، وتتابع تطورات التفاوض، وسوف تعمل كي تتحقق نتائج عملية منه، لأنه لا مصلحة لأحد في استمرار التوتر في الجنوب، وعلى إسرائيل أن تدرك هذا الأمر جيداً».

وأكد أن المساعدات الإيطالية للجيش اللبناني سوف تستمر «وفق ما تم الاتفاق عليه مع وزير الدفاع اللبناني خلال محادثاتهما» اليوم.


الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف لـ«حزب الله» في صيدا

الدخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان في 18 ديسمبر (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان في 18 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف لـ«حزب الله» في صيدا

الدخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان في 18 ديسمبر (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان في 18 ديسمبر (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قصف عدة أهداف تابعة لـ«حزب الله» في صيدا بجنوب لبنان.

وتُواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان تقول إنها تهدف إلى منع «حزب الله» من إعادة بناء قدراته، بعد تكبده خسائر كبيرة في الحرب الدامية بين الطرفين، التي استغرقت أكثر من عام قبل وقف هشّ لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، قبل أكثر من عام، قُتل قرابة 340 شخصاً بغارات إسرائيلية في لبنان، وفق حصيلةٍ أعدّتها «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى بيانات وزارة الصحة.

ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على وقف الأعمال القتالية، وانسحاب «حزب الله» إلى شمال الليطاني، وصولاً إلى نزع سلاحه في كل لبنان، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي تقدّم إليها خلال الحرب الأخيرة. إلا أن إسرائيل تُبقي على خمسة مواقع استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، بينما يرفض «حزب الله» نزع سلاحه مشيراً إلى أن الاتفاق يلحظ فقط منطقة شمال الليطاني الحدودية. وأقرّت السلطات اللبنانية خطة لنزع سلاح «حزب الله»، تطبيقاً للاتفاق، بدأ الجيش تنفيذها، على أن تنتهي المرحلة الأولى التي تشمل المنطقة الحدودية مع إسرائيل (جنوب الليطاني) بحلول نهاية العام. لكنّ إسرائيل صعّدت غاراتها الجوية، في الأِسابيع الأخيرة، متهمة «حزب الله» بإعادة بناء قدراته ومشككة في فاعلية الجيش اللبناني.


إسرائيل تهدم مبنى سكنياً في القدس الشرقية... وتهجّر عشرات الفلسطينيين

رجل فلسطيني يشاهد القوات الإسرائيلية وهي تهدم المبنى السكني في القدس الشرقية (رويترز)
رجل فلسطيني يشاهد القوات الإسرائيلية وهي تهدم المبنى السكني في القدس الشرقية (رويترز)
TT

إسرائيل تهدم مبنى سكنياً في القدس الشرقية... وتهجّر عشرات الفلسطينيين

رجل فلسطيني يشاهد القوات الإسرائيلية وهي تهدم المبنى السكني في القدس الشرقية (رويترز)
رجل فلسطيني يشاهد القوات الإسرائيلية وهي تهدم المبنى السكني في القدس الشرقية (رويترز)

شرعت آليات تابعة للسلطات الإسرائيلية، الاثنين، في هدم مبنى من أربعة طوابق في القدس الشرقية يقطنه أكثر من 100 فلسطيني بحجة البناء دون ترخيص، في خطوة اعتبرها سكان «مأساة»، وأكدت منظمات حقوقية أنها الأكبر من نوعها خلال عام 2025.

ونددت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية بالهدم، ووضعته في إطار «سياسة ممنهجة من التهجير القسري».

ووصل ثلاث آليات إلى الحي الواقع في بلدة سلوان قرب البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، وسط طوق أمني من الشرطة الإسرائيلية، وشرعت بهدم المبنى الذي كانت تقطنه أكثر من عشر عائلات، بينهم نساء وأطفال ومسنّون.

وقال عيد شاور الذي كان يقطن في شقة بالمبنى مع زوجته وخمسة أطفال، إن الهدم «مأساة لجميع السكان».

الآليات الإسرائيلية تهدم المبنى السكني الواقع في بلدة سلوان بالقدس الشرقية (أ.ف.ب)

وأضاف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كسروا الباب ونحن نيام. طلبوا أن نغيّر ملابسنا ونأخذ الأوراق والوثائق الضرورية فقط. لم يسمحوا لنا بإخراج الأثاث». وأكد أنه «لا مكان لديّ لأذهب إليه»، وأن العائلة المؤلفة من سبعة أفراد ستضطر للبقاء في مركبته.

ورصدت الوكالة الفرنسية ثلاث حفارات تعمل على هدم المبنى أمام أعين الأهالي. وقالت سيدة بحسرة وألم أثناء متابعتها العملية: «هذه غرفة نومي».

ويعاني الفلسطينيون في القدس الشرقية من أزمة سكن، ولا تمنحهم البلدية الإسرائيلية إذن بناء إلا بأعداد نادرة لا تتوافق مع الزيادة السكانية.

ويقول الفلسطينيون ونشطاء حقوق الإنسان إن هذا المنع لا يراعي النمو الديمغرافي، ويسبّب نقصاً في المساكن.

جرافات إسرائيلية تشارك في عملية الهدم (إ.ب.أ)

وتنفذ السلطات الإسرائيلية بانتظام عمليات هدم لما تعتبره أبنية غير قانونية بناها فلسطينيون في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين.

ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، في حين تعتبر إسرائيل المدينة بأكملها عاصمتها «الموحدة».

ويعيش أكثر من 360 ألف فلسطيني في القدس الشرقية، بالإضافة إلى نحو 230 ألف إسرائيلي.

ووصفت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله الهدم بأنه «جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تأتي في سياق سياسة ممنهجة تستهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين قسراً، وتفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين».

الآليات الإسرائيلية تقوم بهدم المبنى السكني في القدس الشرقية (رويترز)

وفي بيان مشترك، قالت منظمتا «عير عميم» و«بمكوم» الحقوقيتان الإسرائيليتان إن هدم المبنى بدأ «دون إنذار مسبق»، وقبل ساعات من اجتماع كان مقرراً بين محامي العائلات ومسؤول في بلدية القدس لـ«مناقشة إجراءات ممكنة لتسوية أوضاع المبنى».

وبحسب المنظمتين، فإن العملية تمثل «أكبر عملية هدم نُفذت في القدس خلال عام 2025»، مشيرتين إلى أن «نحو 100 عائلة من القدس الشرقية فقدت منازلها هذا العام».

ورداً على استفسارات «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت بلدية القدس الإسرائيلية إن المبنى «بُني دون ترخيص»، وإن «أمر هدم قضائياً سارٍ ضد المبنى منذ عام 2014». وأشارت إلى أن الأرض المقام عليها المبنى «مصنفة لأغراض الترفيه والرياضة»، وليست للسكن.

إخلاءات في بيت لحم

إلى ذلك، أخطرت القوات الإسرائيلية اليوم عائلات فلسطينية بوقف بناء وإخلاء خمسة منازل في شرق بيت لحم ومخيم جنين بالضفة الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية قولها إن «قوات الاحتلال الإسرائيلي أخطرت ، اليوم ، بوقف بناء أربعة منازل في قرية العساكرة شرق بيت لحم بحجة عدم الترخيص».

بدورها، قالت مصادر محلية إن «قوات الاحتلال دفعت بآليات عسكرية ومعدات ثقيلة ومعدات هندسية وآليات تعبيد شوارع إلى مخيم جنين ، كما أخطرت
عائلات في عمارة الزهراء في محيط المخيم بإخلاء منازلهم تمهيدا لبدء أعمال تعبيد شوارع في المكان».

وأشارت الوكالة إلى أن عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها متواصل منذ 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تفيد تصريحات رسمية لبلدية
جنين بأن «الاحتلال هدم قرابة 40 % من مخيم جنين، فيما يواصل فتح شوارع جديدة في المخيم وهدم بنايات وتغيير جغرافيته».