يبدأ جينارو غاتوزو عملية إنقاذ منتخب إيطاليا وتحاشي عدم وجوده في نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الثالثة توالياً، الجمعة، باستضافة إستونيا ضمن تصفيات القارة الأوروبية.
وتواجه إيطاليا خطر عدم التأهل لنهائيات العام المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بعد بداية متعثرة في يونيو (حزيران)، التي كلفت لوتشانو سباليتي منصبه على رأس الجهاز الفني لـ«الآتزوري».
لم يكن غاتوزو الخيار الأول مدرباً للفريق، ويملك سجلاً متذبذباً في إدارة كرة القدم على مستوى الأندية، وهو يواجه مهمةً صعبةً قبل مباراته الرسمية الأولى مدرباً للمنتخب الوطني في برغامو.
تتخلف إيطاليا بـ9 نقاط عن النرويج، متصدرة المجموعة الـ9 بالعلامة الكاملة في 4 مباريات، بعد أول مباراتين لها في التصفيات، إحداهما منيت خلالها بخسارة ساحقة على يد إيرلينغ هالاند ورفاقه بثلاثية نظيفة.
يضمن صاحب المركز الأول في المجموعة التأهل المباشر لكأس العالم، وعلى الرغم من أن إيطاليا لعبت مباراتين أقل من النرويج، فإن فرصها في إنهاء التصفيات في المركز الأول تبدو ضئيلة.
وبالإضافة إلى الفارق الكبير في النقاط، فإن إيطاليا لديها فارق أهداف أسوأ بـ12 هدفاً من النرويج، وهو ما يعني أن الأدوار الفاصلة التي فشلت في الوصول منها إلى النسختين الأخيرتين، هي الطريق الأكثر واقعية للتأهل.
وقال غاتوزو، الاثنين: «أريد أن أرى شعوراً بالانتماء، واستعداداً للتضحيات، وقبولاً لسماع الحقائق المزعجة من زملائنا في الفريق. لا يمكننا أن نسمح للخوف بأن يتسلل إلى عقولنا».
توِّج غاتوزو بطلاً للعالم مع إيطاليا عام 2006، وهي آخر كأس عالم ارتقى فيها «الآتزوري» إلى مستوى سمعته دولةً كرويةً بالغة الأهمية.
تبع ذلك خروج المنتخب الإيطالي من دور المجموعات في النسختين التاليتين قبل أن يفشل في التأهل إلى نهائيات 2018 و2022.
وأضاف: «علينا أن نكون أقوياء. لا يمكننا أن نيأس إذا استمرت النتيجة 0 - 0 بعد 10 دقائق. علينا أن نكون فريقاً، وأن نقاتل».
وتابع: «يُظهر التاريخ أننا لم نفتقر أبداً إلى الشخصية، وعلينا أن نستعيد ذلك».
للوصول إلى الملحق، ستحتاج إيطاليا إلى احتلال المركز الثاني، وهو المركز الذي تحتله حالياً إسرائيل التي تتقدم بفارق 3 نقاط، لكنها خاضت مباراة أكثر.
وخيَّمت أجواء سياسية على الأسبوع الأول لغاتوزو في منصبه؛ بسبب مباراة الاثنين مع إسرائيل في ديبريتسن المجرية.
وتتعرَّض إسرائيل لضغوط متزايدة في الداخل والخارج لإنهاء هجومها على قطاع غزة الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 63633 فلسطينياً - معظمهم من المدنيين - وفقاً لأرقام وزارة الصحة في منطقة أعلنت الأمم المتحدة أنها تعاني من المجاعة.
ويوم السبت الماضي، سار آلاف المتظاهرين إلى بوابة مهرجان البندقية السينمائي، وهم يهتفون «أوقفوا الإبادة الجماعية!»، بينما وقّع نحو 2000 من المطلعين على صناعة السينما على رسالة مفتوحة لم تلقَ آذاناً مصغية تدعو منظمي المهرجان إلى إدانة الحكومة الإسرائيلية.
وفي الشهر الماضي، أرسلت رابطة مدربي كرة القدم الإيطالية رسالةً إلى الاتحاد الإيطالي للعبة، تطالب فيها بتعليق مشاركة إسرائيل بالمسابقات الدولية.
في أكتوبر (تشرين الأول)، تواجه إيطاليا إسرائيل في أوديني، حيث خاض المنتخبان مباراة في دوري الأمم العام الماضي، والتي شهدت عمليةً أمنيةً ضخمةً واحتجاجات قبل المباراة من قبل النشطاء.
وقال غاتوزو: «أنا رجل سلام، ويؤلمني رؤية المدنيين والأطفال متأثرين، إنه يؤلمني».
وختم: «نحن والاتحاد الإيطالي لكرة القدم نعمل بجد لإيجاد حلول وضمان سير المباراة في أوديني بسلاسة. واجبنا هو القيام بعملنا، لكنني آمل أن يتم التوصُّل إلى حل سلمي... إنه أمر يلامس القلب».
