«غوغل» تدفع 425 مليون دولار لتعويض مستخدمين عن جمع بياناتهم رغماً عنهم

تماثيل صغيرة بجوار شاشة تعرض شعار «غوغل» (أ.ف.ب)
تماثيل صغيرة بجوار شاشة تعرض شعار «غوغل» (أ.ف.ب)
TT

«غوغل» تدفع 425 مليون دولار لتعويض مستخدمين عن جمع بياناتهم رغماً عنهم

تماثيل صغيرة بجوار شاشة تعرض شعار «غوغل» (أ.ف.ب)
تماثيل صغيرة بجوار شاشة تعرض شعار «غوغل» (أ.ف.ب)

أمرت هيئة محلفين فيدرالية أميركية، الأربعاء، مجموعة «غوغل» بدفع نحو 425 مليون دولار تعويضات لنحو 100 مليون من مستخدميها لجمعها، رغماً عنهم، بيانات تتعلق باستخدامهم تطبيقات على هواتفهم الذكية، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي ختام المحاكمة، التي بدأت في منتصف أغسطس (آب)، خلصت هيئة المحلفين في المحكمة الفيدرالية في سان فرانسيسكو، إلى أنّ «غوغل» انتهكت خصوصية هؤلاء المستخدمين الذين اختاروا في إعدادات تطبيقاتهم الهاتفية عدم السماح لمحرك البحث العملاق بتتبّع نشاطاتهم على هذه التطبيقات، لكنّ الأخيرة واصلت مع ذلك تسجيل بياناتهم.

وسارع عملاق الإنترنت إلى إعلان عزمه على استئناف حكم الإدانة هذا.

وتعود القضية إلى دعوى جماعية قُدِّمت في يوليو (تموز) 2020.

وكان المدّعون الذين اعترفت المحكمة بنحو 98 مليوناً منهم، عطّلوا إعداد «النشاط على الويب وفي التطبيقات» وإعداداً فرعياً آخر لتتبّع نشاطاتهم على الإنترنت، ممّا يعني أنّهم رفضوا أن تجمع «غوغل» البيانات الناتجة عن استخدامهم خدماتها مثل متصفّح «كروم»، و«خرائط غوغل»، و«أخبار غوغل».

وقال محامو المدّعين خلال المحاكمة: «إن وعود (غوغل) وضماناتها المتعلّقة بالخصوصية أكاذيب سافرة».

وتعليقاً على الحكم، قال خوسيه كاستانيدا، المتحدث باسم «غوغل»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» عبر الجوال: «إنّ هذا القرار يسيء فهم طريقة عمل منتجاتنا، وسوف نستأنفه».

وأضاف: «إن أدوات الخصوصية لدينا تسمح للمستخدمين بالتحكّم في بياناتهم، وعندما يعطّلون التخصيص، فإنّنا نحترم اختيارهم».

وتقول «غوغل» إنّ البيانات التي تُجمع بعد تعطيل إعداد التتبّع لا تسمح بالتعرّف على المستخدمين.


مقالات ذات صلة

«غوغل» تُحذِّر موظفيها حاملي التأشيرات الأميركية من السفر الدولي

يوميات الشرق شعار «غوغل» (رويترز)

«غوغل» تُحذِّر موظفيها حاملي التأشيرات الأميركية من السفر الدولي

أفاد موقع «بيزنس إنسايدر» نقلاً عن رسالة بريد إلكتروني داخلية، بأن شركة «غوغل» التابعة لـ«ألفابت» نصحت بعض الموظفين الذين يحملون تأشيرات أميركية بتجنب السفر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار «غوغل» على هاتف ذكي أمام علم الاتحاد الأوروبي في بروكسل (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يحقق مع «غوغل» بشأن استخدام المحتوى لتدريب الذكاء الاصطناعي

أعلنت المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء أن شركة «غوغل»، التابعة لشركة «ألفابت»، تواجه تحقيقاً من قِبل الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لـ «إنفيديا» جنسن هوانغ يتحدث قبل انطلاق مؤتمر تقنية وحدات معالجة الرسوميات في واشنطن - 28 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

جنون الذكاء الاصطناعي يخلق أزمة جديدة في سلاسل الإمداد العالمية

يُشعل النقص العالمي الحاد في رقاقات الذاكرة سباقاً محموماً بين شركات الذكاء الاصطناعي والإلكترونيات الاستهلاكية لتأمين إمدادات آخذة في التراجع.

«الشرق الأوسط» (لندن )

العاصمة البريطانية تتأهب لاستقبال «رمسيس وذهب الفراعنة»

المعارض الأثرية المؤقتة بالخارج جذبت ملايين الزوار (وزارة السياحة والآثار)
المعارض الأثرية المؤقتة بالخارج جذبت ملايين الزوار (وزارة السياحة والآثار)
TT

العاصمة البريطانية تتأهب لاستقبال «رمسيس وذهب الفراعنة»

المعارض الأثرية المؤقتة بالخارج جذبت ملايين الزوار (وزارة السياحة والآثار)
المعارض الأثرية المؤقتة بالخارج جذبت ملايين الزوار (وزارة السياحة والآثار)

بدأت الاستعدادات في قاعة «Neon Battersea Power Station» بلندن، لاستقبال المعرض الأثري المصري المؤقت «رمسيس وذهب الفراعنة»، المقرر افتتاحه في 28 فبراير (شباط) المقبل بالعاصمة البريطانية في محطته السابعة، بعد انتهاء فترة عرضه بالعاصمة اليابانية طوكيو.

وتفقد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، الدكتور محمد إسماعيل خالد، جاهزية قاعات العرض من حيث فترات العرض، والإضاءة، وأنظمة الأمن والحماية؛ للاطمئنان على استيفاء كافة المتطلبات اللازمة لافتتاح المعرض، وتوفير أعلى مستويات الحماية والأمان للقطع الأثرية، إلى جانب تطبيق الإجراءات التأمينية والاحترازية المعتمدة، بما يضمن خروج المعرض بالصورة اللائقة بمكانته كـ«أحد أبرز سفراء الحضارة المصرية في الخارج»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار، السبت.

متابعة التجهيزات لاستقبال معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» بلندن (وزارة السياحة والآثار)

ويضم معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» 180 قطعة أثرية تحكي تاريخ الحضارة المصرية القديمة من خلال فترات مختلفة، وتشمل القطع الأثرية مقتنيات من المتحف المصري في التحرير تعود إلى عصر الملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى تابوت الملك رمسيس الثاني من المتحف القومي للحضارة المصرية، وعدد من القطع الأثرية المكتشفة بواسطة البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقّارة، إلى جانب مختارات من مقتنيات متاحف مصرية أخرى. وتبرز القطع الأثرية سمات الحضارة المصرية القديمة منذ عصر الدولة الوسطى حتى العصر المتأخر، من خلال تماثيل، وحُلي، وأدوات تجميل، ولوحات، وكتل حجرية مزخرفة بالنقوش، فضلاً عن عدد من التوابيت الخشبية الملونة، وفق بيان الوزارة.

وعقد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار اجتماعات مع منظمي المعرض، الذي من المقرر أن يستمر حتى 30 أغسطس (آب) 2026، لمناقشة مختلف الإجراءات والرؤى المتعلقة بمراسم الافتتاح الرسمي، بما يضمن تنظيم الحدث على أعلى مستوى، وبما يتناسب مع أهمية المعرض وعظمة الحضارة المصرية.

وأكد خالد أن «المعارض الأثرية الخارجية تمثل نافذة مهمة للتعريف بالحضارة المصرية العريقة أمام شعوب العالم، وإبراز عبقرية وبراعة المصري القديم في مجالات العلم والهندسة والفن وغيرها، بما يسهم في تعزيز التقارب الثقافي بين الشعوب، فضلاً عن كونها أداة فعالة للترويج السياحي لمصر ومقوماتها الثقافية والأثرية عالمياً».

معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» لدى عرضه بألمانيا (وزارة السياحة والآثار)

وبدأ معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» رحلته حول العالم عام 2021 بمحطته الأولى في مدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأميركية، ثم سان فرانسيسكو، ثم العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن ينتقل إلى متحف سيدني بأستراليا، ثم مدينة كولون بألمانيا، وصولاً إلى العاصمة اليابانية طوكيو.

ويرى عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» ليس مجرد حدث ثقافي عابر، بل هو رسالة حضارية مصرية متجددة إلى العالم، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «رمسيس الثاني هنا لا يُقدَّم كملك عظيم فحسب، بل كرمز لعبقرية الدولة المصرية القديمة، وقدرتها على التنظيم والإبداع والاستمرارية»، ومشيراً إلى أن اختيار لندن، بما تمثله من ثقل ثقافي وإعلامي، كمحطة سابعة للمعرض، يعزز من حضور مصر في الوعي العالمي، ويعيد طرح التاريخ المصري بوصفه تاريخاً إنسانياً مشتركاً.

وتراهن مصر على المعارض الأثرية المؤقتة بالخارج بوصفها «سفيراً للحضارة المصرية»، ووسيلة للترويج السياحي للمقاصد المصرية عبر العالم، وأقامت من قبل معارض للملك توت عنخ آمون، بالإضافة إلى معرض «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» في شنغهاي بالصين، وجذبت هذه المعارض ملايين السياح لزيارتها منذ عام 2018 حتى العام الحالي.

وبحسب عبد البصير، فإن قيمة هذه المعارض لا تقتصر على عرض القطع، «بل تكمن في السرد العلمي المتوازن الذي يرافق القطع، وفي القدرة على تحويل الأثر الصامت إلى قصة حية عن السلطة، والعقيدة، والفن، والحياة اليومية في مصر القديمة»، وفق قول عبد البصير الذي وصف المعارض الأثرية المؤقتة بأنها «أنجح أدوات القوة الناعمة؛ إذ تجمع بين العلم والدبلوماسية الثقافية، وتؤكد أن حماية التراث وعرضه للعالم هما شكل من أشكال الدفاع عن الهوية».


القاهرة تحتفي برائد الفن السعودي عبد الحليم رضوي

عبد الحليم رضوي... طاقات تعبيرية ودلالات مفاهيمية ذات طابع معاصر (الشرق الأوسط)
عبد الحليم رضوي... طاقات تعبيرية ودلالات مفاهيمية ذات طابع معاصر (الشرق الأوسط)
TT

القاهرة تحتفي برائد الفن السعودي عبد الحليم رضوي

عبد الحليم رضوي... طاقات تعبيرية ودلالات مفاهيمية ذات طابع معاصر (الشرق الأوسط)
عبد الحليم رضوي... طاقات تعبيرية ودلالات مفاهيمية ذات طابع معاصر (الشرق الأوسط)

يُعدّ معرض الفنان التشكيلي السعودي الراحل عبد الحليم رضوي، المُقام في غاليري «ضي الزمالك» بالقاهرة، تجربةً غامرةً للمتلقّي، تتيح له مشاهدة مجموعة متنوّعة من أعمال الفنان مجتمعةً، كما يُقدّم المعرض نظرةً معمَّقةً على ممارسات فنان من الرعيل الأول، أسهم في تحديد معالم الفنّ البصري السعودي بوصفه رائداً لمدرسة «الأصالة».

وتعكس اللوحات الـ50 التي يضمها المعرض، المستمرّ حتى 28 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تحت عنوان «مائيات رائد الحركة التشكيلية السعودية»، ميله إلى تجسيد التراث وعناصر الهوية الوطنية، إلى جانب احتفائه بالطبيعة، معتمداً التبسيط والاختزال أسلوباً لفنّه، الذي كسر من خلاله القواعد الأكاديمية التقريرية الصارمة، في بحثه عن المعاصرة وتحدّي التوقعات.

وفي كلمته عن تجربة عبد الحليم رضوي، قال الفنان والناقد السعودي عبد الرحمن السليمان: «رضوي من الرعيل الأول الذين رسموا صورة حقيقية لمعالم الفنّ التشكيلي في السعودية». وتابع: «يستطيع المراقب لمسار الحركة التشكيلية في المملكة أن يتعرَّف إلى أي مدى تأثير مشواره الفنّي وما قدّمه لها، حتى توفي في جدة بعد صراع مع المرض خلال الأعوام الأخيرة، وقد عُرف عنه نشاطه وإصراره على أن يكون للفنّ التشكيلي دور في الثقافة العامة للمجتمع».

لوحات رضوي تتميَّز بديناميكية حركية تدعمها الأشكال الدائرية والدوامات اللونية (الشرق الأوسط)

ويُعدّ استلهام التراثَين العربي والإسلامي، والأصالة بشكل عام، من أهم سمات فنه؛ إذ انطلق منهما، وفق السليمان، إلى عالم الفنّ، وقد تطلَّب منه ذلك اهتماماً كبيراً، وكرَّس له أعمالاً تحمل هذا التوجُّه أو تتأثَّر به.

وُلد التشكيلي السعودي عبد الحليم رضوي عام 1939 في مكة المكرمة، وعاش بداية حياته عصامياً؛ فكان لوالدته الدور الكبير في تنشئته وتعليمه، وكان محاطاً في مدرسته بالتشجيع والاهتمام، فخصَّصت جناحاً لرسوماته نفّذها بالألوان المائية والبلاستيكية.

وكان عام 1958 بداية انطلاقه لحياة فنّية تميَّزت بالمثابرة والجدّ والاجتهاد؛ إذ شارك في أول مسابقة جماعية على مستوى المدارس الثانوية في مدينة الرياض، وفاز حينها بالمركز الأول، وكان لهذا الفوز أثره في أن يتّجه، بعد إنهائه الدراسة الثانوية في مدرسة «العزيزية» بجدة، إلى دراسة الفنون الجميلة، بعدما كان يتمنّى دراسة الطب.

وسافر إلى إيطاليا عام 1961 على نفقته، ليدرس في أكاديمية الفنون الجميلة في روما الديكور وفنونه، وفيها أقام أول معارضه الشخصية في العام التالي من التحاقه بالدراسة، قبل أن يُضمّ لاحقاً إلى البعثة الرسمية.

ورغم أنّ المشهد التشكيلي كان ينتظر من رضوي تمثيل الواقع ومحاكاته، فإنه رفض استنساخه. ففي الوقت الذي جسَّد فيه كنوز بيئته المتفرّدة، وفي مقدّمتها الكعبة المشرَّفة ومحيط الحرم المكي، إلى جانب الصحراء والخيول، مؤكداً الهوية الوطنية والخصوصية المكانية والحضارية، أطلق لخياله العنان عبر تقنيات حداثية، مقدّماً للجمهور طاقات تعبيرية ودلالات مفاهيمية ذات طابع معاصر.

والمتأمّل للوحات المعرض يلمس إلى أي مدى أسهمت البيئة في المملكة في تشكيل وجدان رضوي ومزاجه الفنّي، وفي الوقت نفسه يستشعر كيف برع الفنان في توظيف الحلول والتصوّرات الحداثية في أعماله لتأكيد اعتزازه بهذه البيئة.

الفنان الراحل عبد الحليم رضوي مع الناقد الفني هشام قنديل (غاليري ضي)

ومن اللافت أيضاً تعبير هذه الأعمال عن اطّلاعه وتفاعله مع المدارس الفنية العالمية؛ فهو، وإن احتفى بإرثه الثقافي والحضاري، قدَّم في الوقت عينه لغةً تشكيليةً تتوافق مع التيارات الحديثة في حركة الفنّ العالمية.

ولم يقتصر نتاج هذا الفكر والتوجُّه على اللوحات التشكيلية فقط، بل شارك رضوي في كتاب «قضايا معاصرة» مع الدكتور أبو بكر باقادر وأكرم طاشكندي، وجاء إسهامه في شكل مقالات نُشرت في عدد من الصحف.

وخلال دراسته الفنية في إسبانيا، التقى عدداً من الفنانين العرب، وكان حريصاً خلال مناقشاته معهم ومع تلاميذه على التأكيد على أهمية أن تكون للشخصية الفنّية في النتاج العربي خصوصيتها وأسلوبها المميز، مع استخدام المعايير الحديثة.

وتتميَّز لوحات المعرض بديناميكية حركية تدعمها الأشكال الدائرية والدوّامات اللونية، إضافة إلى التقويسات، والشخوص، والرقصات الشعبية، والاحتفالات، والحروفيات المُصاحبة للتقسيمات الهندسية المليئة بالحركة، والنابضة بالحياة.

معرض «إبداعات سعودية معاصرة» نوَّع في موضوعاته (الشرق الأوسط)

وتحمل اللوحات مفردات ترمز إلى الأصالة والحميمية في المجتمع، مثل مفردة الخيول في عنفوان حركتها، والبيوت العربية بعناصر الحياة اليومية داخلها، فضلاً عن القباب والمآذن بكل رمزيتها وشحناتها الدينية والروحية.

وحقَّق الفنان عبد الحليم رضوي عدداً من الأنشطة الفنّية، تمثلت في المعارض الشخصية والجماعية خلال تولّيه منصب مدير فرع «جمعية الثقافة والفنون بجدة»، كما قدَّم فكرة معرض «مختارات من الفنّ التشكيلي السعودي المعاصر» التي تبنّتها الجمعية.

وحصل عام 1984 على وسام القائد من البرازيل، وأنشأ متحفه في جدة، حيث عرض أعماله الفنّية، كما أقام أكثر من 100 معرض شخصي طاف بها عدداً من بلدان العالم، كان أولها في روما وبيروت، ثم في إسبانيا ومصر وتونس وغيرها.

وكرَّمته أكثر من جهة، وتقتني أعماله جهات رسمية عدة داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، ليبقى رائداً حقيقياً للفنّ التشكيلي السعودي.

جانب من معرض «إبداعات سعودية معاصرة» (الشرق الأوسط)

ويُصاحب معرض رضوي تقديم أعمال نخبة من رواد وكبار التشكيليين المعاصرين في المملكة، في قاعة خاصة تحت عنوان «معرض إبداعات سعودية معاصرة».

ويضمّ المعرض مجموعة مختارة من أعمالهم، من بينهم الفنانون: بكر شيخون، وأحمد فلمبان، وفيصل السمر، وفؤاد مغربل، ومحمد سيام، ونوال مصلي، وعبد الرحمن السليمان، وطه الصبان، وعبد الله حماس، وسمير الدهام، وفهد الحجيلان، وشاليمار شربتلي، وعبد الله إدريس، وأيمن يسري، وعلا حجازي، ومحمد الرباط، وفهد خليف، ومحمد الغامدي، وعبد الرحمن المغربي، ورياض حمدون، وغيرهم.


المخرج البريطاني روان أثالي: أمير المصري أبهرني في «العملاق»

أمير المصري قام ببطولة فيلم «العملاق» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
أمير المصري قام ببطولة فيلم «العملاق» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
TT

المخرج البريطاني روان أثالي: أمير المصري أبهرني في «العملاق»

أمير المصري قام ببطولة فيلم «العملاق» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
أمير المصري قام ببطولة فيلم «العملاق» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

قال المخرج البريطاني روان أثالي إن اختيار المشهد الافتتاحي لفيلم «العملاق» لم يكن قراراً مفاجئاً، بل كان محدداً منذ المراحل الأولى للكتابة، موضحاً أن الفيلم يبدأ بلحظة فوز نسيم حامد الساحق ببطولة الملاكمة، لأنها تمثل الذروة الأهم في حياته، حين تحوّل إلى ظاهرة داخل الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه اللحظة التي بدأ فيها يفقد علاقته بمدربه بريندون إيجل.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا التناقض هو جوهر الفيلم، حيث يتجاور الانتصار المطلق مع بداية الخسارة الإنسانية، وهو ما دفعني لتصوير المشهد بالأبيض والأسود، باعتباره انتصاراً لا يقبل التأويل أو الالتباس، تماماً كضربة قاضية في حلبة الملاكمة، قبل أن يبدأ السرد لاحقاً في كشف الألوان المتعددة والمعقدة التي تحكم القصة والشخصيات».

المخرج البريطاني روان أثالي (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

وأوضح أثالي أن الانتقال البصري من الأبيض والأسود إلى الألوان لم يكن مجرد خيار جمالي، بل تعبير عن طبيعة الحكاية نفسها، مشيراً إلى أن ما يبدو في ظاهره لحظة حاسمة وواضحة يخفي وراءه طبقات متشابكة من المشاعر والدوافع والتناقضات، وهو ما أراد أن يتكشف تدريجياً أمام المشاهد، وفق قوله.

وأكد أن «الفيلم لا يسعى لتقديم سرد مبسط أو أحادي، بل يفتح المجال لرؤية متعددة الزوايا، حيث لا توجد حقيقة واحدة مطلقة، بل شبكة من العلاقات الإنسانية التي تتلون مع الزمن والنجاح والخذلان».

وعن دقة الفيلم تاريخياً، قال المخرج إن «العمل لا يدّعي تقديم توثيق حرفي لكل تفصيلة، لأن الفيلم يضغط ما يقرب من عشرين عاماً من حياة شخصياته في أقل من ساعتين، وهو ما يفرض بالضرورة تكثيفاً زمنياً ودرامياً»، مشيراً إلى أن بعض الأحداث التي استغرقت سنوات في الواقع جرى التعبير عنها من خلال نزالات محددة أو محطات مفصلية، لكنه شدد في المقابل على أن الخط الزمني العام دقيق، وأن الأهم بالنسبة له كان صدق المشاعر التي عاشتها الشخصيات في تلك اللحظات، كما كشفتها أبحاثه وشهادات من عاصروا تلك الفترة.

يتتبع فيلم «العملاق» الذي عرض في افتتاح النسخة الماضية من «مهرجان البحر الأحمر» جانباً مفصلياً من رحلة الملاكم البريطاني من أصل عربي، نسيم حامد، لكن من خلال منظور مدربه بريندون إيجل، الرجل الذي اكتشف موهبته في صالة ملاكمة متواضعة بمدينة شيفيلد مطلع الثمانينات.

يبدأ السرد من ذروة المجد، مع فوز نسيم بلقب عالمي جعله ظاهرة رياضية وإعلامية، قبل أن يعود الفيلم بالزمن إلى طفولته، حين يلتقطه بريندون بعينه الخبيرة ويبدأ في تشكيله بدنياً ونفسياً، ليس فقط كملاكم، بل شخص قادر على مواجهة عنصرية المجتمع المحيط وتحويل الكراهية إلى وقود للنجاح داخل الحلبة.

ومع تصاعد شهرة نسيم وانتصاراته المتتالية، تتوتر العلاقة بين التلميذ ومدربه، إذ تتداخل الطموحات المادية والغرور والضغوط العائلية مع فلسفة التدريب الصارمة التي يتبناها بريندون، ويصل الصراع إلى ذروته بانفصال الطرفين بعد سنوات طويلة من الشراكة، لتنعكس آثار هذا الانفصال على مسيرة نسيم داخل الحلبة وخارجها.

مع أمير المصري خلال الحديث على المسرح بعد عرض الفيلم (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

يؤكد المخرج روان أتال أن من أكثر ما يعتز به في «العملاق» هو الأداء الذي قدمه الممثل أمير المصري معتبراً أن ما أنجزه يتجاوز حدود التمثيل التقليدي رغم ثقته في موهبته قبل ترشيحه، لكن التحدي الحقيقي تمثل في الجانب الجسدي للدور، فالفيلم يتطلب حضور ملاكم محترف داخل الحلبة، وهو ما يحتاج عادة إلى شهور طويلة من التدريب، في حين لم يستغرق أمير سوى أربعة أسابيع فقط للاستعداد، ومع ذلك قبل التحدي من دون تردد، مؤكداً استعداده لبذل أي جهد من أجل إنجاح الفيلم.

وأشار إلى أن «أمير خاض خلال تلك الفترة القصيرة برنامجاً تدريبياً قاسياً، عمل فيه يومياً ولساعات طويلة مع منسقي المعارك ومدربي القتال، إلى درجة أنه كان ينتقل مباشرة من موقع التصوير إلى صالة التدريب ليقضي ما يصل إلى خمس ساعات يومياً في التحضير البدني والحركي».

وأوضح أن «مشاهد النزالات جرى تصويرها في المراحل الأخيرة من التصوير لمنحه أكبر وقت ممكن للتطور»، لافتاً إلى أن التحول الذي حققه، من تدريبات أولية بسيطة إلى الأداء القتالي المعقد الذي يظهر في الفيلم، يُعد أمراً نادر الحدوث في سينما أفلام القتال، معتبراً ما حققه أمير أمام الكاميرا يفوق ما ينجزه كثير من الممثلين الذين تتاح لهم فترات إعداد أطول بكثير.

بالانتقال للحديث عن تفاصيل العمل، يقول أثالي إنه أجرى بحثاً موسعاً شمل قراءة مكثفة ومقابلات مع أكثر من عشرين شخصاً كانوا قريبين من التجربة، سواء داخل الصالة أو في محيطها، مؤكداً أن هدفه لم يكن الانحياز لطرف على حساب آخر، وأن الانقسام الذي حدث بين نسيم ومدربه يشبه في جوهره حالات الانفصال الإنساني المؤلمة، حيث يميل كل طرف إلى تبني روايته الخاصة، لكن الحقيقة غالباً ما تكون موزعة بين الجميع.

وأكد أنه تعمّد «عدم شيطنة أي شخصية أو تبرئة أخرى»، وفق قوله، ساعياً إلى تقديم صورة إنسانية عادلة، تعترف بالخطأ والفضل معاً، وتترك الحكم النهائي للمشاهد.

واختتم المخرج حديثه بالتأكيد على أن «العملاق» ليس فيلماً عن بطل واحد بقدر ما هو فيلم عن الكيفية التي يمكن بها للموهبة، حين تلتقي بالتدريب والحب والسيطرة والخوف، أن تصنع مجداً هائلاً، لكنها في الوقت نفسه قد تزرع بذور الانكسار. وأضاف أن صدق هذه الرحلة الإنسانية كان هاجسه الأول، وأنه فضّل الصراحة والإنصاف على الإثارة أو التجميل، إيماناً منه بأن قوة الفيلم الحقيقية تكمن في إنسانيته لا في أسطورته.