تضع كلمة «بليسيه» في محركات البحث؛ فيتصدر اسم إيسي مياكي النتائج. تعرف أنه «ملك البليسيه» بلا منازع؛ فهو أكثر من تفنن فيه وطرحه بتقنيات متطورة تمنح القطعة وزن ريشة وحجم علبة كبريت عند طيها أياً كانت. فهناك البنطلونات والبدلات والفساتين الطويلة والقمصان والتنورات ذات الأطوال المختلفة.
بيد أن التنورة «البليسيه» ظلت طويلاً الأقل حظاً من ناحية الإقبال عليها؛ كونها تحتاج إلى تنسيق عالٍ لكي تأتي النتيجة موفقة. في عام 2014، بدأت تتسلل إلى ساحة الموضة على يد مصممين مهرة عرفوا كيف يضخونها بالحيوية والجاذبية. ومع حلول ربيع 2025، دخلت خزانات معظم الفتيات.
فضل كبير في هذا يعود إلى الأحذية الرياضية التي تم تنسيقها معها، والقمصان الواسعة التي جعلتها جزءاً من موضة الشارع. لم تعد بالنسبة للجيل الجديد تحمل تلك الإيحاءات الكلاسيكية التقليدية التي ارتبطت بالأمهات والجدات في القرن الماضي.

ثم جاءت أميرة ويلز كيت ميدلتون، لتُغيّر صورتها تماماً، بعد أن ظهرت بها في عدة مناسبات وهي بكامل أناقتها. مثلاً لدى حضورها بطولة ويمبلدون الأخيرة لمتابعة نهائي فردي السيدات بين أماندا أنيسيموفا وإيغا شفيونتيك وتقديمها الكأس للفائزة، اختارت إطلالة أحادية اللون بدرجات العاج، تتكون من جاكيت محدد عند الخصر، بحزام ناعم من نفس اللون والقماش، وتنورة ببليسيهات تصل إلى منتصف الساق. نسقتها مع حذاء بكعب مدبب بلون النيود، وحقيبة يد منسوجة باللون الأبيض. كانت هذه واحدة من المناسبات الكثيرة التي اختارت فيها أميرة ويلز هذه التنورة لتدخلها المناسبات الرسمية.

لكن إذا كان «القالب غالب»، بالنظر إلى تمتع زوجة ولي العهد البريطاني بمقاييس عارضات الأزياء النحيفات،
فإن النجمة آن هاثاواي قدّمت وجهاً آخر لهذا التصميم أكثر انطلاقاً وعملية يناسب الأيام العادية. في الجزء الثاني من فيلم «الشيطان يلبس برادا 2» ظهرت بتنورة مبتكرة بلون أخضر كاكي وجيوب كبيرة على الجانبين من علامة «ساكاي».
ما ميّز هذه الإطلالة ليس التنورة فحسب، بل التنسيق الذكي الذي اعتمدته الممثلة: قميص أبيض واسع بأكمام مطوية وأزرار مفتوحة للإيحاء بالانطلاق. نسقتها مع حذاء بلون قريب من لون التنورة مع أنه كان بإمكانها أن تلبس حذاء رياضياً أيضاً. من جهة أخرى، ساهم التباين بين ملمس التنورة الحريري وبين القميص المصنوع من القطن في أن يُضفي عليها طابعاً عصرياً.

ورغم أن التنورة ذات الكسرات تُعتبر من أساسيات خزانة الملابس حالياً، فإنها لا تزال تثير بعض التخوف لدى البعض. والحقيقة أن تخوفهن في محله؛ لأنها لا تناسب جميع مقاسات الجسم، وتحتاج إلى دراية عالية في التنسيق للتمويه على عيوب قد تزيد هذه البليسيهات لفت الأنظار إليها. أهم شيء يجب أخذه بعين الاعتبار أن تنسدل بشكل يجعل كسراتها تبدو ككُتيّب أكورديون؛ أي كسرات واضحة تنسدل بطواعية، وهو ما قد يصعب تحقيقه إذا كان الجسم ممتلئاً يميل إلى شكل إجاصة. لهذا يجب التأكد من أن القطعة تناسب مقاسك تماماً، وأن الكسرات تنسدل بحرية وبشكل مستقيم. تنسيق الألوان أيضاً يلعب دوراً مهماً. كيت ميدلتون مثلاً اختارتها بنفس الدرجات، الأمر الذي منحها تناسقاً بصرياً وطولاً.

أما إذا كنت تشعرين بعدم الثقة من إبراز الوركين أو البطن، فاختاري تنورة عالية الخصر أو جاكيت طويلاً. الأكسسوارات هي الأخرى تلعب دوراً مهماً في جعل الإطلالة متألقة. ولا نقصد هنا الأحذية والحقائب فحسب، بل أيضاً المجوهرات، مثل عقد من اللؤلؤ، أو قلادة من الذهب.
الجميل في الأمر أن الخيارات كثيرة ويمكن لأي واحدة أن تجد ما يناسبها منها، بدءاً من ألوانها وأقمشتها إلى طولها، لتبقى قطعة من إيسي مياكي الخيار الأفضل، على الأقل بالنسبة للواتي لا يزال الشك يراودهن. فهي تنسدل على الجسم بشكل رحيم يموّه على التضاريس بشكل رائع لخفتها وتقنياتها. فنحن هنا لا يمكن أن ننسى أنه «ملك البليسيه» منذ التسعينيات عندما ابتكر خط «بليتس بليز» (Pleats Please)؛ وهو خط استخدم فيه تقنيات مبتكرة استعاض فيها عن طي القماش قبل القص والحياكة، بقصه وحياكته أولاً قبل تطبيق الطيات، مستخدماً حرارة جد عالية لتحافظ القطعة على الطيات وهيكلها حتى بعد الغسل والارتداء المتكرر.
















