زعيم كوريا الشمالية يتفقد خط جديداً لإنتاج الصواريخ

كوريا الجنوبية تُعلّق البث الإذاعي الدعائي لجارتها الشمالية

كيم جونغ أون يتفقد عملية أتمتة تصنيع الصواريخ (أ.ف.ب)
كيم جونغ أون يتفقد عملية أتمتة تصنيع الصواريخ (أ.ف.ب)
TT

زعيم كوريا الشمالية يتفقد خط جديداً لإنتاج الصواريخ

كيم جونغ أون يتفقد عملية أتمتة تصنيع الصواريخ (أ.ف.ب)
كيم جونغ أون يتفقد عملية أتمتة تصنيع الصواريخ (أ.ف.ب)

قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تفقّد خط إنتاج صواريخ جديداً وعملية أتمتة تصنيع الصواريخ.

جاءت زيارته، يوم الأحد، لخط إنتاج الصواريخ قبل رحلة مقرَّرة إلى بكين، لحضور عرض عسكري مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات دولية صارمة فُرضت عليها بسبب انتهاك برنامجيها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، قرارات مجلس الأمن الدولي.

زعيم كوريا الشمالية يتفقد مصنعاً جديداً للصواريخ في منطقة غير محددة أمس (أ.ب)

يقول خبراء ومسؤولون دوليون إن العقوبات فقدت كثيراً من تأثيرها، وسط الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي المتزايد من روسيا والصين.

ونقلت «الوكالة» عن كيم قوله إن عملية الإنتاج المطورة ستساعد في زيادة الجاهزية القتالية لوحدات الصواريخ الرئيسية.

وأرسلت كوريا الشمالية جنوداً وذخائر مدفعية وصواريخ إلى روسيا لدعم موسكو في حربها ضد أوكرانيا.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتفقد خط إنتاج صواريخ جديداً (أ.ف.ب)

إلى ذلك، علّقت كوريا الجنوبية بث برامجها الإذاعية الدعائية إلى كوريا الشمالية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، الاثنين، في أحدث خطوة تتخذها الإدارة الجديدة في سيول لخفض التوترات مع الدولة المجاورة المسلَّحة نووياً.

وبدأت إذاعة «صوت الحرية» المخصصة للحرب النفسية بثها في عام 1962، وتُواصل بشكل متقطع لأكثر من نصف قرن، وغالباً ما كان يقترن تعليقه أو استئنافه، بمراحل التهدئة أو التوتر بين شطريْ شبه الجزيرة الكورية.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لي كيونغ هو، لصحافيين: «علّقت وزارة الدفاع بث (صوت الحرية)، في إطار إجراءات خفض التوترات العسكرية مع الشمال»، في إشارة إلى البرامج الدعائية الحكومية الرسمية التي تنتجها الوزارة.

والخطوة هي الأحدث في سلسلة من الخطوات التي اتخذتها إدارة لي جاي ميونغ الذي تولّى رئاسة كوريا الجنوبية، في وقت سابق من هذا العام، متعهداً بتعزيز الحوار مع بيونغ يانغ.

كانت كوريا الجنوبية قد أوقفت كذلك البث الدعائي عبر مكبّرات الصوت عند الحدود، وأزالت بعضاً من هذه المكبرات.

وكانت «صوت الحرية» تبث، عبر الأثير، الأخبار من خارج كوريا الشمالية وموسيقى «كي بوب» الجنوبية، إلى سكان الشمال، حيث تفرض بيونغ يانغ قيوداً صارمة على الاطلاع على كل ما يصدر من خارج البلاد.

ويعود التعليق الأخير لبثّ الإذاعة إلى عام 2004، خلال فترة من التقارب بين البلدين، لكن جرى استئنافه في عام 2010 عقب هجوم شمالي على سفينة حربية كورية جنوبية أسفر عن مقتل 46 بحاراً.

ومنذ تولِّيه منصبه في يونيو (حزيران)، تعهّد لي بالعمل على تحسين العلاقات. إلا أن بيونغ يانغ لم تُبد اهتماماً يُذكر بذلك، ووصفت الرئيس الكوري الجنوبي، الأسبوع الماضي، بـ«المُنافق»، عقب تصريحات بشأن نزع السلاح في شبه الجزيرة، أدلى بها أثناء زيارة إلى الولايات المتحدة الحليفة لبلاده.


مقالات ذات صلة

البنتاغون: الصين ربما حمّلت نحو 100 صاروخ باليستي عابر للقارات في مواقع إطلاق

الولايات المتحدة​ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) (رويترز)

البنتاغون: الصين ربما حمّلت نحو 100 صاروخ باليستي عابر للقارات في مواقع إطلاق

ذكرت مسودة تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سلطت الضوء على طموحات الصين العسكرية الكبيرة أن بكين حمّلت على الأرجح ما يربو على 100 صاروخ باليستي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو خلال اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بموسكو يوم 26 سبتمبر 2025 (رويترز)

لوكاشنكو: صاروخ «أوريشنيك» الروسي القادر على حمل رؤوس نووية نُشر في بيلاروسيا

أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أن صاروخ أوريشنيك الروسي الفرط صوتي، القادر على حمل رؤوس نووية، نُشر في بيلاروسيا منذ الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (مينسك)
شؤون إقليمية إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن إيران أطلقت صواريخ ضخمة في بحر عمان وبالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي خلال اليوم الثاني من مناورات بحرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا ضباط إنفاذ القانون يفحصون حفرة بجوار مركز اللوجيستيات المتضرر بشدة لسوبر ماركت في أعقاب الضربات الروسية على كييف 25 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

7 قتلى بقصف روسي على كييف... وتعطّل إمدادات الطاقة

شنت روسيا، الثلاثاء، هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة والصواريخ على العاصمة الأوكرانية كييف، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 21 آخرين.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم صاروخ باليستي كوري شمالي (رويترز)

بعد انتقادات لإطلاق صاروخ باليستي... كوريا الشمالية تتوعد بنهج «هجومي أكثر»

توعدت كوريا الشمالية على لسان وزير دفاعها اليوم (السبت)، باعتماد نهج «هجومي أكثر»، بعد انتقادات من جارتها الجنوبية والولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (سيول)

كيم جونغ أون يفتتح منتجعاً جبلياً فاخراً في شمال البلاد (صور)

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) وابنته جو آي (يسار) أثناء تفقدهما فندق ميليونغ الذي تم الانتهاء من بنائه مؤخراً في منطقة سامجيون السياحية بمقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) وابنته جو آي (يسار) أثناء تفقدهما فندق ميليونغ الذي تم الانتهاء من بنائه مؤخراً في منطقة سامجيون السياحية بمقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)
TT

كيم جونغ أون يفتتح منتجعاً جبلياً فاخراً في شمال البلاد (صور)

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) وابنته جو آي (يسار) أثناء تفقدهما فندق ميليونغ الذي تم الانتهاء من بنائه مؤخراً في منطقة سامجيون السياحية بمقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) وابنته جو آي (يسار) أثناء تفقدهما فندق ميليونغ الذي تم الانتهاء من بنائه مؤخراً في منطقة سامجيون السياحية بمقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)

افتتح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون منتجعاً جبلياً فخماً يضم مساحات ترفيهية «مريحة»، ومطاعم، وأحواض استحمام ساخنة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الثلاثاء.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية أن المنتجع الجديد في سامجيون في شمال كوريا الشمالية سيكون بمثابة «منتجع سياحي جبلي جذاب، ومكان للترفيه للشعب».

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) وابنته جو آي (يسار) أثناء تفقدهما فندق ميليونغ الذي تم الانتهاء من بنائه مؤخراً في منطقة سامجيون السياحية بمقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)

وأضافت أن كيم قام بجولة في «غرف نوم الفنادق، وأماكن الترفيه المريحة، ومرافق تقديم الطعام التجارية، والعامة».

تفقد كيم غرف الفندق رفقة ابنته (أ.ف.ب)

ونشرت الوكالة صوراً تظهر كيم برفقة ابنته التي يقول محللون إن اسمها جو-آي، وإنها الوريثة المرجّحة له، وهما يتجولان في الفنادق حيث اختبرا حتى صلابة الأسرّة.

يقع الفندق على مرمى حجر من جبل بايكتو أعلى جبل في شبه الجزيرة حيث تقول الروايات الرسمية إن والد كيم، كيم جونغ إيل وُلد (أ.ف.ب)

وكيم اعتبر افتتاح هذا الموقع «دليلاً واضحاً على المثل الأعلى المتنامي لشعبنا، وإمكانات دولتنا للتنمية».

الزعيم الكوري الشمالي في إحدى غرف المنتجع السياحي خلال افتتاحه فى مقاطعة ريانغغانغ (أ.ف.ب)

ولم تذكر الوكالة المبلغ الذي سيتوجب أن يدفعه المواطن الكوري الشمالي العادي الذي يقول محللون إنه يكسب عادة ما يصل إلى 3 دولارات شهرياً من العمل في مصانع تديرها الدولة.

كيم برفقة ابنته التي يقول محللون إن اسمها جو-آي وإنها الوريثة المرجّحة له (أ.ف.ب)

ويحمل سامجيون رمزية قوية في الدعاية الكورية الشمالية، لأنه يقع على مرمى حجر من جبل بايكتو، أعلى جبل في شبه الجزيرة، حيث تقول الروايات الرسمية إن والد كيم، كيم جونغ إيل، وُلد.

إلا أن مؤرّخين يتّفقون إلى حد كبير على أنه وُلد في الاتحاد السوفياتي.


«أمازون» تعلن منع 1800 كوري شمالي من التقدم لوظائف في الشركة

شعار «أمازون» يظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
شعار «أمازون» يظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
TT

«أمازون» تعلن منع 1800 كوري شمالي من التقدم لوظائف في الشركة

شعار «أمازون» يظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
شعار «أمازون» يظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

أعلنت «أمازون» الأميركية أنها منعت أكثر من 1800 كوري شمالي من الانضمام إلى الشركة، مع إرسال بيونغ يانغ أعدادا كبيرة من العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى الخارج لكسب الأموال وغسلها.

وقال ستيفن شميدت، كبير مسؤولي الأمن في أمازون، الأسبوع الماضي على موقع «لينكد إن»، إن الكوريين الشماليين «يحاولون الحصول على وظائف في قطاع تكنولوجيا المعلومات عن بعد مع شركات في كل أنحاء العالم، لا سيما في الولايات المتحدة». وأضاف أن الشركة شهدت العام الماضي زيادة تقارب الثلث في طلبات التقديم من جانب الكوريين الشماليين.

ولفت إلى أن الكوريين الشماليين يستخدمون عادة «مزارع أجهزة كمبيوتر محمولة»، وهي جهاز كمبيوتر في الولايات المتحدة يتم تشغيله عن بعد من خارج البلاد. وحذر من أن المشكلة «ليست خاصة بأمازون» و«من المحتمل أنها تحدث على نطاق واسع».

وقال شميدت إن العلامات الدالة على العمال الكوريين الشماليين تشمل أرقام هواتف ذات تنسيق خاطئ ومؤهلات أكاديمية مشبوهة.

وفي يوليو (تموز)، حُكم على امرأة من ولاية أريزونا بالسجن لأكثر من ثماني سنوات لإدارتها مزرعة أجهزة كمبيوتر محمولة ساعدت عمال تكنولوجيا معلومات كوريين شماليين في الحصول على وظائف عن بعد في أكثر من 300 شركة أميركية. وقال مسؤولون إن المخطط حقق لها ولكوريا الشمالية أكثر من 17 مليون دولار من الإيرادات.

وحذرت وكالة الاستخبارات في سيول العام الماضي من أن عملاء كوريين شماليين استخدموا موقع «لينكد إن» للتظاهر بأنهم موظفو توظيف والتواصل مع كوريين جنوبيين يعملون في شركات دفاعية للحصول على معلومات حول تقنياتهم.


مشتبهان في إطلاق نار سيدني التقيا بزعماء مسلمين في الفلبين

صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

مشتبهان في إطلاق نار سيدني التقيا بزعماء مسلمين في الفلبين

صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)
صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

قالت سلطات استخباراتية في الفلبين الأحد إن الأب والابن المتهمين بتنفيذ الهجوم الدامي على شاطئ بونداي الشهير في أستراليا يُرجَّح أنهما قد التقيا بزعماء دينيين مسلمين محليين خلال إقامتهما المؤقتة القصيرة في الفلبين الشهر الماضي.

جندي يتفقد حافلة عند نقطة تفتيش على طريق سريع في مدينة دافاو (الفلبين) يوم الخميس (غيتي)

وأضافت السلطات أن ساجد أكرم وابنه نافيد قد غادرا مدينة دافاو الجنوبية، خلال إقامتهما التي استمرت شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، لزيارة زعماء دينيين مسلمين في مدينة بانابو، وهي منطقة زراعية تبعد نحو 20 ميلاً شمالاً. ولا تزال هوية من التقوا بهما على وجه الدقة، أو طبيعة ما دار في تلك اللقاءات، قيد التحقيق وفق ما أفادت به الجهات المعنية.

وأثار وجود المشتبهين في دافاو، قبيل تنفيذ الهجوم على شاطئ بونداي في سيدني، الذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً خلال احتفال بعيد «حانوكا»، تساؤلات بشأن احتمال عودة النشاط المسلح في جنوب الفلبين. وكانت السلطات الأسترالية قد وصفت هجوم 14 ديسمبر (كانون الأول) بأنه عمل إرهابي مستلهم من آيديولوجيا تنظيم «داعش».

وتُعد دافاو أكبر مدن جزيرة مينداناو، المركز الجنوبي للبلاد، التي تحتضن منذ زمن طويل عدداً من حركات التمرد الإسلاموية، من بينها جماعات أعلنت ولاءها لتنظيم «داعش».

وذكرت معلومات أولية، قدمها خبراء مكافحة الإرهاب في أستراليا، أن الرجلين تأثرا بأفكار التنظيم، وأنهما سافرا إلى الفلبين بغرض تلقي تدريب. مع ذلك قال مجلس الأمن القومي الفلبيني يوم الأربعاء إنه لا يستطيع تأكيد ما إذا كانا قد «تلقيا أي نوع من التدريب في الفلبين».

المشهد بعد تفجير سوق في دافاو عام 2016 (رويترز)

وقال العميد ليون فيكتور روزيتي، مدير الشرطة الإقليمية القومية في الفلبين، في بيان الأحد، إن أفراد الشرطة في دافاو «فحصوا أي أنشطة قد يكون الرجلان قاما بها خلال إقامتهما، بما في ذلك تحديد الأشخاص الذين تفاعلوا معهما، وتقييم أي صلات محتملة، أو شبكات دعم»، بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز» الأحد.

وأضاف أن الشرطة المحلية، مدعومة بعناصر استخباراتية، وبالتنسيق مع جهاز الاستخبارات الأسترالي، تُجري «عمليات تتبع لإعادة بناء تحركاتهما خلال فترة إقامتهما»، مشيراً إلى أن ذلك يشمل مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، وسجلات الفنادق، وبيانات السفر، وغيرها من المعلومات الاستخباراتية المتاحة، مع التأكيد على أن عملية جمع المعلومات لا تزال مستمرة.

من جانبه، قال يوسف باسيغان، المفتي الأكبر في دافاو، في مقابلة، إنه على تواصل مع السلطات، وقد وُزِّعت صور المشتبهين على مساجد المدينة. وأضاف أنه ناشد كل من تواصل مع الرجلين إبلاغ الشرطة، مؤكداً أنه، بحسب علمه، لم يُشاهدا في أي من مساجد دافاو، التي يُقدَّر عددها بنحو 70 مسجداً.

وقال: «عندما جاءت شرطة (سلام) إلى هنا بعد الهجمات في أستراليا، شعرت بالصدمة»، في إشارة إلى وحدة شرطية متخصصة تُعنى بشؤون المسلمين. وأضاف أن أفراد الأمن في المساجد هم أيضاً كانوا من عناصر الشرطة في السابق، ويستندون إلى شبكة استخباراتية واسعة خاصة بهم.

الغرفة التي أقام فيها المشتبه بهما في فندق جي في بدافاو (رويترز)

وعرض باسيغان صور المشتبهين على أبواب مسجد جمجوم، أحد أكبر مساجد دافاو، بحيث يراها الشبان أثناء خروجهم، وأخذ أحذيتهم. ويحمل الملصق دعوة للتواصل مع السلطات لمن شاهد أو تفاعل مع «مشتبهي إطلاق النار في شاطئ بونداي–أستراليا». ووفق باسيغان، لم تتلقَّ شرطة دافاو حتى الآن أي إفادات من المجتمع المحلي.

وتحمل دافاو آثاراً عميقة للتطرف، والعنف المسلح. في عام 2016، أسفر تفجير في سوق ليلية شهيرة عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً، وحمّلت السلطات لاحقاً المسؤولية لمجموعة صغيرة من المسلحين كانت تسعى إلى لفت انتباه تنظيم «داعش». وبعد عام، ساهمت جماعات موالية للتنظيم في قيادة هجوم أوسع على مدينة مراوي، ما أدى إلى معركة استمرت شهوراً، وأسفرت عن مقتل أكثر من ألف من المسلحين، وقوات الحكومة، والمدنيين.

أداء صلاة الظهر في مسجد في دافاو (غيتي)

ولا تزال المخاوف الأمنية قائمة في مناطق عدة من الجنوب، الذي يضم أقلية مسلمة كبيرة، حيث كبّلت عقود من النزاعات الانفصالية النمو، والازدهار. وكانت «جبهة تحرير مورو الإسلامية»، والتي كانت أبرز الجماعات الانفصالية المسلمة، قد وقّعت اتفاق سلام مع الحكومة الفلبينية عام 2014، وتسيطر حالياً على إقليم يتمتع بالحكم الذاتي. مع ذلك انضم الكثير من عناصرها، ومعظمهم من المقاتلين المخضرمين، لاحقاً إلى تنظيم «داعش»، وما زالوا يشكلون تهديداً.

ومع ذلك لم تشهد البلاد عودة ملموسة للعنف في الآونة الأخيرة، وتؤكد الحكومة الفلبينية عدم وجود أدلة على استخدام البلاد مركزاً لتدريب عناصر التطرف العنيف. وقالت سيدني جونز، الأستاذة المشاركة في جامعة نيويورك، التي درست الحركات المسلحة في جنوب شرقي آسيا لسنوات طويلة، إن قدرات الشبكات الإرهابية المحلية في مينداناو –تلك التي نجت من معركة مراوي، والحملات العسكرية اللاحقة– باتت محدودة.

صورة عامة لفندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

وبحسب موظفي فندق جي في في دافاو، أقام المشتبهان في الغرفة رقم 315 من 1 إلى 28 نوفمبر (تشرين الثاني). ودفعا نحو 930 بيزو (قرابة 16 دولاراً) لليلة، وكانا يسددان أسبوعاً بأسبوع مع تمديد إقامتهما. والغرفة متواضعة، تضم سريرين منفصلين، وتقع على مسافة قريبة من دار بلدية دافاو

وكاتدرائية سان بيدرو، وهي كنيسة كاثوليكية تعرضت لتفجيرين في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

ووصف موظفو الفندق الرجلين بأنهما كانا مهذبين، لكنهما متحفظان، وغير ودودين. وقالت أنجليكا يتانغ (20 عاماً)، موظفة الاستقبال: «لقد أقاما قرابة شهر، ولم يكن بيننا تفاعل يُذكر. كانا يمكثان غالباً في غرفتهما». وأضافت: «لم يكونا سهلَي التعامل. كانا يبتسمان فقط. أحياناً يسألان عن الماء أو مكان شراء البقالة، لا أكثر. لم أرهما مع أشخاص آخرين قط، ولم نرَ أحداً يأتي لاصطحابهما. كانا يتحركان سيراً على الأقدام في الغالب».

صورة عامة لواجهة فندق جي في حيث أقام المسلحان المزعومان الأب وابنه اللذان أطلقا النار على شاطئ بونداي في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) أثناء زيارتهما للفلبين الشهر الماضي في مدينة دافاو الفلبين 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

ورجّحت يتانغ أن يكونا رجلَي أعمال، أو سائحين، أو ربما لهما أقارب بين الجالية الهندية الكبيرة في المدينة. وأضافت: «في مرة سأل الابن، نافيد، عن مكان شراء فاكهة الدوريان»، مشيرة إلى أن ذلك كان من أندر الأحاديث الودية بينهما. في المقابل، بدا الأب، ساجد، أكثر انطوائية، إذ «كان يتجنب التواصل البصري، ولا يحييني عند مكتب الاستقبال».

وقالت يتانغ إن موظفي الفندق تعرفوا فوراً عليهما عندما بُث خبر الهجوم في أستراليا على التلفزيون، وشعروا بمزيج من الخوف، والذهول، مع إدراك مفاجئ بأن «ما فعلاه هناك كان يمكن أن يحدث لنا».

من جهته، قال إيرميليتو ليغود، عامل الصيانة في الفندق، إنه لم يشعر بأن الرجلين كانا متدينين على نحو لافت، إذ لم يسألا قط عن اتجاهات المساجد المحلية.

وفي مسجد جمجوم، خرج عدد من الشبان بعد صلاة الظهر يوم السبت، وتجمعوا تحت شجرة مانجو، مندّدين بالهجمات في أستراليا، محذرين من أن تداعياتها ستنعكس محلياً. وقال حسنال عباس (28 عاماً)، وهو أب لطفلين، إن الهجوم ألقى مجدداً بظلاله على الإسلام، مضيفاً بحدة: «يجب أن يلوموا الأشخاص لا الدين». وأردف قائلاً: «نحن على علم بهذه الصور، لكن لا أحد يعرفهما هنا. ما فعلاه دمّر سمعة الإسلام»، مستحضراً «تجارب مؤلمة» عاشها المسلمون بعد هجمات سابقة في مراوي ودافاو.

وعقب انتشار أنباء إقامة المشتبهين في دافاو، شوهدت دوريات من الشرطة بعتاد قتالي كامل تجوب أجزاء من المدينة.

وقال غاغان تاندا (34 عاماً)، وهو من أبناء الجيل الثاني للمهاجرين الهنود ويملك مطعماً، إن الشرطة سألته عما إذا كان المشتبهان قد تناولا الطعام لديه، وطلبت مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، إلا أن موظفيه أكدوا أنهم لم يروهما. وأضاف قائلاً: «صُدمنا عندما علمنا أنهما أقاما هنا لفترة وجيزة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن كثيراً من أبناء بلده يمرون عبر الفلبين لأغراض الدراسة».

* خدمة «نيويورك تايمز»