«أعمق من غزة وعمره 15 سنة»... ماذا نعرف عن صراع السياسيين والعسكريين الإسرائيليين؟

مخاوف في الداخل من تفكك الجيش... وخبراء يحذّرون: فيه يكمن مفتاح إنهاء الحرب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلال مؤتمر صحافي في القدس 30 يوليو 2023 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلال مؤتمر صحافي في القدس 30 يوليو 2023 (رويترز)
TT

«أعمق من غزة وعمره 15 سنة»... ماذا نعرف عن صراع السياسيين والعسكريين الإسرائيليين؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلال مؤتمر صحافي في القدس 30 يوليو 2023 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلال مؤتمر صحافي في القدس 30 يوليو 2023 (رويترز)

الخلافات العلنية الدائرة في إسرائيل بين القيادة السياسية بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبين قيادة الأجهزة الأمنية متمثلة في الجيش، وجهاز المخابرات الخارجية (الموساد)، وشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش (أمان)، وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، هي أكبر بكثير من قضية احتلال أو عدم احتلال مدينة غزة وبقية المواقع في القطاع.

هي في الواقع خلافات قديمة شبيهة بحرب داحس والغبراء في عصر الجاهلية؛ لما تنطوي عليه من عمليات ثأر واقتتال. وإن كان لغزة مكان فيها، فهو مكان تدفع فيه وأهلها ثمناً باهظاً لهذه الحرب، ناهيك عن الثمن الذي يدفعه المحتجزون لدى حركة «حماس» والجنود والمواطنون الإسرائيليون عموماً.

فعلى مدى نحو 15 عاماً، دارت رحى هذه المعركة وراء الكواليس، وشهدت الكثير من الضربات المتبادلة «تحت الحزام»، وحرص الطرفان على إخفائها عن أعين الجمهور والصحافة. وعندما كانت تتسرب معلومات عنها هنا أو هناك، كان الطرفان يشتركان في نفيها وتفنيدها.

لكنها في السنوات الأخيرة باتت مكشوفة، واتخذت طابعاً عقائدياً، يتجاوز حدود الاختلاف السياسي والتقني والاجتهاد.

البدايات

بدأت شرارة حرب خفية بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية في عام 2010، عندما طلب من الجيش أن يستعد لضرب إيران وإحداث شلل في مشروعها النووي، فأجابوه بأن الجيش غير جاهز لضربة كهذه ستتحول حرباً إقليمية، وأن الأمر يتطلب مقدرات عسكرية كبيرة، وميزانية ضخمة، وأسلحة حديثة، وقنابل ذكية وموافقة أميركية. ونجح نتنياهو في كسب تأييد وزير دفاعه حينذاك، إيهود باراك.

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك خلال تجمع احتجاجي بتل أبيب في يونيو 2023 (أ.ف.ب)

لكن باراك، وهو ابن المؤسسة العسكرية، الذي يحمل أرفع وأكثر الأوسمة تقديراً للعمليات التي قادها عبر السنين «وراء خطوط العدو»، تراجع في مرحلة ما وعدل عن موقفه ليصبح في خندق الأجهزة الأمنية.

وراح باراك يسعى لتخصيص موارد مالية لتمويل الإعداد لهذه الضربة.

وبحسب إيهود أولمرت، رئيس الحكومة الأسبق، «تم تخصيص 11 مليار شيقل (3.5 مليار دولار) لهذا الغرض، لكن تبين أنها صُرفت هباء؛ لأنه لم يكن جاداً في نية ضرب إيران»، وفقاً لما ورد في صحيفة «هآرتس» في 11 يناير (كانون الثاني) 2013.

وتواصلت المعركة بين الطرفين: الحكومة برئاسة نتنياهو، وأجهزة الأمن التي تبدل عليها كثير من الجنرالات الذين كانت الحكومة تختار كل واحد منهم على أمل أن يكون بينهم مُوالٍ لها. لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال. فالمؤسسة العسكرية حرصت دائماً على الاتجاه الاستقلالي، بدعوى الضرورة المهنية.

المعركة العقائدية

قبل ذلك بسبع سنوات، انطلقت شرارة معركة أخرى بدأت سياسية ثم تحولت عقائدية.

حصل ذلك في أعقاب قيام الحكومة برئاسة الجنرال أرئيل شارون بالانفصال عن قطاع غزة في سنة 2005. فقد انسحب شارون من القطاع وأخلى 21 مستوطنة كانت تضم 8800 مستوطن. وفعل ذلك بالقوة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون (رويترز)

وقد أفزع هذا الانسحاب المستوطنين في الضفة الغربية، خصوصاً وأن شارون أخلى أربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية أيضاً. لذلك حضر 40 ألفاً منهم إلى غزة يحاولون منع الانسحاب بالقوة، وفرَّقتهم قوات الشرطة والجيش. وبعد ستة شهور حاول المستوطنون إقامة بؤرة استيطان في عمونة، شرق رام الله. وهنا أيضاً أقدم الجيش على إخراجهم بالقوة.

حينها، أقدم اليمين العقائدي على تشكيل تيار فكري يعمل على منع تكرار إخلاء المستوطنات في الضفة الغربية، والعمل على وضع خطة مضادة لتثبيت الاستيطان وتوسيعه.

وأسست المجموعة التي أنشأت هذا التيار معهد أبحاث أُطلق عليه «كوهيلت»، بتشجيع وتمويل من اليمين الإسرائيلي والأميركي، ما زال يشكل مرجعية فكرية لمؤسسات الاستيطان ولأحزاب اليمين والحركة الصهيونية الدينية.

وخلص قادة المعهد إلى أن السبيل الوحيد لتحقيق هدفهم هو تشكيل حكومة يمين كامل، أي من دون أحزاب ليبرالية أو يسارية، تبقى في الحكم سنين طويلة، وتعمل على تشكيل وعي يهودي عميق لا يسمح بالانسحاب من الضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية.

خطة للانقلاب على المنظومة

وبما أن هناك تشكيلة واسعة من الأحزاب في إسرائيل، والانتخابات تجري مرة كل أربع سنوات، وفي كثير من الأحيان تجري انتخابات مبكرة في فترات أقصر، فقد وضع هذا التيار خطة للانقلاب على منظومة الحكم تُحدِث تغييرات جوهرية في القوانين وتُضعِف تأثير جهاز القضاء.

جنود إسرائيليون يعتلون دبابات عند الحدود مع قطاع غزة يوم الثلاثاء (رويترز)

وقد استغل هذا التيار جيداً نقاط ضعف التيار الليبرالي، وانقلاب حركة «حماس» على الحكم في قطاع غزة، والصواريخ التي كانت تطلقها باتجاه إسرائيل، ليبرر انقلابه هذا. ووضع في سنة 2017 خطة لإحباط إقامة الدولة الفلسطينية، نُشرت باسم بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الحالي، وأسماها «خطة الحسم».

ويتولى سموتريتش أيضاً منصب «وزير ثان في وزارة الدفاع»، ومن خلاله يدير ملف الاستيطان ويسعى لضم الضفة الغربية لإسرائيل.

واتخذ هذا التيار موقفاً عدائياً من الجيش والمخابرات. وإذا كان دوره في الماضي هامشياً في الحياة السياسية، فقد أصبح اليوم شريكاً مؤثراً في الحكم. والتقت مصالحه مع مصالح نتنياهو، الذي يضع في رأس اهتمامه البقاء رئيس حكومة حتى يقوّي مكانته أمام القضاة الذين يديرون محاكمته في قضايا الفساد.

وتولى قادة هذا التيار في الحكومة، وهم سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزيرة الاستيطان يهوديت ستروك، مهمة تقريع قادة الجيش. وبعد صدامات علنية عدة في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، صاحوا خلالها في وجه قادة الجيش وغيرهم من رؤساء الأجهزة الأمنية ووجهوا لهم الإهانات، نجحوا في إطاحة رئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي، ورئيس «الشاباك» رونين بار هذا العام.

صورة وزَّعها الجيش لرئيس الأركان السابق هيرتسي هاليفي (على اليسار) ومدير (الشاباك) السابق رونين بار (على اليمين) في غرفة عمليات الرهائن 25 يناير 2025 (أ.ف.ب)

واختير لرئاسة الأركان إيال زامير، بعدما تعهد بالولاء للقيادة السياسية، علماً بأنه صاحب تجربة في العمل مع السياسيين؛ إذ تولى من قبل منصب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة نتنياهو، ثم مديراً عاماً لوزارة الدفاع. وكان من أولى عملياته التصعيد في غزة في مارس (آذار) الماضي، ثم حرب الـ12 يوماً على إيران في يونيو (حزيران)، ثم وضع خطة لاحتلال غزة.

فكيف انقلب زامير؟

الواقع أنه لم ينقلب البتة، فهو أثبت أنه موالٍ للحكومة منذ اليوم الأول، وممارساته في قطاع غزة أكثر بطشاً من سابقه، بل ولديه اليوم خطة لاحتلال رفح، لكن الحكومة رفضتها قائلة إنه لا مانع في احتلال مدينة غزة ورفح معاً.

المشكلة هي أن القيادة السياسية، خصوصاً التيار المتطرف فيها، كانت تطمع بقبضة حديدية أشد بطشاً بكثير، تريد احتلالاً كاملاً. وهو لا يعترض، إنما يقول إن هذا الاحتلال سيؤدي إلى مقتل عدد من المحتجزين وربما يتسبب في اختفائهم جميعاً، مثلما حدث مع رون أراد، الطيار الإسرائيلي الذي اختفت آثاره بعد أسره حياً في لبنان سنة 1986 وقيل إنه قُتل ولم يُعرف مكان دفنه حتى اليوم. ويقول كذلك إن احتلالاً كهذا سيؤدي إلى مقتل جنود وضباط، وسيتحول مصيدة موت وكميناً استراتيجياً.

وتصريحاته هذه لا تعني بالضرورة تهرباً من العملية، بل يريد أن يكون واضحاً فيما يتعلق بمن تقع عليه المسؤولية. فهو يعرف الثمن جيداً، ويطلب من الحكومة أن تتحمل المسؤولية مسبقاً.

رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير خلال جلسة تقييم مع قادة المنطقة الجنوبية (أرشيفية - الجيش الإسرائيلي)

ولماذا يفعل ذلك؟ لأنه يخوض تجربة مريبة مع القادة السياسيين في هذه الحكومة. ففي الاجتماعات معهم، يناقشه وزراء لم يخدموا في الجيش وليست لهم دراية بالعمل العسكري في خططه على الأرض، ويرفضونها ويطالبونه مرة تلو الأخرى بتعديلها. وعندما يستغرب او يعترض يتهمونه بالجبن.

وفي الجلسات كانوا يصيحون في وجهه ويوجهون له كلمات مهينة. وسرَّبوا إلى الإعلام أنه ينوي الاستقالة. وعندما نفى ذلك، سرَّبوا خبراً آخر يقول إن الحكومة تدرس إمكانية تعيين جنرال قديم يشرف على عمل هيئة الأركان؛ ما جعل الصحافة تعلّق بسخرية: «يريدون رئيساً لرئيس الأركان».

لكن زامير واصل تحدي القيادة السياسية وخرج بتصريحات متكررة عن ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وإطلاق سراح المحتجزين.

وبحسب مصادر إعلامية مقربة من الجيش، فإن التغيير في لهجة زامير يعود إلى الواقع الذي اصطدم به على الأرض. ففي لقاءاته مع الجنود والضباط في الميدان اكتشف أن الجيش يحتاج إلى وقفة يراجع فيها وضعه وآلياته وأسلحته ويريح كوادره ويعالج المصابين نفسياً في صفوفه ويوقف الملاحقات لضباطه في دول العالم المختلفة. وبدأ يسمع للجنود الذين يتحدثون عن أزمات عنيفة داخل الجيش.

«الوحل الغزي»

وهذا الأسبوع، كتب المحلل العسكري عاموس هرئيل في صحيفة «هآرتس»: «الضغوط التي يمارسها المستوى السياسي على الجيش من أجل تحقيق نتائج، ومحاولات دفعه إلى عمليات إشكالية داخل اكتظاظ سكاني، بات يفاقم التوترات داخل الجيش الإسرائيلي».

كما كتب البروفسور ياغيل ليفي (67 عاماً)، أحد كبار الباحثين في موضوع «أثر الجيش على مبنى قوة المجتمع» في مقال نشرته «هآرتس»، الأحد: «الوحل الغزّي يذكّر كثيراً بوحل فيتنام، وربما يشبهه أيضاً في ظروف الخروج منه». وأضاف: «في إسرائيل كانت هناك حالتان بارزتان نجحت فيهما المعارضة الشعبية للحرب في فرض انسحاب للجيش: من لبنان عام 1985، ومرة أخرى عام 2000. لم ينبع هذا النجاح من جدل حول منطق الحرب السياسي أو عدالتها، بل من التركيز على الثمن البشري، أي حياة الجنود. القدرة على تحويل ذلك تهديداً مباشراً لقدرة الجيش على القتال هي التي صنعت الفارق».

ومضى قائلاً: «بالفعل ظهرت مؤشرات تآكل داخلي دفعت الجيش إلى تأييد الانسحاب، أو على الأقل إلى التسليم به. فالجيش، في نهاية الأمر، ليس شغوفاً بالحرب ولا بالسلام، وإنما هو شديد الحساسية تجاه مصالحه المؤسسية والتنظيمية. وهذا هو المفتاح أيضاً في غزة. فالحرب لا تثير معارضة بسبب غياب منطقها السياسي أو ضعف أخلاقيتها أو حتى العدد المحدود نسبياً من القتلى في صفوف الجنود، بل فقط بسبب الخطر الذي تشكّله على حياة الأسرى. هذا يكاد يكون الدافع الوحيد الذي دفع عشرات الآلاف للخروج إلى الشوارع في يوم الإضراب الأخير. ومع ذلك، يظل تأثير هذا الاحتجاج محدوداً على الحكومة. فالأثر الحقيقي لا يمكن أن يتولّد إلا إذا برز تهديد مباشر لوحدة الجيش وتماسكه».

واستطرد: «التفكك الداخلي في صفوف الجيش بلغ مستويات أعمق مما يدركه الرأي العام بفضل القدرة على إخفائه وابتكار حلول مؤقتة، خصوصاً على المستوى الميداني، وبالاعتماد على رصيد القوى البشرية المخلصة للصهيونية الدينية. ومع ذلك، يتواصل هذا التفكك، وفيه يكمن مفتاح إنهاء الحرب».

وأشار إلى أن هذا التفكك قد يتجلى في تزايد أعداد الطيارين الذين يمتنعون عن قصف غزة، أو في التراجع الحاد في معدلات الالتحاق بخدمة الاحتياط بحيث لا تعود حتى الحلول الارتجالية واستحضار البدائل قادرة على سد الفجوة، أو في رفض جنود الخدمة الإلزامية والاحتياط تنفيذ مهام «شديدة الخطورة لكنها بلا جدوى».

مثل هذه اللهجة تزعزع قيادة الجيش وبقية أجهزة الأمن وتقلقها... فالأزمة أعمق من موضوع غزة. وفي أزمة كهذه، ليس من الطبيعي أن يدير الجيش مزيداً من الحروب.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يتسلم «الشعاع الحديدي» أول منظومة ليزر للدفاع الجوي

شؤون إقليمية منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)

الجيش الإسرائيلي يتسلم «الشعاع الحديدي» أول منظومة ليزر للدفاع الجوي

تسلم الجيش الإسرائيلي منظومة اعتراض بالليزر عالية القدرة تُعرف باسم «الشعاع الحديدي»، حيث سيتم دمجها ضمن منظوماته الصاروخية الدفاعية متعددة الطبقات الحالية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية عناصر من القوات الخاصة بالبحرية الإسرائيلية خلال تدريبات مشتركة مع قوات أميركية (الجيش الإسرائيلي)

تقارير: الجيش الإسرائيلي يوقِّع خطة للتعاون العسكري مع اليونان وقبرص

أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست»، اليوم (الأحد)، بأن الجيش الإسرائيلي أعلن توقيع خطة للتعاون العسكري مع اليونان وقبرص للعام المقبل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري صبية فلسطينيون ينظرون إلى كهف قُتل فيه 3 شبان على يد القوات الإسرائيلية قرب مدينة جنين بالضفة الغربية أكتوبر الماضي (أ.ف.ب) play-circle

تحليل إخباري الجيش الإسرائيلي يحذر من «فشل استراتيجي» في مواجهة الهجمات الفلسطينية

في حين تشدد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قبضتها على الضفة الغربية وتمارس أبشع عمليات القمع ضد الفلسطينيين تعلو تحذيرات داخلية بأن هذه سياسة «فاشلة استراتيجياً».

نظير مجلي (تل أبيب)
خاص مقاتل من «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» يتابع البحث عن جثث رهائن إسرائيليين بمشاركة عناصر الصليب الأحمر وسط مخيم جباليا شمال غزة... 1 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ) play-circle

خاص إسرائيل تنفذ عمليات سرية بمناطق «حماس» بحثاً عن جثة آخر أسير

تواصل إسرائيل تتبع بعض الخيوط المتعلقة بجثة آخر أسير لها داخل قطاع غزة، الشرطي ران غويلي، في ظلِّ عدم قدرة «حماس» على الوصول إليها وتسليمها.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)

قراصنة من إيران يعلنون «اختراق» هاتف رئيس مكتب نتنياهو

أعلنت مجموعة قرصنة إلكترونية مرتبطة بإيران، اليوم الأحد، أنها اخترقت هاتفاً جوالاً لأحد كبار مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الرئيس الإيراني يربط الموازنة بالأمن القومي

بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
TT

الرئيس الإيراني يربط الموازنة بالأمن القومي

بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)

قدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مشروع موازنة العام الجديد بأولويات تتمحور حول الأمن القومي، معتبراً أن الانضباط المالي بات شرطاً أساسياً للصمود في مواجهة الضغوط الخارجية بعد حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل وتشديد العقوبات.

وبعد خمسة أيام من تقديم مسودة الموازنة للبرلمان، دافع بزشكيان أمام المشرعين عن إعداد موازنة بنمو لا يتجاوز 2 في المائة، واصفاً إياها بأنها الخيار «الأصعب» لكنه الأكثر واقعية لتفادي العجز وكبح التضخم في ظل تراجع عائدات النفط وشح الموارد.

وتتخطى الموازنة 100 مليار دولار بحسب صرف السعر المتقلب جداً هذه الأيام.

وشدد بزشكيان على أنها أُعدت في «ظروف استثنائية وضاغطة» فرضتها العقوبات، والحرب مع إسرائيل، قائلاً إن الحكومة اختارت نهجاً منضبطاً لتفادي العجز وكبح التضخم، حتى وإن جاء ذلك على حساب قرارات صعبة تمس بنية الإنفاق والدعم.


الجيش الإسرائيلي يتسلم «الشعاع الحديدي» أول منظومة ليزر للدفاع الجوي

منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)
منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)
TT

الجيش الإسرائيلي يتسلم «الشعاع الحديدي» أول منظومة ليزر للدفاع الجوي

منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)
منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)

تسلم الجيش الإسرائيلي منظومة اعتراض بالليزر عالية القدرة تُعرف باسم «الشعاع الحديدي»، حيث سيتم دمجها ضمن منظوماته الصاروخية الدفاعية متعددة الطبقات الحالية.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأحد، إن منظومة الليزر تم تسليمها للجيش الإسرائيلي بعد تطويرها من جانب شركتي الدفاع الإسرائيليتين «إلبيت سيستمز» و«رافائيل».

وتم تصميم منظومة «الشعاع الحديدي» لتعمل بالتوازي مع منظومات دفاع: «القبة الحديدية» و«مقلاع داود» و«آرو»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأفادت الوزارة بأن الاختبارات أظهرت أن هذه المنظومة قادرة على اعتراض الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ والطائرات المسيّرة بشكل موثوق، مضيفة أنها أقل تكلفة بكثير من حيث التشغيل مقارنة بالمنظومات التقليدية القائمة على الصواريخ.

منظومة «الشعاع الحديدي» الاعتراضية التي تعمل بالليزر (د.ب.أ)

ووفقاً لتقديرات أميركية، يمكن لسلاح الليزر تحييد الطائرات المسيّرة بتكلفة تبلغ نحو 4 دولارات لكل اعتراض، مقارنة بالتكلفة الأعلى بكثير لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية الحالية.

ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، نشر المنظومة بأنه «لحظة تاريخية» تغيّر بشكل جذري مشهد التهديدات. وأكد كاتس أن المنظومة أصبحت جاهزة للعمل بشكل كامل، وأنها توجه رسالة واضحة إلى خصوم إسرائيل: «لا تتحدونا».

وقال أمير بارام، المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن تسليم المنظومة يمثل «بداية ثورة تكنولوجية» في مجال الدفاع الجوي.


نتنياهو يستعد لترمب بخطة بديلة في غزة... وتركيز على إيران

الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لدى وصولهما إلى المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لدى وصولهما إلى المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يستعد لترمب بخطة بديلة في غزة... وتركيز على إيران

الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لدى وصولهما إلى المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لدى وصولهما إلى المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)

وسط زخم من التقديرات والتقارير والتسريبات الإسرائيلية عن حقيقة ما جرى إعداده في تل أبيب للقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في منتجع مار آلاغو في ميامي، المقرر يوم الاثنين، اعتبرت مصادر سياسية إسرائيلية أن اللقاء بمثابة «معركة مصيرية أخرى»، يُبنى عليها مستقبل نتنياهو السياسي، ولكنها تنطوي على تمادٍ يجعله يحاول إقناع ساكن البيت الأبيض بلجم اندفاعه نحو تطبيق خطته السلمية في غزة.

وتبرز أزمة تباين في الأولويات بين طرفي اللقاء؛ إذ تقول مصادر سياسية إسرائيلية لموقع «والا» إن «الإدارة الأميركية منزعجة من نتنياهو وتتهمه بعرقلة خطة ترمب، لكن ترمب نفسه ما زال يؤمن به ويحتضنه وسيسعى إلى التفاهم معه وليس تأنيبه، وهو يضع قضية غزة في رأس أجندة اللقاء، رغم أن نتنياهو يحاول تغيير سلم الأولويات، ليبدأ بإيران».

وينقل المسؤولون الإسرائيليون عن نتنياهو أنه يعتقد أن «توجيه ضربة أخرى إلى إيران، خصوصاً إذا كانت ضربة إسرائيلية - أميركية مشتركة، ستفضي إلى نتائج أفضل في الاتفاق النووي المستقبلي وربما تضعضع النظام في طهران».

وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن إيران توظف استثمارات هائلة في «حزب الله» و«حماس» حتى تجهض خطى ترمب. وتقول إن امتناعهما عن نزع السلاح يتم بتشجيع «الحرس الثوري».

استبدال خطة غزة

ووفق المصادر نفسها، سيقترح نتنياهو خريطة طريق تبرد ملف غزة، وتوقف «الاندفاع الظاهر لترمب نحو تطبيق خطته، وإبطاء وتيرة المسار، وحتى استبدال خريطة الطريق التي رسمت في البيت الأبيض بخريطة إسرائيلية تغير سلم الأولويات وتعدل الحدود». وحسب صحيفة «معاريف»، تقترح الخطة الإسرائيلية التي ستعرض على ترمب: سيطرة إسرائيلية، حتى 75 في المائة من أراضي القطاع (هي تسيطر حالياً حسب الاتفاق على 53 في المائة ومددتها إلى 58 بالمائة في الشهر الأخير)، إلى حين تتخلى (حماس) بشكل فعلي عن سلاحها.

خريطة لمراحل الانسحاب من غزة وفق خطة ترمب (البيت الأبيض)

بيد أن الرئيس ترمب يرى الأمور بشكل مختلف؛ فهو يرى أن التقدم في خطته في غزة سيعزل إيران ويشجعها على التقدم في الجهود الدبلوماسية.

وفي التقديرات الإسرائيلية، يعتبر ترمب أن قضية نزع السلاح مسارٌ يتم التقدم فيه رويداً رويداً، ويريد الانتقال فوراً إلى المرحلة الثانية مع التركيز على إعادة الإعمار، ويطلب من إسرائيل ألا تضع عراقيل في طريقه، والاستعداد لانسحاب آخر في غزة.

لهذا، تقول «يديعوت أحرونوت»، جند نتنياهو الجيش الإسرائيلي، الذي يخشى من أن تؤدي الاستجابة لمطالب ترمب إلى تآكل إنجازات الحرب. وسوف يصر على أن يوضع في رأس الاهتمام تثبيت الأمن الإسرائيلي القائم على «مفهوم جديد، يتضمن إضافة إلى المبادئ القديمة، دفاعاً متقدماً ووقائياً أيضاً. وسيطلب من الأميركيين إبداء تفهم وتأييد سياسي وعسكري في تنفيذ هذه المبادئ في كل الساحات». كما سيُحاول نتنياهو، وفق الصحيفة، أن يُلطف في محيط ترمب حدة نفوذ تركيا وقطر اللتين لهما ولزعيميهما مكانة مفضلة ونفوذ في البيت الأبيض.

حذر وقلق من المواجهة

ويدرك نتنياهو أن هذه الطروحات ستثير جدالاً بل وربما مواجهة بين نتنياهو وترمب وفريقه. ويكتب مراسل الشؤون الاستراتيجية في الصحيفة، رون بن يشاي، إنهم في القيادة الإسرائيلية يتذكرون المواجهة المهينة بين ترمب وبين رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض ويتحسبون من سيناريو محتمل «ينقلب» فيه ترمب على نتنياهو، ويتهم إسرائيل بنكران الجميل.

ترمب ونتنياهو يتصافحان في ختام مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض 29 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

وتواصل الصحيفة: «يدركون أن الحاجة تتطلب حذراً شديداً في طرح المواقف الإسرائيلية، خصوصاً أن نتنياهو يحمل مطالب عدة في مجال العلاقات الثنائية، ومنها ضمان مساعدة الولايات المتحدة في الحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في إطار خطة المساعدات الأمنية المتعددة للسنوات المقبلة، والتي تجري حولها مفاوضات بين الدولتين، وعبر فرض قيود مختلفة على توريد أسلحة حديثة لدول المنطقة».

وفي الشأن الإقليمي، يرى الإسرائيليون أنه «ما من شك في أن الموضوع التركي هو الآخر سيُطرح على النقاش في مار آلاغو. وفي حين سيقول نتنياهو إن هناك إجماعاً في إسرائيل على رفض أي تواجد عسكري تركي في غزة، وكذا في وسط وجنوب سوريا؛ لأن هذا التواجد يقيّد حرية العمل الإسرائيلية لإحباط التهديدات، فسيكون عليه أن يتوقع موقفاً معاكساً من ترمب. ويكون جاهزاً لتخفيف معارضته».

ويقدر الإسرائيليون أنه في لقاء القمة في مار آلاغو، سيطلب ترمب من نتنياهو تنازلات؛ بما في ذلك تنازلات من شأنها في سنة الانتخابات أن تغيظ «قاعدته الشعبية اليمينية». وعليه فمعقول الافتراض أن نتنياهو سيقاتل على كل نقطة. هذه لن تكون بالنسبة له نزهة على شاطئ البحر في فلوريدا.