إدارة ترمب تنفتح على عسكريي غرب أفريقيا طمعاً بالثروات

مقايضة الدعم الأمني بالوصول إلى الذهب والليثيوم واليورانيوم في الساحل

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع قادة أفارقة في «قاعة الطعام» الرسمية بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة يوم الأربعاء 9 يوليو 2025 (غيتي)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع قادة أفارقة في «قاعة الطعام» الرسمية بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة يوم الأربعاء 9 يوليو 2025 (غيتي)
TT

إدارة ترمب تنفتح على عسكريي غرب أفريقيا طمعاً بالثروات

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع قادة أفارقة في «قاعة الطعام» الرسمية بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة يوم الأربعاء 9 يوليو 2025 (غيتي)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع قادة أفارقة في «قاعة الطعام» الرسمية بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة يوم الأربعاء 9 يوليو 2025 (غيتي)

كشف دبلوماسيون ومحللون عن أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أعادت ضبط استراتيجيتها بصورة جذرية حيال غرب أفريقيا، فانتقلت من سياسة تقييد المساعدات للدول التي يحكمها العسكريون، إلى سياسة تعتمد المقايضة والمنفعة المتبادلة بتقديم الدعم العسكري مقابل الوصول إلى الثروات المعدنية المربحة في منطقة الساحل.

مواجهة النفوذين الروسي والصيني

عسكريون في مالي (الأمم المتحدة)

ويُمثل هذا النهج تحولاً حاداً عن ذلك الخاص بإدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، التي جمدت معظم المساعدات لدول الساحل بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية. وهو يُشير إلى تصميم واشنطن على مواجهة النفوذين الروسي والصيني المتصاعدين في القارة.

وزار مسؤولون أميركيون كبار أخيراً مالي وبوركينا فاسو والنيجر، التي كافحت جميعها لأكثر من عقد من أجل احتواء الجماعات المرتبطة بـ«القاعدة» و«داعش». وفي يوليو (تموز) الماضي، سافر مستشار إدارة ترمب لمكافحة الإرهاب، رودولف عطا الله، إلى باماكو لعرض «حل أميركي» للأزمة الأمنية في مالي. ونقلت الصحافة المحلية عن عطا الله أن «لدينا المعدات اللازمة والاستخبارات والقوات لمواجهة هذا الخطر» الإرهابي، مضيفاً أنه «إذا قررت مالي العمل معنا، فسنعرف ماذا سنفعل».

وبعد أيام من ذلك، جال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون غرب أفريقيا، ويليام ستيفنز، في المنطقة، فزار باماكو وواغادوغو ونيامي؛ للترويج لاستثمارات القطاع الخاص الأميركي المحتملة في مشروعات الأمن والتعدين. وتحدث عن احتمال تنفيذ الولايات المتحدة استثمارات خاصة ضمن المعركة ضد المتطرفين.

وكان كبير مسؤولي وزارة الخارجية المعني بالشؤون الأفريقية، تروي فيتريل، قال في ساحل العاج إن «التجارة، لا المساعدات (...) هي حالياً سياستنا الحقيقية حيال أفريقيا».

مكافحة الإرهاب

وأفاد مسؤول «برنامج الساحل» لدى «مؤسسة كونراد أديناور» للأبحاث في ألمانيا، أولاف لايسينغ، بأن «واشنطن عرضت قتل قادة المجموعات الجهادية مقابل الوصول إلى الليثيوم والذهب من أجل الأعمال التجارية الأميركية».

وجعل ترمب من قضية وصول الولايات المتحدة إلى المعادن النادرة محور مفاوضاته مع البلدان الأجنبية، بما في ذلك ضمن مساعيه من أجل وضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية، والنزاع القديم بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتعدّ مالي من أكبر منتجي الذهب والليثيوم في أفريقيا، وهما مكونان رئيسيان لبطاريات المركبات الكهربائية الضرورية للانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات الكربونية في عصر تغير المناخ.

كما أن بوركينا فاسو غنية بعروق الذهب، بينما تجعل رواسب اليورانيوم في النيجر الدولة الصحراوية من بين أبرز مصدري المعدن المشع في العالم.

ورغم أن كل المجالس العسكرية في منطقة الساحل وصلت إلى السلطة على أساس تعهدها بتوفير سيطرة وسيادة أكبر للسكان على ثروات بلادهم المعدنية، فإن الضباط في السلطة رحّبوا بتغيير واشنطن مواقفها. وقال وزير الخارجية المالي، عبد الله ديوب، إن «علينا التطلع إلى الاستثمار وإمكانات بلداننا»، مشيداً بـ«تقارب وجهات النظر اليوم بين الإدارة الأميركية وحكومة مالي».

وأشار لايسينغ إلى أن «بعض المسؤولين في وزارة الخارجية الذين شعروا بالقلق من إغلاق (الوكالة الأميركية للتنمية الدولية) وعدد من السفارات، أشاروا لإدارة ترمب نحو ثروات مالي بوصفها طريقة لتشجيعها على (البقاء منخرطة) وإبقاء السفارة الأميركية في باماكو مفتوحة، في وقت تُوسع فيه روسيا والصين نفوذهما في المنطقة».

جنود من بوركينا فاسو في حالة استنفار (متداولة)

غير أن المحلل لدى «معهد الشركات» الأميركي، ليام كار، يعتقد أن أي اتفاق حيوي بشأن المعادن سيكون «مشروعاً أطول أمداً بكثير». وأكد أن «التهديد الإرهابي هو القضية الكبرى (...) تحقيق الاستقرار في المنطقة هو مفتاح أي آمال استثمارية».

وتأتي مساعي واشنطن للتقرب من بلدان الساحل رغم ميل المجالس العسكرية أكثر نحو روسيا، بعدما قطعت العلاقات بالغرب والقوة الاستعمارية السابقة، فرنسا، خصوصاً منذ الانقلابات.

مرتزقة أميركيون

وأرسلت موسكو مرتزقة من مجموعة «فاغنر» ولاحقاً «فيلق أفريقيا» الذي خَلَفها، لمساعدة جيوش بلدان الساحل على التصدي للمتطرفين.

وبعدما أممت النيجر الفرع المحلي لمجموعة اليورانيوم الفرنسية العملاقة «أورانو»، أكد الكرملين الذي يسيطر على أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم، رغبته في الحصول على هذا المعدن المشع هناك.

عناصر من مجموعة «فاغنر» و«فيلق أفريقيا» أرسلتهم روسيا لمساعدة جيوش بلدان الساحل على التصدي للمتطرفين (أرشيفية - متداولة)

وحتى الآن، لم يُبد البيت الأبيض أي استياء من الحضور الروسي في المنطقة. وأكد عطا الله أنه لا يرى مشكلة في ذلك، مشدداً على أن النيجر «حرة في اختيار شركائها».

وقالت السفيرة الأميركية السابقة لدى النيجر، بيسا ويليامز، إنه «منذ طرد الفرنسيين، واستقبال روسيا في المنطقة، لا يرى ترمب مشكلة في مرافقة أو دعم الجهود الروسية في المنطقة»، عادّةً أن «نبذ الروس القيم الديمقراطية والترويج لحقوق الإنسان، لا يتضاد مع مقاربة إدارة ترمب للعلاقات بين الدول القائمة على الصفقات».

ورأت أن ترمب يمكن أن يوقع اتفاقاً «يضمن ملكية أكثرية أو شبه أكثرية ونسبة كبيرة من المعادن المستخرجة مقابل الدعم في مكافحة الإرهاب». وكشفت عن أن ذلك يمكن أن يشمل نشر مرتزقة أميركيين على غرار «فاغنر» الروسية.


مقالات ذات صلة

إدارة ترمب تستعيد سفراء لا تعدهم ضمن «أميركا أولاً»

الولايات المتحدة​ وزير الخارجية ماركو روبيو (أ.ب)

إدارة ترمب تستعيد سفراء لا تعدهم ضمن «أميركا أولاً»

استردت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب نحو 30 سفيراً من بعثاتها الدبلوماسية حول العالم، في جهودها لفرض التزام الأجندة الرئاسية «أميركا أولاً».

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يستبعد نحو 30 دبلوماسياً من مناصبهم كسفراء

تستدعي إدارة الرئيس الأميركي نحو 30 دبلوماسياً من مناصبهم كسفراء ومناصب عليا أخرى في السفارات بهدف إعادة تشكيل الموقف الدبلوماسي حول رؤية «أميركا أولاً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي خلال مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)

رئيسة الوزراء اليابانية: منفتحون دائماً على الحوار مع بكين

أكدت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي اليوم (الأربعاء) أن طوكيو «منفتحة دائماً على الحوار» مع بكين، في ظل استمرار التوتر الدبلوماسي بين الطرفين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يحضران اجتماعاً على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند - أوزبكستان - 16 سبتمبر 2022 (رويترز)

الهند وروسيا تعتزمان تعزيز الشراكة خلال زيارة يجريها بوتين

قالت الهند، الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقوم بزيارة للبلاد الأسبوع المقبل، وإنها ستتيح الفرصة للبلدين لمراجعة التقدم المحرز في علاقاتهما.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
المشرق العربي خلال لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره اللبناني جوزيف عون في القاهرة مايو 2025 (أ.ف.ب)

السيسي يؤكد لعون دعم مصر الثابت لاحترام سيادة لبنان

جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني جوزيف عون التأكيد على موقف مصر الثابت الداعم لاحترام سيادة لبنان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نيجيريا: مقتل 5 أشخاص في هجوم انتحاري على مسجد

تجمّع السكان بالقرب من موقع التفجير الذي استهدف مسجداً في سوق غامبورو بمدينة مايدوغوري يوم 24 ديسمبر 2025... وأفاد شهود عيان ومصادر أمنية «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن انفجاراً هزّ مسجداً بمدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا (أ.ف.ب)
تجمّع السكان بالقرب من موقع التفجير الذي استهدف مسجداً في سوق غامبورو بمدينة مايدوغوري يوم 24 ديسمبر 2025... وأفاد شهود عيان ومصادر أمنية «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن انفجاراً هزّ مسجداً بمدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا: مقتل 5 أشخاص في هجوم انتحاري على مسجد

تجمّع السكان بالقرب من موقع التفجير الذي استهدف مسجداً في سوق غامبورو بمدينة مايدوغوري يوم 24 ديسمبر 2025... وأفاد شهود عيان ومصادر أمنية «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن انفجاراً هزّ مسجداً بمدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا (أ.ف.ب)
تجمّع السكان بالقرب من موقع التفجير الذي استهدف مسجداً في سوق غامبورو بمدينة مايدوغوري يوم 24 ديسمبر 2025... وأفاد شهود عيان ومصادر أمنية «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن انفجاراً هزّ مسجداً بمدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا (أ.ف.ب)

قتل 5 أشخاص على الأقل، وأصيب 35 آخرون، في هجوم إرهابي استهدف مسجداً بمدينة مايدوغوري؛ عاصمة ولاية بورنو، أقصى شمال شرقي نيجيريا، فيما أعلن الرئيس بولا أحمد تينيبو أنه سيواصل العمل على ما سماه «تعزيز التسامح الديني».

تجمعت الشرطة والمواطنون أمام المسجد عقب الهجوم (إعلام محلي)

وتزامن الهجوم على المسجد مع احتفالات واسعة في نيجيريا بأعياد الميلاد، حيث يشكل المسيحيون أكثر من 40 في المائة من سكان البلاد، وهو موسم تتصاعد فيه وتيرة الهجمات الإرهابية، التي تأخذ في كثير من الأحيان طابعاً طائفياً.

وقالت الشرطة إن الهجوم استهدف مسجداً مساء الأربعاء، حين كان العشرات يؤدون صلاة المغرب، فيما تشير المعطيات الأولية إلى أن الهجوم نفذه انتحاري باستخدام عبوة ناسفة تقليدية الصنع.

وقالت الشرطة إن التحقيقات مستمرة للكشف عن ملابسات ما حدث، وطلبت من السكان «التحلي بالهدوء واليقظة»، وقال كينيث داسو، المتحدث باسم قيادة ولاية بورنو: «تتواصل حالياً عمليات تمشيط مستمرة تنفذها الشرطة وفرق إزالة المتفجرات».

يتفقد عسكريون موقع التفجير بسوق غامبورو في مايدوغوري يوم 24 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قال الجيش إن المسجد الذي استهدفه الهجوم الإرهابي يقع داخل سوق شعبية في حي غامبورو بمدينة مايدوغوري، وهي المدينة الأشد تضرراً من الهجمات الإرهابية خلال 15 عاماً الأخيرة.

وقال مسؤول الإعلام في عملية «هادين كاي» لمحاربة الإرهاب، المقدم ساني أوبا، إن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن الانفجار تسبّب فيه انتحاري يُشتبه في أنه إرهابي من (بوكو حرام)، فجّر عبوة ناسفة بدائية الصنع؛ ما أدى إلى مقتله ومقتل مدنيين اثنين في موقع الهجوم».

يتفقد عسكريون موقع التفجير داخل مسجد بسوق غامبورو في مايدوغوري يوم 24 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

وأضاف أنه فور وقوع الهجوم تحركت قوات الجيش والشرطة ومختلف الأجهزة الأمنية، وقال: «أُمّنت المنطقة المتضررة سريعاً وطُوّقت لمنع وقوع أضرار إضافية، كما نُقل المصابون إلى المستشفى العام ومستشفى جامعة مايدوغوري التعليمي لتلقي العلاج». وأوضح أن «هنالك مصابين في وضعية حرجة؛ مما يزيد من احتمالات ارتفاع عدد الضحايا، حيث توفي اثنان في المستشفى، ولا يزال مصابان آخران في وضعية حرجة جداً».

وقال المقدم ساني أوبا إن الإجراءات الأمنية شُدِّدت في مدينة مايدوغوري والمناطق المحيطة بها عقب الهجوم، وذلك لمنع وقوع حوادث أخرى، لا سيما خلال موسم الأعياد، وطلب من السكان «تجنب الأماكن المزدحمة، والإبلاغ عن أي تحركات أو أنشطة مشبوهة».

قتل 5 أشخاص على الأقل وأصيب 35 آخرون في هجوم إرهابي استهدف مسجداً بمدينة مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو أقصى شمال شرقي نيجيريا

إلى ذلك، ندد ⁠باباجانا زولوم، حاكم ولاية بورنو، بالهجوم، وقال إنه «‌مستنكَر تماماً، ووحشي وغير إنساني»، ودعا في بيان إلى توخي الحذر في دور العبادة والأماكن العامة خلال موسم الاحتفالات.

وجدد الرئيس بولا أحمد تينيبو التزامه حماية جميع الأديان في أجواء يسودها التسامح والانسجام، وقال في خطاب عشية موسم أعياد الميلاد إن إدارته ستبني على الحوار المستمر مع قادة الديانات الكبرى لمنع النزاعات وتعزيز التعايش السلمي، في إطار الجهود الأوسع الرامية إلى ترسيخ الوحدة الوطنية والاستقرار.

وأضاف أن «الحوار مع القادة المسيحيين والمسلمين ظل محوراً أساسياً في تعامل إدارته مع قضايا التعصب الديني وانعدام الأمن»، مشيراً إلى أن «هذه اللقاءات ستتوسع لتعزيز الانسجام في أنحاء البلاد».

وتطرق تينيبو إلى الشكاوى المتعلقة بانعدام الأمن والتعصب الديني في نيجيريا، متعهداً بتعميق التواصل مع الهيئات الدينية لتعزيز السكينة.

تأتي هذه التصريحات في وقت يحتفل فيه مسيحيو نيجيريا بأول عيد ميلاد منذ مزاعم عن إبادة جماعية بحق المسيحيين، وهي مزاعم نفتها الحكومة الفيدرالية، لكنها دفعت الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى تصنيف نيجيريا دولةً «موضع قلق خاص»، ولوح بعمل عسكري لحماية المسيحيين.

من جهة أخرى، قال رئيس أركان الدفاع في الجيش النيجيري، الجنرال أولوفيمي أولوييدي، إن «الوطن مدين للقوات المرابطة في الخطوط الأمامية»، وأضاف أن شعب نيجيريا «يعبر عن تقديره للقوات على يقظتها الدائمة ومواجهتها مختلف التهديدات التي تستهدف السلم والأمن الجماعيين».

يقف مسؤول طوارئ خارج «مستشفى بورنو التخصصي» حيث يعالَج المصابون في انفجار وقع خلال الصلاة بأحد المساجد في مايدوغوري بنيجيريا يوم 24 ديسمبر 2025 (رويترز)

وقال الجنرال أولوييدي، في رسالة موجهة لأفراد القوات المسلحة بمناسبة أعياد الميلاد، إن «شجاعتكم وانضباطكم واحترافيتكم وخدمتكم المتفانية، التي غالباً ما تُقدَّم بتضحيات شخصية جسيمة، تجسّد أسمى تقاليد القوات المسلحة النيجيرية».

وأضاف: «أنتم تواصلون اليقظة ومواجهة شتى التهديدات التي تمسّ سلامنا وأمننا الجماعيين، بينما يستمتع الآخرون بأعياد الميلاد مع أحبّتهم. ولهذا؛ فإن الوطن مدين لكم بامتنان لا يُقدَّر بثمن».

وأكد الجنرال أولوييدي أن «المؤسسة العسكرية ستواصل التزام واجبها الدستوري في الدفاع عن سيادة نيجيريا ووحدة أراضيها ومؤسساتها الديمقراطية»، مشيراً إلى أنه سيعمل على تحسين ظروف القوات المسلحة، وقال: «نحن ملتزمون تحسين ظروف المعيشة والعمل لأفراد القوات المسلحة وعائلاتهم، من خلال تعزيز حزم الرعاية، وتحسين الخدمات الصحية، وتوفير سكن أفضل، وصرف المستحقات في مواعيدها، ومواصلة دعم عائلات أبطالنا الذين سقطوا».

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، الذي يأتي وسط مخاوف أمنية متصاعدة في ‌شمال شرقي ‌نيجيريا، حيث يشن ‌متشددون ⁠​من جماعة ‌«بوكو حرام» وتنظيم «داعش - ولاية غرب أفريقيا» حملة عنف على مدى 15 عاماً، تستهدف المدنيين والمساجد والأسواق.

وفي أغسطس (آب) الماضي، قال مسؤولون محليون وسكان إن متشددين هاجموا مسجداً ومنازل قريبة في ولاية كاتسينا شمال غربي البلاد؛ ما ‌أسفر عن مقتل من لا يقلون عن 50 شخصاً.


سبعة قتلى بانفجار في مسجد شمال شرقي نيجيريا

انفجار يهز مسجداً أثناء صلاة في مايدوجوري (إ.ب.أ)
انفجار يهز مسجداً أثناء صلاة في مايدوجوري (إ.ب.أ)
TT

سبعة قتلى بانفجار في مسجد شمال شرقي نيجيريا

انفجار يهز مسجداً أثناء صلاة في مايدوجوري (إ.ب.أ)
انفجار يهز مسجداً أثناء صلاة في مايدوجوري (إ.ب.أ)

قُتل 7 مصلّين، الأربعاء، بانفجار داخل مسجد في مدينة مايدوغوري، شمال شرقي نيجيريا، حسب ما أفاد قائد في ميليشيا محلية مناهضة للجهاديين لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال أبو بكر كولو إن الهجوم نُفّذ بواسطة عبوة ناسفة، من دون أن تعلن أي جماعة مسلّحة على الفور مسؤوليتها عنه.

فيما قال شاهد من «​رويترز» إن انفجاراً هزّ مسجداً أثناء الصلاة.

ووقع الانفجار في مدينة تعدّ مركزاً لتمرد تشنّه جماعة «بوكو حرام» المتشددة، وتنظيم «داعش» (ولاية غرب أفريقيا) ⁠منذ ما يقارب عقدين، أودى بحياة عشرات ‍الآلاف، ‍وشرد الملايين في شمال ‍شرقي نيجيريا.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، إلا أن المسلحين سبق لهم استهداف ​المساجد والأماكن المزدحمة في مايدوجوري بتفجيرات انتحارية وعبوات ⁠ناسفة.

وبدأت «بوكو حرام» تمردها في ولاية بورنو عام 2009، ساعية إلى إقامة «خلافة إسلامية».

وعلى الرغم من العمليات العسكرية والتعاون الإقليمي لدحر الجماعة، لا تزال الهجمات المتفرقة التي تشنّها تُهدد المدنيين ‌في شمال شرقي نيجيريا.


مجلس الأمن يمدد تفويض بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال حتى 2026

مجلس الأمن (أ.ف.ب)
مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأمن يمدد تفويض بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال حتى 2026

مجلس الأمن (أ.ف.ب)
مجلس الأمن (أ.ف.ب)

اعتمد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، قراراً يمدد تفويض القوة التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال حتى عام 2026.

وتنتشر بعثة الدعم والاستقرار، التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال (AUSSOM)، في هذا البلد المضطرب في منطقة القرن الأفريقي لدعم القوات الأمنية الصومالية ومكافحة حركة الشباب الجهادية.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، قد حلّت هذه البعثة محل مهمة «انتقالية» في يناير (كانون الثاني)، كانت بدورها امتداداً لقوة تابعة للاتحاد الأفريقي، أُطلقت أساساً عام 2007.

وعلى الرغم من المكاسب التي حقّقتها القوات الصومالية وقوات البعثة ضد «حركة الشباب» عامي 2022 و2023، فإن الجماعة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» عادت إلى شنّ هجمات منذ العام الماضي.

وتبنّت الحركة هجوماً وقع في مارس (آذار) كاد يصيب موكب الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، كما أطلقت في أبريل (نيسان) قذائف على مطار مقديشو.

وفي أغسطس (آب)، استعادت القوات المسلحة الصومالية وقوات البعثة بلدة بارييري الاستراتيجية، التي تضم قاعدة عسكرية وتقع على بعد نحو 100 كيلومتر غرب العاصمة مقديشو.

ويبقي القرار الذي تم اعتماده الثلاثاء العدد الأقصى لعناصر البعثة عند 11826 عنصراً نظامياً، بينهم 680 شرطياً.

كما أعرب مجلس الأمن في القرار عن «قلقه إزاء النقص المزمن المستمر في تمويل» البعثة.

وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، في حين أيّد القرار الأعضاء الأربعة عشر الآخرون في المجلس.