السعودية تدعو لتدخل دولي عاجل لإنهاء المجاعة في غزة ووقف الإبادة الجماعية

مجلس الوزراء يُحذر من تقويض النظام الدولي ويشدد على دعم الموقف الفلسطيني

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
TT

السعودية تدعو لتدخل دولي عاجل لإنهاء المجاعة في غزة ووقف الإبادة الجماعية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)

دعت السعودية المجتمع الدولي، خصوصاً الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى التدخل الفوري لإنهاء المجاعة في قطاع غزة، ووقف الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، مشددةً على أن استمرار هذه الجرائم دون مساءلة يقوِّض قواعد القانون الدولي، ويهدد الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.

وناقشت جلسة مجلس الوزراء السعودي، التي عُقدت، الثلاثاء، في جدة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مستجدات الأوضاع السياسية والإنسانية في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)

وأكد المجلس دعم المملكة مخرجات الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، الذي عُقد في جدة لبحث العدوان المتواصل على قطاع غزة، مشيراً إلى أهمية تنسيق المواقف والجهود لوقف الإبادة الجماعية، والتصدي للمخططات التي تسعى لترسيخ الاحتلال وفرض السيطرة الكاملة على القطاع.

كما أعرب عن إدانة المملكة الشديدة لاستمرار التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية، والتدخل في شؤونها الداخلية، مؤكداً دعم الحكومة السورية في اتخاذ ما تراه ضرورياً لحفظ الأمن والاستقرار وسيادة مؤسسات الدولة، ورفض أي دعوات انفصالية من شأنها تهديد وحدة هذا البلد الشقيق.

وفي الملف السوداني، جدد مجلس الوزراء دعوة الأطراف كافة إلى تنفيذ بنود «إعلان جدة» الموقَّع في مايو (أيار) 2023، والالتزام بحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مع ضرورة تغليب مصلحة الشعب السوداني وتجنيبه مزيداً من التدهور والمعاناة.

وفي مستهل الجلسة، أطلع خادم الحرمين الشريفين أعضاء المجلس على فحوى الرسالة التي تلقاها من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والمتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات. كما استعرض المجلس نتائج اللقاء الذي جمع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، بالرئيس المصري، إلى جانب فحوى الاتصال الهاتفي الذي أجراه ولي العهد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي تناول جهود المملكة في دعم السلام العالمي، ودورها في ترسيخ الحوار بوصفه أداة لحل الأزمات الدولية.

وعلى الصعيد الداخلي، نوه مجلس الوزراء بالجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة لخدمة المعتمرين، مرحباً بأعدادهم المتزايدة لهذا العام، ومؤكداً أن المملكة تواصل تسخير طاقاتها وإمكاناتها لضمان راحة ضيوف الرحمن منذ وصولهم حتى مغادرتهم.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)

وأشاد المجلس بنجاح النسخة الأخيرة من مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتفسيره، التي شهدت أكبر مشاركة في تاريخها، بمشاركة 179 متسابقاً يمثلون 128 دولة، في تأكيد على ريادة المملكة في خدمة كتاب الله والعناية بحفظته.

كما ثمّن التفاعل المجتمعي الواسع مع الحملة الوطنية للتبرع بالدم، التي أطلقها ولي العهد، والهادفة إلى تعزيز قيم العمل الإنساني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدم ومكوناته في مختلف المناطق.

وفي السياق الاقتصادي، استعرض المجلس تقريراً عن أداء سوق العمل، وأشاد بإسهام صندوق تنمية الموارد البشرية في توظيف نحو 267 ألف مواطن ومواطنة في منشآت القطاع الخاص خلال النصف الأول من العام الجاري، في خطوة تعكس فاعلية برامج التمكين والمواءمة الوظيفية.

وتناول المجلس أيضاً الدعم المستمر الذي يحظى به قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، من خلال تشريف ولي العهد للحفل الختامي لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، والتي تأتي ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى بناء قطاع تنافسي عالمي يوفر نحو 39 ألف وظيفة، ويسهم بنحو 50 مليار ريال في الناتج المحلي بحلول 2030.

وفي الجانب التنظيمي، أقر المجلس عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع جهات ودول عدة، تشمل مجالات الأمن الصناعي، والشؤون الإسلامية، والصحة، والبنية التحتية، ورعاية ذوي الإعاقة، والطيران المدني، والرقابة المالية.

جانب من جلسة مجلس الوزراء السعودي (واس)

وشملت القراراتُ الموافقةَ على توقيع مذكرات تفاهم مع كل من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والمجلس الإسلامي في مدغشقر، ووزارتي الطاقة في إندونيسيا، والاستثمار في هونغ كونغ، بالإضافة إلى وزارتي الصحة في الهند، والطيران المدني في الكويت، والمجالس المختصة في قبرص وغامبيا وفنزويلا.

كما وافق المجلس على نظام نزع ملكية العقارات للمصلحة العامة ووضع اليد المؤقت على العقارات، إلى جانب اعتماد الاستراتيجية المحدّثة لتطوير منطقة عسير، في إطار دعم جهود التنمية المتوازنة في مختلف مناطق المملكة.

واختتم المجلس جلسته بالاطلاع على تقارير سنوية لكلٍّ من مركز الإسناد والتصفية، وجامعة بيشة، واتخذ حيالها الإجراءات النظامية اللازمة.


مقالات ذات صلة

السعودية تجدد تأكيد سياستها الخارجية لتوطيد الأمن وحل النزاعات سلمياً

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يترأس جلسة مجلس الوزراء (واس)

السعودية تجدد تأكيد سياستها الخارجية لتوطيد الأمن وحل النزاعات سلمياً

جددت السعودية تأكيد ما توليه سياستها الخارجية من أهمية قصوى لتوطيد الأمن والاستقرار الإقليميين، وحل النزاعات سلمياً، وتقديم المساعدات، وتعزيز الحوار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء الخاصة بإقرار ميزانية العام 2026 (واس) play-circle

السعودية تقر ميزانية 2026: «حصافة مالية» في قلب المرحلة الثالثة لـ«رؤية 2030»

أقر مجلس الوزراء السعودي، يوم الثلاثاء، الميزانية العامة لعام 2026 التي تستهدف الموازنة بين الحصافة المالية وتكثيف جهود تنفيذ وتفعيل برامج ومشاريع «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الدمام)
رياضة سعودية أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل أن موافقة مجلس الوزراء على نظام الرياضة تعكس دعم القيادة للقطاع (واس)

نظام الرياضة السعودي يدخل مرحلة التنفيذ خلال 180 يوماً

صدور موافقة مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة، الثلاثاء، على مشروع نظام الرياضة، الذي يهدف إلى تنظيم القطاع الرياضي في المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض الثلاثاء (واس)

السعودية تجدد تأكيد مواصلتها العمل مع الشركاء لتحقيق تطلعات الفلسطينيين

جدَّد مجلس الوزراء السعودي تأكيد المملكة مواصلتها العمل مع جميع الشركاء لتحقيق تطلعات الفلسطينيين في تجسيد دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تتميَّز محميتَا «الثقوب الزرقاء» و«رأس حاطبة» بتنوع بيئي فريد وقيمة اقتصادية وسياحية عالية (الحياة الفطرية)

«الثقوب الزرقاء» و«رأس حاطبة» تُعزِّزان الريادة السعودية في الحماية البيئية

وافق مجلس الوزراء السعودي، خلال جلسته، الثلاثاء، على إدراج محميتَي «الثقوب الزرقاء» و«رأس حاطبة» البحريتين ضمن قائمة المحميات الوطنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

عبد الله بن زايد يبحث مع عراقجي تطورات المنطقة

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي وعباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي وعباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني (وام)
TT

عبد الله بن زايد يبحث مع عراقجي تطورات المنطقة

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي وعباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي وعباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني (وام)

بحثَ الشيخُ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائبُ رئيسِ مجلسِ الوزراء وزيرُ الخارجية الإماراتي، في اتصالٍ هاتفي تلقّاه من عباس عراقجي، وزيرِ الخارجية الإيراني، مجملَ الأوضاعِ في المنطقة.

ووفق وكالة أنباء الإمارات «وام»، تناول الاتصال بحثَ آخرِ المستجداتِ والتطوراتِ الإقليمية، إلى جانب مناقشةِ العلاقاتِ الثنائية بين البلدين.


«الانتقالي» يواجه اختبار الخروج من حضرموت والمهرة

قوات في عدن خلال مسيرة مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (إ.ب.أ)
قوات في عدن خلال مسيرة مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (إ.ب.أ)
TT

«الانتقالي» يواجه اختبار الخروج من حضرموت والمهرة

قوات في عدن خلال مسيرة مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (إ.ب.أ)
قوات في عدن خلال مسيرة مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن (إ.ب.أ)

بينما يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي اختبار الاستجابة لوقف التصعيد الأحادي والانسحاب بقواته من حضرموت والمهرة، اتهمته تقارير حقوقية بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في محافظة حضرموت، شملت مداهمة منازل، واعتقالات تعسفية، وإخفاءً قسرياً، وفرض حصار عسكري على مناطق مأهولة بالسكان.

وتأتي هذه الاتهامات بالتوازي مع رسائل سعودية وإقليمية ودولية حازمة ترفض فرض أي واقع جديد بالقوة في شرق اليمن، وتؤكد أن حضرموت والمهرة خارج حسابات المغامرات العسكرية والصراعات الداخلية.

ويرى مراقبون أن التحركات الأحادية وضعت «الانتقالي» أمام اختبار سياسي وأمني حاسم، تتقاطع فيه حسابات الداخل الجنوبي مع مسار الحرب ضد الحوثيين وخيارات السلام الإقليمي.

وبحسب تقديرات متطابقة، فإن استمرار التصعيد يحمل تكلفة مرتفعة، سياسياً وقانونياً وميدانياً، وقد يحول المجلس من شريك داخل معسكر الشرعية إلى عنصر مُعقِّد للاستقرار.

ويرى المراقبون للشأن اليمني أن خيار الخروج المنظم من حضرموت، تحت مسميات فنية وأمنية، يبقى هو المسار الأقل خسارة، إذا ما أراد «الانتقالي» الحفاظ على ما تبقى من مكاسبه وتفادي مواجهة لا تحمد عقباها.


الطائرة الإغاثية السعودية الـ77 تصل إلى العريش محمَّلة بالمساعدات لغزة

جانب من عملية تفريغ حمولة الطائرة السعودية الإغاثية في مطار العريش بمصر (واس)
جانب من عملية تفريغ حمولة الطائرة السعودية الإغاثية في مطار العريش بمصر (واس)
TT

الطائرة الإغاثية السعودية الـ77 تصل إلى العريش محمَّلة بالمساعدات لغزة

جانب من عملية تفريغ حمولة الطائرة السعودية الإغاثية في مطار العريش بمصر (واس)
جانب من عملية تفريغ حمولة الطائرة السعودية الإغاثية في مطار العريش بمصر (واس)

وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر، الأحد، الطائرة الإغاثية السعودية الـ77 التي يسيِّرها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، بالتنسيق مع وزارة الدفاع وسفارة الرياض في القاهرة.

وحملت الطائرة على متنها سلالاً غذائية وحقائب إيوائية، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.

حملت الطائرة على متنها سلالاً غذائية وحقائب إيوائية تمهيداً لنقلها إلى داخل قطاع غزة (واس)

وتأتي هذه المساعدات في إطار الدعم السعودي المقدَّم عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة» للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة؛ للتخفيف من الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها القطاع.