تنديد يمني باختطاف الحوثيين أمين عام «مؤتمر صنعاء»

سياسيون: الجماعة تمهّد لحل الأحزاب كافة

الحوثيون يهددون باجتثاث جميع القوى المناهضة لفساد قادتهم (إ.ب.أ)
الحوثيون يهددون باجتثاث جميع القوى المناهضة لفساد قادتهم (إ.ب.أ)
TT

تنديد يمني باختطاف الحوثيين أمين عام «مؤتمر صنعاء»

الحوثيون يهددون باجتثاث جميع القوى المناهضة لفساد قادتهم (إ.ب.أ)
الحوثيون يهددون باجتثاث جميع القوى المناهضة لفساد قادتهم (إ.ب.أ)

ندَّد سياسيون وناشطون حزبيون يمنيون بحادثة اختطاف الجماعة الحوثية، الأمين العام لجناح حزب «المؤتمر الشعبي» في العاصمة المختطفة صنعاء، غازي الأحول، واقتياده مع مدير مكتبه عادل رُبيد، و3 من مرافقيه إلى جهة مجهولة.

ووصفت الأوساط السياسية والحزبية اليمنية واقعة الاختطاف بأنها تُعدُّ تمهيداً من قبل جماعة الحوثيين لحل الأحزاب كافة في مناطق سيطرتها، وقال ناشطون حزبيون إن هذه الممارسات تكشف بوضوح عن التوجه الحقيقي للجماعة، الساعي إلى الاستحواذ الكامل على الحياة السياسية، وإقصاء القوى الأخرى كافة.

وطالبت بيانات يمنية منددة بالواقعة، الجماعة الحوثية بالإفراج الفوري وغير المشروط عن أمين عام جناح حزب «المؤتمر»، ومرافقيه، والمخطوفين جميعاً على ذمة تهم كيدية وباطلة.

الأمين العام لحزب «المؤتمر الشعبي» بصنعاء غازي الأحول (إعلام محلي)

في غضون ذلك، كشفت مصادر سياسية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن فشل اتصالات عدة أجرتها قيادات في حزب «المؤتمر» مع قيادات حوثية؛ بغية التوصُّل لاتفاق يفضي إلى الإفراج عن الأحول ومرافقيه، إلى جانب قيادات مؤتمرية أخرى.

وقالت المصادر إن حادثة الاختطاف تأتي على خلفية رفض الأحول، قبل أيام، الحضور إلى منزل رئيس الحزب صادق أمين أبو راس، من أجل الاتفاق مع قادة حوثيين كانوا حاضرين على إصدار بيان إلغاء الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب التي تُصادف 24 أغسطس (آب) من كل عام.

خطوة تصعيدية

يؤكد مصدر في حزب «المؤتمر» أن اختطاف الأحول يُعدُّ خطوةً تصعيديةً جديدةً ضمن سلسلة إجراءات تستهدف قيادات وأعضاء وكوادر الحزب، وكشف عن أن حملات التعقب والخطف بحق مَن تبقَّى من قيادات ومنتسبي الحزب لا تزال مستمرةً من قبل أجهزة الجماعة القمعية.

وبحسب المصدر، فإن الانقلابيين يواصلون فرض رقابة مسبقة ومُشدَّدة على أنشطة فروع الأحزاب الموجودة في مناطق سيطرتهم، حيث ألزموها بالحصول على إذن مسبق لأي فعالية ستُنظَّم حتى وإن كانت داخلية وفي مقرات تلك الأحزاب.

وكان حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء أعلن قبل أيام إلغاء احتفاله السنوي بذكرى التأسيس الثالثة والأربعين نزولاً على رغبة الحوثيين، وذلك بعد أيام من حملات تخوين وتهديدات أطلقها قادة الجماعة، بذريعة وجود «مؤامرة» للانتفاض ضدها.

استنكار واسع

على صعيد متصل، استنكر سياسيون وناشطون موالون للحوثيين اختطاف القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء، كاشفين بتغريدات لهم على منصات التواصل الاجتماعي، عن استدعاء ما يُسمى جهاز «الأمن والمخابرات» التابع للجماعة نحو 14 قيادياً في الحزب للتحقيق معهم، في إطار حالة الاستنفار الأمني والعسكري التي تشهدها صنعاء وبقية المناطق مع اقتراب ذكرى تأسيس الحزب.

وفي تعليق له، وصف القيادي الحزبي الموالي للجماعة نايف القانص اختطاف غازي الأحول، بعد أيام من اختطاف القيادي في حزب «البعث» رامي محمود، بأنه تمهيد لحل الجماعة الأحزاب كافة.

الحوثيون يواصلون استهداف جناح حزب «المؤتمر» بغرض إضعافه (إكس)

وعدَّ القانص في تغريدة على منصة «إكس» مثل هذه الممارسات أنها تكشف جلياً التوجه الحوثي الرامي للاستحواذ الكامل على الحياة السياسية وإقصاء القوى الأخرى كافة.

من جانبه، كشف محمد المقالح، القيادي السابق فيما تُسمى «اللجنة الثورية» للحوثيين، عن وجود مخاوف كبيرة لدى كبار قادة جماعته من حزب «المؤتمر» الموالي لهم في صنعاء.

وأكد المقالح، في تغريدة على منصة «إكس»، أن ذلك الخوف نابع من كون «المؤتمر الشعبي» حزب غير ديني، بعد أن ضاق الناس ذرعاً من تدخلات الجماعة في خصوصياتهم وشؤونهم الحياتية.

وضاعفت جماعة الحوثيين، على مدى سنوات ماضية من عمر الانقلاب، القيود على أنشطة الأحزاب والتنظيمات السياسية في مناطق سيطرتها، ومنعت غير مرة جناح حزب «المؤتمر الشعبي» من إقامة أي فعاليات.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي «الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد المجلس الانتقالي الجنوبي انفتاحه على «أي ترتيبات» مع تحالف دعم الشرعية في اليمن، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)

العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة

العليمي يؤكد أن تصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة تمرد على المرجعيات، ويعلن تحرك تحالف دعم الشرعية لحماية المدنيين وفرض التهدئة ودعم الوساطة السعودية الإماراتية

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)

«التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت

السعودية تعيد رسم خطوط التهدئة شرق اليمن، من الاحتواء السياسي إلى الردع العسكري، و«تحالف دعم الشرعية» يستجيب لطلب العليمي التدخل لحماية المدنيين في حضرموت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي الخبراء العسكريون يحذّرون من أن تكون الأنشطة الحوثية في إب تمويهاً لتصعيد في جبهة بعيدة (أ.ف.ب)

أنفاق ومنصات صواريخ… استحداثات حوثية تحاصر سكان إب

كثّف الحوثيون استحداثاتهم العسكرية في محافظة إب بحفر الأنفاق ونشر منصات الصواريخ على المرتفعات، وقيّدوا حركة السكان، وسط تحذيرات من تمويه وتصعيد محتمل.

وضاح الجليل (عدن)

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».