أصوات قدامى المحاربين تضيع... تقرير مصيري يستخلص عِبَر «حرب أفغانستان»

وثائق حكومية عبر 160 مقابلة مع مسؤولين وقادة عسكريين ودبلوماسيين

في هذه الصورة الملتقطة يوم السبت 21 أغسطس 2021 التي نشرها سلاح مشاة البحرية الأميركي يُقدّم مشاة البحرية مع فرقة المهام الجوية - الأرضية - البحرية للأغراض الخاصة - وحدة الاستجابة للأزمات - القيادة المركزية المساعدة خلال عملية إخلاء في «مطار كرزاي الدولي» بأفغانستان (أ.ب)
في هذه الصورة الملتقطة يوم السبت 21 أغسطس 2021 التي نشرها سلاح مشاة البحرية الأميركي يُقدّم مشاة البحرية مع فرقة المهام الجوية - الأرضية - البحرية للأغراض الخاصة - وحدة الاستجابة للأزمات - القيادة المركزية المساعدة خلال عملية إخلاء في «مطار كرزاي الدولي» بأفغانستان (أ.ب)
TT

أصوات قدامى المحاربين تضيع... تقرير مصيري يستخلص عِبَر «حرب أفغانستان»

في هذه الصورة الملتقطة يوم السبت 21 أغسطس 2021 التي نشرها سلاح مشاة البحرية الأميركي يُقدّم مشاة البحرية مع فرقة المهام الجوية - الأرضية - البحرية للأغراض الخاصة - وحدة الاستجابة للأزمات - القيادة المركزية المساعدة خلال عملية إخلاء في «مطار كرزاي الدولي» بأفغانستان (أ.ب)
في هذه الصورة الملتقطة يوم السبت 21 أغسطس 2021 التي نشرها سلاح مشاة البحرية الأميركي يُقدّم مشاة البحرية مع فرقة المهام الجوية - الأرضية - البحرية للأغراض الخاصة - وحدة الاستجابة للأزمات - القيادة المركزية المساعدة خلال عملية إخلاء في «مطار كرزاي الدولي» بأفغانستان (أ.ب)

انطلقت شهادات قدامى المحاربين الأميركيين في أفغانستان لتُروى أمام لجنةٍ تُدقِّق في قرارات صراعٍ استمر عقدين من الزمن، مُصوِّرةً تجربتهم ليست كجحيمٍ فقط، بل كغمامةٍ من الحيرة والإحباط والتصدع المعنوي، بل والإذلال في كثيرٍ من الأحيان.

وتنصبُّ مهمة «لجنة حرب أفغانستان»، المؤلفة من حزبين، على تصوير هذه التجارب بأمانة في تقريرها المصيري المزمع رفعه إلى الكونغرس العام المقبل، الذي سيتناول القرارات المحورية - الاستراتيجية والدبلوماسية والعسكرية - التي قادت مسار الحرب من يونيو (حزيران) 2001 وحتى الانسحاب الشائن في أغسطس (آب) 2021، وفق تقرير لـ«أسوشييتد برس».

وأصدرت المجموعة الثلاثاء تقريرها المرحلي الثاني من دون استخلاص نتائج بعد، لكنها أشارت إلى موضوعات بارزة ظهرت عبر آلاف الصفحات من وثائق حكومية؛ ونحو 160 مقابلة مع مسؤولين وزاريين، وقادة عسكريين، ودبلوماسيين، وزعماء أفغان وباكستانيين... وغيرهم؛ بالإضافة إلى منتديات مع قدامى المحاربين، مثل ذلك الذي عُقد مؤخراً ضمن «المؤتمر الوطني لقدامى المحاربين الأجانب» في كولومبوس بأوهايو.

في هذه الصورة الملتقطة يوم السبت 21 أغسطس 2021 التي نشرها سلاح مشاة البحرية الأميركي يُقدّم مشاة البحرية مع فرقة المهام الجوية - الأرضية - البحرية للأغراض الخاصة - وحدة الاستجابة للأزمات - القيادة المركزية المساعدة خلال عملية إخلاء في «مطار كرزاي الدولي» بأفغانستان (أ.ب)

«ما الذي يمكن أن نتعلمه من حرب أفغانستان؟» كان عنوان جلسة نقاش عُقدت في 12 أغسطس مع 4 من أعضاء «لجنة الـ16». ما تلقوه كان ساعتين متواصلتين من عشرات القصص الشخصية للمحاربين القدامى؛ لم تكن واحدة منها إيجابية بشكل ساطع، وغالبيتها غارق في الإحباط وخيبة الأمل.

جنديان من مشاة البحرية الأميركية من «الوحدة الاستكشافية الـ24 - MEU» يرشدان امرأة تحمل طفلاً بين ذراعيها خلال عملية إخلاء في «مطار حميد كرزاي الدولي» بكابل (أ.ب)

قالت المحاربة السابقة في سلاح مشاة البحرية، بريتاني دايموند، التي خدمت في أفغانستان عام 2012: «أعتقد أن أفضل وصف لتلك التجربة هو أنها كانت مروعة».

أما المحاربة السابقة في البحرية، فلورنس ويلش، فقالت إن انسحاب عام 2021 جعلها تشعر بالخزي لأنها خدمت هناك أصلاً. وأضافت: «لقد حوَّلنا الأمر إلى فيتنام؛ فيتنام لم يعمل أيٌّ منا لأجلها».

وأنشأ أعضاءُ الكونغرس، مدفوعين جزئياً بخدمتهم الشخصية في الحرب، اللجنةَ المستقلة بعد أشهر من الانسحاب، عقب تقييم من إدارة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، حمّل إدارة الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترمب، مسؤولية تقييد خيارات الولايات المتحدة. فيما ألقى تقرير جمهوري باللوم على بايدن. ولا تزال الآراء منقسمة بشأن الأحداث، وقد أمر وزير الدفاع، بيت هيغسيث، بمراجعة أخرى هذا الربيع.

في هذه الصورة الملتقطة يوم السبت 21 أغسطس 2021 التي نشرها سلاح مشاة البحرية الأميركي يُقدّم مشاة البحرية مع فرقة المهام الجوية - الأرضية - البحرية للأغراض الخاصة - وحدة الاستجابة للأزمات - القيادة المركزية المساعدة خلال عملية إخلاء في «مطار كرزاي الدولي» بأفغانستان (أ.ب)

في حين قال الرئيس المشارك للجنة الدكتور كولن جاكسون إن اللجنة تريد فهم الصورة الأشمل لصراع امتد عبر 4 إدارات رئاسية وأودى بحياة نحو 2400 مواطن أميركي. وأضاف: «نحن مهتمون بالنظر بجدية إلى نهاية مشاركة الولايات المتحدة في أفغانستان، لكننا نهتم بالقدر نفسه بفهم البداية والوسط والنهاية».

وقالت الرئيسة المشاركة، شميلة شودري، إن اللجنة تدرس أيضاً أسئلة أوسع: «عملنا لا يتعلق فقط بما فعلته الولايات المتحدة في أفغانستان، بل بما يجب أن تفعله في أي بلد تعدّ أن لها فيه مصلحة أمنية وطنية. وليس فقط: هل يجب أن تكون هناك؟ بل كيف يجب أن تتصرف، وبأي قيم تهتدي، وكيف تنخرط مع أشخاص يختلفون عنها كثيراً؟».

وشدد جاكسون على أن أولويةً اللجنة المطلقة هي ضمان ألا يكون التقرير النهائي، المقرر في أغسطس 2026، «غريباً أو غيرَ معبّرٍ عن أي محارب قديم خاض غمار أفغانستان»، مضيفاً: «يجب أن يُمثّل التقرير تجربة كل جندي وبحّار وطيار ومشاة بحرية على أرض الواقع».

وقالت دايموند لأعضاء اللجنة إن المشكلة الكبرى كانت المهمة نفسها: «لا يمكنك فرض أجندة ديمقراطية، وهي جزء من سياستنا الخارجية، على ثقافة أناس لا يتبنون آيديولوجيتك. ماذا كنا نتوقع أن تكون النتيجة؟ وهكذا خسرنا على مدى عقدين من الزمان جنوداً بين قتيل وجريح؛ لأننا حاولنا تغيير آيديولوجية لم يطلبوه».

أما المحارب القديم ستيف أورف، الذي قضى 8 سنوات في الجيش، فقد خرج من التجربة محطم الروح، مؤكداً أنه لم يذهب إلى هناك «لهزيمة شريرٍ مجرد»، مضيفاً: «نحن الذين خدمنا أردنا أن نؤمن بأننا نساعد في تحسين العالم، وحملنا معنا آمال وقيم ومبادئ الولايات المتحدة؛ قيماً ومبادئ يبدو أنها كانت أيضاً من ضحايا هذه الحرب. بالنسبة إلى كثيرين منا، فقد تحطم إيماننا بقادتنا وتزعزعت ثقتنا ببلدنا».

وسلط التقرير المرحلي الضوء على ثيماتٍ رئيسية للمراجعة، منها الانجراف الاستراتيجي، وانعدام التنسيق بين المؤسسات، ومدى توافق أو تناقض أهداف الحرب داخل أفغانستان مع أهداف الحرب على الإرهاب خارجها.

كما أشار التقرير إلى الصعوبات التي واجهتها اللجنة في الحصول على وثائق أساسية. ووفق التقرير، فقد رفضت إدارة بايدن في البداية طلبات اللجنة بالحصول على مواد من البيت الأبيض تتعلق بتنفيذ اتفاق السلام المبرم في فبراير (شباط) 2020 بين ترمب و«طالبان»؛ المعروف باسم «اتفاق الدوحة»، وكذلك بشأن إدارة الانسحاب، مستندةً إلى أسباب سرية تنفيذية.

وأدّى الانتقال إلى ولاية ترمب الثانية لمزيد من التأخير والتعقيدات، غير أن اللجنة أكدت أن وتيرة تدفق الوثائق والمعلومات الاستخباراتية الحيوية قد تحسنت بشكل ملحوظ بعد أن شددت على إلحاح مهمتها وإصرارها على الشفافية أمام الإدارة الجديدة.


مقالات ذات صلة

آسيا قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)

رئيس أركان الجيش: 70 % من مقاتلي «طالبان باكستان» مواطنون أفغان

ذكر رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، أن 70 في المائة من مقاتلي حركة «طالبان باكستان» الذين يدخلون باكستان هم «مواطنون أفغان».

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا صورة غير مؤرخة لمنظر طبيعي وبحيرة في ريف كابل بأفغانستان (شاتر ستوك)

المعادلة العابرة لأفغانستان... ساحة تنافس أم مجال لمصلحة مشتركة؟

لم تعد عودة إحياء «الممر العابر لأفغانستان» مجرد مشروع نقل بديل، بل باتت مؤشراً حاسماً على الكيفية التي ستتموضع بها دول آسيا الوسطى جيوسياسياً في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل )
أوروبا صورة ملتقطة في 3 نوفمبر 2025 في العاصمة الباكستانية إسلام آباد تظهر امرأة أفغانية تنتظر في المطار قبل مغادرتها إلى ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا تستقبل دفعة جديدة تضم 160 أفغانياً حاصلاً على تعهد بالإيواء

وصل 160 أفغانياً، حاصلاً على تعهد بالإيواء، إلى العاصمة الألمانية برلين على متن رحلة طيران «تشارتر» نظمتها الحكومة الألمانية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية عراقجي يترأس اجتماعاً لدول جوار أفغانستان وروسيا في طهران اليوم (الخارجية الإيرانية)

طهران تعقد اجتماعاً يناقش تطورات أفغانستان بغياب كابل

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الاستقرار في أفغانستان لن يتحقق عبر «وصفات مستوردة» أو «قرارات عابرة للأقاليم».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

كيف تُقارن السفن الحربية الجديدة لترمب بنظيراتها الصينية والروسية؟

ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)
ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)
TT

كيف تُقارن السفن الحربية الجديدة لترمب بنظيراتها الصينية والروسية؟

ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)
ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فتح نقاش قديم - جديد داخل الأوساط العسكرية والاستراتيجية، بعد كشفه عن مشروع فئة جديدة من السفن الحربية أطلق عليها اسم بارجة «فئة ترمب»، واصفاً إياها بأنها «أقوى بمائة مرة من أي بارجة بُنيت في التاريخ»، وقادرة على مواجهة «أي خصم وفي أي بحر».

ويأتي هذا الإعلان في وقت لم تستخدم فيه الولايات المتحدة البارجات التقليدية منذ إخراج سفن فئة «آيوا» من الخدمة مطلع تسعينات القرن الماضي، غير أن ترمب، الذي أبدى مراراً إعجابه بالسفن الحربية الضخمة، كان قد دعا علناً إلى إحياء هذا النوع من القطع البحرية، مؤكداً أنه سيتدخل شخصياً في تصميمها، بعدما انتقد سابقاً مظهر بعض السفن الأميركية الحديثة واصفاً إياها بأنها «غير جذابة».

ووفق ما أعلنته الإدارة الأميركية، سيبلغ عدد أفراد طاقم كل بارجة نحو 850 عنصراً، لتكون هذه السفن العمود الفقري لما يسميه ترمب «الأسطول الذهبي»، وهو مشروع طموح يشمل أيضاً سفناً قتالية صغيرة مستوحاة من زوارق خفر السواحل الأميركية من فئة «Legend». وتخطط البحرية الأميركية لشراء ما يصل إلى 25 سفينة من هذه الفئة، على أن تحمل الأولى اسم «USS Defiant».

ومن المتوقع أن يبدأ بناء السفينة الرئيسية في أوائل ثلاثينات القرن الحالي، لتتحول لاحقاً إلى السفينة القائدة «Flagship» للبحرية الأميركية، وسط تقديرات تشير إلى أن تكلفة الواحدة منها ستبلغ عدة مليارات من الدولارات.

مقارنة مع الصين وروسيا

وخلال الإعلان عن التصميم، قال وزير البحرية الأميركي، جون فيلان، إن بارجة «فئة ترمب» ستكون الأكبر والأكثر فتكاً وتعدداً في المهام، بل والأجمل شكلاً، بين جميع السفن الحربية في العالم. وفقاً لمجلة «نيوزويك».

عرض تصوّري للسفينة «يو إس إس ديفاينت» المقترحة من «فئة ترمب» خلال إعلان الرئيس الأميركي مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية (رويترز)

ويُنظر تقليدياً إلى الأسطول السطحي الروسي على أنه أقل قوة مقارنة بأسطوله من الغواصات، التي تتمتع بقدرات عالية على التخفي وتنفيذ ضربات بعيدة المدى. أما الصين، فتمتلك اليوم أكبر بحرية في العالم من حيث عدد السفن، مدعومة باستثمارات ضخمة في بناء السفن، في مقابل معاناة البرامج الأميركية من تأخيرات وتجاوزات متكررة في التكاليف.

ويرى محللون أن التصميم الأولي لبارجة «فئة ترمب» يحمل أوجه شبه مع الطرادات السوفياتية النووية الثقيلة من فئة «كيروف»، وكذلك مع المدمرة الصينية الحديثة من طراز «Type 055». غير أن فريدريك ميرتنز، المحلل الاستراتيجي في مركز الأبحاث الهولندي «TNO»، يرى أن «هذه السفن صُممت أساساً للرد على التفوق الأميركي في حاملات الطائرات»، معتبراً أن البارجة الجديدة «تتفوق على أهداف تمتلك البحرية الأميركية بالفعل وسائل أكثر كفاءة للتعامل معها عبر القوة الجوية والغواصات».

حاملات الطائرات والأسلحة الفرط صوتية

وتشغّل الولايات المتحدة حالياً 11 حاملة طائرات، من بينها «جيرالد آر. فورد»، الأكبر في العالم، في حين احتفلت الصين مؤخراً بإطلاق حاملة الطائرات «فوجيان»، الأكثر تطوراً ضمن أسطولها المؤلف من ثلاث حاملات، والمزوّدة بمقاليع كهرومغناطيسية لإطلاق الطائرات.

وحسب البحرية الأميركية، ستتمتع بارجات «فئة ترمب» بقدرة على ضرب أهداف على مسافات تصل إلى 80 ضعف مدى السفن الحالية، باستخدام أنظمة إطلاق صواريخ عمودية متقدمة، قادرة على تنفيذ ضربات فرط صوتية بعيدة المدى ضد أهداف استراتيجية برية.

وتُعد الأسلحة الفرط صوتية، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمس مرات على الأقل، مجال تفوق حالي لكل من روسيا والصين، في حين لا تزال الولايات المتحدة تسعى إلى امتلاك قدرات تشغيلية كاملة في هذا المجال. وقد استخدمت موسكو هذه الصواريخ بشكل متكرر خلال حربها في أوكرانيا منذ بدايتها عام 2022.

الحجم والتكلفة... وأسئلة مفتوحة

وتشير التقديرات إلى أن طول السفينة الجديدة قد يصل إلى 880 قدماً، مع قدرة على إطلاق صواريخ كروز يمكن تزويدها برؤوس نووية، إضافة إلى أسلحة ليزر عالية الطاقة ومدافع متقدمة، رغم أن عدداً من هذه التقنيات لا يزال في طور التطوير.

وستفوق بارجات «فئة ترمب» أكثر من ضعف حجم مدمرات «زوموالت»، الأكبر حالياً في الأسطول الأميركي، لتقترب من أبعاد بوارج «آيوا» التي خرجت من الخدمة قبل ثلاثة عقود.

غير أن مستقبل المشروع لا يزال محفوفاً بالتساؤلات، في ظل غموض مسارات التمويل، واشتداد المنافسة على الموارد داخل البحرية الأميركية، فضلاً عن المخاوف من تأثيره على برامج تسليح أخرى، من بينها برنامج المقاتلة المستقبلية «F/A-XX»، ما يفتح الباب أمام جدل واسع حول جدوى المشروع وتوقيته في خضم سباق التسلح البحري المتسارع.


ديمقراطيون يدعون ترمب للتراجع عن استدعاء عشرات السفراء من الخارج

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ديمقراطيون يدعون ترمب للتراجع عن استدعاء عشرات السفراء من الخارج

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

دعا أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس الجمهوري دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، إلى التراجع عن قرار استدعاء ما يقرب من 30 سفيراً يعملون ​في الخارج، وحذروا من أن هذه الخطوة ستترك فراغا في القيادة يمثل خطورة، ويسمح لخصوم، مثل روسيا والصين، بتوسيع نفوذهم، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأمرت إدارة ترمب في الأيام القليلة الماضية أكثر من 24 دبلوماسياً يعملون في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية بالعودة إلى واشنطن، لضمان أن تعكس البعثات الأميركية في الخارج سياسة «أميركا أولاً» التي تمثل أولوية للرئيس.

ووصف عشرة ‌أعضاء من الديمقراطيين ‌في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ هذا ‌الاستدعاء ⁠الجماعي ​المفاجئ ‌بأنه «خطوة غير مسبوقة» لم تقم بها أي إدارة أخرى منذ أن أنشأ الكونغرس السلك الدبلوماسي الحديث قبل مائة عام، وقالوا إنه لا توجد خطة لإرسال مؤهلين آخرين بدلاً منهم.

وقال الأعضاء في رسالتهم إلى ترمب، التي اطلعت عليها «رويترز»، إن هذا الاستدعاء يرفع عدد مناصب السفراء الأميركيين الشاغرة إلى أكثر من ⁠100 منصب، أي حوالي نصف عدد هذه المناصب بالكامل في العالم. وذكروا ‌أن 80 وظيفة كانت شاغرة قبل ‍القرار.

ولم ترد وزارة الخارجية والبيت ‍الأبيض بعد على طلبات للتعليق على الرسالة. ووصف مسؤول ‍كبير في الوزارة، يوم الاثنين، الاستدعاء الجماعي بأنه «عملية معتادة في أي إدارة».

وقال الأعضاء الديمقراطيون في رسالتهم: «بينما تنتظر أكثر من 100 سفارة أميركية تفتقر إلى قيادة عليا سفراء أميركيين، ستحافظ ​الصين وروسيا وغيرهما على اتصالات منتظمة مع القادة الأجانب الذين سنتخلى عنهم فعليا، مما سيسمح لخصومنا بتوسيع ⁠نطاق نفوذهم وتأثيرهم للحد من المصالح الأميركية بل وحتى الإضرار بها».

وأضاف الأعضاء، ومن بينهم العضوة البارزة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جين شاهين، وكريس ميرفي، وآخرون: «أظهر هؤلاء السفراء التزامهم بتنفيذ سياسات إدارات الحزبين لعقود بإخلاص... إننا ندعوكم إلى التراجع عن هذا القرار فوراً قبل أن تتعرض مكانة أميركا في العالم لمزيد من الضرر».

وتعهد ترمب مراراً «بتطهير الدولة العميقة» من خلال إقالة المتسببين في البيروقراطية، الذين يعدهم غير موالين له، وتعيين مناصرين له في مناصب عليا.

وأمر وزير الخارجية ‌ماركو روبيو في فبراير (شباط) بتجديد السلك الدبلوماسي الأميركي لضمان تنفيذ سياسته الخارجية «بأمانة».


خبراء بالأمم المتحدة: الحصار البحري الأميركي على فنزويلا ينتهك القانون الدولي

طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)
طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)
TT

خبراء بالأمم المتحدة: الحصار البحري الأميركي على فنزويلا ينتهك القانون الدولي

طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)
طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)

ندد خبراء مكلّفون من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، بالحصار البحري الذي تفرضه الولايات المتحدة على فنزويلا، واصفين إياه بأنه «عدوان مسلّح غير قانوني» ينتهك قواعد القانون الدولي.

ونشرت الولايات المتحدة اعتباراً من أغسطس (آب) أسطولاً ضخماً في منطقة البحر الكاريبي وبدأت استهداف قوارب تتّهمها بتهريب المخدرات بضربات أسفرت عن مقتل أكثر من مائة شخص حتى الآن.

كما بدأت القوات الأميركية الاستيلاء على ناقلات نفط خاضعة لعقوبات بموجب الحصار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترمب.

وقال خبراء مكلّفون من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكنّهم لا يتحدثون نيابة عن المنظمة، «لا يوجد حق في فرض عقوبات من جانب واحد من خلال حصار مسلّح».

وأشاروا في بيان إلى أنّ هذا الحصار المفروض على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات أميركية، يشكّل «استخداماً محظوراً للقوة العسكرية» ضد دولة أخرى، بموجب المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة.

وأضافوا: «هذا استخدام خطير للقوة، لدرجة أنّه معترف به صراحة على أنّه عدوان مسلّح غير مشروع بالمعنى المقصود في تعريف العدوان الذي اعتمدته الجمعية العامة (للأمم المتحدة) في عام 1974»، مشيرين إلى أنّ ذلك من حيث المبدأ يمنح «الدولة الضحية حق الدفاع المشروع» عن النفس.

ويأتي الحصار في أعقاب اتهامات وجهتها الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) لمسؤولين فنزويليين من بينهم الرئيس نيكولاس مادورو.

ووفق واشنطن، فإنّ هؤلاء المسؤولين جزء من «منظمة إرهابية» مفترضة تُعرف باسم «كارتل الشمس».

وبحسب العديد من الخبراء، فإنّ «كارتل الشمس» هي منظمة لم يتم إثبات وجودها، مشيرين بدلاً من ذلك إلى شبكات فساد تتساهل مع الأنشطة غير المشروعة.

واحتجزت الولايات المتحدة حتى الآن ناقلتي نفط اشتبهت في قيامهما بنقل النفط الفنزويلي.

وأشار الخبراء المكلّفون من مجلس حقوق الإنسان إلى أنّه «وفقاً للمعلومات المتوفرة، لم يشكّل أي من القتلى حتى الآن تهديداً مباشراً يبرر اللجوء إلى القوة القاتلة».

وأوضحوا أنّ «هذه الإعدامات تشكل انتهاكاً للحق في الحياة»، مؤكدين أنّه «يجب التحقيق فيها وتقديم المسؤولين عنها للعدالة». وأضافوا: «في الوقت نفسه، ينبغي على الكونغرس الأميركي التدخل لمنع المزيد من الهجمات ورفع الحصار».

والثلاثاء، دانت فنزويلا وروسيا والصين سلوك واشنطن تجاه كاراكاس أمام مجلس الأمن الدولي، حيث اتهم المندوب الفنزويلي الولايات المتحدة بـ«أكبر عملية ابتزاز في تاريخنا».