هل تنزعج من صوت أكل أحدهم؟ ربما لديك «ميزوفونيا»

«متلازمة كراهية الأصوات الانتقائية» تثير انفعالات عاطفية وسلوكية

هل تنزعج من صوت أكل أحدهم؟ ربما لديك «ميزوفونيا»
TT

هل تنزعج من صوت أكل أحدهم؟ ربما لديك «ميزوفونيا»

هل تنزعج من صوت أكل أحدهم؟ ربما لديك «ميزوفونيا»

ربما أخبرك أحدهم أنك تمضغ الطعام بصوتٍ مقزز، أو أن طريقة ارتشافك للقهوة مزعجة، أو حتى أن صوت تنفسك يُثير غضبه.

وأنت، هل تتسبب لك بعض الأصوات اليومية التي يُصدرها الغير، مثل المضغ والشرب والتنفس، بالإزعاج الشديد للبعض، وربما كذلك بالاشمئزاز والقلق والغضب؟

«كراهية الأصوات»

بعض الناس لديه هذا الأمر، ويعاني بالفعل جداً من هذا الشيء. لدرجة أنه قد لا يتناول الطعام في أي مواقف اجتماعية. بينما آخرون لا تسبب لهم أصوات المضغ أو الارتشاف على مائدة الطعام أي ازعاج على الإطلاق.

والأشخاص الذين ينزعجون من تلك الأمور، ربما لديهم إحدى درجات حالة «ميزوفونيا» Misophonia، أو ما تُترجم بـ«متلازمة كراهية الأصوات الانتقائية». وكما يقول أطباء «كليفلاند كلينك»: «الميزوفونيا حالة يتسبب فيها سماع أصوات مُحفزة بمشاعر أو ردود فعل قوية. وتؤثر هذه الأصوات على الأشخاص المصابين بكراهية الأصوات بشكل أكبر بكثير من الأشخاص الذين لا يتفاعلون معها».

وغالباً ما تكون هذه أصواتاً لا يلاحظها الآخرون أو يجدونها غير ضارة. وعادةً ما تكون الأصوات مرتبطة بالطعام، مثل لعق الشفتين أو ارتشاف الشراب باستخدام أداة ماصة. ولكن يمكن أن تكون خشخشة أدوات معدنية على طبق، أو كحت الظفر على سطح السبّورة، أو نقر لوحة مفاتيح الحاسوب.

انفعالات عاطفية وسلوكية

ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، فإن «كراهية الأصوات» هي اضطرابٌ يتسم بانخفاض القدرة على تحمل سماع أصواتٍ معينة، لأن الأصوات «محفزات» للشعور بالانزعاج أو الألم، وتثير ردود فعل عاطفية وفسيولوجية وسلوكية سلبية وقوية، لدى بعض الناس دون غيرهم.

ويقول أطباء «كليفلاند كلينك»: «يمكن أن تؤثر هذه الظاهرة على الأشخاص بأشكال مختلفة تماماً. وقد يكون لدى بعض الأشخاص صوت محفز واحد فقط يُسبب لديهم هذا التفاعل. وقد يكون لدى البعض الآخر عدة أصوات محفزة».

ويضيفون أن ردود الفعل يمكن أن تكون لدى بعض المُصابين بالميزوفونيا أقل حدة، ولكن لدى البعض الآخر قد تكون المشاعر وردود الفعل هذه قوية للغاية، وحتى طاغية لدرجة يصعب السيطرة عليها.

وبعض الذين لديهم هذه الحالة قد لا يستطيعون التحكم في مشاعرهم، ولكنهم يظلون قادرين على التحكم في ردود أفعالهم الظاهرة تجاه مُسبب الانزعاج لهم، بينما البعض الآخر من المصابين بهذه الحالة قد لا يستطيع التحكم في أيٍّ منهما. وقد تنشأ لدى البعض الثالث ردود فعل اندفاعية. وذلك بأن يُعبروا عن انزعاجهم الشديد من الشخص المتسبب لهم بالانزعاج، أو يتحاشون الوجود في بيئات محددة.

وتقول كايتلين ستون، باحثة الدراسات العليا في جامعة «نورث كارولاينا» في غرينزبورو، وباحثة برنامج الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي: «هناك كثير من الطرق المختلفة التي تظهر بها هذه الحالة لديهم. يمكن أن تسبب الغضب. يمكن أن تسبب ردود فعل فسيولوجية، مثل الذعر. حتى أن البعض وصفها بأن سماع شخص يأكل أو يتنفس بطريقة معينة، هو تعذيب بالنسبة لهم». وتضيف: «يُرجّح أن معظم الناس يعرفون شخصاً يُعاني من أعراض هذه الحالة - أو ربما يشعرون هم أنفسهم بعدم الراحة أو حتى الغضب عند سماع شخص يقضم رقاقة بطاطس أو يعاني من نوبة سعال».

ويقول أطباء «كليفلاند كلينك»: «قد يكون الأشخاص الذين يعانون من كراهية الأصوات الشديدة، خصوصاً أولئك الذين يعانون من حالات صحية عقلية أخرى، أكثر عُرضة لخطر إيذاء النفس أو الأفكار والسلوكيات الانتحارية».

اكتشاف وبحث علمي متأخر

ويفيد أطباء جامعة «كاليفورنيا» بأن حوالي 10 في المائة من الرجال، وحوالي 25 في المائة من النساء يعانون بدرجات متفاوتة الشدة من هذه الحالة. وبالرغم من أنها وفق هذه التقديرات الإكلينيكية، ليست حالة نادرة، فإن مما قد يستغربه البعض أن تسمية «مرض كراهية الأصوات» ووصفه الإكلينيكي واهتمام الأطباء به «تأخر جداً» بالفعل لدى الأوساط الطبية إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وكانت بدايات البحث الجاد في مجال السمعيات حول هذه الحالة في بدايات القرن الحالي، (جاستريبوف وجاستريبوف، 2001، 2002). وظلت غير موصوفة طبياً بدقة إلى حد كبير في الدراسات الإكلينيكية والبحثية حتى عام 2013، عندما نشرت مجموعة من الأطباء النفسيين في المركز الطبي بجامعة «أمستردام» سلسلة حالات مفصلة لكراهية الأصوات، واقترحوا وصف الحالة بـ«اضطراب نفسي جديد» بمعايير تشخيصية محددة.

والأساس في هذا الوصف التعريفي الحالي الحديث لهذه الحالة هو ما تم نشره في عدد 17 مارس (آذار) 2022 من مجلة Front Neurosci، بعنوان «تعريف مُجمع عليه لرهاب الأصوات: دراسة دلفي». وهي التي شارك في إعدادها لجنة من 17 باحثاً من 7 دول في أميركا الشمالية وأوروبا. وقالوا فيها: «غياب فهمٍ مشتركٍ أو تعريف أساسي لكراهية الأصوات يعيق التقدم في الأبحاث لفهم هذا الاضطراب وتطوير علاجاتٍ فعالةٍ للأفراد الذين يعانون منها. واستخدمت لجنةٌ من الخبراء طريقة دلفي Delphi Method المعدّلة. وتم تضمين التعريف النهائي بعد التوصل إلى إجماعٍ بنسبة أكثر من 80 في المائة على فرضيته وصياغته. وسيُمثل هذا التعريف خطوةً مهمةً للباحثين والأطباء، الذين يسعون إلى فهم ودعم الأفراد الذين يعانون من كراهية الأصوات بشكل أفضل».

الاضطراب وأعراضه

• اضطراب الاستجابة الحسية الذاتية. وحتى اليوم، لا تُدرج كراهية الأصوات بوصفها حالة قابلة للتشخيص في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5-TR) أو التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) أو أي دليل مشابه. وهو ما يؤكده أطباء «كليفلاند كلينك» بقولهم: «رغم عدم الاعتراف الرسمي به بوصفه اضطراباً مرضياً مستقلاً حتى الآن، لا يزال الخبراء يعترفون به. ويوجد الآن تعريف رسمي متفق عليه لأغراض البحث، ولتشخيصه وعلاجه».

وتشرح كايتلين ستون، باحثة الدراسات العليا في جامعة «نورث كارولاينا» في غرينزبورو، وباحثة برنامج الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي عن هذا الموضوع: «يعاني كثير من المصابين بهذه الحالة من اضطراب الاستجابة الحسية الذاتية ASMR».

وتذكر المصادر الطبية أن كراهية الشخص للأصوات والسلوكيات المرافقة لها (من قبل الغير) يمكن أن تؤثر سلباً على القدرة على تحقيق أهداف الحياة، والتواصل بفاعلية، والاستمتاع بالمواقف الاجتماعية. وذلك عبر السلوكيات «الوقائية» التي يتخذها الشخص «المنزعج»، مثل تجنب المواقف «المحفزة».

• الأعراض. وتدور أعراض كراهية الأصوات حول كيفية تفاعل الشخص مع الأصوات المحفزة. ويبدو أن جميع ردود الفعل يمكن أن تكون إما:

- عاطفية. مثل الانزعاج أو التهييج أو الغضب أو الاشمئزاز أو الخوف.

- جسدية. وهذه عمليات حماية ذاتية تنشط تلقائياً. مثل ارتفاع ضغط الدم أو زيادة نبض القلب أو ضيق التنفس أو القشعريرة أو التعرّق.

- سلوكية. وعادةً ما تكون مدفوعة بالاندفاع أو الغريزة، ولا يملك المرء السيطرة الكاملة عليها. وردود الفعل العنيفة، مثل الصراخ تجاه الأشخاص أو الأشياء، أو اتخاذ إجراء عنيف لإيقاف الصوت، ممكنة ولكنها ليست شائعة. كما يمكن أن تشمل ردود الفعل السلوكية تجنب المواقف التي قد تصدُر فيها أصوات محفزة، أو استخدام واقيات السمع، أو مغادرة المكان عند صدور صوت محفز.

حوالي 10 % من الرجال و25 % من النساء يعانون منها بدرجات متفاوتة الشدة

تفسيرات فسيولوجية مرضية

والواقع أن أحد التطورات التي سبقت وضع هذا التعريف الطبي الحديث، كان دراسة بعنوان «الأساس الحركي للميزوفونيا» التي نشرت ضمن عدد 30 يونيو (حزيران) 2021 من مجلة علم الأعصاب JNeurosci، وأجراها باحثون في جامعة «نيوكاسل» في محاولة لفهم الفسيولوجيا المرضية لهذه الحالة الشائعة Pathophysiology.

وفيها أظهرت فحوصات الدماغ التي أجراها باحثون في جامعة «نيوكاسل» أن المصابين بمتلازمة كراهية الأصوات لديهم اتصال أقوى بين جزء الدماغ الذي يعالج الأصوات، وجزء ما يُسمى بالقشرة الحركية الأمامية Premotor Cortex المسؤولة عن حركات عضلات الفم والحلق. وفي خلال الدراسة، عندما شُغِّلَ «صوتٌ مُحفِّز» على أشخاصٍ مصابين بكراهية الأصوات، أظهرت الفحوص أن منطقة الدماغ المسؤولة عن حركة الفم والحلق كانت مفرطة النشاط مقارنةً بمجموعةٍ من غير المصابين بهذه الحالة.

وقال الدكتور سوخبيندر كومار، عالم الأعصاب بجامعة «نيوكاسل»: «ما نفترضه هو أن الصوت المُحفِّز في كراهية الأصوات يُنشِّط المنطقة الحركية حتى لو كان الشخص يستمع فقط إلى الصوت. إنه يجعلهم يشعرون وكأن الأصوات تتسلل إليهم». ويعتقد كومار وزملاؤه الباحثون أن الأصوات المُحفِّزة تُنشِّط ما يُسمى نظام الخلايا العصبية المرآتية في الدماغ Brain’s Mirror Neuron System. ويُعتقد أن الخلايا العصبية المرآتية Mirror Neurons تنشط عندما يقوم الشخص بفعلٍ ما، ولكن أيضاً عندما يرى الشخص آخرين يقومون بحركاتٍ مُعينة.

وللتوضيح، فان الخلايا المرآتية أحد الجوانب المعقدة في علم الأعصاب، ولكن يُمكن تبسيط عملها بأنها خلايا ينشط تفعيلها في الدماغ عندما يفعل الشخص عملاً معيناً أو يشاهد شخصاً آخر يقوم بعملٍ معينٍ مشابه لما قد يفعله الشخص نفسه. وسميت بهذا الاسم لتشابه وظيفتها مع عمل المرآة حيث تنقل الصورة. وهي نوعية حديثة الاكتشاف نسبياً من الخلايا الدماغية، حيث تم وصف وجودها لدى القرود في التسعينات الماضية، ولدى الإنسان في الفترة ما بعد 2010.

10 معلومات طبية حول «الميزوفونيا»

الميزوفونيا (كره الأصوات) هي رد فعل عاطفي شديد تجاه أصوات يومية معينة، يصعب على معظم الناس تجاهلها. وإليك المعلومات التالية المُستخلصة من مركز أكسفورد الصحي للتدخل النفسي التخصصي. وهي:

1- الأنواع الثلاثة الرئيسة للأصوات التي تُزعج المصابين بها هي: أصوات الأكل، وأصوات الأنف والحلق، والأصوات البيئية المتكررة، مثل نقر لوحة المفاتيح، وحفيف الورق.

2- قد تشمل الأعراض توقعاً قلقاً للأصوات قبل حدوثها، وإعادة تشغيلها بعد حدوثها، وشعور المُصاب بالذنب أو الإحراج من ردود أفعاله.

3- تُقاس شدة كره الأصوات بناءً على مستوى الضيق الذي تُسببه وتأثيرها على حياة الفرد.

4- يُعد الشخص مصاباً بـ«درجة مهمة إكلينيكياً» من حالة الميزوفونيا، عندما يسبب له الأمر ضيقاً متكرراً يُؤثر على حياته اليومية، وعمله، ودراسته، و/أو علاقاته.

5- قد يُبلغ المصابون عن معاناتهم من انخفاض مستوى الحالة المزاجية، والقلق، ومشاكل في النوم، وتوترات عائلية، وعدم القدرة على الاسترخاء في المنزل، وصعوبة في التركيز.

6- في الحالات الأكثر شدة، قد يعجز الأفراد عن العمل أو الالتحاق بالمدرسة، ويواجهون صعوبة في الحفاظ على علاقاتهم، ويشعرون بضيق دائم، وقد يفكرون في إنهاء حياتهم.

7- غالباً ما يشعر المصابون بـ«درجة مهمة إكلينيكياً» من حالة الميزوفونيا، بالعزلة ويواجهون صعوبة في الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء والمتخصصين في الرعاية الصحية.

8- تُظهر الأبحاث أن كراهية الأصوات قد تُصيب أي شخص، ولكنها تبدو أكثر شيوعاً لدى النساء. وحوالي 70 في المائة من المصابين بها هم من النساء.

9- تشير الأبحاث إلى أن الحالة غالباً ما تبدأ في أوائل سنوات المراهقة. ولكن يمكن أن تنشأ كراهية الأصوات في أي عمر.

10- هناك أدلة على أن كراهية الأصوات قد تكون حالة وراثية. كما أن هناك طفرة جينية واحدة على الأقل يعتقد الخبراء أنها تلعب دوراً. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد مدى صحة هذه الاحتمالات.


مقالات ذات صلة

هل ترى وجوهاً في السحاب؟ متلازمة نادرة قد تكون السبب

صحتك يرى البعض في كثير من الأحيان وجوهاً وأشكالاً مألوفة في السحب (بكساباي)

هل ترى وجوهاً في السحاب؟ متلازمة نادرة قد تكون السبب

هل سبق لك أن رأيت وجوه أشخاص في السحاب أو في لحاء الأشجار؟ قد تكون متلازمة نادرة هي السبب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فيتامين «سي» وفيتامين «هـ» عنصران أساسيان للحفاظ على بشرة صحية ومشرقة (جامعة آيوا)

أيهما أفضل للبشرة... فيتامين «سي» أم «هـ»؟

فيتامينا «سي» و«هـ» يكملان بعضهما للعناية بالبشرة، الأول لتفتيح وتحفيز الكولاجين، والثاني للترطيب والحماية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الرغبة في تناول السكريات قد تكون نتيجة عوامل مثل التوتر وقلة النوم (مجلة ساينس)

طرق بسيطة لكبح الرغبة في تناول السكر

كشفت خبيرة تغذية أميركية عن مجموعة من الطرق البسيطة والعملية لتقليل الرغبة في تناول السكر، في ظل التحذيرات المتزايدة من أضرار الإفراط في استهلاكه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك قد تكون العدوى المتكررة من علامات ضعف جهاز المناعة (رويترز)

علامات تحذيرية تشير إلى وجود خلل في جهازك المناعي

عندما يواجه جهاز المناعة مشكلات أو ضعفاً، فقد تظهر بعض العلامات التحذيرية التي تشير إلى وجود خلل في أدائه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مكملات غذائية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟ تجنب هذه المكملات الغذائية

للتحكم الأمثل في ارتفاع ضغط الدم قد تحتاج إلى تجنب بعض المكملات الغذائية لأنها قد تسهم في رفع الضغط أو تقلل من فاعلية الأدوية الخاصة به

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل ترى وجوهاً في السحاب؟ متلازمة نادرة قد تكون السبب

يرى البعض في كثير من الأحيان وجوهاً وأشكالاً مألوفة في السحب (بكساباي)
يرى البعض في كثير من الأحيان وجوهاً وأشكالاً مألوفة في السحب (بكساباي)
TT

هل ترى وجوهاً في السحاب؟ متلازمة نادرة قد تكون السبب

يرى البعض في كثير من الأحيان وجوهاً وأشكالاً مألوفة في السحب (بكساباي)
يرى البعض في كثير من الأحيان وجوهاً وأشكالاً مألوفة في السحب (بكساباي)

هل سبق لك أن رأيت وجوه أشخاص في السحاب أو في لحاء الأشجار؟ هذه هي ظاهرة «الباريدوليا البصرية»، وهي ظاهرة نفسية تجعل أدمغتنا ترى وجوهاً وأشكالاً مألوفة في أنماط ومحفِّزات عشوائية.

وبالنسبة لمعظمنا، هذه الأوهام غير ضارة. ولكن هناك دراسة جديدة أشارت إلى أن الأشخاص المصابين بمتلازمة الثلج البصري -وهي حالة عصبية نادرة تُسبب تشويشاً بصرياً مستمراً- يعانون من هذه الظاهرة بشكل أقوى وأكثر تكراراً.

ويُتيح هذا الاكتشاف نافذة فريدة لفهم كيف يُمكن للدماغ المُفرط النشاط أن يُضخِّم الأنماط الوهمية الخاطئة التي يراها في العالم. كما يُبيِّن أن الإدراك ليس انعكاساً دقيقاً للواقع، حسبما نقله موقع «ساينس آليرت» العلمي.

ما هي متلازمة الثلج البصري؟

تُعرف متلازمة الثلج البصري بأنها حالة يشعر فيها المصابون بها برؤية نقاط متقطعة، مشابهة لتشويش التلفزيون، في كامل مجال الرؤية. ويُبلغ المصابون بهذه الحالة عن استمرار ظهور النقاط في رؤيتهم للأشياء، حتى في الظلام.

ولا يزال سبب هذه الحالة غير واضح تماماً، ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى وجود فرط في النشاط العصبي بالقشرة البصرية للدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن معالجة ما نراه. بمعنى آخر، قد تُفرط الخلايا العصبية المسؤولة عن معالجة المعلومات البصرية في نشاطها، مما يُشوش الإدراك البصري.

والأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة قد يشعرون أيضاً بالصداع النصفي، أو حساسية للضوء. قد تجعل هذه الأعراض التجارب البصرية اليومية مُربكة ومُرهقة.

كيف يؤثر «الثلج البصري» على رؤيتنا للأشياء؟

أظهرت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة «Perception» أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الثلج البصري يختبرون الباريدوليا الوجهية بشكل أقوى وأوضح من الأشخاص الأصحاء.

في التجربة، عُرض على أكثر من 250 شخصاً صور لأشياء عادية، مثل جذوع الأشجار أو أكواب القهوة، وطلب منهم تحديد مدى سهولة رؤية وجه في كل صورة. كانت النتيجة مثيرة: الأشخاص المصابون بالثلج البصري كانوا أكثر عرضة لرؤية الوجوه في الأشياء العشوائية.

لماذا يزيد الصداع النصفي من هذه الحالة؟

يُعتقد أن الصداع النصفي والثلج البصري يرتبطان ارتباطاً وثيقاً؛ حيث يشتركان في فرط النشاط العصبي. عندما يحدث الصداع النصفي، تصبح خلايا الدماغ أكثر حساسية للحركة والضوء والتباين. ووفقاً للنتائج، عندما يحدث الصداع النصفي مع متلازمة الثلج البصري، تصبح حساسية الدماغ للوجوه الوهمية أقوى.

لماذا تعد هذه النتائج مهمة؟

غالباً ما يتم تجاهل متلازمة الثلج البصري أو تشخيصها بشكل خاطئ، مما يُسبب إحباطاً للمرضى.

وحسب الباحثين، فإن ربط هذه الحالة بوهم بصري قابل للقياس، مثل رؤية الوجوه بشكل غير طبيعي، يمنح الأطباء دليلاً ملموساً على التغير في نشاط الدماغ الذي يقف وراء الأعراض.


علامات تحذيرية تشير إلى وجود خلل في جهازك المناعي

قد تكون العدوى المتكررة من علامات ضعف جهاز المناعة (رويترز)
قد تكون العدوى المتكررة من علامات ضعف جهاز المناعة (رويترز)
TT

علامات تحذيرية تشير إلى وجود خلل في جهازك المناعي

قد تكون العدوى المتكررة من علامات ضعف جهاز المناعة (رويترز)
قد تكون العدوى المتكررة من علامات ضعف جهاز المناعة (رويترز)

يعدّ جهاز المناعة هو النظام المسؤول عن حماية الجسم من العدوى والأمراض. لكنه حين يعاني من أي خلل، فقد يصبح ضعيفاً، أو خاملاً، أو مفرط النشاط، وقد يهاجم جسمك عن طريق الخطأ.

وعندما يواجه جهاز المناعة مشكلات أو ضعفاً، فقد تظهر بعض العلامات التحذيرية التي تشير إلى وجود خلل في أدائه.

وفيما يلي أبرز هذه العلامات، بحسب ما نقله موقع «ويب ميد» العلمي:

جفاف العينين

قد يكون جفاف العينين الشديد علامة على وجود مشكلات في الجهاز المناعي. وفي متلازمة شوغرن، يجفف الجهاز المناعي الدموع التي تحافظ على رطوبة العينين. وتصبح العينان جافتين وحمراوين، وقد تشعر بوجود رمل أو حصى فيهما. وقد تُصاب بتشوش الرؤية أو حتى تلف القرنية.

الاكتئاب

قد يكون الاكتئاب علامة على وجود مشكلات في الجهاز المناعي. إذ يمكن للجهاز المناعي المضطرب أن يرسل خلايا التهابية تُسمى «السيتوكينات» إلى الدماغ، مما يُخفض مستويات مواد كيميائية مثل السيروتونين التي تُحسّن المزاج. والخبر السار هو أن التمارين الرياضية تُعزز السيروتونين، وتُقلل الالتهاب، وتُساعد على تخفيف الاكتئاب.

الطفح الجلدي

يُعدّ الطفح الجلدي المصحوب بحكة، الناتج عن الإكزيما، رد فعل تحسسياً يدل على فرط نشاط الجهاز المناعي.

وترتبط الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي أيضاً بخلل الجهاز المناعي، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجلد نفسها مُسبباً التهاباً. وقد يُؤدي ذلك إلى ظهور بقع حمراء متقشرة ومؤلمة.

مشكلات في المعدة أو الأمعاء

قد تكون اضطرابات المعدة والأمعاء علامة على وجود مشكلة في الجهاز المناعي.

ويُعدّ الإسهال، وآلام البطن، والانتفاخ، وفقدان الوزن من أعراض داء كرون، والتهاب القولون التقرحي، وداء السيلياك، وهي حالات مرضية ناتجة عن خلل في الجهاز المناعي.

برودة اليدين والقدمين

هل يتحوَّل لون يديك وقدميك إلى الأبيض أو الأزرق في البرد؟ في حالة مرض رينود، وهو مرض مناعي ذاتي، قد يتباطأ تدفق الدم إلى اليدين والقدمين في درجات الحرارة المنخفضة، مما يُسبب برودة الجلد وتغير لونه.

ومن ثم، قد تُشير برودة اليدين والقدمين إلى قصور في نشاط الغدة الدرقية نتيجةً لضعف الجهاز المناعي.

تساقط الشعر

قد يهاجم جهازك المناعي شعرك من جذوره ويتلفه، مما يُسبب داء الثعلبة، أو تساقط الشعر.

وقد يتساقط الشعر على شكل بقع صغيرة في رأسك أو في أي مكان في جسمك.

حساسية الشمس

قد تجعلك مشكلات الجهاز المناعي شديد الحساسية لأشعة الشمس.

إذا كنت مصاباً بمرض الذئبة، وهو مرض مناعي ذاتي، فقد تحترق بشرتك بسهولة حتى من التعرض القصير لأشعة الشمس.

وقد تُسبب أشعة الشمس على بشرتك تفاقماً في أعراض الذئبة، لذا احرص دائماً على ارتداء القبعات والنظارات الشمسية واستخدام واقي شمس ذي عامل حماية عالٍ لحماية نفسك.

آلام المفاصل

قد يكون الشعور المفاجئ بالألم والتورم وتيبس المفاصل أحد أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي.

وفي حالة التهاب المفاصل الروماتويدي، يُهاجم جهازك المناعي الأنسجة المُبطنة للمفاصل، مما يُسبب ألماً شديداً في المفاصل.

بطء التئام الجروح

إذا كان جهازك المناعي ضعيفاً، فقد تلتئم الجروح الطفيفة، مثل الجروح أو الحروق أو الخدوش، ببطء.

ويستجيب جهاز المناعة السليم بسرعة للجروح ويرسل العناصر الغذائية لتعزيز الشفاء. فإذا استغرقت جروحك وقتاً طويلاً للشفاء، فقد يكون جهازك المناعي ضعيفاً.

الإصابة المتكررة بالأمراض

قد تكون العدوى المتكررة مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا أيضاً من علامات ضعف جهاز المناعة.

إذا كنت تعاني من 4 التهابات أو أكثر سنوياً، في الأذن أو الجيوب الأنفية، أو التهاب رئوي مرتين في العام، أو كنت تحتاج إلى المضادات الحيوية بشكل متكرر، فقد يكون لديك نقص في المناعة.

الإرهاق

قد تشعر بالتعب بعد بذل مجهود كبير. ولكن إذا كنت تشعر بالإرهاق الشديد باستمرار، حتى عند حصولك على قسط كافٍ من النوم، فقد يكون لديك جهاز مناعة ضعيف.


تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟ تجنب هذه المكملات الغذائية

مكملات غذائية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
مكملات غذائية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
TT

تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟ تجنب هذه المكملات الغذائية

مكملات غذائية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
مكملات غذائية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

يُعدّ التحكم في ارتفاع ضغط الدم ضرورياً لتقليل خطر الإصابة بأمراض أخرى، مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

وللتحكم الأمثل في ارتفاع ضغط الدم، قد تحتاج إلى تجنب بعض المكملات الغذائية؛ لأنها قد تسهم في رفع الضغط أو تقلل من فاعلية الأدوية الخاصة به.

وحسب موقع «هيلث» الطبي، فإن أبرز هذه المكملات هي:

فيتامين د (بجرعات عالية)

فيتامين د هو فيتامين موجود طبيعياً في بعض الأطعمة، ويتوفر أيضاً بوصفه مكملاً غذائياً. كما ينتج الجسم فيتامين د عند تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية من الشمس.

ويُعد فيتامين د ضرورياً لكثير من وظائف الجسم، مثل صحة العظام، ومكافحة الالتهابات.

إلا أن دراسات وجدت أن تناول فيتامين د بجرعات عالية (تزيد على 10 آلاف وحدة دولية يومياً) يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، مثل ارتفاع مستويات الكالسيوم (فرط كالسيوم الدم). ويُمكن أن يُسبب فرط كالسيوم الدم كثيراً من المشاكل مع مرور الوقت، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم.

كما يُمكن أن تتفاعل الجرعات العالية من فيتامين د مع بعض مدرات البول المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم. وقد يُؤدي هذا التفاعل إلى عدم تخلص الجسم من كمية كافية من الكالسيوم، مما يرفع مستويات الكالسيوم في الدم، وربما يرفع ضغط الدم.

مكملات جذر عرق السوس

جذر عرق السوس (Glycyrrhiza glabra) هو عشب يُستخدم بوصفه منكهاً في الطعام والحلوى ومنتجات التبغ. وفي الطب التقليدي، استُخدم الجذر لعلاج أمراض الرئة والكبد والجروح.

ويحتوي عرق السوس على حمض الغليسيريزيك (GA)، وهو مكون قد يرفع ضغط الدم، ويسبب آثاراً جانبية خطيرة إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم.

وقد ثبت أن جرعات منخفضة من حمض الغجليسيريزيك تصل إلى 100 ملغ يومياً ترفع ضغط الدم.

كما يمكن أن تتفاعل المكملات الغذائية التي تحتوي على حمض الغليسيريزيك مع مدرات البول وأدوية ضغط الدم.

وعلى وجه التحديد، يمكن لجذر عرق السوس أن يرفع مستويات الصوديوم، ويخفض مستويات البوتاسيوم في جسمك. قد يؤدي هذا التأثير، بالإضافة إلى استخدام مدر للبول، إلى انخفاض خطير في مستويات البوتاسيوم.

جهاز لقياس ضغط الدم (رويترز)

مكملات نبتة سانت جون

نبتة سانت جون (Hypericum perforatum) هي نبتة تُستخدم لعلاج أعراض الاكتئاب وانقطاع الطمث. وعلى الرغم من استخدامها التاريخي دواء تقليدياً، فإن هذه النبتة قد تتفاعل بشكل خطير مع كثير من الأدوية. وتُضعف نبتة سانت جون تأثير كثيراً من الأدوية، بما في ذلك بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، حيث تمنع امتصاص الدواء في الجسم بشكل طبيعي.

مكملات زهرة العطاس

زهرة العطاس هي زهرة من عائلة دوار الشمس. تُستخدم هذه الزهرة للمساعدة في علاج الكدمات والالتهابات والتورم عند وضعها مباشرة على الجلد.

وينصح الخبراء بعدم تناول زهرة العطاس عن طريق الفم؛ نظراً لاحتمالية حدوث آثار جانبية خطيرة. قد تشمل هذه الآثار الجانبية ارتفاع ضغط الدم، وزيادة النزف، والقيء، والإسهال، وتلف القلب أو أعضاء أخرى.

مكملات البرتقال المر

يُستخرج البرتقال المر (Citrus aurantium) من ثمرة أو قشر البرتقال المر. يمكن استخدام الثمرة وقشرها لإضافة نكهة للمشروبات أو روائح للعطور. غالباً ما يُستخدم مكمل البرتقال المر للمساعدة في إنقاص الوزن، وتحسين الأداء الرياضي.

لكنه يحتوي على مادة بارا-سينفرين، وهي نوع من المنبهات المشابهة للإيفيدرين. وقد حظرت هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) المنشطات المحتوية على الإيفيدرين؛ لأنها قد تسبب مشاكل صحية مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية.

وأظهرت الدراسات أن مكملات البرتقال المر قد ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. كما قد تزيد هذه المكملات من خطر الإصابة بآثار جانبية خطيرة أخرى، مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية.