زراعة الكبد... بارقة أمل جديدة لمرضى سرطان القولون والمستقيم

توظف لدى انتشار الخلايا السرطانية خارج موقعها

زراعة الكبد... بارقة أمل جديدة لمرضى سرطان القولون والمستقيم
TT

زراعة الكبد... بارقة أمل جديدة لمرضى سرطان القولون والمستقيم

زراعة الكبد... بارقة أمل جديدة لمرضى سرطان القولون والمستقيم

في تحول طبي يُعد الأول من نوعه على نطاق واسع، بدأت مراكز متقدمة في الولايات المتحدة - وعلى رأسها «مايو كلينك» - في اعتماد زراعة الكبد بوصفها خياراً علاجياً مبتكراً لمرضى سرطان القولون والمستقيم الذين يعانون من نقائل سرطانية محددة في الكبد، وهي فئة طالما عُدّت في السابق غير قابلة للجراحة، وتُترك غالباً للعلاج التلطيفي فقط. والنقائل (metastases) أو الانبثاثات، تتكون لدى هجرة الخلايا السرطانية من موقعها الأصلي إلى موقع آخر.

ورغم التقدم الطبي الكبير في علاج الأورام، لا تزال حالات السرطان النقيلي، خصوصاً تلك الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم، تُشكل تحدياً كبيراً أمام الأطباء والمرضى على حد سواء. فعندما ينتشر الورم إلى الكبد، تقل فرص الاستئصال الجراحي، وتنحصر الخيارات غالباً في العلاج الكيميائي التلطيفي، ما ينعكس سلباً على نسب البقاء وجودة الحياة.

لكن في السنوات الأخيرة، بدأ نهج علاجي جديد يُحدث تحولاً نوعياً في هذا المسار؛ إذ أصبحت زراعة الكبد تُطرح خياراً علاجياً فعّالاً لبعض مرضى النقائل الكبدية الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم، لا سيما لمن استجابوا للعلاج الكيميائي، ولم يمتد السرطان لديهم إلى خارج الكبد.

وتُعد «مايو كلينك» من أوائل المراكز الطبية التي تبنت هذا التوجه، مستندة إلى نتائج سريرية مشجعة ودراسات متعددة التخصصات تُعيد رسم حدود ما هو ممكن في علاج هذا النوع المعقد من السرطان.

انتشار سرطان القولون والمستقيم

يُعد سرطان القولون والمستقيم من أكثر الأورام الخبيثة شيوعاً عالمياً، ويأتي في المرتبة الرابعة من حيث الانتشار في الولايات المتحدة بعد سرطانات الثدي، والرئة، والبروستاتا، لكنه يُصنّف بوصفه ثاني أكثر السرطانات تسبباً في الوفاة، مما يعكس خطورته العالية نسبياً مقارنةً ببعض الأنواع الأخرى ذات الانتشار الأوسع، وفقاً لجمعية السرطان الأميركية (American Cancer Society, 2024).

وغالباً ما يبدأ المرض بنمو لحميات صغيرة (adenomatous polyps) على بطانة القولون أو المستقيم، والتي قد تتحول لاحقاً إلى أورام خبيثة في حال لم تُكتشف مبكراً. ما يزيد من خطورته هو طبيعته الصامتة في مراحله المبكرة، إذ لا تظهر أعراض واضحة إلا في المراحل المتقدمة، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص ويحدّ من فرص التدخل الجراحي العلاجي الفعّال، وفقاً للمعهد الوطني للسرطان (NIH National Cancer Institute, 2023).

• السرطان النقيلي - حين ينتشر الورم خارج القولون. يُشخّص نحو 20 في المائة من مرضى سرطان القولون والمستقيم في مرحلة متقدمة يكون فيها الورم قد انتقل إلى أعضاء أخرى، وهي الحالة المعروفة بـ«السرطان النقيلي» أو «metastatic colorectal cancer».

ويُعد الكبد العضو الأكثر عرضة لتكوّن النقائل نتيجة لاستقباله الدم مباشرة من الجهاز الهضمي عبر الوريد البابي، ما يسمح بانتقال الخلايا السرطانية إليه بسهولة. ووفقاً للدليل التوجيهي للجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبي 2023 (European Society for Medical Oncology Guidelines, 2023)، فإن وجود النقائل الكبدية يغيّر من مسار العلاج جذرياً، حيث تُصبح العلاجات الموضعية مثل الاستئصال المحدود غير كافية، لذا يُعتمد على العلاج الكيميائي الممنهج، والعلاج الإشعاعي أحياناً، في إطار محاولة للسيطرة على المرض، وليس الشفاء منه بالضرورة.

• عبء النقائل الكبدية وحدود العلاج التقليدي. تشير الدراسات إلى أن نحو 25 في المائة من حالات انتشار سرطان القولون والمستقيم إلى الكبد تكون محصورة في الكبد فقط، دون إصابة أعضاء أخرى. وبحسب إجراءات «مايو كلينك»، 2022 (Mayo Clinic Proceedings, 2022)، فإنه في مثل هذه الحالات، قد يُفكر الأطباء في الاستئصال الجراحي إذا كان عدد البؤر السرطانية محدوداً، وموقعها مناسباً للجراحة.

لكن حين يكون الانتشار واسعاً داخل الكبد، أو موزعاً في مناطق متعددة، فإن خيار الاستئصال يُستبعد، ما يضع المريض أمام علاج كيميائي فقط، مع محدودية في السيطرة على المرض.

وتُظهر البيانات السريرية في إحدى الدراسات (Oslo Metastatic Colorectal Cancer Study Group, 2021)، أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات في هذه الفئة من المرضى لا يتجاوز 15 في المائة، وهو رقم يعكس التحدي الحقيقي الذي يمثله السرطان النقيلي، ويُبرز الحاجة إلى استكشاف خيارات علاجية أكثر شمولاً، مثل «زراعة الكبد.«

زراعة الكبد نهج علاجي جديد

مع ازدياد حالات النقائل الكبدية الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم، وتراجع فاعلية العلاجات التقليدية في بعض الحالات المتقدمة، برزت زراعة الكبد خياراً علاجياً مبتكراً يُعيد الأمل لفئة من المرضى الذين كانوا يُصنّفون في السابق ضمن الحالات «غير القابلة للجراحة».

ووفقاً للدكتورة دينيس هارنويس (Dr. Denise Harnois)، اختصاصية زراعة الكبد في «مايو كلينك»، فإن هذا التوجه يُطبَّق فقط في ظروف محددة جداً، تشمل المرضى الذين:

-استجابوا جيداً للعلاج الكيميائي المبدئي.

-لم تظهر لديهم نقائل خارج الكبد، أي أن الورم لا يزال محصوراً داخل الكبد.

-وفي الوقت ذاته، لا يمكنهم الخضوع لجراحات استئصال الكبد التقليدية بسبب عدد أو موقع النقائل.

وتُشدد هارنويس على أن زراعة الكبد لا تُعد حلاً عاماً، بل تُخصَّص لفئة دقيقة من المرضى الذين يخضعون لتقييم شامل وصارم من حيث الحالة الصحية العامة، ومدى احتمالية تحمّلهم للجراحة الكبرى، ومدى استقرار الورم. وهذا ما يستدعي تشكيل فريق طبي متعدد التخصصات يجمع بين اختصاصيي الأورام، وأطباء زراعة الكبد، وأطباء الباطنة، والتغذية، والرعاية النفسية، لضمان تكامل القرار العلاجي.

ورغم حداثة هذا النهج، فإن البيانات الأولية تشير إلى نتائج واعدة؛ حيث لوحظ تحسن ملحوظ في نوعية الحياة ومعدلات البقاء على قيد الحياة مقارنةً بالعلاج الكيميائي وحده. وتُشير بعض الدراسات الإكلينيكية إلى أن معدل البقاء لخمس سنوات قد يتجاوز 50 في المائة ببعض الحالات المختارة، وهو ما يُمثّل نقلة نوعية مقارنةً بنسبة 15 في المائة في الخيارات التقليدية (Mayo Clinic Proceedings, 2023).

ويعكس هذا التوجه تحولاً تدريجياً في النظرة إلى مرضى السرطان النقيلي، حيث لم يعُد اليأس هو العنوان الوحيد؛ بل ظهرت أمامهم نافذة علاجية جديدة تستند إلى العلم، والانتقاء الدقيق، والتعاون الطبي المتكامل.

قصة من الواقع تعكس الأمل

وتبين القصة مسار العلاج من التشخيص القاتم إلى فرصة جديدة للحياة، إذ عرضت الدكتورة هارنويس قصة أحد مرضاها (غاري غونزاليس، 59 عاماً) التي تُجسد هذا التقدم العلاجي؛ وتُعدّ مثالاً حيّاً على ما يمكن أن تحققه زراعة الكبد من تحوّل جذري في حياة المرضى المصابين بسرطان القولون والمستقيم المنتقل إلى الكبد.

في سن الثانية والخمسين، شُخِّص غاري - المقيم في مدينة برومفيلد بولاية كولورادو - بإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وكما يحدث في نسبة ليست بالقليلة من الحالات، لم يلبث الورم أن انتقل إلى الكبد خلال فترة وجيزة من التشخيص. ورغم خضوعه لعدة جولات مكثفة من العلاج الكيميائي، إلى جانب جراحتين لاستئصال أجزاء من الكبد، استمر المرض في التطور، وأصبح خارج نطاق السيطرة الجراحية التقليدية.

في هذه المرحلة، غالباً ما تُقابل الحالة بنظرة تشاؤمية، ويتم الاكتفاء بعلاجات تلطيفية. غير أن غاري حظي بفرصة لم تتوفر لكثير من أمثال حالته أعادت رسم معالم قصته، إذ جرى تقييم حالته ضمن برنامج تجريبي لزراعة الكبد لمرضى النقائل الكبدية الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم. وبعد التحقق من ثبات الورم داخل الكبد فقط واستجابته الجيدة للعلاج الكيميائي، توافرت لديه معايير الأهلية الدقيقة لإجراء زراعة كبد.

وأُجريت العملية في يوليو (تموز) 2024 بنجاح، وبعد عدة أشهر من المتابعة الدقيقة والرعاية متعددة التخصصات، بدأ غاري يستعيد نمط حياته الطبيعي، متجاوزاً ليس فقط المرض؛ بل أيضاً الآثار النفسية الثقيلة التي ترافقه. وعبر غاري عن سعادته قائلاً: «أنا ممتن للغاية للمتبرع الذي أعطاني فرصة جديدة للحياة، وأصبح جزءاً مني ومن عائلتي».

إن قصة غاري تمثل أكثر من مجرد حالة طبية ناجحة؛ إنها شاهد على الإمكانات المتقدمة للطب الحديث حين تتضافر الجراحة الدقيقة، والعلاج الدوائي، والدعم النفسي والاجتماعي في منظومة متكاملة تهدف إلى إعادة الأمل.

نهج جديد يُحدث تحولاً نوعياً في مسار علاج السرطان

ما الذي يحمله المستقبل؟

مع التوسع التدريجي في التجارب السريرية، وتراكم البيانات حول فاعلية زراعة الكبد في حالات النقائل الكبدية الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم، بدأت ملامح مستقبل جديد تتشكل في الأفق العلاجي لهذا النوع المعقّد من السرطان. فقد كانت هذه الفئة من المرضى تُصنّف سابقاً ضمن الحالات «الميؤوس منها جراحياً»، حيث تُستبعد الجراحة تماماً بسبب التوزيع غير القابل للاستئصال داخل الكبد. أما اليوم، فإن زراعة الكبد تمنحهم فرصة علاجية حقيقية، تقوم على أسس علمية وانتقائية دقيقة.

وتُشير مراجعات سريرية متعددة، نذكر منها اثنتين: مجموعة دراسة مستشفى جامعة أوسلو، 2022 (Oslo University Hospital Study Group, 2022)؛ وتقارير فريق زراعة الأعضاء في «مايو كلينك»، 2024 (Mayo Clinic Transplant Team Reports, 2024)- تشير إلى أن نجاح هذا النهج مرتبط بعدة عوامل رئيسية:

-الاستجابة الجيدة للعلاج الكيميائي قبل الجراحة.

-الغياب الكامل للنقائل خارج الكبد.

-الاختيار الصارم للمرشحين بناءً على معايير واضحة ومُحددة.

-رعاية متخصصة في مراكز ذات خبرة عالية في الزراعة والأورام.

ومع تزايد هذه المؤشرات الإيجابية، تبرز الحاجة الملحّة إلى توسيع نطاق اعتماد هذا النموذج العلاجي في مزيد من مراكز زراعة الكبد حول العالم، خصوصاً في الدول التي تواجه ارتفاعاً في معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. غير أن هذا التوسع يتطلب:

-وضع بروتوكولات موحدة لاختيار المرضى المؤهلين.

-تعزيز برامج التبرع بالأعضاء، لا سيما من المتبرعين الأحياء.

-توفير دعم لوجيستي ونفسي طويل الأمد لهؤلاء المرضى، نظراً لطبيعة العلاج المعقّدة واحتياجاتهم المتغيرة بعد الزراعة.

باختصار، يحمل المستقبل وعوداً ملموسة، لكن نجاح هذا النموذج على نطاق أوسع، يظل مرهوناً بإرادة طبية وتشريعية وتنظيمية قادرة على تحويل الأمل إلى واقع علاجي مستدام، ومنحه من جديد لمن كانوا على حافة فقدانه.

* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

صحتك انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)

أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

طوّر باحثون في معهد «دانا فاربر» للسرطان بالولايات المتحدة أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقدير احتمالية انتشار سرطان الحلق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)

«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

من الصلصات الاحتفالية إلى العصائر ذات الألوان الزاهية، لطالما كان التوت البري عنصراً مميزاً يضفي شكلاً وطعماً غير عاديين على الأطباق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فرش الأسنان الكهربائية تُزيل البلاك بفعالية أكبر من تلك اليدوية (بيكسلز)

فرشاة الأسنان الكهربائية أم العادية... أيهما الأفضل لصحة فمك؟

تُقدم فرش الأسنان الكهربائية العديد من المزايا مقارنةً بالفرش اليدوية، فهي توفر أداءً تنظيفياً فائقاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك من الآثار الجانبية لبعض مضادات الاكتئاب زيادة الوزن (بيكسلز)

9 أسباب قد تكون وراء الزيادة المفاجئة بوزنك

يلاحظ الأشخاص، عند تناولهم سعرات حرارية أكثر من المعتاد أو حال تقليلهم لممارسة الرياضة، ارتفاعاً ملحوظاً في الوزن، وهو أمر طبيعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
TT

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً، خاصةً إذا لم تكن من محبي الرياضة. لكن الخبر السار هو أنه من الممكن إنقاص الوزن في الشتاء دون الحاجة إلى الذهاب إلى النادي الرياضي. فالتغييرات البسيطة في نمط الحياة والنظام الغذائي تُحدث فرقاً كبيراً.

إليك بعض النصائح الفعّالة لإنقاص الوزن بدون رياضة:

1- ركّز على الوجبات الدافئة المطبوخة منزلياً

خلال فصل الشتاء، نميل عادةً إلى تناول الأطعمة المريحة. لذا، يُنصح بتناول الأطعمة الدافئة المطبوخة منزلياً بدلاً من الأطعمة المقلية أو الحلوة. تُعدّ الشوربات، والعدس، والخضار، واليخنات خيارات صحية ومغذية. احرص على أن تكون وجباتك متوازنة، مع تناول كميات وفيرة من الخضراوات والبروتين، حتى لا تشعر بالجوع بين الوجبات.

2- تحكم في حجم الحصص

لستَ مضطراً للتخلي عن أطعمتك المفضلة، بل تناولها باعتدال. استخدم أطباقاً أصغر، وامضغ الطعام ببطء، وتوقف عندما تشعر بالشبع. قد يؤدي الجوع في الشتاء إلى الإفراط في الأكل، ولذلك يُعدّ تناول الطعام بوعي محوراً أساسياً للتحكم في الوزن.

3- اشرب كمية كافية من الماء (حتى لو لم تشعر بالعطش)

يقل استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء لعدم شعورهم بالعطش، مما قد يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع. اشرب الماء الدافئ أو شاي الأعشاب أو ماء الكمون طوال اليوم. حافظ على الترطيب واشرب الكثير من الماء للهضم وتجنب الإفراط في الأكل.

4- أضف البروتين إلى كل وجبة

يساعد البروتين على كبح الجوع والشعور بالشبع. تناول أطعمة مثل البيض، والجبن، والزبادي، والعدس، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، والدجاج أو السمك. يُخفف النظام الغذائي الغني بالبروتين من الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويساعد على إنقاص الوزن بطريقة صحية دون الحاجة إلى ممارسة الرياضة.

5- تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل

الليالي طويلة، وخلال فصل الشتاء، قد تشعر المرء برغبة شديدة في تناول وجبة خفيفة أثناء مشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف. يُعدّ الإفراط في تناول الطعام ليلاً من الأسباب الشائعة لزيادة الوزن. حاول تناول العشاء قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل من موعد النوم. في حال شعرت بالجوع لاحقاً، يمكنك تناول مشروب دافئ مثل شاي الأعشاب أو حليب الكركم.

6- احصل على قسط كافٍ من النوم

يؤثر نقص النوم على هرمونات الجوع والشبع، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. احرص على الحصول على 7-8 ساعات من النوم الجيد ليلاً. يُساعد النوم جسمك على حرق السعرات الحرارية بشكل أفضل ويُقلل من الرغبة في تناول الأطعمة الشهية وغير الصحية.

7- حافظ على نشاطك اليومي

حتى وإن لم تكن تمارس الرياضة، يجب ألا تجلس لفترات طويلة. شارك في أنشطة يومية بسيطة ومنتظمة، مثل الأعمال المنزلية، وتمارين التمدد الخفيفة، والمشي أثناء المكالمات الهاتفية، أو أخذ فترات راحة قصيرة للحركة. تُساعد هذه الحركات البسيطة على حرق السعرات الحرارية والحفاظ على مستوى التمثيل الغذائي.

8- قلل من تناول السكر والأطعمة المصنعة

تُعدّ منتجات المخابز، وحلويات الشتاء، والوجبات الخفيفة المُغلّفة مصادر سهلة لإضافة سعرات حرارية. قلل من تناول الحلويات، والبسكويت، ورقائق البطاطس، والمشروبات المُحلّاة. بدلاً من ذلك، تناول الفواكه، والمكسرات المحمصة، أو الوجبات الخفيفة المنزلية.

9- تحكّم بمستويات التوتر

قد يُؤدي التوتر إلى زيادة الأكل العاطفي وزيادة الوزن. ستساعدك طرق بسيطة مثل التنفس العميق، والتأمل، وقضاء الوقت مع من تُحب على التحكم بمستويات التوتر وتجنّب الإفراط في تناول الطعام.


أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
TT

أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)

طوّر باحثون في معهد «دانا فاربر» للسرطان بالولايات المتحدة أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتقدير احتمالية انتشار سرطان الحلق؛ أحد أنواع سرطانات الرأس والعنق، بطريقة غير جراحية.

وأوضح الباحثون أن الهدف من هذه الأداة هو مساعدة الأطباء في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاجات مكثفة، ومن يمكنهم الاستفادة من تقليل شدة العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، بدورية «Journal of Clinical Oncology».

ويصيب سرطان الحلق الجزء الأوسط من الحلق، بما في ذلك اللوزتان وقاعدة اللسان والحنك الرخو. وغالباً ما يرتبط بسرطان الخلايا الحرشفية، وقد يكون مرتبطاً بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، أو عوامل أخرى مثل التدخين وتعاطي الكحول. وتظهر أعراضه عادةً على شكل ألم أو صعوبة في البلع، وبحة في الصوت، أو تورم في الرقبة نتيجة تضخم العقد اللمفاوية.

ويختلف العلاج وفقاً لمرحلة المرض ومدى انتشاره، ويشمل عادةً الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، وقد تكون صعبة التحمل وتترك آثاراً طويلة المدى، لذلك يركز الباحثون على تقليل الانتكاسات وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.

ويُعد انتشار السرطان خارج العقدة اللمفاوية أحد المؤشرات المهمة لتحديد شدة العلاج، ويحدث هذا عندما تنتشر خلايا السرطان من العقدة إلى الأنسجة المحيطة، وعادةً ما يُشخّص عن طريق إزالة العقدة جراحياً وفحصها.

ولتحسين معدلات العلاج، استخدم الفريق بيانات الأشعة المقطعية لتطوير أداة ذكاء اصطناعي قادرة على التنبؤ بعدد العقد اللمفاوية المصابة، وهو مؤشر يعكس شدة المرض واحتمالية استفادة المريض من العلاج المكثف. وعند تطبيق الأداة على بيانات الأشعة المقطعية لـ1733 مريضاً، تمكنت من التنبؤ بالانتشار غير المتحكم فيه للسرطان ورصد انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة.

كما أدى دمج تقييم الأداة مع مؤشرات المخاطر السريرية الحالية إلى تحسين تصنيف المرضى وفقاً لخطورة المرض، مما عزَّز دقة التنبؤ بمعدل البقاء على قيد الحياة وانتشار السرطان لكل مريض على حدة.

وأكد الباحثون أن هذه الأداة الذكية تُمكن الأطباء من اختيار المستوى الأمثل للعلاج لكل مريض، سواء عبر تكثيف العلاج للمرضى الأكثر خطورة، أم تخفيف العلاج لتقليل الآثار الجانبية للمرضى الذين يحتاجون إلى تدخل أقل، وهذه القدرة تساعد على تخصيص العلاج بشكل شخصي لكل حالة، مما يعزز فاعلية العلاج ويحسّن تجربة المرضى.

وأضاف الفريق أن التنبؤ بالمرضى الأكثر عرضة للانتشار غير المتحكم فيه يسمح بتوجيه علاجات مكثفة لهم، ما يزيد فرص التحكم بالمرض ويحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة. وتسهم هذه الأداة في جعل خطة العلاج أكثر ذكاءً وفاعلية، مع التركيز على النتائج طويلة الأمد.

وأشار الباحثون إلى إمكانية استخدام الأداة في التجارب السريرية لتقييم المرضى بشكل أفضل، واختيار المشاركين المناسبين لتجارب العلاج المناعي أو الاستراتيجيات العلاجية المكثفة، مما يعزز البحث العلمي ويتيح تطوير علاجات أكثر دقة وفاعلية في المستقبل.


«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
TT

«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)

من الصلصات الاحتفالية إلى العصائر ذات الألوان الزاهية، لطالما كان التوت البري عنصراً مميزاً يضفي شكلاً وطعماً غير عاديين على الأطباق. فإلى جانب مذاقه اللاذع وجاذبيته الموسمية، يُوصف هذا التوت الأحمر غالباً بأنه «غذاء خارق» لما له من فوائد صحية محتملة عديدة، بحسب صحيفة «الإندبندنت».

تُسوَّق مكملات التوت البري كطريقة سهلة للحصول على هذه الفوائد دون سكر أو طعم العصير اللاذع. فماذا يقول العلم فعلاً عن هذه الفاكهة؟

الوقاية من التهابات المسالك البولية

يُعرف التوت البري بدوره في المساعدة على الوقاية من التهابات المسالك البولية. تحتوي هذه الثمرة على مركبات تُسمى البروانثوسيانيدينات. ويبدو أن هذه المركبات تمنع البكتيريا، مثل الإشريكية القولونية، من الالتصاق بجدار المسالك البولية، وهي إحدى الخطوات الأولى في تطور العدوى. وهذا يُفسر سبب مساعدة منتجات التوت البري في الوقاية من التهابات المسالك البولية، مع العلم أنها لا تُعالج العدوى بعد أن تلتصق البكتيريا وتتكاثر.

تدعم الأبحاث دور التوت البري الوقائي لدى النساء اللواتي يعانين من التهابات متكررة ولدى الأطفال، مع أن النتائج تختلف بين الدراسات. وجدت إحدى الدراسات أن عصير التوت البري وأقراصه يقللان من معدلات التهاب المسالك البولية لدى النساء، لكن الأقراص كانت أكثر فعالية وأقل تكلفة. كما قلل كلا الشكلين من استخدام المضادات الحيوية مقارنةً بالدواء الوهمي.

حماية القلب

وتمت أيضاً دراسة تأثير التوت البري على صحة القلب. فهو غني بمضادات الأكسدة مثل الأنثوسيانين والبروانثوسيانيدين والكيرسيتين. تساعد مضادات الأكسدة على حماية الخلايا من التلف الناتج عن جزيئات غير مستقرة تُسمى الجذور الحرة. وتشير الأبحاث إلى أن عصير التوت البري أو مستخلصاته يمكن أن يُحسّن العديد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.

تشمل هذه الفوائد رفع مستويات الكولسترول الجيد (HDL)، الذي يُطلق عليه غالباً اسم الكولسترول النافع لأنه يُساعد على إزالة الكولسترول الزائد من مجرى الدم، وخفض مستويات الكولسترول الضار (LDL) لدى مرضى السكري. يُوصف الكولسترول الضار أحياناً بأنه كولسترول سيئ، لأن ارتفاع مستوياته قد يؤدي إلى تراكمه في جدران الشرايين، ويصبح أكثر ضرراً عند تأكسده. يميل الكولسترول الضار المؤكسد إلى الالتصاق بجدران الشرايين، ما يُغذي الالتهاب ويُساهم في تكوّن اللويحات.

قد تُساعد مضادات الأكسدة الموجودة في التوت البري على إبطاء هذه العملية. كما قد تُحسّن مرونة الأوعية الدموية، وتُخفّض ضغط الدم، وتُقلّل من مستوى الهوموسيستين، وهو حمض أميني مرتبط بالالتهاب عند ارتفاع مستوياته. مع ذلك، لا تُشير جميع الدراسات إلى النتائج نفسها، لذا تبقى الأدلة غير مكتملة.

التوت البري يدعم جهاز المناعة (بيكسلز)

إبطاء السرطان

يدرس الباحثون أيضاً التوت البري لدوره المُحتمل في الوقاية من السرطان. تُشير الدراسات المخبرية والحيوانية إلى أن مركبات التوت البري، بما في ذلك حمض الأورسوليك، قد تُبطئ نمو الخلايا السرطانية. تتمتع بعض هذه المركبات بتأثيرات مضادة للالتهابات، وهو أمر مهم لأن الالتهاب المزمن قد يُساهم في تطور السرطان. أظهرت تجربة سريرية أن عصير التوت البري قد يُساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة عن طريق منع بكتيريا الملوية البوابية (H. pylori)، وهي بكتيريا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا النوع من السرطان، من الالتصاق ببطانة المعدة.

وقد انخفضت معدلات الإصابة لدى البالغين الذين تناولوا ما يُقارب كوبين من عصير التوت البري. وتشير الدراسات المخبرية والحيوانية إلى تأثيرات أخرى مُحتملة مُضادة للسرطان، وستُحدد الأبحاث القادمة ما إذا كانت هذه النتائج المخبرية قابلة للتطبيق على البشر.

تعزيز صحة الدماغ

تُساهم خصائص التوت البري المُضادة للأكسدة والالتهابات في دعم صحة الدماغ. فقد وجدت دراسة أُجريت عام 2022 أن البالغين الذين تناولوا مسحوق التوت البري المُجفف يومياً، والذي يُعادل حوالي 100 غرام من التوت البري الطازج، أظهروا ذاكرة أفضل للمهام اليومية وتحسناً في تدفق الدم إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن التعلم. كما انخفض لديهم مستوى الكولسترول الضار (LDL). يُمكن أن يُساهم ارتفاع مستوى الكولسترول الضار في تصلب الشرايين، مما يُؤثر على الدورة الدموية.

دعم جهاز المناعة

قد يدعم التوت البري جهاز المناعة أيضاً. تشير الدراسات إلى أن مركباته الطبيعية قد تقلل من احتمالية الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا. يُعد التوت البري مصدراً غنياً بفيتامين سي، وفيتامين هـ، والكاروتينات، والحديد، وكلها عناصر تساهم في وظيفة المناعة الطبيعية.