«الخارجية الأميركية» تلغي اجتماع «الرباعية» حول السودان

السفير المصري لدى الولايات المتحدة أشار لاحتمال تأجيله إلى سبتمبر

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)
TT

«الخارجية الأميركية» تلغي اجتماع «الرباعية» حول السودان

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)

أكدت مصادر موثوقة بوزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، إلغاء اجتماع اللجنة الرباعية بشأن السودان، الذي كان من المقرر أن يستضيفه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، مع وزراء خارجية المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، الأربعاء 30 يوليو (تموز)، دون تحديد الأسباب أو موعد جديد للاجتماع مما أثار التساؤلات حول أسباب الإلغاء، والإحباط في أوساط السودانيين الذين كانوا يأملون في اتخاذ خطوات جدية في سبيل إنهاء الحرب التي خلَّفت عشرات الآلاف من القتلى، وملايين النازحين واللاجئين.

ولم تعلن مصادر «الخارجية الأميركية» الأسباب التي دفعتها لإلغاء الاجتماع، رغم التحضيرات المكثفة التي جرت خلال الأسابيع الماضية ومستوى التنسيق الإقليمي الذي تم، وتحضير البيان المشترك الذي كان مُعدّاً بشكل مسبق. من جانبه أشار السفير المصري في واشنطن، معتز زهران، إلى احتمال تأجيل المؤتمر إلى سبتمبر (أيلول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» اهتمام «الرباعية» بمتابعة الضغوط الدولية للتوصُّل إلى تسوية للأزمة في السودان.

أهداف المؤتمر

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد وضعت أهدافاً محددة من هذا الاجتماع، بإطلاق حوار سياسي شامل بين طرفَي النزاع، ووقف التدخل الخارجي، والتأكيد على وحدة السودان وسيادته، والخروج ببيان مشترك يطالب بإنهاء الأعمال العدائية، وإطلاق مبادرات سياسية لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية.

وكانت هناك شكوك في جدوى الاجتماع وقدرته على اتخاذ خطوات حاسمة لتحقيق وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، قد انتشرت بشكل موسَّع بين النشطاء السودانيين، خصوصاً في ظل استبعاد مشاركة طرفَي الصراع من الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».

اختلاف الرؤى

وتحدَّثت أريج الحاج بـ«معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» والمتخصصة في الشأن السوداني، عن وجود اختلافات في الرؤى بين المشاركين في هذا الاجتماع. وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو كان يرغب في توسيع المشارَكة الإقليمية والدولية، بإضافة قطر والمملكة المتحدة ودول من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي؛ لتكثيف الضغوط الدولية لإيجاد حلول للوضع في السودان، بينما كانت رؤية مسعد بولس، المستشار الرئاسي الذي يقوم بمشاورات بين طرفَي النزاع، أن يقتصر الاجتماع فقط على الرباعية، التي تضم السعودية والإمارات والولايات المتحدة ومصر.

أرشيفية للبرهان و«حميدتي» خلال تعاونهما في إطاحة نظام البشير (أ.ف.ب)

وأشارت أريج الحاج إلى أن عدم مشارَكة الجيش السوداني أو ممثلين عن «الدعم السريع» لم يكن السبب وراء إلغاء الاجتماع، وإنما يرجع السبب إلى تعقد المشهد السوداني المتشابك، والمعادلة الصعبة بين تحقيق التوازنات الإقليمية وبين مراعاة مصلحة السودان في الداخل، في ظل توجهات بإعلان حكومة موازية. وأبدت قلقها من احتمالية تراجع الزخم الأميركي وأن تستمر واشنطن في مراعاة المصالح الإقليمية والخروج بنتائج لا تميل لمصلحة دولة أو فصيل سياسي.

وقالت إن من مصلحة الولايات المتحدة التعامل مع الملف السوداني من منطلق براغماتي متعلق بالتوازنات الإقليمية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ومكافحة التمددَين الصيني والروسي.

صدمة سودانية

وأثار قرار التأجيل، صدمةً واسعةً بين السودانيين الذين علقوا آمالهم على الاجتماع؛ لتحقيق انفراجة سياسية تنهي الحرب الدامية، وتضع حدّاً لانتهاكات حقوق الإنسان، وتخفف الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وكانت القوى السياسية المدنية وعدد كبير من المواطنين قد عبَّروا عن ترحيبهم المسبق بعقد الاجتماع، عادين أنه يمثل فرصةً أخيرةً للضغط على طرفَي النزاع من أجل وقف دائم لإطلاق النار، والدخول في عملية سياسية شاملة تعيد البلاد إلى مسار الانتقال الديمقراطي.

وصنَّفت الأمم المتحدة الأزمة السودانية بأنها أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم حالياً، حيث يعاني الملايين من الجوع والنزوح وانهيار الخدمات الأساسية، وسط تصاعد للانتهاكات في مناطق النزاع، وغياب شبه تام للدولة ومؤسساتها.

عنصر من الجيش السوداني يمرّ بين منازل متضررة جراء الحرب في مدينة أم درمان بالخرطوم (رويترز)

وتوقَّع محللون سياسيون أن يكون التأجيل تعبيراً عن تراجع أو تردد في الإرادة الدولية للتعامل الحاسم مع الأزمة السودانية، في ظل انشغال الأطراف الغربية بأزمات أخرى مثل الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط.

ويخشى على نطاق واسع من أن يبعث تأجيل الاجتماع – دون تحديد موعد بديل واضح – برسائل سلبية للقوى المدنية، والمجتمع السوداني، الذي وضع آماله في ذلك الاجتماع، ويمنح طرفَي الحرب مزيداً من الوقت لتوسيع رقعة العنف، دون رادع دولي حقيقي.

تفاؤل وتشاؤم

وكان الاجتماع قد أثار في وقت سابق، ردود فعل سودانية متباينة ما بين مؤيد ومتفائل ومستهجن ومتشائم، فقد رحَّب حزب «المؤتمر السوداني» المعارض بالاجتماع الرباعي على مستوى وزراء الخارجية، وجدَّد في بيان تأكيده على وجوب وقف الحرب بوصفه مسؤولية وطنية تتطلب إرادة سياسية موحدة من السودانيين كافة.

وأبدى جعفر حسن، المتحدث باسم حركة «تحالف صمود»، بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، ويضم أكثر من 100 كيان سياسي ومهني وأهلي، تفاؤله الكبير بهذا الاجتماع مشيراً إلى أنه يجمع الدول الإقليمية المؤثرة على الساحة السودانية، على خلاف الاجتماعات السابقة التي شارك فيها قادة الطرفين المتحاربين.

وتوقَّع حسن مناقشة خطة عملية سياسية تفضي إلى سلام مستدام، وفي الوقت نفسه أبدى قلقه من أن يسفر الاجتماع عن حلول جزئية أو تسوية تؤدي إلى تقاسم السلطة بدلاً من التحول الديمقراطي الشامل والمنشود.

في المقابل، أصدر حزب «التجديد الديمقراطي» السوداني بياناً أعرب فيه عن رفضه انعقاد الاجتماع دون مشارَكةٍ من اللاعبَين السودانيَّين الفاعلَين. وعدَّ الحزب تلك الخطوة خطأ استراتيجيّاً فادحاً وخطأ سياسياً جسيماً لا يمكن تبريره أو القبول به. وقال الحزب، في بيان، إن تجاهل دعوة أي طرف مدني سوداني مستقل، لا سيما القوى الوطنية المدافعة عن حقوق الإنسان، يعد انحرافاً عن المبادئ الأساسية لأي عملية سياسية ذات مصداقية، ويكرس نهجاً إقصائياً يعمق الأزمة بدلاً من حلها.

وأعلن الحزب رفضه مناقشة مصير الشعب السوداني في غرف مغلقة دون حضور ممثلين من السودان، وعدّ ذلك تجاوزاً لإرادة السودانيين، وإعادة إنتاج وصاية دولية مرفوضة لا تصنع سلاماً ولا تبني دولة. وشدَّد على أنه رغم أهمية الدور الإقليمي والدولي فإن هذه المبادرة مصيرها الفشل مهما كانت نوايا الأطراف الدولية حسنة.


مقالات ذات صلة

بعثة أممية إنسانية تدخل الفاشر المنكوبة للمرة الأولى منذ 18 شهراً

شمال افريقيا جرحى أُصيبوا خلال معارك الفاشر في وقت سابق يخضعون للعلاج بمستشفى ميداني شمال دارفور (رويترز) play-circle

بعثة أممية إنسانية تدخل الفاشر المنكوبة للمرة الأولى منذ 18 شهراً

كشفت الأمم المتحدة عن وصول بعثة إنسانية أممية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أول دخول إنساني للمدينة منذ سيطرة «قوات الدعم السريع»

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان في القاهرة الشهر الحالي (الرئاسة المصرية)

مصر تشدد على توفير «ملاذات آمنة» وممرات إنسانية في السودان

شددت مصر على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الإنسانية لضمان توفير «ملاذات آمنة» وممرات إنسانية كافية في السودان لإيصال وصول المساعدات الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا نازحون سودانيون يقضون ليلة في مدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

«أطباء السودان»: «الدعم السريع» قتلت 200 شخص على أساس عرقي بشمال دارفور

أعلنت «شبكة أطباء السودان»، مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم أطفال ونساء على أساس عرقي من قبل «الدعم السريع» بمناطق أمبرو، وسربا، وأبوقمرة بولاية شمال دارفور.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في نيويورك الاثنين (الأمم المتحدة)

إدريس: مستعدون للتواصل مع دول مؤيدة لـ«الدعم السريع»

قال رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، الجمعة، إن بلاده مستعدة للتواصل مع دول مؤيدة لـ«الدعم السريع»

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا عناصر من «قوات الدعم السريع» (أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تتقدم غرباً وحاكم إقليم دارفور يتوعد

تتقدم «قوات الدعم السريع» حثيثاً باتجاه بلدة «الطينة»، عند الحدود التشادية - السودانية، بعد أن أعلنت إكمال سيطرتها على بلدة «كرنوي»، صباح الخميس.

أحمد يونس (كمبالا)

لاس فيغاس... أول مدينة أميركية تستعين شرطتها بسيارات «تسلا سايبرتراك»

سيارات «تسلا سايبرتراك» في لاس فيغاس (حساب قائد الشرطة كيفن ماكماهيل)
سيارات «تسلا سايبرتراك» في لاس فيغاس (حساب قائد الشرطة كيفن ماكماهيل)
TT

لاس فيغاس... أول مدينة أميركية تستعين شرطتها بسيارات «تسلا سايبرتراك»

سيارات «تسلا سايبرتراك» في لاس فيغاس (حساب قائد الشرطة كيفن ماكماهيل)
سيارات «تسلا سايبرتراك» في لاس فيغاس (حساب قائد الشرطة كيفن ماكماهيل)

أصبحت لاس فيغاس أول مدينة أميركية تستعين شرطتها بسيارات «تسلا سايبرتراك»، حيث أطلقت الشهر الماضي أسطولاً جديداً من هذه السيارات الفولاذية، التي تبدو أضخم من سيارات الشرطة التقليدية.

ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، تبرع متبرعون مجهولون بعشر سيارات من هذا الطراز للشرطة في وقت سابق من هذا العام.

وذكرت الصحيفة أن سيارات «تسلا سايبرتراك» أصبحت رمزاً لإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» وأغنى رجل في العالم، والذي روّج لهيكل «سايبرتراك» المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ، واصفاً إياه بأنه «مضاد للكوارث» وقادر على تحمل الرصاص.

ولفتت الصحيفة إلى أن «سايبرتراك» ممنوعة من السوق الأوروبية بسبب مخاوف تتعلق بسلامة المشاة، وفي الربع الثالث من هذا العام، باعت «تسلا» 5385 سيارة «سايبرتراك» فقط، بانخفاض قدره 63 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

ويعود جزء من ضعف المبيعات إلى معارضة إيلون ماسك خلال فترة عمله في الحكومة، كما شهدت شاحنات «سايبرتراك» عدداً هائلاً من عمليات الاستدعاء خلال العامين الماضيين.

ومن بين عمليات الاستدعاء، شملت المشاكل ألواحاً جانبية معرضة للانفصال أثناء القيادة، ومصابيح أمامية ساطعة جداً، ودواسة بنزين تتسارع بشكل غير منضبط.

وقال قائد الشرطة كيفن ماكماهيل في مؤتمر صحافي عُقد مؤخراً لعرض هذه السيارات: «إنها تمثل شيئاً أكبر بكثير من مجرد سيارة شرطة. إنها تمثل الابتكار».

سيارات «تسلا سايبرتراك» في لاس فيغاس (حساب قائد الشرطة كيفن ماكماهيل)

وانتشر خبر امتلاك لاس فيغاس لعشر سيارات «سايبرتراك» كهربائية لأول مرة في فبراير (شباط)، عندما نشر ماكماهيل صوراً لها على منصة «إكس»، معلقاً: «إنها رائعة»، ومعلناً أن قواته ستستخدمها قريباً، وذكر منشور آخر لقسم الشرطة على «إنستغرام» أن الأسطول «تبرع به بالكامل متبرع مجهول».

وتداولت الشائعات حول هوية المتبرع، وجاء ذلك في وقت تراجعت فيه مبيعات «تسلا» بشكل حاد، وكان ماسك يُجري تخفيضات هائلة في رواتب موظفي الحكومة الفيدرالية بصفته رئيساً لما يُسمى «إدارة كفاءة الحكومة».

ووفقاً لرسائل بريد إلكتروني من قسم الشرطة حصلت عليها «الغارديان» عبر طلب معلومات عامة، فقد كان التبرع قيد الإعداد منذ الشهر الذي تلا فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانتخابات.

وذكر مايك جينارو، المسؤول في شرطة لاس فيغاس، في رسالة بريد إلكتروني إلى المتبرع بتاريخ 1 ديسمبر (كانون الأول) 2024: «كما ناقشنا سابقاً، سيمثل استخدام هذه السيارات نهجاً ثورياً في العمل الشرطي الحديث».

واتضح أن المتبرع الغامض هو بن هورويتز، المؤسس المشارك لشركة رأس المال الاستثماري «أندريسن هورويتز» في وادي السيليكون، وزوجته فيليسيا هورويتز، وأعلنا عن تبرعهما بعد أيام قليلة من نشر ماكماهيل التصاميم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتستثمر شركة هورويتز، إحدى أشهر الشركات في وادي السيليكون، في مجموعة متنوعة من شركات التكنولوجيا، وقد أنفقت 400 مليون دولار لمساعدة ماسك على الاستحواذ على «تويتر» عام 2022.

ورداً على الخبر، علّق ماسك على منشور حول الموضوع على منصة «إكس» برمز تعبيري يرتدي نظارة شمسية.

وقال أثار حسيب الله، المدير التنفيذي لاتحاد الحريات المدنية الأميركي في نيفادا، إن استخدام الشرطة لسيارات «سايبرتراك» هذه يبدو وكأنه تأييد لماسك.

وأضاف حسيب الله: «أُدرك أن شرطة لاس فيغاس ترى قيمة في وجود سيارات ذات مظهر جذاب، وهذا يُضفي عليها طابعاً عصرياً وراقياً. لكن الحقيقة هي أن المجتمعات لا تطلب ذلك. إنهم يطلبون الشعور بمزيد من الأمان. لا أعتقد أن سيارة (تسلا سايبرتراك) تُشعر أي شخص بمزيد من الأمان».

واجهت مدن أخرى في أنحاء الولايات المتحدة ردود فعل سلبية إزاء احتمال استعمال سيارات «تسلا» إلى السيارات الحكومية. فقد تعهدت مدينة بالتيمور بإنفاق 5 ملايين دولار لشراء سيارات «تسلا» لموظفي البلدية في 2024، لكنها تراجعت.

وفي مقاطعة كينغ بولاية واشنطن، واجه المسؤولون ردود فعل غاضبة من السكان لشرائهم 120 سيارة «تسلا».

وفي عدد قليل من البلدات الصغيرة في كاليفورنيا، حيث يختبر الضباط سيارات «تسلا» لأغراض إنفاذ القانون، يقول رؤساء الأقسام إن هذه السيارات غير مناسبة للعمل الشرطي الحديث.

مع ذلك، فإن إدارة شرطة لاس فيغاس متفائلة، فقد قال ماكماهيل إنه لم يتم إنفاق أي أموال من دافعي الضرائب على سيارات «سايبرتراك» لأنها كانت تبرعاً.

المتبرعون الغامضون

تعيش عائلة هورويتز في لاس فيغاس، وهم من الداعمين القدامى لإدارة شرطة المدينة.

ووفقاً لرسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها صحيفة «الغارديان»، شمل تبرعهم بسيارات «سايبرتراك» وتم تحويل التبرع، الذي يُقدّر بنحو 2.7 مليون دولار أميركي، والذي اكتملت إجراءاته في أواخر يناير (كانون الثاني) 2025، عبر مؤسسة خيرية تُعنى بإنفاذ القانون تُدعى «خلف الكواليس».

وكتب جينارو إلى هورويتز، أثناء وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل التبرع: «سترتفع معنويات رجال الشرطة إلى عنان السماء عندما تصل هذه السيارات إلى مراكزهم الفرعية. وسنستخدمها كأداة للحفاظ على معنوياتهم عالية وإنتاجيتهم».

وانتظرت إدارة الشرطة شاحنات «سايبرتراك» لمدة عشرة أشهر تقريباً، حيث خضعت لعمليات تحديث لتناسب العمل الشرطي. وحسب إدارة الشرطة، فإن سيارات الدوريات مزودة بدروع واقية، وسلالم، وأجهزة لاسلكية، ومعدات أخرى.

وفقاً لرسائل بريد إلكتروني داخلية، ستُستخدم مركبة القوات الخاصة في حالات تشمل «المشتبه بهم المتحصنين وحوادث احتجاز الرهائن».

وقدّم هورويتز العديد من التبرعات لشرطة لاس فيغاس خلال العامين الماضيين، بإجمالي يقارب 8 ملايين دولار تشمل هذه أجهزة قراءة لوحات السيارات، وطائرات دون طيار، وأداة ذكاء اصطناعي تُساعد في التعامل مع مكالمات الطوارئ 911.


ترمب يُعيّن صاحبة صالون تجميل لتحدد مَن سيُمنع من دخول الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

ترمب يُعيّن صاحبة صالون تجميل لتحدد مَن سيُمنع من دخول الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

عيّن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، المسؤولة في وزارة الخارجية مورا نامدار لتُحدد الأجانب المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة.

وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت ترقية مورا نامدار من منصبها مساعدَ وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتُصبح مساعدته لشؤون القنصلية؛ حيث ستشرف على جميع الإجراءات بدءاً من إصدار جوازات السفر وصولاً إلى الموافقة على التأشيرات وإلغائها.

وقال موقع «ديلي بيست» إن مورا نامدار، ابنة مهاجرين إيرانيين، شغلت هذا المنصب مؤقتاً خلال ولاية ترمب الأولى عام 2020.

وأضاف أن مورا نامدار، البالغة من العمر 46 عاماً، تمتلك سلسلة صالونات تجميل صغيرة تُدعى «بام» في ولاية تكساس، مسقط رأسها. وأوضحت، في حديث لمجلة «فوج دالاس»، أن الصالون الأصلي كان يهدف إلى أن يكون «رائعاً وأنيقاً، ويجسّد أحلام جنة باريسية في دالاس»، مع جدار من الزهور بطول 20 قدماً، وقد افتتحته بناءً على طلب صديقاتها لتجهيزهن وتجميلهن في حفلات زفافهن.

وقالت: «أدركتُ حينها وجود حاجة لمكان رائع يُعامل تصفيف شعر النساء بوصفه فنّاً بحد ذاته»، وفي مقابلة مع مجلة «دي ماغازين» عام 2017، وصفته بأنه مكان «مرح وجريء».

مورا نامدار (وزارة الخارجية)

ووفق الموقع، تبدأ أسعار تصفيف الشعر من 45 دولاراً، والمكياج من 55 دولاراً، وتوسّعت سلسلة الصالونات لتشمل الزيارات المنزلية، فيما جمعت مورا نامدار بين إدارة الصالون ومكتب محاماة خاص بها.

ولفت إلى أن مورا نامدار كانت أيضاً من بين المساهمين في مشروع 2025 سيئ السمعة، الذي يحمل أفكاراً يمينية متشددة، والذي أثّر بشكل كبير على ولاية ترمب الثانية، حيث كتبت قسماً عن «وكالة الولايات المتحدة» للإعلام العالمي، وفقاً لمجلة «كولومبيا» للصحافة.

وفي ذلك القسم، اتهمت مورا نامدار الوكالة -وهي الهيئة الفيدرالية التي تضمّ هيئات البثّ الممولة من الولايات المتحدة، بما في ذلك «صوت أميركا» و«راديو أوروبا الحرة»- بـ«سوء الإدارة الجسيم، وتشكيل مخاطر أمنية متعلقة بالتجسس، واستخدام خطابات معادية للولايات المتحدة لترديد دعاية خصومها»، داعيةً إلى إصلاحها أو إغلاقها نهائياً.

وبمجرد مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين مورا نامدار في وقت سابق من هذا الشهر، أصبحت ذات نفوذ ومسؤولة عن مكتب يملك صلاحية تحديد من يُسمح له بدخول الولايات المتحدة، ومن يُمنع من الدخول.

وفي شهادتها المُعدّة لجلسة استماعها في مجلس الشيوخ في أكتوبر (تشرين الأول)، وصفت مورا نامدار قرارات منح التأشيرات بأنها بالغة الأهمية للأمن القومي، مؤكدةً موافقتها على تقييم روبيو بأنه إذا قام أي شخص «بتقويض سياستنا الخارجية، فإن للموظفين القنصليين سلطة إلغاء تأشيراتهم».

وستقود الآن تحركات الإدارة لحظر دخول أشخاص إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك اتخاذ إجراءات ضد مواطنين من دول أوروبية مختلفة، أعلن الرئيس ووزير الخارجية ماركو روبيو يوم الأربعاء منعهم من دخول الولايات المتحدة لما وصفاه بـ«الرقابة الصارخة» على «وجهات النظر الأميركية» على منصات التواصل الاجتماعي، مع التوعد بمزيد من الإجراءات اللاحقة.

وسعى ترمب مراراً وتكراراً إلى النأي بنفسه عن مشروع 2025 خلال حملته الانتخابية، لكن مع نهاية العام، أفادت شبكة «بي بي إس» بأن إدارة ترمب قد نفّذت نحو نصف أهداف أجندة المشروع، مع التركيز على أن تعيين كوادر مثل مورا نامدار، ورئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية بريندان كار، باعتباره آلية رئيسية لتطبيق أفكار المشروع.

ولجنة الاتصالات الفيدرالية هي الجهة التنظيمية المستقلة التي تُشرف على تراخيص البث والاتصالات.

وكان كار، البالغ من العمر 46 عاماً، هو مؤلف فصل لجنة الاتصالات الفيدرالية في مشروع 2025، الذي دعا الوكالة إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه شركات التكنولوجيا الكبرى، وما يسميه «احتكار الرقابة»، مع ربط أجندة الحرب الثقافية هذه بدفع صريح لإلغاء أجزاء كبيرة من لوائح الاتصالات الحالية.

ومنذ توليه منصبه، اتخذ كار خطوات يرى النقاد أنها تتماشى مع هذه الأولويات، وهي خطوات أثارت ردود فعل غاضبة في مجلس الشيوخ وتحذيرات من قادة سابقين في لجنة الاتصالات الفيدرالية بخصوص سياسات «الترهيب بشأن حرية التعبير».


مسؤول إسرائيلي: نتنياهو سيلتقي ترمب في الولايات المتحدة الاثنين

ترمب يستقبل نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)
ترمب يستقبل نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)
TT

مسؤول إسرائيلي: نتنياهو سيلتقي ترمب في الولايات المتحدة الاثنين

ترمب يستقبل نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)
ترمب يستقبل نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)

يتوجّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، غداً الأحد، ويلتقي الرئيس دونالد ترمب في فلوريدا خلال اليوم التالي، وفق ما أفاد مسؤول إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية.

وستكون هذه الزيارة الخامسة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة للقاء ترمب هذا العام. وتأتي الزيارة فيما تسعى إدارة ترمب والوسطاء الإقليميون للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة.

وأشار ترمب، في تصريحات لصحافيين في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، إلى احتمال أن يزوره نتنياهو في فلوريدا خلال عطلة عيد الميلاد.

وصرح حينذاك أثناء توجهه إلى منتجعه في مارالاغو: «نعم، سيزورني على الأرجح في فلوريدا. إنه يرغب في لقائي. لم نرتب الأمر رسمياً بعد، لكنه يرغب في لقائي».

من جهتها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الأربعاء، أنه من المتوقع أن يبحث الزعيمان في مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية، منها إيران، والمحادثات حول اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، ووقف إطلاق النار مع «حزب الله» في لبنان، والمراحل التالية من اتفاق غزة.

والتقدم بطيء حتى الآن في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه في أكتوبر (تشرين الأول) بوساطة من واشنطن وحلفائها الإقليميين.

كما أن وقف إطلاق النار لا يزال هشاً، مع تبادل طرفي النزاع الاتهامات بانتهاكه، في حين يخشى الوسطاء من أن إسرائيل و«حماس» على حد سواء يماطلان.

وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها الحالية في غزة، وتسلّم سلطة موقتة إدارة القطاع الفلسطيني بدلاً من «حماس»، ونشر قوة استقرار دولية. كما ينص الاتفاق على تخلي حركة «حماس» عن سلاحها، وهو ما يمثل نقطة خلاف رئيسية.

والجمعة، أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن الاجتماع بين ترمب ونتنياهو سيكون حاسماً للمضي في المرحلة الثانية من الاتفاق.

ونقل «أكسيوس» عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن إدارة ترمب تريد إعلان إدارة تكنوقراطية فلسطينية موقتة في غزة، وقوة الاستقرار الدولية في أسرع وقت ممكن.

وأضاف أن مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة ترمب يشعرون بـ«إحباط متزايد نتيجة اتخاذ نتنياهو خطوات لتقويض وقف إطلاق النار الهش وعرقلة عملية السلام».

ورجّحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن يتصدر احتمال قيام إيران بإعادة بناء برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية البالستية جدول أعمال زيارة نتنياهو.