نهائي سيدات أوروبا: إنجلترا وإسبانيا صراعٌ تتجدد فصوله في بازل

تدريبات منتخب إنجلترا لنهائي بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 (رويترز)
تدريبات منتخب إنجلترا لنهائي بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 (رويترز)
TT

نهائي سيدات أوروبا: إنجلترا وإسبانيا صراعٌ تتجدد فصوله في بازل

تدريبات منتخب إنجلترا لنهائي بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 (رويترز)
تدريبات منتخب إنجلترا لنهائي بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 (رويترز)

تحوّلت المواجهة بين منتخبي إنجلترا وإسبانيا إلى واحد من أبرز صراعات كرة القدم النسائية على الساحة الأوروبية، بعدما فرض الطرفان نفسيهما على قمة اللعبة في السنوات الأخيرة. وبعد أن جمعهما نهائي كأس العالم للسيدات في سيدني عام 2023، تعود المواجهة مساء الأحد، لكن هذه المرة في بازل السويسرية لحسم لقب كأس أمم أوروبا 2025.

وبحسب شبكة The Athletic فإن المنتخب الإسباني يسعى إلى تتويجٍ جديد يؤكد تفوقه، ويمنح لاعباته لحظة احتفال مستحقة كانت قد سُلبت منهن قبل عامين إثر تصرف رئيس الاتحاد الإسباني السابق لويس روبياليس، حين قبّل النجمة جينيفر إيرموسو خلال مراسم التتويج دون موافقتها، ما فجّر أزمة تجاوزت حدود الملاعب.

أما إنجلترا فهي تخوض المواجهة دفاعاً عن لقبها الأوروبي، في محاولة لتأكيد مكانتها في القمة، وإضافة إنجاز جديد إلى سجل المدربة الهولندية سارينا ويجمان، التي باتت أول من يبلغ خمسة نهائيات كبرى على التوالي مع منتخبين مختلفين بين المدربين من الجنسين.

دخل المنتخب الإنجليزي البطولة بوجه جديد، أبرز ملامحه كان غياب الحارسة المخضرمة ماري إيربس، التي أعلنت اعتزالها المفاجئ قبل انطلاق المنافسات، ما فتح الباب أمام هانا هامبتون، حارسة تشيلسي ذات الـ24 عاماً، لارتداء القميص رقم 1، حيث تألقت في التصدي والتوزيع.

إيلا تون لاعبة منتخب إنجلترا خلال المؤتمر الصحافي (د.ب.أ)

كذلك شكّلت عودة القائدة ليا ويليامسون بعد تعافيها من إصابة الرباط الصليبي دفعة معنوية كبيرة، إذ أعادت التوازن إلى طريقة بناء الهجمات من الخلف، وعزّزت استقرار المنظومة الدفاعية.

على الجانب الإسباني، كان التغيير الأهم في دكة البدلاء. إذ أقيل المدرب خورخي فيلدا عقب التتويج بكأس العالم، ليخلفه مونتسي تومي، التي قادت الفريق نحو مزيد من الانسجام والاستقرار. عادت لاعبات مثل باتري غيخارّو - التي غابت عن النهائي السابق - إلى التشكيلة، لينضممن إلى كوكبة يقودها الثنائي الذهبي أيتانا بونماتي وأليكسيا بوتياس.

قائدة المنتخب ليا ويليامسون (في المنتصف) تركض خلال الحصة التدريبية لمنتخب إنجلترا قبل نهائي بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 (أ.ب)

الأخيرة استعادت مستواها بعد موسم مضطرب بسبب الإصابة، وقدّمت أداءً لافتاً في دور المجموعات، حيث سجلت ثلاثة أهداف وصنعت أربعة، في حين حافظت بونماتي على موقعها كلاعبة محورية بقدرتها الفريدة على التحكم بإيقاع اللعب وخلق المساحات.

رغم المتغيرات، حافظ المنتخب الإنجليزي على لبّ التشكيلة التي أحرز بها لقب «يورو 2022»، مع أسماء بارزة مثل بيث ميد، لورين جيمس، كيرا وولش، أليشا روسو، جيسي كارتر. ولا تزال إنجلترا تملك العمق الكافي لتبديل سيناريو المباريات، وإن بقي تأخّر ويجمان في إجراء التبديلات مصدر قلق بين الجماهير.

أما المنتخب الإسباني، فرغم تغيّر القيادة الفنية، بقي وفياً لهوية برشلونة الكروية، حيث تشكّل لاعبات النادي الكاتالوني العمود الفقري للفريق، وعلى رأسهن أيتانا بونماتي، قلب الفريق النابض.

مدربة إنجلترا سارينا ويغمان (في المنتصف) (رويترز)

طريق مليئة بالتحديات نحو النهائي

لم تكن الطريق إلى بازل سهلة لأيٍّ من الفريقين. فبالنسبة لإسبانيا، طغت تداعيات أزمة روبياليس على أجواء ما بعد التتويج، واضطرّت اللاعبات إلى خوض نزالين متوازيين: رياضي داخل الملعب، وحقوقي خارجه. أما إنجلترا، فقد واجهت غيابات مؤثرة في بداية البطولة، ما أثار الشكوك حول قدرتها على الحفاظ على اللقب.

يملك المنتخبان معرفة دقيقة ببعضهما البعض، وقد التقيا في تسع مناسبات ضمن بطولة أوروبا، حيث فازت إنجلترا ثلاث مرات، مقابل فوزين لإسبانيا، وأربعة تعادلات. وفي دوري الأمم، تقاسما الفوز. هذا الإدراك المتبادل يضفي على المواجهة طابعاً تكتيكياً محضاً، لكنه أيضاً قد يؤدّي إلى نوع من الجمود في الأداء.

وجود مواهب صاعدة مثل ميشيل أغييمانغ، البالغة من العمر 19 عاماً، يمنح إنجلترا عنصراً مفاجئاً في خط الهجوم، بينما تراهن إسبانيا على قدرات بوتياس وبونماتي لصنع الفارق في اللحظات الحاسمة.

لاعبات منتخب إسبانيا يشاركن في حصة تدريبية قبل المباراة النهائية لبطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 (أ.ف.ب)

من اللاعبات الأبرز؟

إنجلترا تعتمد على ثلاثي هجومي متنوّع، تقوده كلوي كيلي وميشيل أغييمانغ، اللتان كان لهما دور حاسم في بقاء الفريق في البطولة. أما لورين جيمس فبينما تعافت مؤخراً من إصابة، لا تزال التوقعات عالية حول قدرتها على التأثير.

في المقابل، تُعدّ أيتانا بونماتي العنصر الحاسم في إسبانيا. أداؤها ضد ألمانيا كان استثنائياً، وقدرتها على التحكم بالمباراة تجعلها المرشحة الأبرز لصناعة الفارق. أما بوتياس فهي تسعى إلى تأكيد حضورها مجدداً في الأدوار الإقصائية.

يبدو أن إنجلترا قد استثمرت بالفعل ثمار لقب 2022، حيث أسهم التتويج في دفع كرة القدم النسائية نحو واجهة المشهد الرياضي. أما إسبانيا فقد تجد في التتويج الأوروبي وسيلة جديدة للضغط باتجاه تطوير «ليغا إف» وتحسين البنية التحتية والدعم المؤسسي.

لاعبة الوسط الإسبانية رقم 6 أيتانا بونماتي (يميناً) تشارك في الحصة التدريبية إلى جانب المهاجمتين كريستينا مارتين-برييتو رقم 16 (الثانية من اليمين) وإيستر غونثاليث رقم 9 (يساراً) (أ.ف.ب)

حيث تُحسم المواجهة

يرى المحللون أن مفتاح المباراة يكمن في معركة خط الوسط. فإذا نجحت إنجلترا في الحد من تأثير بونماتي وحرمانها من المساحات، فقد تملك فرصة جدية للفوز. بالمقابل، الدفاع الإنجليزي قد يعاني من اختراقات في حال تألقت الثلاثي الإسباني بوتياس - بونماتي - باتري.

رغم أن إسبانيا تبدو الفريق الأكثر تنظيماً واستقراراً، فإن إنجلترا أثبتت خلال البطولة أنها قادرة على تجاوز اللحظات الصعبة وتحقيق الانتصار حتى في أحلك الظروف. النهائي قد لا يُحسم بالأداء، بل بالتفاصيل الصغيرة والانضباط التكتيكي.


مقالات ذات صلة

سارينا ويغمان مدربة منتخب إنجلترا للسيدات تحصل على لقب «سيدة فخرية»

رياضة عالمية سارينا ويغمان مدربة منتخب إنجلترا للسيدات تحصل على لقب «سيدة فخرية» (أ.ف.ب)

سارينا ويغمان مدربة منتخب إنجلترا للسيدات تحصل على لقب «سيدة فخرية»

مُنحت سارينا ويغمان، المديرة الفنية لمنتخب إنجلترا للسيدات لكرة القدم، لقب «سيدة فخرية» بعد قيادتها الفريق للدفاع بنجاح عن لقب بطولة أمم أوروبا في يوليو (تموز).

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المهاجمة الألمانية ليا شولر (رويترز)

مان يونايتد يضم الألمانية ليا شولر من بايرن

أعلن ناديا بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد، الاثنين، عن انتقال المهاجمة الألمانية ليا شولر من النادي الألماني لنظيره الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية وفاة مدرب الفريق الثاني للسيدات في فالنسيا في حادث قارب بإندونيسيا (رويترز)

وفاة مدرب الفريق الثاني للسيدات في فالنسيا في حادث قارب بإندونيسيا

أعلن نادي فالنسيا المنافس في ​دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم وفاة فرناندو مارتين مدرب الفريق الثاني للسيدات بالنادي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية سيدات النصر يحتفلن باللقب الجديد (الشرق الأوسط)

فريق «سيدات النصر» بطلاً لكأس تحدي الشتاء

توج فريق النصر للسيدات بطلا لـ«كأس تحدي الشتاء» لأندية الدوري الممتاز بعد فوزه على الهلال بهدفين نظيفين، وسط حضور جماهيري مميز.

لولوة العنقري (الرياض )
رياضة عالمية آيتانا بونماتي أفضل لاعبة بالعالم وحاضرة في التشكيل النهائي (أ.ب)

إسبانيا وإنجلترا تسيطران على التشكيل المثالي لأفضل 11 لاعبة بالعالم

سيطرت نجمات المنتخبين الإنجليزي والإسباني لكرة القدم النسائية على التشكيل المثالي لأفضل 11 لاعبة في العالم هذا العام 2025.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

مدرب جيرونا يمتدح «تير شتيغن» وسط تكنهات بالتعاقد معه

تير شتيغن (رويترز)
تير شتيغن (رويترز)
TT

مدرب جيرونا يمتدح «تير شتيغن» وسط تكنهات بالتعاقد معه

تير شتيغن (رويترز)
تير شتيغن (رويترز)

وصف ميشيل، المدير الفني لفريق جيرونا، مارك أندريه تير شتيغن، حارس برشلونة، بأنه «حارس من طراز رفيع»، وسط تكهنات مستمرة حول إمكانية انضمام حارس المرمى الألماني الدولي إلى النادي المتعثر في الدوري الإسباني.

وذكرت البوابة الإخبارية لصحيفة «سبورت» الإسبانية أن جيرونا هو النادي الأكثر اهتماماً بتير شتيغن، الذي فقد مكانته حارساً أساسياً في برشلونة، ويحتاج إلى المشاركة في المباريات ليلعب مع المنتخب الألماني في كأس العالم.

ونقلت «سبورت» حديث ميشيل عن تير شتيغن في حفل خيري أقامته جمعية كرة القدم الكتالونية، مساء الاثنين، حيث قال: «إنه حارس من طراز رفيع، والجميع يتمنى امتلاك لاعب مثله».

ويلعب تير شتيغن (33 عاماً)، في برشلونة منذ عام 2014، ويمتد عقده حتى عام 2028.

ولم يعد تير شتيغن الحارس الأول لبرشلونة، حيث يفضل الألماني هانسي فليك، المدير الفني للفريق، الاعتماد على خوان غارسيا، الذي انضم للفريق في فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

وغاب تير شتيغن عن الملاعب لعدة أشهر بعد خضوعه لجراحة في الظهر، ولكنه أصبح جاهزاً تماماً الآن، علماً بأنه شارك في مباراة برشلونة الأخيرة بكأس ملك إسبانيا، التي وصفها فليك بأنها كانت مشاركة استثنائية.

من جانبه، أكد يوليان ناغلسمان، مدرب المنتخب الألماني، أن تير شتيغن بحاجة إلى وقت لعب كاف للحفاظ على مكانته حارس مرمى أساسياً في كأس العالم العام المقبل.

وكان أوليفر باومان قد تولى حراسة مرمى منتخب ألمانيا في جميع مباريات الفريق الست بالتصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال مع إصابة تير شتيغن.

ويخوض برشلونة مباراته المقبلة بعد فترة الراحة القصيرة التي حصل عليها خلال عطلة عيد الميلاد ورأس السنة، السبت المقبل، ضد جاره اللدود إسبانيول، فيما يلعب منتخب ألمانيا ودياً مع منتخبي سويسرا وغانا في مارس (آذار) المقبل.


«إن بي إيه»: الإصابة تغيّب يوكيتش عن ناغتس

لاعب ارتكاز ناغتس الصربي نيكولا يوكيتش (أ.ب)
لاعب ارتكاز ناغتس الصربي نيكولا يوكيتش (أ.ب)
TT

«إن بي إيه»: الإصابة تغيّب يوكيتش عن ناغتس

لاعب ارتكاز ناغتس الصربي نيكولا يوكيتش (أ.ب)
لاعب ارتكاز ناغتس الصربي نيكولا يوكيتش (أ.ب)

خسر دنفر ناغتس جهود نجمه لاعب الارتكاز الصربي نيكولا يوكيتش لأربعة أسابيع على أقل تقدير، بسبب إصابة في الركبة اليسرى تعرض لها في خسارة الاثنين، أمام ميامي هيت في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وفق ما أعلن النادي، الثلاثاء.

وغادر أفضل لاعب في الدوري ثلاث مرات أرض الملعب في الثواني الأخيرة من الشوط الأول بعد اصطدام بزميله سبنسر جونز.

وسقط يوكيتش، البالغ من العمر 30 عاماً، على أرض الملعب وهو يتلوّى من الألم، بعدما بدا أن ساقه اليسرى قد انثنت بعدما داس جونز على قدمه.

ولم يشارك يوكيتش في الشوط الثاني، بعدما سجّل 21 نقطة مع ثماني تمريرات حاسمة وخمس متابعات في الربعين الأولين، وهو ما استغله ميامي لفرض تفوّقه على ناغتس بنتيجة 84 - 60 بعد الاستراحة، وحسم المباراة لمصلحته بسهولة 147 - 123.

وكان هناك تخوف من إمكانية إصابته بتمزق في أربطة الركبة، لكن ناغتس أفاد، في بيان، الثلاثاء، بأن الصربي لم يتعرض لإصابة خطيرة، بل يعاني من التواء في الركبة اليسرى.

وقال في بيان مقتضب: «سيتم إعادة تقييم حالة نيكولا بعد أربعة أسابيع».

ويواجه ناغتس أصلاً أزمة إصابات حرمته من لاعبيه الأساسيين آرون غوردون وكريستيان براون.


ماتيوس يطالب فيرتز بمزيد من التحسن مع ليفربول

فلوريان فيرتز (إ.ب.أ)
فلوريان فيرتز (إ.ب.أ)
TT

ماتيوس يطالب فيرتز بمزيد من التحسن مع ليفربول

فلوريان فيرتز (إ.ب.أ)
فلوريان فيرتز (إ.ب.أ)

شدد لوثر ماتيوس، قائد المنتخب الألماني لكرة القدم السابق، على أهمية الهدف الأول الذي أحرزه فلوريان فيرتز، مع فريقه ليفربول الإنجليزي، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة أن يتطور أكثر مع ناديه الجديد.

وأضاف ماتيوس في عموده على محطة «سكاي» التلفزيونية أنه سعيد لصانع الألعاب الذي تمكن أخيراً من هز الشباك، يوم السبت الماضي، ضد وولفرهامبتون، ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بعد مرور أكثر من 4 أشهر على انطلاق الموسم، وذلك عقب انتقاله في فترة الانتقالات الصيفية، قادماً من باير ليفركوزن الألماني مقابل 150 مليون يورو (177 مليون دولار).

لكن الفائز بكأس العالم 1990 أضاف أن هذا الهدف «لم يكن نقطة التحول الحاسمة بالنسبة لي بعد»، مشيراً إلى أنه يتعين على فيرتز «مواصلة العمل الجاد لنيل المكانة والتقدير اللذين يستحقهما».

وتحدث ماتيوس عن فيرتز قائلاً: «إنه ينضج تدريجياً، ويتعين عليه أن يواصل الكفاح والمثابرة. ثم سيحصل على مزيد من الفرص، وسيسمح له بتسديد الركلات الحرة وركلات الجزاء، كما كان يسمح له بذلك في باير ليفركوزن، وكما هو الحال في المنتخب الألماني».

أكد ماتيوس أنه لم يتفاجأ من حاجة فيرتز إلى بعض الوقت للتأقلم في قلعة «أنفيلد»، معرباً عن ثقته بقدرته على تقديم أداء مميز.

واختتم ماتيوس تصريحاته قائلاً: «يتمتع فيرتز بالروح المعنوية العالية، وقدراته الكروية لا جدال فيها، فضلاً عن رغبته الشديدة في النجاح مع الفريق. أنا على يقين بأنه سيواصل مسيرته بنجاح».