بدأت في العاصمة السودانية الخرطوم حملات لإعادة دفن آلاف الجثث التي خلفتها الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، والمنتشرة في الشوارع والميادين العامة وفي البيوت، وسط أجواء من الحزن والتوتر من قبل عائلات القتلى، التي عانت مرتين وهي تودع أحبتها.
ووصلت فرق الطب العدلي والهلال الأحمر السوداني إلى ميدان حي البركة، لنقل 118 جثة دُفنت على عجل سابقاً، خوفاً من القنص أو الحظر أو الانفجار أيام الحرب، في مهمة في غاية الصعوبة، بسبب تحلل بعض الجثث.
وتقوم فرق الهلال الأحمر بإخراج الجثامين واحداً تلو الآخر، ووضعها داخل أكياس بيضاء مرقمة، ثم تُرص في سيارات نقل، حيث توارى مرة أخرى في مقابر عامة بحضور أفراد من العائلة.
وتقول سعاد عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: «توفي زوجي برصاصة طائشة اخترقت نافذة غرفتنا، لم نتمكن من دفنه في المقابر الرسمية، فدفناه هنا في الميدان، واليوم جئت لأودّعه من جديد».
