تباطؤ الاقتصاد الصيني مع تقليص الإنفاق وارتفاع مخاطر الرسوم

ضعف مبيعات التجزئة وتزايد عدم اليقين

راكبو دراجات نارية في إشارة بالمنطقة المالية في العاصمة المالية بكين (إ ب أ)
راكبو دراجات نارية في إشارة بالمنطقة المالية في العاصمة المالية بكين (إ ب أ)
TT

تباطؤ الاقتصاد الصيني مع تقليص الإنفاق وارتفاع مخاطر الرسوم

راكبو دراجات نارية في إشارة بالمنطقة المالية في العاصمة المالية بكين (إ ب أ)
راكبو دراجات نارية في إشارة بالمنطقة المالية في العاصمة المالية بكين (إ ب أ)

تباطأ الاقتصاد الصيني بوتيرة أقل من المتوقع في الربع الثاني، في مؤشر على قدرته على الصمود في مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية، على الرغم من تحذير المحللين من أن ضعف الطلب المحلي وتزايد مخاطر التجارة العالمية سيزيدان الضغط على بكين لتقديم المزيد من الحوافز.

وحتى الآن، تجنّب ثاني أكبر اقتصاد في العالم تباطؤاً حاداً، ويعود ذلك جزئياً إلى الدعم السياسي، واستفادة المصانع من الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين لتسريع وتيرة شحناتها، لكن المستثمرين يستعدون لنصف ثانٍ أضعف، مع فقدان الصادرات زخمها، واستمرار انخفاض الأسعار، وانخفاض ثقة المستهلك.

ويواجه صانعو السياسات مهمة شاقة في تحقيق هدف النمو السنوي البالغ نحو 5 في المائة؛ وهو هدف يراه الكثير من المحللين طموحاً بالنظر إلى الانكماش المتجذر وضعف الطلب المحلي.

وأظهرت بيانات، يوم الثلاثاء، أن الناتج المحلي الإجمالي للصين نما بنسبة 5.2 في المائة خلال الربع الأول من أبريل (نيسان) وحتى يونيو (حزيران) مقارنة بالعام السابق، متباطئاً من 5.4 في المائة خلال الربع الأول، ولكنه يفوق بقليل توقعات المحللين، في استطلاع أجرته «رويترز»، بارتفاع قدره 5.1 في المائة.

وقال كبير الاقتصاديين في «بينبوينت» لإدارة الأصول، تشيوي تشانغ: «حققت الصين نمواً يفوق الهدف الرسمي البالغ 5 في المائة خلال الربع الثاني، ويعود ذلك جزئياً إلى تسريع وتيرة الصادرات. لكن النمو المستهدف المذكور أعلاه في الربعَيْن الأول والثاني يمنح الحكومة مجالاً لتحمل بعض التباطؤ في النصف الثاني من العام».

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 1.1 في المائة على أساس ربع سنوي في الفترة من أبريل إلى يونيو، مقارنةً بتوقعات بزيادة قدرها 0.9 في المائة، وزيادة قدرها 1.2 في المائة خلال الربع السابق.

ويراقب المستثمرون من كثب مؤشرات على تحفيز اقتصادي جديد في اجتماع المكتب السياسي المقبل، المقرر عقده في أواخر يوليو (تموز)، الذي من المرجح أن يُشكّل السياسة الاقتصادية لبقية العام.

إجراءات دعم

وعزّزت بكين إنفاقها على البنية التحتية ودعم المستهلكين، إلى جانب تيسير السياسة النقدية. وفي مايو (أيار)، خفّض البنك المركزي أسعار الفائدة وضخّ السيولة في إطار جهود أوسع لحماية الاقتصاد من الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. ويعتقد بعض المحللين أن الحكومة قد تزيد الإنفاق بالعجز إذا تباطأ النمو بشكل حاد.

وكان رد فعل السوق على البيانات ضعيفاً إلى حد كبير، فقد تراجع مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.1 في المائة، في حين قلص مؤشر «هانغ سنغ» القياسي في هونغ كونغ مكاسبه ليُتداول مرتفعاً بنسبة 0.7 في المائة.

مشاة يسيرون بجوار أحد المشروعات السكنية الجديدة في إقليم منغوليا المتمتع بالحكم الذاتي في الصين (رويترز)

ضغط على الأسر

وأكدت بيانات النشاط الاقتصادي لشهر يونيو، الصادرة يوم الثلاثاء، الضغط على المستهلكين. فعلى الرغم من ارتفاع الإنتاج الصناعي بنسبة 6.8 في المائة على أساس سنوي الشهر الماضي -وهي أسرع وتيرة منذ مارس (آذار)- فإن نمو مبيعات التجزئة تباطأ إلى 4.8 في المائة، من 6.4 في المائة في مايو، مسجلاً أدنى مستوى له منذ يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط).

وواقعياً، لم يكن لأرقام الناتج المحلي الإجمالي الرئيسية تأثير يُذكر على معظم الأسر، بما في ذلك الطبيبة مالوري جيانغ، البالغة من العمر 30 عاماً، في مدينة شنتشن، مركز التكنولوجيا الجنوبي، التي تقول إنها وزوجها قد خُفِّض راتباهما هذا العام. وتابعت: «انخفض دخلنا بصفتنا أطباء، وما زلنا لا نجرؤ على شراء شقة. نحن نقلّص نفقاتنا؛ التنقل باستخدام وسائل النقل العام، وتناول الطعام في كافتيريا المستشفى، أو الطهي في المنزل. لا تزال ضغوط حياتي مرتفعة للغاية».

ويقول مراقبون ومحللون صينيون إن التحفيز وحده قد لا يكفي لمعالجة الضغوط الانكماشية المترسخة، حيث انخفضت أسعار المنتجين في يونيو بأسرع وتيرة لها منذ ما يقرب من عامَيْن.

وقال الخبير الاقتصادي الصيني في «كابيتال إيكونوميكس»، زيتشون هوانغ، إن بيانات الناتج المحلي الإجمالي «ربما لا تزال تبالغ في تقدير قوة النمو... ومع تباطؤ الصادرات وتلاشي الدعم المالي، من المرجح أن يتباطأ النمو أكثر خلال النصف الثاني من هذا العام».

وأظهرت بيانات، يوم الاثنين، أن صادرات الصين استعادت بعض الزخم في يونيو، حيث سارعت المصانع إلى تصدير شحناتها للاستفادة من هدنة التعريفات الجمركية الهشة بين بكين وواشنطن قبل الموعد النهائي الوشيك في أغسطس (آب).

التعريفات والتحديات

وتوقع أحدث استطلاع رأي أجرته «رويترز» تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.5 في المائة خلال الربع الثالث، و4 في المائة خلال الربع الرابع، مما يُبرز تزايد التحديات الاقتصادية، حيث تُواجه بكين، بسبب حرب ترمب التجارية العالمية، مهمةً صعبةً تتمثّل في حثّ الأسر على زيادة إنفاقها في ظلّ حالة من عدم اليقين.

ومن المتوقع أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين في عام 2025 إلى 4.6 في المائة -وهو أقلّ من الهدف الرسمي- من 5 في المائة خلال العام الماضي، وأن يتراجع أكثر إلى 4.2 في المائة خلال عام 2026، وفقاً للاستطلاع.

وظلّ تباطؤ سوق العقارات في الصين يُشكّل عائقاً أمام النموّ الإجماليّ على الرغم من جولاتٍ مُتعدّدة من إجراءات الدعم، إذ انخفض الاستثمار في القطاع بشكلٍ حادّ في الأشهر الستة الأولى، في حين انخفضت أسعار المساكن الجديدة في يونيو بأسرع وتيرة شهرية في ثمانية أشهر.

وتعهّد كبار القادة الصينيين بالمضي قدماً في تجديد القرى الحضرية وتسريع نموذج جديد لتطوير العقارات، حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسمية يوم الثلاثاء. كما نما استثمار الأصول الثابتة بوتيرة أبطأ من المتوقع؛ إذ بلغت 2.8 في المائة في الأشهر الستة الأولى على أساس سنوي، مقارنةً بـ3.7 في المائة في الفترة من يناير إلى مايو.

ويعكس ضعف نتائج الاستثمار حالة عدم اليقين الاقتصادي الأوسع؛ إذ انخفض إنتاج الصين من الصلب الخام في يونيو بنسبة 9.2 في المائة مقارنةً بالعام السابق، مع قيام مزيد من شركات صناعة الصلب بصيانة المعدات في ظل تراجع الطلب الموسمي.

وقال مدير قسم الصين في «مجموعة أوراسيا» في سنغافورة، دان وانغ: «إن نمو الربع الثالث معرّض للخطر في غياب تحفيز مالي أقوى». وأضاف: «أصبح كل من المستهلكين والشركات أكثر حذراً، في حين يتطلّع المصدرون بشكل متزايد إلى الخارج لتحقيق النمو».


مقالات ذات صلة

الدولار يستقر قرب أدنى مستوى في 5 أسابيع

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يستقر قرب أدنى مستوى في 5 أسابيع

استقر الدولار الأميركي يوم الجمعة قرب أدنى مستوى له في 5 أسابيع مقابل العملات الرئيسية، فيما يستعد المستثمرون لاحتمال إقدام «الفيدرالي» على خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد مشاة في وسط العاصمة اليابانية طوكيو يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ف.ب)

«نيكي» يتراجع مع تحول التركيز إلى بنك اليابان و«الفيدرالي»

تراجع مؤشر نيكي الياباني يوم الجمعة، متخلياً عن موجة الارتفاع الأخير، حيث أثرت توقعات رفع أسعار الفائدة المحلية سلباً في معنويات المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد ختم بنك الاحتياطي الهندي على بوابة خارج مقره في مومباي (رويترز)

«المركزي» الهندي يخفض الفائدة ويعزز السيولة بـ 16 مليار دولار

خفّض بنك الاحتياطي الهندي يوم الجمعة سعر إعادة الشراء الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس، مع إبقاء الباب مفتوحاً لمزيد من التيسير النقدي.

«الشرق الأوسط» (مومباي )
الاقتصاد سبائك ذهبية في متجر بلندن (رويترز)

الذهب يستقر قبيل بيانات أميركية حاسمة

استقرت أسعار الذهب يوم الجمعة، إذ عوّض ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية تأثير تراجع الدولار، بينما يترقب المستثمرون بيانات تضخم محورية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

قال وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، إن «صندوق النقد الدولي» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة وفرض ضرائب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

قلق المستثمرين بشأن المالية العامة يرفع عوائد السندات بمنطقة اليورو

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
TT

قلق المستثمرين بشأن المالية العامة يرفع عوائد السندات بمنطقة اليورو

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

ارتفعت عوائد السندات السيادية في منطقة اليورو يوم الجمعة، مع اختتام أسبوع شهد واحدة من كبرى موجات البيع في الديون طويلة الأجل خلال 3 أشهر، في ظل استمرار قلق المستثمرين بشأن المالية العامة للحكومات.

وقادت السندات الحكومية اليابانية موجة البيع العالمية هذا الأسبوع، حيث سجلت عوائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عاماً مستويات قياسية، بعد أن أشار بنك اليابان بأقوى إشارة له هذا الأسبوع، إلى احتمال رفع أسعار الفائدة خلال الشهر الحالي، وفق «رويترز».

كما ارتفعت عوائد السندات طويلة الأجل في مناطق أخرى، متجاوزة بذلك عوائد السندات قصيرة الأجل في ظاهرة تعرف باسم انحدار المنحنى. وارتفعت عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً بمقدار 7.4 نقطة أساس هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى لها منذ منتصف أغسطس (آب)، بينما ارتفعت عوائد سندات «شاتز» لأجل عامين بمقدار 4.8 نقطة أساس فقط.

ويواجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس، اختباراً صعباً لقدرته على السيطرة على ائتلافه، إذ يصوت البرلمان يوم الجمعة على مشروع قانون المعاشات التقاعدية، الذي أثار تمرداً بين الأعضاء الشباب في حزبه المحافظ. وقد أعاد هذا الخلاف الشكوك حول قدرة ميرتس على إدارة حزبه، مما قد يجعله معتمداً على المعارضة لتمرير الحزمة في البرلمان.

وأشار الخبيران الاستراتيجيان في «كومرتس بنك»، راينر غونترمان وهاوك سيمسن، في مذكرة: «من المرجح ألا يشعر الائتلاف بارتياح ملحوظ إلا إذا حظي بأغلبية المستشارين في التصويت (ما لا يقل عن 316 صوتاً بـ«نعم» من الائتلاف)، ولن تُخفف الحزمة الضغط طويل الأجل على نظام المعاشات التقاعدية. وبالتالي، فإن الانخفاض الأخير في هامش مبادلة السندات الألمانية على المدى الطويل، لديه فرص للاستمرار».

وفروق أسعار المبادلة هي الفجوة بين عائد السندات الحكومية وسعر المبادلة ذي الاستحقاق المماثل، أو الفرق بين الجزء ذي الفائدة الثابتة من المبادلة والسعر المتغير، ويمكن أن تعكس قلق المستثمرين عند اتساعها.

وسجلت عوائد السندات الألمانية القياسية لأجل 10 سنوات ارتفاعاً بمقدار نقطة أساس واحدة، لتصل إلى 2.7795 في المائة، وهي أعلى مستوياتها تقريباً منذ أوائل سبتمبر (أيلول)، فيما ارتفعت عوائد السندات لأجل عامين أيضاً بمقدار نقطة أساس لتصل إلى 2.08 في المائة.

وفي ظل غياب بيانات اقتصادية أوروبية رفيعة المستوى، قد يستقي المستثمرون إشاراتهم من القراءة المتأخرة لمعدل التضخم الأساسي الأميركي في وقت لاحق من يوم الجمعة. ومن المتوقع أن يُظهر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) لشهر سبتمبر - المقياس المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» لقياس التضخم - ارتفاعاً بنسبة 0.2 في المائة على أساس شهري، مع بقاء المعدل السنوي دون تغيير عند 2.9 في المائة.

وفي مكان آخر، استقرت عوائد السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات عند 3.48 في المائة، مما رفع فارقها مع السندات الألمانية إلى 69.81 نقطة أساس، بعد أن سجل أدنى مستوى له في 16 عاماً عند 67 نقطة أساس يوم الخميس.


استقرار الأسهم الأوروبية بعد 3 أيام من المكاسب

رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني داكس في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني داكس في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

استقرار الأسهم الأوروبية بعد 3 أيام من المكاسب

رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني داكس في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني داكس في بورصة فرانكفورت (رويترز)

استقرت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة بعد ثلاث جلسات متتالية من المكاسب، ما وضع المؤشرات على مسار تحقيق ارتفاع أسبوعي، في وقت يترقب فيه المستثمرون قراءة مهمة لمعدل التضخم في الولايات المتحدة.

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 579.52 نقطة بحلول الساعة 08:05 بتوقيت غرينيتش، فيما سجلت البورصات الإقليمية الرئيسية، مثل مؤشر «داكس» الألماني ومؤشر كاك 40 الفرنسي، ارتفاعات بنسبة 0.2 في المائة و0.3 في المائة على التوالي، وفق «رويترز».

ويترقب المستثمرون صدور تقرير إنفاق الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، الذي قد يؤثر على توجهات «الاحتياطي الفيدرالي» بشأن تخفيف السياسة النقدية في أكبر اقتصاد عالمي. وقد دفعت البيانات الأخيرة والتعليقات المتشددة من بعض أعضاء المجلس المستثمرين إلى تعزيز توقعاتهم بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

وارتفع قطاع الموارد الأساسية بنسبة 1.3 في المائة، متصدراً قائمة الرابحين على المؤشر، بعد تسجيل أسعار النحاس مستويات قياسية. كما قفزت أسهم الصناعات بنسبة 0.3 في المائة، متجهة نحو تحقيق مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي.

ومن جانبها، حددت مجموعة «سيتي غروب» هدفاً لمؤشر «ستوكس 600» عند 640 نقطة لعام 2026، ورفعت تصنيف قطاعات السيارات والصناعات والكيماويات والموارد الأساسية، مشيرة إلى أجواء مالية مواتية للعام المقبل.

على صعيد الأسهم الفردية، تراجع سهم شركة «سويس ري» بنسبة 5.3 في المائة ليحتل قاع مؤشر «ستوكس 600» بعد أن أعلنت عن أهدافها لعام 2026، التي جاءت دون توقعات المحللين. في المقابل، تصدر سهم «أوكادو» المؤشر بارتفاع 12.7 في المائة، مدعوماً بدفعة نقدية لمرة واحدة بقيمة 350 مليون دولار من شركة «كروغر»، عقب قرار الأخيرة إغلاق ثلاثة مستودعات آلية وإلغاء منشأة كانت مخططاً لها.


الدولار يستقر قرب أدنى مستوى في 5 أسابيع

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار يستقر قرب أدنى مستوى في 5 أسابيع

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

استقر الدولار الأميركي يوم الجمعة قرب أدنى مستوى له في 5 أسابيع مقابل العملات الرئيسية، فيما يستعد المستثمرون لاحتمال إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض سعر الفائدة الأسبوع المقبل.

وكان الضغط على العملة الأميركية أكثر وضوحاً أمام الين، إذ صعدت العملة اليابانية إلى أعلى مستوى لها في نحو 3 أسابيع، مدعومة بتوقعات تشير إلى أن بنك اليابان قد يستأنف دورة رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر، وفق «رويترز».

وتتوقع الأسواق على نطاق واسع أن يخفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع لجنة السوق المفتوحة يومي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول). وسيكون التركيز منصباً على أي إشارات بشأن حجم التيسير النقدي المتوقع خلال الفترة المقبلة.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام 6 عملات منافسة، بنسبة 0.2 في المائة، إلى 98.929 بحلول الساعة 06:23 بتوقيت غرينيتش، ليقترب مجدداً من أدنى مستوى له في 5 أسابيع والذي سجله الخميس عند 98.765. ويتجه المؤشر نحو انخفاض أسبوعي بنحو 0.6 في المائة. وبحسب بيانات بورصة لندن للأوراق المالية، يقدّر المتداولون احتمال خفض الفائدة الأسبوع المقبل بنحو 86 في المائة، مع توقع تخفيضات إضافية خلال العام المقبل.

ويراقب مسؤولو «الاحتياطي الفيدرالي» تطورات سوق العمل بدقة لتقييم مدى الحاجة إلى مزيد من التحفيز. وأظهرت بيانات صدرت ليلاً، تراجع طلبات إعانة البطالة الجديدة إلى أدنى مستوى في أكثر من 3 سنوات الأسبوع الماضي، رغم احتمال تأثر الأرقام بعطلة عيد الشكر. ولا تزال الصورة الاقتصادية غير مكتملة بفعل تأخّر بعض البيانات نتيجة الإغلاق الحكومي الطويل، مما حال دون إصدار بيانات أخرى.

وفي حين جرى تأجيل تقرير الوظائف الشهري - عادة ما يُنشر في هذا التوقيت من الشهر - إلى منتصف ديسمبر، سيصدر اليوم مؤشر مُخفّض نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) لشهر سبتمبر (أيلول)، وهو المقياس المفضّل لدى «الفيدرالي» للتضخم.

ويتوقع اقتصاديون استطلعت آراؤهم «إل إس إي جي»، ارتفاعاً شهرياً بنسبة 0.2 في المائة في المؤشر الأساسي. وقالت كارول كونغ، خبيرة استراتيجيات العملات لدى «بنك الكومنولث الأسترالي»، في مذكرة: «نعتقد أن ارتفاعاً بنسبة 0.2 في المائة أو أقل، سيعزز فرص خفض الفائدة الأسبوع المقبل». وأضافت: «يشير تحليلنا إلى أن المخاطر تتركز في ارتفاع طفيف لا يتجاوز 0.1 في المائة».

وتعرض الدولار لمزيد من الضغوط أيضاً وسط تكهنات باحتمال تولي كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، رئاسة «الاحتياطي الفيدرالي» بعد انتهاء ولاية جيروم باول في مايو (أيار) المقبل، إذ يُتوقع أن يدفع هاسيت باتجاه مزيد من تخفيضات الفائدة.

وانخفض الدولار 0.3 في المائة إلى 154.46 ين، وهو أدنى مستوى له منذ 17 نوفمبر (تشرين الثاني).

وذكرت «بلومبرغ» يوم الجمعة، أن مسؤولي بنك اليابان يستعدون لرفع أسعار الفائدة في 19 ديسمبر، إذا لم تحدث صدمات اقتصادية كبيرة، وذلك بعد تقرير لـ«رويترز» نُقل عن 3 مصادر قالوا فيه إن رفع الفائدة خلال هذا الشهر بات مرجحاً. وارتفع اليورو بنسبة 0.1 في المائة إلى 1.1659 دولار، مقترباً من أعلى مستوى له في 3 أسابيع الذي سجله الخميس عند 1.1682 دولار.

كما صعد الجنيه الإسترليني 0.2 في المائة إلى 1.33505 دولار، مواصلاً اقترابه من أعلى مستوى له في 6 أسابيع، والذي لامسه في الجلسة السابقة عند 1.3385 دولار.

ويترقب المستثمرون أسبوعاً مزدحماً بقرارات السياسة النقدية، إذ يصدر بنك الاحتياطي الأسترالي قراره يوم الثلاثاء، يليه بنك كندا الأربعاء، ثم البنك الوطني السويسري الخميس. وفي الأسبوع التالي، ستصدر قرارات بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا والبنك المركزي السويدي.

وارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.3 في المائة إلى 0.6626 دولار أميركي، وهو أعلى مستوى له في أكثر من شهرين.

كما صعد الفرنك السويسري 0.1 في المائة إلى 0.8026 مقابل الدولار، بعد تراجعه من أعلى مستوى في أسبوعين، والذي سجله الأربعاء عند 0.7992.