استعاد الفنان المصري يحيى الفخراني تألقه المسرحي عبر عرض «الملك لير» الذي تم افتتاحه مساء الثلاثاء على خشبة المسرح القومي بالعتبة وسط القاهرة، في حضور وزراء مصريين من بينهم الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، إلى جانب عدد من قيادات وزارة الثقافة، منهم المخرج خالد جلال رئيس قطاع المسرح، والمخرج هشام عطوة رئيس البيت الفني للمسرح، والدكتور أيمن الشيوي مدير المسرح القومي.

وأعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، عن سعادته بعودة النجم يحيى الفخراني للوقوف على خشبة المسرح القومي، ليقدم رائعة «الملك لير» برؤية جديدة، مشيداً بجودة العرض ورؤية المخرج شادي سرور، وبأداء الفريق بالكامل من ممثلين ومصممي ديكور وأزياء وإضاءة.
وأثنى الوزير بشكل خاص على «الأداء المتفرد» للفنان الكبير يحيى الفخراني، الذي قدم شخصية «الملك لير» بإحساس عميق وبراعة فنية فائقة، مؤكداً أن «ما قدمه يعكس طاقته الإبداعية المتجددة وقدرته الاستثنائية على إعادة اكتشاف النص المسرحي بروح معاصرة» وفق تعبيره.

وأكد وزير الثقافة أن «(البيت الفني للمسرح) يشهد حراكاً فنياً مميزاً من خلال تقديم عروض مسرحية متنوعة تثري المشهد الثقافي»، مشيراً إلى أن «دعم العروض الجادة ذات المضامين الهادفة يعد من الركائز الأساسية في استراتيجية بناء الإنسان المصري، التي تتبناها الدولة وتسعى الوزارة لتحقيقها من خلال المسرح وسائر الفنون».

ووجه وزير الثقافة الدعوة للجمهور والأسر المصرية لحضور العرض، والاستمتاع بتجربة مسرحية ممتعة وثرية، تمزج بين الترفيه والتفكير، وتعكس الدور الحيوي للمسرح في تشكيل الوعي الجمعي وبناء الذوق العام.
ويضم عرض «الملك لير» نخبة من نجوم المسرح المصري، منهم، طارق دسوقي، حسن يوسف، أحمد عثمان، تامر الكاشف، أمل عبد الله، إيمان رجائي، لقاء علي، بسمة دويدار، طارق شرف، محمد العزايزي، عادل خلف، ومحمد حسن.

وتعد هذه هي المرة الثالثة التي يُقدم فيها الفخراني مسرحية «الملك لير» في مشواره الفني، بعدما قدمها في عامي 2001 و2019 بفِرَق عمل مختلفة، فيما بدأت عروضها مجدداً بداية من مساء الثلاثاء بعد أكثر من 6 أشهر على انطلاق التحضيرات والبروفات التي أجراها فريق العمل في المسرح القومي.
ويعتبر نقاد هذا العمل المسرحي من أقوى التراجيديات التي ابتدعها شكسبير، وتحكي قصة أب أراد تقسيم مملكته على بناته الثلاث، كلٌ وفق مقدار حبها لأبيها. وسبق للفخراني تقديم هذا النص تلفزيونياً عبر مسلسل «دهشة» عام 2014.
ومن المتوقع تقديم المسرحية في 3 دول عربية خلال الفترة المقبلة؛ بحسب مدير المسرح القومي المصري، أيمن الشيوي، الذي قال إن «العرض رُصدت له ميزانية تُعد الأكبر في تاريخ المسرح القومي للخروج بالصورة اللائقة».

وعلق الفنان يحيى الفخراني على تقديمه العرض مجدداً قائلاً: «إنني اليوم أصبح في عمر مقارب للعمر الحقيقي لشخصية الملك لير، إذ تجاوز كلاهما الثمانين»، مشيراً إلى أنه «في كل مرة يقدم فيها الشخصية يُعيد اكتشاف أمور جديدة فيها».
وأضاف أن «إعادة قراءة هذا النص تجعله يجد في داخله الكثير، فهو نص لا ينضب، ويتعلم منه حتى اليوم»، مشيراً إلى أنه «لم يجد صعوبة في تجسيد شخصية الرجل العجوز في المسرحية كما وجدها عندما قدمها للمرة الأولى عام 2001».

ويُعد الفنان يحيى الفخراني أحد كبار الفنانين في العالم العربي، حيث قدم عبر المسرح والسينما والتلفزيون أعمالاً جمعت بين البعد الإنساني والعمق الثقافي، واستطاع أن يجسد الشخصية العربية في تنوعها وتناقضاتها، ليصبح واحداً من أكثر الفنانين تأثيراً في تاريخ الفن العربي المعاصر. وفق نقاد
الفخراني المولود بالقاهرة عام 1945، تخرج في كلية الطب عام 1971، واتجه للفن بعد التخرج بعامين؛ إذ شارك في مسلسل «الرجل والدخان» عام 1973، ثم «أبنائي الأعزاء شكراً» عام 1979، وتوالت أعماله التي وصلت إلى نحو 125 عملاً، وفق موقع «السينما. كوم»، ومن أشهرها: «ليالي الحلمية» و«نصف ربيع الآخر» و«زيزينيا» و«الليل وآخره»، وأحدث أعماله كان مسلسل «عتبات البهجة» عام 2024.

وقدم الفخراني العديد من الأعمال السينمائية مثل «خرج ولم يعد» و«الكيف» و«إعدام ميت» و«محاكمة علي بابا».
وكانت المنظمة العربية للتربية والثقافة العلوم (الألكسو) قد اختارت في شهر أبريل (نيسان) الماضي، الفنان المصري يحيى الفخراني لتتويجه بلقب «شخصية العام الثقافية»؛ تقديراً لإسهاماته في إثراء الساحة الفنية والثقافية العربية لعقود متتالية.






