الهلال يرفع راية العرب «وحيداً» في المونديال

زعيم آسيا حلّق إلى ثمن النهائي بعد صولة بطولية لا تنسى

فرحة هلالية بعد الهدف الثاني (أ.ف.ب)
فرحة هلالية بعد الهدف الثاني (أ.ف.ب)
TT

الهلال يرفع راية العرب «وحيداً» في المونديال

فرحة هلالية بعد الهدف الثاني (أ.ف.ب)
فرحة هلالية بعد الهدف الثاني (أ.ف.ب)

عاشت جماهير الهلال والكرة السعودية «فجرية» لا تنسى الجمعة، بعدما أعلن الزعيم الآسيوي بلوغ الدور ثمن النهائي من بطولة كأس العالم للأندية عقب فوزه على باتشوكا المكسيكي 2 - 0 على ملعب جيوديس بارك في ناشفيل، محتلاً المركز الثاني خلف ريال مدريد الإسباني في منافسات المجموعة الثامنة.

وحقق الهلال فوزه الأول مع مدربه الإيطالي سيموني إنزاغي منذ انتقاله إليه في 5 يونيو (حزيران) قادماً من إنتر ميلان، بعدما كان تعادل في أول مباراتين مع ريال مدريد 1 - 1 وسالزبورغ سلباً.

واحتل الفريق السعودي المركز الثاني بخمس نقاط، ضارباً موعداً مع مانشستر سيتي الإنجليزي في ثمن النهائي، في حين سيلعب ريال مدريد الفائز على سالزبورغ 3 - 0 مع يوفنتوس الإيطالي.

وهذا هو الفوز الرابع للهلال بطل آسيا 4 مرات، في مشاركته الرابعة، مقابل 4 تعادلات و4 خسارات.

وبات الهلال ممثّل العرب الوحيد في بطولة كأس العالم للأندية، بعدما ودّعت بقية الفرق العربية المنافسات من دور المجموعات، في النسخة الحالية المقامة في الولايات المتحدة الأميركية.

وحمَل الهلال لواء الأندية العربية بعدما قدّم أداءً قوياً مكّنه من مواصلة مشواره، بينما سقطت الفرق العربية واحداً تلو الآخر في مرحلة المجموعات، ليخرج الأهلي المصري والترجي التونسي والوداد المغربي والعين الإماراتي مبكراً من سباق المنافسة.

جماهير هلالية ساندت فريقها في المباراة المونديالية (أ.ف.ب)

وأنهى الأهلي المصري مشواره متذيلاً مجموعته برصيد نقطتين فقط، بعدما استهل مبارياته بتعادل سلبي أمام إنتر ميامي الأميركي (0 - 0)، قبل أن يتلقى خسارة من بالميراس البرازيلي (0 - 2)، ثم أنهى مبارياته بتعادل مثير أمام بورتو البرتغالي بنتيجة (4 - 4).

من جهته، ودّع الترجي التونسي البطولة من دور المجموعات أيضاً، بعدما خاض 3 مباريات خسر خلالها أمام فلامنغو البرازيلي (0 - 2)، وتشيلسي الإنجليزي (0 - 3)، وحقق فوزاً وحيداً على حساب لوس أنجليس الأميركي بهدف دون رد (1 - 0).

أمّا الوداد البيضاوي المغربي، فخرج من المنافسة من دون أي نقطة، بعدما تذيّل ترتيب مجموعته، إثر خسارته أمام مانشستر سيتي الإنجليزي (0 - 2)، ثم يوفنتوس الإيطالي (1 - 4)، وأخيراً العين الإماراتي (1 - 2).

ولم يكن حال العين الإماراتي أفضل كثيراً، إذ رافق الوداد إلى خارج البطولة من المجموعة ذاتها، بعدما خسر أمام يوفنتوس (0 - 5)، ثم مانشستر سيتي (0 - 6)، وحقق فوزاً شرفياً على الوداد المغربي بنتيجة (2 - 1)، لينهي مشواره في المركز الثالث دون تأهل.

وبات الهلال الآن أمل الجماهير العربية لتحقيق إنجاز في البطولة العالمية، في ظل المستويات القوية التي قدّمها، وسط منافسة شرسة من أندية القارة الأوروبية وأميركا الجنوبية.

بدوره، أعرب الإيطالي سيموني إنزاغي، المدير الفني لفريق الهلال، عن سعادته الكبيرة بتأهل فريقه إلى دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أن الهلال جاء إلى البطولة بهدف الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة، وليس لمجرد المشاركة.

وقال إنزاغي، في المؤتمر الصحافي الذي أعقب فوز فريقه على باتشوكا المكسيكي: «أنا سعيد جداً بالمباراة وأهنئ اللاعبين والجماهير والجهاز الإداري للنادي. عندما أتينا إلى هنا، كنا نطمح لأن نكون ضمن أفضل 16 فريقاً في العالم، ولدينا لاعبون رائعون، سواء كانوا سعوديين أو أجانب، وأشعر بالفخر بقيادة هذا الفريق».

وأضاف المدرب الإيطالي: «كنت أتابع الكرة السعودية والدوري المحلي قبل قدومي، وأعرف الكثير من اللاعبين المحترفين في الدوري السعودي، وأدرك جيداً الإمكانات التي يمتلكها الهلال. الفريق يلعب بروح اللاعب الواحد، وقد تحدثت مع القائد واللاعبين عند وصولي وأكدت لهم أننا نستطيع التأهل إلى دور الـ16». وتحدث إنزاغي عن خياراته الفنية في المباراة، قائلاً: «أنا سعيد جداً وفخور بأداء اللاعبين. تغيير موقع نيفيز أثناء المباراة كان بهدف زيادة التفاهم داخل الملعب، خاصة أن باتشوكا كان يلعب بروح قتالية عالية، لكن فريقنا يمتلك روحاً أقوى. مالكوم لعب مباراة ممتازة، وضحى بالكثير ومنحنا أفضل أداء اليوم، وكان من المفترض أن يقترب أكثر من ماركوس ليوناردو. كلاهما يستحق تسجيل الأهداف».

وعن المواجهة المرتقبة أمام مانشستر سيتي الإنجليزي بقيادة بيب غوارديولا في الدور المقبل، علّق إنزاغي قائلاً: «أعتقد أن بيب غوارديولا مدرب رائع، ومن دواعي سروري مواجهة مانشستر سيتي. سبق أن لعبت ضده كمدرب في دوري أبطال أوروبا، ونحن نعرف بعضنا جيداً. أتوقع مباراة قوية جداً أمام أحد أفضل الأندية وأفضل المدربين في العالم. مانشستر سيتي قدم أداءً رائعاً في مبارياته بكأس العالم للأندية، ونتطلع لمواجهتهم، فهي مباراة ستساعدنا على النمو مجدداً كفريق».

سالم الدوسري محتفلا بهدفه في الشباك المكسيكية (أ.ف.ب)

وبالأرقام أظهرت المباراة أن الاستحواذ لا يعني السيطرة دائماً، وأن الذكاء التكتيكي يمكن أن يتفوق على كثافة المحاولات، إذ كان الاستحواذ لصالح باتشوكا بنسبة 49 في المائة مقابل 41 في المائة للهلال، إلا أن الفريق السعودي استطاع تحقيق الفوز بفاعلية هجومية دقيقة ومنظمة؛ حيث سجل هدفين من داخل منطقة الجزاء، وكل هدف جاء من محاولات حقيقية تم تحويلها إلى فرص ثمينة. الهلال سدّد فقط 8 مرات مقابل 12 محاولة لباتشوكا، لكنه كان أكثر دقة؛ حيث سدد 3 مرات على المرمى وسجل هدفين، مقارنة بـ2 فقط على المرمى للفريق المكسيكي دون أن يهز الشباك.

ومن بين محاولاته، نفذ الهلال 5 تسديدات من داخل منطقة الجزاء مقابل 6 لباتشوكا، ما يعكس تقارباً نسبياً في الخطورة، لكن الفارق كان في الفاعلية.

والمثير أن الهلال اخترق الخطوط الدفاعية أكثر من باتشوكا بشكل واضح، إذ تفوق الهلال بـ11 اختراقاً ناجحاً من أصل 17 محاولة، مقابل 5 اختراقات ناجحة فقط من أصل 13 لباتشوكا.

ورغم قلة العرضيات مقارنة بباتشوكا (13 عرضية مقابل 20)، فإن الهلال ركّز على التمرير المباشر والتحول السريع، وهو ما يتضح في عدد التحويلات الناجحة للعب (7 للهلال مقابل 2 فقط لباتشوكا)، ما يعكس قدرة الفريق على تغيير زوايا اللعب بسرعة واستغلال المساحات خلف الخطوط.

على الصعيد الدفاعي تصدى الهلال لـ12 محاولة هجومية، وفرض ضغطاً متوسطاً بعدد 254 محاولة ضغط دفاعي مقابل 269 لباتشوكا، لكنه حافظ على تماسكه دون ارتباك.

ومن حيث توزيع اللعب، طلب لاعبو الهلال تسلم الكرة 331 مرة مقابل 311 لباتشوكا، وتفوقوا خصوصاً في المساحات بين الخطوط (119 تسلماً بين خطي الوسط والدفاع، و11 تسلماً خلف الخط الدفاعي)، ما يعكس قدرة الهلال على التمركز في المناطق المؤثرة خلف لاعبي المنافس. والمباراة عموماً أثبتت أن الهلال لا يحتاج إلى الاستحواذ المفرط ليفرض نفسه، بل يكفيه أن يكون منظماً وفعالاً ويملك أدوات التحول السريع.


مقالات ذات صلة

إنفانتينو لـ«الشرق الأوسط»: العالم سيستمتع بوجوده في السعودية عام 2034

خاص إنفانتينو أشار إلى أن المملكة بمثابة معقل كرة القدم الجديد (الشرق الأوسط) play-circle 05:11

إنفانتينو لـ«الشرق الأوسط»: العالم سيستمتع بوجوده في السعودية عام 2034

يرى السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن المملكة أصبحت معقلاً رئيسياً على ساحة كرة القدم العالمية.

فاتن أبي فرج (الدوحة)
رياضة عالمية فيليبي لويس المدير الفني لفلامنغو البرازيلي (رويترز)

فيليبي لويس: فلامنغو جاهز للتحدي

أعرب فيليبي لويس، المدير الفني لفريق فلامنغو البرازيلي، عن سعادته الكبيرة ببلوغ فريقه المباراة النهائية من بطولة كأس القارات للأندية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية فيليبي لويس مدرب فلامنغو البرازيلي مع إنفانتينو رئيس «فيفا» (إ.ب.أ)

لويس مدرب فلامنغو: نشعر بالفخر لمواجهة سان جيرمان

أبدى فيليبي لويس، مدرب فلامنغو البرازيلي، سعادته بالفوز على بيراميدز المصري والتتويج بلقب كأس التحدي.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية دانيلو مدافع فريق فلامنغو البرازيلي (أ.ف.ب)

دانيلو لاعب فلامنغو: بيراميدز كان منافساً شرساً

تحدث دانيلو، مدافع فريق فلامنغو البرازيلي، عن فوز فريقه على نظيره بيراميدز المصري في كأس التحدي ضمن بطولة إنتركونتيننتال.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية فرحة لاعبي فلامنغو وحسرة لاعبي بيراميدز (رويترز)

«كأس القارات للأندية»: فلامنغو ينهي مغامرة بيراميدز ويضرب موعداً مع سان جيرمان

فقد بيراميدز المصري، بطل دوري أبطال أفريقيا، فرصة خوض المباراة النهائية لمسابقة كأس القارات للأندية في كرة القدم التي تقام في قطر.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

جدة تحتضن الأدوار الإقصائية لدوري النخبة الآسيوي أبريل المقبل

جدة ستحتضن منافسات الأدوار الإقصائية لدوري النخبة الآسيوي (الاتحاد الآسيوي)
جدة ستحتضن منافسات الأدوار الإقصائية لدوري النخبة الآسيوي (الاتحاد الآسيوي)
TT

جدة تحتضن الأدوار الإقصائية لدوري النخبة الآسيوي أبريل المقبل

جدة ستحتضن منافسات الأدوار الإقصائية لدوري النخبة الآسيوي (الاتحاد الآسيوي)
جدة ستحتضن منافسات الأدوار الإقصائية لدوري النخبة الآسيوي (الاتحاد الآسيوي)

أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اليوم (الثلاثاء)، عن الملعبين اللذين سيستضيفان نهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة (جدة 2026) والمقررة إقامتها خلال الفترة من 16 إلى 25 أبريل (نيسان) المقبل.

وسيشهد ملعب «مدينة الملك عبد الله الرياضية» وملعب «مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية» اللذان استضافا أيضاً نسخة 2025 من نهائيات البطولة إقامة المواجهات السبع الختامية لموسم 2025- 2026، من دوري أبطال آسيا للنخبة.

ويعتمد هذا النظام المركزي الفريد على تنافس أفضل 8 أندية في القارة بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة؛ حيث تنطلق منافسات ربع النهائي خلال الفترة من 16 إلى 18 أبريل، تليها منافسات نصف النهائي يومي 20 و21 أبريل، على أن تُختتم البطولة بالمباراة النهائية المرتقبة في 25 أبريل.

وسيحتضن الملعبان اللذان سيستضيفان أيضاً مباريات «كأس آسيا السعودية 2027» مباراتين في ربع النهائي، ومباراة واحدة في نصف النهائي لكل ملعب. وللموسم الثاني على التوالي، سيحتضن ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية المباراة النهائية التي تشهد التنافس على اللقب القاري المرموق، وجائزة مالية تبلغ 12 مليون دولار أميركي.

ومع تبقِّي جولتين على نهاية مرحلة الدوري (المنطقة الشرقية)، يتصدر فيسيل كوبي الياباني جدول الترتيب برصيد 13 نقطة، بينما يتربع الهلال السعودي على صدارة مرحلة الدوري (المنطقة الغربية) محققاً 6 انتصارات من 6 مباريات.

وتُستكمل منافسات البطولة بإقامة دور الـ16 بنظام الذهاب والإياب؛ حيث تُقام مباريات المنطقة الغربية أيام 2 و3 و9 و10 مارس (آذار)، بينما تُلعب مواجهات المنطقة الشرقية أيام 3 و4 و10 و11 مارس. وبعد ذلك، تُجرى القرعة في 25 مارس لتحديد مسار الأندية الثمانية المتأهلة نحو المجد في نهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة (جدة 2026).


رينارد قبل المونديال... البقاء مع «الأخضر» أم رحيل على طريقة كالديرون؟

رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)
رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)
TT

رينارد قبل المونديال... البقاء مع «الأخضر» أم رحيل على طريقة كالديرون؟

رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)
رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)

صعد المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه، لكنه خلال هذا الصعود فضّل الذهاب إلى المونديال 4 مرات بمدرب مختلف عن الذي قاده في التصفيات، قد يبدو الأمر هدفه التحسن في مونديال 1994، بعد أن تسلم المهمة بصورة مؤقتة في ختام التصفيات الوطني محمد الخراشي، لكن الأمر عكس ذلك في مونديالي 2006 و2018.

هذه الأيام يزداد الحديث عن مصير الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، وذلك بعد نهاية بطولة كأس العرب التي أُقيمت في قطر وخلالها خسر «الأخضر» فرصة المنافسة على اللقب بخسارته أمام الأردن في نصف نهائي البطولة.

وبحسب مصادر «الشرق الأوسط»، فإن المدرب الفرنسي لا يزال يخضع لتقييم فني عميق وهادئ وستكون نتيجته بالتأكيد إما بقاءه وهذا محتمل وإما إقالته، وذلك في حال أثبتت المرحلة الماضية من مباريات الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026 وكأس العرب أن هناك مشكلة فنية تحتاج إلى حلول عاجلة.

هيرفي رينارد (رويترز)

رينارد الذي أصبح المدرب الأكثر قيادة للمنتخب السعودي عبر تاريخه وتفوق على ناصر الجوهر بفارق 5 مباريات بعد أن بلغ المباراة رقم 66 مقابل 61 للجوهر، وفقاً لموقع المنتخب السعودي، لم يعد يظهر كالسابق في الأداء وكانت مرحلته الأولى متفوقة بجدارة على تجربته الحالية مع «الأخضر».

الحديث عن رحيل رينارد قد يبدو أمراً منطقياً على صعيد منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لكن عقده يمتد حتى 2027 أي ما بعد المونديال، لكن السؤال الذي يتم تداوله الآن، هل يصمد رينارد في منصبه أمام موجة المطالبات برحيله قبل المونديال أم يغادر على طريقة كالديرون؟

لماذا الحديث عن رحيل رينارد؟

كان الفرنسي هيرفي رينارد بمثابة أيقونة لدى جماهير المنتخب السعودي بعد أن وضع بصمة لا تنسى، ومثّلت عودته لقيادة «الأخضر» عوضاً عن الإيطالي روبرتو مانشيني، طوق نجاة استبشر معه الكثيرون، رغم الشروخات التي طالت العلاقة بعد أن غادر رينارد قيادة «الأخضر» برغبته بعد نهاية مونديال 2022 لتولي قيادة منتخب فرنسا للسيدات في المونديال.

رينارد أمام مفترق طرق (أ.ف.ب)

نجح رينارد في المهمة التي أوكلت له وقاد المنتخب السعودي نحو مونديال 2026 وإن كانت الطريقة غير محببة عن طريق الدور الثاني لكنه نجح في تحقيق الهدف المنشود.

الحديث عن رحيل رينارد بدأ بعد أن ظهر المنتخب السعودي بهوية لم تكن شرسة ومهزوزة نوعاً ما، خسر لقب بطولة كأس الخليج التي أقيمت في الكويت، ولم يعبر بالبطاقة المباشرة في المونديال، وكذلك ودّع بطولة كأس العرب التي كانت الجماهير السعودية واللاعبون يضعونها هدفاً منشوداً.

شخصية حادة وتكرار الحديث عن دقائق مشاركة اللاعبين

بخلاف المؤتمرات الصحافية في تصفيات الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال كأس العالم والمؤتمرات في التحضيرات التي سبقت كأس العرب وكان هادئاً فيها وواثقاً، ظهر هيرفي رينارد، مدرب «الأخضر»، حادّاً وبردود مباشرة لوسائل الإعلام المختلفة، وكان طابع الصراحة سائداً وفق رؤية خاصة وقناعات أوصلها رينارد للشارع الرياضي على أمل أن يستجيب اللاعبون لهذه الرسائل، لم يكتفِ رينارد بالصراحة في مواجهة الإعلام، بل ناشده الاضطلاع بدور المطالبة بمنح اللاعبين دقائق لعب إضافية، حيث قال: «أنا عن نفسي لا أمتلك شيئاً لأقوم بتغييره، ولكن أنتم المسؤولون عن هذه الرسالة وإيصالها، الدوري لدينا قوي ومستواه يرتفع، ولكن علينا التفكير في المنتخب».

ليو بينهاكر كان حاضراً مع «الأخضر» في تحضيراته لكأس العالم 1994 ليقال قبل انطلاق المونديال بأشهر (رويترز)

المدرب الفرنسي تحدث في 5 مؤتمرات صحافية مختلفة في كأس العرب عن مشاركة اللاعبين في المنافسات المحلية، مما يعكس أهمية الأمر وفق ما يراه رينارد، الذي قال في المؤتمر الصحافي قبل مواجهة فلسطين عن مشاركة اللاعبين المحليين في الدوري: «يتكرر هذا السؤال دائماً، من المهم أن نتوصل لنوع من التوازن كي يتمكن اللاعبون من اللعب بشكل أوسع وهذا رأيي بصفتي مدرب المنتخب، طبيعي أن نكون سعداء بتطور الدوري».

فان مارفيك قاد «الأخضر» لمونديال 2018 لكنه أقيل من منصبه (رويترز)

بعد المواجهة، عاد رينارد لتكرار الأمر ذاته في موضعين؛ كان الأول مطالبة وسائل الإعلام بإيصال هذه الرسالة، والموضع الثاني عن معاناة «الأخضر» في مواجهة فلسطين التي انتهت بانتصار في الأشواط الإضافية، حيث قال: «لا نمتلك لاعبين يلعبون دقائق كثيرة في الدوري السعودي، وبالتالي لا يستطيعون المثابرة لأنهم مجبورون للجلوس على مقاعد البدلاء، علينا أن نغلق هذه الثغرة».

رينارد تحدث أيضاً عن الأمر ذاته في المؤتمر الأخير في البطولة قبل مواجهة الإمارات، قائلاً: «لقد أعطيت رأيي، ولكن لست إلا مدرب الفريق الوطني، يجب عليّ تحقيق أفضل النتائج الممكنة، لدي رأي خاص ولا يمكن تفسيره الآن وليس هو الأمر المهم، متأكد من أن هناك أشخاصاً سيحددون مستقبل الكرة السعودية، فالمواهب متوفرة، ولكن لا بد علينا بذل المزيد من الجهود». في المؤتمر الأخير كان الفرنسي واضحاً في رسالته للاعبين، حيث طالبهم باتخاذ قرارات أفضل في فترة الانتقالات الشتوية قبل كأس العالم التي ستقام صيفاً، إذ قال: «اللاعبون يجب أن يكونوا فعالين في المشاركات المحلية، هناك نافذة شتوية ويجب أن يعدوا أنفسهم لذلك جيداً، وكأس العالم بطولة مهمة ونحن نتابع ما يحصل، وعلى اللاعبين أن يكونوا تنافسيين بشكل أكبر لتقديم المملكة العربية السعودية بشكل أفضل في كأس العالم».

كالديرون قاد المنتخب السعودي للتأهل لمونديال 2006 لكنه لم يستمر بإقالته وتعيين باكيتا (الاتحاد السعودي)

هذا الجانب من الأحاديث للمدرب رينارد أيّده نواف بوشل عندما سألته «الشرق الأوسط»، حيث قال: «طبيعي أن اللاعبين بحاجة للمشاركة ودقائق لعب أكثر ونشاهد مثلاً تأثير ذلك على الإرهاق البدني لبعض اللاعبين، ولكن نحن جاهزون لأي أمر».

رينارد... خطط مستمرة للمونديال

يعمل رينارد وفريق عمله على خطط مستمرة من أجل قيادة المنتخب السعودي في المونديال المقبل دون تفكير بالاستقالة أو الرحيل، من خلال حضور المباريات ورصد أسماء قد تجد فرصتها في المشاركة السابعة لـ«الأخضر».

وفي الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قال رينارد، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» بعد حضوره حفل مراسم قرعة كأس العالم 2026، عن موعد بدء تحضيرات المنتخب السعودي للمونديال: «لا نعرف بعد، سنبدأ التحضير لكل شيء حين نعرف الوضع بأكمله».

الاستقرار أم التغيير... ما هو هدف «الأخضر» في مونديال 5202؟

التجارب السابقة للمنتخب السعودي أثبتت أن قرار التغيير دائماً ما يؤدي إلى نتائج لم تكن مثالية، لكن التقييم الدقيق سيكون مبنياً على أهداف المنتخب السعودي المنشودة في النسخة المونديالية المقبلة التي تشهد مشاركة موسعة للمنتخبات، وما هي الطموحات؟ وهل سيكون رينارد قادراً على تحقيقها أم لا؟

بنظرة تاريخية، نجد أنه في تصفيات كأس العالم 1994 كان البرازيلي كاندينو يتولى قيادة «الأخضر» حتى جاءت اللحظة الأخيرة والمباراة الحاسمة، تمت إقالته والاستعانة بالوطني محمد الخراشي الذي قاد «الأخضر» لانتصار ثمين وتاريخي على إيران بنتيجة 4 - 3 ليعبر المنتخب السعودي للمرة الأولى في تاريخه، وخلال تحضيرات «الأخضر» تم التعاقد مع الهولندي الشهير ليو بينهاكر قبل أن يقال بعد شهرين من تعيينه، ليتولى المهمة بعد ذلك الأرجنتيني خورخي سولاري الذي قاد المنتخب لإنجاز غير مسبوق لم يتكرر ببلوغ دور الـ16.

في نسخة مونديال 1998، كانت التصفيات تحت قيادة البرتغالي فينغادا قبل إقالته في الجزء الأخير من المرحلة الثانية وتعيين الألماني أوتو فيستر الذي أشرف على «الأخضر» في 19 مباراة من بينها القارات وكأس العرب، لكنه لم يرافق المنتخب في المونديال الذي تولى فيه البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا المهمة.

أمّا في نهائيات كأس العالم 2002 فكانت التصفيات تحت قيادة الصربي سلوبودان سانتراش قبل أن يكمل المهمة ناصر الجوهر فيما تبقى من التصفيات، وينجح في قيادة «الأخضر» لبلوغ المونديال ويتولى قيادته حتى نهاية مرحلة المجموعات.

في نهائيات مونديال 2006، انطلقت التصفيات بقيادة الوطني ناصر الجوهر قبل أن يتم إسناد المهمة للأرجنتيني كالديرون الذي قاد «الأخضر» بنجاح لكنه ذهب ضحية نتائج المنتخب في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الدوحة، وتمت إقالته قبل المونديال، ليتم إسناد المهمة للبرازيلي باكيتا، الذي قاد «الأخضر» في مونديال ألمانيا.

تكرر الأمر ذاته مع الهولندي بيرت فان مارفيك، الذي قاد «الأخضر» بنجاح نحو مونديال 2018، وأعاد المنتخب السعودي لواجهة كأس العالم بعد سنوات طويلة من الغياب، لكنه لم يرافق «الأخضر» في مونديال روسيا، إذ تمت إقالته والتعاقد مع الإسباني خوان أنطونيو بيتزي. في مونديال 2022، كان الأمر مختلفاً ولأول مرة، إذ تسلم الفرنسي هيرفي رينارد قيادة المنتخب السعودي في مرحلة التصفيات منذ بدايتها ونجح في قيادة «الأخضر» متصدراً مجموعته وقبل جولتين من الختام، وكذلك استمرت رحلته وقاد المنتخب السعودي في المونديال وحقق خلاله فوزاً تاريخياً لا ينسى أمام الأرجنتين، الذي صنفه «فيفا» بأنه من المفاجآت الكبرى بتاريخ كأس العالم.


«فيفا» يرفع حظر تسجيل اللاعبين عن نادي النصر… والقرارات الدولية ترتفع إلى 45

صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)
صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)
TT

«فيفا» يرفع حظر تسجيل اللاعبين عن نادي النصر… والقرارات الدولية ترتفع إلى 45

صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)
صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)

أزال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الاثنين، اسم نادي النصر من قائمة حظر تسجيل اللاعبين، مؤكداً إغلاق الملف بشكل نهائي بعد التزام النادي الكامل باللوائح والقرارات الصادرة بحقه، في خطوة تمثل تحولاً مهماً في مسار النادي التنظيمي مع اقتراب انطلاق سوق الانتقالات الشتوي المقرر مطلع الشهر المقبل.

وجاء قرار «فيفا» متزامناً مع تحديث رسمي لقائمة الحظر على موقعه الإلكتروني، حيث اختفى اسم النصر من السجل الدولي، في حين أُضيفت قرارات جديدة بحق ناديي الصفا والقيصومة، تقضي بمنعهما من تسجيل اللاعبين لمدة ثلاث فترات تسجيل لكل نادٍ، ضمن إجراءات تأديبية مرتبطة بنزاعات تعاقدية وعدم الالتزام بتنفيذ الأحكام النهائية.

وحسب الحصر الدقيق للأسماء والتكرار، بلغ عدد القرارات الدولية الصادرة بحق الأندية السعودية 45 قراراً، تفاوتت بين عقوبات مفردة وملفات متكررة. وتصدر نادي أحد القائمة بواقع 15 قراراً دولياً، يليه نادي الوحدة بخمسة قرارات، ثم العين والجندل بأربعة قرارات لكل منهما، فيما جاء الصفا بثلاثة قرارات، والشباب والشعلة ونجران بقرارين لكل نادٍ، مقابل قرارات منفردة بحق الروضة، وضمك، والسد، والوطن، والباطن، والرياض، والمحمل، والقيصومة.