اعتلى 16 خطيباً من المشايخ والأئمة السعوديين منبر مسجد «نمرة» بمِشعر عرفات، خلال 100 عام، لإلقاء خطبة يوم عرفة، التي تنقل رسالة الحج إلى أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في كل بقاع العالم.
وتكتسب هذه الخطبة أهميةً قصوى مع اجتماع الحجاج في يوم التاسع من ذي الحجة على صعيد واحد؛ للدعاء والذِّكر والتقرُّب إلى الله، على اختلاف أعراقهم وثقافاتهم وألوانهم، وتعدُّد ألسنتهم ولغاتهم، إذ يُنصتون جميعاً لخُطبة واحدة تُبَثُ للمسلمين في أنحاء العالم بثاً حياً ومترجماً إلى أكثر من 34 لغة.
وكان أول هؤلاء الخطباء في العهد السعودي (الدولة السعودية الثالثة) هو الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الوهاب بإذن من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1925م، ومفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز آل الشيخ أكثرهم وقوفاً في منبر نمرة بـ34 خطبة، يليه الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ بـ25 خطبة، بينما يعد الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد الأحدث بينهم.

وشملت القائمة أيضاً كلاً من الشيخ محمد بن عبد الله آل الشيخ، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ، والشيخ صالح بن محمد اللحيدان، والشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، والشيخ سعد بن ناصر الشثري، والشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ محمد بن حسن آل الشيخ، والشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، والشيخ بندر بن عبد العزيز بليلة، والشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، والشيخ يوسف بن محمد بن سعيد، والشيخ ماهر بن حمد المعيقلي.
وتتضمن خطبة عرفة مضامين وأسساً للإنسانية للتعايش والسلام، ودعوة ضيوف الرحمن إلى التعاون والتعاضد؛ لخلق بيئة تعبدية إيمانية روحانية، وتقوية القيم الإسلامية والآداب الشرعية، والمحافظة على شعيرة الحج.
ويهدف مشروع ترجمة الخطبة إلى إيصال رسالة الإسلام السمحة لشعوب العالم بمختلف لغاتهم، وتعزيز التواصل مع المسلمين وغيرهم، بما يعكس مكانة السعودية في خدمة الحرمين الشريفين والحجاج.

