«السمبتيك» وصل إلى سوريا عبر قطر وتركيا.. واكتشف خداع «داعش» فسلم نفسه للسلطات السعودية

أول ظهور له كان على تلفزيون المملكة.. وأكثر من 183 ألف مشاهدة للبرنامج على «يوتيوب»

«السمبتيك» وصل إلى سوريا عبر قطر وتركيا.. واكتشف خداع «داعش» فسلم نفسه للسلطات السعودية
TT

«السمبتيك» وصل إلى سوريا عبر قطر وتركيا.. واكتشف خداع «داعش» فسلم نفسه للسلطات السعودية

«السمبتيك» وصل إلى سوريا عبر قطر وتركيا.. واكتشف خداع «داعش» فسلم نفسه للسلطات السعودية

ما زال ظهور الشاب الذي عاد من القتال في سوريا سليمان السبيعي الشهير بـ«السمبتيك», مثارا للنقاش في شبكات التواصل الاجتماعي.
«السمبتيك» الذي قاتل ضمن تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش)، عاد بعد هروبه عن طريق تركيا وسلم نفسه إلى السلطات السعودية بإرادته الكاملة، وظهرت في «تويتر» وسوم (وهي مفرد هاشتاغ) تحت اسم «السمبتيك يعود إلى الوطن» قابله وسم مناوئ تحت اسم «عودة السمبتيك زادتني يقينا».
من أمثلة التغريدات التي تفاعلت مع ظهوره أول من أمس في برنامج «همومنا» على التلفزيون السعودي، تغريدة مشككة من حساب اسمه «رصاصة ثائرة» جاء فيها «نظرات عيناه.. حركات يداه.. نبرات كلامه.. كلها كفيلة بأن ما قاله ليس مقتنعا فيه.. ومن درس علم النفس يعي ذلك». أمام ذلك «السمبتيك» أوصى السبيعي كل من يشاهده سواء من الذين يودون الذهاب إلى سوريا أو الذين يبحثون, الخروج منها بأن «الوضع الذي يحدث في سوريا غير الذي ينقله الإعلام», في إشارة إلى أن الصراع يتجاوز الصورة الوردية التي يرسمها المحرضون.
وقال السبيعي: «لم أكن في وعيي عندما شاهدت صورة جثة شقيقي عبد العزيز بعد مقتله، وهو ما دفعني للذهاب إلى سوريا بنحو 70 في المائة»، قبل أن يضيف: «خرجت من السعودية إلى تركيا عبر قطر، وتواصلت عبر (تويتر) مع إحدى المعرفات، وأخبرته أني في تركيا وأرغب الجهاد في سوريا، وبعد 15 دقيقة وردني اتصال من أحد المهربين السوريين، ونقلني إلى إحدى المضافات السكنية هناك».
الحلقة التي جرى رفعها من حساب البرنامج الرسمي على موقع الـ«يوتيوب» حققت حتى ساعة إعداد هذا التقرير (الخامسة بتوقيت غرينتش) أكثر من 183 ألف مشاهدة، ضمنها 1780 حالة إعجاب تقابلها 1281 حالة عدم إعجاب.
ذهب السبيعي أو «السمبتيك» الذي يبلغ من العمر 25 عاما إلى سوريا وهو غير ملم بتفاصيل تعقيدات الحرب هناك، يؤكدها قوله: «لم تكن لدي خلفية سابقة عن التوجهات الفكرية لـ(داعش) والنصرة والجيش الحر».
«السمبتيك» غير غريب على الشبكات الاجتماعية. كون شهرته في موقع الفيديو القصير «كيك» من خلال طرحه الساخر، لكن بعد انتقاله إلى القتال في سوريا أقنعته «داعش» متكئة على رصيده الشعبي في «كيك» و«تويتر»، الذي وصل إلى 250 ألف متابع، وتوظيف شهرته في معاركها لكسب التعاطف، بالانضمام إليهم.
كان «السمبتيك» يعتقد أن هدفهم الأساس نقل الأخبار وما يحدث ميدانيا، إلا أن الأمر تحول إلى حشد الشباب للقتال في سوريا ثم إلى التعريض بالمشايخ «القاعدين» بحسب وصفهم، ثم التهجم والتحريض على الحكام ورؤساء الدول. إحدى التغريدات التي بثت من معرفه في «تويتر» يومذاك كانت تسخر من المشايخ، وجاء في نصها: «المضحك والغريب في نفس الوقت أن المدنيين الآن سعداء لوجود الدولة بينهم.. بينما من هم في أحضان أمهاتهم (يفتون) ههههه!!».
تغريدة أخرى ظهرت من حسابه تشنع على «القاعدين» وتفاخر بالمجاهدين الشباب جاء في نصها: «أقسم بالله إن معنا مجاهدين أعمارهم لم تتجاوز الـ15 عاما!! أين رجال الجزيرة؟ والله إنه عار عليكم».
حاول «السمبتيك» مناقشتهم، كما يوضح خلال الحوار الذي استغرق 21 دقيقة، بخصوص تلك السياسة الإعلامية بعدما نمى إلى علمه حقيقة محتوى حسابه في «تويتر»، إلا أنه وجد مضايقات منهم، بحسب قوله، وإصرارا من الأشخاص المعنيين بمد حسابات «السمبتيك» بالمحتوى وإدارة بروباغندا المعركة.
السبيعي الذي تراجع خلال الحوار عن كثير من أفكاره السابقة، يقول إن فكرة العودة راودت ذهنه أكثر من مرة، خصوصا بعد استفحال التكفير بين الفصائل والتقاتل فيما بينها ما انعكس على المقاتلين السعوديين الذين وجدوا أنفسهم في معركة مغايرة عن المعركة التي جاءوا من أجلها، وهي قتال النظام السوري. حديث السبيعي يشير إلى أن المقاتلين السعوديين تحولوا إلى حطب في معارك صغيرة داخلية بين الفصائل، بل أحيانا بين السعوديين أنفسهم، أكدها قوله خلال الحوار «الأوامر تأتي إلى مكان السكن الذي نقطن فيه للمشاركة في معركة معينة، من دون معرفتنا بالتفاصيل». وفي تعقيب على اعترافات «السمبتيك»، يصف المحامي حمود الناجم خبير النظم السعودي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء هم شهود عيان، سمعوا بآذانهم ورأوا بأعينهم بأن كل ما وعدوا به كذب، وكثير من ذهب ولم يعد، كادوا يدفعون حياتهم ثمنا، الشباب ثروة وليس لدى الوطن ثروة أغلى منهم.
ويرى الناجم أن الواقعة تكشف بأن هناك من يدبر ويستنفر جهد الدولة في محاربتها، ويستخدمون شبابها وهم أغلى ما تملك، لأنهم إذا «لم يستخدموا هناك حطبا يرمى ويخسر زهرة عمره، فإنه سيعود قنبلة موقوتة إلى وطنه... وإن أي تأثير على الشباب وقذفهم في أتون الحرب لم يكن قطعا مرتبطا بشرعية دينية». وقال: «تنكشف حقيقتهم بوعدهم الشباب بالجنة، ولو نعود إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يشهد للصحابة كافة بالجنة». وأضاف الناجم أن القيادة والأجهزة الأمنية تنبهت لهذا الأمر: «ولذلك صدر الأمر الملكي الذي تضمن تحذيرا واضحا، كما أنه جلي بأن من سيقدم سيعاقب. وصرح الأمر بعقوبات، لأنه جرم أصيل وفيه دماء.. ولهذا صدر الأمر الملكي أيضا بإرادة منفردة وأحال الموضوع إلى لجنة تنبثق عن وزارات مختصة.. كما أنه أعطى مهلة 30 يوما، ويعد الأمر ساريا لكل من دعا أو حرض أو مول أو ساهم، حتى لو بإشارة يفهم منها الانتماء إلى فئة أو جماعة أو تكون ضمن تشخيص فئة معينة، كما أن هناك لجنة سترفع للملك أولا بأول كل شهر وكلف وزير الداخلية برفع كل المستجدات شهريا، وفي عرف الأنظمة قليلة مدة شهر». وتابع الناجم «الأمر يتعلق بأمن قومي».
من ناحيته يقول الدكتور مصطفى العاني المستشار الأول مدير برنامج الأمن والدفاع ودراسات مكافحة الإرهاب بمركز الخليج للأبحاث «باعتقادي قد تكون نتائج ظهور الشبان سلبية، وقد تثني بعضهم عن العودة». وفي تعليقه حول وجود {المجاهدين}، يقول العاني «الشباب يذهبون إلى جهاد بأحلام وردية، ومفاهيم خاطئة، وقسم يذهب بحثا عن بطولة وخيال».
ويضيف «عندما يذهبون للجهاد تظهر مشكلة مفهوم الجهاد لديهم وهدفه، الأمر الآخر يظهر عندما تواجه الوجوه الجديدة القيادات على الأرض، يتوقعون معاملة أفضل بكثير، بيد أن أحلامهم تنهار، والتصورات الوردية والحسابات تخطئ جميعها... ليس أقل من 50 في المائة منهم يكتشفون حقائق مخالفة خلال فترة بسيطة لا تتجاوز أسابيع».
وقسم الدكتور العاني الشباب الموجودين في الأراضي السورية إلى ثلاثة أقسام؛ الأول قسم يحاول العودة بأي ثمن، وقدر بأن نسبتهم تبلغ 20 في المائة، وقسم متورط عنده رغبة في العودة لكنه يخاف نتائجها وتراكماتها، وقدر عددهم بـ50 في المائة، وقسم آخر يجبر نفسه للتعامل مع الواقع الجديد ويعرف أن جميع الأبواب مغلقة ويحس بتأخر اتخاذ قرار العودة، ويبدأ تطويع نفسه للبيئة الجديدة، وتقدر نسبتهم بـ30 في المائة.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».