أعلنت السعودية، أنها وجهت الدعوات لكافة شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف فئاتها وتياراتها داخل سوريا وخارجها، للمشاركة في اجتماع موسع للمعارضة السورية يكون مقره العاصمة الرياض. وتبدأ أعماله يوم غد (الثلاثاء)، مبينة أن ذلك يأتي انطلاقًا من دعمها لحل الأزمة في البلاد سياسيًا.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، أمس، في تصريحات له بثتها وكالة الأنباء السعودية: «انطلاقًا من دعم المملكة لحل الأزمة السورية سياسيًا، واستنادًا إلى البيان الصادر عن مؤتمر (فيينا2) للمجموعة الدولية لدعم سوريا، المنعقد بتاريخ 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وما نص عليه من حشد أكبر شريحة من المعارضة السورية لتوحيد صفوفها واختيار ممثليها في المفاوضات وتحديد مواقفها التفاوضية، وذلك للبدء في العملية الانتقالية للسلطة وفق بيان (جنيف1) 2012».
وأضاف المصدر أنه «استجابة لطلب غالبية أعضاء مجموعة (فيينا2) من السعودية باستضافة مؤتمر للمعارضة السورية، إضافة إلى رغبة المعارضة السورية بمختلف شرائحها، فقد وجهت السعودية الدعوة لكافة شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف فئاتها وتياراتها وأطيافها العرقية والمذهبية والسياسية داخل سوريا وخارجها للمشاركة في اجتماع موسع للمعارضة السورية في العاصمة الرياض في الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد تم توجيه الدعوات بناء على التشاور مع معظم الشركاء في الأطراف الدولية الفاعلة، وستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا».
وشدد المصدر على أن السعودية ستوفر كل التسهيلات الممكنة لتتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات فيما بينها بشكل مستقل، والخروج بموقف موحد وفق المبادئ المتفق عليها في بيان «جنيف1».
وستبدأ أكثر من مائة شخصية معارضة في الوصول إلى السعودية اليوم للمشاركة في مؤتمر الرياض المزمع عقده بين 8 و10 من الشهر الحالي، للتوصل إلى رؤية مشتركة حول الحل السياسي والمرحلة الانتقالية في سوريا.
وبعد الخلافات التي نتجت عن إرسال لائحتين من قبل الائتلاف إلى الرياض، الأولى، من رئيسه خالد خوجة، والثانية، من الهيئة السياسية، قال مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم تجاوز المشكلات وبات مؤكدا اعتماد اللائحة الموقعة من خوجة والتي تشمل 20 شخصا موزعين، مناصفة، بين أعضاء من الهيئتين السياسية والعامة»، مشيرة إلى أنّه وبعد تعذّر إضافة خمسة أسماء عليها بطلب من الهيئة نظرا إلى عدد المقاعد المحدودة، تم التوصّل إلى حلّ وسطي عبر دعوة عضوي الهيئة السياسية بدر جاموس ونصر الحريري، من خارج اللائحة.
وبينما لم تتم دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي برئاسة صالح سلم، للمشاركة في المؤتمر، أشار المصدر إلى أن مصطفى أوسو وفؤاد عليكو اللذين يمثلان المجلس الوطني الكردي في الائتلاف، هما على لائحة المدعوين.
ووفق الدعوات التي وصلت إلى عدد من المجموعات والشخصيات السورية، فإن أبرز المشاركين الذي قد يتجاوز عددهم المائة بقليل، وفق المصدر، هم، إضافة إلى ممثلي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المقبولة من النظام والتي ستمثل بسبعة أعضاء برئاسة حسن عبد العظيم، ومؤتمر القاهرة الذي جمع في يونيو (حزيران) قرابة 150 معارضا يعيشون داخل سوريا وخارجها، بينهم قوى كردية، ومن أبرز مؤسسيه المعارض هيثم مناع، الذي أعلن عن أنّ عشرين شخصية سيمثلون هذا التجمع في الرياض. كما أعلن رئيس تيار الدولة المعارض لؤي حسين أنّ عدد المدعوين إلى مؤتمر الرياض باسم التيار أصبح ثلاثة، وقد يصلون إلى أربعة.
كذلك، سينضم إلى ممثلي المعارضة السياسية، نحو 16 ممثلا لفصائل عسكرية غير مصنفة «إرهابية»، أبرزها «الجبهة الجنوبية» و«الشمالية» و«الوسطى» و«جيش الإسلام» الذي أعلن أمس عن تلقيه دعوة رسمية، إضافة إلى «أحرار الشام» وفيلق الشام.
وانطلاقا من دائرة المشاركة الواسعة للمعارضة التي تضم شخصيات من القوى السياسية والمجتمع المدني والفصائل العسكرية، ترى المصادر أن المؤتمر سيشكّل خطوة مهمة نحو التوصل إلى حل سياسي في سوريا، وأوضحت أنّ الهيئة السياسية في الائتلاف تعكف على دراسة الوثائق والأفكار التي ستناقش في الاجتماعات والتي من المفترض أن يطالب بإدراجها على البيان الختامي، من دون أن تبتعد عن روح مقررات جنيف ومؤتمر فيينا الأخير. وأشارت إلى أن هناك تفاؤلا عاما لدى مختلف أطياف المعارضة لجهة الذهاب إلى توافق مهم وحاسم لا سيما أن هناك إرادة إقليمية – دولية واضحة في هذا الإطار.
وكانت عدة دول أبرزها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وإيران وروسيا المؤيدتان للنظام، قد توصلت في فيينا الشهر الماضي، إلى اتفاق لتشكيل حكومة انتقالية خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا بمشاركة سوريي الداخل والخارج.
ورغم الاتفاق، لا يزال مصير الرئيس السوري بشار الأسد موضع تجاذب يعرقل أي حل للنزاع. ويقول عضو الائتلاف سمير نشار لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مؤتمر الرياض سيكون أمام مهمة صعبة محفوفة بالمخاطر، موضحا أن أبرز أهدافه التوصل إلى موقف مشترك ورؤية سياسية واضحة حول سوريا المستقبل والمرحلة الانتقالية والموقف من بشار الأسد.
ولفت أحمد الجربا الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني المعارض، في تصريح للصحافيين عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، في القاهرة، أمس، إلى أن بعد خمس سنوات من القتل والدمار لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا.
من جهته أكد جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري وعضو الائتلاف الوطني المعارض لـ«الشرق الأوسط»، أن وثيقة مؤتمر المعارضة السورية التي من المتوقع إجماع كل الأطياف السياسية والفصائل العسكرية عليها، ستعرض على القمة الخليجية التي يتزامن انعقادها مع المؤتمر في العاصمة السعودية الرياض، لمصادقتها وتأييدها وإعطائها الدعم الإقليمي اللازم.
وأشار رئيس المجلس الوطني السوري إلى أن الشخصيات السورية التي ستحضر مؤتمر الرياض، وصلت إلى 110 شخصيات، من السياسيين والعسكريين ورجال الأعمال وغيرهم، مؤكدًا أن 16 قائدًا عسكريًا من الفصائل سوف يحضرون أيضًا، وهم يمثلون كيانات المعارضة العسكرية في شمال سوريا وجنوبها.
من جانبه، قال أديب الشيشكلي سفير الائتلاف السوري في الخليج، إن وفود المؤتمر تبدأ بالوصول اليوم، وتلتقي بصورة رسمية غدًا الثلاثاء.
وتسعى الأطراف السورية المعارضة، لتبني موقف مشترك لإسقاط نظام الأسد، وتفكيك أجهزته الأمنية، بالإضافة إلى العمل على خروج كل القوى الأجنبية من على الأرض السورية، ورفض وجود الجنود الأجانب، والحفاظ على وحدة سوريا وهويتها وعدم تقسيمها تحت أي ظرف، مع رفض المحاصصة بأنواعها.
أكثر من مائة معارض سوري يجتمعون غدًا في الرياض بمشاركة 16 فصيلاً عسكريًا
الخارجية السعودية: سيتم توفير كافة التسهيلات اللازمة لضمان استقلالية المفاوضات
أكثر من مائة معارض سوري يجتمعون غدًا في الرياض بمشاركة 16 فصيلاً عسكريًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة