كابل تندّد بـ«عنف» تمارسه سلطات باكستان ضد أفغان تريد عودتهم إلى بلادهم

4 آلاف أفغاني عبروا الحدود الأحد والاثنين

لاجئون أفغان مع أمتعتهم يصلون إلى مركز الاحتجاز استعداداً لمغادرتهم إلى أفغانستان قرب الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان في 10 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
لاجئون أفغان مع أمتعتهم يصلون إلى مركز الاحتجاز استعداداً لمغادرتهم إلى أفغانستان قرب الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان في 10 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

كابل تندّد بـ«عنف» تمارسه سلطات باكستان ضد أفغان تريد عودتهم إلى بلادهم

لاجئون أفغان مع أمتعتهم يصلون إلى مركز الاحتجاز استعداداً لمغادرتهم إلى أفغانستان قرب الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان في 10 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
لاجئون أفغان مع أمتعتهم يصلون إلى مركز الاحتجاز استعداداً لمغادرتهم إلى أفغانستان قرب الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان في 10 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

اتّهمت حكومة «طالبان» في أفغانستان السلطات الباكستانية باتّباع نهج عنفي في طرد آلاف من الرعايا الأفغان بعدما ألغت إسلام آباد تصاريح الإقامة الممنوحة لهم.

لاجئون أفغان مع أمتعتهم ينتظرون رحيلهم إلى أفغانستان في مركز احتجاز قرب الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان 10 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
لاجئون أفغان مع أمتعتهم ينتظرون رحيلهم إلى أفغانستان في مركز احتجاز قرب الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان 10 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

وكانت إسلام آباد قد أعلنت مطلع مارس (آذار) أنها ستلغي تصاريح إقامة 800 ألف أفغاني في إطار المرحلة الثانية من خطة إعادة طردت في مرحلتها الأولى نحو 800 ألف من المهاجرين الأفغان غير النظاميين.

وجاء في منشور على منصة «إكس» لوزارة اللاجئين والعودة في حكومة «طالبان» أن «إساءة بلدان مجاورة معاملة هؤلاء (الأفغان) أمر غير مقبول»، مطالبة باتفاق مشترك من شأنه تسهيل عمليات العودة.

لاجئون أفغان مع أمتعتهم ينتظرون رحيلهم إلى أفغانستان في مركز احتجاز قرب الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان 10 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
لاجئون أفغان مع أمتعتهم ينتظرون رحيلهم إلى أفغانستان في مركز احتجاز قرب الحدود الباكستانية الأفغانية في تشامان 10 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

وقالت المنظمة الدولية للهجرة لوكالة الفرنسية إن ما معدّله 4 آلاف أفغاني عبروا الحدود من باكستان الأحد والاثنين، مشيرة إلى أن الرقم «أعلى بكثير مقارنة بالمعدل اليومي المسجل في مارس والبالغ 77».

وفق المنظمة، فإن المرحلة الجديدة من حملة باكستان لإعادة أفغان موجودين على أراضيها إلى بلادهم «يمكن أن تطول في عام 2025 ما يصل إلى 1.6 مليون شخص من المهاجرين الأفغان غير النظاميين ومن الأفغان الذين يحملون تصاريح إقامة».

3 ملايين أفغاني يعيشون في باكستان

وتقول الأمم المتحدة إن نحو ثلاثة ملايين أفغاني يعيشون في باكستان أُلغيت تصاريح إقامة 800 ألف منهم في أبريل (نيسان) وهناك 1.3 مليون يحملون تصاريح إقامة صالحة حتى 30 يونيو (حزيران)، لأنهم مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وهناك آخرون لا يحملون أي تصاريح.

وقالت وزارة اللاجئين في حكومة «طالبان»: «للأسف الشديد يتعرّض لاجئون أفغان لعنف».

وتابعت: «يجب أن يسمح لكل اللاجئين بأن يأخذوا معهم إلى بلادهم أموالهم وممتلكاتهم ومستلزماتهم المنزلية».

وشدّدت على وجوب «عدم استخدام اللاجئين أدوات لتحقيق غايات سياسية».

وقال أفغان عبروا الحدود مؤخراً لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم غادروا من دون أن يتمكنوا من أخذ كل ممتلكاتهم أو أموالهم، في حين تم اعتقال آخرين واقتيادهم مباشرة إلى الحدود.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، بعد عبوره نقطة تورخم الحدودية، قال شاه محمود، المولود في شمال أفغانستان: «جريمتي الوحيدة أنني أفغاني»، وأضاف: «كان بحوزتي وثائق لكنهم مزّقوها».

منذ أشهر، يتحدّث نشطاء حقوقيون عن تعرّض أفغان لمضايقات وعمليات ابتزاز على يد قوات أمنية باكستانية.

وأشارت مونيزا كاكار، المحامية في مدينة كراتشي الباكستانية، إلى أن السلطات «تنتقي الناس وتعتقلهم عشوائياً في أماكن مختلفة».

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا توجد آلية مناسبة لنقل أسر بأكملها». العلاقات بين كابل وإسلام آباد متوترة منذ استيلاء «طالبان» على السلطة، وقد فاقمها تصاعد العنف في باكستان عند الحدود مع أفغانستان.

أطفال لاجئون أفغان يلعبون بجوار شاحنات محملة بممتلكات عائلاتهم أثناء انتظارهم العودة إلى أفغانستان على طول الطريق السريع في لندي كوتال بباكستان الأربعاء 9 أبريل 2025 (أ.ب)
أطفال لاجئون أفغان يلعبون بجوار شاحنات محملة بممتلكات عائلاتهم أثناء انتظارهم العودة إلى أفغانستان على طول الطريق السريع في لندي كوتال بباكستان الأربعاء 9 أبريل 2025 (أ.ب)

وقالت وزارة الداخلية الباكستانية إنها أصدرت «تعليمات صارمة» بتسهيل خروج الأفغان تشدد على وجوب «عدم مضايقة أي شخص في هذه العملية».

في سبتمبر (أيلول) 2023، سارع مئات آلاف اللاجئين الأفغان غير النظاميين للعودة إلى أفغانستان قبل أيام من موعد نهائي حُدّد لهم لمغادرة باكستان بعد عمليات دهم نفّذتها الشرطة استمرّت أسابيع.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب مرحباً بالرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي في البيت الأبيض (رويترز)

«دوج» تصل إلى الملفات الحساسة للمهاجرين في وزارة العدل

وصلت «دائرة الكفاءة الحكومية» إلى سجلات المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين لدى «العدل الأميركية»، بينما وصل وفد ديمقراطي للسلفادور مطالباً بإطلاق شخص رحّل بالخطأ.

علي بردى (واشنطن)
آسيا عضو في حركة «طالبان» (وسط) من وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتفقد وثيقة لاجئ قرب معبر تورخام الحدودي بين أفغانستان وباكستان في ولاية ننغرهار في 20 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

الإدارة الوطنية لمكافحة الكوارث تطالب بتعزيز المساعدات الدولية للاجئين الأفغان

التقى القائم بأعمال الإدارة الوطنية لمكافحة الكوارث في مخيم العمري بتورخام مسؤولي المؤسسات الإغاثية الدولية، بهدف تقييم أوضاع اللاجئين.

«الشرق الأوسط» (كابل )
أوروبا البابا فرنسيس يحرر حمائم بيضاء في كاتدرائية الروح القدس بإسطنبول خلال زيارة لتركيا استمرت 3 أيام عام 2014 (أ.ف.ب) play-circle

البابا فرنسيس... الإصلاحي المدافع عن المهاجرين والداعي للسلام

غيّب الموت البابا فرنسيس، عن 88 عاماً، اليوم الاثنين، بعد ظهوره، أمس، ضعيفاً لكن باسماً، بين آلاف المصلّين الذين احتشدوا بباحة القديس بطرس بروما في عيد القيامة

سارة ربيع (القاهرة)
شمال افريقيا تحضيرات لنقل 58 مهاجراً إلى مركز إيواء بغرب ليبيا (الإدارة العامة للعمليات الأمنية بغرب ليبيا)

أفواج المهاجرين تتدفق على ليبيا وسط تصاعد دعوات ترحيلهم

جدد حزب «صوت الشعب» الليبي «رفضه القاطع» لما أسماه بـ«مشاريع توطين» المهاجرين غير النظاميين، في وقت أعلنت السلطات الأمنية ترحيل العشرات منهم اليوم إلى دولهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مخاوف من مقتل 20 شخصاً في هجوم بكشمير الهندية

أمرت الشرطة الهندية المركبات السياحية التي كانت عالقة على الطريق إلى باهالجام بالمغادرة بعد حادثة أطلق فيها مهاجمون النار عشوائياً على السياح الذين يزورون باهالغام في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير الثلاثاء 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب)
أمرت الشرطة الهندية المركبات السياحية التي كانت عالقة على الطريق إلى باهالجام بالمغادرة بعد حادثة أطلق فيها مهاجمون النار عشوائياً على السياح الذين يزورون باهالغام في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير الثلاثاء 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب)
TT
20

مخاوف من مقتل 20 شخصاً في هجوم بكشمير الهندية

أمرت الشرطة الهندية المركبات السياحية التي كانت عالقة على الطريق إلى باهالجام بالمغادرة بعد حادثة أطلق فيها مهاجمون النار عشوائياً على السياح الذين يزورون باهالغام في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير الثلاثاء 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب)
أمرت الشرطة الهندية المركبات السياحية التي كانت عالقة على الطريق إلى باهالجام بالمغادرة بعد حادثة أطلق فيها مهاجمون النار عشوائياً على السياح الذين يزورون باهالغام في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير الثلاثاء 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب)

قالت ثلاثة مصادر أمنية إن هناك مخاوف من مقتل 20 شخصاً على الأقل بعد أن أطلق من يشتبه في أنهم مسلحون النار على سياح في منطقة جامو وكشمير الهندية اليوم في هجوم هو الأسوأ على المدنيين بالمنطقة منذ سنوات.

ووقع الهجوم في باهالجام، وهي مقصد سياحي شهير يجذب آلاف الزوار كل صيف مع تراجع عنف الجماعات المتطرفة المسلحة في السنوات القليلة الماضية.

يحمل مسعفون سائحاً مصاباً في مستشفى في أنانتناج جنوب سريناغار بالهند 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب.أ )
يحمل مسعفون سائحاً مصاباً في مستشفى في أنانتناج جنوب سريناغار بالهند 22 أبريل نيسان 2025 (أ.ب.أ )

وقال أحد المصادر إن عدد القتلى بلغ 20، فيما ذكر المصدر الثاني أن العدد يصل إلى 24 قتيلاً، بينما صرح الثالث بأن 26 شخصاً لقوا حتفهم في الهجوم.

ورفضت المصادر الثلاثة الكشف عن هوياتها لأنه غير مصرح لها بالتحدث إلى وسائل الإعلام.

وقال عمر عبد الله رئيس وزراء منطقة جامو وكشمير في منشور على منصة «إكس»: «ما زلنا نعمل على تحديد عدد القتلى، لذا لا أريد الخوض في هذه التفاصيل... لكن هذا الهجوم هو أكبر بكثير من أي هجوم تعرض له المدنيون في السنوات القليلة الماضية».

ولم تُعرف جنسيات القتلى حتى الآن.

وأعلنت جماعة مسلحة غير معروفة تُدعى «مقاومة كشمير» مسؤوليتها عن الهجوم في رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعبرت الجماعة في رسالتها عن استيائها من توطين أكثر من 85 ألف «أجنبي» في المنطقة، مما يحدث «تغييراً في التركيبة السكانية».

وأضافت: «نتيجة لذلك، سيُوجه العنف نحو أولئك الذين يحاولون الاستيطان بالمخالفة للقانون».

جندي هندي شبه عسكري يقف حارساً في مستشفى حكومي في أنانتناج جنوب سريناغار بالهند 22 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
جندي هندي شبه عسكري يقف حارساً في مستشفى حكومي في أنانتناج جنوب سريناغار بالهند 22 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من مصدر هذه الرسالة بشكل مستقل. وتشهد المنطقة الواقعة في جبال الهيمالايا وتتقاسم الهند وباكستان السيطرة عليها أعمال عنف منذ اندلاع تمرد مناهض للهند في عام 1989. وقُتل عشرات الآلاف خلال وقائع العنف التي تراجعت حدتها في السنوات القليلة الماضية.

ولم تتوقف تماماً الهجمات على السائحين في كشمير لكنها انحسرت في السنوات الماضية.

ووقع آخر هجوم كبير في هذه المنطقة في يونيو (حزيران) حينما هاجم مسلحون حافلة تقل مجموعة من الزوار الهندوس، مما أدى إلى سقوطها في واد عميق ومقتل ما لا يقل عن تسعة ركاب وإصابة 33.