قاض أميركي يأمر بإعادة رجل بعد ترحيله بالخطأ إلى سجن في السلفادور

صورة نشرتها رئاسة السلفادور لوصول أعضاء في عصابة «ترين دو أراغوا» الفنزويلية إلى مركز لاحتجاز الإرهابيين بمدينة تيكولوكا الأحد (أ.ف.ب)
صورة نشرتها رئاسة السلفادور لوصول أعضاء في عصابة «ترين دو أراغوا» الفنزويلية إلى مركز لاحتجاز الإرهابيين بمدينة تيكولوكا الأحد (أ.ف.ب)
TT
20

قاض أميركي يأمر بإعادة رجل بعد ترحيله بالخطأ إلى سجن في السلفادور

صورة نشرتها رئاسة السلفادور لوصول أعضاء في عصابة «ترين دو أراغوا» الفنزويلية إلى مركز لاحتجاز الإرهابيين بمدينة تيكولوكا الأحد (أ.ف.ب)
صورة نشرتها رئاسة السلفادور لوصول أعضاء في عصابة «ترين دو أراغوا» الفنزويلية إلى مركز لاحتجاز الإرهابيين بمدينة تيكولوكا الأحد (أ.ف.ب)

أمر قاض اتحادي، الجمعة، إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالترتيب لإعادة رجل من ولاية ماريلاند إلى الولايات المتحدة بعد ترحيله عن طريق الخطأ إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور.

وكانت سلطات الهجرة والجمارك الأميركية قد قامت بطرد كيلمار أبريجو غارسيا، الشهر الماضي، رغم صدور حكم من قاضي الهجرة عام 2019 يحميه من الترحيل إلى مسقط رأسه السلفادور، حيث يواجه اضطهاداً محتملاً من قبل العصابات المحلية.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية وخلفه مستشار الأمن القومي مايك والتز (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية وخلفه مستشار الأمن القومي مايك والتز (رويترز)

وجاء حكم القاضي بعد فترة وجيزة من مشاركة زوجة أبريجو غارسيا عشرات المؤيدين في تنظيم مسيرة للحث على إعادة زوجها بشكل فوري.

ولم تتحدث جينيفر فاسكيز سورا، وهي مواطنة أميركية، إلى أبريجو غارسيا منذ نقله جواً إلى مسقط رأسه السلفادور، الشهر الماضي، وسجنه.

وقالت خلال المسيرة في مركز مجتمعي في هياتسفيل بولاية ماريلاند: «إلى جميع الزوجات والأمهات والأطفال الذين يواجهون أيضاً هذا الانفصال القاسي، أقف معكم في رابطة الألم هذه».

وأضافت: «إنها رحلة لا ينبغي لأحد أن يعاني منها أبداً، إنه كابوس لا نهاية له».

وزير العدل والأمن العام السلفادوري هيكتور فيلاتورو يرافق وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم في أثناء إلقاء نظرة على السجناء في زنزانة تابعة لمركز احتجاز الإرهابيين في تيكولوكا (أ.ب)
وزير العدل والأمن العام السلفادوري هيكتور فيلاتورو يرافق وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم في أثناء إلقاء نظرة على السجناء في زنزانة تابعة لمركز احتجاز الإرهابيين في تيكولوكا (أ.ب)

وستنتقل حملة لم شمل الزوجين إلى قاعة محكمة في جرينبيلت بولاية ماريلاند، إحدى ضواحي واشنطن العاصمة.

ووصف البيت الأبيض، كيلمار أبريجو غارسيا (29 عاماً) بأنه عضو في عصابة «إم إس 13»، وأكد أن المحاكم الأميركية لا تتمتع بالاختصاص القضائي في هذه المسألة؛ لأن المواطن السلفادوري لم يعد موجوداً في الولايات المتحدة.

ولكن محامي أبريجو غارسيا ردوا على ذلك بأنه لا يوجد دليل على أنه كان عضواً في عصابة «إم إس 13».

ويستند الادعاء إلى مزاعم مخبر سري في عام 2019 بأن أبريجو غارسيا كان عضواً في فرع العصابة في نيويورك، التي لم يسبق له أبداً الإقامة بها.


مقالات ذات صلة

هل يكفي دعم ترمب لحماية وزير الدفاع؟

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع حكومته في البيت الأبيض بحضور وزير دفاعه بيت هيغسيث (أ.ب)

هل يكفي دعم ترمب لحماية وزير الدفاع؟

لا يزال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث «المثير للجدل»، يحظى بدعم الرئيس دونالد ترمب بمواجهة اتهامات بالتسريبات والأخطاء وقلة الاحترافية.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ البابا فرنسيس يلتقي الرئيس دونالد ترمب في الفاتيكان عام 2017 (أ.ب) play-circle

تاريخ متأرجح من الود والتوتر بينهما… هل سيشارك ترمب في جنازة البابا فرنسيس؟

قدم الرئيس دونالد ترمب تعازيه في وفاة البابا فرنسيس وأمر بتنكيس الأعلام الأميركية في جميع المباني الحكومية؛ حداداً على رحيل بابا الفاتيكان.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يمين) يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

ترمب بعد حديثه مع نتنياهو: نحن متفقان بشأن جميع القضايا

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء بخصوص ملفي التجارة وإيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب مرحباً بالرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي في البيت الأبيض (رويترز)

«دوج» تصل إلى الملفات الحساسة للمهاجرين في وزارة العدل

وصلت «دائرة الكفاءة الحكومية» إلى سجلات المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين لدى «العدل الأميركية»، بينما وصل وفد ديمقراطي للسلفادور مطالباً بإطلاق شخص رحّل بالخطأ.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

تقرير: ترمب يدرس منح 5 آلاف دولار للأمهات بعد الولادة لتحفيز الإنجاب

تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سبلًا لتشجيع مزيد من الأميركيين على الزواج وإنجاب الأطفال، بما في ذلك تخصيص مكافأة قدرها 5 آلاف دولار لكل أم جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل يكفي دعم ترمب لحماية وزير الدفاع؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع حكومته في البيت الأبيض بحضور وزير دفاعه بيت هيغسيث (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع حكومته في البيت الأبيض بحضور وزير دفاعه بيت هيغسيث (أ.ب)
TT
20

هل يكفي دعم ترمب لحماية وزير الدفاع؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع حكومته في البيت الأبيض بحضور وزير دفاعه بيت هيغسيث (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع حكومته في البيت الأبيض بحضور وزير دفاعه بيت هيغسيث (أ.ب)

حتى الآن، لا يزال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث «المثير للجدل»، يحظى بدعم الرئيس دونالد ترمب الذي أعلن أن وزير الدفاع «يُؤدي عملاً رائعاً». لكن تفكك دائرته الداخلية، وخصوصاً بعد إقالته أقرب المسؤولين الذين قام باختيارهم بنفسه، وانخراطه في حرب مفتوحة مع البنتاغون، حولت الوزارة إلى بؤرة من انعدام الثقة والاختلال، وأثارت التساؤلات عن كيفية عمل المؤسسة السياسية التي تقود أقوى جيش في العالم، في مواجهة أزمة قد تعرض الأمن القومي لأخطار مفاجئة.

أول مسؤول يتعرض للمساءلة

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث متحدثاً لوسائل الإعلام أمام البيت الأبيض للرد على الانتقادات الموجهة ضده الأحد الماضي (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث متحدثاً لوسائل الإعلام أمام البيت الأبيض للرد على الانتقادات الموجهة ضده الأحد الماضي (أ.ب)

هيغسيث الذي نجا من أقسى عملية مساءلة من الكونغرس خلال تثبيت تعيينه، وبعدما اختاره ترمب لقيادة عملية إصلاح جذرية لأكبر وأكثر الوكالات تعقيداً في الحكومة الأميركية، هو المسؤول الأول في إدارته الجديدة، الذي يجد نفسه في مواجهة اتهامات بالتسريبات والأخطاء، وقلة الاحترافية، وبردود فعل عنيفة من مساعديه أنفسهم.

يوم الاثنين، انتقد هيغسيث بشدة التقارير الجديدة التي تفيد بأنه شارك خططاً عسكرية حساسة في محادثة ثانية عبر تطبيق «سيغنال» مع زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي. وقبل أيام قليلة، أُقيل ثلاثة مسؤولين كبار في البنتاغون، من بينهم اثنان من أقرب مساعديه، بعد تحقيق في تسريبات مزعومة، ينفيها الثلاثة بشدة. وقال هيغسيث في احتفال عيد الفصح بالبيت الأبيض: «يا لها من مفاجأة كبيرة أن يُطرد بعض المسربين، وفجأة تخرج مجموعة من المقالات الهجومية من نفس وسائل الإعلام التي روّجت لخدعة روسيا». وأضاف، في استعادة لأسلوب ترمب وهو يستدير لينظر مباشرة إلى الكاميرا: «هذا ما تفعله وسائل الإعلام». وأضاف قائلاً: «يأخذون مصادر مجهولة من موظفين سابقين ساخطين، ثم يحاولون النيل من الناس وتشويه سمعتهم. لن أعمل معهم».

الجمهوريون متمسكون به

وهذا ما صرحت به كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» دفاعاً عن هيغسيث، قائلة: «هذا ما يحدث عندما يعمل البنتاغون بأكمله ضدك». ليندفع الجمهوريون بعدها للتمسك بهيغسيث، حيث شن أعضاء مجلس الشيوخ هجوماً على «المشككين»، متهمين وسائل الإعلام بالسعي لتدمير أجندة الرئيس ترمب. وقال تجمع الجمهوريين في مجلس الشيوخ في تغريدة على «إكس»: «تسعى وسائل الإعلام إلى تدمير كل من ينفذ أجندة الرئيس ترمب. ولهذا السبب، يحرصون بشدة على نشر قصص من موظفين سابقين مجهولين ساخطين في وزارة الدفاع».

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أمام مدخل البنتاغون في العاصمة واشنطن (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أمام مدخل البنتاغون في العاصمة واشنطن (أ.ب)

لكن المتحدث السابق باسم البنتاغون، جون أوليوت، أحد أشد الموالين لترمب، الذي استقال الأسبوع الماضي، لم يكن مصدراً مجهولاً. فقد كتب مقالة رأي علنية، اقترح فيها على الرئيس إقالة هيغسيث. وقال أوليوت، الذي كان من الداعمين المبكرين لهيغسيث، إن البنتاغون كان في «انهيار كامل» خلال الشهر الماضي، وأنه ينبغي توقع المزيد من التسريبات «القنبلة».

كما يجادل كبار المؤثرين في حركة «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً» بأن هيغسيث يتعرض لانتقادات لاذعة تحديداً لأنه كان فعالاً، مشيرين إلى ارتفاع معدلات التجنيد العسكري، وإلغاء برامج التنوع، وتراجع نفوذ «المحرضين على الحرب».

انتقادات ديمقراطية وجمهورية

ورد الديمقراطيون، وبعض الجمهوريين المعتدلين، بأنه تسبب في فضيحة بسبب مزيج من قلة الخبرة وسوء التقدير وثقافة الولاء على الكفاءة. ويُشيرون إلى طرح هيغسيث المُربك للسياسة الأميركية في أوكرانيا، وما يسمونه «فضيحة سيغنال»، ومحاولته تقديم إحاطة سرية للغاية لإيلون ماسك حول الصين، الأمر الذي أزعج ترمب نفسه وتدخل لمنعها، وكذلك عن مزاعم تعاطيه للمخدرات.

وقال النائب الجمهوري، دون بيكون، وهو أول جمهوري يدعو إلى إقالة هيغسيث، لصحيفة «بوليتيكو»: «أنا معجب به على قناة (فوكس). لكن هل لديه الخبرة الكافية لقيادة إحدى أكبر المنظمات في العالم؟ هذا مُقلق».

حتى الآن لا يزال الرئيس ترمب يُقاوم إقالة أي مسؤول في إدارته. لكن وسط صراعات سياسية داخلية، وإقالات مُتعددة، يتساءل عديد من المراقبين، عمّا إذا كان الرئيس قد يُجبر على التحرّك. ورغم ذلك، يرى البعض أن ترمب «دائماً ما يُعبّر عن دعمه لفريقه، حتى يُعلن عن إقالته في تغريدة في اليوم التالي».