الرياضة تُكافح الإرهاق الذهني لدى المسنّين

النشاط البدني يُسهم في تحسين جودة الحياة لدى كبار السنّ (جامعة برمنغهام)
النشاط البدني يُسهم في تحسين جودة الحياة لدى كبار السنّ (جامعة برمنغهام)
TT
20

الرياضة تُكافح الإرهاق الذهني لدى المسنّين

النشاط البدني يُسهم في تحسين جودة الحياة لدى كبار السنّ (جامعة برمنغهام)
النشاط البدني يُسهم في تحسين جودة الحياة لدى كبار السنّ (جامعة برمنغهام)

توصّلت دراسة بريطانية إلى أنّ كبار السنّ الذين يمارسون الرياضة بانتظام يتمتّعون بقدرة أفضل على مقاومة تأثيرات الإرهاق الذهني مقارنةً بنظرائهم الذين يعتمدون نمط حياة خاملاً.

وأوضح الباحثون من جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة، بالتعاون مع جامعة إكستريمادورا في إسبانيا، أنّ ممارسة الرياضة بشكل منتظم يمكن أن تكون استراتيجية فعالة لمكافحة آثار الشيخوخة، وتحسين الأداء العقلي والبدني، وتعزيز مقاومة الإرهاق الذهني، مما يُسهم في تحسين جودة الحياة لدى كبار السنّ. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Journal of Aging and Physical Activity».

والإرهاق الذهني هو حالة من التعب العقلي الناتج عن ضغوط نفسية أو عقلية، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير في الأداء الإدراكي والبدني لدى كبار السنّ.

ومع التقدّم في العمر، تزداد صعوبة التعامل مع الضغوط اليومية؛ مما يؤدّي إلى تراجع القدرة على التركيز، واتخاذ القرارات، وحلّ المشكلات.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر الإرهاق الذهني في الأداء البدني، مما يجعل كبار السنّ أقل قدرة على ممارسة الأنشطة اليومية والتمارين الرياضية. وتزداد هذه التأثيرات لدى الأفراد قليلي النشاط البدني، حيث يؤدّي نقص التمارين إلى تراجع اللياقة البدنية والعقلية معاً.

لتحليل تأثير الإرهاق الذهني على الأداء الإدراكي والبدني، أجرى الباحثون تجربتين ركزتا على دور النشاط البدني في الحد من هذه التأثيرات السلبية.

في التجربة الأولى، أظهرت النتائج أنّ الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاماً، ولا يمارسون الرياضة، سجّلوا أداءً أضعف في الاختبارات المعرفية والبدنية مقارنة بمن تتراوح أعمارهم بين 52 و64 عاماً، مع تفاقم هذه الفجوة عند تعرضهم للإرهاق الذهني.

أما في التجربة الثانية، التي شملت رجالاً ونساء متقاعدين تتراوح أعمارهم بين 66 و72 عاماً، فقد حقّق الأفراد النشطون بدنياً نتائج أفضل مقارنة بأقرانهم غير النشطين، سواء في حالة الراحة الذهنية أو الإرهاق.

ووفق الباحثين، تؤكد الدراسة الدور الحاسم للتمارين الرياضية في التخفيف من تأثيرات الإرهاق الذهني وتعزيز الأداء البدني والإدراكي لدى كبار السنّ؛ إذ لا تُحسّن اللياقة البدنية الصحة العامة فحسب، وإنما تزيد أيضاً من القدرة على مقاومة التعب الذهني وتحسين الوظائف الإدراكية والحركية.

وأشار الباحثون إلى أنّ الشيخوخة ونقص النشاط البدني يؤدّيان إلى تدهور الأداء في حالات التعب والاسترخاء، مما يؤكد أهمية تبنّي نمط حياة نشط للحفاظ على القدرات الذهنية والبدنية.

ويوصي الباحثون كبار السنّ باتّباع 3 استراتيجيات رئيسية، هي زيادة مستوى النشاط البدني بانتظام لتعزيز اللياقة البدنية والقدرات الذهنية، وإجراء تمارين إحماء تجمع بين النشاط البدني والمَهمّات العقلية، مما يساعد في تحسين الأداء البدني حتى عند الشعور بالإرهاق الذهني، بالإضافة إلى الاستفادة من تدريبات التحمّل الذهني التي تدمج التمارين العقلية والبدنية لتعزيز القدرة على مقاومة الإرهاق الذهني وتحسين الأداء العام.


مقالات ذات صلة

أميركا تتراجع عن وعدها بنشر نتائج دراسة تُحدّد أسباب التوحد

الولايات المتحدة​ وزير الصحة الأميركي روبرت إف. كيندي (أ.ف.ب)

أميركا تتراجع عن وعدها بنشر نتائج دراسة تُحدّد أسباب التوحد

أعلن مسؤول أميركي كبير، الثلاثاء، أنّ الولايات المتّحدة لن تنشر بحلول سبتمبر (أيلول) نتائج دراسة تُحدّد أسباب مرض التوحّد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الخضراوات مليئة بالألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن المعززة للصحة (أرشيفية)

الإكثار من البروتينات النباتية بدلاً من الحيوانية يطيل العمر

توصلت دراسة أسترالية إلى أن الدول التي تتزايد فيها معدلات تناول البروتينات من مصادر نباتية بدلاً من مصادر حيوانية، يطيل عمر سكانها.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك تلعب الخيارات الغذائية دوراً محورياً في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة بما في ذلك السرطان (رويترز)

4 فواكه تقلل من خطر إصابتك بسرطان القولون

يربط العلماء زيادة الإصابة بسرطان القولون بعوامل مثل السمنة، قلة النشاط البدني، والأنظمة الغذائية غير الصحية الغنية باللحوم المصنعة والفقيرة بالفواكه والخضروات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الفخر والاعتزاز بالأبناء يعزز الصحة النفسية للآباء (جامعة كاليفورنيا)

مشاعر الفخر بالأبناء تعزز الصحة النفسية للآباء

وجدت دراسة أميركية أن مشاعر الدهشة والفخر التي يشعر بها الآباء تجاه أبنائهم يمكن أن تُعزز بشكل كبير من الرفاهية النفسية للآباء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك يُنصح بإجراء كشط اللسان برفق مرة واحدة يومياً للبالغين للمساعدة في إزالة البكتيريا وتنقية النَّفَس (موقع عيادة دكتور ميتشيل- وسائل إعلام أميركية)

عادة غريبة في الفم قد تؤدي إلى مخاطر صحية على القلب

خلصت دراسات سابقة إلى أن كشط اللسان يمكن أن يُحسِّن حاسة التذوق؛ لكن المبالغة فيه قد تؤثر على صحة القلب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

​الصين تعلن عن أفراد طاقم جديد سيُرسَل إلى الفضاء غداً

رواد الفضاء تشين دونغ وتشين تشونغروي ووانغ جيه يلتقون بالصحافة قبل مهمة الفضاء «شنتشو - 20» المقبلة (رويترز)
رواد الفضاء تشين دونغ وتشين تشونغروي ووانغ جيه يلتقون بالصحافة قبل مهمة الفضاء «شنتشو - 20» المقبلة (رويترز)
TT
20

​الصين تعلن عن أفراد طاقم جديد سيُرسَل إلى الفضاء غداً

رواد الفضاء تشين دونغ وتشين تشونغروي ووانغ جيه يلتقون بالصحافة قبل مهمة الفضاء «شنتشو - 20» المقبلة (رويترز)
رواد الفضاء تشين دونغ وتشين تشونغروي ووانغ جيه يلتقون بالصحافة قبل مهمة الفضاء «شنتشو - 20» المقبلة (رويترز)

أعلنت الصين، الأربعاء، عن الطاقم الذي سيتوجّه إلى محطة تيانغونغ الفضائية هذا الأسبوع، وهي رحلة ستمثّل إنجازاً جديداً في إطار طموح بكين بإرسال مهمة مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030؛ وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

من المقرر أن تنطلق مهمة «شنتشو – 20» الخميس عند الساعة 17:17 بالتوقيت المحلي (9:17 بتوقيت غرينيتش) من موقع جيوغوان للإطلاق في شمال غربي البلاد، على ما أعلنت الأربعاء وكالة الفضاء الصينية المعنية بالمهمات المأهولة.

ويقود الطاقم تشين دونغ، وهو عقيد في الجيش يبلغ عمره 46 عاماً. ستكون هذه المهمة رحلته الثالثة إلى الفضاء بعد أن أصبح أول شخص صيني يمضي أكثر من 200 يوم في المدار عام 2022.

ويضم الطاقم أيضاً رائدي الفضاء تشين تشونغروي، وهو طيار سابق في القوات الجوية يبلغ 40 عاماً، ووانغ جيه (35 عاماً)، أول رائد فضاء من منغوليا الداخلية (شمال الصين). وستكون هذه أول مهمة فضائية لهما. وستستمر المهمة ستة أشهر.

وقال تشين دونغ في مؤتمر صحافي الأربعاء إنّ «هدفي هو مساعدة العضوين الجديدين على التقدّم»، مضيفاً: «سنسهم بذلك في بناء قطاع فضائي صيني قوي، وتعزيز قوتنا العلمية».

وأوضح تشو يا تشيانغ، وهو مسؤول مهم في مجال التكنولوجيا في وكالة الفضاء الصينية: «ستضع هذه المهمة أساساً تكنولوجياً أكثر صلابة لمهمة مأهولة إلى القمر ولمهام لاحقة».

وتمكن فريق من «وكالة الصحافة الفرنسية» من الوصول إلى موقع الإطلاق الأربعاء في إطار زيارة رسمية.

وثُبّت الصاروخ على قاعدته التي تحمل اللون الأزرق السماوي وسط مشهد صحراوي، في وجود أعلام وشعارات وطنية.

وكان عمّال يرتدون زياً لونه أزرق ينشطون حول الصاروخ، وسط ضجيج آلات.

موظفان يسيران بالقرب من منصة إطلاق صاروخ «شنتشو - 20» في الصين (إ.ب.أ)
موظفان يسيران بالقرب من منصة إطلاق صاروخ «شنتشو - 20» في الصين (إ.ب.أ)

تنافس تكنولوجي

أعطى الرئيس الصيني شي جينبينغ دفعة قوية لـ«الحلم الفضائي» الصيني، الذي يهدف إلى إرسال طاقم صيني إلى القمر بحلول عام 2030، ثم بناء قاعدة قمرية هناك.

ضخت الصين مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي محاولة مواكبة الولايات المتحدة وروسيا، مما أدى إلى تعزيز هدفها بأن تصبح القوة التكنولوجية الأعظم في العالم.

ورغم التطورات التي تتم بوتيرة «مذهلة»، فإن الصين لا تزال «متأخرة عن الولايات المتحدة»، بحسب مارك جوليان، مدير مركز آسيا في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية IFRI.

وقال الخبير إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «قد يمنح بكين بعض المزايا من خلال خفض الميزانيات المخصصة للأبحاث، وبعض البرامج الفضائية الأميركية».

ومحطة تيانغونغ، أبرز جانب في البرنامج الفضائي الصيني، وأُطلقت وحدتها المركزية عام 2021، مجهزة بفرق مؤلفة من ثلاثة رواد فضاء يتم استبدالهم كل ستة أشهر.

ومن المقرر أن تنتهي المهمة السابقة «شنتشو - 19» في 29 أبريل (نيسان).

امرأة تلتقط صورة بالقرب من مركبة الفضاء «شنتشو - 20» (أ.ب)
امرأة تلتقط صورة بالقرب من مركبة الفضاء «شنتشو - 20» (أ.ب)

رائد فضاء أجنبي

سيواصل الفريق الجديد إجراء تجارب في الفيزياء وعلوم الحياة، وسيتولى تثبيت أجهزة حماية من الحطام الفضائي.

وللمرة الأولى، ستحمل المركبة عدّة ديدان مسطحة مائية معروفة بقدرتها على التجدد.

وقال لين شي تشيانغ إن «النتائج يمكن أن تساعد في حل المشاكل المتعلقة بالإصابات التي يتعرض لها الأشخاص في الفضاء».

وقد جرى استبعاد الصين من محطة الفضاء الدولية منذ عام 2011، عندما منعت الولايات المتحدة وكالتها الفضائية (ناسا) من التعاون مع بكين.

وتسعى بكين مُذاك إلى إشراك دول أخرى في برنامجها الفضائي.

وفي فبراير (شباط)، وقّعت الصين وباكستان اتفاقاً يمهد الطريق لإرسال أول رائد فضاء أجنبي إلى محطة تيانغونغ الفضائية.

وأكدت وكالة الفضاء الصينية، الأربعاء، أنّ في نهاية هذه العملية: «سيتم اختيار رائدي فضاء باكستانيين للمجيء إلى الصين وتلقي تدريبات».