رئيس كوريا الجنوبية المعزول معتذرًا للشعب: لم أكن على قدر التوقعات

الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضر محاكمة عزله في المحكمة الدستورية في سيول، كوريا الجنوبية 21 يناير 2025 (أ.ب)
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضر محاكمة عزله في المحكمة الدستورية في سيول، كوريا الجنوبية 21 يناير 2025 (أ.ب)
TT
20

رئيس كوريا الجنوبية المعزول معتذرًا للشعب: لم أكن على قدر التوقعات

الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضر محاكمة عزله في المحكمة الدستورية في سيول، كوريا الجنوبية 21 يناير 2025 (أ.ب)
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضر محاكمة عزله في المحكمة الدستورية في سيول، كوريا الجنوبية 21 يناير 2025 (أ.ب)

قدّم الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول، اليوم (الجمعة)، اعتذاراً لأنه لم يكن على قدر توقعات الشعب.

وقال يون في رسالة عبر محاميه: «أعتذر بشدة وأشعر بالأسف لأنني لم أكن على قدر توقعاتكم».

وأضاف: «سأدعو دائماً من أجل جمهورية كوريا والجميع»، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

عزلت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية، الجمعة، الرئيس يون سوك يول، مؤيدة بذلك مقترحاً برلمانياً لعزله بسبب فرضه الأحكام العرفية لفترة لم تدم طويلاً، العام الماضي، في إجراء أشعل فتيل أسوأ أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ عقود. وينهي هذا الحكم شهوراً من الاضطرابات السياسية التي ألقت بظلالها على الجهود المبذولة للتعامل مع الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، في وقت يشهد تباطؤاً في النمو في رابع أكبر اقتصاد في آسيا.

وبعزل يون، سيتعين إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوماً، وفقاً لما ينص عليه دستور البلاد. وسيواصل رئيس الوزراء هان دوك - سو القيام بمهام الرئيس حتى تنصيب الرئيس الجديد. وقال القائم بأعمال رئيس المحكمة مون هيونغ - بيه إن يون انتهك واجبه كرئيس عندما أعلن الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، وتصرف بما تجاوز الصلاحيات الممنوحة له بموجب الدستور، ووصف أفعاله بأنها «تحد خطير للديمقراطية».

وأضاف: «لقد ارتكب (يون) خيانة جسيمة لثقة الشعب صاحب السيادة في الجمهورية الديمقراطية»، وذكر أن إعلان يون للأحكام العرفية تسبب في فوضى في جميع نواحي المجتمع والاقتصاد والسياسة الخارجية.

أنصار الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يتفاعلون قبل الإعلان عن حكم المحكمة الدستورية بشأن عزل يون خارج المقر الرئاسي في سيول، 4 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
أنصار الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يتفاعلون قبل الإعلان عن حكم المحكمة الدستورية بشأن عزل يون خارج المقر الرئاسي في سيول، 4 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

المعارضة ترحّب

وانفجرت الصيحات من آلاف المشاركين في مظاهرة تطالب بعزل يون لدى سماعهم الحكم، ورددوا هتافات: «لقد انتصرنا»!

ورحّب زعيم المعارضة الكورية الجنوبية لي جاي - ميونغ، الجمعة، بقرار المحكمة الدستورية عزل الرئيس يون سوك يول، متهماً إياه بـ«تهديد الشعب والديمقراطية». وقال لي، وهو المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها في غضون 60 يوماً، للصحافة: «لقد تم عزل الرئيس السابق يون سوك يول الذي دمّر الدستور وهدد الشعب والديمقراطية».

وفي المقابل، كان رد فعل أنصار يون الذين تجمعوا بالقرب من مقر إقامته الرسمي غاضباً. وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أنه جرى إلقاء القبض على أحد المتظاهرين بعدما حطم نافذة حافلة للشرطة. وقدم كوون يونغ - سيه الزعيم المؤقت لحزب سلطة الشعب الحاكم الذي ينتمي إليه يون اعتذاراً للشعب، وقال إن الحزب يتقبل باحترام حكم المحكمة وتعهَّد بالعمل مع القائم بأعمال الرئيس لتحقيق الاستقرار في البلاد.

وقال القائم بأعمال الرئيس هان دوك - سو بعد صدور الحكم إنه سيبذل قصارى جهده لضمان إجراء انتخابات رئاسية بشكل منظم وسلمي. ويواجه يون البالغ من العمر 64 عاما محاكمة جنائية بتهم تتعلق بالعصيان.

وأصبح يون أول رئيس كوري جنوبي يتم اعتقاله، وهو في منصبه، في 15 يناير (كانون الثاني)، قبل أن يتم إطلاق سراحه في مارس (آذار)، بعد أن ألغت المحكمة مذكرة اعتقاله. واندلعت الأزمة إثر إعلان يون الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، والتي قال إنها كانت ضرورية لاجتثاث العناصر «المناهضة للدولة»، وللتصدي لما اعتبرها إساءة استغلال الحزب الديمقراطي المعارض لأغلبيته البرلمانية.

وألغى يون المرسوم بعد 6 ساعات، بعد أن تصدى المشرعون لجهود قوات الأمن لإغلاق البرلمان وصوتوا لصالح رفض الأحكام العرفية.


مقالات ذات صلة

اثنان من الكرادلة يلغيان مشاركتهما في انتخاب البابا الجديد بسبب المرض

العالم كرادلة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بعد وفاة البابا فرنسيس 22 أبريل 2025 (رويترز)

اثنان من الكرادلة يلغيان مشاركتهما في انتخاب البابا الجديد بسبب المرض

ألغى اثنان من الكرادلة يحق لهما التصويت في الانتخابات المقبلة لاختيار بابا جديد مشاركتهما في المجمع السري لانتخاب البابا.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع حكومته في البيت الأبيض بحضور وزير دفاعه بيت هيغسيث (أ.ب)

هل يكفي دعم ترمب لحماية وزير الدفاع؟

لا يزال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث «المثير للجدل»، يحظى بدعم الرئيس دونالد ترمب بمواجهة اتهامات بالتسريبات والأخطاء وقلة الاحترافية.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين خلال احتفال البيت الأبيض بعيد الفصح في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بواشنطن في 21 أبريل 2025 (أ.ب)

ترمب: الاجتماعات بشأن إيران وأوكرانيا وروسيا «جيدة»

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إن الاجتماعات التي عقدتها وفود أميركية بغية التوصل إلى اتفاقات بشأن إيران وأوكرانيا وروسيا كانت جيدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي البابا فرنسيس يلوّح بيده للمؤمنين خلال مقابلته العامة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان 20 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ) play-circle

البابا فرنسيس... وقفات تاريخية داعمة للفلسطينيين ونداءات أخيرة لإنهاء الحرب في غزة

مع وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الاثنين، يستذكر العالم صوتاً حاضراً دائماً للدفاع عن قضايا العالم الأكثر إلحاحاً، وإحدى أبرزها موقفه من القضية الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
آسيا رئيس الوزراء فيليتي تيو (الثاني إلى اليمين) وكبار الشخصيات يحتفلون بتركيب أجهزة الصراف الآلي في توفالو (حساب رئيس الوزراء الرسمي بـ«فيسبوك»)

دولة نائية في المحيط الهادئ تحصل على ماكينات صراف آلي لأول مرة

كشفت دولة توفالو عن أول أجهزة صراف آلي تصل لها، وعدّته «إنجازاً عظيماً» و«تحولاً مهماً».

«الشرق الأوسط» (توفالو)

إغلاق تام في كشمير الهندية بعد هجوم دامٍ استهدف سائحين

شرطي هندي يحرس وسط المدينة في أثناء إغلاقها بعد مقتل سياح في سريناغار بكشمير الهندية (أ.ب)
شرطي هندي يحرس وسط المدينة في أثناء إغلاقها بعد مقتل سياح في سريناغار بكشمير الهندية (أ.ب)
TT
20

إغلاق تام في كشمير الهندية بعد هجوم دامٍ استهدف سائحين

شرطي هندي يحرس وسط المدينة في أثناء إغلاقها بعد مقتل سياح في سريناغار بكشمير الهندية (أ.ب)
شرطي هندي يحرس وسط المدينة في أثناء إغلاقها بعد مقتل سياح في سريناغار بكشمير الهندية (أ.ب)

تشهد مدينتا كشمير وجامو الهنديتان فرض إغلاق كامل، احتجاجاً على الهجوم الذي شنّه مسلحون على سياح في منطقة بايساران الواقعة ببلدة باهالغام في جامو وكشمير، أمس الثلاثاء. وأفادت صحيفة «ذا إنديان إكسبريس»، اليوم (الأربعاء)، بأن الهجوم «الوحشي» أسفر عن مقتل 26 شخصاً على الأقل -معظمهم من السياح- وإصابة عدد آخر.

ظلّت المحلات والمؤسسات التجارية ومحطات الوقود مغلقة في سريناغار وأجزاء أخرى من وادي كشمير (أ.ب)
ظلّت المحلات والمؤسسات التجارية ومحطات الوقود مغلقة في سريناغار وأجزاء أخرى من وادي كشمير (أ.ب)

ويُعد الإغلاق أول احتجاج من نوعه تشهده منطقة وادي كشمير، إثر «هجوم إرهابي» منذ 35 عاماً، حسب الصحيفة الهندية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وظلّت المحال والمؤسسات التجارية ومحطات الوقود مغلقة في سريناغار وأجزاء أخرى من وادي كشمير. كما كان هناك عدد قليل جداً من وسائل النقل العام، رغم سير سيارات خاصة على الطرق. وفي حين أغلقت المدارس الخاصة ظلّت المدارس الحكومية مفتوحة.

عناصر من الجيش تمر أمام المحلات التجارية المغلقة في كشمير الهندية (د.ب.أ)
عناصر من الجيش تمر أمام المحلات التجارية المغلقة في كشمير الهندية (د.ب.أ)

ودعا عدد من الجماعات الهندية إلى تنظيم الإضراب، من بينها غرفة التجارة والصناعة في كشمير، واتحاد التجار والمصنعين في كشمير، ومفتي جامو وكشمير الأكبر، ناصر الإسلام.

وقع الهجوم، أمس الثلاثاء، في باهالغام، وهي مقصد سياحي شهير في الإقليم الخلاب الواقع في منطقة جبال الهيمالايا الذي شهد انتعاشاً في السياحة مع تراجع عنف المتمردين خلال السنوات القليلة الماضية.

ويُعد هذا أسوأ هجوم على المدنيين في الهند منذ إطلاق النار في مومباي عام 2008 الذي أسفر عن مقتل أكثر من 160 شخصاً، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

مركبات الجيش الهندي في شوارع كشمير (أ.ب)
مركبات الجيش الهندي في شوارع كشمير (أ.ب)

وقطع رئيس الوزراء ناريندرا مودي زيارته إلى السعودية، وعاد إلى نيودلهي صباح اليوم الأربعاء. كما قالت وزارة المالية إن الوزيرة نيرمالا سيتارامن قطعت زيارتها إلى الولايات المتحدة وبيرو، «لمؤازرة شعبنا في هذا الوقت العصيب والحزين».

وقالت الشرطة إن الهجوم وقع في مرج خارج الطريق، وإن القتلى هم 25 هندياً ونيبالي.

وأعلنت جماعة مسلحة غير معروفة، تُدعى «مقاومة كشمير»، مسؤوليتها عن الهجوم في رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي. وعبرت الجماعة في رسالتها عن استيائها من توطين أكثر من 85 ألف «أجنبي» في المنطقة، مما يُحدث «تغييراً في التركيبة السكانية».

عناصر الأمن يتفقدون موقع الحادث على بُعد نحو 90 كيلومتراً من سريناغار (أ.ف.ب)
عناصر الأمن يتفقدون موقع الحادث على بُعد نحو 90 كيلومتراً من سريناغار (أ.ف.ب)

ودعت أكثر من 10 منظمات محلية، اليوم (الأربعاء)، إلى إغلاق في المنطقة احتجاجاً على مهاجمة السياح، الذين ساعدت أعدادهم المتزايدة الاقتصاد المحلي.

كما علّقت مدارس عديدة الدراسة لمدة يوم تعبيراً عن الاحتجاج.

وقال مسؤولون إن شركات الطيران تعمل على تسيير رحلات إضافية من سريناغار، العاصمة الصيفية للمنطقة، مع رحيل الزوار.

أفراد الأمن يقومون بدورية في سوق مهجورة بمركبة مدرعة في مدينة كشمير (أ.ب)
أفراد الأمن يقومون بدورية في سوق مهجورة بمركبة مدرعة في مدينة كشمير (أ.ب)

وتشهد المنطقة الواقعة في جبال الهيمالايا وتتقاسم الهند وباكستان السيطرة عليها وتطالب كل منهما بها بالكامل، أعمال عنف منذ اندلاع تمرد مناهض لنيودلهي في عام 1989. وقُتل عشرات الآلاف خلال وقائع العنف التي تراجعت حدتها في السنوات القليلة الماضية.

وألغت الهند الوضع الخاص لكشمير عام 2019، مقسمة الولاية إلى منطقتين خاضعتين للإدارة الاتحادية هما جامو وكشمير، ولاداخ. وسمحت هذه الخطوة للسلطات المحلية بمنح الأجانب حقوق الإقامة، ما أتاح لهم الحصول على وظائف وشراء أراضٍ في المنطقة.

والهجمات التي تستهدف السياح في كشمير نادرة. ووقع آخر هجوم كبير في المنطقة في يونيو (حزيران) حينما هاجم مسلحون حافلة تقل زواراً من الهندوس؛ مما أدى إلى سقوطها في وادٍ عميق ومقتل ما لا يقل عن 9 ركاب وإصابة 33.