لبنانيان يركضان 250 كيلومتراً في صحراء المغرب لإنقاذ مُحارِب سرطان

غسان حجار وسيرج تشوبوريان يخوضان بإنسانية أصعب السباقات

اختبار للحياة تجرؤ عليه قلّة فقط (سيرج تشوبوريان من اليمين وغسان حجار)
اختبار للحياة تجرؤ عليه قلّة فقط (سيرج تشوبوريان من اليمين وغسان حجار)
TT
20

لبنانيان يركضان 250 كيلومتراً في صحراء المغرب لإنقاذ مُحارِب سرطان

اختبار للحياة تجرؤ عليه قلّة فقط (سيرج تشوبوريان من اليمين وغسان حجار)
اختبار للحياة تجرؤ عليه قلّة فقط (سيرج تشوبوريان من اليمين وغسان حجار)

غسان حجار وسيرج تشوبوريان رياضيان من لبنان يُشاركان في سباق لا يُشبه ما يخطُر على البال، بوسط صحراء المغرب. قواعده تفرض اجتياز مسافة 250 كيلومتراً خلال 6 أيام تُقسَم على ما مجموعه 100 كيلومتر في الأيام الـ3 الأولى، وفي الرابع نحو 85، والخامس مسافة ماراثون، 42 كيلومتراً، قبل الختام بما تبقّى ومسافته نحو 21 كيلومتراً. الأصعب ليست المسافات، وهي في الصحراء وبين الرمال المتوهّجة تتراءى بلا نهاية؛ وإنما اختبار التحمُّل لهدف يتجاوز الرياضة إلى الإنسان.

غسان حجار وسيرج تشوبوريان يختبران التحمُّل لهدف يتجاوز الرياضة إلى الإنسان (بوستر الحملة)
غسان حجار وسيرج تشوبوريان يختبران التحمُّل لهدف يتجاوز الرياضة إلى الإنسان (بوستر الحملة)

الحدث هو «ماراثون الرمال» (Marathon Des Sables)؛ يُقام سنوياً في المغرب بمشاركة جنسيات العالم. كانت دورته الـ49 هذه لتكون الـ50 لولا مزاج الوباء. وتحت حرارة تُنذر بالقسوة غير آبهةٍ بلطافة الربيع، يعبُر المُغامران تشكيلات الرمال وتلالها بدءاً من الأحد، وعلى أكتافهما أوزان هي شرطٌ وضرورة للالتحاق بالسباق؛ لا مجال من دونها لإدراك المعنى خلف التحمُّل، والعبرة وراء الشقاء.

يصعُب أحياناً تصوُّر الاستطاعة البشرية على هذا الشكل. فالمرء غالباً يُفضّل الخيار الأسهل، وأن يمضي العُمر في مساحته الآمنة. هما العكس. وكلاهما تجاوز الـ55 عاماً، مع إصرار على ألا تحدّهما سنّ، ولا مخاوف، ولا تثنيهما ضغوط من نوع الحرارة، والوزن، والمسافة، والتهام طعام مجفّف يُخلَط بالماء الساخن ليتحوّل وجبة سائلة، طوال 6 أيام. ذلك الصعب يجد ما يُهوّنه حين تبلغ الإرادة الإنسانية قمةً ما. وفي أقاصي هذا الإصرار، لا يهمُّ العُمر، فلا يُختَصر الإنسان بسنواته، وما يظنُّ أنه يُكبّله. ينطلق كما يفعلان، نحو أحلام ستظلُّ ممكنة، وإنجازات بطعمِ الإلهام العظيم.

تحت الحرارة يعبُر المُغامران رمال الصحراء بدءاً من الأحد (غسان حجار وسيرج تشوبوريان)
تحت الحرارة يعبُر المُغامران رمال الصحراء بدءاً من الأحد (غسان حجار وسيرج تشوبوريان)

وحين يلتقيان «الشرق الأوسط»، نلمح تراجُع انطباع الشَيْب أمام صلابة العزيمة، كأنّ الشباب أبديّ. يُجيب غسان حجار على سؤال «لماذا كلّ هذا؟» بعبارة المُغامِرين المفضّلة: «لأنها الشَعْطة!»، وتعني الجنون المبدع، والخروج على المألوف. قبل 10 سنوات، عام 2015، عَبَر كيلومترات الصحراء المغربية مُشاركاً في هذا السباق الكبير للمرة الأولى، وظلَّ يشتهي استعادة التجربة. يقول إنّ مغامرات من هذا الصنف تُدغدغ عدّائين، لكنّ الرغبة لا تتحوّل دائماً إلى واقع. وبين الحلم والخطوة، تفصُل مسافةٌ، أو «وديان» بتعبير غسان حجار، فلا يُقدِم إلا الشجعان؛ عشّاق العذابات الشهية.

وسيرج تشوبوريان بدأ الركض في عقد العُمر الثالث، مدفوعاً بزيادةٍ في الوزن فرضت إيجاد حلّ. وبعد الماراثون الأول، شَعَر بإمكان الذهاب لأبعد. يُخبر أنّ تقريراً عرضته «يورو نيوز» عن «ماراثون الرمال» المغربي استمال مخيّلته: «رغبتُ في التحدّي. أولاً ضدّ نفسي». تحدّي النفس شاق. مرات، يؤجّل الإنسان ما قد يُغيّر «استرخاءه»، ويشعر بحِمْل المحاولة قبل خوضها. ولما كان في الـ47، قبل 10 سنوات، خشي غسان حجار أنّ القطار قد فات. ثم حوَّل التردُّد فرصةً لإثبات العكس؛ واليوم، بعد عقد، «يحتفل» مع صديق المشوار بخوض الصعوبة ذاتها، ولذة إلقاء النفس في «المهوار»، بتعبير سيرج تشوبوريان، بما تعنيه هذه المفردة اللبنانية، في سياقها هذا، من اختبار للحياة تجرؤ عليه قلّة فقط.

لم يأبه المُغامِران إلى أنْ يغمرهما الضوء لولا الهدف الإنساني (غسان حجار وسيرج تشوبوريان)
لم يأبه المُغامِران إلى أنْ يغمرهما الضوء لولا الهدف الإنساني (غسان حجار وسيرج تشوبوريان)

ولم يأبه المُغامِران إلى أنْ يغمرهما الضوء، لولا الهدف الإنساني. لكانت «الهيصة» اقتصرت على العائلة وبعض الأحبّة. إجراؤهما الحوار سببه طرفٌ ثالث. حتى إنّ سيرج تشوبوريان لا يقيس مسافاته الرياضية بارتداء ساعة ذكية. يحتفظ الرجلان بالإنجاز لنفسَيْهما.

قبل 10 سنوات عَبَر كيلومترات الصحراء المغربية مُشاركاً في السباق للمرة الأولى (غسان حجار)
قبل 10 سنوات عَبَر كيلومترات الصحراء المغربية مُشاركاً في السباق للمرة الأولى (غسان حجار)

هذه حكاية مختلفة. فهما يركضان تلك المسافات الرهيبة من أجل شاب يُحارب السرطان، ويتحمّل الوجع بعناد. اسمه علي معركش، لبناني عمره 14 عاماً. تعرَّف إليه غسان حجار وسيرج تشوبوريان عبر جمعية «تشانس» المعنية بدعم هؤلاء الأبطال. وحين التقى الثلاثة في المستشفى، تأكدوا أنّ البطولة ليست دائماً أرقاماً وميداليات، وإنما تحمُّل وصبر. والبطولة ألا تُقتل الأحلام قبل أوانها. ولا يُقتل أيُّ أمل. وأن تتحقّق عدالة ما، فلا يموت صغار من مرض لتعذّر تكاليف العلاج، أو يُحرَمون السكينة لاشتداد الألم بما لا يُطاق.

الرجلان أبوان؛ يُدركان شعور أن يكون للمرء ولد مُهدَّد بالرحيل. تُرعبهما مرارة احتمال الفراق. ذلك يدفعهما لبلوغ خطّ النهاية مهما كلَّفهما من تعب وأوجاع. يقول سيرج: «سنُكمل إنْ أُصبنا أو حدث أيُّ طارئ. ليس لنكون البطلَيْن، وإنما من أجل علي وحقّه في الشفاء».

تحت الحرارة يعبُر المُغامران رمال الصحراء بدءاً من الأحد (غسان حجار وسيرج تشوبوريان)
تحت الحرارة يعبُر المُغامران رمال الصحراء بدءاً من الأحد (غسان حجار وسيرج تشوبوريان)

يتحمّل علي معركش سرطان الدم القاسي، وما هو أقسى: ارتباط الأمل بالمال. فمن خلال حملة تبرّع يخوضها الرياضيان اللبنانيان مع جمعية «تشانس»، يُراد مبلغٌ مُنقِذ يسدد فواتير الاستشفاء، والدواء. يُشارك غسان حجار وسيرج تشوبوريان المريض علي شيئاً من هذا التحمُّل بعبور المسافة الهائلة تحت شمس أبريل التي ما عادت رحيمة. يدعوان للتعاطف مع المراهق المُواجِه للسرطان، فلا يُقال على الطريقة اللبنانية: «شو وقفت عليِّ؟!». يركضان في أصعب الظروف لجَمع 50 ألف دولار، «وكل دولار يُعزّز احتمال النجاة». يذكّران بأنهما تكفّلا بجميع مصاريفهما بشكل فردي، ولن يجنيا أيّ عائد مادي من الحملة؛ فدورهما إيصال الرسالة فقط. يركضان بإنسانيتهما قبل الأقدام.


مقالات ذات صلة

في «أوكسفورد»... شربوا من كأس مصنوعة من جمجمة بشرية

يوميات الشرق الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)

في «أوكسفورد»... شربوا من كأس مصنوعة من جمجمة بشرية

يكشف كتابٌ جديدٌ عن الاستخدام الطويل لكأس في كلية وورسيستر، ما يضيء على التاريخ الاستعماري العنيف المُرتبط بالرفات البشرية المنهوبة، وفق البروفيسور دان هيكس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أوقفت نقابة الأطباء الطبيب العامل بمستشفى قصر العيني (جامعة القاهرة)

«تدوينة غزل» تثير أزمة بين «الأطباء» و«التمريض» في مصر

قررت النقابة العامة للأطباء إحالة استشاري جراحة المخ والأعصاب بكلية طب «قصر العيني» إلى التحقيق على خلفية تدوينة كتبها عبر حسابه على «فيسبوك» اعتبرت مسيئة.

أحمد عدلي (القاهرة )
الخليج كمية كبيرة من المخدرات ضبطتها سابقاً السلطات الكويتية (كونا)

قانون مقترح في الكويت يلوّح بـ«الإعدام» في قضايا المخدرات

كشفت مسودة التعديلات التي أجرتها لجنة حكومية لتعديل قانون مكافحة المخدرات عن اقتراح عقوبات صارمة تصل للإعدام بحق المتاجرين بالمخدرات.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
يوميات الشرق مصورون يقفون خلف الحواجز في عزاء سليمان عيد (الشرق الأوسط)

مصر: حفيد فريد شوقي يعيد الجدل بشأن «تصوير جنازات» الفنانين

اشتبك الفنان محمد السباعي مع عدد من الصحافيين المصريين على خلفية نشره صورة لمصورين خلال عزاء الفنان الراحل سليمان عيد.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)

أزمة تصوير جنازات الفنانين تعود إلى الواجهة في مصر

عادت أزمة تصوير جنازات الفنانين إلى الواجهة بمصر مجدداً، بعد تزاحم عدد كبير من المصورين بالهواتف المحمولة خلال تشييع جنازة الفنان المصري سليمان عيد، الجمعة.

داليا ماهر (القاهرة)

ختام لامع لـ«أفلام السعودية» بتتويج 7 بجوائز «النخلة الذهبية»

لقطة جماعية للفائزين والمكرمين في المهرجان (الشرق الأوسط)
لقطة جماعية للفائزين والمكرمين في المهرجان (الشرق الأوسط)
TT
20

ختام لامع لـ«أفلام السعودية» بتتويج 7 بجوائز «النخلة الذهبية»

لقطة جماعية للفائزين والمكرمين في المهرجان (الشرق الأوسط)
لقطة جماعية للفائزين والمكرمين في المهرجان (الشرق الأوسط)

بين تصفيق الجمهور وبريق الفن السابع، أنهى مهرجان أفلام السعودية دورته الحادية عشرة، بحفل مبهر احتضنه مسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، مساء الأربعاء، وشهد تتويج 7 أفلام بجوائز «النخلة الذهبية»، وسط حضور لافت من صناع الأفلام والنقاد والجمهور، الذين جمعهم المهرجان على مدى سبعة أيام، في دورة جاءت مليئة بالفعاليات السينمائية، بتنظيم من جمعية السينما، بالشراكة مع مركز إثراء، وبدعم من هيئة الأفلام.

خالد صقر وعائشة كاي خلال تقديم حفل الختام (الشرق الأوسط)
خالد صقر وعائشة كاي خلال تقديم حفل الختام (الشرق الأوسط)

الأفلام الطويلة

في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، اختطف فيلم «سلمى وقمر» للمخرجة عهد كامل، النخلة الذهبية لأفضل فيلم، بعد منافسة جمعت إلى جانبه فيلمي «هوبال» للمخرج عبد العزيز الشلاحي، و«سوار» للمخرج أسامة الخريجي. بينما رشّحت لجنة التحكيم رولا دخيل الله وفهيد اليامي لجائزة أفضل تمثيل، وحسمها الممثل مشعل المطيري بأدائه اللافت. ونال الفيلم العراقي «أناشيد آدم» للمخرج عدي رشيد جائزة أفضل فيلم روائي خليجي طويل، في حين حصلت أفلام: «هوبال»، و«سوار»، و«ثقوب» على تنويه خاص من لجنة التحكيم، تثميناً لما قدمته من رؤى بصرية ودرامية متقدمة.

مشعل المطيري يفوز بجائزة النخلة الذهبية لأفضل ممثل (الشرق الأوسط)
مشعل المطيري يفوز بجائزة النخلة الذهبية لأفضل ممثل (الشرق الأوسط)

الأفلام القصيرة والوثائقية

وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، احتدم التنافس بين ثلاثة أعمال هي: «أختين» لوليد القحطاني، و«انصراف» لجواهر العامري، و«ميرا ميرا ميرا» لخالد زيدان. وقد فاز الأخير بالنخلة الذهبية، في عمل يؤكد حضوره كمخرج يزاوج بين الحِرفية والخيال. أما جائزة عبد الله المحيسن للفيلم الأول، فذهبت إلى «شرشورة» للمخرج أحمد النصر، متقدماً على فيلمي «علكة» لبلال البدر، و«يوم سعيد» لمحمد الزوعري. في حين نال فيلم «وهم» لعيسى الصبحي جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم روائي خليجي قصير، ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لفيلم «انصراف».

عمر فاروق يتسلم جائزة أفضل فيلم خليجي وثائقي (الشرق الأوسط)
عمر فاروق يتسلم جائزة أفضل فيلم خليجي وثائقي (الشرق الأوسط)

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، تُوج فيلم «عثمان في الفاتيكان» للمخرج ياسر بن غانم بجائزة النخلة الذهبية، بعد منافسة مع فيلمي «دينمو السوق» و«سارح». أما جائزة جبل طويق لأفضل فيلم عن مدينة سعودية، فذهبت إلى فيلم «قرن المنازل» للمخرج مشعل الثبيتي. وفي فئة الفيلم الوثائقي الخليجي، فاز فيلم «الجانب المظلم من اليابان» للمخرج عمر فاروق، فيما منحت لجنة التحكيم تنويهين خاصين لفيلمي «دينمو السوق» و«عين السبعين».

مدير المهرجان أحمد الملا خلال ألقاء كلمته في حفل الختام (الشرق الأوسط)
مدير المهرجان أحمد الملا خلال ألقاء كلمته في حفل الختام (الشرق الأوسط)

وفي الحفل الختامي ألقى مدير المهرجان الشاعر أحمد الملا كلمة خاطب من خلالها جمهور السينما قائلاً: «جئتم محمّلين بالحكايا والأحلام، وفي قليل من الوقت، وبكثير من الإيمان... سمعنا قصصاً تُرى وتُروى. كل عام، تؤثثون هذا البيت بدفء قلوبكم وأرواحكم المبدعة. فيلمنا بلا نهاية، ولم يُصوّر بعد... عيدٌ بنيناه معاً، وبكم يكتمل».

سوق الإنتاج

من ناحية أخرى، اختتمت سوق الإنتاج فعالياتها بتوزيع 40 جائزة مقدّمة من 16 جهة مانحة، تجاوزت قيمتها الإجمالية 2.557.500 مليار ريال سعودي، موزعة على مشاريع سينمائية سعودية وخليجية في مراحل التطوير والإنتاج. وقد حصل فيلم «جثمان أخضر» على جائزة أكاديمية «MBC» ومنصة «شاهد» بقيمة 150 ألف ريال، تلاه «سالم غانم»، و«من ذاكرة الغرب: حادثة الحرم». ونالت أفلام «سيكل»، و«تحت العباية»، و«الغُمرة»، و«ما بين الحدود» دعماً متنوعاً من شركات مثل: «THE ART DIRECTION»، و«EQEW»، و«كُليمات»، و«ASWAT»، و«DTS Studios»، و«Unison Studio». كما شملت الجوائز دعماً في مجالات التأليف الموسيقي، وخدمات التصوير، والصوت، والتسويق، مما جعل السوق منصة فعالة لدعم المشاريع وصناعة فرص التعاون المهني.

كانت الدورة الحادية عشرة من المهرجان قد انطلقت هذا العام تحت شعار «قصص تُرى وتُروى»، واختارت محور «سينما الهوية» محركاً برامجياً أساسياً، حيث عالجت كثيرٌ من الأفلام المشاركة موضوعات الذاكرة والانتماء والمكان، من زوايا شخصية، واجتماعية، وجمالية. وقد اتّسمت اختيارات العروض بثراء سردي، وجدل بصري بين الواقع والتخييل، مما أضفى على البرنامج بُعداً فكرياً متماسكاً.