مع زيارة نتنياهو لبودابست... المجر تنسحب من «الجنائية الدولية»

المجر تنسحب من «الجنائية الدولية»... ونتنياهو يشكر أوربان على قراره
0 seconds of 1 minute, 5 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:05
01:05
 
TT
20

مع زيارة نتنياهو لبودابست... المجر تنسحب من «الجنائية الدولية»

لوغو المحكمة الدولية (رويترز)
لوغو المحكمة الدولية (رويترز)

أعلنت المجر، الخميس، نيتها الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية في اليوم الأوّل من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى بودابست، بعدما أصدرت هذه الهيئة القضائية مذكّرة توقيف في حقّه.

وكتب غيرغيلي غولياس، مدير مكتب رئيس الوزراء فيكتور أوربان، في منشور على «فيسبوك» إن «المجر تغادر المحكمة الجنائية الدولية. وستشرع الحكومة في إجراءات الانسحاب وفقاً للإطار الدولي القانوني المعمول به».

وجاء إعلان الحكومة المجرية في حين استقبل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان نتنياهو في بودابست في رحلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أوروبا منذ 2023.

ووجّه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان دعوة إلى نتنياهو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد يوم من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة التوقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وتعهد أوربان ألا تنفذ المجر، العضو في الاتحاد الأوروبي مذكرة التوقيف رغم أنها من موقّعي معاهدة إنشاء المحكمة. واستُقبل نتنياهو في مراسم عسكرية وسار الرجلان على البساط الأحمر قبل أن يتوقفا أمام علميهما الوطنيين.

وصرح أوربان في وقت سابق بأن قرار المحكمة «يتدخل في نزاع مستمر... لأغراض سياسية».

ويسري مفعول انسحاب أي دولة من المحكمة بعد عام من إيداع وثيقة الانسحاب، التي عادة ما تكون بشكل خطاب رسمي بهذا الخصوص، لدى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة.

المحكمة تعرب عن «أسفها»

من جهتها، أعربت الهيئة الحاكمة للمحكمة الجنائية الدولية، الخميس، عن أسفها وقلقها إزاء إعلان المجر انسحابها من المحكمة، قائلة إن أي خروج يضرّ «بالسعي المشترك لتحقيق العدالة». وقالت رئاسة جمعية الدول الأطراف، في بيان: «عندما تنسحب دولة طرف من نظام روما (الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية)، فإن ذلك يعكر صفو سعينا المشترك لتحقيق العدالة، ويضعف عزمنا على مكافحة الإفلات من العقاب». وأضاف البيان أن المحكمة «هي في قلب الالتزام العالمي بالمساءلة»، وينبغي على المجتمع الدولي «أن يدعمها دون تحفظ». وأشار إلى أن «العدالة تتطلب وحدتنا». وأكّدت الهيئة أن لكل عضو في المحكمة «الحقّ في التعبير عن مخاوفه أمام الجمعية». وأضاف أنّ «الرئاسة تشجع بشدة المجر على إجراء نقاش هادف حول هذه القضية». وحضّت الهيئة المجر على «الاستمرار في كونها طرفاً حازماً في نظام روما الأساسي».

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان (يسار) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتصافحان بعد بيان صحافي في بودابست، المجر 3 أبريل 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان (يسار) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتصافحان بعد بيان صحافي في بودابست، المجر 3 أبريل 2025 (أ.ب)

ضغوط متزايدة

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، من بينها استخدام التجويع سلاحاً.

واندلعت الحرب إثر هجوم شنته حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وبعدما دعاه أوربان ردّ نتنياهو شاكراً نظيره على «وضوحه الأخلاقي».

ومن المتوقع خلال الزيارة أن يؤيد أوربان نتنياهو في مقترح ترمب نقل أكثر من مليوني فلسطيني من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن.

وتأتي زيارة نتنياهو في وقت يواجه ضغوطاً متزايدة على خلفية مساعي حكومته تسمية قائد للأمن الداخلي ومدع عام، مع توسيع سلطة السياسيين في تعيين القضاة.

كما أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بشهادته في تحقيق يتعلق بمدفوعات مفترضة من قطر لبعض كبار موظفيه بعد توقيف اثنين من مساعديه.

وقال المستشار السابق لنتنياهو موشيه كلوغافت إن «أحد أساليب نتنياهو يتمثل بالتحكم بالأجندة الإسرائيلية»، مضيفاً أن زيارة المجر تمنحه فرصةً لحسم النقاش لأيام.

نتنياهو: قرار جريء

في هذا السياق، عدّ نتنياهو خلال زيارة إلى بودابست أن انسحاب المجر من المحكمة الجنائية الدولية قرار «جريء ويستند إلى مبادئ».

ألمانيا: يوم سيئ للقانون

من جهتها، ندّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر، رغم مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقّه.

وقالت بيربوك في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في بروكسل: «هذا يوم سيئ للقانون الجنائي الدولي»، مضيفة: «لقد قلت دائماً بوضوح إنه لا أحد فوق القانون في أوروبا».


مقالات ذات صلة

المحكمة الجنائية الدولية تُحقق مع المجر لعدم اعتقال نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

المحكمة الجنائية الدولية تُحقق مع المجر لعدم اعتقال نتنياهو

طالب قضاة المحكمة الجنائية الدولية المجر بتوضيح لسبب عدم اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته بودابست، في وقت سابق من هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
أوروبا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان (يسار) ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقيان في بودابست (أ.ف.ب) play-circle

إسرائيل: نتنياهو وأوربان بحثا مع ترمب انسحاب المجر من «الجنائية الدولية»

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي ونظيره المجري مع الرئيس الأميركي، الخميس، في قرار المجر الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، وفق ما أعلنت تل أبيب.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتانياهو يصل إلى المجر متحدّياً مذكرة «الجنائية الدولية» لتوقيفه

حطّت طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فجر اليوم (الخميس)، في مطار بودابست بحسب ما أعلن وزير الدفاع المجري الذي استقبله على مدرج المطار. وكتب…

«الشرق الأوسط» (بودابست)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو يزور المجر ويتحدى مذكرة اعتقال «الجنائية الدولية»

يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر، الأربعاء، للقاء رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان رغم مذكرة اعتقال دولية صادرة بحقه.

«الشرق الأوسط» (بودابست )
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب) play-circle

نتنياهو يزور المجر الأربعاء رغم مذكرة توقيف ضده من «الجنائية الدولية»

يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة المجر في 2 أبريل (نيسان)، رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

هل ستستمر عاصفة البابا فرنسيس الإصلاحية ضد المحافظين مع خليفته؟

البابا فرنسيس (أ.ب)
البابا فرنسيس (أ.ب)
TT
20

هل ستستمر عاصفة البابا فرنسيس الإصلاحية ضد المحافظين مع خليفته؟

البابا فرنسيس (أ.ب)
البابا فرنسيس (أ.ب)

سال حبر كثير، وسيسيل أكثر منه، في مديح البابا فرنسيس، وفي استحضار العاصفة الإصلاحية غير المسبوقة التي أطلقها في الكنيسة الكاثوليكية وكانت نتائجها دون ما طمح إليه. لكن سال الكثير من الحبر أيضاً في التضرّع والدعاء ليعجّل الله في استدعائه إلى جواره.

في تاريخ الكنيسة باباوات اشتهروا بفظائعهم، وآخرون بفحشهم وارتكابهم كل أصناف المعاصي. وكان فيها أيضاً أحبار قديسون واستثنائيون، وفرنسيس كان منهم؛ ولأجل ذلك كان أعداؤه كثراً، أولاً في محيطه الكنسي، وثانياً في الأوساط السياسية اليمينية المتطرفة التي كانت تخشى مواقفه الثابتة إلى جانب الفقراء والضعفاء والمهمشين، وفي طليعتهم المهاجرون الذين كانت محاربتهم منصة صعود هذه الأحزاب في السنوات الأخيرة الماضية.

في العاشر من سبتمبر (أيلول) 2015 خصصت مجلة «نيوزويك» الأميركية غلافها للبابا الأرجنتيني تحت عنوان «هل البابا كاثوليكي؟»، وأردفته بالجواب التالي في عنوان فرعي «طبعاً هو كاثوليكي، لكنك لن تستنتج ذلك من قراءة الصحف».

ومنذ ذلك العام لم تهدأ الحملة الشعواء التي أطلقتها ضده الأوساط اليمينية المتطرفة، بخاصة في الولايات المتحدة، حيث الكنيسة الكاثوليكية تجنح كثيراً إلى التماهي مع الفكر الإنجيلي المحافظ الذي يتمتع بموارد ضخمة وقدرة واسعة على التأثير. لكن فرنسيس نادراً ما كان يردّ على تلك الانتقادات التي كانت تتهمه بالكفر والزندقة أحياناً، والتي قال يوماً عن مطلقيها: «بالحزن والكآبة مليئة أفئدتهم، أشعر بالشفقة عليهم لأنهم يستغلون أدنى فرصة للتكشير عن أنيابهم».

لذلك؛ تبدو مواقف الإدارة الأميركية، من زيارة فانس إلى الحبر الأعظم، وتنكيس الأعلام، وإعلان الرئيس ترمب عن مشاركته وزوجته في جنازة البابا، أقرب إلى ركوب موجة شعبية البابا الراحل منها إلى الإعراب الصادق عن تقدير مواقفه وإرثيه الاجتماعي والسياسي.

طوال عقود كان الفاتيكان يصرّ على أن الأنباء المتداولة حول التحرش الجنسي في الأوساط الكنسية ليست سوى حملات مغرضة من أعداء الكنيسة أو من الذين يعارضون مواقف البابا مثل اعتراضه على غزو العراق. لكن البابا فرنسيس غيّر خطاب الكنيسة بشكل جذري حول هذا الملف الشائك، وكشف عن أن التحرّش بالقاصرين في حالات عدّة طواه البابا يوحنا بولس الثاني طيلة عقود، وأن الكاردينال راتزينغر، الذي أصبح لاحقاً البابا بنديكت السادس عشر دخل مكتب سلفه حاملاً ملف الفضائح الجنسية وخرج منه بتعليمات واضحة لتأجيل بتّه إلى ظروف أفضل.

إلى الذين كانوا يتهمونه بالشيوعية كان يقول: «لست شيوعياً، لكن محبة الفقراء هي جوهر الإنجيل». وقبل يوم من رحيله ذهب إلى سجن روما الكبير وجلس لأكثر من ساعة مح المحبوسين بجرائم مختلفة، وعشية وفاته التقى نائب الرئيس الأميركي لدقائق معدودة لم يلفظ خلالها كلمة واحدة مكتفياً بالمصافحة لتبادل التهاني بعيد الفصح.

وقف بقوة ضد الحرب في أوكرانيا، وكان الوضع في غزة من الهواجس التي لم تغب مرة واحدة عن مواعظه وتصريحاته. ويوم قال إن ما يعانيه الفلسطينيون في القطاع «مأساوي ومهين لكرامة الإنسان»، أمطرت عليه الانتقادات من نتنياهو وأعضاء حكومته. ومنذ زيارته الأولى إلى جزيرة لامبيدوزا حتى آخر تصريحاته، رفع لواء الدفاع عن المهاجرين، لكنه فشل في أن تعاملهم الدول والحكومات بالرأفة والإنسانية التي كان يشدد على أنهم يستحقونها، ويقول: «المسيح ذاته كان مهاجراً، والمافيا ليست صنيعة الذين يعبرون البحر ويركبون المخاطر للوصول إلى الشواطئ الإيطالية».

لم يكن فرنسيس عقائدياً بالمعنى السياسي؛ ولذلك لا يمكن تصنيفه يسارياً أو ثائراً، بل كان إصلاحياً بالمفهوم الاجتماعي، جعل من الدين رسالة إيمان وتضامن، ولم يستخدمه أداةً سياسية كما فعل يوحنا بولس الثاني في «حربه» على الأنظمة الشيوعية.

نشأ في بيئة بيرونية مناهضة للفكر الرأسمالي ولما كانت تمثله الولايات المتحدة بالنسبة لأميركا اللاتينية، وكان من الطبيعي أن تظهر ملامح تلك النشأة في مواقفه الاجتماعية ودفاعه عن الفقراء، وأيضاً في رفضه الكثير من الدعوات لزيارة دول غربية مثل فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وإسبانيا، وحمل رسالته إلى الأطراف الفقيرة في العالم، من مدغشقر وموزمبيق إلى جنوب السودان والكونغو، ومن ميانمار إلى بنغلاديش والفلبين إلى منغوليا البوذية التي لا يزيد عدد المسيحيين فيها على 1500.

تبقى غير مكتملة ثورة فرنسيس في الكنيسة، ولن نعرف مصيرها قبل معرفة اسم البابا المقبل الذي من المنتظر أن ينعقد مجمع الكرادلة لانتخابه مطالع الشهر المقبل بعد انتهاء فترة الحداد الرسمي ومراسم الدفن نهاية الأسبوع الحالي والتي أرادها البابا الراحل بسيطة ومتقشفة مثل حياته، وأوصى أن يوارى في كاتدرائية السيدة مريم الكبرى وليس في الأضرحة البابوية داخل الفاتيكان.

أجواء الحزن تخيّم على حاضرة الفاتيكان، ممزوجة بالانهماك في التحضير لمراسم وداع البابا الراحل وانتخاب خلف له في ظروف جيوسياسية بالغة التعقيد ترخي بتداعياتها على كنيسة منقسمة على ذاتها.

أول اجتماع للكرادلة ينعقد الثلاثاء بالحاضرين منهم في روما، حيث تبدأ المشاورات التمهيدية لاختيار البابا الجديد، في حين بدأت تظهر الترجيحات الأولى في الأوساط الكنسية والإيطالية والدولية وهي جزء من المناورات المعهودة لطرح الأسماء. غموض كثيف يكتنف هذه المرحلة التي تتميز بمجمع كرادلة يضمّ أكبر عدد من الناخبين في تاريخه، موزعين على 71 جنسية ومعظمهم غير معروفين من الجمهور العريض، وبعضهم لا يتكلم حتى اللغة الإيطالية.

ومن باب التبسيط، يمكن القول إن الانقسام داخل المجمع هو بين الكرادلة الإصلاحيين الذين يرغبون في مواصلة المسار الذي حدَّده البابا فرنسيس، وأولئك المحافظين الذين عارضوه بشدة ويطمحون للعودة بالكنيسة إلى المواقف السابقة. ونظراً لحدة المواجهة التي سادت بين الجناحين في السنوات الماضية؛ ثمة خشية من إطلاق حملات تضليلية وأنباء مزيفة للتأثير على قرارات الكرادلة واختياراتهم. ويقود الجناح المحافظ أسقف نيويورك الكاردينال تيموتي دولان والألماني غيرهارد مولير، بينما يبرز في الجناح الإصلاحي الكاردينال جان كلود هولريتش من لوكسمبورغ الذي يعدّ صغر سنه (66 عاماً) عائقاً في وجه انتخابه، والكندي مايكل زيرني اليسوعي هو أيضاً مثل البابا الراحل.

في عام 2005 احتاج المجمع أربع دورات انتخابية لانتخاب البابا بنديكت، وفي عام 2013 خمس دورات لانتخاب البابا فرنسيس، لكن يرجَّح أن يحتاج إلى أكثر هذه المرة كما حصل في عام 1978 عند انتخاب البابا يوحنا بولس الثاني بعد ثماني جولات تبيّن لاحقاً أنها شهدت تدخلات سياسية على أرفع المستويات من الدول الكبرى. وما يزيد من تعقيدات هذه الدورة أن الفائز يحتاج إلى نيل ما لا يقلّ عن 90 صوتاً، أي ثلثي الناخبين، وبالتالي لا يكفي أن يؤيّده أحد الجناحين المتصارعين داخل الكنيسة؛ إذ لا بد أن يكون انتخابه شبه توافقي.