مجلس حقوق الإنسان الأممي يحضّ إسرائيل على «منع وقوع إبادة جماعية» بغزة

أشخاص يتنقلون عبر أحد طرقات قطاع غزة وسط الدمار (أ.ف.ب)
أشخاص يتنقلون عبر أحد طرقات قطاع غزة وسط الدمار (أ.ف.ب)
TT
20

مجلس حقوق الإنسان الأممي يحضّ إسرائيل على «منع وقوع إبادة جماعية» بغزة

أشخاص يتنقلون عبر أحد طرقات قطاع غزة وسط الدمار (أ.ف.ب)
أشخاص يتنقلون عبر أحد طرقات قطاع غزة وسط الدمار (أ.ف.ب)

أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، استئناف إسرائيل هجومها على غزة، وحضّ الدولة العبرية على تحمّل مسؤوليتها في «منع وقوع إبادة جماعية» في القطاع الفلسطيني.

وتبنّت أعلى هيئة حقوقية في الأمم المتحدة بغالبية ساحقة قراراً يتضمن قائمة من المطالب لإسرائيل، بما في ذلك دعوتها إلى «رفع حصارها غير القانوني» عن غزة.

وندّد النص الذي اعتمد بعدما صوّت لصالحه 27 من أعضاء المجلس البالغ عددهم 47 عضواً وعارضه أربعة، فيما امتنع 16 عضواً عن التصويت، بـ«انتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار».

وجاء التصويت بعدما استأنفت إسرائيل القصف المكثف على قطاع غزة في 18 مارس (آذار) ثم نفذت عمليات توغل عقب هدنة بدأ تطبيقها في 19 يناير (كانون الثاني) إثر حرب مدمّرة استمرّت 15 شهراً مع «حماس» وفصائل أخرى.

ودعا القرار الذي اقترحته غالبية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، إلى إتاحة إدخال «مساعدات إنسانية دون عوائق» إلى غزة و«إعادة توفير الضروريات الأساسية» لسكان القطاع.

وأدان القرار «استخدام تجويع المدنيين وسيلة للحرب»، ودعا كل الدول إلى «اتخاذ إجراءات فورية لمنع الترحيل القسري المستمر للفلسطينيين داخل قطاع غزة أو منه».

كما أعرب النص عن «قلق بالغ إزاء تصريحات مسؤولين إسرائيليين ترقى إلى تحريض على إبادة جماعية»، وحضّ إسرائيل على «تحمّل مسؤوليتها القانونية في منع وقوع إبادة جماعية».

وتقاطع إسرائيل المجلس الذي تتّهمه بالتحيّز.

وترفض الدولة العبرية بشدّة اتهامات تطالها بالضلوع في «إبادة جماعية» في حربها في غزة رداً على هجوم «حماس» غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ودعا القرار الصادر الأربعاء الدول إلى التوقّف عن تزويد إسرائيل بمعدات عسكرية.

كما دعا لجنة التحقيق التي شكّلت للنظر في انتهاكات يشتبه بأنها ارتكبت في النزاع، بتوسيع نطاق تحقيقها ليشمل «نقل أو بيع أسلحة وذخائر وقطع غيار ومكوّنات ومواد ذات استخدام مزدوج، بشكل مباشر وغير مباشر إلى إسرائيل».

ودعا النص الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى النظر في تشكيل فريق تحقيق جديد لإعداد ملاحقات قضائية في جرائم دولية كبرى قد تكون ارتكبت في النزاع.

والأربعاء، أعربت دول عدة بينها جمهورية التشيك التي صوّتت ضد القرار على غرار ما فعلت ألمانيا وإثيوبيا ومقدونيا الشمالية، عن أسفها لافتقار النص الذي لا يأتي على ذكر «حماس»، إلى «التوازن».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء خطر «تفكك» السودان

شمال افريقيا أشخاص فروا من مخيم زمزم للنازحين داخلياً بعد سقوطه تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» يستريحون في مخيم مؤقت بالقرب من بلدة طويلة في منطقة دارفور غرب السودان التي مزقتها الحرب في 13 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء خطر «تفكك» السودان

أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء، عن قلق المنظمة العميق إزاء خطر «تفكك» السودان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون بجوار خيام أُقيمت بالقرب من أنقاض مبنى منهار في حي النصر غرب مدينة غزة 15 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: نحو 500 ألف شخص نزحوا في قطاع غزة منذ انتهاء وقف النار

قالت متحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا في قطاع غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار مع استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مبنى هاري إس ترومان المقر الرئيسي لوزارة الخارجية الأميركية في واشنطن (أ.ب - أرشيفية)

اقتطاعات كبيرة مرتقبة في موازنة الخارجية الأميركية

نقلت وسائل إعلام أن موازنة وزارة الخارجية الأميركية قد تخفض بمقدار النصف تقريبا وستتوقف الولايات المتحدة جزئيا عن تمويل المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والناتو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مبنى وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن العاصمة (أ.ب)

إدارة ترمب تقترح خفضاً حاداً في ميزانية وزارة الخارجية

اقترحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تقليص ميزانية وزارة الخارجية إلى النصف، وخفض المساهمات في المنظمات الدولية، ومنها الأمم المتحدة وحلف «الناتو».

علي بردى (واشنطن)
العالم مهاجرون ينتظرون النزول من قارب خشبي بعد أن أنقذتهم سفينة خفر سواحل إسبانية يوم 18 يناير 2024 (رويترز)

«اليونيسف»: 3500 طفل مهاجر قضوا في محاولات عبور المتوسط خلال السنوات العشر الأخيرة

قضى نحو 3500 طفل مهاجر أو فُقدوا خلال السنوات العشر الماضية، لدى محاولتهم عبور البحر المتوسط للوصول إلى إيطاليا، وفق منظمة «اليونيسف».

«الشرق الأوسط» (روما)

ترمب يعتزم اقتطاع 40 مليار دولار من ميزانية وزارة الصحة

القسم الأكبر من الاقتطاعات نفقات إلزامية ترتبط إلى حدّ بعيد ببرنامجي ميديكير وميديكيد (أ.ف.ب)
القسم الأكبر من الاقتطاعات نفقات إلزامية ترتبط إلى حدّ بعيد ببرنامجي ميديكير وميديكيد (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب يعتزم اقتطاع 40 مليار دولار من ميزانية وزارة الصحة

القسم الأكبر من الاقتطاعات نفقات إلزامية ترتبط إلى حدّ بعيد ببرنامجي ميديكير وميديكيد (أ.ف.ب)
القسم الأكبر من الاقتطاعات نفقات إلزامية ترتبط إلى حدّ بعيد ببرنامجي ميديكير وميديكيد (أ.ف.ب)

أفادت صحيفة واشنطن بوست الأربعاء نقلا عن وثيقة رسمية أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعتزم اقتطاع 40 مليار دولار من ميزانية وزارة الصحة.

ولا تزال هذه التخفيضات المقترحة في مراحلها الأولية وهي بحاجة لأن يتمّ إقرارها في الكونغرس. وتندرج هذه الاقتطاعات في إطار خطة ترشيد الإنفاق الفدرالي التي عهد ترمب بتنفيذها إلى الملياردير إيلون ماسك.

ومن المقرر أن تطال التخفيضات المقترحة ميزانية الوزارة للسنة المالية 2026 التي لم يقرّها الكونغرس بعد. وتشمل الاقتطاعات المقترحة وهي بقيمة 40 مليار دولار شقّا من ميزانية الوزارة وصلت قيمته في السنة المالية 2024 إلى 121 مليار دولار. ويعني هذا الأمر أن الخفض المقترح سيكون بنسبة الثُلث.

وتبلغ الميزانية الإجمالية لوزارة الصحة نحو 1.8 تريليون دولار، يمثّل القسم الأكبر منها نفقات إلزامية ترتبط إلى حدّ بعيد ببرنامجي ميديكير وميديكيد للتأمين الصحي العام. وفي مارس (آذار)، أطلقت إدارة ترمب عملية إعادة هيكلة واسعة النطاق لوزارة الصحة شملت تسريح ما يقرب من ربُع موظفيها.

وطالت عمليات التسريح موظفي العديد من الإدارات والوكالات التي تشرف عليها الوزارة، بما في ذلك هيئات مسؤولة عن الاستجابة للأوبئة وإصدار التراخيص للأدوية الجديدة. لكنّ خطة الاقتطاعات المقترحة التي اطّلعت عليها واشنطن بوست تمضي إلى أبعد من ذلك، إذ إنها تقرن خفض الميزانية «بإصلاح عميق وإعادة هيكلة لوكالات الصحة والخدمات الإنسانية».

وتتضمن الخطة، وفق الصحيفة، دمج فروع متعددة للمعاهد الوطنية للصحة وإلغاء برامج مصمّمة لتحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية في المناطق الريفية.