«العيدية» في مصر... تقليد حائر بين الأموال والهدايا العينية

تحويلها على «المحفظة الإلكترونية» من بين الصيحات الحديثة

كروت لتقديم العيديات بطريقة مبتكرة (حساب هاجر درويش «فيسبوك»)
كروت لتقديم العيديات بطريقة مبتكرة (حساب هاجر درويش «فيسبوك»)
TT

«العيدية» في مصر... تقليد حائر بين الأموال والهدايا العينية

كروت لتقديم العيديات بطريقة مبتكرة (حساب هاجر درويش «فيسبوك»)
كروت لتقديم العيديات بطريقة مبتكرة (حساب هاجر درويش «فيسبوك»)

تتبادل الثلاثينية أمنية رجب مع أشقائها في أول أيام العيد إهداء أطفال العائلة مبالغ نقدية جديدة (العيدية)، في تقليد يتماشى مع الأوضاع الاقتصادية، ويحتفظ بأجواء الفرح والبهجة وخصوصية العيد.

وتختلف أشكال العيدية وقيمتها من عائلة لأخرى، ومن طبقة اجتماعية لغيرها، فتبدأ من 5 جنيهات (الدولار يعادل 50.5 جنيه مصري) وتصل لآلاف الجنيهات بين أبناء الطبقات الغنية، وتخضع لعدد من المعايير، أولها العلاقة الطردية بين عمر الطفل، وقيمة العيدية، فلا تتساوى «عيدية» الأطفال ذوي الأربعة أو الخمسة أعوام، مع المراهقين في قيمة العيدية.

وتقول أمنية إن «الأطفال من عام إلى 12 عاماً تبدأ عيديتهم من 50 جنيهاً في عائلتها، لكن من هم أكبر من ذلك نعطيهم 100 جنيه حدّاً أدنى».

وتحتفظ سارة الخولي، وهي أم لطفلين بالعادة نفسها، وتقول لـ«الشرق الأوسط»، «خلال العيد أمنح أولاد إخوتي العيديات، ويحصل أبنائي في المقابل على عيديات مماثلة في القيمة تقريباً»، مشيرة إلى أنه «في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة أضطر للحصول على عيديات أطفالي، للإنفاق منها على عيديات الآخرين».

نقود وبلالين وهدايا يجهزها نجلا رحاب حسن لإهدائها لأصدقائهم في المدرسة (الشرق الأوسط)

وتضيف سارة -وهي ربة منزل- أن دخلهم لا يسمح بأن يقتطعوا منه نحو 2000 جنيه للعيديات دون أن يؤثر ذلك على ميزانية الشهر. ووصفت سارة العيدية بأنها «جمعية، نتبادل فيها الأموال، لكنها تظل محتفظة بمعاني الفرح، سواء بالأموال الجديدة، أو بالألعاب التي يشتريها الأولاد بجزء من العيدية».

اعتماد الألعاب

ويعد استبدال الألعاب بالعيدية حيلة تلجأ إليها بعض الأسر لإسعاد أطفالهم والتخفيف من العبء المادي للعيدية، وتقول أمنية: «بعد صلاة العيد، وقبل الزيارات العائلية أشتري لأولادي لعب العيد بالعيدية التي نعطيها لهم أنا ووالدهم، أما باقي الأموال التي يحصلون عليها من الأقارب فنأخذها، وإذا طلبوا شيئاً أعطيهم منها».

كروت معايدة مبتكرة (الشرق الأوسط)

الأمر نفسه تفعله سارة شعبان، وهي أم لطفل واحد، تقول لـ«الشرق الأوسط»، «أشتري لابني بالعيدية التي جمعها لعبة، ثم أدخر الباقي لشراء أخرى بعد فترة حين يمل من الأولى، أو لإنفاقها ضمن مصروف المنزل إذا دعت الضرورة». وتُضيف أن «العيدية باتت عبئاً مادياً، في ظل ارتفاع الأسعار في مصر».

وتبلغ نسبة التضخم في مصر على أساس سنوي 12.8 في فبراير (ِشباط) الماضي.

كارت معايدة (الشرق الأوسط)

ويرى الباحث في الإنثروبولوجي، وليد محمود، أن العيدية تُمثل نموذجاً مثيراً للاهتمام لفهم تكيف العادات الاجتماعية مع المتغيرات الاقتصادية، ما يؤكد مرونة الموروثات الثقافية وقدرتها على التفاعل مع السياقات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة.

ويضيف أن «العيدية في جوهرها ممارسة تُعبر عن روابط القرابة والتكافل الاجتماعي، وتقوم على مبدأ الهبة المتبادلة (gift exchange) الذي تحدَّث عنه المفكر الأنثروبولوجي مارسيل موس؛ حيث تتجاوز العيدية قيمتها المادية، لتصبح رمزاً للتواصل بين الأجيال، وتعزيزاً للروابط الاجتماعية، وتُشكل جزءاً من (رأس المال الاجتماعي) بتعبير بيير بورديو؛ حيث تسهم في تعزيز الشبكات الاجتماعية، وتقوية العلاقات بين أفراد العائلة الممتدة والمجتمع».

كروت لتقديم العيديات بطريقة مبتكرة (حساب هاجر درويش «فيسبوك»)

وابتكرت الثلاثينية رحاب حسن، (33 عاماً)، وتعمل رئيسة لقسم السوشيال ميديا في شركة خاصة، وتقطن التجمع الخامس (شرق القاهرة)، طريقة للاستفادة من عيديات أطفالها بطريقة مختلفة، عبر تعليمهم قيماً معنوية مثل العطاء والتكافل، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنها تدخر كل عام عيدية أبنائها في حصالة، «جزء منها يشترون به ألعاباً، وجزء ينفقونه على نشاط خيري، والباقي يقسمونه إلى مبالغ صغيرة جديدة، ويغلفونه مع بلالين وحلوى، ويوزعونه على زملائهم في المدرسة، وأقاربهم وأبناء الجيران، وأنا أشرح لهم معنى الحديث (تهادوا تحابوا)».

أحدث صيحة في تقديم العيدية (فيسبوك)

ولم تعد العيدية مقصورة على «الأموال الجديدة»، فبعضها يُمنح «إلكترونياً» عبر «محفظة النقود على الهواتف المحمولة». وتفاجأت شيماء الشناوي، عند طلب أطفال عائلتها منها تحويل العيدية لهم حتى قبل قدوم العيد، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن «الأطفال في هذا الجيل ليسوا مثل الأجيال السابقة، فيطلبون الأموال على المحفظة ليضمنوا عدم مصادرتها من قبل آبائهم».

ليست للصغار فقط

لا ترتبط العيدية بالأطفال فقط، فتظل سبباً للفرح والسعادة لدى الأربعينية صفاء محمد، التي تقطن حدائق الأهرام (غرب القاهرة) وتعمل صحافية، حين يهاديها بها والدها، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنها أم «لولد أطول منها، لكن تظل سعادتها بالعيدية مثل الأطفال».

أهالي يستبدلون الألعاب بالعيديات النقدية في العيد (الشرق الأوسط)

الأمر نفسه يعتقده محمود إبراهيم (30 عاماً) محامٍ، ويقطن في منطقة الهرم بالجيزة، الذي بحث عن كروت جديدة -أحدث صيحة في العيديات- لمهاداة خطيبته بها عند زيارتها أول أيام العيد. يقول لـ«الشرق الأوسط» إن العيدية من الشخص لخطيبته تختلف قيمتها عما يمنحه لأطفال عائلته، فالأولى لا تقل عن 500 جنيه مصري. ويرى أن العيديات بدأت تفقد بعضاً من معانيها، وتصبح عبئاً في ظل المظاهر الاجتماعية، متمنياً أن تعود إلى قيمتها الرمزية، بوصفها معنى عن التقدير وتذكر الشخص الذي يهديها.


مقالات ذات صلة

«الإفتاء المصرية» تحذِّر من التندُّر على «العجول الهاربة»

يوميات الشرق أحد فيديوهات «العجول الهربانة» المنتشرة على «السوشيال ميديا» (إكس)

«الإفتاء المصرية» تحذِّر من التندُّر على «العجول الهاربة»

دخل مسؤولون بدار الإفتاء المصرية على خط «التريند» الشائع منذ يومين بعنوان «العجول الهربانة»، والذي تداوله مستخدمو «السوشيال ميديا» تزامناً مع حلول عيد الأضحى.

محمد الكفراوي (القاهرة)
خاص شواطئ الإسكندرية تستقبل الزوار (محافظة الإسكندرية)

خاص مصر: «فسحة العيد» تجافي النوادي والملاهي لحساب الشواطئ و«المولات»

اصطحب المهندس الأربعيني تامر فرج، (يعمل في إحدى شركات المحمول) بحلوان، (جنوب القاهرة) ابنتيه اللتين تدرسان في المرحلة الإعدادية إلى إحدى الأسواق التجارية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق وزارة الزراعة أعلنت استيراد رؤوس الماشية (وزارة الزراعة المصرية)

«العجول الهربانة»... استعادة مطاردات موسمية بين مصريين وأضاحيهم

وكأنه أصبح طقساً سنوياً ينتظره مستخدمو «السوشيال ميديا» بشغف، فمع حلول عيد الأضحى، ينتظر كثيرون «فيديوهات العجول الهربانة».

محمد الكفراوي (القاهرة )
خاص «سناب»: عيد الأضحى محطة رقمية رئيسية مع ارتفاع كبير في التفاعل والاستهلاك والمحتوى المرتبط بالتسوّق والاحتفال (غيتي)

خاص خلال عيد الأضحى... كيف يغيّر «سناب شات» سلوك التسوّق والتفاعل في السعودية؟

يشهد عيد الأضحى ذروة رقمية في السعودية، حيث يبرز «سناب شات» بوصفه منصة رئيسية للتسوّق والتفاعل بفضل العدسات التفاعلية والمحتوى المحلي والمبدعين.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق مسرحية «حكايات الشتا» تعرض خلال عيد الأضحى (البيت الفني للمسرح)

10 عروض مسرحية في عيد الأضحى بمصر

ترفع مسارح مصر الستار عن عشرة عروض مسرحية خلال عيد الأضحى، من بينها «الأرتيست»، و«حكايات الشتا»، و«مملكة الحواديت»، ضمن برنامج وزارة الثقافة المصرية للاحتفال.

داليا ماهر (القاهرة )

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
TT

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)

ساعات من الطرب والحماسة شهدتها أولى حفلات برنامج «صدى الوادي» في وادي صفار، مع صقر الأغنية الخليجية رابح صقر، والفنان ناصر نايف، ضمن فعاليات موسم الدرعية.

وانطلقت، الخميس، أولى حفلات برنامج «صدى الوادي»، في مشهد جمع بين القيمة التاريخية للمكان والإيقاع الفنّي الذي يُقدّمه موسم الدرعية 25-26، ضمن برامجه التي تمزج بين التاريخ والتراث والسياحة والترفيه.

وبدأت الأمسية على المسرح المفتوح بتصميمه الذي ينسجم مع الطبيعة الآسرة لوادي صفار شمال غربي مدينة الرياض، مع الفنان السعودي الشاب ناصر نايف الذي تفاعل معه الجمهور وهو يؤدّي أغنياته المُحبَّبة.

وتصاعدت حماسة الحضور مع ظهور صقر الأغنية الخليجية رابح صقر الذي لفت الأنظار بأدائه في عدد من أغنياته، أبرزها: «يوم ما أنا ضحّيت ما أقصد جحود»، و«حبيبي اللي همّه رضاي»، إلى جانب أداء ناصر الاستثنائي في «نسايم نجد»، و«خلي الليالي سعادة»، ومجموعة أخرى من الأغنيات التي أشعلت شتاء وادي صفار في أولى حفلات موسم الدرعية هذا العام.

الفنان ناصر نايف خلال الحفل (موسم الدرعية)

الفنان رابح صقر خلال الحفل (موسم الدرعية)

ويأتي اختيار وادي صفار لتنظيم الأمسية لما يمثّله من قيمة تاريخية وموقع حيوي كان على مدى العصور مَعْبراً للمسافرين وقوافل التجارة، وملتقى اجتماعياً لأهالي الدرعية، قبل أن يتحوَّل اليوم إلى مسرح مفتوح يحتضن فعاليات ثقافية وفنية تعكس حضور الموسم وتنوّع عروضه. ويندرج هذا الحفل ضمن برنامج موسيقي واسع يشارك فيه فنانون من أبرز الأسماء العربية؛ من بينهم: فنان العرب محمد عبده، وقيثارة العرب نوال، وراشد الفارس، وأميمة طالب، وفنانو حفل اليوم، الجمعة، عايض يوسف، وزينة عماد، بالإضافة إلى مجموعة من المواهب السعودية الممّيزة.

أجواء تراثية وطربية في ليالي «صدى الوادي» (موسم الدرعية)

ويُقدّم برنامج «صدى الوادي» سلسلة من الحفلات التي تستضيف أبرز الفنانين في العالم العربي، عبر إثراء التجربة الفنية لزوار موسم الدرعية من خلال عروض موسيقية متنوّعة تشمل السامري وفنون الأداء الجماعي، وتُبرز جماليات المكان بتكوينه الطبيعي وشواهده التاريخية.

وتشمل تفاصيل «صدى الوادي» تجربة متكاملة تبدأ باستقبال الزوار بطابع الضيافة السعودية، مروراً بعروض شعرية وغنائية، وصولاً إلى مرافق فنّية ومعارض تفاعلية، من بينها معرض السامري الذي يُقدّم سرداً بصرياً وثقافياً لتراث فنون الأداء النجدية عبر تقنيات رقمية وآلات موسيقية معروضة، بما يعزّز دور البرنامج في الحفاظ على الفنون التقليدية وإبرازها بأسلوب معاصر.


أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
TT

أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)

طوّر فريقٌ بحثي دولي، بقيادة جامعة تكساس الأميركية، أداةً مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُساعد المبرمجين من ضعاف البصر على إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد وتحريرها والتحقق منها بشكل مستقل.

وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام إتاحة أدوات الإبداع التكنولوجي للأشخاص ضعاف البصر، وهو مجال لا يزال محدوداً جدّاً حتى الآن. وقد قُدّمت النتائج، الخميس، خلال مؤتمر «ASSETS 2025» الدولي للحوسبة في دنفر بالولايات المتحدة.

ويعاني المبرمجون ضعاف البصر تحديات كبيرة في العمل على الأكواد والنماذج الرقمية، إذ تعتمد أدوات برمجة تقليدية عدّة على الرؤية المباشرة للشاشات والنماذج ثلاثية الأبعاد.

ووفقاً للفريق، فإن نحو 1.7 في المائة من المبرمجين يعانون ضعف البصر، ويستخدمون أدوات مثل قارئات الشاشة وشاشات برايل التي تتيح لهم قراءة الأكواد بطريقة «برايل».

وجاء اهتمام الفريق في تطوير الأداة بعد ملاحظتهم التحديات التي واجهها زميلهم الكفيف أثناء دراسة النمذجة ثلاثية الأبعاد، إذ كان يحتاج دائماً إلى مساعدة الآخرين للتحقّق من عمله.

وتحمل الأداة المبتكرة اسم «A11yShape»، وتهدف إلى تمكين ضعاف البصر من تحرير النماذج والتحقّق منها دون الحاجة إلى مساعدة أشخاص مبصرين، ما يفتح أمامهم فرصاً أوسع للمشاركة في المشروعات التقنية والإبداعية بشكل مستقل.

وتعتمد الأداة على التقاط صور رقمية متعددة الزوايا للنماذج التي يُنشئها المبرمجون في محرر الأكواد «OpenSCAD»، ومن ثمَّ يستخدم النظام نموذجَ الذكاء الاصطناعي «GPT-4o» لتحويل الأكواد والصور إلى وصفٍ نصّي دقيق يمكن للمستخدم فهمه بسهولة.

كما تقوم الأداة بمزامنة التغييرات بين الكود والوصف والنموذج ثلاثي الأبعاد، وتوفّر مساعداً ذكياً شبيهاً بـ«روبوت دردشة» للإجابة عن أسئلة المستخدم المتعلّقة بالتصميم والتحرير.

وبذلك تتيح الأداة للمبرمجين من ضعاف البصر العملَ بشكل مستقل على تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد من دون الحاجة إلى مساعدة شخص مبصر، ما يُعزّز فرصهم في الإبداع والمشاركة الفعلية في المشروعات التقنية.

واختبر الباحثون الأداة مع 4 مبرمجين من ضعاف البصر، وتمكّنوا بفضلها من إنشاء وتعديل نماذج ثلاثية الأبعاد لروبوتات وصواريخ وطائرات هليكوبتر بشكل مستقل.

وقال الدكتور ليانغ هي، الأستاذ المساعد في علوم الحاسوب بجامعة تكساس والباحث الرئيسي في الدراسة: «هذه خطوة أولى نحو تمكين الأشخاص ضعيفي البصر من الوصول إلى أدوات الإبداع، بما في ذلك النمذجة ثلاثية الأبعاد».

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن فريقه سيواصل تطوير الأدوات لدعم المبرمجين ضعيفي البصر في مهام إبداعية أخرى، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصميم الدوائر الإلكترونية، بهدف تمكينهم من العمل بشكل مستقل في هذه المجالات.


الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
TT

الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)

أكد الدكتور عبد اللطيف الواصل، رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، أنّ المرحلة الراهنة تتطلَّب استعادة دور الفلسفة في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتقدَّم فيه المادية، لتُعيد طرح الأسئلة الكبرى، وتُقدّم قراءة أعمق للتحوّلات التي يشهدها العالم.

وتابع الواصل، خلال افتتاح أعمال «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025» في نسخته الخامسة، أنّ الرياض باحتضانها هذا الحدث المعرفي تُرسّخ مكانتها فضاءً حيّاً يتقاطع فيه عمق الفكرة مع حيوية التجديد، وتمنح الفكر موقعاً فاعلاً في صياغة الرؤى والأسئلة المعاصرة.

يشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً عالمياً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين (هيئة الأدب)

وتتواصل، منذ الخميس، نقاشات غنيّة ضمن أعمال المؤتمر الذي تُنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مكتبة الملك فهد الوطنية، تحت عنوان «الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة».

ويشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين من مختلف دول العالم، يمثّلون مدارس فلسفية متعددة، مما يمنح البرنامج تنوّعاً معرفياً يُعزّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات.

نقاشات مُعمَّقة ضمن ورشات العمل المُصاحبة للمؤتمر (هيئة الأدب)

وتشهد الفعالية أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية، وطرائق التفكير، ومسارات التأثير المتبادل بين المدارس الفكرية، إلى جانب مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني، والتحوّلات الثقافية، ودور الفلسفة في قراءة الواقع.

هذا الزخم العلمي يمنح الباحثين والمهتمّين رؤى متنوّعة ومقاربات موسَّعة، تُعمّق النقاشات الفلسفية وتُطوّر فهماً أوسع للأسئلة الكبرى في الفكر الإنساني.

مؤتمر الرياض عزَّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات (هيئة الأدب)

الروابط المشتركة بين الشرق والغرب

وأشار الواصل إلى أنّ اختيار عنوان المؤتمر يعكس حقيقة أنّ الفلسفة لم تُولد من الجغرافيا بقدر ما تشكّلت من السؤال. وأضاف أن تناول ثنائية الشرق والغرب ليس هدفه تكريس الانقسام، بل إبراز الروابط المشتركة بين التجارب الفكرية وما يجمعها من ميراث إنساني قائم على البحث عن المعنى وصناعة الوعي.

وأوضح أنّ انعقاد المؤتمر في نسخته الخامسة هو امتداد لمشروع فكري انطلق قبل 5 أعوام، وتحوَّل إلى مبادرة راسخة تُعزّز حضور الفلسفة وتُثري حوار الثقافات، وتُرسّخ موقع المملكة منصةً عالميةً في مجالات الإنتاج المعرفي وصناعة الفكر.

وأوضح الواصل أنّ المؤتمر بات اليوم مشروعاً يتنامى أثره عاماً بعد عام، ويتّسع حضوره محلّياً ودولياً، بما يعكس الثقة التي اكتسبها ودوره في دعم الحوارات الفلسفية بين الشرق والغرب.

يشهد المؤتمر أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية (هيئة الأدب)

وأكّد أنّ الحاجة المتزايدة لاستعادة دور الفلسفة تنبع من واقع عالمي سريع التحوّل، تتقاطع فيه الأزمات والأسئلة الوجودية. وترى الرياض في هذا الحدث مساحة تتفاعل فيها الفكرة العميقة مع التجديد الفكري، في فضاء مفتوح يعكس المكانة المتنامية للمملكة في المشهد الفلسفي العالمي.

ويُعدّ «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة» من أبرز الفعاليات الفكرية السنوية في المنطقة، إذ يُسهم منذ انطلاقته الأولى في تعزيز التواصل الثقافي العالمي، وإعادة تقديم الفلسفات بمختلف مدارسها في سياق دولي، وترسيخ الدور السعودي في دعم الإنتاج الفكري وبناء الجسور المعرفية بين الشرق والغرب، بما يخدم مسارات التنمية الثقافية والفكرية التي تشهدها المملكة.

مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني والتحوّلات الثقافية (هيئة الأدب)

ويأتي انعقاد المؤتمر هذا العام امتداداً لمسيرته المعرفية التي بدأت قبل 5 أعوام، ليواصل دوره منصةً عالميةً تجمع المفكرين والباحثين والخبراء من مختلف دول العالم، وتُرسّخ مكانة السعودية مركزاً دولياً لإنتاج المعرفة وتعزيز الحوار بين الثقافات.