بريطانيا تتوقع تأثر تجارتها برسوم ترمب الجمركية

حافلات تمر أمام مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
حافلات تمر أمام مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
TT
20

بريطانيا تتوقع تأثر تجارتها برسوم ترمب الجمركية

حافلات تمر أمام مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
حافلات تمر أمام مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، إن بريطانيا تتوقع أن تتأثر بخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية خلال هذا الأسبوع، وإن الحكومة تستعد لجميع الاحتمالات.

وأضاف المتحدث أنه من المتوقع أن تستمر المحادثات بين بريطانيا والولايات المتحدة للتفاوض على اتفاق اقتصادي جديد من شأنه تجنب الرسوم الجمركية إلى ما بعد يوم الأربعاء المقبل، حيث من المتوقع أن يكشف ترمب عن رسوم جمركية شاملة.

وقال المتحدث للصحافيين: «لقد كنا نستعد بنشاط لجميع الاحتمالات قبل الإعلان المتوقع من الرئيس ترمب هذا الأسبوع، الذي نتوقع أن تتأثر به المملكة المتحدة إلى جانب دول أخرى».

ومن المقرر أن يعلن ترمب عن رسوم جمركية عقابية جديدة فيما سمّاه «يوم التحرير» في 2 أبريل (نيسان)، بعد فرض رسوم على الألمنيوم والصلب والسيارات، إلى جانب زيادة التعريفات الجمركية على جميع السلع الواردة من الصين.

ويهدف هذا الإجراء إلى تقليص عجز تجارة السلع العالمي البالغ 1.2 تريليون دولار، وذلك من خلال رفع التعريفات الجمركية الأميركية إلى مستويات تفرضها دول أخرى، ومواجهة الحواجز التجارية غير الجمركية.

وأجرى ستارمر ما وصفه «داونينغ ستريت» بمكالمة هاتفية «مثمرة» مع ترمب يوم الأحد، حيث يسعى الزعيم البريطاني إلى تجنب التعريفات الجمركية.

وعلى الرغم من أن الوزراء البريطانيين أكدوا أن جميع الخيارات مطروحة للرد على أي تعريفات جمركية من هذا القبيل، فإنهم قللوا من احتمال اتخاذ إجراءات انتقامية فورية ضد الولايات المتحدة، بحجة أن الحرب التجارية تضر بالنمو الاقتصادي العالمي.

وقال مكتب الموازنة البريطاني الأسبوع الماضي، إن زيادة التعريفات الجمركية الأميركية على الواردات ستضر بالنشاط الاقتصادي للمملكة المتحدة، وستقضي على معظم الاحتياطي المالي للحكومة، موضحاً أن الرسوم الجمركية الأميركية على شركائها التجاريين عموماً قد تُقلص حجم الاقتصاد البريطاني - المُعرّض بشدة لتقلبات التجارة الدولية - بنسبة تصل إلى 1 في المائة.

مساومات

وتشير التقارير إلى أن المفاوضات تجرى بشكل مكثف، مع تحركات من أجل تقليص أو حتى إلغاء ضريبة بريطانية على شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى بين أوراق المساومة.

وأعلن الرئيس الأميركي عن فرض ضريبة استيراد بنسبة 25 في المائة على جميع السيارات الواردة إلى الولايات المتحدة، وهي خطوة من المتوقع أن تؤثر على الشركات البريطانية لصناعة السيارات الفاخرة، مثل «رولز رويس»، و«أستون مارتن».

وسوف تضاف الضريبة إلى سلسلة من الرسوم الجمركية التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل المقبل، والتي قد تشمل ضريبة عامة بنسبة 20 في المائة على المنتجات البريطانية، رداً على معدل ضريبة القيمة المضافة.

وقال ستارمر إن المملكة المتحدة «تحتفظ بالحق» في فرض رسوم جمركية انتقامية على الولايات المتحدة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإعفاء المملكة المتحدة.

الجنيه وبورصة لندن

حتى الآن، يتداول الجنيه الإسترليني بشكل مستقر مقابل الدولار، أملاً في نجاح المفاوضات، وتجنب جولة أوسع من الرسوم الجمركية.

واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.2936 دولار أميركي، وعند 83.665 بنساً لليورو.

ويتوقع الاقتصاديون أن تتأثر بريطانيا بشكل أقل برسوم ترمب الجمركية، نظراً لتوازن وضعها التجاري مع الولايات المتحدة.

ساعد ذلك الجنيه الإسترليني على الارتفاع بأكثر من 2.8 في المائة مقابل الدولار في مارس (آذار)، ليحافظ على مساره نحو أفضل أداء شهري له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

أما مقابل اليورو، فمن المتوقع أن يشهد الجنيه الإسترليني انخفاضاً شهرياً بنحو 1.4 في المائة، حيث ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة على خلفية خطط الإنفاق الضخمة والإصلاحات المالية الألمانية.

وعن أداء الأسهم البريطانية، انخفضت الأسهم خلال جلسة الاثنين، خوفاً من تفاقم حرب تجارية عالمية.

وانخفض مؤشر «فوتسي» 100 للأسهم القيادية بنسبة واحد في المائة، بدءاً من الساعة 10:11 بتوقيت غرينيتش، وانخفض مؤشر «فوتسي» 250 للأسهم المتوسطة بنسبة 1.9 في المائة إلى أدنى مستوى له في أكثر من أحد عشر شهراً.

ويوم الاثنين، كشفت بيانات بنك إنجلترا عن تراجع في موافقات الرهن العقاري البريطانية في فبراير (شباط)، مع نمو الائتمان الاستهلاكي بوتيرة أبطأ من الشهر السابق.

وارتفع سهم «أستون مارتن» بنسبة 9.4 في المائة بعد أن أعلنت شركة صناعة السيارات أنها ستجمع أكثر من 125 مليون جنيه إسترليني (161.9 مليون دولار) من خلال تمويل من صندوق رئيس مجلس الإدارة لورانس سترول الاستثماري، وبيع حصتها الأقلية في فريق «الفورمولا 1» الذي يملكه.


مقالات ذات صلة

«وول ستريت» تتكبد خسائر حادة مع تصاعد التوترات السياسية والتجارية

الاقتصاد متداول على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تتكبد خسائر حادة مع تصاعد التوترات السياسية والتجارية

تراجعت المؤشرات الرئيسة في «وول ستريت» بأكثر من 1 في المائة لكل منها يوم الاثنين، بعد أن أثارت انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لرئيس مجلس الفيدرالي مخاوف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

رئيس «فيدرالي شيكاغو»: تأثير الرسوم قد يكون محدوداً... و«المركزي» بحاجة إلى التريث

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن غولسبي، يوم الاثنين، إن البنك المركزي الأميركي بحاجة إلى التريث.

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)
الاقتصاد سبائك ذهبية مكدّسة في غرفة صناديق الأمانات في بيت الذهب «برو أوروم» بمدينة ميونيخ (رويترز)

الملاذ الآمن يلمع... الذهب يسجل مستوى غير مسبوق متجاوزاً الـ3400 دولار

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً حاداً يوم الاثنين، متجاوزة حاجز 3400 دولار أميركي للأونصة، لتحقق مستوى قياسياً جديداً، مدفوعة بضعف الدولار الأميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تركيان ينقلان بضائع بمنطقة أمينونو في إسطنبول (أ.ب)

تركيا تتمسك ببرنامجها الاقتصادي رغم التوتر الداخلي و«رسوم ترمب»

أكدت تركيا أنها لن تغير برنامجها الاقتصادي بسبب التطورات الأخيرة في الأسواق وكذلك بالتجارة العالمية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد أوراق نقدية من الوون الكوري الجنوبي واليوان الصيني والين الياباني فوق أوراق نقدية من فئة 100 دولار أميركي (رويترز)

السندات الآسيوية تجذب أكبر تدفقات أجنبية في 7 أشهر خلال مارس

استقطبت السندات الآسيوية خلال شهر مارس (آذار) أكبر تدفقات استثمارية أجنبية شهرية لها منذ 7 أشهر، مدفوعةً بتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«شيفرون» تعلن عن أول إنتاج للنفط في مشروع «باليمور» في خليج المكسيك

شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT
20

«شيفرون» تعلن عن أول إنتاج للنفط في مشروع «باليمور» في خليج المكسيك

شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

أعلنت شركة «شيفرون»، عملاق النفط الأميركي، يوم الاثنين، أنها بدأت إنتاج النفط والغاز من مشروع في خليج المكسيك بالولايات المتحدة، مما يُقرّب الشركة خطوة نحو هدفها المتمثل في زيادة الإنتاج من حوض المحيط بنسبة 50 في المائة هذا العام.

يتألف مشروع «باليمور»، الذي تبلغ تكلفته 1.6 مليار دولار، والواقع على بُعد نحو 160 ميلاً جنوب شرقي نيو أورلينز، من 3 آبار من المتوقع أن تُنتج ما يصل إلى 75 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً.

وتهدف «شيفرون» إلى زيادة إنتاج النفط والغاز من الخليج إلى 300 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً بحلول عام 2026، وفي الوقت نفسه، تعمل على خفض التكاليف بما يصل إلى 3 مليارات دولار في جميع أنحاء أعمالها.

وبدلاً من بناء منصة إنتاج جديدة في «باليمور»، ستنقل الآبار النفط والغاز إلى منصة قائمة، وهو ما قالت الشركة إنه سيسمح لها بزيادة الإنتاج بتكلفة أقل.

وقال بروس نيماير، رئيس قسم الاستكشاف والإنتاج في الشركة للأميركتين، في مقابلة: «يتميز مشروع باليمور بربطه بمنشأة قائمة، مما سمح لنا بطرح الإنتاج في السوق بسرعة أكبر». وأضاف أن هذا المشروع هو الأول لشركة شيفرون في تكوين جيولوجي في الخليج يُسمى نورفليت؛ حيث شهدت صناعة النفط والغاز تاريخياً اكتشافات أقل مقارنة بأجزاء أخرى من حوض المحيط.

وأوضح نيماير أن التطورات التكنولوجية أساسية لتوسيع نطاق استكشاف الموارد، مثل استخدام عُقد قاع المحيط، ما يسمح لعلماء الجيوفيزياء بجمع بيانات أفضل تحت قاع المحيط.

تُشغل شركة «شيفرون» مشروع باليمور بحصة 60 في المائة، بينما تمتلك شركة «توتال إنرجيز»، المالكة المشاركة، حصة 40 في المائة. وتمتلك «باليمور» ما يُقدر بنحو 150 مليون برميل من المكافئ النفطي من الموارد القابلة للاستخراج. وتمتلك الشركة 370 عقد إيجار في خليج المكسيك، وتتوقع المشاركة في صفقة إيجار هذا العام من قِبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفقاً لنيماير.

يأتي إطلاق شركة «باليمور» الناشئة بعد إعلان شركة «شيفرون» عن أول إنتاج نفطي في أغسطس (آب) من مشروع أنكور في خليج المكسيك، الذي يُعدّ إنجازاً تكنولوجياً رائداً، إذ يُمكنه العمل في ضغوط مياه عميقة تصل إلى 20 ألف رطل لكل بوصة مربعة.