شركات التكنولوجيا العالمية تطلق أنواعاً شتى من الأجهزة الجديدة والمتطورة

من بينها شاشات تلفزيون شفافة... وجزمة بالذكاء الاصطناعي

التلفزيون الشفاف من ال جي
التلفزيون الشفاف من ال جي
TT
20

شركات التكنولوجيا العالمية تطلق أنواعاً شتى من الأجهزة الجديدة والمتطورة

التلفزيون الشفاف من ال جي
التلفزيون الشفاف من ال جي

شهدت الآونة الأخيرة إطلاق شركات التكنولوجيا العالمية أنواعاً شتى من أجهزة جديدة ومتطورة. وفيما يلي بعض أحدث الأجهزة التكنولوجية، التي لفتت الانتباه هذا الموسم، وفقاً لـ«يو إس إيه توداي».

تلفزيون شفاف ومشَّاية القمر

> تلفزيون «إل جي سيغنيتشر أو إل إي دي» الشفاف (LG Signature Transparent OLED TV) ـ 60 ألف دولار.

ما من وصف يليق بشاشة «سيغنيتشر ترانسبارنت أول إل إي دي» من «إل جي»، سوى أنها مذهلة. وتتميز الشاشة بشفافيتها، ما يعني أنه بإمكانك الرؤية من خلالها، حتى في أثناء عرض أي شيء على الشاشة. ولدى لمس جهاز التحكم، يرتفع غشاء داكن من القاعدة، ما يحوّلها إلى تلفزيون «4 كيه» رائع من الجيل الجديد، بمظهر طبيعي.

والآن، كيف تعمل الشاشة؟ يشبه الأمر تحول لون النظارات الشمسية من شفاف إلى داكن عند الخروج إلى أشعة الشمس. وتتكون الشاشة من مجموعة من الصمامات الثنائية العضوية الباعثة للضوء (أو إل إي دي) مطبوعة على قطعة زجاجية شفافة لا يزيد عرضها عن عرض الهاتف الذكي. أما قاعدة الجهاز فأوسع، لأنها تحتوي على جميع السماعات ومكونات التلفزيون المهمة الأخرى. ومع ذلك، يبقى هذا التلفزيون أنيقاً وعصرياً في مظهره.

وبجانب ميزاته السابقة، فهو لاسلكي كذلك، ما يعني أنه يمكنك وضعه أمام نافذة مباشرة دون حجب أي رؤية، وإلا لماذا قد ترغب في اقتناء شاشة شفافة؟

> مونووكرز آيرو (Moonwalkers Aero) أو «مشّاية القمر الهوائية» - 1200 دولار... يُشعرك ارتداء زوج من جزمات «شيفت روبوتيكس مونووكرز آيرو» الروبوتية الجديدة «المدعومة بالذكاء الاصطناعي»، وكأنك تخطو نحو المستقبل، خاصة أنها تعينك على المشي أسرع 7 مرات من المعتاد، وكأنك تسير على أحد الأرصفة المتحركة في المطارات. أما سرعتها القصوى، فتبلغ نحو 7 أميال (11.2 كيلومتر) في الساعة، ويمكنها قطع مسافة تتراوح بين 5 و7 أميال (8 إلى 11.2 كيلومتر) بشحنة واحدة، أي ما يعادل قرابة ساعة ونصف ساعة من «وقت المشي» بها.

مع هذه الجزمة، لا يوجد ما تحتاج إلى تعلمه، فلزيادة السرعة، ليس عليك سوى أن تخطو خطوةً أكبر. وللإبطاء أو التوقف، عليك الإبطاء فقط أو التوقف ببساطة. وتعمل الفرامل المتجددة المدمجة بالحذاء على إبطائك وإيقافك بسلاسة، على غرار آلية عمل الفرامل في معظم السيارات الكهربائية.

السؤال الآن... هل هي ممتعة؟ بالتأكيد. ومع ذلك، يبقى الهدف الأعمق من ورائها مساعدة عمال المصانع والمستودعات ــ قرابة 6 ملايين داخل أميركا وحدها ــ على تعزيز الإنتاجية بمجهود أقل.

نظارات مطورة وكراسي «فرعونية»

> نظارات شمسية متغيرة الألوان «كاميلو أورا» (Chamelo’s Aura Color - Changing Sunglasses ـ 385 دولاراً.

تحتل نظارات «أورا»، من «كاميلو»، مكانة متفردة باعتبارها أول نظارة شمسية بالعالم تغير ألوانها بلمسة إصبع بسيطة. وعبر لمسة لجانب الإطار، تتبدل ألوان عدسات النظارة بين درجات ألوان زاهية. وأكدت الشركة أنها صمّمت خصيصاً «بشكل علمي للتأثير على المشاعر وتعزيز الشعور بالراحة».

ومع أنه لم يتم التيقن من هذا الجانب خلال التجربة، فإنها تلقت كثيراً من الإطراءات في كل مكان. وعندما يستعرض مرتديها ميزة لمس العدسات السحرية، تتصاعد من حوله تعبيرات الدهشة والإعجاب.

وبالتأكيد، ثمة سبب وجيه لاختيار مجلة «تايم» نظارة «أورا» باعتبارها أفضل اختراع للعام. وفي العادة، يستغرق تحول العدسات من لون لآخر نحو 30 ثانية لتعتيم لونها الخارجي، وبضعة دقائق للعودة إلى لونها الداخلي الفاتح. أما في «أورا»، فإن الأمر لا يحتاج أكثر من جزء من الثانية، وذلك بفضل غشاء مرن من الكريستال السائل يجري التحكم فيه إلكترونياً، عن طريق النقر أو تحريك الإصبع على الصدغين.

> كرسي التدليك «فرعون كيو» من «بودي فريند» (BodyFriend Pharaoh Q Massage Chai) 15 ألف دولار.

"مشَاية القمر"
"مشَاية القمر"

يمثل هذا نمطاً مختلفاً من الروبوتات، يعد بمثابة «رولز رويس» كراسي التدليك. ويعدّ «فرعون كيو» من أفخم الموديلات المتوفرة في السوق، خاصة أنه يجمع بين التكنولوجيا المتطورة والتصميم الفاخر المستوحى من ملوك المصريين القدماء. ويتميز بمقعد من الجلد الطبيعي، ونظام استيريو مدمج عالي الجودة، وشاشة لمس للتحكم.

وتتحرك كرات التدليك رباعية الأبعاد لأعلى وأسفل ولليسار واليمين، كما أنها تضبط شدتها وسرعتها ديناميكياً، ما يوفر تدليكاً أعمق وأكثر راحة. ويغطي التصميم الهجين لمساري «L- Track» و«S - Track» المنطقة من الرقبة إلى الأرداف، ما يضمن تغطية كاملة للظهر وأسفل الجسم.

ويعتمد تدليك الضغط الهوائي على 64 وسادة هوائية لضغط كامل الجسم، الأمر الذي يعزز الدورة الدموية ويقلل توتر العضلات.

ومن بين الميزات الأخرى إتاحة الاستلقاء في حالة انعدام الجاذبية، لتخفيف الضغط على العمود الفقري، علاوة على توفير علاج حراري بالأشعة تحت الحمراء في منطقتي أسفل الظهر وربلة الساق. أضف إلى ذلك، مكبرات صوت بلوتوث مزودة بإضاءة متغيرة.

وتتحرك كل ساق بشكل مستقل لتدليك واسترخاء وتمديد عضلات الجذع وأسفل الجسم. ويسخن الكرسي، ويستخدم بكرات وضغطاً هوائياً وضغطاً بالإبر، لتوفير راحة متوسطة وعميقة للأنسجة من الأعلى إلى الأسفل.

يتيح الكرسي كذلك مجموعة من تمارين التمدد، تسهم في تدليك أسفل الظهر وتطبيق ضغط إبري عليه، علاوة على عضلات الساق والقدمين وأوتار الركبة لتحسين الدورة الدموية.

كما تتحرك وحدة التدفئة «XD-PRO» عبر 80 مرحلة بدقة مذهلة، لتوفر تدليكاً دقيقاً يضاهي براعة اليد البشرية. ويحمل هذا الكرسي فوائد مذهلة لكبار السن، على وجه الخصوص، للحفاظ على قدرة الحركة وتخفيف التوتر.


مقالات ذات صلة

تقنية جديدة تحوّل إشارات الدماغ إلى كلام طبيعي في أقل من ثانية

تكنولوجيا التقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليل زمن الاستجابة إلى أقل من ثانية واحدة (Noah Berger)

تقنية جديدة تحوّل إشارات الدماغ إلى كلام طبيعي في أقل من ثانية

نجح باحثون بتطوير تقنية تُحول إشارات الدماغ إلى كلام مسموع في الزمن الحقيقي، ما يعيد الأمل لفاقدي القدرة على النطق.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تساهم تقنيات  الذكاء الاصطناعي وأنظمة الكاميرات المتقدمة في تحسين جودة التعلّم الهجين وتعزز التفاعل في البيئات التعليمية (غيتي)

خاص التعليم والتدريب الهجين في السعودية... كيف تصنع التكنولوجيا فرقاً؟

يتطور التعليم السعودي بالذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي لدعم التعلم الهجين والاقتصاد المعرفي تماشياً مع «رؤية 2030».

نسيم رمضان (الرياض)
تكنولوجيا يرى خبراء صعوبة  إجراء تحليل دقيق للعبة باستخدام الذكاء الاصطناعي إلا عندما يتداخل اللاعبون الرقميون والحقيقيون بشكل مثالي (ETH)

ثورة في التحكيم والتحليل... مشروع لخفض تكلفة الذكاء الاصطناعي في كرة القدم

تسعى جامعة «ETH» زيورخ و«فيفا» لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة في كرة القدم لتعزيز التحكيم وتحليل الأداء بشكل شامل وعادل.

نسيم رمضان (لندن)
تحليل إخباري تهدد الرسوم الجمركية الجديدة على التكنولوجيا برفع أسعار الأجهزة للمستهلكين بشكل مباشر (رويترز) play-circle 02:37

تحليل إخباري كيف تهدد الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة مستقبل المستهلك التكنولوجي؟

تهدد الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة بارتفاع أسعار الأجهزة التكنولوجية وتعطل سلاسل التوريد وتقلص الابتكار، كما تضع المستهلك أمام خيارات أقل وتكاليف أعلى.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «كوبايلوت» هو محور الحدث المرتقب في الذكرى الـ50 لـ«مايكروسوفت» ويمثل انتقال الشركة من ريادة البرمجيات إلى قيادة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

في الذكرى الخمسين لتأسيسها... هل يتحوّل «كوبايلوت» إلى عقل «مايكروسوفت» الجديد؟

يُتوقع أن تكشف «مايكروسوفت» عن توسعات كبيرة في مساعدها الذكي «كوبايلوت» ضمن احتفالها بمرور 50 عاماً، مؤكدة انتقالها نحو ريادة الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

استكشاف القمر.. كنز بيانات حديثة في متناول العلماء

التقطت  "بلو غوست" ا صورة ذاتية لنفسها مع وجود كوكب الأرض في الخلفية
التقطت "بلو غوست" ا صورة ذاتية لنفسها مع وجود كوكب الأرض في الخلفية
TT
20

استكشاف القمر.. كنز بيانات حديثة في متناول العلماء

التقطت  "بلو غوست" ا صورة ذاتية لنفسها مع وجود كوكب الأرض في الخلفية
التقطت "بلو غوست" ا صورة ذاتية لنفسها مع وجود كوكب الأرض في الخلفية

أسفر نجاح سفينة شركة «فايرفلاي إيروسبيس» في الهبوط على سطح القمر عن كنز من البيانات التي سوف يبحث فيها العلماء لسنوات.

رهانات «ناسا»: خيبة ونجاح

لقد راهنت وكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» قبل بضع سنوات على أن الشركات التجارية قادرة على إجراء التجارب العلمية على سطح القمر بميزانية أقل مما تستطيعها الوكالة نفسها. وكان ذلك رهاناً خاسراً في العام الماضي. فقد أخطأت أول سفينة فضائية ممولة من ناسا الهبوط على القمر كليةً. وهبطت السفينة الثانية، لكنها سقطت.

ولكن في شهر مارس (آذار) الماضي، نجحت سفينة هبوط آلية تسمى «بلو غوست» Blue Ghost ، من إنتاج شركة «فايرفلاي إيروسبيس» في سيدار بارك، بولاية تكساس، من البداية إلى النهاية.

في 16 مارس (آذار)، كان المزاج العام في مقر عمليات مهمة «فايرفلاي» خارج مدينة أوستن عبارة عن مزيج من السعادة والكآبة. لم يكن هناك ما يدعو للقلق، ولم يكن هناك ما يمكن فعله، باستثناء احتمال مشاهدة السفينة الفضائية للشركة وهي تموت.

وعلى بعد ربع مليون ميل، كانت الشمس قد غربت بالفعل على «ماري كريسيوم»، وهو سهل الحمم البركانية القمرية، حيث جمعت سفينة «بلو غوست» الملاحظات العلمية على مدى أسبوعين.

وبالنسبة للسفينة الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، كانت الساعات المتبقية معدودة وقليلة.

وقال راي ألينسوورث، مدير برنامج المركبات الفضائية في شركة «فايرفلاي» بعد ظهر ذلك اليوم: «أعتقد أن المزاج العام رائق». وأضاف: «أعتقد أن الناس متحمسون ويشعرون بنوع من الارتياح لرؤية مدى نجاح المهمة ويقضون بعض الوقت في الاستمتاع بالساعات القليلة الأخيرة مع سفينة الهبوط».

وفرة من البيانات الجديدة

وبعد سنوات من الجهود والاستثمار لم يحصل العلماء على الكثير من وضع حمولاتهم العلمية في المهمات القمرية التجارية الأخرى، إذ انتهى بهم الأمر بالقليل أو لا شيء. أما أولئك الذين كلفتهم ناسا بمهمة «بلو غوست»، فقد خرجوا بوفرة من البيانات الجديدة للعمل عليها. وأقر روبرت غريم، العالم في معهد ساوث ويست للأبحاث في بولدر، بولاية كولورادو، الذي أشرف على إحدى حمولات الأجهزة العلمية، بحسن حظه.

كانت إحدى تجارب ناسا قد جمعت البيانات في الوقت الذي هبطت فيه سفينة «بلو غوست». فقد التقطت أربع كاميرات مناظر من زوايا مختلفة لعادم محركات الدفع في السفينة الفضائية في أثناء قذفها للغبار القمري وحفرها فوهة صغيرة.

وقال بول دانيهي، أحد العلماء الذين يعملون في المشروع المعروف باسم «الكاميرات المجسمة لدراسات سطح القمر» (SCALPSS)، إن «هذا يمنحنا القدرة باستخدام هذه الكاميرات على قياس الأشكال الثلاثية الأبعاد».

مخاطر الغبار القمري

ويريد المهندسون فهم هذه الديناميكيات لمنع الكوارث المحتملة عندما تهبط مركبات فضائية أكبر وأثقل، مثل سفينة الفضاء «ستارشيب» التابعة لشركة «سبيس إكس» برواد الفضاء على سطح القمر. وإذا أقامت ناسا موقعاً أمامياً على القمر، فمن شأن المركبات الفضائية العودة إلى ذلك الموقع أكثر من مرة. ويمكن أن تؤدي الصخور المتطايرة لأعلى إلى تعطيل محرك السفينة الفضائية الهابطة أو إلحاق الضرر بالهياكل القريبة.

وفي نظرة مبكرة إلى الصور، كانت إحدى المفاجآت هي أن عمود العادم من محركات الدفع بدأ في قذف الغبار القمري عندما كانت سفينة «بلو غوست» لا تزال على ارتفاع نحو 50 قدماً فوق سطح القمر، أي بارتفاع أعلى مما كان متوقعاً. ومن المقرر أن يقوم نظام الكاميرا هذا نفسه، الذي سيوضع في سفينة للهبوط أكبر بكثير، وهي «بلو مون مارك 1» بتسجيل سحابة الغبار، وهي السفينة التي تخطط شركة «بلو أوريجين»، شركة الصواريخ التابعة لجيف بيزوس، لإرسالها إلى القمر في وقت لاحق من العام الحالي.

لا ترغب ناسا في فهم الغبار القمري أو الحطام الصخري المتراكم على سطح القمر فحسب، وإنما أيضاً كيفية التخلص منه. يمكن أن تكون هذه الجسيمات حادة وكاشطة مثل شظايا الزجاج، ما يشكل خطراً على الآلات وعلى رواد الفضاء. وقد وظفت تجربة أجريت على سفينة «بلو غوست» تُسمى «درع الغبار الكهروديناميكي» / مجالات كهربائية بهدف تنظيف الغبار من الأسطح.

اظهر جهاز "لونار بلانيت فاك" تقنية مبسطة لجمع الصخور والغبار
اظهر جهاز "لونار بلانيت فاك" تقنية مبسطة لجمع الصخور والغبار

تجربتان على باطن القمر

وقد جمعت تجربتان معلومات من شأنها أن تلقي الضوء على باطن القمر. وكانت حمولة الدكتور غريم هي المسبار القمري المغناطيسي، الذي كان أول مسبار من نوعه يتم نشره على سطح عالم آخر.

ولنشر المسبار، قامت قاذفات مزودة بنابض بقذف أربعة مسابر بحجم علب الحساء في أربعة اتجاهات مختلفة. تعمل المسابر - الموصولة بكابلات إلى سفينة الهبوط - مثل أجهزة قياس فرق الجهد الكهربائي (الفولتميتر) كبيرة الحجم. أما المكون الثاني، المرفوع فوق سارية يبلغ ارتفاعها ثمانية أقدام، فكان يقوم بقياس المجالات المغناطيسية.

وتكشف هذه القراءات مجتمعة عن الاختلافات التي تحدث بشكل طبيعي في المجالات الكهربائية والمغناطيسية، ما يخبرنا عن مدى سهولة تدفق التيارات الكهربائية في أعماق الأرض، وهذا يخبرنا بشيء ما عما يوجد في الأسفل. فعلى سبيل المثال، تكون خاصية التوصيل أقل ما تكون في الصخور الأكثر برودة.

كما نشرت سفينة «بلو غوست» مثقاباً هوائياً، باستخدام رشقات من غاز النتروجين لحفر التراب. واستخدمت إبرة في طرف الجهاز في قياس درجة الحرارة ومدى سهولة تدفق الحرارة عبر المادة. وبسبب وجود صخور في الطريق، نزل المثقاب لعمق نحو ثلاث أقدام فقط، وليس عشر أقدام كما كان مأمولاً.

وقال كريس زاكني، نائب رئيس قسم أنظمة الاستكشاف في شركة «هانيبي روبوتيكس» التي صنعت المثقاب: «يمكنك أن ترى في مقاطع الفيديو الصخور المتطايرة والشرر».

وأضاف الدكتور زاكني أن عمق ثلاث أقدام كان كافياً لإجراء القياسات العلمية. يمكن أن تقدم البيانات المستقاة من المثقاب وجهاز سبر العمق المغناطيسي تلميحات حول كيفية تشكل القمر والعوالم الصخرية الأخرى، أو لماذا يبدو الجانب القريب من القمر مختلفاً للغاية عن الجانب البعيد.

يقول الدكتور غريم: «إنه في الحقيقة سؤال أساسي حول جيولوجيا القمر الذي نحاول الإجابة عنه».

كما قامت شركة «هانيبي»، وهي جزء من شركة «بلو أوريجين»، ببناء جهاز ثانٍ يُسمى «بلانيت فاك» لإظهار تقنية مبسطة لجمع العينات. ويستخدم هذا الجهاز غازاً مضغوطاً لتحريك الحطام الصخري في إعصار صغير وتوجيهه إلى حاوية.

وسوف تُستخدم هذه التقنية في مهمة فضائية روبوتية يابانية تُعرف باسم «استكشاف أقمار المريخ»، التي سوف تجلب عينات من «فوبوس»، وهو أحد أقمار المريخ.

وقال الدكتور زاكني: «حقيقة نجاح هذه التقنية على سطح القمر يمنحنا الثقة بأنها ينبغي أن تنجح على قمر فوبوس أيضاً».

لم تركز تجربة براين والش على سفينة «بلو غوست» على دراسة القمر، بل على دراسة الأرض. وقال الدكتور والش، وهو أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة بوسطن: «إنها نقطة مراقبة ممتازة حقاً».

يهتم الدكتور والش بالفقاعة المغناطيسية للأرض التي تُحرف مسار جسيمات الرياح الشمسية. وقد سجّل تلسكوبه الأشعة السينية المنبعثة عندما تصطدم الجسيمات العالية السرعة من الشمس بالذرات في الغلاف الجوي العلوي للأرض. ويشابه الحد الفاصل بين المجال المغناطيسي للأرض والرياح الشمسية، مصارعي سومو يتدافعان ضد بعضهما. ومن المفترض أن يساعد النظر من بعيد العلماء على معرفة ما إذا كان هذا الحد يتغير ببطء أو بوثبات مفاجئة.

وهذا أمر مهم لأنه يؤثر على مدى قدرة المجال المغناطيسي للأرض على حمايتنا من القذفات العرضية الهائلة من الجسيمات المشحونة التي تقصف الكوكب في أثناء العواصف الشمسية.

يقول الدكتور والش: «نحن نحاول فهم كيف تُفتح تلك البوابة وكيف تتسرب الطاقة من خلالها».

وقد تركت سفينة «بلو غوست» بالفعل انطباعاً دائماً لا يُنسى. وقالت ماريا بانكس إنها عندما كانت تغادر مركز عمليات المهمة كل ليلة، كانت تنظر إلى القمر المعلق في السماء. وأضافت: «إنه الأمر الذي كان يوقفني بالأساس في كل يوم. لا أعتقد أنني سوف أرى القمر كما كان من قبل مرة أخرى، لأن مسبار فايرفلاي وأجهزتنا هناك سوف تكون هناك لبقية حياتي».