تقنية جديدة تمنح الأمل لمرضى حساسية المأكولات البحرية

البروفسور أندرياس ل. لوباتا مع بعض باحثي الفريق (جامعة جيمس كوك)
البروفسور أندرياس ل. لوباتا مع بعض باحثي الفريق (جامعة جيمس كوك)
TT
20

تقنية جديدة تمنح الأمل لمرضى حساسية المأكولات البحرية

البروفسور أندرياس ل. لوباتا مع بعض باحثي الفريق (جامعة جيمس كوك)
البروفسور أندرياس ل. لوباتا مع بعض باحثي الفريق (جامعة جيمس كوك)

«قد تكون المأكولات البحرية الأكثر أماناً في الطريق إليك»، وذلك وفق نتائج دراسة جديدة أظهرت أن تقنية «الأسماك المزروعة خلوياً» تُعطي أملاً للمرضى الذين يعانون من حساسية المأكولات البحرية.

ووفق الدراسة، فقد أسفرت التجارب التي أجريت على الأسماك المزروعة خلوياً، عن نتائج واعدة قد تعيد المأكولات البحرية إلى قائمة طعام ما بين 3 و5 في المائة من سكان العالم الذين يعانون من حساسية غذائية شديدة تجاه المأكولات البحرية.

ووجد باحثو جامعة جيمس كوك في كلية العلوم والهندسة، بالتعاون مع معهد تروبيكال فيوتشرز التابع لها في سنغافورة، أن الأسماك المزروعة خلوياً يمكن أن تُؤدي إلى إنتاج منتجات مأكولات بحرية أكثر أماناً مع انخفاض كبير في مخاطر الحساسية، وذلك بعد أن أظهر تحليلات أجريت على ثعبان البحر الياباني (أوناجي) المُستزرع علامات إيجابية.

وتُعدّ المأكولات البحرية مُسبباً رئيسياً للحساسية المفرطة في كثير من مناطق العالم.

وكما صرح البروفسور أندرياس ل. لوباتا، رئيس مختبر أبحاث الحساسية الجزيئية في جامعة جيمس كوك، فإن «الدراسة تُظهر نتائج واعدة للغاية».

وكان البحث قد بدأ قبل ما يقرب من عقد من الزمان بالعمل مع أطفال لديهم تاريخ سريري من الحساسية تجاه الأسماك العظمية.

وقال لوباتا: «لدينا قاعدة بيانات لأكثر من 100 طفل مصابين بحساسية مؤكدة تجاه الأسماك، وقد أثبتنا أن تفاعل الأسماك المزروعة خلوياً مع مسببات الحساسية المعروفة تجاه الأسماك في أجسامهم ضئيل جداً أو معدوم».

وأضاف في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «كان انخفاض مستويات مسببات الحساسية في الأسماك المزروعة خلوياً مفاجئاً للغاية بالنسبة لنا».

وكشفت نتائج البحث المُقدم في «المؤتمر العالمي للحساسية» الذي انعقد مؤخراً في سان دييغو بالولايات المتحدة، أن مُسببات حساسية الأسماك في ثعبان البحر الياباني المُستزرع كانت أقل بأكثر من 10 أضعاف مُقارنةً بثعبان البحر التقليدي.

ووفق الدراسة، فقد اعتمد هذا البحث على أخذ خلايا جذعية من الأسماك وزراعتها في مزرعة أنسجة حتى تصل إلى الحجم المناسب للأكل، حيث أظهرت النتائج أنها مماثلة تقريباً للأسماك العادية، بما في ذلك أي مخاطر تتعلق بالحساسية.

وكشفت النتائج عن انخفاض كبير في تلك المخاطر، بما في ذلك انخفاض يصل إلى ألف ضعف في مادة البارفالبومين، وهي المادة الأكثر شيوعاً المسببة لحساسية الأسماك.

وتنجم الحساسية تجاه الأسماك كرد فعل تحسسي تجاه أنواع معينة من البروتينات، مثل مادة البارفالبومين الموجودة في الأسماك ذات الزعانف، مثل التونة، والسلمون، وسمك السلور، وسمك القد.

جدير بالذكر أن الباحثين حصلوا على هذه النتائج دون أي تلاعب أو تعديل جيني يتم إجراؤه على هذا النوع من الأسماك.

اعتماد سنغافورة

وقد بدأت بالفعل عملية اعتماد المنتجات الجديدة من قِبل هيئة الغذاء السنغافورية، مع تركيز واضح على سلامة الغذاء، وأنه من الضروري أن تحتوي على نفس نكهة السمك ومستويات أحماض أوميغا 3 الدهنية، وهي صحية للغاية، إلى جانب جميع المكونات الأخرى الموجودة في الأسماك والمأكولات البحرية العادية.

ويتوقع البروفسور لوباتا أن يكون المنتج متاحاً للمستهلكين خلال السنوات القليلة المقبلة، مضيفاً أنهم «يتوقعون استثمارات عالمية تتراوح بين 10 و12 مليار دولار أميركي في صناعة إنتاج البروتين البديل خلال السنوات الأخيرة».

وأوضح لوباتا: «كخبراء في هذا المجال، نقوم بتحليل جميع البروتينات بدقة، ثم نقارن أنماط مسببات الحساسية، لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء غير آمن للمستهلكين».


مقالات ذات صلة

كارثة صامتة تهدد الملايين... دراسة تكشف سبباً خفياً لانتشار أمراض القلب

صحتك خلصت الدراسة إلى أن تلوث التربة والماء يساهم في انتشار الأمراض غير المعدية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية (رويترز)

كارثة صامتة تهدد الملايين... دراسة تكشف سبباً خفياً لانتشار أمراض القلب

كشفت دراسة جديدة عن وجود صلة بين تلوث التربة والماء وأزمة أمراض القلب، وقد تسببت الأمراض المرتبطة بالتلوث في وفاة ملايين الأشخاص سنوياً حول العالم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك بعض الأطعمة يسرِّع عملية الشيخوخة (رويترز)

ما تأكله بمنتصف العمر يؤثر على صحتك في السبعين

سعى فريق من الباحثين بقيادة علماء من كلية «هارفارد تي إتش تشان» للصحة العامة الأميركية، للإجابة عن سؤال: ما الذي يتطلبه بلوغ السبعين دون إصابة بأي أمراض مزمنة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يمكن تأخير العديد من الحالات المرضية أو الوقاية منها تماماً (رويترز)

8 علامات تسبق «متلازمة الموت المفاجئ» لدى الشباب

قد يُساعد التعرّف على العلامات التي عادةً ما تسبق «متلازمة الموت المفاجئ غير المنتظم» (SADS) واكتشافها، في الوقاية من الوفيات المبكرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق النشاط البدني يُسهم في تحسين جودة الحياة لدى كبار السنّ (جامعة برمنغهام)

الرياضة تُكافح الإرهاق الذهني لدى المسنّين

توصلت دراسة بريطانية إلى أن كبار السن الذين يمارسون الرياضة بانتظام يتمتعون بقدرة أفضل على مقاومة تأثيرات الإرهاق الذهني مقارنة بنظرائهم الخاملين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك «غاز الضحك» يُنشّط الدوائر العصبية المسؤولة عن تحسين المزاج (جامعة شيكاغو)

كيف يساعد «غاز الضحك» في التغلُّب على الاكتئاب؟

كشفت دراسة أميركية عن آلية عصبية جديدة تفسّر كيف يمكن لـ«غاز الضحك»، أو «أكسيد النيتروس»، أن يوفّر علاجاً فعّالاً وسريع المفعول للاكتئاب المقاوم للعلاج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

انطلاق النسخة الأولى من «أسبوع فنّ الرياض» بمشاركة محلية ودولية واسعة

قائدة مبادرة «أسبوع فن الرياض» الأميرة أضواء بنت يزيد آل سعود (واس)
قائدة مبادرة «أسبوع فن الرياض» الأميرة أضواء بنت يزيد آل سعود (واس)
TT
20

انطلاق النسخة الأولى من «أسبوع فنّ الرياض» بمشاركة محلية ودولية واسعة

قائدة مبادرة «أسبوع فن الرياض» الأميرة أضواء بنت يزيد آل سعود (واس)
قائدة مبادرة «أسبوع فن الرياض» الأميرة أضواء بنت يزيد آل سعود (واس)

انطلقت، اليوم، فعاليات النسخة الأولى من أسبوع فنّ الرياض، بتنظيم من هيئة الفنون البصرية، تحت شعار «على مشارف الأفق»، بمشاركة أكثر من 50 صالة عرض محلية وإقليمية ودولية، إلى المؤسسات الثقافية، ومجموعات فنية، يتخلّلها عدد من الحوارات وورش العمل والعروض الفنية في عددٍ من المواقع الثقافية بالعاصمة.

ويهدف أسبوع الفن في الرياض إلى دعم وتمكين الفنانين، وتعزيز التبادل الثقافي، إلى جانب تسليط الضوء على المشهد الفني بالمملكة ضمن سياق عالمي، من خلال منصة غير تجارية تحتفي بالتنوع الإبداعي وتفاعله مع الفنون المعاصرة.

يشارك في المعرض أكثر من 240 فناناً من أكثر من 25 دولة (واس)
يشارك في المعرض أكثر من 240 فناناً من أكثر من 25 دولة (واس)

وتتوزع الفعاليات في مواقع عدة بمدينة الرياض، من أبرزها حي جاكس ومركز الموسى، إذ يحتضن حي جاكس المعرض الرئيس الذي يستعرض 3 محاور رئيسة: الحياة اليومية، والمناظر الطبيعية، والزخارف، ويضم أكثر من 500 عمل فني، بمشاركة ما يزيد عن 240 فناناً من أكثر من 25 دولة، كما يشهد مركز الموسى تقديم معارض فردية وجماعية، في حين تُقام 3 معارض لمجموعات مدعوّة، تشمل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وفن جميل، والمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG».

وقالت رئيسة أسبوع الفن في الرياض سمو الأميرة أضواء بنت يزيد بن عبد الله، في كلمتها، خلال حفل الافتتاح: «إن أسبوع الفن في الرياض يُجسد روح التواصل بين الفنانين، ويعزز الحراك الثقافي من خلال أعمال متنوعة تُمثل تجارب محلية وعالمية، ومن اللافت أن نرى مشاركة فنانين سعوديين من صالات عرض دولية في حدث يضم أكثر من 50 صالة عرض، وأكثر من 500 عمل فني».

يضم المعرض أكثر من 50 صالة عرض (واس)
يضم المعرض أكثر من 50 صالة عرض (واس)

وبينت أن الفعالية تُقدّم برامج ثقافية متكاملة تشمل الحوارات وورش العمل والعروض الفنية، بمشاركة مؤسسات فنية محلية ودولية، ما يعكس حرص وزارة الثقافة وهيئة الفنون البصرية على نشر الثقافة والفن السعودي عالمياً.

من جانبها أوضحت الرئيس التنفيذي لهيئة الفنون البصرية دينا أمين أن أسبوع الفن في الرياض يُعد محطة مهمة، ضمن جهود الهيئة لتطوير القطاع الفني، وتعزيز حضوره محلياً ودولياً، ويتيح هذا الحدث منصة تسهم في إبراز المواهب السعودية وربطها بحوارات فنية عالمية، في سياقٍ يُظهر تطور البنية الثقافية بالمملكة، واتساع منظومة الفنون البصرية وفق مستهدفات «رؤية المملكة 2030».

يُذكر أن «أسبوع الفن في الرياض» يُعد إحدى المبادرات الاستراتيجية لهيئة الفنون البصرية؛ ويهدف إلى تطوير قطاع الفنون البصرية بالمملكة، وتمكين الفنانين، وتعزيز الحضور الثقافي للمملكة على المستويين الإقليمي والدولي.