رانيا عيسى لـ«الشرق الأوسط»: الدراما اللبنانية لا بدَّ أن تبلغ القمة

تطلُّ في مسلسل «نفس» بشخصية تختلف عمّا سبقها

في مسلسل «نفس» أدّت رانيا عيسى دور العمّة «سوسو» (صور الفنانة)
في مسلسل «نفس» أدّت رانيا عيسى دور العمّة «سوسو» (صور الفنانة)
TT
20

رانيا عيسى لـ«الشرق الأوسط»: الدراما اللبنانية لا بدَّ أن تبلغ القمة

في مسلسل «نفس» أدّت رانيا عيسى دور العمّة «سوسو» (صور الفنانة)
في مسلسل «نفس» أدّت رانيا عيسى دور العمّة «سوسو» (صور الفنانة)

بشخصية «ثريا» أو «سوسو»، تطلُّ الممثلة اللبنانية رانيا عيسى في مسلسل «نفس» الرمضاني. الدور، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»، لا يُشبهها بتاتاً، ومختلف عمّا قدّمته. وتشير إلى أنها راضية عما حقّقته من خلاله.

وعن سبب غيابها عن الشاشة، تردّ: «لم أغب كما يُخيَّل للبعض. العام الماضي، شاركتُ في مسلسل (نظرة حب). ولكن أعتقد أننا لم نوفَّق كما يجب، والعام الأسبق شاركتُ في (للموت). وربما لصغر الدورَيْن، لم أروِ عطش المتابعين. ولكن في (نفس)، أحضُر في حلقاته الـ30، وأعدُّ ذلك مكافأة بعد غياب».

سبق أن أدَّت أدوار بطولة ومشاركات في أعمال درامية وكوميدية، ولفتت المُشاهد بحرفيتها وأدائها الطبيعي من نوع السهل الممتنع. في «نفس»، عرفت كيف تجذب الجمهور بلغة جسد وملامح أسهمت في صقل شخصية العمّة «سوسو» التي تؤدّيها. توضح: «رغم البُعد بيني وبين الشخصية، فقد تفاعلتُ معها بشكل كبير. حتى عندما قرأتُ النصّ، بكيتُ تأثّراً. وفي مواقع التصوير، انسجمتُ كثيراً مع حالة بطلة العمل دانييلا رحمة، كنتُ أبادلها المشاعر عينها التي تنتابها».

رانيا عيسى مع معتصم النهار في مسلسل «نفس» (صور الفنانة)
رانيا عيسى مع معتصم النهار في مسلسل «نفس» (صور الفنانة)

تصف رانيا عيسى مسلسل «نفس» بقصة جميلة فيها كثير من الرومانسية الحالمة، كما تحمل رسائل اجتماعية وإنسانية: «تماهى المُشاهد مع الأحداث، واستمتع بمتابعة قصة حبّ تخرج على المألوف. راضيةٌ جداً عن دوري والعمل بشكل عام».

وتتوقّف عند اعتقاد البعض أنّ الدور الذي أدّته كان سهلاً: «العكس صحيح. التفاصيل صغيرة كانت تكتنفه، فخلعتُ عني عباءة رانيا عيسى لألبس شخصية (ثريا). كانت عين المخرج إيلي السمعان ثاقبة ومتابعة بنهم لكل حركة نقوم بها. هذه الملاحقة انعكست على الممثلين جهداً حصدنا ثماره الناجحة».

وترى أنّ الخلطة الفنّية التي ارتكز عليها المسلسل جاءت بمحلّها، فأُسند كل دور إلى الشخص المناسب: «عملية الكاستينغ كانت ممتازة. وتضمّن العمل ممثلين نفتخر بهم، من بينهم أحمد الزين وختام اللحام وجوزيف بو نصار. ولا يمكن أن ننسى عابد فهد ومعتصم النهار. فالأول صاحب شخصية قريبة إلى القلب، في حين تراكُم تجارب الثاني يبدو جليّاً على أدائه الممتع».

وعن الثنائية التي ألّفتها مع الممثل وسام صبّاغ، تقول: «أعرفه منذ بداياتي وتربطنا صداقة قوية. ننسجم معاً في التمثيل، مما يظهر بوضوح على الشاشة. أما دانييلا فسبق أن تعاونا معاً في (العودة) و(أولاد آدم). لقد قدّمتْ دوراً صعباً في (نفس)، وخلال المرحلة الأولى من المسلسل، عندما أدَّت شخصية الشابة المكفوفة، تطلّب الأمر منها دقة متزايدة في الأداء؛ واكبتُها فيها بكل جوارحي ومشاعري، وانسجمتُ معها حدّ أنني كنتُ أبكي وأفرح عندما تنتابها هذه الأحاسيس».

أبطال المسلسل دانييلا رحمة وعابد فهد ومعتصم النهار (البوستر الرسمي)
أبطال المسلسل دانييلا رحمة وعابد فهد ومعتصم النهار (البوستر الرسمي)

لشدّة ما تأثّرت في دور «ثريا»، شعرت الممثلة اللبنانية لوهلة بأنها اكتفت بتقديم هذا النوع من الأدوار: «لوّنتُ كثيراً بأدواري خلال مشواري التمثيلي، ونوّعتُ بالشخصيات التي تقمّصتها في (عنبر 6)، و(أولاد آدم)، و(أصحاب 3)، و(نضال) وغيرها. تطلّعاتي كبيرة وأنتظر الفرصة المناسبة لأُخرج طاقات تسكنني، لا سيما في دور مركَّب».

وفي سياق متصل، تُبدي اعتزازها في مسلسل «بالدم»: «فخورة بكونه صناعة لبنانية بامتياز. إنتاجاتنا المحلّية قليلة، وهذا ينعكس سلباً على عدد كبير من الممثلين. فهم يقبعون في منازلهم في غياب أعمال يمكن المُشاركة بها. ولكنني من ناحية ثانية، متأكدة أن الدراما اللبنانية ستصل يوماً إلى القمة».

تُجسّد شخصية البصّارة في فيلم «جن كيز» (صور الفنانة)
تُجسّد شخصية البصّارة في فيلم «جن كيز» (صور الفنانة)

من جهة أخرى، تحلُّ رانيا عيسى بطلةً في فيلم «جن كيز» الذي يُعرَض في صالات السينما قريباً، وتصفه بالكوميدي الملوَّن بالفانتازيا والمغامرات. فيه تُجسّد دور بصّارة تكتشف مكان وجود 3 مفاتيح لصندوق الكنز، ويُشاركها فيه الممثل جاد أبو علي، وهو من إخراج عباس فضل الله. تُعلّق: «متحمّسة جداً، لا سيما أنني أؤدّي فيه دور البطولة. وسيستمتع بموضوعه رواد السينما؛ لأنه ترفيهي ويصلح لجميع الأعمار. اللبناني بات يبحث اليوم عمّا يرسم الابتسامة على ثغره، وسيجد مبتغاه في هذا الفيلم اللذيذ».

سبق أن شاركت عيسى في أفلام سينمائية، من بينها «غنوجة بيّا» و«حلوة وكذابة». وتُبدي انطباعها عن العمل السينمائي مقارنةً بالدرامي التلفزيوني: «السينما تُحمّل الممثل مسؤولية أكبر؛ لأنّ الوقت أقصر للتصوير. فليست لديه فرصة إعادة مشهد أو لقطة. فيما هذا الأمر متاح بشكل أكبر في العمل الدرامي». وتستذكر أوقات تصوير الفيلم: «كنا نصوّر خلال الحرب الأخيرة في إحدى بلدات منطقة عاليه. عشنا بقلق طوال الوقت حول ما يجري على أرضنا».

ينطلق فيلم «جن كيز» في صالات السينما الشهر المقبل (بوستر العمل)
ينطلق فيلم «جن كيز» في صالات السينما الشهر المقبل (بوستر العمل)

وعن تطلّعاتها للمستقبل، تختم: «أرغبُ في تحقيق أحلام كثيرة، فطموحاتي لا حدود لها. لكنني بلغتُ مرحلة العيش كل يوم بيومه. وبعد فقداني شقيقتي، صرتُ أرى من منظار آخر. فقدتُ لذّة الحياة وازداد الأمر تفاقماً بعد 5 سنوات عجاف عشناها تحت تأثير أزمات عدّة في لبنان. تعرّضتُ لخسارات على الصعيد الشخصي. وهمّي الأول والأخير اليوم محوره تأمين حياة آمنة وسعيدة لأولادي».


مقالات ذات صلة

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق المسلسل لا يحتمل التطويل ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش (البوستر الرسمي)

«نفس»... نصف المسلسل الفارغ يطغى على نصفه الملآن

تبلغ الفكرة المُشاهد بقدم واحدة. لديها ما تقوله عن الأنفاق التي تنتهي بضوء هو قدَر المؤمنين بعظمة تخطّي العتمة. لكنَّ النيّة شيء وترجمتها على الشاشة شيء آخر.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق نقاط عدّة تجمعه بشخصية الدكتور «آدم» (إنستغرام)

سعيد سرحان لـ«الشرق الأوسط»: أنتظر نهاية «بالدم» لنحتفل بالإنجاز

يرى سعيد سرحان أنّ المنتج جمال سنان سار بخطّة مُحكَمة. فلم يتسرَّع عندما أدرك قدرات أولاد بلده الفنّية. وتطلّب الأمر جرأة لم يتشجّع أحد مؤخراً للإقدام عليها.

فيفيان حداد (بيروت)

المخرج الفلبيني لاف دياز: الأعمال «البطيئة» لها جمهور عريض

المخرج الفلبيني لاف دياز (ملتقى قمرة السينمائي)
المخرج الفلبيني لاف دياز (ملتقى قمرة السينمائي)
TT
20

المخرج الفلبيني لاف دياز: الأعمال «البطيئة» لها جمهور عريض

المخرج الفلبيني لاف دياز (ملتقى قمرة السينمائي)
المخرج الفلبيني لاف دياز (ملتقى قمرة السينمائي)

كشف المخرج الفلبيني والرائد في «السينما البطيئة»، لاف دياز، والمعروف بـ«الأب الروحي للسينما الفلبينية»، فلسفته الخاصة وعشقه لهذا النوع من الفن الذي يروي حكايات يكتبها بنفسه، وتعرض عبر مدة قد تتعدى الـ10 ساعات، مشيراً إلى أن مشاهدة الأفلام في عطلة نهاية الأسبوع ملأت ذاكرته بالصور حتى امتزجت السينما بروحه.

وقال دياز في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إنه يعتبر أفلامه وكأنها رواية طويلة ويحصل على وقته كاملاً في صناعتها مهما كلفه الأمر من وقت ومجهود، مضيفاً: «لا أريد حصر السينما وحكاياتها المشوقة والمثيرة في لقطات سريعة، ولا أنظر للوقت في أعمالي، ولا ألتزم بالحبكة، بل أطور القصة وفق رؤيتي».

وتابع: «لا أركز على شعور الجمهور سواء بالملل أو الارتياح تجاه العرض المطروح بالسينما، بل يكون تركيزي على المنحى التصاعدي للأحداث كما أريده، وكيفية عرض قصتي بأريحية لتصل فلسفتي لمن يريد مهما كانت المدة».

وأوضح دياز أن هناك من اشتكى له طول المدة التي يعتمدها في أفلامه، لكنه يركز فيما يريد ويترك للجمهور حرية الرأي في المتابعة من عدمه: «أكتب نصوصي بنفسي وأشعر وكأنني بداخل الحكاية ولا أريدها أن تنتهي مهما حصل؛ فالحبكة تجذبني شيئاً فشيئاً وأطورها كيفما أشاء».

وتحدث المخرج الفلبيني المعروف بأعماله التأملية التي يستعرض من خلالها روح بلاده وتاريخها المضطرب، وفق قوله، خلال ندوته بصفته خبيراً سينمائياً بملتقى «قمرة السينمائي» في دورته الـ11، والتي تقام راهناً في العاصمة القطرية الدوحة، وتستمر حتى 9 أبريل (نيسان) الجاري بتنظيم من «مؤسسة الدوحة للأفلام».

وذكر دياز خلال الندوة أن السينما أداة لفهم الإنسانية، كما تطرق إلى قسوة الديكتاتوريات التي دمرت بلاده، وفق قوله. مطالباً صناع الأفلام بتقديم المزيد عن الواقع وتوثيقه لاستكشاف الروح الفلبينية، مؤكداً أن السينما أمر روحي تعكس الواقع الذي يعيش بداخلنا.

وحسب دياز فقد تأثرت أفلامه بكلاسيكيات فيودور دوستويفسكي وليو تولستوي، التي عشق صفحاتها، خصوصاً فيلم «المرأة التي غادرت»، الذي قدمه قبل 9 سنوات، واستوحاه من قصة قصيرة للكاتب الروسي ليو تولستوي بعنوان «الله يرى الحقيقة لكنه يمهل»، ونال جائزة «الأسد الذهبي» بمهرجان «البندقية السينمائي» في دورته الـ73.

المخرج الفلبيني لاف دياز والخبير السينمائي ريتشارد بنيا أثناء الندوة (ملتقى قمرة السينمائي)
المخرج الفلبيني لاف دياز والخبير السينمائي ريتشارد بنيا أثناء الندوة (ملتقى قمرة السينمائي)

ونوه دياز إلى أن فيلم «مانيلا في مخالب النور»، الذي قدمه المخرج لينو بروكا منتصف السبعينات صدمه بشدة وغير مفهومه ونظرته للسينما وكيف أنها أداة قوية للتغيير؛ لأنه كان أول فيلم فلبيني يتضمن إدراكاً اجتماعياً عميقاً.

وأكد المخرج الفلبيني أن انتقاله إلى أميركا ثم العمل بصفته صحافياً في صحيفة «فيليبينو ديلي إكسبرس»، بولاية نيوجيرسي شكلا نقطة تحول في مسيرته الإخراجية، وبدأت فلسفته في فهم الزمان والمكان بالسينما تتضح، حيث قدم فيلمه «شارع ويست سايد» مطلع الألفية الجديدة، خلال مدة زمنية تقارب الـ5 ساعات من أجل استعراض واقع الشتات الفلبيني في أميركا بعد عدة تجارب سينمائية قصيرة، موضحاً أن «للشعوب في الفلبين وجنوب شرقي آسيا نظرة مختلفة تجاه الزمان والمكان».

وقدم دياز من قبل فيلم «تطور أسرة فلبينية»، الذي وصلت مدته إلى 11 ساعة، بينما استغرق إنجازه 10 سنوات، وذلك من أجل رؤية الحياة عبر نافذة السينما بمنظوره كي يتعايش الناس مع الأحداث من دون تلاعب، وفق قوله.