الممثل الأميركي «الذكي والشجاع»... وفاة فال كيلمر عن 65 عاماً

تألق في أفلام «توب غان» و«ذا دورز» و«باتمان فوريفر»

فال كيلمر (أ.ب)
فال كيلمر (أ.ب)
TT

الممثل الأميركي «الذكي والشجاع»... وفاة فال كيلمر عن 65 عاماً

فال كيلمر (أ.ب)
فال كيلمر (أ.ب)

توفي الممثل الأميركي فال كيلمر عن عمر ناهز 65 عاماً، بسبب التهاب رئوي.

تألق كيلمر في أفلام مثل «توب غان» و«ذا دورز» و«باتمان فوريفر»، واكتسب شهرة كبيرة بتأدية الأدوار الشريرة في هوليوود. وُلد كيلمر في كاليفورنيا وكان أحد أبرز نجوم هوليوود في التسعينات، قبل أن يدخل في خلافات كثيرة مع مخرجين وممثلين آخرين وتلحق به سلسلة من الإخفاقات، مما أثَّر سلباً على مسيرته الفنية.

فال كيلمر (إ.ب.أ)

وقالت ابنته مرسيدس لوسائل الإعلام الأميركية، إن والدها توفي يوم الثلاثاء في لوس أنجليس بسبب الالتهاب الرئوي. وأشارت الى أن والدها شُخِّص بسرطان الحلق عام 2014، لكنه تعافى لاحقاً.

وأثّرت جراحة القصبة الهوائية على صوته وقلَّصت من مسيرته التمثيلية، لكنه عاد إلى الشاشة ليعيد تمثيل دور الطيار المقاتل «أيس مان» إلى جانب توم كروز في فيلم« Top Gun» عام 2022.

فال كيلمرعلى مسرح سيمبلي شكسبير في قاعة والت ديزني للحفلات الموسيقية 28 أكتوبر 2019 (أ.ف.ب)

وُلد فال إدوارد كيلمر في 31 ديسمبر (كانون الأول) 1959، ونشأ في عائلة من الطبقة المتوسطة في لوس أنجليس.

كان والداه من حركة «علماء مسيحيين»، وهي حركة التزم بها كيلمر طوال حياته.

في سن السابعة عشرة، أصبح أصغر تلميذ آنذاك يُسجل في مدرسة جوليارد في نيويورك، إحدى أعرق معاهد الدراما في العالم.

ذكي وشجاع

وفي إشادةٍ به، قال مايكل مان، مخرج فيلم «هيت»: «في أثناء عملي مع فال في فيلم (هيت)، لطالما أُعجبتُ بمدى تنوع شخصيته، وقدرته على التعبير عن مشاعره بقوة».

وكتب مان على «إنستغرام»: «بعد سنواتٍ طويلةٍ من معاناة فال مع المرض والحفاظ على روحه المعنوية، هذا خبرٌ محزنٌ للغاية».

ونشر الممثل جوش جاد: «ارقد بسلام يا فال كيلمر. شكراً لك على تجسيد الكثير من أفلام طفولتي. لقد كنتَ بحق رمزاً».

وكتب الممثل الأمريكي جوش برولين على «إنستغرام»: «إلى اللقاء يا صديقي. سأفتقدك».

وأضاف: «لقد كنتَ مُفجّراً ذكياً، ومُتحدياً، وشجاعاً، ومُبدعاً للغاية. لم يبقَ الكثير من هؤلاء».

وكتب الممثل جيمس وودز: «كان أداؤه لشخصية الدكتور هوليداي في فيلم (تومبستون) هو ما يحلم به كل ممثل. عروضٌ رائعةٌ حقاً. من المحزن أن نفقده بهذه السرعة».

أما ويل كيمب، الذي ظهر في فيلم Mindhunters عام 2004 مع كيلمر، فقال: «ذكريات رائعة كثيرة من العمل معه. كان مرحاً، لا تُتوقَّع تصرفاته، وكريماً، ولطيفاً جداً معي بشكل عام عندما كنتُ جديداً في العمل».

بداية الشهرة

صنع كيلمر اسمه في الفيلمين الكوميديين «توب سيكرت!» عام 1984 و«ريل جينيس» في العام التالي، قبل أن يُرسخ مكانته التمثيلية بدور «آيس مان»، العدو اللدود لشخصية «مافريك» التي جسَّدها كروزي في فيلم «توب غان» عام 1986، أحد أهم أفلام ذلك العقد.

واصل كيلمر مسيرته في فيلم الخيال «ويلو» وفيلم الجريمة والإثارة «كيل مي أغين» -كلاهما إلى جانب الممثلة البريطانية جوان والي، التي تزوجها عام 1986. وفي عام 1988 رُزق الزوجان بطفلين.

وأثبت كيلمر موهبته الديناميكية ومرونته عندما جسّد ببراعة دور مغني الروك موريسون في فيلم «ذا دورز»، بعد 20 عاماً من وفاته.

كيلمر يقف لالتقاط صور قبل العرض الأول لفيلم «مقنع ومجهول» وهو يشارك فيه خلال مهرجان «صندانس» السينمائي لعام 2003 في بارك سيتي (أ.ف.ب)

وحقق فيلما «تومبستون» الذي لعب فيه كيلمر دور رجل السلاح «دوك هوليداي»، و«هيت» الذي ظهر فيه إلى جانب آل باتشينو وروبرت دي نيرو، نجاحاً باهراً.

وأخذ كيلمر عباءة «باتمان» من مايكل كيتون في فيلم «باتمان فوريفر» عام 1995، والذي حقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، لكن آراء النقاد كانت متباينة، مما دفع كيلمر إلى الانسحاب من فيلم باتمان التالي.

وفي عام 1997، ظهر في فيلم «ذا ساينت» بدور المجرم البارع وخبير التنكر -المقتبس عن روايات ليزلي تشارتريس، والذي ألهم أيضاً مسلسل الستينات التلفزيوني من بطولة روجر مور.

ولعب دور محقق خاص يتعاون مع لص روبرت داوني جونيور في فيلم «قبلة قبلة... بانغ بانغ» عام 2005.

في عام 2021، أصدر كيلمر فيلماً وثائقياً يروي لحظات النجاح والفشل في حياته ومسيرته الفنية. فيلم «فال»، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان «كان» السينمائي، يضم 40 عاماً من التسجيلات المنزلية، بما في ذلك حديثه باستخدام صندوق الصوت بعد جراحة السرطان.

واصل كيلمر التمثيل، لكنّ عودته بظهور قصير بدور «آيس مان» في الجزء الثاني من فيلم «توب غان» الذي طال انتظاره كانت مؤثرة للغاية.

قال كروز آنذاك: «أعرف فال منذ عقود، وعودته لأداء هذه الشخصية... إنه ممثلٌ قويٌّ لدرجة أنه عاد إليها على الفور».

الممثل الأمريكي فال كيلمر ينظر إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي لإنتاج «ديجا فو» أول فيلم سينمائي كبير يُصوَّر في نيو أورليانز منذ إعصار كاترينا عام 2006 (رويترز)

كيلمر الرسام

كان كيلمر فناناً أيضاً، وكثيراً ما كان يرسم لوحاتٍ مستوحاةً من أدواره السينمائية.

«كنتُ أعلم أنه سيُقدم شيئاً مثيراً للاهتمام»، صرحت الناقدة السينمائية لاروشكا إيفان زاده لبرنامج «توداي» على راديو «بي بي سي 4»، وقالت: «دوره في فيلم (ذا دورز) لخص جاذبيته وشخصيته».

كيلمر في حفل توزيع جوائز «غرامي» الرابع والخمسين في لوس أنجليس بكاليفورنيا 2012 (أ.ف.ب)

وقالت: «كان هناك شيءٌ ما مظلمٌ ومقلقٌ وحسيٌّ ومُدمرٌ للذات فيه. كانت هذه صفةً جعلته لا يقتصر على ذلك الشاب الوسيم المُملّ الذي يؤدي الكثير من الأدوار. كان هناك شيءٌ آخر يجري تحت السطح».

وأكدت الصحافية الأميركية في مجال الترفيه كي جيه ماثيوز ذلك، مُصرحةً لراديو «بي بي سي 5 لايف»: «إنه الفتى المُشاكس، إنه جريءٌ ووسيم، يُشبه نجوم هوليوود بالتأكيد. وأنا أُحب طريقة أدائه للأدوار».


مقالات ذات صلة

توفيق الزايدي: السينما السعودية تسير بخطى واثقة نحو العالمية

يوميات الشرق توفيق الزايدي خلال عرض فيلمه في العاصمة السويدية (إدارة مهرجان مالمو)

توفيق الزايدي: السينما السعودية تسير بخطى واثقة نحو العالمية

رأى أنّ السينما السعودية تسير عموماً بخطى واثقة نحو العالمية، خصوصاً من خلال التجارب التي ترتكز على المشتركات الإنسانية وتتجاوز الحواجز اللغوية واللهجية.

أحمد عدلي (مالمو (السويد))
يوميات الشرق أحمد فتحي في مشهد من مسلسل «اللعبة» (حسابه في فيسبوك)

أحمد فتحي: إضحاك الجمهور مسؤولية... ولم أندم على دور

أكّد الفنان المصري أحمد فتحي عدم ندمه على دورٍ قدَّمه، كاشفاً أنه تعرَّض لإخفاقات كثيرة ويتحمَّل ثمن اختياراته، وعدّ مهمّة إضحاك الجمهور «مسؤولية».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق ميشال حوراني في شخصية «أنور» الشريرة (صور الممثل)

ميشال حوراني لـ«الشرق الأوسط»: الجرأة ضرورية للممثل لتفادي التكرار

برنامج «عاطل عن الحرّية» الذي يقدّمه سمير يوسف يحمل في طيّاته قصصاً إنسانية، ويفتح نافذة جديدة للدراما اللبنانية...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الممثل الكوميدي البريطاني راسل براند يصل إلى محكمة وستمنستر في لندن (إ.ب.أ)

بتهم الاغتصاب والاعتداء... الممثل راسل براند يظهر أمام محكمة في لندن

وصل الممثل البريطاني راسل براند إلى مقر محكمة وستمنستر في لندن لمواجهة اتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي على أربع سيدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الممثل الأميركي جورج كلوني (رويترز)

«لا يهمني»... جورج كلوني يعلّق على وصف ترمب له بـ«الممثل المزيف»

صرّح النجم جورج كلوني بأنه غير قلق بشأن الإساءة اللفظية التي وجهها إليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد أن وصفه بأنه «ممثل سينمائي مزيف».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

النسخة العاشرة من «ليلة الأفكار»... جسور فكرية بين لبنان وفرنسا

وزيرة الثقافة السابقة في فرنسا ريما عبد الملك (المركز الثقافي الفرنسي)
وزيرة الثقافة السابقة في فرنسا ريما عبد الملك (المركز الثقافي الفرنسي)
TT

النسخة العاشرة من «ليلة الأفكار»... جسور فكرية بين لبنان وفرنسا

وزيرة الثقافة السابقة في فرنسا ريما عبد الملك (المركز الثقافي الفرنسي)
وزيرة الثقافة السابقة في فرنسا ريما عبد الملك (المركز الثقافي الفرنسي)

تنطلق النسخة العاشرة من «ليلة الأفكار» في 15 مايو (أيار)، بمشاركة إعلاميين وأدباء وكُتَّاب من لبنان وفرنسا، حيث يتحاورون مع الجمهور ضمن لقاءات تبدأ عند السابعة مساءً وتستمر حتى منتصف الليل.

وتُعدّ الأمسية هذه، حدثاً ثقافياً بارزاً يُحتفى به في أكثر من 100 بلد منذ انطلاقه في فرنسا عام 2016، ويوفّر لروَّاده سنوياً، مساحة فريدة لتبادل الأفكار والنقاش في أبرز التحديات المعاصرة.

تُشير مديرة المركز الثقافي الفرنسي في لبنان، سابين سيورتينو، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن نسخة عام 2025 من «ليلة الأفكار» تدعو إلى التأمل في الاضطرابات الراهنة بالعلاقات الجيوسياسية العالمية، وتسلِّط الضوء على ديناميكيات استقطاب جديدة. وتتابع: «إنها تطرح تساؤلات في دور المجتمعات المدنية والشباب في تشكيل عالم الغد، وكيفية مواجهة هذه التحديات المصيرية».

مديرة المركز الفرنسي سابين سيورتينو (المركز الثقافي الفرنسي)

وترى سيورتينو أن موضوع «ليلة الأفكار» ذو طابع عالمي، وله أصداء خاصة في لبنان، حيث يتناول تحديات مصيرية مثل تغيُّر المناخ، وتطوُّر الذكاء الاصطناعي. وتضيف: «بعد الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان في خريف العام الماضي، بدأت رياح الأمل تهبُّ عليه مع انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة لبنانية جديدة. وهو ما يحفِّزُ اللبنانيين على التفكير في الدور الإيجابي الذي يمكن أن يؤدوه. كل هذه الموضوعات ستحضر في هذه الأمسية الغنية بمناقشة تحديات المستقبل».

تُفتتح الأمسية مع الرسام والكاريكاتيري برنار حاج، المعروف بلقبه «The Art of Boo»، الذي يتميّز بنظرته اللاذعة والملتزمة. ويليه أداء قرائي للصحافي والكاتب مروان شاهين، مقتبس من كتابه «بيروت 13 نيسان 1975»، حيث يمزج بين السرد الشخصي والذاكرة الجماعية. كما تتضمَّن الأمسية لقاءً استثنائياً مع ريما عبد الملك، وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة، وهي فرنسية من أصول لبنانية تبوّأت هذا المنصب الرفيع من عام 2022 حتى 2024.

رسام الكاريكاتير اللبناني برنارد الحاج (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «قصائد عن الشجاعة والحرية»، تُلقي ريما عبد الملك قراءات موسيقية باللغتين العربية والفرنسية، بمشاركة الشاعرة ريتا باسيل، وعازف الكمان جاك إستيفان.

وتُعلِّق سيورتينو لـ«الشرق الأوسط»: «إن مشاركة الوزيرة السابقة ريما عبد الملك تنبع من مسيرتها الغنية والتزامها القوي، ما يُعدُّ رمزاً للعلاقة المتينة التي تربط بين فرنسا ولبنان. وإلى جانب ذلك، فإن الوزيرة امرأة شغوفة بالثقافة والفنون». كما تُعقد طاولة مستديرة تجمع بين الصحافي ورئيس منظمة «مراسلون بلا حدود» بيار هاسكي، والروائية والمفكرة دومينيك إدّه.

وتُختتم السهرة بعرض موسيقي من تقديم «دي جي سَت» (DJ set) لناصري صايغ (راديو كرنتينا)، حيث يخوض الحضور رحلة صوتية تمزج بين الأرشيف، والشعر، والإبداع الحر. وخلال الأمسية، سيتمكَّن الحضور أيضاً من اكتشاف مسار فني من تصميم جمعية «احكيلي»، يتمحور حول ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية، بمشاركة عدد من الفنانين المحليين.

«ليلة الأفكار» حدث سنوي ينتظره اللبنانيون (المركز الثقافي الفرنسي)

وتتميّز هذه النسخة أيضاً بتعاون مع مهرجان «سا برِس» (Ça Presse)، من خلال حضور الرسامَين الفرنسيين كزافييه لاكومب، وباسكال غرو، اللذين سيرسمان أبرز لحظات السهرة مباشرة.

وتختتم سيورتينو حديثها لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «إن النسخة العاشرة من (ليلة الأفكار) تجمع بين الثوابت والابتكارات، فتدعونا للتعرُّف بصرياً وسمعياً إلى وجوه فنية وثقافية وإعلامية من لبنان وفرنسا، ما يوفِّر مساحة غنية لتبادل الثقافات والتفاعل مع الجمهور. أما اختيارنا لـ(بيت بيروت) لاستضافة هذا الحدث، فلم يكن صدفة، بل جاء في الذكرى الـ50 لاندلاع الحرب اللبنانية، لنُبرِز من خلاله الوجه الثقافي المضيء للبنان، لا سيما أن هذا البيت يزخر بمحطات تاريخية تعني الكثير للبنانيين».